دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: doma)
|
لمشاهدة محاولة سينمائية سعت لمقاربة واقعة اختراق الأنصار للصندوق الإنجليزي، ضع في بحث اليوتيوب هنا (Battle of Abu Klea - Four Feathers) وسآتي لنص روديارد الشعري.
فالشاعر كيبلينغ بذلك يضع الفظي وظي في مرتبة أعداء محترمين أكثر من الفرنسيين أنفسهم، ناهيك عن المُسْتَعْمَرين! لنقل إنها إحدى "المُنصفات الكبلينية" اقتباساً من ثقافة العرب. فأين هذا الإنصاف من مشاهد هذا الفيلم الضلّيل؟
ليجعل ما عقّدوهم به لازمة نصّه عن الفظي وظي بكامله وقافيته العُقدة. فكل مقطع من نصّه ينتهي بذكر اختراق الأنصار للصندوق الإنجليزي، تشكيلهم العسكري المُعْجِز، وما فخروا به على الفرنسيين عبر التاريخ، وتحدّوهم بأن يخترقوه.
ولكنّي أردتُ فقط حادثة الصندوق هذه، لأنَّها عقّدت كلّ إنجليزي أيامها، ومن خلالها ثبّتت قوات المهدية ذاتها في تاريخ تعقيد جيوش الوحشية الغربية. الجيش الإنجليزي تحديداً، وملكته، وتعقيد روديارد سمسار ودلاّل إمبراطورية الدم نفسه.
ويقطعون الفارس وجواده إلى قسمين بضربة سيف واحدة، لاحظ لهذه اللقطات ومحاولتهم لتجسيدها ورسمها، كانت جميلة. على كلٍ، لا أريدُ أن أنساق وراء فيلم "الريشات الأربع" إلا بالقدر الذي يساعدني في إلقاء إضاءات على مشاهد فيلم الخرطوم، فذاك فيلم حكايته ثانية وتطول كما أسلفت.
0
الحقيقة الشغل السينمائي في الريشات الأربع بديع، وفيه اجتهاد كبير، وتعويلهم على خلق قصة سينمائية ناجحة بأكثر من صب الأيدولوجيا ملحوظ في الفيلم. وأعجبني محاولة تقليدهم لما روته كتب التاريخ ولما رواه كيبلينغ في قصيدته أيضاً، عن أولئك الرجال الذين يخرجون من باطن الأرض،
0
يقتل أربعة من الهدندوة واحداً تلو الآخر، وبسلاح أبيض، هذا شيء طريف للغاية! الفكرة الفاندامية، الشوارزغنرية، والسيلفسترونية، الجاكيشانية، "البلهاء" عينها. لعله من سابع المستحيلات أن تقتل أربعة من فرسان الهدندوة بسلاح أبيض الواحد تلو الآخر. شيءٌ طريف للغاية!
0
فإن أخبرت أحد السودانيين بانَّك اشتبكت مع أحد هؤلاء الناس في معركة عتادها الحركة والسلاح الأبيض، لن يمتلك سوى الضحك منك، ستخسر.. ستخسر، لا شك، السرعة مسألة حاسمة في كل شيء، وليس المعارك وحدها. ولكن انظر إلى البطل الكولنيالي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: Maawya Hussein)
|
فبذلك لم يعطِ مدفعيتهم فرصة لتنال من جنوده باعتماده على سرعة الخيل وأمهر الرماة السريعين عنده! (سيك سيك، معلّق فيك)، والطريف أنَّ قبائل الهدندوة هذه معروفة بالسرعة والمهارة في استخدام الأسلحة، لدرجة أنَّ الأسطورة السودانية تروِّج لكونهم يطيرون مع الطيور، لشدَّة سرعتهم.
برغم مدفعيتهم المتفوقة والضاربة، وحتف أنف التكنيك والعلوم العسكرية الأوروبية المتقدَّمة بمواصفات زمانها. ولكن هم بذلك يجعلون من جنودهم مجرّد بلهاء، لم يتحرّك أحد من الصندوق، وإنَّما عثمان دقنة هو الذي كان يتحرّك بأقصى ما يستطيع،
لم يجدوا غير أن جعلوا الجنود الإنجليز يطاردون القوات المهاجمة من كتائب الأمير عثمان دقنة، كي تصبح هذه المطاردة بمثابة الـclue الأساسي، من هنا يجعلون قوات عثمان دقنة تجد الثغرة التي تُمَزِّق بها الصندوق إرباً، قلتُ الإخراج لفيلم (الريشات الأربع) يُريدُ حيلةً يدفع بها عن أسطورة المربّعة الإنجليزية؟ ولكن كيف؟ الحادثة قطعية الثبوت والوجود ولا يفيد معها النفي والإنكار، أو كما يقول المثل السوداني (سِيِك سِيِك، مَعَلَّق فيك).
لكن كيف دفع البريطانيون الثمن؟ بالصَغَار، الخزي، وبالعار، والحروب المتواصلة مع المهدية التي أعياهم أن يجدوا لها حلاً جذرياً مع هؤلاء الدراويش كما يحلو لهم التعريف بهم. | أو كما سمعنا بآذاننا راويهم ببطن فيلم الخرطوم الذي أمامنا هذا وهو يقول بالحرف الواحد: { and for fifteen years the Sudanese paid the price with pestilence and famine, the British with shame and war.}. السودانيون دفعوا الثمن كما يقول الراوي، بالأوبئة أو الطاعون، وبالمجاعات.
حتى بعد مجازر الانتقام التي قام بها كتشنر بعد ما يقارب العشرين عاماً من موت المهدي، لم يشفِ ذلك غليلهم ولم يسترد لهم اعتبارهم الاستبدادي. فالمهدي قد فلت منهم بانتصاراته وأمجاده ولا سبيل لإرجاعه وجعله يتقيأ ذلك، وهو لم يضع جنبه للموت إلا بقلب الخرطوم بعد تحريرها منهم.
وثانياً لكون المهدية أذلَّت صلفهم الإمبريالي على نحوٍ لا داحض له، ولا اشتباه حوله. وكل ما فعلته في وجههم كان "استثنائياً" و"مفرداً".
الإنجليز حتى تاريخ اليوم يكرهون المهدية كُرهاً جاداً، وغير متسامحين نحوها كشيء من التاريخ أبداً. وإن سألنا لماذا؟ أوَّلاً لكون الحاضر الإمبريالي لم يتغيّر فما تزال أمثال رؤى المهدي تُمَثِّل خطراً على الإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية.
أمَّا الأسطورة الكبرى، عن إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ولا تُقهر في هدمها لهم المهدي بنفسه، وأخرجهم بقوة السلاح من السودان، كرجل وحيد من العالم كلّه استطاع أن يفعل ذلك في تلك الحقب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: Maawya Hussein)
|
فقد تُوفي الأمير عثمان قريباً (1837-1926م)، يُعَرِّف به الزركلي: {كان موصوفاً بالمقدرة، والدهاء، وسعة الحيلة في الحروب}.
حتى جاءهم الأمير عثمان دقنة القائد الفذ وهدم هذه الأسطورة الثانية على رؤوس جنودهم. وعن سيرة هذا الرجل الباسل في هذا المقام، يكفي هذا السطر الوحيد مما قاله عنه "الزركلي" في قاموسه الأعلام، برغم تخليط الزركلي وإتيانه بعجائب عن سيرة الرجل المعروفة للغاية،
المُربّعة الإنجليزية، أو "الصندوق، كما في أدبيات الجيش السوداني" كان يعتبر غير قابل للاقتحام أبداً، ولم يسبق أو يلحق لأحدٍ من العالم كلّه أن اقتحمه غير الأمير عثمان دقنة في شرق السودان، لا مشاة ولا فرسان ولا حتى نيران مدفعية من بعيد بوسعها فك منعته، كما تقول القطعة أعلاه،
it was considered impregnable to infantry or cavalry (though vulnerable to artillery fire); until Abu Klea, a fully-formed British square had never been broken by assault
وذلك من خلال الطريقة التي جعل بها خيول الأمير عثمان تهاجم الإنجليز، الطريقة المنظمة، والانسحاب التكتيكي المنظم. ولكنه في النهاية أُضطر للتلفيق من عنده خجلاً لانهدام أسطورتهم الثانية، وهي، اسمع من قولهم وبلغتهم:
في فيلم (الريشات الأربع) وبالرغم من المحاولة الممتازة للمُخرج في تخمين كيف حدث ذلك؟ أو محاولة الاستنتاج التاريخي والعسكري للكيفية التي اقتحم بها الأمير عثمان دقنة المُربَّعة!
الفيلم بالتأكيد لم يجد حيلةً لنفيها، ولكنه حاول أن يُبَرِّر لحدوثها بطريقة أكثر بلاهة من الطريقة التي جعلوا بها المهدي في هذا الفيلم يُظهر جَذَعاً درامياً مضحكاً حين موت غردون، ما أسميته بتهريج لورنس الأدائي، المسرحي. ما يهمنا منها حالياً هو أنَّ هذا الفيلم رَكَّز تحديداً على هذه الحادثة الشهيرة، والوحيدة، لاختراق الأنصار للمربَّعة الإنجليزية، التي أوردها كُلُّ من أرَّخ للمهدية بدون استثناء، ومعظمهم بريطانيين ومصريين، أعني المؤرِّخين.
ضع في بحث اليوتيوب هنا (Battle of Abu Klea - Four Feathers) كي تنتقل إلى بؤس فيلم آخر وشهير عن معارك الفيكتورية، أو الإمبريالوساكسونية، ضد (المهدية السودانية). فيلم (الريشات الأربع) هذا حكاية بحالها وثانية، غير حكاية فيلم الخرطوم.
روديارد أثبت لهؤلاء الناس الشجاعة التي لا مراء ولا جدال حولها بالمرَّة، في أشهر قصيدة له على الإطلاق، كما أنَّها ارتبطت بأشهر واقعة في تاريخ الحروب حينها، وهي حادثة اختراق الأنصار لتشكيلة الصندوق الإنجليزي المعروفة في تاريخ وعلوم العسكرية
فهذه هي الإمبريالية الأوروبية، تأتيك مدرعة سلاحها وجبخانتها في عُقر دارك، فإن هزمتك فأنت متخلّف وأدنى تحضراً منها، وإن هزمتها فأنت فظي وظي وبربري، وحشي، همجي.. إلخ وإن شئت فالـ"فظي وظي" بالمختصر المفيد تعني "البرابرة". أي: المقاتلون الفوضويون، القساة البدائيون، شاربو الدماء في كؤوس جماجم الرسل، كما تشاء دعايتهم وسينماهم.
ووصفة الفظي وظي هنا هي ذات الجائزة التي استحقها أجدادهم من الأمازيغ كما أسلفت. فروما القديمة ما أسبغت عليهم نعماء (البرابرة) إلا حينما تعقّدت في قتالهم، أهو قتالٌ فوضوي؟ فليكن، مع ذلك فقد دكَّ تنظيمك وبشَّع بالقدرات الفردية لفرسانك.
فهذا الإمبريالي الموسَّم بنوبل نفسه لم يجرؤ على أن يجعل الأنصار يتراجعون أمام عصاهم، بل أسماهم بالفظي وظي Fuzzy-Wuzzy أي هم الشُّعْث، القساة حين الذود عن حريتهم. الهاجمون على القَدَر ومدافع المكسيم برماحهم لينتزعوا مصيرهم، بعكس الذين تراجعوا أمام عصا غردون الإمبريالية.
فدلال وسمسار حروب العصور الفكتورية عينه، الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنغ Rudyard Kipling Joseph (حائز على نوبل الدنميت بالمناسبة، بل كأوَّل كاتب إنجليزي يحصل عليها إطلاقاً).
فالشاعر إذن سينما وحده، لذلك عمله متقن ويلتزم حرفية الفطنة والصنعة أكثر من أيدولوجيا السينما. دعنا من شعراء العربية، فلنتلمَّس نضال المهدية هذا ذاته، لدى شاعر الإمبريالية الأكبر ومسخها الشهير، الشاعر الإنجليزي الكبير جوزيف روديارد كيبلنغ. ماذا قال عن خصومه الأنصار؟
باختصار، السينما هي الهبوط بآدم الشعر من الفراديس إلى الأراضين.
كما تحاول أن تُقَلِّد ملكات الدماغ الداخلية ليس عبر فكّها إلى خمس حواسٍ فحسب، لا، هذا لا يكفي، وهي قطعاً ستقف حائرة، وستحتاج إلى ما لا يمكنها أن تُحيط به من حواسٍ بوسع الشاعر الواحد، والوحيد، أن يُحيط بها، وأن يقتنيها.
إنَّ السينما هي سيولة الشعر، التي تفكّه في شخوص ممثلين وموسيقى تصويرية وألوان ديكور وإكسسوارات ومكياج.. إلخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: Maawya Hussein)
|
فالشعر يقدِّمُ شخوصَه وصورَه وأخيلتَه وموسيقاه، ألوانَه وروائحه وطعومه، وإكسسواراته، كل ذلك عبر الدماغ فقط. أي في هذا المقام، وامتداداً لهذا السياق تحديداً، بوسعنا القول،
الشعر حساباته أعسر، لأنَّ ((التفاعل)) فيه ومعه يتم عبر عمليات فكرية بحتة، لدى أصالتها الأولى، قبل ترجمتها إلى سوقية حواس. فسوق الحواس ومشاعتها من نظير السينما- تنتصب عبر دعامات وأدوات كثيرة جداً جداً، كي نُحَصِّل بها، تقليداً لا أصالةً، لُقى القصيدة الواحدة.
(أبكينا نساءهم وأبكوا نساء..) (بكل قرارة منا ومنهم..) (فكم من سيد فينا وفيهم..).. إلخ}. نعم، هذا منطق الدنيا والأشياء، ستفعل قطعاً- سيُفعل بك، وإلا فمن تُقاتل؟ آآلعدم!؟ ولكن هذا تفكير شعراء راقٍ وأكثر ذكاء، فالشعر حساباته أعسر. التوليفة التي أصبحت مفتاحاً في قراءات كيف يصف الشاعر خصمه، أو ما عُرف في الأدب العربي بـ(المُنصفات)، ومن أشهرها مُنصفة عامر بن أسحم النكري، التي يقول فيها {(أشبعنا السباع وأشبعوها..)،
انظر إليه، يشمل خصمه معه ولا يستثنيه أو يُتَفّهه، نعم أبدعنا وأبدعوا إن كان في الحرب إبداع!؟- ثبتنا وثبتوا، نزفنا ونزفوا، فنحن جيشُ ليوثٍ لن يفخر بهزيمته لجيش أغنام. "مِنَّا ومنهم" انظر التركيبة الفكرية العميقة، والبديعة، المحسوبة جيداً ودقيقاً، بحسابات الشعر.
عمرو بن كلثوم مثلاً: كأنَّ سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا كأنَّ ثيابنا منا ومنهم ... خُضِّبنَ بأرجوان أو طُلينا
التتفيه المُحْكَم، إي، التتفيه للخصم، لدى أي منعرجٍ من هذا الفيلم، وهذا عدم حصافة منهم كما أسلفت، إذ لم يحفظوا لأنفسهم بذلك مقامات الذكاء الأعلى، والمهارة الأعلى، والنزال الأعلى، كما فعل عنترة بقصيدته، وكذلك عبد يغوث اليماني الحضرمي وشعراء كُثْرٌ،
بهيمة واحدة تتحرَّك فيما يُطابق الزواحف وكل أنواع الـcreepers مَصَّاصَة الدماء، ما لا تقتلها طلقة واحدة، فعليك أن تحكم ضربك إذن وتفرغ عليهم كل ما معك من بارود، فهم جُثث بالأصل، عادوا للحياة من باب الخروج، فالواجب يقتضي إرجاعهم إلى قبورهم هذه المرَّة كما يجب.
هذا الصمت والتراجع أمام عصا غردون ممثل إمبريالية وبرجوازية رأس المال المسيحي، هو في الحقيقة ما تحلم به هذه الإمبريالية. التي لا ترى في العالم كلِّه مما عداها، إلا بهيمة واحدة حينما عَمَّ صمتٌ أسطوري، المغزوون في ديارهم بالقاع والإمبريالية أعلى السُّلَّم، صمتٌ لا أجد له مثيلاً إلا ذلك الذي حَدَّثنا عنه القرآن حين يتجلَّى الله في قيامته وتخشع الأصوات والكائنات!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا حباني ممكن تنقلوا لي كلام محسن خالد ولدي الفي اليوتيوب (Re: Maawya Hussein)
|
MuhsinKhalid في مذكّراته عن بلاد الغيلان، حين قال {أبرزوا فضائل البربرية. كانوا شجعانَ ونزيهين}، حتى هذه! نجد أنَّ صُنَّاع الفيلم قد قاموا بتجريد هذه الشعوب منها. # MuhsinKhalid فالحقيقة أنَّ هذا الفيلم لم ينبئنا عن فضيلة واحدة لهذه الشعوب الكثيرة التي تسكن أكبر قطر إفريقي وتتكون من مِلَلٍ ونِحَلٍ لا عَدَّ لها. والأطرف من ذلك كلّه، أنَّه حتى "فضيلة البربرية" التي تَصَدَّق بها ونستون تشرشل على هذه الشعوب، # MuhsinKhalid هاتكة بذلك أدنى تعارفات الإنسانية من عدم قتلٍ للرسل والأسرى والنساء والأطفال وخلاف ذلك من اختلاقات اكتظ بها الفيلم، أو بالأدق انحصر فيها ولم يزد عليها. 1 # MuhsinKhalid فموجز الحركة للأنصار بقلب هذا الفيلم، يرسم كتلةً لبهيمة ضارية، من شعوب كثيرة كوشية وعربية، تتخبط في عمى جهلها، وهمجيتها. وقيادتها كما رأينا بأعيننا تَفرش مضافتها وديوانها، من ضمن ما تفرش، بالجِرار الملأى بالأوصال المقطوفة عن ضحاياها، 1 MuhsinKhalid كل شيء سيختلف، المشي، تحريك اليدين، فتح الفم وإغلاقه حين الحديث، طريقة الجلوس النهوض، إبداء الاستغراب حركياً، أو المقت، الاندهاش، كل شيء. 1 month ago # MuhsinKhalid في الأعمال المصرية على سبيل المثال، هل تُشابه حركة "الفلاح" وأسرته، المسخور منهم على الدوام ويا للأسف، هل تُشابه حركة أحد سليلي الباشوات وأسرته؟ قطعاً لا. 1 MuhsinKhalid باختصار تفصل الحركة هنا بين كيف يُفَكِّر ويعيش إنسان الشارع الأمريكي "البلورتاري إن شئت"، وكيف يُفَكِّر ويعيش البرجوازي؟ كُلُّ هذا الحوار المعرفي والفلسفي يتم من خلال "الحركة وحدها".# MuhsinKhalid فالحركة هنا بقلب فيلم كهذا، تمثل برزخاً حقيقياً، يفصل بين عالمين كاملين، وليس بين أسلوبي رقص فحسب.# MuhsinKhalid وخصوصاً فيلم Step up2-The Streets الذي يروي قصة راقصة كانت منضوية لجماعة راقصي شوارع، ثم تلتحق بعد ذلك بأكاديمية رقص "برجوازية".# MuhsinKhalid فالرقص هو أحد طرائق التفكير في رؤيتي له، وما هو بأحد وسائل التعبير كما في التعريفات الشائعة عنه. إذ لا فرق بينه وبين الرسم والموسيقى والرموز الرياضية والكيميائية. فالحركة بقلب أفلام من نوع الفيلمين المذكورين آنفاً، 1# MuhsinKhalid ولتتضح الشواهد يمكنك مثلاً مقارنة حركة الأنصار في فيلم الخرطوم، أعني الحركة الجمعية، بحركة الراقصين الجمعية مثلاً في فيلم How she Move أو فيلم Step up2-The Streets، المُخصَّصين للرقص وفلسفته. # MuhsinKhalid القصد الأوَّل من ذلك نفي العقل الفردي، عن هذه الجماعات، وتثبيت اندغامهم الجمعي في كتلة بهيمة واحدة وعمياء. لا تعقل ولا ترى، فقط تتحسَّس عبر استشعار بهيمي، أو حيواني، رائحة ما أمامها من دماء. كما تُقدِّم الأفلام التي ذكرتها أعلاه، كائنات مادَّتها الفانتازية تلك بالضبط.# MuhsinKhalid هذه الأفلام المذكورة لمن شاهدها، يجد ذات الحركة التي دَسَّها معدُّو فيلم الخرطوم تحت أرجل أنصار المهدي، بل رموها على أجسادهم بتمامها فكأنَّك ترى (هنابيل-خيالات مآتة) تتحرَّك في الفيلم بطوله. 1 month ago # MuhsinKhalid أمَّا تساؤل كيف سيموتون؟ فيكون بذلك هو الفيصل في تصنيفنا لهذه الكائنات أهي بشرية أم غير ذلك! واربط هذين السؤالين بما ترغب الكولنيالية في تقديمه عن هذه الشعوب، وفي معالجتها للأمور ببلاد هذه الشعوب. 1 month ago # MuhsinKhalid ومُلَخَّص الحركة في هذه الأفلام، ينطلق من فرضية، أنَّ هناك موتى من البشر، عادوا إلى الحياة، ليكونوا كائنات مَصَّاصة دماء. بالتالي يُصبح سؤال كيف يتحرَّكون؟ سؤالاً شديد الأهمية. 1 month ago # MuhsinKhalid فالحركة في مطلقها، بهذا الفيلم، قُدِّمت لكتلة بهيمة عمياء، غرائبية. كما أسلفتُ لا تجد مُشَابهاً لها، إلا في فيلم I'm Legend، أو فيلم Dead and Deader أو فيلم Diary of the Dead. 1 month ago # MuhsinKhalid حينما تنقلب السيارة بـ"ويل سميث" وتتراكض نحوه هذه الكائنات لتهلكه وتمتص دمه، فهي تهرول بطريقة تتشبَّح فيها الأرجل على نحوٍ منفرج وغريب، ولا تقتل تلك الكائنات طلقة واحدة، تتمايل فقط وتواصل مسيرها، فهي مصاصة دماء، أووو سأمتص دمكم. 1 month ago # MuhsinKhalid راقب حركة الأنصار حين يخرجون من المركب، هي ذاتها حركة الكائنات مصاصة الدماء في فيلم (إنَّني أسطورة، أو ليجند I'm Legend) 1 month ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid ولكنني قمتُ بمراجعة الفيلم كلّه، وأيضاً من المقطع أعلاه يمكنك مراجعة لحظات دخول الأنصار لأمدرمان، وحركتهم بداخل أزقتها، لترى أنَّ هذه اللقطة التي يخرج فيها الأنصار من السفن ويتحركون باتجاه خنادق جيش غردون، تمثل نواة حقيقية، ولقطة نموذجية، لكل حركة الأنصار بالفيلم. 1 month ago # MuhsinKhalid لولا أنَّني انتبهت للحركة في تمام الفيلم، ووجدتُها تحتوي أشياء جِدُّ غريبة لأوَّلت هذه اللحظة بكون الأنصار خرجوا من السفن على أرض الشاطئ الدبقة وذات الأوحال، ولذلك جاءت هذه الطريقة الغريبة في الحركة. 1 month ago # MuhsinKhalid من الأشياء اللافتة والطريفة، في هذا الفيلم، حركة الأنصار، لاحظ كيف يتحرَّكون! ومن المقطع أعلاه، بالوسع الضغط على هذه اللحظة لترى كيف يهرول الأنصار بعد خروجهم من السفن. اضغط على هذه اللحظة 4:05 وراجع ما قبلها وبعدها. 1 month ago # alfakky فخورون بالانجاز الذي قدمه السودانيين فهم مسالمون لكن اذا ظلموا لايرضون بالظلم 2 months ago # MuhsinKhalid عمر غردون أو شارلس البشير، ما الفرق بينهما؟ كلاهما قاتلٌ، ولصٌ، واستعماري، وكلاهما يُريد انعكاساً مُزيَّفاً ومفبركاً لصورة وجهه على دماء ضحاياه، بمثل بهلوانيات هذا الفيلم، غير انعكاس مصَّاص الدماء! والدماء لا تكذب القتلة صور وجوههم أبداً. 2 months ago # yazeed1986 شكراً لك 2 months ago # MuhsinKhalid دون أن يُحَاضر الإمبرياليون السودانيين عن التحضُّر ودون أن تُحاضرهم الجبهة الإسلامية عن الإسلام وقطع أيدي السُّرَّاق. 2 months ago # MuhsinKhalid فالشعوب السودانية الغلبانة لم ينبها شيءٌ لا من لصوصيتك ولا من لصوصية أبنائها. كلكم قَتَلَة ولصوص وتبحثون عن أرزاقكم وإنامة غرائزكم ومطامعكم. فاضربوا مأكلتكم جميعاً حتى يفرِّق الموائدَ عنكم دفعُ انتفاخِ بطونكم. 2 months ago # MuhsinKhalid كما هدموا مشروع النيل الأزرق، والسوكي، والرمَّاش والحجيرات والفاو وكنانة، وسُّكّر سنّار، وكل مشاريع النيل الأبيض للإعاشة. ولكن في المقابل أنت بنيت لانكشاير الحاضرة هذه بقلب إنجلترا، لأجل حَلْجِ وتقميش ما تنهبه مجاناً من أقطان ذلك المشروع السوداني. 2 months ago # MuhsinKhalid فصحيحٌ أنَّك بنيت مشروع الجزيرة الذي هو أضخم مشروع زراعي، على سطح الأرض، تحت إدارة موحَّدة. وصحيحٌ أنَّ الكيزان=الجبهة الإسلامية، أميبيا الإخوان المسلمين، هدموا هذا المشروع الزراعي 2 months ago # MuhsinKhalid ووجود السودانيين تحت إمرتك كان ضرورياً عندك للإيفاء بشرط السُّخْرَة، وليس شروط الرفاه. 2 months ago # MuhsinKhalid الماء وقود، والبنزين وقود، وحقيقتهما معاً أنَّهما (وقود). فهل تعمل السيارة بالماء، أم يعمل الإنسان بالبنزين!؟ فأنت الإنجليزي لم تبنِ للسودانيين، بل بنيت لنفسك وبدافع السرقة والنهب. 2 months ago # MuhsinKhalid دمارُ السودان بدأ منذ خروج الإنجليز، هذا رصدٌ تاريخي حق وصائب. ولكن هل تصلح هذه الحقيقة كبراهين سليمة لضرورة بقاء الإنجليز في سودان السودانيين!؟ وهل كل حقيقة تصلح لبرهنة أية معادلة مطلوبة مهما تكن، فقط بمؤهلات كونها حقيقة!؟ 2 months ago # MuhsinKhalid لجعل أرض السودان كلها لغماً أرضياً، يبقى خاملاً ما بقيوا هم واضعين أرجلهم على فتيلة الموارد. وينفجر فوراً إن أزاح السودانيون أرجل الإنجليز من الدوس على أعناقهم ونهب مقدَّراتهم ومتاعهم!؟ 2 months ago # MuhsinKhalid والإنجليز يتحملون المسؤولية التاريخية لذلك، بالبذرة التي تركوها كي تخضرَّ ذات يوم باختلاقهم لـ(قانون المناطق المقفولة) تمهيداً لجعل أرض السودان كلها لغماً أرضياً، 2 months ago # MuhsinKhalid ولكن من تَسبَّب في حرب الجنوب؟ أليست هي هذه الروح الاستعمارية التي وَرَّثها الإنجليز لأشباههم من الشماليين السودانيين؟ الشماليون يتحملون المسؤولية التاريخية لذلك، لاستهتارهم بشركاء الوطن وبالعدالة الاجتماعية. 2 months ago # MuhsinKhalid والتدمير هذا صحيح أنَّه بدأ منذ خروج الإنجليز ولم يتوقَّف حتى تاريخ اليوم. هذه حقيقة ساطعة، ليست من أوهام الفيلم، ولا جدال حولها مطلقاً. 2 months ago # MuhsinKhalid نعم الإنجليز بنوا وسرقوا السودان، وحكم الجبهة الإسلامية الحالية، إذا قارناه بهم، نجده قد بَرَع في السرقة فقط. وبدل التعمير دَمَّر البلاد، وأوقع المقاتل بالناس، وشَرَّد الآهلين. 2 months ago # MuhsinKhalid شيءٌ طريفٌ بالفعل، يا لقوة عين الاستعمار! حقاً القهقهات منه ومن فُكاهته، تجعل من الجنبين جناحي طائرة "جانبو" بستة عشر محركاً، أو توربينو. تضحك لمّا تطير. 2 months ago # MuhsinKhalid انظر لتصريف اسم غردون لُغَويَّاً بأن اشتقوا منه اسم جماعة خرافية هي (الغردونيون) بمعنى الإصلاحيين أو الرساليين أو ما شئتَ من أعمال البر والإحسان التي ينجزونها بالمدافع في سيفاستفوبل وبكين وجوهانسبيرغ والخرطوم والقاهرة.. إلخ! 2 months ago # MuhsinKhalid وَيْ.. كأنَّما لم يروا تلك التماثيل الضخمة للكوشيين، منذ آلاف السنين، التي افترعوا بها فيلمهم وبنقدها! لقد نسوا "كوش" والمعابد العظيمة، وأقنية الري المحسوبة بأدقّ حسابات الفلك، والعمران الذي لا تهده تصاريف الدهر ولا مجريات العواصف. 2 months ago # MuhsinKhalid {عالمٌ بلا مساحة (أو موقع) للغردونيين، هو عالمٌ سيعود إلى الرمال}. "سيعود" أي أنَّه بالأصل لم يكن شيئاً مذكوراً، بل كان غبراء ورمالاً جافية، جئنا نحن فمنحناه من حناننا الغرس، ونظفناه ونفضنا عنه الأتربة. وإن لم يكن لنا موقعٌ فيه، فقطعاً هو عائدٌ إلى الرمال التي منها أتى. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid نعم، حتى يومنا هذا يقاتل البريطانيون من غير الإنجليز تاجَ الملكة الذي زيَّنته بأن ثَبَّتت عليه عيون القتلى من البشر، المسمولة، بدلاً عن الفواريص والمجوهرات المستديرة. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid العالم الذي لا نُوجد فيه نحن، هو عالمٌ لا شيء، وسيندفن بذات الرمال التي كان مطموراً تحتها، قبل أن نأتي نحن ونُنَقِّبه من غبارها، ونخرجه كحفرية ولُقية من الآثار كي تحيى. 2 months ago # MuhsinKhalid و((التقدير)) المقابل لبناء جملة الراوي، وليس الترجمة الحرفية لها، هو كالآتي: ولكن اسمعوا عنّا، نحن الإنجليز، وخذوا هذا منّا، والحاضر منكم يكلّم الغائب، 2 months ago # MuhsinKhalid {ولكن إليكم هذا}، والصوت هنا (للإنجليز) وحدهم، ليس للراوي بطبيعة الحال، ولا للبريطانيين كافَّة، الذين يشملون الأسكتلنديين والويلزيين والإيرلنديين. لأنهم ذاقوا السمّ الاستعمارية من ذات الكأس، وحتى يومنا هذا، هم يقاتلون الملكة الإنجليزية الكولنيالية وتاجها. 2 months ago # MuhsinKhalid This has been flagged as spam show hide Not Spam ثَوَى غردون في سودانه الحبيب، ولا نستطيع التكهُّن بالمدى الذي ستبقى فيه ذكراه حيَّة! ولكن إليكم هذا، عالمٌ بلا مساحة (أو موقع) للغردونيين، هو عالمٌ سيعود إلى الرمال}. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid ترجمة لما قال: {النجدة جاءت متأخَّرة بيومين. يومان! وعلى مدى خمسة عشر عاماً، دفع السودانيون الثمن بالأوبئة والمجاعة، والبريطانيون بالخزي والحرب. خلال شهر من موت غردون، مات المهدي. لماذا؟ لن نعرف أبداً. 2 months ago # MuhsinKhalid The relief came two days late, two days, and for fifteen years the Sudanese paid the price with pestilence and famine, the British with shame and war. Within month after Gordon died, The Mahadi died, Why? we shall never know. Gordon rest in his beloved Sudan, we cannot tell how long his memory will live, But there is this, a world with no room for the Gordons, is a world that will return to the sands. 2 months ago # MuhsinKhalid تجد الناس يتجمهرون حولهم في المساءات، وهم يحكون حكايات الزير سالم وشجاعة أبي زيد الهلالي وعشق تاجوج والمُحلّق. ولكم مجمل ما قاله الناريتر في خاتمة الفيلم: 2 months ago # MuhsinKhalid ثم يأتي صوت الناريتر، السماوي والمؤثِّر، حقاً هو صوت جميل، عميق وفاتن، يذكَّرك بأصوات الحكائيين القدماء، الفارهين والمعتَّقين، ممن كانوا يُوجدون في شمال السودان وفي مصر والمغرب. 2 months ago # MuhsinKhalid يبدو أنّ معدي الفيلم قد أصابتهم عدوى التماثيل العملاقة التي انتقدوها في مطلع فيلمهم، ووصفوها بكونها "الزهو" ممزوجاً "بالرؤى الكذوبة"! 2 months ago # MuhsinKhalid فتمثال غردون، وهو على ظهر جمله، أعلى من الشعوب السودانية كُلّها، بكوشييها وعربها، التي كانت متجمهرة تحته، ويلوحون بحجم النمال. حتى المراكب الضخمة العابرة في النيل، كانت صواريها العالية تجري إلى مُرساها أوطأ من استبداده. 2 months ago # MuhsinKhalid (بالمناسبة، السودان يوجد فيه 223 أهرام، أكثر من ضعف الأهرام الموجودة في مصر. ضع في قوقل، ancient nubian pyramids وادخل على نتيجة البحث homestead دوت كوم، وانظر بعينيك). 2 months ago # MuhsinKhalid فعلاوة على أنَّ مردِّي الحضاري وموئلي أعلى منكم ومن أهرامكم، فانظرني وأنا أمتطي الجمل أو الناقة، وماذا يعني هذا؟ يعني أنني قبلت شروط لعبتكم، وبززتكم وكنت فيها أفضل منكم. 2 months ago # MuhsinKhalid انظر اللحظة 7:28 فما بعدها 2 months ago # MuhsinKhalid كانت القناة طويلة بلا حد، المشهد لم يسعها، لأنّ المُخرج سيكملها عبر تركيب مشهد آخر، وفكرة جديدة، لتريك العلو الذي سيظهر من عنده رأس تمثال غردون. فالتحدِّي هاهنا، ومفاده كالآتي، مهما طالت رماحكم فهي لن تطول هامتي لتقطفها، لأنَّ قامتي هي الأطول. 2 months ago # MuhsinKhalid تركيبة هذا المشهد تبدأ هكذا، بقناة الرمح، أو العصا التي تُثبَّت على قمّتها شفرة الرمح، انظر إليها، يحملها أحد الأنصار ممن يعرضون أمام المهدي، ويُفترض لرأس غردون أن يكون مصلوباً عليها مثل مسيح الناصرة. 2 months ago # MuhsinKhalid مما سَلف ذكره، أنَّ رأس غردون لا يُظَهَّر على الأسنَّة، بل ينتقل المشهد فوراً، ودون أية فراغات، إلى رأس غردون، العالي جدَّاً جدَّاً، في التمثال الضخم له. ثم تنتقل دينامية الفيلم كلّها، بما في ذلك الموسيقى، عبر نغمة شجية أخرى، إلى حيث تمثال غردون الضخم، هل رأيت اللعبة!؟ 2 months ago # MuhsinKhalid فخذوا "الأوبئة" و"المجاعات" إذن، ذكرى لأيَّام غردون المسيح الذي صلبتموه على رؤوس رماحكم الهمجية. والمُصلح الذي قتلتموه وفي يده العصا التي كانت تدلّكم على مزايا الحضارة والعصر، هو الذي رفض طواعيةً، وبركاتٍ محسنة منه، أن يكون في يده السيف الذي يدلَّكم على القبر الذي تستحقون. 2 months ago # MuhsinKhalid الذين بنينا، فانطلقتم أنتم من إسار كهوفكم وغاباتكم -على حد مُذكّرات جَدِّنا تشرشل- وهجمتم على المدينة (المدنية) فدمَّرتموها، وجعلتم أنهار رَغَدها تجري بطعم الدماء لمئات الأميال. . 2 months ago # MuhsinKhalid ما يعني لنا كمتفرِّجين، بعد أن أشبعنا أعيننا بلقطة مُركّزة ومُكثَّفة، وسط تلك المعمعة، من الصهيل والتكبير كلّها، وفوقها. أشبعناها بمدافع المهدي التي وجَّهها للهدم لا العمران، ضد نفسه وليس ضدنا، نحن الغربيين المُتحضِّرين. 2 months ago # MuhsinKhalid تقول بحرقة مُتحَسِّرة على كون نجدة غردون بالإمداد وصلت متأخَّرة بيومين، على تحرير الخرطوم، ويُكّرِّر الناريتر، (يومان!) بصوته الفذ والسماوي قال: for fifteen years the Sudanese paid the price with pestilence and famine {على مدى خمسة عشر عاماً، دفع السودانيون الثمن بالأوبئة والمجاعة}. 2 months ago # MuhsinKhalid ثم يقودنا معمار اللحظات التي تلي ذلك، إلى ترك غردون لسيفه وأخذ العصا، من أجل هش هؤلاء الرعاع المُخَرِّبين، وإلى أن يأتينا صوت الناريتير "الراوي" ليصيغ لنا لُغة الصور المرئية، في لغة منطوقة مُبينة تقول بحرقة 2 months ago # MuhsinKhalid انظر (اللحظة: 2:26 إلى 2:29. في اللحظة 2:43 يظهر المُدفع في توجيهه الصحيح، وتُخصَّص اللحظات التالية لذلك حتى اللحظة 2:46 لهدم البنيان والعمران، بشكل واضح، من المقطع أعلاه). 2 months ago # MuhsinKhalid كان هناك تنويهاً، كما أسلفتُ، للَّقطة التي يستعدل فيها الأنصار مدفعهم، الذي كانت تجرَّه الخيول على نحو مقلوب، تتجه فيه فوهةُ المُدفع في الجهة المعاكسة لقفا الخيول كي لا تعوقها عن الحركة. إذ يمكننا التحليل، وكما كانت تُجَرَّ المدافع القديمة في تلك الآونة. 2 months ago # MuhsinKhalid وأشكال أخرى من خرافات سائدة وسط أُناسٍ متدنين تنموياً. أبرزوا فضائل البربرية. كانوا شجعانَ ونزيهين}. 2 months ago # MuhsinKhalid يعيشون كما يمكن أن نتخيّل، مثل إنسان ما قبل التاريخ.. يصطادون، يحاربون، يتزوجون، ويموتون دون أية أفكار وراء إشباع رغباتهم البدنية، ولا مخاوفَ تُحَاذَر إلا تلك الناجمة عن الأشباح، السحر، عبادة الأسلاف، 2 months ago # MuhsinKhalid ترجمة للعبارة: {السودانيون هم من قبائل عديدة، ولكن هناك إثنيتان يمكن تمييزهما بكل وضوح. السكّان القدماء (أو البدائيون، إن شئتَ ـم. خالد)، والعرب المستوطنون. سُكَّان البلد الطبيعيون من الزنوج، سودٌ كما الفحم. أقوياء، رجوليون وحاسمون، خفيفو العقل وبدائيون. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid They were brave and honest. كانوا شجعانَ ونزيهين 2 months ago # MuhsinKhalid with no ideas beyond the gratification of their physical desires, and no fears save those engendered by ghosts, witchcraft, the worship of ancestors, and other forms of superstition common among peoples of low development. They displayed the virtues of barbarism. They were brave and honest. 2 months ago # MuhsinKhalid The Soudanese are of many tribes, but two main races can be clearly distinguished: the aboriginal natives, and the Arab settlers. The indigenous inhabitants of the country were negroes as black as coal. Strong, virile, and simple-minded savages, they lived as we may imagine prehistoric men--hunting, fighting, marrying, and dying, 2 months ago # MuhsinKhalid ومع ذلك، هو ينفي عنهم هذه الخِلَع واللبوسات التي ألبسها لهم الفيلم من كونهم يمكن أن يتراجعوا أمام عصا غردون، وإليك قوله كاملاً، من كتابه حرب النهر: 2 months ago # MuhsinKhalid ورغماً عن ذلك، نجد أنَّ تشرشل يستحي عن وصف تكوين الأنصار، الكوشي العربي، بالجبن، وإنَّما بـ(القوَّة والرجولة والحسم وبالشجاعة والنزاهة)، هذا من خلال الشتائم الإثنية والدينية الكثيرة التي يقع فيها، 2 months ago # MuhsinKhalid ولم يفته بتاتاً أن يُقَرِّب صورة الأنصار، بعرضهم على ضوء نظرائهم، وأهاليهم، من "البرابرة" ومقارنتهم بهم، على ضوء هذه المُخيِّلة ذاتها. باعتبار أنَّ دعاية البربرية قد أصبحت استاندرد أو معياراً يقاس عليه، كما أصبحت حقائق ثابتة في المُخيِّلة الغربية ويا للأسف! 2 months ago # MuhsinKhalid ويُثبِّت تشرشل نفسه الصورة النمطية للإفريقي بشكل عام، وللأسود بشكل خاص، ويقول حَرْفياً وهو يصفهم {كما يمكن أن نتخيَّل}، طيِّب، من أين تستمد خيالك هذا يا ونستون؟ بالطبع من البربرية، فالوعاء واحد، وهو إفريقيا. ومن المُخيِّلة الغربية الجمعية لكل ما يقع خارج أسوار روما. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid لاحظ للتعبير الفكاهي الناجم عن الميثولوجيا الغربية في رؤية السواد، والأرومة الأخرى هي العرب المستوطنون في السودان. 2 months ago # MuhsinKhalid قال تشرشل في كتابه "حرب النهر: The River War " بعد أن تحدَّث عن الأرومات السودانية، الأصول، والعِرْقات، التي تُكَوِّن الإثنيات السودانية، والتي رآها في أرومتين. هما الأرومة الكوشية التي أسماها بالزنج ووصفها بأنَها أسود من "الفحم"، 2 months ago # MuhsinKhalid الذي كان مراسلاً حربياً في السودان قبل أن يصير ما صار إليه، من رئاسة وزراء لبريطانيا وحائز على جائزة نوبل، فتأمَّل الغزاة وهم يحصلون على جوائز نوبل للدنميت وليس السلام! 2 months ago # MuhsinKhalid لقد اكتظ حقاً هذا الفيلم بالواقع الفكاهي والميرابيلي، فالرجال الذين كانوا في قاع السُّلَّم الإمبريالي وتراجعوا أمام عصا الإمبريالية، هم فعلاً الرجال الذين نجدهم حتى في مذكَّرات الإمبريالية الواقعية (أشجع من مشى على ظهر الأرض). إذ هم أنفسهم الذين قال عنهم ونستون تشرشل، 2 months ago # MuhsinKhalid كنايات أنهم، أسفله، وأوطأ منه، بدأنا ملاحظتها منذ قامة المهدي التي هي أوطأ من قامة غردون، وهنا في مشهد السُّلَم، وحتى نأتي لقراءة تمثال غردون وهو على جمله أو ناقته، والشعوب السودانية كلّها أسفله، عاين خاتمة الفيلم. 2 months ago # MuhsinKhalid This has been flagged as spam show hide Not Spam الطريف أنَّ الأنصار لم يتراجعوا من المدافع بالخارج، التي كانت تحصدهم بجيادهم دون رحمة، ولكنهم تراجعوا من وجه غردون بعصاه. هو في أعلى السُّلَّم وهم يتراجعون من عصاه في قاع السُّلَّم، تحته، أسفله، أوطأ منه، هل تلاحظ الكنايات المُضْمَرة!؟ 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid وقبل الإحالة إلى الناريتر، كي يؤكِّد على هذه القراءة شفاهة، أحب تثبيت ملاحظة أن غردون، حينما دخلت جيوش المهدي "الرعاع" إلى باطن قصره، أمدَّه مساعده خليل بسيفه، فتركه غردون وأخذ العصا، ليهش بها على غنم الأنصار كما يبدو التأويل. 2 months ago # MuhsinKhalid والهدم هنا ليس هدماً سوريالياً لأجل ابتداع الواقع من جديد، أبداً، هو كناية عن كون الغربي المتحضِّر يبني، وهؤلاء الرعاع، الأوباش، يهدمون. 2 months ago # MuhsinKhalid عندما تهجم جيوش المهدي على المدينة، لاحظ لكون ضرب مدافع الإنجليز كلّه يصيب خيَّالة الفرسان الأنصار وراجليهم. وفي اللحظة التي يستعدل فيها الأنصار مدافعهم ويوجّهونها نحو غردون ورجاله، أوَّل قذيفة عاتية منها تصيب "البنيان والعمران" فتهدمه. 2 months ago # MuhsinKhalid وهذا حدث مما قبل المسيح بمئات القرون، فتأمَّل! نعم، تأمَّل هذا الحيف والتحامل من مثقفين علمانيين يقيمون بالقرن الحادي والعشرين! 2 months ago # MuhsinKhalid و"نوبي" بتسمية التاريخ الحديث. وأجداده هم الملوك "أماني بَيَّا" المعروف بـ(بعانخى) أو صنوه وشقيقه تهارقا، الذين عُرفوا في التاريخ بـ"الأسرة الخامسة والعشرون"، وبملوك الدنيا، راجع قسمهم بمتحف التاريخ المصري، أو متحف التاريخ السوداني. 2 months ago # MuhsinKhalid وحسب ما جاء في الكتاب المقدَّس الإنجيل: {يثير المحاربون السود القادمون من أرض كوش الهلع -سفر الملوك} Ku####e. 2 months ago # MuhsinKhalid اللهم إلا نادراً في تاريخ الممالك، القديمة جداً، حينما قام ملوكٌ وأباطرة أفارقة بغزو الغرب، منهم على سبيل المثال، أجداد هذا المهدي الذي يستهترون به، فالمهدي "كوشي" بتسمية التاريخ القديم، 2 months ago # MuhsinKhalid فإفريقيا، أبداً، لا تقوم في المخيلة الغربية، إلا على كونها مكاناً متوحشاً، والناس فيها من آكلة اللحوم البشرية وشُرَّاب نخب الدماء في الجماجم. علماً بأنَّ إفريقيا المسكينة هذه، غالباً تكون في موقع المدافع الذي يرد الهجمات الغربية. 2 months ago # MuhsinKhalid ما يُزْعَمُ بأنَّه الحضارة الغربية قام أبداً، على الغزو والسبي والتمدد السجالي في الحدود، ومع ذلك فهم المتحضرون وغيرهم البربر وسفكة الدماء، والمتوحشون! والبربر لفظ اخترعوه هم قديما -كما بيَّنا- لكل ما يقع خارج أسوار روما، فتأمَّل. 2 months ago # MuhsinKhalid هذا لكي يجلس الطفل الغربي البرئ الساعات الطوال أمام الكمبيوتر وهو يقتنص الإرهابيين في العراق وفلسطين والصومال والسودان، فهم يُسمّمونه أو يعدّونه، منذ اليفاعة عبر هذا التلقين، للانحياز ضد هذا الشرق الدموي والأسطوري المجنون. 2 months ago # MuhsinKhalid هذه هي الصورة التي تُرَوَّج عن الشرق في إطلاقه، وعن المسلم في تعيينه. والتي يُراد لها الانطباع في أذهان العالم. لكي تلاحظ بعد ذلك أنَّ كل ألعاب الكمبيوتر العنيفة، تُصَمَّم اشتباكاتها في الشرق الأوسط، 2 months ago # MuhsinKhalid ولا يقتلون أنفسهم بحسبانهم صانعيها"، وكذلك ينقذون أمَّ الإرهابي المسكينة من الموت على يدي هذا الابن الغول. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid نجده يهدد الأمريكان الذين هاجموهم على ظهر السفينة بنسف رأس أمه برشاشه لو اقتربوا منه، فينقذ الأمريكان العالم الغربي البرئ من رجس الصواريخ بقتل هذا الإرهابي الذي سيستخدمها فحسب" 2 months ago # MuhsinKhalid في فيلم الجندي الأمريكي الذي مات صديقُه بسببه، نجد إرهابياً مسلماً، لا ندري أهو فلسطيني أم مصري، لأنَّه يستخدم اللهجتين في حديثه، ممن كانوا على ظهر السفينة، بينما هم يهرِّبون الصورايخ ليلاً، 2 months ago # MuhsinKhalid والإيرانيون في فيلم 300 جاؤوا لمقاتلة الإسبرطيين بجيوش العالم السفلي، والميرابيلي، بمخلوقات عجيبة مكوَّنة من كائنات بحرية وأمساخ، حينما تهجم في المعركة ينحشر الأطفال والنساء بين فرقات ظلوفها وثناياها، بينما تعدو بهم هي في الهلكة. 2 months ago # MuhsinKhalid يشربون خمورهم في جماجم الرسل ومبلغي البريد، الذين لا يقتلون، كما جرى العهد والعرف، في كل الأمكنة والعصور. 2 months ago # MuhsinKhalid فالمهدي في فيلم الخرطوم غولٌ، ومصاصُ دماءٍ أسود، تملأ مضافتَه الجرارُ الملأى بالرؤوس المقطوعة، كما يتوعَّد بقتل النساء والأطفال وكل روح. والأمازيغ في فيلم الغلادييتر، مثل أخيهم المهدي تماماً، 2 months ago # MuhsinKhalid فكلمة برابرة مفردة صراع حضاري ذميمة يجب أن لا نستخدمها اليوم. تطابق بالضبط مفردة "إرهابي" المعاصرة، التي يريدون إلزاقها بكل ما هو شرقي وإسلامي. 2 months ago # MuhsinKhalid كما أطلقت روما هذا اللقب "برابرة" على كل ما يقع خارج حدود أسوارها، ليكون مرادفاً لمعنى "الوحشية والهمجية". 2 months ago # MuhsinKhalid وتبدأ المعركة بأمازيغي يشرب الخمر في جُمْجَمة الرسول الروماني. فالكذبة هي أنهم جعلوا القيصر المتخيَّل في الفيلم ماركوس أورليوس، يرسل رسولاً إلى الأمازيغ كي يفاوضهم، فيقتلونه لأنهم "برابرة". 2 months ago # MuhsinKhalid ما حقنوه من بشاعة صورية، في مشهد المهدي مع غردون، وهو اللقاء المختلق الثاني له بالمهدي. يجعلك تسأل نفسك، يا تُرى متى شاهدت شيئاً طريفاً كهذا من قبل؟ عن نفسي شاهدته في فيلم الغلادييتر حينما صوروا الأمازيغ المغاربة، بذات الطريقة التي يستخدمونها الآن مع المهدي. 2 months ago # MuhsinKhalid مهارته وذكاؤه مكّناه من تحويل مفاجر ومقابر الاستعمار كلَّها، إلى (أسى) على مدينة يُريد لها غردون أن تنبت وتُثمر بالخير كما يفترض الفيلم، بينما يُريد لها أهلها أن تنبت على أيديهم هم، وإلا سيكون طَلْعُهُا الزُّقُومَ. 2 months ago # MuhsinKhalid لقد عالج هيستون بعظمة تمثيله، باطلَ الإمبريالية الذي لا يعالج، ولا يمكن الدفاع عنه. 2 months ago # MuhsinKhalid بعد أن يُعَرِّفها ملفوفة باللاهوت ومسماة بالإيمان هكذا: {إغلاق الأعين دائماً عن كلّ ما يقابلها حتّى لا تعاني من رؤية الباطل الذي لا يمكن أن يُعَالج}، عدو المسيح. 2 months ago # MuhsinKhalid ونجح تماماً بتعابير وجهه في أن يَجَرَّ الأحداث من هذا الموقع الدَّاعي للشفقة الراثية (الشفقة الراثية: Pathos) كما يقول عنها المُعَلِّم نيتشه في كتابه "عدوُّ المسيح". 2 months ago # MuhsinKhalid حقيقي أدَّى هيستون دوراً عظيماً في الفيلم، ولو كنتُ أمتلك أوسكاراً لمنحتُه منها دستة. انتصر بعظمة أدائه التمثيلي المُحْتِرف على نهر كامل تملأه الفُلْك المشحونة برجال الجحيم، وعلى مدى كامل يتفتّق عن جيّاد وراجلين ومجاذيب وثوَّار بلا حد. 2 months ago # MuhsinKhalid لاحظ التعبير الذي يؤدِّيه بفمه قبل أن ينصرف. غاية في الكمال "الحركي"، يتمّمها صوته المتحسّر على ضياع المدينة لا ضياعه الشخصي، من قوله: All right then, gentlemen 2 months ago # MuhsinKhalid (سو إنْ ريال)، ويلتفت هيستون مُباشرة، ليصنع حركة أخرى عظيمة وأنيقة. حينما يدفع بيده لإصلاح زرار بِزَّة الضابط الذي يقف لجواره، ما يعني رباطة الجأش وانضباط غردون كعسكري عظيم، بوسعه أن يهتم بأمرٍ تافه كهذا وسط ذلك الموقف العصيب. 2 months ago # MuhsinKhalid ما هو (الشيء) الذي في الحقيقة؟ المقصود ما دار في الحوار بينه وبين المهدي من وعيد، أنه سيدخل الخرطوم بالدم وسيفعل ويفعل، ها هو الأمر قد تَحقَّق، وصارت له قدمان يخطو بهما في عالم الحقيقة..إلخ 2 months ago # MuhsinKhalid لا مخرج إذن، الغيلان أتت، بحراً وبراً، ومن كل فجّ، وما هي إلا هنيهة ويمتلئ الجو بالجوارح الباحثة عن لقمة عيشها. ليقول غردون نتيجة كل هذه المرارة التي تقطر من أي ثقب في السماء: So? In real. {إذاً؟ في الحقيقة}. 2 months ago # MuhsinKhalid ، وإنَّما يتتابع بأن تُبَدِّل الموسيقى جلدها بآخر، وهو صوت اليأس هذه المرَّة، يتمَدَّد اليأسُ ثعباناً ضخماً مما يُسمَّى بـ(الأصلة) في الثقافة الكوشيَّة. وتستمر نغمات اليأس الفاترة، وهي تخالجها صيحات التكبير والتهليل البعيدة، المتدفّقة عن الأجمات والبراري لجيش الأنصار. 2 months ago # MuhsinKhalid ولا يخلو المشهد من صوت الموسيقى المتوعِّد، إذ تخفت.. تخفت، كي يُمْلأ هذا الفراغ الصوتي، وأيضاً فجأةً، بالتهليل والتكبير وزعيق جيش المهدي الذي يتفجَّر عن البريَّة كلها والأكمات. استخدام بارع للأصوات في التمثيل مع الناس. ولا يتوقَّف هذا الاستخدام هنا، 2 months ago # MuhsinKhalid وذلك بأن تختفي اللحظة الموسيقية المؤسِّية وذات الشجن فجأةً، ويدفع بجموح طاغٍ للموسيقى، كنمر تندهسُ الغابةُ أمامه، بالنذير والوعيد، وبالموت المطوِّف في الأرجاء. 2 months ago # MuhsinKhalid مع التفاتة غردون بالضبط، لاحظ للموسيقى، يقوم المخرج باستخدامها، في شطر المشهد إلى قسمين تماماً كأنَّه استخدم نصلاً. شِطْرُ المشهد ما قبل ظهور السفن، وشِطْرُ المشهد ما بعد ظهورها. 2 months ago # MuhsinKhalid فعلاوة على فارق الزمن، وقِدَم فيلم الخرطوم، فبيترسون نَفَّذ مهمّته بالكمبيوتر، من خلال تضخيم عدد السفن بمحاكاتها، ظلالياً، أو بواسطة الأنيميشن. هنا المشهد حقيقي مائة بالمائة، مراكب مستأجرة، وكومبارس، تعب وتخطيط لجانب النهر، وقيادة تصوير عبر اللاسلكي.. إلخ 2 months ago # MuhsinKhalid يلتفت غردون، ثم يدخل علينا مباشرة، المشهد المهيب، للسفن وهي تملأ النيل، مشحونة بالبواسل والمجالدين والفرسان، متجهة إلى حيث طوابي غردون الحربية بأمدرمان. أجدُ المشهدَ أمضى عظمةً من مشهد المراكب، وهي تدخل إلى طروادة في فيلم بيترسون. 2 months ago # MuhsinKhalid يتفقَّد غردون مدافعه من هنا، ثم يخطو فوق المدافع فيما يشبه التَعَثُّر الخفيف، بكل ما في ذلك من كنايات وإشارات مدفونة لفارس يخطو فوق المدافع، كي تتلو ذلك مباشرة صيحة الجندي من أعلى الطابية: Sir, the river النهر يا سيدي. 2 months ago # MuhsinKhalid هناك أيضاً مَدَّد الإنجليز، أعني ورثة الإمبريالية منهم، مدَّدوا أكاذيبهم وافتراءهم على التاريخ، ولكن يُوجد مؤرِّخون لا عدّ لهم، كما يوجد كتابٌ، مستلهماً من الحصار، للكاتب الروسي ليف ليو تولستوي. 2 months ago # MuhsinKhalid فهنا يتعثَّر تاريخ الرجل الذي فتك، قَدْرَ ما مكّنته القدرة، بالروس والصينيين. الضابط الإنجليزي العظيم الذي تعامل مع حصار سيفاستوبل Siege of Sevastopol في روسيا، هاهو يتعثَّر في حصار الخرطوم. 2 months ago # MuhsinKhalid كي تلاحظ التعثُّر الخفيف لرجله، تَعَثُّرٌ يشبه الخطو، فوق سيبيا المدفع غير المنظورة في المشهد ـقبل أن يصيح الجندي محذِّراً. هذه إضافات هيستون، فهو فنّان كبير بالفعل، ويستطيع أن يَنْفُذَ بروحه عبر التاريخ ليبتكر حركة خطو متعثّرة، جميلة وذكية كهذه. 2 months ago # MuhsinKhalid تأمَّله كيف يتحَرَّك بفتنة للحكمة، فهو حكيم الجيش، وللقيادة الثابتة، فهو الرجل الأوَّل، ويُحتمى بثباته حين يحمى ا########س! أشبع عينيك من تنفيذ هيوستن لهذا المشهد. 2 months ago # MuhsinKhalid تعقب ذلك لحيظات غردون وهو يختبر آلات حربه. نراه يُحَرِّك منفلَّة المدفع للتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها. لاحظ لفتنة الحكمة، في الطريقة، التي ينفّذ بها هيستون حركاته وخطواته. 2 months ago # MuhsinKhalid انظر إلى أحد المشاهد المهيبة والعظيمة لهيستون في المقطع أعلاه. الذي يبدأ، بالتنغيم الشجي، والزافر لوعةً كابية للموسيقى. من أجمل اللحظات الموسيقية في هذا الفيلم لحظة بداية هذا المقطع أعلاه. توطئة صوتية حزينة للغاية، تُصوِّر الموقف الحرج الذي فيه غردون ورجاله. 2 months ago # MuhsinKhalid وعلى عكس لورنس، جاء أداء هيوستن رصيناً، ومحكماً غاية الإحكام، مُعَبِّراً ودقيقاً على مقاس النأمة، والإلماحة، دون تهريج أو تقتير، ما يجعلك فعلاً تحب عمله وتقول مع نفسك Good Job يا رجل. 2 months ago # MuhsinKhalid لأدَّت لهم هذه العبارة المصداقيَّةَ الفنيَّة أوَّلاً، قبل التاريخية، ولكالت لغردون أضعافاً مضاعفة مما قصدوا تحميل بعيره به، من خلال تهريج لورنس. 2 months ago # MuhsinKhalid يمتدح فيها غردون بشكل شبه مُباشر، ويتماشى مع روح الوحش، المتحدِّية، التي صوَّروه عليها بطول الفيلم. كأن يقول المهدي مثلاً مع مسحة تأثُّر قليلة وغير متكلّفة: كنتَ خصماً لئيماً ونِدَّاً جَبَّاراً يا غردون، أعترف لك بذلك، ولكن قوود باي يا خواجة ويا استعمار. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid فبمسرحة لورنس الطائشة والفائضة هذه، انزلقت منه شخصية المهدي في زوائد كثيرة ومبالغات، حركية، صوتية، وتعبيرية دائرية، لا داعٍ لها. فلو أنَّهم قَوَّلوا المهدي -كما قوَّلوه إفكاً من قبل، ح يحصل شنو يعني!؟- بوضع عبارة راكزة على لسان المهدي، طبيعية ومنطقية. 2 months ago # MuhsinKhalid مبالغات أدائية من لورنس لا ضرورة لها، ولا حاجة. في وجود كوادر مدجّجين بكاميرات للسينما، أشطر من رقيب وعتيد. وبوسعهم صناعة مسلسل كامل من اهتزازات شعرة باهتة وواحدة فقط على حاجبك. 2 months ago # MuhsinKhalid فمالِ لورنس لدى هذه الجزئية، يحشر شططاً مسرحياً بائساً، لا علاقة له مطلقاً بروح أو طبيعة السينما: لقد حَرَّمتُه، حرررررمته، آهـ..أأه، I forbid it حَرَّمتُه، أآآ أآآ يعني قتل غردون. 2 months ago # MuhsinKhalid وكذلك تأمَّل، انتفاضات وجه لورنس هنا، حتى تهتز لها عمامتُه. ومن خلال أداء تعبيري تمرق روحُهُ كُليَّاً، وتتناقض تماماً، مع روح الوحش الذي كان يعرض علينا مقتنيات متحفه من الأوصال والأشلاء قبل قليل، مستمتعاً ومتشفياً، لآخر مدى بحوزة المرض الضاري. 2 months ago # MuhsinKhalid ولا رؤيوياً، لكون "أخيل" الذي كان يصيح بكل هذا الانفعال هو في الحقيقة بطلٌ أكبر من الانفعال، لأنَّه يعرف أنَّه يقتل من يُريد، فرباطة الجأش والغضب الفاتر به أحرى. بيترسون فعل ذلك كي يُبَرِّر قتل أخيل لهكتور أخلاقياً، بأنَّه محموق جداً جداً من حادثة قتل قريبه. فتأمَّل! 2 months ago # MuhsinKhalid حينما جاء قاصداً منازلة هكتور، وأخذ يصيح فيه من أسفل أسوار طروادة بتوتر وهيستريا مبالغ فيها. لا يمكن أن تُبْتَلع مطلقاً، لا فنيَّاً، من ناحية السينما أعني. 2 months ago # MuhsinKhalid أمَّا خلط تقنيات هذا بتقنيات ذلك، إن لم يتم بوعي كامل لهذه المسألة، فهو الحماقة من ذَنَبِها إلى قرونها. ذات الحماقة التي ارتكبها بيترسون Wolfgang Petersen في فيلم طروي، إذ جعل براد بيت "أخيل" يصيح بشكل هيستيري، ملحمي ومسرحي يوناني. 2 months ago # MuhsinKhalid فزوم الكاميرا السينمائية المستدير والمحدود، لا يحتمل حريّة فضاء خشبة المسرح، ولا حريّة حركة الممثل عليها، ولذلك المسرح أعظم. فأنت تجد فيه مادَّة الحياة كما عبأها الخالق، وليس ككبسولات من مادَّة الحياة كما تسمح بتعبئتها الشاشة. 2 months ago # MuhsinKhalid لأنَّ الكلور، إن كنا نذكر، مفيدٌ حينما نحرّره ونعزله بالقدر الذي لا يذهب به أبعد من تطعيم الساندوتش، وإلا تحوَّل إلى غازٍ مُصفرّ الخضرة وفتّاك. 2 months ago # MuhsinKhalid لقد أحال لورنس المشهد، عبر وجهه المُتَكَلِّر ذلك وساقط الفك. وبكثرة تهويله، وإسرافه، إلى نقيض فكاهي سَمَّم الحصيلة المَرجوَّة من المشهد. 2 months ago # MuhsinKhalid من تمتلئ الجِرارُ في مضافته بالرؤوس المقطوعة عن جثثها، مغطاة بالخيش الكوشي، والأيدي المقطوفة عن ضحاياها. 2 months ago # MuhsinKhalid حقاً تكون هذه الجزئية من المشهد بمثابة الإلكتروليزا، الأداة أو الطريقة التي تستخدم في الكيمياء لاستخلاص أو فصل بعض العناصر عن مُركّباتها. فوجه لورنس المتورِّم بالكلور، جَرَّاء مقتل غردون وحمل رأسه على الأسنَّة، قد عُزِل تماماً عن كلّ مركّبات الشخصية الأسطورية لغول المهدي. 2 months ago # MuhsinKhalid المهم، يتلجلج وجه لورنس على نحو مُسرف، وترتعد معالم وجهه بشكل أوفر دووز. ليصيح بعدها: Take it awayأبعدوه عنّنني، أبعدووه، بصورة مسرحية فكاهية، مائة بالمائة. مع موفمنت يتدلَّى فيها فَكُّه الأسفل ويرتخي بسماجة، كأنَّه بعير سقوه ملحاً لأجل بيعه وهو منتفخ ومتورّم بالكلور. 2 months ago # MuhsinKhalid تأمَّل الكذب، ومناصرة تاريخ الكولنيالية البائس، كيف يجعلان فنّانين غربيين، عِلْمانيين، من هذا العصر، يتقاطعون مع رؤى العالم الثالث تجاه الفن والمقدَّس! قلتُ إنَّها ردَّة علمانية معاصرة. 2 months ago # MuhsinKhalid بينما يُفْتَرَض لرأس غردون أن يكون منشوباً، ومصلوباً كالمسيح، على رؤوس القَنَا وسونكيّات البنادق التي يعرضون بها. رأس غردون لا يُظَهَّر على الرماح، من باب تكريمه قطعاً، كما تفعل السينما المصرية مع وجه علي بن أبي طالب مثلاً. 2 months ago # MuhsinKhalid وأوسع هو أيضاً من رقعة بلاهتها الحوارية بالمبالغة في التجسيد. ما حَوَّل الفيلم إلى مسرح بشكل جلي. انظر مثلاً إلى آخر لقطة خاتمة للفيلم من الجزئية التي أمامنا أعلاه. بعد أن يُهَلِّل أنصار المهدي المزعومين أمامه ويعرضون. 2 months ago # MuhsinKhalid لورنس فَنَّان كبير، ونابه بالفعل، وإن بحثت عن مقدراته الحقة، ستجدها في أدائه لمجموعة من الأعمال السينمائية المقتبسة عن مسرح شكسبير. ولكن دوره هنا كان مقيَّداً بالحماقة المحدودة والمرسومة على طول الفيلم لشخصيَّة المهدي. 2 months ago # MuhsinKhalid This has been flagged as spam show hide Not Spam تبقى حِصَّةُ أداء المُمَثِّليْن اللذيْن أدَّيا دوريْ الرجلين الأهم في الفيلم، المهدي "لورنس أوليفر"، وغردون "شارلون هيوستن"، تبقى الحِصَّةَ الأهمَّ من الفيلم كلِّه، والمرتكزَ الأعلى للعمل بالنسبة لي. 2 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid لقد أعجبتني بالفعل، الكثير من مكوِّنات الفيلم الفنيَّة من ناحية منظورها الفنّي البحت. وما أضرَّ به إلا الانحياز السَّاذَج والفكاهي. فالكذب مادَّة فكاهية فاشلة بالأساس، وليست من جنس قِوامة النجاح في نفسها، كي تُنْجِحَ غَيْرَها. 2 months ago # MuhsinKhalid حقيقي رفاقنا من العلمانيين الغربيين، الذين ينتجون مثل هذه الأفلام، التي تدعم حيزة الإثنيات والديانات والأقاليم، يحتاجون إلى تربية وإعادة تأهيل، تخلصهم من هذه الردَّات المعاصرة. 3 months ago # MuhsinKhalid والتي سترمح في الشوارع، وتجعل من النيل نبيذَ دراكولات أحمر لمئات الأميال، ودماء الأطفال والنساء المتحولين تحت سنابك الخيل إلى معجون طماطم، هذا الاختلاق كلُّه، لا يحال إلى تسبيب سلوك فردي يخص المهدي المتوحش والسايكوبات، أبداً، بل يُحال إلى إله المهدي، ودينه الإسلام. 3 months ago # MuhsinKhalid إذن حينما يحدث ذلك، فــماذا!؟ يسأل غردون: Who will be remembered from Khartoum, your God or Mine? من الذي سيُذكر "بمعنى يبقى" من قِبَل الخرطوم، إلهك أم إلهي؟ فهنا تتم الإحالة، لهذه الدماء كلّها، التي سيأخذ بها المهدي الخرطوم، 3 months ago # MuhsinKhalid إذ يضع غردون نفسه في موضع خادم لتعاليم ربِّه، حسب ما جاء في الحوار، وفي المقابل يكون المهدي أيضاً خادماً لتعاليم ربِّه. ليقول غردون بعد أن يتحدَّث عن مائة ألف مقاتل للمهدي سيدخلون الخرطوم ويحطمونها بتلك الوحشية، المُخترعة، التي بيّناها سابقاً. 3 months ago # MuhsinKhalid فالحوار المتقاتل بين المهدي وغردون، مما قبل أن يعرض علينا المهدي متحف مقتنياته من الأوصال وإسبيرات "البني آدمين" تلك، كان قد انتهى إلى تقاتل حوار ديني بحت وصريح، يُؤَسِّس لمسألة تعميد غردون هذه على أكمل وجه ووضوح. 3 months ago # MuhsinKhalid فالحقيقة المُرَّة بالنسبة للإنجليز أنَّ بالونة مقولتهم هذه قد نفَّسها لهم المهدي. الذي لم يخسر ولم يتعادل في أيَّة معركةٍ خاضها، كلها انتصارات ساطعة ضد الأتراك. وضد تحالف الأتراك، ومصر التركية حينها، مع هذه الإمبراطورية، ذاتها، التي لا تغرب عنها الشمس. 3 months ago # MuhsinKhalid بأي حال، معروفٌ عن غردون أنَّه كان مسيحياً متديناً، فالمُراد بذلك تثبيت أنَّ المهدي قد "عَمَّد" الشهيد غردون بالدم، مثلما فعل اليهود بمسيح الناصرة. فيكون غردون بذلك مسيحاً آخر، ما دام أنَّه قد فشل في أن يكون مندوباً ناجحاً لإمبراطورية لا تغرب عنها الشمس. 3 months ago # MuhsinKhalid حينما يُليث المهديُّ بدماء تلك اليد المقطوعة يديَّ غردون ويلطخهما، مع تقطيبة وحش طبعاً. وللطرافة يناوله بعدها منديلاً كي يمسح الدم، تخيَّل! الوحش يناول منديلاً، هااه، هذا عنوان فاره لمسلسل رومانسي، رمضاني، وأشدّ فراهة! 3 months ago # MuhsinKhalid تعال إليَّ إذن يا غردون، أنا كاهن الموت ورسوله الأعلى، لأُبصَّمك وأوسَّمك بالدم، مُقَدَّماً، ومنذ الآن. والإشارة المدفونة تحت سطح مشهد اليد المقطوعة، علاوة على نقد الشريعة الإسلامية في قطع الأيدي والأوصال، هو الدور السري للمشهد، الذي يتكشَّف لاحقاً. 3 months ago # MuhsinKhalid هذا كلّه ذروته هي اللحظة التي يُفرِد فيها المهدي لغردون كفيه المرتعشتين من الرحمة، كي يناوله يداً مبتورةً عن ضحيتها، بينما يسأله: Is it not your honouring? 3 months ago # MuhsinKhalid وهذا التكاتف الملحمي كلّه، للصور، والإضاءة، والموسيقى، ومادة الحوار الوحشي، والأدوات العجيبة والموحية من جرار تملأها الرؤوس ويغطيها الخيش، وأنهار الجحيم التي تسيل لمئات الأميال بطعم الدم، 3 months ago # MuhsinKhalid خذوا إذن، هذا هو المهدي، وجهه لا يحدّق بل يفتك، من خلال نظرة مستقيمة مثل مسمار لامع، نَفَّاذةً وخارقة، إذ يدفعها تركيز غول ثبتت عيناه في محجريهما حتى صارتا لجارح لا بشري. 3 months ago # MuhsinKhalid بينما نجد أنَّ المهدي قد تصالب كلّه في جمود، بصفحة وجه تمثالي، شيطانة العتمة كما في الميثولوجيا الغربية. كحال تلك التماثيل المزهوَّة، التمساحة بربوضها في مياه النيل، مما تابَعَ صوت الناريتر في مطلع الفيلم. 3 months ago # MuhsinKhalid وفي مسحة من التأثُّر القوي والشفوق على تلك المصائر البشرية التي يملأ بها المهدي جِراره، وسيملأ بها شوارع الخرطوم مستقبلاً، حتى يطمي النيل بالجثث. 3 months ago # MuhsinKhalid فيجد المشاهد أنَّ وجه غردون، أيقونة الكاتدرائيات العظيمة والنبيلة تلك، ما يزال وجهُهُ النوراني مُعلّقاً في فضاء المشهد، متقزِّحاً، هذه المَرَّة، بمطرٍ حقيقي من دموعه الحانية والرحيمة، لا بالضياء ونداه الإنساني فحسب كما في السابق. 3 months ago # MuhsinKhalid بعدها مباشرة يرتفع الوجهان لمواجهة المُشاهدين، ويتم التركيز عليهما، كي يصل المتفرِّج إلى خلاصات نهائية من خلال ما حلّ بالوجهين. بالطبع بعد رؤيتنا لمقتنيات متحف المهدي للأوصال والأشلاء. 3 months ago # MuhsinKhalid فهي حادَّة وطاعنة، كما الغدر من خنجر المهدي، قاتل الرسل ومبلغي البريد، الذين لا يُقْتَلون، كما جرى العهد والعرف، في كل الأمكنة والعصور. 3 months ago # MuhsinKhalid هنا، تبلغ الموسيقى التصويرية ذروتها، وتقذف بلعناتها على هذا الوحش. وذلك بأن يتم إسكات آلات النفخ -إلا في مؤخرة كل مقطع، لأجل تضخيم الإحساس بالبشاعة- بينما تسيطر الآلات الوترية على الأذنين، 3 months ago # MuhsinKhalid وقبل أن يتم إغراق المشهد كليَّةً في الانحياز المُرتّب، بعرض وجهي الرجلين والتركيز على ما حَلَّ بهما من نتائح الحوار، أي في اللحظة بالضبط التي يناول فيها المهدي اليد المبتورة لغردون، وقبل أن يفرغ من عرض مقتنيات متحفه للأوصال بهنيهة تقل عن ثوانٍ. 3 months ago # MuhsinKhalid مشهدٌ غرائبي بالفعل، تتواتر فيه الأحداث وتتأسطر كما يحدث في أدب الميرابيليا تماماً، وبيوت السعالي والغيلان والصَّفَر والهَام، وكل كائنات الهلام آكلة البشر. 3 months ago # MuhsinKhalid نعم، لأنَّه ستكونُ هناك أحزانٌ تفيض على مصائر قاطني السودان، فهم بالأصل سيهلكون جميعاً على يديّ هذا الطاغية المُتَجَبِّر. 3 months ago # MuhsinKhalid ولا تكتفي هذه الأوفر أسطوروكوميك لدى هذا الحد، لا وهيهات، يفتح المهدى لمرَّةٍ ثالثة جرّةً جديدة، وينخل منها يداً مبتورة عن ضحيتها الهالكة. هنا، تتصاعد الموسيقى الخلفية، المشجونة بلوعة فتَّاكة، فيما يَرثي المصير البشري إجمالاً من هذا الوحش. 3 months ago # MuhsinKhalid ليستل منها رأساً بشرياً آخر معزولاً عن أوصاله، ويسأل من جديد: {أليس هذا بالرجل الفرنسي الذي كان اسمه إيربان!؟}. 3 months ago # MuhsinKhalid أعلى من منزلتيْ الخسَّة والوضاعة بسماوات: {أليس هذا بالرجل الإنجليزي الذي كان اسمه فرانك بَوَر!؟}، ثم يُغلق تلك الجَرَّة المغطاة بالخيش ويفتح أخرى، 3 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid هذه التوطئة البصرية تتم لكي يزيحَ المهدي، بعدها، غطاءً عن جَرَّة تقطر دماؤها، بوسط مَضْيَفَتِه التي يستقبل فيها ضيوفه ومريديه. ثم يُخْرِجَ رأساً بشرياً مفصولاً عن جسمانه، ويسأل غردون بشماتة وطريقة لا تصدران إلا عن نفسٍ يقوم شَرُّهُا في مَراقٍ عالية، 3 months ago # MuhsinKhalid والمهدي، يستلم نيشاناً آخر من العتمة الشيطانة في ذهنية الغربي، علاوة على نياشين سمرته، ومادة الشر والوعيد التي يتفوَّه بها بلا انقطاع. 3 months ago # MuhsinKhalid نعم، يبقى وجه غردون مُعلّقاً في فضاء المشهد، متقزِّحاً، يُشابه تلك الأيقونات الفنية العظيمة، على جدران الكنائس المهيبة، للصالحين من رجال المسيحية. 3 months ago # MuhsinKhalid هل رأيت كيف تكون صفحة السماء حانية، مهيبة، ورحيمة في تأثير بليغ على الروح، حينما يُبَلِّلها ماء المطر فتحنو حتى تنتج لنا ألوان قوس قزح!؟ 3 months ago # MuhsinKhalid بينما يبقى الشق الأيسر من وجه المهدي، الذي يعطينا ظهره، منظوراً خشناً في العتمة مع صوته المبحوح بتوعداته الشريرة. يتم ما أُسمّيه تكنيك التقزيح. 3 months ago # MuhsinKhalid يتحرَّك كادر إضاة إضافي، بمشعل جديد وخافت تترَدَّد أضواؤه عِدَّة مرات على ظهر غردون في اللحظة التي يتحرَّك فيها المهدي. حينما يتواجه الرجلان، يصبح بذلك الشق الأيسر من وجه غردون منيراً في خفوت طوال باقي المشهد. 3 months ago # MuhsinKhalid Comment removed # MuhsinKhalid المشهد البشع لدرجة أن يسبق طرافة الجحيم بأميال، هو الأٌخيولة المُبتكرَة في لقاء المهدي بغردون، وما جرى فيها من وقائع جهنمية. يتماوج ضوء نار الشموع في النافذة البعيدة خلف غردون، ثم ينتقل المهدي إلى مكان أخفت إضاءة، لتصبح الخلفية وراءه أكثر عتمة. 3 months ago # RoGuessboy هناك مقولة سويديه كانوا يرددونها الفايكنج عندما كانوا قراصنة يعتدون على سفن العرب...لاتتقارع مع عربي اذا كان يحمل نفس السلاح الذي تحمله....لكننا للاسف تعثرنا في التكنلوجيا الحديثه واصبحنا ايتام على مائدة اللئام...الله المستعان 3 months ago # MuhsinKhalid فهي بمثابة ضحكة الغول الخاتمة هذه، ليست الشريرة فحسب، لا، بل المستمتعة بالشر أبعد من لهاتها، مستمتعة بالشر كلّه في مدى أعماقها، ومؤهَّلة لهضمه فهو خبز حياتها، وبهجتها بهذه الحياة الضارية. 3 months ago # MuhsinKhalid اللحظة الدرامية الأعلى للعبارة، مكثَّفة في قفلتها، في الخاتمة {أمرٌ جللٌ ورهيب} فشخصية المهدي المستأجرة في الفيلم هي نفسها التي تقول ذلك. مثل أن يقول لنا الغول (سآكلكم كلكم، ههههاااي) 3 months ago # MuhsinKhalid السودانيون أيضاً، من يعارضون إرادة سيّدي محمد سيموتون. هذا ما يجب أن يكون عليه الحال في الخرطوم، أمرٌ جَللٌ ورهيب}. 3 months ago # MuhsinKhalid ترجمة للعبارة: مصر تعارضني، وعليه، يجب أن يبقى المصريون في الخرطوم، لآخذها بالدم، والشوارع ستجري بالدم، والنيل سيكون طعمُهُ الدم لمئات الأميال، وكل مصري سيموت، كل طفل، امرأة، رجل. 3 months ago # MuhsinKhalid Egypt opposes me, and so, the Egyptians must remain in Khartoum, for I shall take it in blood, and the street will run in blood, and the Nile will taste of blood for a hundred miles, and every egyptian will die, every child, woman, man. Sudanese too, who opposes the will of my lord Mohammad will die. This is how it must be in Khartoum, great and terrible thing. 3 months ago # MuhsinKhalid أتمنى أن تُسمع في الفيلم مضافاً إليها نظرات الممثل الهازئة بمتعة، والمجنونة بالشر دون لبس: 3 months ago # MuhsinKhalid سأترك هذه العبارة المقتبسة عن لسان شخصية المهدي، المؤلَّفة بالفيلم، لنتأمَّل مدى وحشيتها ولؤمها وفجورها في التشويه. عبارة لا يمكن أن تصدر حتى عن مصَّاص دماء، ناهيك عن رجلٍ يدّعي بأنَّه مهدي الرحمة. لنقف عندها، وسآتي للمس حواف شفراتها متى ما تسهَّلت التدابير. 