كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 انجمينا والخرطوم ثقة يهزها ايواء المعارضة صالح محمد عبدالله صحفى بصحيفة الايام
|
--------------------------------------------------------------------------------
انجمينا والخرطوم ثقة يهزها أيواء المعارضة/صالح محمد عبد الله صحفى بصحيفة الايام السودانية
انجمينا والخرطوم ثقة يهزها أيواء المعارضة
وصف وزير الخارجية الاميريكى الاسبق هنري كسنجرعلاقة الخرطوم بأنجمينا أشبة بعلاقة (الفطط المستأنسة بالكلاب الضالة ) حينما سئل عن ابعاد الصراع السوداني – التشادى فى مؤتمر القمة الافريقية المنعقد بأديس ابابا يونيو1983.
وقد يظن البعض ان التوتر السوداني – التشادي هو وليد سنوات قريبة ، ولكن يعود هذا التوتر لسنة 1977عندما جمع الرئيس الاسبق نميرى احد عشرفصلآ تشاديآ لتوقيع اتفاق مصالحة سياسية عسكرية فى اديس ابابا تم بموجبه تنصيب جوكونى رئيسا للدولة وحسين هبرى وزيرآ للدفاع ، لكن الاتفاق لم يدم طويلآ ، بالرغم من جدية الحكومة السودانية آنذاك لرب الصدع ، الا ان الايادي الخفية الخارجية كانت هى المحرك الاساسى للتوترات التى ما انفكت تهدد الدول المجاورة ، ولم يكن أمام جوكونى غير الاستنجاد بالخرطوم مرة اخرى للاستقواء به ، ولكن تدخل فرنسا حال دون ذلك الامر الذى ادى الى قتالآ عنيفا بين عدد من الفصائل المسلحة كانت أهمها فصيل حسين هبري المدعوم بقوة من الدول التى تري فى جوكونى أداة أجنبية لتحقيق مصالح استعمارية فتم الاطاحة به.
ودخلت العلاقات السودانية التشادية منعطفآ خطيرا بعد اندلاع الثورة فى دارفور ، حيث القت بظلالها على البنية الامنية والاستراتيجية بين البلدين نتيجة أفتقار النظامين لرؤية تنسيقية مسبقة للتعامل مع المعضلات الطارئة .
وما زاد الطين بلة وعقد العلاقة بين البلدين أ كثر ربط النظام فى الخرطوم مايجرى فى دارفور بايعاز من نظام دبى فى تشاد ، وكان يعتقد جازما وبدون تحفظ بان ثوار دارفور يجدون دعما ماديا ومعنويا ولوجستيا من الرئيس دبي ، وحمل مايجرى فى دارفور الى دبي ونظامة ، وفشل كل المحاولات الجادة من المسؤلين التشاديين لاقناع النظام فى الخرطوم بان ما يحصل فى دارفور شأن سودانى وليس للحكومة التشادية أيى مصلحة فى تأجيج الوضع وخلق التوتر بين البلدين .
فى خضم فقدان الثقة بين الطرفين ، رصدت الاستخبارات التشادية تجمعات يعتقد انها مناوئة لنظام دبي فى معسكرات بدارفور ، حيث ابدي النظام التشادي انزعاجة من هذه المعسكرات ، كما عبرعن قلقة من أختراق الجنجويد لحدوده من وقت لاخر بحجة مطاردة اللصوص والنهب ، ولكن خكومة الانقاذ مازالت تنفى ماتدعية الحكومة التشادية .
وبإيعازمن المعارضة التشادية فى السودان قامت الاستخبارات بتجميع وتدريب مجموعة من أ بناء القبائل المشتركة بين البلدين (العرب، التاما، البرقو والزغاوة) ولم يجد نفعا واستمرت الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وأنجمينا فى تصاعد بالرغم من اتفاق الرئيسين أكثر من مرة فى كل من الفاشر ، الجنينة، وطرابلس حيث ينص الاتفاق على حظر استخدام اي منهما اراضية للهجوم على الاخر و فى مكة نص الاتفاق على احترام علاقات الجوار وذلك بترفيع بعثتهما الدبلوماسيتين ، وفى داكار ينص الاتفاق على ضبط حدود البلدين ، وعدم دعم التمرد فى كليهما بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون .
وبدون سابق انذار نشبت مواجهات بين جيشين البلدين ورفع السودان شكوي الى مجلس الامن بعد غارات شنها الطيىران التشادي على أراضية ، وأقرت حكومة تشاد بانها قصفت مواقع للمتمردين التشاديين يقيمون قواعدهم الخلفية فى دارفور ، حيث توغلوا داخل الاراضي السودانية واتهم السودان بايواء متمردين تشاديين واعطائهم الاوامرلقلب نظام الحكم فى أنجمينا ، لكن الحكومة السودانية نفت أية صلة له بمحاولة المتمردين التشاديين لقلب نظام دبي ، وفى ذات الوقت أحتفظ السودان باتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة للرد.
وتعثرت العلاقات بين البلدين بسبب الاعمال العدائية التى تنطلق فى الشريط الحدودى البالغ طوله (1360) كلم بجانب التهم المتبادلة بدعم حركات التمرد لكل الطرفين ، لكن الهجوم من قبل حركة العدل والمساواة على مدينة امدرمان دفع الرئيس البشير الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد محملآ اياها مسؤلية الهجوم على امدرمان فيما تاسف تشاد لقرار الخرطوم قطع علاقاتها معها .
وتاتى تطبيع العلاقات بين انجمينا والخرطوم نتيجة للسياسة الاميريكية الجديدة تجاه السودان الذى اعلنه الرئيس اوباما ، والتى ترتكز على ثلاث محاور : أولآ- السعى لوضع حد نهائي للصراع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والابادة الجماعية فى دارفور . ثانيا - تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب . ثالثا- ضمان ان لا تكون السودان ملاذا آمنا للارهابيين الدوليين .
هذة الخطوات ألاستباقية من المجتمع الدولى تأتى من أجل تأ مين الجدود بين السودان وتشاد تمهيدآ لاعلان وقف اطلاق النار قبل انطلاقة مفاوضات الدوحة فى الرابع والعشرين من يناير المقبل ، وتحفيز الحركات المسلحة الى توحيد رؤيتها للدخول الى المفاوضات ، بجانب اتاحة الفرصة للمنظمات لتحسين الوضع فى الاقليم والوصول الى السكان المحتاجين للغذاء لسد الفجوة
وبعد شهور من الجمود المشوب بالحذر فى العلاقات بين البلدين وبضغوط من المجتمع الدولى بتطبيع العلاقات وطيء الخلافات من أجل أرساء سلام نهائي أعرب البلدان عن رغبتهما فى التعاون للازالة العقبات التى تعترض مسار السلام ، لكن مصدر من المؤتمر الوطنى فضل عدم ذكر اسمة قال ل(ستيزن ) ان الحوار لتطبيع العلاقات بين البلدين جاء لقناعة الطرفين بأن الحركات المسلحة الدارفورية لن تستطيع تغيير النظام فى الخرطوم وفى نفس الوقت المعارضة التشادية ليست بمقدورها الاطاحة بنظام دبي .
ومن هنا قررالطرفين الدخول فى الحوار لأزالت الحواجز النفسية بين البلدين وبناءالثقة التى تهزها الاتهامات المتبادلة والاعمال العدائية فى الشريط الحدودى . لكن ما هى الآليات التى ستتخذها الخرطوم –انجمينا لمنع المعارضة لممارسة نشاطها شن الهجمات ضد البلدين ؟
وهل ستقوم الحكومة التشادية بطرد حركة العدل والمساواة من اراضيه ، او با لضغط عليها للاسراع فى المشاركة فى المفاوضات الدوحة كعربون الثقة لتقوم الحكومة السودانية فى نفس الوقت بطرد المعارضة التشادية من اراضيها ، اوالضغط علييها لتوقيع اتفاق مع الحكومة التشادية ؟
الان المعارضة التشادية قد تمت سحبها من ولاية غرب دارفور الى ولاية شمال دارفور بإيعاز الحكومة السودانية وتم وضعها فى منطقة الصياح وهى تحدث ذعر ورعب وسط المدنيين ، وعلى خلفية ذلك الاجراءات قام وفد كبير برئاسة وزير الخارجية بزيارة الى الخرطوم لكسر الجمود وردم الهوة فى العلاقات بين البلدين وتنفيذ ما اتفقا الطرفان فى ابعاد معارضة البلدين عن أراضيهما .
فهل يفلح سياسة العصا والجزرة الى تطبيع العلاقات بين البلدين ....؟
© Copyright by SudaneseOnline.com
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
الغالى شقيفات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست