التعليم والثورة الشكر موصول للجبهة الديمقراطية يالجامعة الأهلية لدعوة الشيوعيين الرطانة من أمثالى لمخاطبتكم فى زمن هو (كما كتبت لرئيس تحرير جريدة الرأى الآخر الأسبوع الماضى) هو زمان الأمية المتوحشة مجسدة وملموسة ومعاشه.. هو زمان المدفوعين بأمراض التخلف المزمنة بحثا عن ظل لهم بين أولاد وبنات الناس لسوقهم بكل السبل والوسائل نحو ذلك الظلام المكفهر أبدا.. هو زمان الاستعلاء العرقى والقومى واللغوى المغلف بالدين، والتمزيق المتصل للوحدة الوطنية المقنن بعصا السلطة وإرهابها.. هى دعوة لم استغربها من الطلاب المتعطشين دوما للمعرفة النافعة، الطلاب الذين التزموا جانب الشعب عبر تاريخهم النضالى الطويل.. ذلك الشعب الذى خرجوا من صلبه والذى علمهم من عائد كده وشقائه، الشعب الذى يأمل دوما أن يناضل أبناؤه الطلاب من أجل مستقبلٍ سرقته الجبهة الإسلامية ليلا من وراء ظهره لتذيقه مرارة الإذلال والإفقار والتمزق المقصود عن وعى.. ذلك الالتزام هو الذى أدى إلى هذا السلوك المقتنع بأن الحوار والنقاش للأفكار المتباينة والعلم المنفتح لكل الاتجاهات هو سبيل السودان للتقدم العلمى والاجتماعى والتطور الاقتصادى الشامل والعادل. ونحن الشيوعيون نبدأ دائما ونكرر دون كلل أو ملل بالتساؤل حول: من يتعلمون، وماذا يتعلمون، وكيف يتعلمون، لأننا نصبو لتحقيق ديمقراطية التعليم كخطوة أولى فى طريق تمكين كل الشعب من امتلاك ناصية العلم والمعرفة وكل أدوات الاستزادة منها لكى يساعد كل ذلك على ارتقاء الوعى لديه، وتفجير طاقاته، وزرع الثقة فى دواخله بأنه قادر على الإبداع وتحسين حياته بالتحرر من الاستغلال والاضطهاد والقهر الناجم عن الهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المفروضة عليه.. لكم منى التحيات المفعمة بالأمل والتقدير.. ولندخل الآن فى مسألة التعليم والثورة موضوع الندوة. لماذا التعليم؟ تميز الإنسان خلال تطور البشرية عبر آلاف السنين بابتداع اللغة كوسيلة اتصال مما جعل المعرفة والقيم السلوكية والمهارات مكتسبة بالتنشئة الاجتماعية مثلما هى قابلة للتراكم عبر الأجيال المتعاقبة، بالتالى لم يعد الإنسان مدفوعا بالغرائز البحتة مثل بقية الحيوانات التى تشاركه العيش فوق الكرة الأرضية إذ يهتدى الانسان فى نشاطه وتصرفاته وعمله بما تعلمه من خلال تلك التنشئة الاجتماعية.. هذه العملية تسمى بالإنجليزية Socializationوالمقصود بهذا المصطلح أو التعبير هو عملية انتقال المعرفة والمهارات والسلوك إلى الأجيال الجديدة وإعادة إنتاجها لتحقيق استمراريتها وبقاءها فى المجتمع مثلها مثل التكاثر العادى للإبقاء على النوع الذى يتم عن طريق إعادة الإنتاج الطبيعى وإنجاب الأطفال بالتزاوج (حتى الآن) بين الإناث والذكور. فالإنسان إذن كائن له تاريخ.. وبفضل عملية التعليم القديمة قدم ذلك التاريخ، وعملية التعلم التى أدى تراكمها لدى الإنسان خاصة بعد ابتداع رسم الحروف والكتابة بواسطتها إلى تناقل كل المهارات والمعارف والقيم فى كل المجتمعات البشرية عبر الأجيال. فالإنسان مارس التعليم عبر الوجود.. وما التعليم النظامى الذى نعرفه إلا شكل من أشكال التنظيم وتقسيم العمل للقيام بمهمة اجتماعية هى تعليم الأجيال الجديدة وتأهيلها لدخول معترك الحياة. أضف إلى ذلك حقيقة أن التعليم وسيلة الأكثر فعالية لتحقيق وتائر أعلى للتنمية الاقتصادية فى المجتمع باعتبار أن الاستثمار فى التنمية البشرية له آثار إيجابية تعود فوائدها إلى المجتمع ككل، مثلما هو سلاح فعال فى يد الأفراد للصعود إلى أعلى السلم الاجتماعى والاقتصادى بما يتيحه التعليم للفرد المتمتع بهذا الامتياز من قدرات متنوعة تفتح له مختلف مجالات العمل ذات العائد المجزي، وتتسع بسببه آفاق نشاطه وتتنوع وتتعدد فى ظل بحور الأمية الهادرة فى بلادنا. لهذا كانت الضغوط الاجتماعية لتوفير التعليم تتزايد كلما ارتفع وعى الشعب وزاد إدراكهم لأهميته. ولم تعد مقولات أفلاطون عن تقسيم التعليم بين الحكام والمحكومين أو الأحرار والعبيد مقبولا فى عالم اليوم.. لم يعد مقبولا جعل التعليم مغلقا بمعنى ألا يكون متاحا حتى أعلى مستوياته لكل أفراد الشعب دون تمييز.. لم يعد مقبولا أن يتعلم الحكام والفئات المميزة والمهيمنة على المجتمع العلوم الطبيعية والفلسفة واللغات والرياضيات والفلك والجغرافيا والتاريخ، وأن يكتفوا فى حالة الآخرين بتدريبهم على الحرف لأنهم مجرد (فعلة) لا حاجة لهم للعلوم النظرية رفيعة المستوى. والحركة الطلابية السودانية لها مواقف مشهودة فى هذا الجانب (بالتحديد عام 1973) عندما رفضت المدارس الثانوية الفنية المغلقة فى الحكم العسكرى الثانى إبان دكتاتورية جعفر نميرى حتى اضطرت السلطة لإتاحة فرص المنافسة للتعليم العالى ولكن بعد أن زادت عدد سنوات الدراسة فيها إلى 4 سنوات. فى المجتمع الطبقى إذن يكون المدرس والدارس والمحتوى الدراسى موافق عليه سواء بشكل مستتر أو ظاهر ولكنه متفق عليه بطريقة ما وعلى وجه ما.. وهذا هو المنطق الذى يجعل التعليم أحد مجالات الصراع الاجتماعى الهامة وهذا ما يقود إلى التساؤل: هل التعليم محايد؟ التعليم غير محايد فى البدء نؤكد أن التعليم غير محايد.. هو غير محايد فى الواقع المعاش لأنه ويرتبط ارتباطا وثيقا بالطبقات والفئات المهيمنة على مقاليد الأمور فى المجتمع أو البلد المعين. فبالرغم من أن التعليم سلاح ذو حدين لأنه يمكن الفرد من أدوات استقاء المعرفة والاستزادة منها وبالتالى تمكنه من الإضافة إليها بإبداعاته وقدراته، والتساؤل فيها متقبلا أو ناقدا أو رافضا لكل ما يقدم له، إلا أن الواقع هو أن التنشئة الاجتماعية تتم على أساس التواؤم مع ما هو كائن لتحقيق القبول لمسلماته، وفى ذلك ضمان للاستمرار والتحكم لتلك الطبقات والفئات المهيمنة. وأوهام من وقر فى نفوسهم أن 1+1 = 2 دائما ثم الاستنتاج من ذلك أن هذا هو التعليم يتاح بحياد كامل فى كل مكان وزمان وتحت كل الظروف يدحضها واقع التعليم!! لأن ديمقراطية التعليم تعني أن يتوفر في مستوياته الابتدائية والثانوية للجميع دون قيود أو عوائق، وأن يتاح حتى مستوياته العليا لكل من يريد أن ينهل من معينها الثر وفق قدراته في حدود امكانات الاقتصاد الوطني. فالتعليم إذن لم يكن محايدا ولا متاحا للجميع بالتساوي فى يوم من الأيام سواء فى عالمنا المعاصر أو عبر التاريخ البشرى على امتداده. من يتعلمون هو سؤالنا الأول دائما.. والشغل الشاغل لكل من يريد إحداث ثورة فى التعليم لمصلحة الجميع وخصوصا المسحوقين والمضطهدين والمهمشين فى كافة أرجاء الوطن المحرومين حتى من أول مراحله أو التعليم الأساسى. المستفيد الحقيقى من نظامنا التعليمى هم القلة المميزة رغم كل ادعاءات الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال السياسى وتهريج سلطة الجبهة الإسلامية الحالية. واقع الحال يقول: × إن قرابة 50% من الأطفال لا يدخلون المدارس الابتدائية لأنها غير موجودة فى أماكن عيشهم. × ازدادت نسب التساقط والإهدار من المرحلة الابتدائية بسبب التكاليف المتزايدة للتعليم بعد تخلى الدولة عمليا عن مجانية التعليم، وعدم توفير احتياجات الأطفال من الكتب والكراسات وغيرها إضافة إلى تجفيف الداخليات فى المناطق الريفية مما زاد أعباء الأسرة.. فاضطر الكادحون والفقراء