3 months ago # MuhsinKhalid والإسرائيليون صنيعة هذه الثقافة ذاتها، ما يزالون في فلسطين وأجزاء من لبنان وسوريا! فلا بُدَّ من وجود أفلام كهذا، وتحريض يتوسّل بالتاريخ الزائف للكولنيالية، يقول إن المسلمين يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، كما لفقوا للمهدي كلاماً من عندهم ومن مبتنى أكاذيبهم البلقاء. 3 months ago # MuhsinKhalid ولماذا يُوجد حتى اليوم من يدافع عن الصلف الإمبريالي بإنتاج الأفلام وغيرها من الوسائل؟ لأنَّ الكولنيالية بَدَّلت وجهها فحسب ولم تنقرض من على وجه الأرض، والمسألة لم تنته بعد لأن الأمريكان ما يزالون في العراق والصومال وأفغانستان. 3 months ago # MuhsinKhalid ولكن سنشعر بالأسف حقاً، ونحن في عرض هذا المُستقبل كلّه، لأن هنالك إنجليزياً آخر، في القرن الحادي والعشرين، يُريد أن يدافع عن ذلك الكولنيالي المُغَيَّب. 3 months ago # MuhsinKhalid فنحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، لن نشعر بالأسف على الإنجليزي الكولنيالي الذي كان يغزو الشعوب الآمنة، ائتماراً بأمر الملكة وقوانينها، وربما نعذره من منطلق الظرفية التاريخية. 3 months ago # MuhsinKhalid فالانتصار على خصم قوي وذكي، لا يساوي الانتصار على خصم غبي وغير مؤهل، ما وجه الفَخَار هنا إن سألنا معدي الفيلم!؟ ولكن في الحقيقة هم لم ينتصروا في معركة واحدة، ولذلك كانوا يُتَفِّهُون نصر من انتصر عليهم. 3 months ago # MuhsinKhalid فالخلل الرؤيوي هنا والفنّي الفادح، قبل المنطقي، يكمن في سؤال ما قيمةُ الفروسية ضد مساكين وضعفاء وبلهاء!؟ 3 months ago # MuhsinKhalid أو ما قاله الشاعر والمُجالد عبد يغوث بن صلاءة الحارثي، الأسير اليمني الشهير، وصاحب القصيدة الشهيرة: وقد علمت عرسي مليكةُ أنَّني ... أنا الليث معدوَّاً عليَّ وعاديا فهو ليثٌ إن كَرَّ على الأعداء، وليس بوسع أحدٍ أن يكرَّ عليه إلا إذا كان ليثاً مثله، نظيره، وندَّاً له. 3 months ago # MuhsinKhalid لأنَّ عنترة بذلك يحفظ لنفسه مقام الشجاعة والمهارة الأعلى من الخصم: ومدجج كره الكماةُ نزالَه ... لا ممعنن هربا ولا مستسلمِ جادت له كفي بعاجل طعنة ... بمثقف صدق الكعوب مقوَّمِ 3 months ago # MuhsinKhalid أفيعقل هذا؟ ألا يوجد منطق؟ كيف هزموك إذن وانتصروا عليك؟ إن كانوا بكل هذه البلاهة وقل الحيلة! إذن أنت أبلهَ وأقلّ حيلة منهم. وما أذكى عنترة بن شداد حينما قال إنه لا يأخذ من الفرسان إلا المجالد الصنديد، الذي لا يشق له غبار في القتال، 3 months ago # MuhsinKhalid انظر إلى أنصار المهدي في الفيلم بطوله تجدهم قوماً مندفعين ويصيحون بجنون، ولا وعي، ويبدون في شكل أقرب إلى التغييب والبهائم من شكل المجالدين المحترفين الصاحين والواعين للمعركة. 3 months ago # MuhsinKhalid ولا تجد أنصار المهدي رغم انتصاراتهم، الماحقة هذه كلها، يفعلون شيئا واحداً ذكياً أو قتالياً محترفاً، أو طريفاً. 3 months ago # MuhsinKhalid والذي يأتي مندفعاً في شكل عارٍ، كأنَّه سمكة قفزت من جوف محيط، فيلتقطه ونستون بغدارته بكل رشاقة، والذي يحاول رمي متفجرات من الأعلى فيقتنصه قناص بشكل درامي مضحك للغاية، 3 months ago # MuhsinKhalid لا يكاد معدو الفيلم يعطون لقطة واحدة ذات مهارة أو فن للأنصار، فكل لقطة طريفة أو ملعوبة بفن من حظ الإنجليز. الذي يفتح البوابة من الأنصار، فيرشقه أحد الجنود الإنجليز من الداخل بطلقة مسدس مفاجئة وطريفة ترديه قتيلاً ومفقوء العينين، 3 months ago # MuhsinKhalid إنَّه من المهم جداً، أن نعرف، أنَّ المهدي كان أكثر الناس حرصاً، على حياة غردون وعدم التعرض إليه بأذى. لماذا؟ لأنَّه كان يريده حيَّاً ليقايض به أحمد عُرابي الذي كان معتقلاً لدى الإنجليز حينها. فكيف لمُعدي الفيلم تسفيه كل هذا الوعي الإقليمي والثقافي للمنطقة!؟ 3 months ago # MuhsinKhalid وهنا أرادوا لشخصية غردون أن تطغى بزعم أنَّ معها الحق في مواجهة شخصية سايكوبات تدعي الرؤية كذباً ويدفعها الزهو والغرور الإنساني غير المستحق. 3 months ago # MuhsinKhalid كما شاهدناه مثلاً مع شخصية الغلادييتر لراسل كراو القصير نوعاً ما مع بقية المجالدين، أو كما شاهدناه مع سوبر مان وبات مان وهيل بوي، الشخصيات التي يُراد لها في الإسكرين بلاي أن تطغى، وهنا أرادوا لشخصية غردون أن تطغى 3 months ago # MuhsinKhalid وخَلُص إلى أنَّه نتاجٌ لخلط الرؤى الكذوبة والمريضة حالياً من شخصية المهدي، بالزهو المريض الذي يتوعد بقتل النساء والأطفال والشيوخ، لتتقاصر قامة المهدي المتوحش والمهووس أمام قامة غردون المتحضر. وهذا هو التغليب للصفات البطولية عبر الترميز المعروف في علوم السينماتوغرافي. 3 months ago # MuhsinKhalid ما يهم حالياً أنَّ (قامة) المهدي الجسمانية تُظَهَّر على أنها أقصر من قامة غردون. ومعروف طول المهدي كجسد، أو كتمثال كوشي ضخم مما عزل الناريتر في مقدمة الفيلم ضخامته عن الواقع، # MuhsinKhalid ولكن الإجابة على سؤال الضخامة هذا سنجدها في المشهد (المفبرك) الذي يلتقي فيه المهدي بغردون، ويلوح فيه المهدي كسايكوبات واضح المعالم، سأتعَرَّض إلى ذلك لاحقاً من خلال قراءة شخصية المهدي في الفيلم بأكمله. MuhsinKhalid ليسأل الراوي من ثَمَّ مستتبعاً: أهذه الضخامة في الخارج دون الواقع، أهي الرؤى (visions) أم الزهو (vanity)؟ ليقرر بعدها أنَّ الرؤى دائماً ممزوجة بالزهو.. 3 months ago # MuhsinKhalid يتساءل الناريتر أو (الراوي) في مقدمة الفيلم، لماذا هي الأشياء في الخارج أكبر منها في الواقع؟ ليكون المدخل إلى هذه البلاد المتابع للراوي بصرياً هو التماثيل الضخمة والكبيرة الرابضة في مياه النيل، # MuhsinKhalid ما يستبطن أنَّ ما أخذه المهدي وأنصاره قد منحهم له (العطش) وليس كفاءتهم وقدرتهم على انتزاعه أهليةً واستحقاقاً. 3 months ago # MuhsinKhalid لنلاحظ بعد انجلاء المعركة التركيز على هاتين (المفردتين المنفيتين) بفعل العطش، واستعادتهما لأجواء الفيلم من جديد. إذ تعود هاتان المفردتان مرة ثانية إلى حيوية الأحداث بعد أن يقوم أحد الأنصار باستعدال عربة المدفع المنقلبة، ويقوم آخر بمساعدة الجمل أو الناقة على النهوض، 3 months ago # MuhsinKhalid يمكن أيضاً رؤية اثنين من الأوبجيكت التي تُنْفَى خارج مدى الفعالية من الفيلم بفعل العطش، وهو مشهد عربة المدفع التي تتدحرج وحدها وتسقط بعيداً، وأيضاً مشهد الجمل أو الناقة التي تبرك وحدها من تأثير العطش، 3 months ago # MuhsinKhalid كما يزعم الفيلم أيضاً محبّة غردون للسودان التي لا نعرف من أين أتت وهو قضى معظم عمره قاتلاً ومفنياً لشعوب آسيا خصوصاً الشعب الصيني الذي لُقّب به (غردون الصيني). 3 months ago # MuhsinKhalid والهدف من ذلك هو الإلقاء في خاطر المتلقي الغربي أن هذه الشعوب هي شعوب متوحشة وسافكة دماء، فلا عجب أن تذهب لها قوات الإمبريالية في ديارها وتبيدها. 3 months ago # MuhsinKhalid كما نلاحظ أنَّ المهدي في حواره "المزعوم والمفبرك" مع غردون، يقول له بأنه سيقتل النساء والشيوخ والأطفال وكل روح، ما يستقصد نظرية الإسلام المعرفية ذاتها، التي تأمر بعدم التعرض لهذه الثلاثية على وجه التعيين. 3 months ago # MuhsinKhalid إذ نلاحظ مثلاً في فيلم الخرطوم، أنَّ معركة شيكان تتم في الصحراء بينما هي في الحقيقة قد وقعت بقلب غابة شيكان. وهي حيلة لجأ لها معدو الفيلم لنفي قدرات المهدي العسكرية وتصويره على أنه شخص محظوظ وليس كفؤاً لهم. 3 months ago # MuhsinKhalid ادعاء محمّد أحمد للمهدوية هو ادعاء لا يجد ما يسنده بالتأكيد، وهو باطل لبطلان المنظومة السياسية الإسلامية في أساسها المعرفي بالأصل، كما أُقَدِّر، فلا عجب حين تفشل على أرض الواقع بين يدي تورشين. ولكن هذا كلّه لا يسمح بالتجاوز في قراءة ما تم تاريخياً بالفعل. 3 months ago # MuhsinKhalid أمَّا فيلم الخرطوم فهو نموذجٌ لتزييف التاريخ عبر الكتابة البريطانية له، وكذلك ما كتبوه عن تاريخ أمريكا وصراعهم مع الفرنسيين والبرتغاليين، وأيضاً صراعهم مع الأفارقة والدتش في حروب البوير. هذه دعوة للانتباه ولمراجعة هذه الأعمال نقدياً ومعرفياً، ولتشريح دسائسها وسمومها. 3 months ago # MuhsinKhalid ذلك لأنَّ هذه الأجيال الحاضرة أصبحت تعتمد على المادة البصرية وتعتقد في صحتها دون محاصصة أو مراجعة. لقد أفلح الليبيون كثيراً في توفيرهم ميزانية لصنع فيلم "عمر المختار" فجاء العرض التاريخي فيه منصفاً لحد كبير. 3 months ago # MuhsinKhalid طالبَ كثيرٌ من المهتمين والمثقفين السودانيين بأن تُخصَّص ميزانية لإنتاج بعض الأعمال السينمائية، خصوصاً تاريخ "المهديّة" لسد الطريق أمام محاولات إعادة كتابة التاريخ بأيدٍ أجنبية.
| |
|
|
|
|
|
|
|