فى المدن والأرياف لترك الدراسة. هذه النسب بلغت 60% فى بعض الأقاليم ،وبلغ المتوسط حتى فى العاصمة القومية أكثر من الثلث مما يبدد ما أنفق على التعليم بسبب عدم إكمال المرحلة. علما بأن الإنفاق الجاري على التعليم انخفض خلال سنوات الإنقاذ من متوسط 20% إلى 1,8% حاليا. × إن فرص النجاح والمواصلة غير متساوية لا بالجنس ولا التوزيع الجغرافى لعدم توفر المعينات الدراسية من كتب وأدوات وغيرها وحتى عدد المعلمين ومستوى خبرتهم وتأهيلهم متفاوت بدرجة مهولة لأن تمويل التعليم أصبح مسئولية محلية، ومواردها لا تكفي لمرتبات المعلمين ناهيك عن الاحتياجات الأخرى. × ازدياد الفوارق الطبقية مكن الأغنياء والفئات المميزة من توفير تعليم إضافى خارج إطار المدرسة الحكومية إما بالتدريس الخصوصى والكورسات الصيفية وشراء الكتب والمجلات وغيرها من أدوات الثقافة والتعليم مما يميزهم عن أطفال الفقراء فى المدن والمناطق المهمشة، أو بالانتقال إلى المدارس الخاصة ذات المصروفات الباهظة. هذا فى إيجاز هو واقع التعليم اليوم.. ازدياد متصل فى جيش الأمية لأن الأطفال غير المستوعبين فى المدارس يغذونه عاما بعد عام حتى أصبح عدد الأميين اليوم حوالى 18 مليون فرد أو أكثر ثلاثة أضعاف الملايين الخمسة التى ورثناها عن الاستعمار. كيف يتطور وطن هذا حاله؟ كيف نعرف أن كان عباقرتنا ضمن المستوعبين فى المدارس أم ضمن المشردين والهائمين خارج أسوارها؟ إن ديمقراطية التعليم التى نصبو إليها ونناضل من أجلها تعنى إتاحة فرص الاستيعاب المجانى فى مدارس مكتملة التجهيزات والمعلمين لجميع الأطفال فى عمر السابعة أينما كانوا فى كل شبر من أرض الوطن دون تمييز بالجنس أو العرق أو الدين أو أى شئ آخر على الإطلاق. ديمقراطية التى نناضل من أجلها تتطلب ابتداع الوسائل لتوفير التعليم للرحل والقرى المتباعدة، وتمكين الفقراء من البقاء فى التعليم بعدم تكليف أهلهم بالإنفاق على احتياجاتهم المدرسية، وبالتغذية التكميلية المجانية فى المدارس. لماذا لم يحدث كل ذلك حتى الآن؟ لم يحدث لأن التعليم غير محايد.. ولأن من بيده القلم يتيح الفرص لطبقته وليس للجميع.. وربما تندهش، ولو قليلا، عندما تتمعن الأرقام والنسب المئوية للتوسع فى التعليم عبر السنوات تستغرب كيف يعتبرون قرارات 4 ديسمبر 1989 ثورة فى التعليم العالى فى حين أن الأسبقية والزيادة النسبية كان يحظى بها التعليم العالى عبر جميع سنوات استقلالنا السياسى كان على حساب توفيره للمحرومين من التعليم الابتدائى فى مختلف أرجاء الوطن.. والمحرومين لا ينتمون للمميزين بالتعليم أو الجاه أو الثروة بكل تأكيد لأن هؤلاء يحرصون على تعليم أطفالهم أينما كانوا.. والزيادات النسبية الواضحة فى الجدول أدناه تؤكد تمييز التعليم العالى ولماذا انعكس كل ذلك فى التركيب الاجتماعى لطلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم مثلا حتى قبل أن يضاف إليها طلاب القبول الخاص المزمع تطبيقه وهنا لابد أن أحيي موقف الطلاب البطولي ضدها انتماءا حميما لإدراكهم أنها تتم على أشلاء المحرومين كما المفصولين والمشردين والملاحقين من أسرتها طلابا وعاملين.. وعلى أشلاء كل الأعراف والتقاليد التى كانت متبعة فيها عبر تاريخها.. كل هذا نشير إليه مثالا وليس حصرا. جدول رقم [1] : الزيادة النسبية لأعداد الطلاب فى التعليم الحكومى بالمراحل الدراسية المصدر: الإحصاء التربوى، عدة سنوات المرحلة 55\56 68\69 الزيادة 1972 1987 الزيادة الزيادة منذ 1955 الابتدائى+ 161 547 340% 884 1738 197% 1080 % التعليم العالى 880 8034(1) 913 % 16328 60981(2) 373% 6930% + أرقام الابتدائى بالآلاف.(1)لا تشمل المعاهد العليا.(2)الرقم لعام 1990 قبل زيادة القبول. ماذا وكيف يتعلمون لاشك أن جيلكم ادرى بكيفية استخدام محتوى التعليم لتحقيق مآرب أبعد ما تكون عن خدمة تقدم الوطن ووحدة المواطنين السودانيين الذين يتميزون بالتنوع والتعدد اللغوى والدينى والعرقى. لقد تميزت كل الدكتاتوريات الثلاث بالمحاولات المتكررة لتغيير محتوى التعليم العام بمختلف مراحله بهدف تربية أجيال موالية لفكرها وتوجهها. ولكن هذه الدكتاتورية التى نعيشها اليوم فاقتهم جميعا فى تسلطها واحتكارها لمجمل الوجود المدنى بجميع أشكاله الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بسيف مسلط فى وجه الشعب بكامله، وتطاولت في محاولاتها لفرض رؤاها الآحادية المغلفة بالدين على المؤسسات التعليمية فى البلاد مما هو معلوم لديكم بكل تأكيد.. لأنكم عانيتم من بعض إفرازاته فى جامعتكم الفتية وكان صمودكم فى وجه ذلك مثالا للإقدام والثبات، وتعريتكم لمخططات الجبهة الإسلامية الإرهابية أيضا مثال آخر لما ينبغى أن تكون عليه المنظمات الطلابية الحريصة على استقلالها عن أى سلطة، وانتمائها فى تجرد وإيثار لمصلحة الشعب كله.. واتحادكم المنفتح على مختلف التيارات الفكرية ودعوتى للتحدث إليكم مثال حى أمامكم نتمنى أن يحتذى فى كل الجامعات.. فالتنظيمات الدبمقراطية للطلاب كانت عبر تاريخها النضالى أبدا فى صف الشعب وتحريره من ربقة الاستعمار اولا ثم من التسلط والدكتاتورية من بعد واستحقت بجدارة لقب ضمير الشعب تقف مع طلائعه منضلة من أجل حقوقه ورفاهيته. إن الدكتاتورية التى تفرض القرارات الفوقية لتحقيق أهدافها التحكمية وبالتالى هى تذبح المناخ الملائم للتعليم العالى الذى يفترض فيه أن يفتح آفاق المعرفة لا أن يكبل مؤسساتها بالقيود المتسلطة فيجعل مناخها خانقا للفكر المتسائل والنافد، وقاتلا للإبداع الحر السامق نحو النجوم فى علاها بدلا عن الترديد الأجوف والحفظ الأعمى والقبول الخانع. إن الدكتاتورية هى أساس البلاء ليس للتعليم العالى وحده وإنما لمستقبل الوطن بكامله: تمزيقا لوحدته الوطنية، واضطهادا لقومياته بثقافتها المتنوعة وأديانه المتعددة، وتبديدا لموارده لصالح الموالين لها، وتخليا عن توفير التعليم والرعاية الصحية المواطنين، واحتكارا للنشاط الاقتصادى والاجتماعى والنقابى وكل أشكال وتنظيمات المجتمع المدنى الزاخر إمعانا فى الانفراد بحق اتخاذ القرار في كل أوجه الحياة.. فماذا كان الحصاد: حصادنا كان الحرب المدمرة والتبشير الكاذب بان قتل المواطنين السودانيين هو جهاد دينى من أجل العقيدة!! حصادنا كان الإفقار المطرد للشعب بكل فئاته والإذلال المتزايد أتسودان العزة والكرامة.. حصادنا كان العزلة الإقليمية والدولية ما شهد لها الوطن لها شبيها عبر تاريخه الطويل.. •غير مجد الحديث عن إصلاح التعليم بكل مراحله ومستوياته بمعزل عن كل ذلك.. •غير مجد حصر الأخطاء والمزالق فى مثل هذه الظروف التى تحدق فيها المخاطر من كل جانب.. •لا سبيل للتفكير فى علم ينفع الناس ويضع وطننا ضمن قائمة المتمتعين بحقوق الإنسان بدلا عن قائمة الإرهاب إلا بتوحيد صفوفنا والخروج للشارع لمواجهة من تسببوا فى كل ذلك.. من غيرها؟ هى سلطة الجبهة القومية الإسلامية المتسلطة على رقابنا جميعا.. لا مناص من إسقاطها لتحقيق السلام واستعادة الديمقراطية كاملة غير منقوصة أولا.. بعد ذلك تكون نقطة البداية للثورة التعليمية الحقيقية التى نحلم بها جميعا. سعاد إبراهيم أحمد ندوة بالجامعة الأهلية بامدرمان 4 يوليو 1996
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة