فى مصر عندما يطلق الناس على شخص ما لقب ( ابن ناس ) فهذا لا يعنى انه ابن ناس بشر زينا ، وانما معناه انه من أسرة ثرية وذات نفوذ .
قبل سنوات سألت أحد الصحفيين المصريين الكبار عن السبب ..أى لماذا يطلق المصريين على الشخص الثرى لقب ابن ناس . قال لى : ان هذا اللقب يعود الى العهد الملكى فى مصر ( أسرة محمد على ) ، عندما كان الاتراك والاجانب مسيطرين على مصر. فقد كان يطلق على كل مصرى لقب ( فلاح) وعلى كل من ينحدر من أصل تركى أو من طبقة الباشوات لقب ابن ناس . اذا أصل هذا اللقب يعود الى المستعمر ، لاشعار المواطنين المصريين بالدونية فى وطنهم ، والتمييز بينهم وبين الأجانب المسيطريين على البلد .
03-21-2007, 10:32 AM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
وفى السودان ..القطر القارة ايضا لدينا نصيب وافر من الألقاب التمييزية ، ولكن التمييز عندنا لا دخل له بالوضع الاجتماعى أو النفوذ ، بل هو يخضع لأحكام غير منطقية . فبعض المجموعات القبلية سيطرت فى غفلة من الزمان على مقاليد الأمور فى السودان ، وظنت ان هذا الأمر يعطيها الأفضلية العرقية على باقى أعراق وقبائل السودان .
ففى بلدنا لا يشفع لك ثراء عائلتك او نفوذها ، أو يضعك فى وضع متميز فى السلم الاجتماعى . ولا تشفع لك عراقة قبيلتك ذات الجذور الضاربة فى تربة الوطن السمراء . او مستوى تعليمك او ثقافتك أو رقيك .
أمر واحد فقط يشفع لك ويجعلك تتفاخر على باقى شعوب الوطن ، الا وهو الانتماء الى أحد هذه القبائل التى سأطلق عليها مجازا لقب القبائل ( الملوكية )
03-21-2007, 10:34 AM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
قرأت هنا قبل شهر تقريبا.. أحد الكتاب ( المستنيرين ) او مدعى الاستنارة والتقدمية ، يصف كاتبة بانها ( بت أصول ) ليغيظ كاتبة أخرى ..!!
وطبعا واضح جدا ( لكل ذى عينين ) ماذا كان يقصد بهذا الأمر .
فالكاتبة التى وصفها ببنت الأصول تنتمى الى احدى قبائل الشمال ، والكاتبة الأخرى تنمتى الى قبائل من الهامش والاطراف .
وعندما احتجت الأخت التى تم وصمها ضمنيا بانها ( ما بت أصول ) ، ظن البعض انها اتعقدت !! أو ان عندها عقدة معينة لانها لا تنتمى الى القبائل ( الملوكية ) أى القبائل ( ذات الوهم الملكى أو الصفوى ) , فتمت معايرتها ممن يدعين بانهن ( بنات أصول ) بطريقة مضحكة وساذجة جدا ، وتفاخرن عليها قائلات ( نحن الساس ونحنا الراس ) الى آخره من أوهام صفوية خزعبلاتية .
المدهش فى الموضوع : ان أبطال هذه المسرحية الهزلية الاستعلائية كلهم من المتعلمين تعليما جيدا وحملة شهادات عليا ، بحيث لا يمكن بأى حال من الأحوال ايجاد الأعذار لهم بالجهل وقلة الثقافة والوعى .
ترى ...ماذا تركوا للجهلة والأميين !!!
والمدهش أكثر فى الموضوع ان الأخت التى تم وصمها بقلة الأصل ، تنتمى الى أعرق وأغنى وأكبر الأسر فى الشرق والغرب ، ولكن كل هذا لم يشفع لها . فهى حسب رؤية هؤلاء القوم ..كان طلعت ولا نزلت ..ولا طارت السما ..ماااا بت أصول .
03-21-2007, 10:36 AM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
كما أعتاد بعض أبناء هؤلاء القبائل ( الملوكية ) ان يصموا الآخرين بما يشاؤون من ألقاب ونعوت مهينة ، واذا احتج الآخرين على هذه النعوت ، وغضبوا او دافعوا عن انفسهم او ردوا الاهانة بمثلها ..تنصب لهم المشانق ، ويطالبوا بالاعتذار فورا ، ويصموا بالجهوية والعنصرية .. بل لاحظت ان هناك تهمة جاهزة لأخراس ألسنة المحتجين ، وهى ان يصف المحتج بانه ( متعقد ) أو ان فى الأمر ( عقدة ما )..!!
يعنى يا تبلع الاهانة وتتمها موية ... يا تتهم بانك زول ( معقد ) .. معقد ليه ؟ لانك لا تنتمى الى هذه القبائل الملوكية ...حتى لو كنت ولد السلطان على دينار ذاااااتو !!!
03-21-2007, 10:42 AM
هاشم أحمد خلف الله
هاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449
بصراحة انا كتبت البوست ده عشان الموضوع ده حيرنى شديد !! عشان كده بتمنى انو يجى واحد كاتب ومفكر من الكتاب الجعيصين الفاهمين ..عشان يجى يشرح لى كده براحة براحة ...ويجيب لى على هذا السؤال : مالذى يجعل ( الشايقية ) أو ( الجعلية ) بنات أصول ....و(الفوراوية ) أو (البجاوية) أو ( الدينكاوية )ما بنات أصول ؟؟؟؟
ومالذى يجعل فلان يحق له أن يفخر بأصله ، وفلتكان لا يحق له ان يفخر بأصله ..بل مطلوب منه فقط ان( يتعقد) (ويتضاير) و(يخجل) من أصله ؟؟
ما الحق الذى يجعل فلان وفلانة يسخرون من أصول وأعراق الآخرين بما شاؤوا من نعوت وصفات تحقيرية ...، فى حين لا يحق لفلتكان وعلنتكانة ان يدافعوا عن نفسهم ويردوا الصاع صاعين ...والاهانة بمثلها من منطلق ان البادى أظلم ...وكل زول ما برضى فى نفسو واصلو وقبائله ؟؟؟
قبل ايام شاهدت فيلم أمريكى جميل جدا ، من أفلام الدرجة الأولى ( اعتدت ان أصنف الأفلام درجة أولى وثانية وثالثة ودرجة زيرو كمان ).
الفيلم عن قصة حياة الرئيس الأمريكى توماس جيفرسون . وهو يعتبر من الأباء المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة الأمريكية وثالث رئيس أمريكى ، وهو من الرجال الذين صاغوا دستور الولايات المتحدة ( الأب الشرعى لكثير من دساتير دول العالم ) ، وفى صياغته للدستور تأثر كثيرا بمبادئ الثورة الفرنسية عن العدالة والمساواة بين الناس . فقد كان سفيرا لأمريكا فى فرنسا ابان الثورة. موضوع قصة الفيلم كان عن علاقة سرية لتوماس جيفرسون بخادمته المسترقة لوسى (من أصل أفريقى ) وكيف انها كانت المراة الرئيسية فى حياته التى انجب منها أربعة أبناء وبنات ، وعاش معه قصة رومانسية رقيقة وترك من اجلها حبيبته الانجليزية الاستقراطية التى قابلها فى فرنسا ، وعندما صار رئيسا احتفظ بها كخليلة ،وقبل وفاته أوصى بأن تمنح حريتها هى وابنائها .
المغزى من ذكر هذه القصة هنا ، انها تؤكد اختلاط الانساب فى امريكا بدرجة كبيرة حتى فى أسر الرؤساء .
فلوسى عشيقة جيفرسون السوداء كانت أخت زوجته البيضاء من الأب ، فوالدة لوسى كانت من رقيق والد زوجة جيفرسون الأولى وقد أولدها عدد من الأبناء ، الذين أهداهم لابنته البيضاء عندما تزوجها جيفرسون ، وعندما توفت زوجة جيفرسون ورث منها عبيدها بمن فيهم لوسى ( شقيقتها من الأب) .
زى حجوة أم ضبيبينة موش ؟
المهم فى الموضوع انه كان هناك اختلاط أنساب كبير فى عائلة جيفرسون. وبالطبع اختلاط الأنساب هذا كان موجودا بلا شك فى كل الأسر التى كانت تمتلك رقيقا. ولكن ... كان الرقيق يظلون رقيقا والأسياد يظلون أسيادا بالرغم من صلات الدم واختلاط الأنساب !!
وقد قال أحد أبطال الفيلم عبارة بليغة : لم يكن مهما أن تكون ابن من انت ...فالسيد كان يظل سيدا والعبد يظل عبدا ، بالرغم من صلات الدم .
انشاء الله تكونوا فهمتو القصد .
03-21-2007, 10:43 AM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
Quote: يا آمنه اختي والله الناس لو فكرت في اكل عيشها وتعليم أولأودها وعمل
الواجب مع كل الناس ما حايكون هناك مشكلة بت اصول ولا ولد اصول
الألقاب ما حا تزيد حاجة ولا بتنقص ولا انتي رايك شنو ؟؟؟
عليك الله قول ليهم يا أخ هاشم ليتهم يعوا ويفهموا.. لأن نحنا لو دخلنا فى حتة التفاخر دى ما حا نخلص وكل زول شايف نفسى حاجة وكل زول شايف نفسو أصيل ومؤصل .
مع ان كلنا لآدم وآدم من تراب.
وعلى قول حبوبتى ( رحمها الله ) : انت أمير وانا أمير..طيب مين يسوق الحمير !!!
03-21-2007, 12:15 PM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
عندما بدا أخونا بشاشا فى التصدى لهؤلاء العنصريين ، ظن البعض انه ينتمى الى ( فصيلة ) المهمشين ..لذلك صاروا ( يطاعنونه )و ( يغمزونه ) بأسلوبهم المعتاد المتبع مع القبائل والأعراق المهمشة . بايماءات مثل ( انت زول معقد ) ( انت جهوى ) ( انت عنصرى ) ( انت تنشر الفتنة )!! طبعا لارهابه واسكاته حتى يكف عن الكلام فى( ماهو غير مسموح بالكلام عنه ابدا) حسب كود الصمت المتفق عليه.
وكانت مفاجأة لهؤلاء عندما عرفوا ان أميرنا بشبش ينتمى الى الشمال !!
ولأن صدمتهم كانت كبيرة فيه ، لذلك حاولوا التنقيب فى ماضيه وحياته لايجاد ما يشين ، لاخراسه واحراجه حتى يكف عن هذا الكلام( البجنن بوبى) . وعندما خاب فألهم ووجدوا عمنا تاريخه ناصع ، حاولوا ايجاد ( عقدة اصطناعية ) لتلوث هذا الثوب الناصع ....ويالها من عقدة ....!!
يعنى لازم يطلعوا (متعقد ) كده كده .
فقالوا ان سبب عقدته ضد العرب انه تعرضه لاغتصاب فى طفولته من واحد عربى !!!
يا لها من عقلية ...كلاكيع.. كلاكيع
فحتى لوافترضنا جدلا ان حدث وتعرض انسان او انسانة للاغتصاب فى طفولته ، فهل فى ذلك ما يشين ؟!!
03-22-2007, 10:45 PM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
استميحكم العذر قبل التوغل في الإجابة عن هذا السؤال فهو لم يكن وليد اللحظة ولكن منذ أن كنت تلميذا يافعا ثم طالبا ثم ما أنا فيه الآن. وكنت مترددا التطرق إلى الحديث عن هذا الأمر لتقديري واحترامي للأموات لأن ذلك يعد من المحرمات، وكان مما استرعى انتباهي آنذاك تكرار مسرحية المك نمر في كل مرحلة من مراحل دراستي تقريبا، كنت أسأل نفسي لماذا التركيز على هذا الشخص بالذات، وخاصة فإن ثقافتي ترى فيه عيبا كبيرا لكونه فر من الحرب، وكنت أسأل نفسي دوما ألا يوجد سوداني آخر نمثله غير المك نمر!!! وكان ملخص ما كنا نعمله ونمثله في المدارس هو أن المك نمر قاتل اسماعيل باشا بن محمد علي خديوي مصر الذي بعثه إلى السودان لجمع العبيد ( أسوة بما فعله سلفه حاكم مصر إبان الخلافة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان) وقد أضاف ذلك الشركسي نهب المال والذهب من السودان. وقد كان المك نمر هو العامل المشترك الأعظم في كل هذه المسرحيات والقصص والحكايات. إن الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما قرأته وأقرأه هذه الأيام عن بطولات سودانية تحتاج إلى توثيق وتحليل وفحص حتى نقدم للعالم رموزا تعتز بها حقا وحقيقة غير مزيفة من دون فخر أو تكبر أو التقليل من شأن الآخرين. وأعني بذلك تحديدا ما خطه أحد الأساتذة واسمه السنجك يعمل في جامعة في بلاد ينبغي أن تكون ذات مكانة في نفوس المسلمين على أقل تقدير. ولو لم يذكرأنه أستاذ جامعي لما أعرته اهتماما قط. إن السؤال الممهم والمحوري الذي ينبغي التفكير فيه والإجابة عنه هو: لماذا نكتب الأحداث التاريخية في الأساس؟ الإجابة في تقديري المتواضع وحسب المواصفات العالمية، وباختصار شديد هو: الإفادة منها في تربية الأجيال، والإفادة من التجارب السابقة حاضرا ومستقبلا، على أن تكون تلك الأحداث مجردة من الهوى والغرض ما أمكن ذلك، وأن لا تقلل من مكانة الغير، لأن الحدث التاريخي القويم ليس ملكا لأحد بعد أن يصبح مثلا أعلى. كما أن الأحداث التاريخية المعاصرة والحديثة من الصعب تزييفها، أو الادعاء بها، لأن من يرددها يصير مضحكة من قبل الآخرين. وبالرجوع إلى الموضوع، أقول وبكل شفافية إن الذي كان يحيرني هو لماذا هرب المك نمر تاركا أهله يواجهون محمد سعيد ( جراب الفول) صهر إسماعيل باشا الذي كان حاكما على جزء من كردفان (الأبيض) عندما جاء إلى شندي مسقط رأس المك نمر ومقر مكوكيته، منتقما وهائجا؟ وقد استطاع محمد سعيد في وقت وجيز من دون مقاومة تذكر أن يقضي عليهم أو كاد؟ ولم نسمع ببطولة أخرى من المك نمر أو من خلفه، فالقائد الحق هو الذي يخطط جيدا فيما سيقوم به من فعل وما مردوده؟ إن القطة على سبيل المثال لا تهرب من بيتها وتترك أولادها من خلفها إذا تعرضوا للخطر، وحتى الدجاجة فهي تموت من دون فراخها إذا هاجمها ثعبان الكوبرا، فكيف بالإنسان!! سيقول أحدهم هذه سياسة الخداع في الحرب، وتعرف بالكر والفر، وهذه حيل جيدة إذا كر المقاتل لمواصلة الكفاح، أما إذا لم يكر بعد الفرار يعد هذا جبنا ما بعده جبن بل عارا وفضيحة. والمك نمر انتقم لنفسه، ولكنه لم يفكر ما سيئول إليه حال أهله، كما أنه لم يخطط كيف يكر على العدو ولو متخفيا بعد مغادرته ديار أهله ليقلق مضاجع الأتراك، وعلى رأسهم محمد سعيد صهر محمد علي باشا الذي أهان السودانيين وليس الجعليين فحسب. وظل نمر في مخبئه بقية حياته. إن الثقافة السودانية بصفة عامة تستهجن القتل غدرا ولا تجعل القاتل بطلا بأي حال من الأحوال خاصة إذا هرب؛ يعني إذا فر فسيكون مثله مثل الهمباتي الذي يفر عندما يقضي حاجته، ولهذا يقولون لمثل هذا الشخص (ما لك ما قلت راجل جريت مالك؟؟) إذا كانت هذه ثقافة العامة من السودانيين عن القتل غدرا، فماذا نقول عن المك نمر؟ وكيف يمكننا وصفه؟ وهو الذي غدر بضيفه إسماعيل باشا بعد أن أسكره بالمريسة ودار رأسه حول الغلمان والغانيات، لا يعي شيئا؟ وقد قيل لنا إن إسماعيلا أساء إليه!! يعني انتقم المك لنفسه فقط وليس من أجل السودانيين وشتان بين الانتقامين! وكثير من الشعوب تفخر عادة بأبطالها بعد أن يتم اختيارها بمعايير دقيقة، وتجعلهم رموزا لها حية تبقى طوال حياتهم لا يملون الإطلاع عليها، وتلك الرموز تزداد توهجا كلما قرأها الأحفاد وحتى الغرباء، وإن أهم ما يعجبهم هو الإقدام والشجاعة والتضحية من أجل الآخرين، وليست لإشباع نزوة شخصية عابرة. وتبقى الأمثلة باقية ما بقيت الشعوب التي منها الشعب السوداني عبر تاريخه الطويل من دون تطعيمهم بسياسة المخادعة والادعاء الأجوف، بل ومحاولة إجبار الآخرين على تصديق ما يدعون. هذه نماذج لبعض أبطال السودان الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة للوطن السودان، أبدؤها منذ فترة المك نمر، وأقدمها للذين لا يريدون معرفتهم استهجانا بهم، ولكن سيبقى هؤلاء أبد الدهر في أذهان السودانيين الأصيلين ما بقي التاريخ وهم: - محمد ودعدلان الوزير السناري عندما خاطب إسماعيل باشا الغازي للسودان 1820م قائلا له: لا يغرنك انتصارك على الجعليين والشايقية نحن الملوك وهم الرعية أما بلغك أن سنار محروسة محمية بسيوف قواطع هندية وخيول جرد أدهمية ورجال صابرين للموت صباح وعشية. فالكل يعرف ماذا حدث لهذا الوزير الشهم، فقد كان مصيره الموت غدرا، وعلى المؤرخين مسؤولية معرفة القتلة. - المك آدم أم دبالو حامي المهدية الأول الذي قتل غدرا، فلولاه لما كان هناك مهدي أو مهدية يتبجح بهما الآن. - ود نوباوي قاتل الجنرال غردون باشا وهو في تقديرنا أعظم من إسماعيل باشا ابن الخديوي لأن غردون كان يمثل الإنجليز والأتراك المصريين معا. - عبدالله التعايشي كان في قدرته أن يهرب خارج السودان، ولكنه ظل يدافع ويقاتل، وعندما نفذ ما عنده من الذخيرة افترش فروته وجلس عليها إلى أن لقي حتفه، تحف به علامات الإعجاب والرجولة. ومع ذلك ماذا قيل عنه وعن جيشه الذي قاده الأمير محمود ود أحمد في شندي والمتمة؟؟؟ - عبد الرحمن النجومي ذلك البطل المغامر الذي عمل تحت لواء المهدية، ألا يمكن أن يكون أحد الرموز السودانية؟ - عثمان دقنة بطل شرق السودان الذي دوخ العدو، ولم يهرب كما فعل غيره. كان في إمكانه الهروب إلى اليمن أو الحبشة كما فعل غيره ولكنه لم يفعل. - علي دينار كان كل ما قاله لنا معلم التاريخ عندما جاء ذكره عرضا؛ هو أن "علي دينار سبق الطيار" وحفظنا ذلك منه آنذاك. تبا لمعلم يدس حسب علي دينار العظيم! وقد تصرف مثل قائده تورشين تماما. كان في مقدوره أن يلجأ إلى أغال جنوب السودان أو تشاد. - السلطان عجبنا حين قبضوا عليه وطلبوا منه الإذعان رفض في إباء وكبرياء وشموخ، وعندا حان وقت شنقه أماط اللثام من على وجهه، وهو على المقصلة، صاح في جلاديه " من لا يعرف السلطان عجبنا فليأت هنا ليرى كيف يموت الرجال. قال عنه المؤرخون السودانيون إنه مجرد متمرد ليس إلا!! - علي عبد اللطيف مؤسس الوطنية السودانية بشجاعته التي قاد بها اللواء الأبيض لم يهرب، وكان في استطاعته أن يفعل ذلك، ويعطى أعلى الوظائف والدرجات ولكنه مات سجينا. يكفي إيراد اسمه فخرا وإجلالا. - عبد الفضيل الماظ مات ممسكا بمدفعه بعد أن هدموا فوقه المستشفى العسكري، كان في مقدوره أن يهرب بالباب الخلفي. - الفكي علي الميراوي الذي هدد بقاء المستعمر ليس في كردفان بل السودان كله. - عبد القادر ود حبوبة رغم محدودية دوره ولكن الأرواح متساوية فهو بطل بكل المقاييس. - وقد تربع على قمة هؤلاء الكوكبة الدكتور جون قرنق دي ما بيور من عظماء القرن الحادي والعشرين الذي أصبح رمز المهمشين قاطبة. هؤلاء وكثيرون غيرهم دفنهم التاريخ السوداني الموجه الذي خطط خصيصا لطمس مآثر السودانيين وعظمتهم، وما زال بعضهم يحاول السنجك جاهدا شطبها من دون حياء ويتباهى بالأوهام. ألا يستحق هؤلاء أن تنصب لهم التماثيل؟ ألا يستحقون أن تسمى بأسمائهم الشوارع والطرق الرئيسية؟ ليس في عاصمة بلادهم فحسب، بل في كل مدينة من مدن السودان، بدلا من أسماء مغمورين جبناء، وخونة بل عملاء وأجانب... وأسماء مدن تنقل من بلاد أخرى، أليست هذه إساءة للسودانيين؟ وهل هناك مثل غير السودان ينقل أسماء أحياء دول أخرى لبلادهم؟ أما على المستوى العالمي فالأمثلة لا تحصى يا سنجك، أنظر إليهم فكلهم من نفس طينة أبطال السودان جميعهم بالمواصفات العالمية، وهذه بعضها: - نابليون بونابرت على سبيل المثال عاد من جزيرة القديسة هيلانة إلى فرنسا بعد أن سجن فيها إمبراطورا، وليس مجرد سجين أو هارب رجع لاسترداد عرشه، وهكذا سجل له التاريخ ذكرى باقية؛ لأنه بطل بحق وحقيقة. - جان دارك التي حمت أهلها من الهلاك بوضع جسدها على فوهة الماء الذي كان سيغرق كل سكان الأراضي المنخفضة. - فلورنس ناتنجيل تلك الفتاة الشابة التي ذهبت إلى ميدان الوغى أثناء الحرب تعالج الجرحى وتضمد جراحهم فهي الآن رمز لمنظمة الصليب الأحمر بحق وحقيقة فهي بطلة بل قديسة في نظر أهلها العالم أجمع. - قصة قائد السفينة الحربية التي أعطبها العدو وأوشكت على الغرق رفض قائدها مفارقتها ملوحا بقبعته إلى أن غاصت به السفينة في الماء، فلأنه بطل مغوار لم يترك سفينته ويهرب منها ويخلص نفسه. - نلسون مانديلا لم يهرب وكان في قدرته ذلك ولكنه واجه جلاديه بشجاعة عندما طلبوا منه التخلي عن مبدئه وسجن عمره إلى أن خرج عالي الرأس أقيم له تمثال في قلب مدينة لندن دعك عن وطنه. - الجنرال ألندي رئيس شيلي عندما قام عليه الانقلاب العسكري رفض التسليم وأمسك بسلاحه في القصر الرئاسي وقتل وهو مثل عبد الفضيل الماظ في السودان. ليس مثل الذي يستجدي العسكر ويقايضهم بالأمانة التي حملها على عنقه من قبل الشعب السوداني.
نعود إلى موضوع السنجك عن المك نمر فإن ما كتبه الدكتور طالب تية صحيح وحقيقة واقعة، لأن السؤال المطروح هو: هل عاد المك نمر من مخبئه إلى السودان دعك عن شندي مسقط رأسه ليرى ماذا حل بأهله بعد أن فر بجلده إلى بلاد الحبشة؟؟ أ يعرف السنجك ومن أسمت نفسها بمهيرة كم خلف المك نمر وراءه من ضحايا من الجعليين، والذين سيقوا إلى القاهرة بعد أن فعل بهم الأتراك فعلتهم، ليباعوا في سوق النخاسة إلى أن تدخلت السلطات البريطانية في الأمر أخيرا، ليس حبا فيهم لعظمتهم لأنهم جعليون، ولكن لأن قانون تجارة الرق قد سرى آنذاك!! والأدهى من ذلك وأمر أن السنجك استشاط غضبا وبدأ يسب الآخرين ويستفز مشاعرنا وكأننا جهلة مثله، يسرد لنا سلسلة أهله من جهة أمه بأنها فلانة بنت فلان ابن فلان ابن السنجك الذي لا يشرف أحدا إلا إياه من الجهلة، قائلا: " ولقد شرفنا الله بشرف النسب والقربى للسادة المراغنة رضوان الله عليهم حيث ان جدي السنجك والذي تنكر الاستاذة سارة اسمه هو الشيخ السنجك عبدالله ابن خالة السيد علي الميرغني انار الله ضريحه وهو انقريابي عبدلابي يتصل نسبه بملك العبدلاب الشيخ عجيب المانجلك ويمكن للاستاذة التاكد من ذلك امي سيدة شايقية عونية من آل زياد وهم عمد وشيوخ منطقة البسابير وبانقا وحجر العسل....فيا أيتها السارة هذه هي بضاعتنا عرضناها على جنابك فاعرضي انت علينا بضاعتك. ولا يستحي السنجك بل يريد أن يزودنا من ذلك الغث من القول، شكرا لك احتفظ بما تعلم إن كنت تعلم ، ولمعلومتك هناك شك في كون العبدلاب عربا. أيها السنجك المصادر متاحة ومتوفرة لكل من يرغب في التوصل إليها، ولا أسيء الظن بك وبعملك الجامعي ولكنني أشك أن تكون أستاذا فيها، و إلا لما سطرت لنا حديثا مضطربا، وشعرا متناقضا بما تقوله وكأنك تتمناه متشبثا بأوهام العظمة التي رضعت من ثدي الجاسوسية الخبيثة والشوفينية المتعالية، التي ينطق بها لسانك " فكل إناء بما فيه ينضح"، أيها الأستاذ بدلا من التبجح بالفارغات والجهالات، فالجاهل عدو نفسه ، أرجوك ابحث عن مصادر معرفة بلدك السودان الذي أراك قد هجرته قبل أن يشتد عودك، لأن كلامك يدل عليك. وإن كنت لا تعلم فاعلم يا أستاذ كيف عانى أهل أمك الذين ذكرتهم من آل المير خاني!! فعليك كأستاذ جامعي أن تعتذر لهم أو تسكت ولا تثير الآخرين وتستعبطهم بما لا تعرف!! ولولا احترام عقول القراء لذكرنا لك أفعال أجدادك فأرجو الكف عما تتقول به. ثم أن لقب السنجك والباشبزق هما وظيفتان دونيتان كانت تمنحهما السلطة التركية التي قضت عليها المهدية عام 1885 م لقبيلة بعينها في السودان، وحسب علمي كانتا عبارة عن وظيفتين لجمع الإتاوات والضرائب المفروضة على السودانيين الغلابة، وربما كانت هناك مهام أخرى يعرفها أصحابها كانوا يؤدونها، من الوظائف التي تسئ إلى من كان يقوم بها أكثر من إساءتها للسودانيين، ولا أريد أن أزيد...! أما نسبك لآل الميرغنية أقول لك بهذه المناسبة إن اسم ( مير خان يتسمى به الهنود والباكستان فهم من أصل واحد، ولعدم معرفتهم بالعربية ينطقون اسم أمير " مير" وهو مجرد اسم لا تظنه أميرا بحق حتى تتشبث به) أرجو مخلصا الرجوع إلى تاريخ آل الميرخني الذين يقال إنهم من آل البيت!! فالجد كان جاسوسا في المخابرات البريطانية، أرجع إلى مر كز دراسات السودان المعاصر ستجد ما نصه: "عثمان الميرغني باكستاني دخل السودان عن طريق الجزيرة العربية عام 1838 م بواسطة شئون المستعمرات البريطانيةMI6 وهو جهاز المخابرات البريطانية"، راجع سودانايل بتاريخ 18/4/ 2006. ليس عيبا أن يكون ميرخاني الباكستاني سودانيا، ولكن العيب كل العيب أن يدخل السودان جاسوسا ويصبح بعد ذلك من أشرافه يعتز به أحفاده ويتكبرون على المواطنين ويسومونهم مر العذاب، فأنت تعرف ماذا كان يفعل الميركاني/ خانِالشريف المزيف( يعني fake ) لأهل الشرق الذين انتفضوا الآن من حوله، ولم يبق معه سوى بعض مقطوعي الرأس أو أمثالك ياسنجك لا تستطيع الفكاك منهم، فقد فعلوا بهم أشياء لا يقبل بها منطق أو عقل وينز عنها الجبين. يا أستاذ يا جامعي: إن الفتى من يقول: ها أنا ذا وليس الفتى من يقول كان أبي وكان جدي وجدتي (حبوبتي)، في بلاد الإسلام بما في ذلك السعودية التي تعيش فيها ينسب الشخص نفسه بأبيه وليس بأمه كما نسبت أنت بجدتك الشايقية، وأم والدك الميرخانية، فإذا جاز لك النسب كما ذكرت بأمك؛ إذن فلماذا التهرب من الادعاء بكونكم سودانيين أفارقة من جداتكم كما تقول كتبكم المزيفة بأن الأعراب جاءوا إلى السودان من دون نساء، فلمن إذن تركوا نساءهم بعد هروبهم من صحاريهم، هل تركوهن للمغول، أم الفرس، أم الهنود، والباكس؟؟؟ الأستاذ الجامعي السنجك؛ يكفي الأستاذة سارة والأستاذ طالب تية فخرا أن أجدادهما لم يفروا من الأتراك، أو الإنجليز المستعمرين ولم تستوردهم بريطانيا العظمى من بلادهم البعيدة من أجل أعمال نهى عنها الإسلام " فلا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا" بل واجه أجداد السارة وتية هؤلاء المستعمرين والخونة بشجاعة الفعل وليس قولا، وهم الذين رفعوا اسم السودان عاليا في الآفاق وقد شهد لهم الأعداء أنفسهم قبل الأصدقاء. إذن ماذا يعني كل هذا؟ أولا- إن جل المؤرخين السودانيين هم أبعد الناس عن العلمية والحياد في كتاباتهم لأن شغلهم الشاغل هو ربط السودان بالعروبة زورا وبهتانا، بل أن أوفرهم علما مصاب بهذا الداء الوبيل وبغير؛ مما جعله منحرفا ليس في تفكيره فحسب بل أكثر. .. !! ثانيا- كان الإنجليز وراء كل ذلك التضخيم والتعظيم لسبب بسيط، هو أن هناك قبائل لم ترغب في بقائهم فحاربتهم فقاموا بإغلاق ديارهم أمام تجار النخاسة، الذين قالوا إنهم يريدون نشر الدين والحضارة المسروقة. وبهذا أفسحوا الجو لأمثال آل السنجك والباشبزق والميرخانية ، وأتباعهم بفتح مجالات الاستثمار بالحرام أكثر منه حلالا في بلادنا الطيبة منطقة أمك على وجه الخصوص وغيرها من المناطق لاستعبادهم. إن المطلع على مقالات المدعو بالسنجق ومهيرة التي تكتب وكأنها في مسابقة كتابة إنشاء لتلميذة في مرحلة الأساس؛ ليعجب من سطحيتهما وتفكيرهما وادعاءاتهما العجيبة والغريبة المصطنعة. إن الحقائق التي كتبها الأستاذ تية والسارة قد أقلقت بالكما، وللعلم فإن الإنجليز قاموا بتضخيم شخصية المك نمر وملئوها غازا بعد أن سخروا أتباعه ووعدوهم بالوظائف، وهكذا فرشوا لهم الطريق بالمقابل، وليس بالمجان، والمقابل هو الجاسوسية وأعمال الخيانة التي اكتشف المستعمرون أن هؤلاء يتقنونها بكفاءة لا يتقنها سواهم، وهذا هو السبب الذي جعل الفئة التي ذكرها الموهوم السنجك تتولي حكم البلاد دون غيرهم. وفي الواقع :" إن قوات محمد علي بقيادة ابنه إسماعيل باشا (1820- 1821م) لم تجد مقاومة تذكر وبالضخامة التي يتحدث عنها الناس. نحسب إن هذه "المقاومة" لا تعدو أن تكون مكيدة من الجبن والهوى والمجون التي دبرها المك نمر لإسماعيل باشا، حيث فر في خاتمة المطاف إلى الحبشة خوفاً من قدوم محمد سعيد باشا الدفتردار منتقما لمقتل إسماعيل." هذه حقيقة والحقيقة لا تضيع وإن طال زمن إخفائها يا سنجك. ثالثا - السؤال المهم هو: هل يدلنا أحد عما فعله المك نمر بعد أن غدر بإسماعيل باشا وهو سكران فاقد الوعي وهرب من دون أن ينظر خلفه؟ رابعا – أليس هؤلاء الأبطال الذين ذكرتهم يستحقون أكثر مما يستحقه آل السنجك ومن دار في مجالهم؟
في الختام نقول إن ما ذكرته الأستاذة سارة وساندها الدكتور طالب تية، واقع وحقيقة لا مراء فيها، عليه نرجو مخلصين أن يخشى بعض الكتاب ربهم الذي خلقهم من طين فيما يقولون ويكفي مؤرخيهم خداعا وتزييفا لمفاخر التاريخ السوداني الأصيل، وقد أصبح العلم تحت يدي كل من يرغب، ولم يعد حكرا لأولئك الذين خدعوا السودانيين ردحا من الزمن يفوق ألف سنه، هؤلاء "معروفون" بأساليبهم الحربائية وعليهم الرجوع إلى الحق والحق فضيلة إن كانوا يحترمون دينهم ويفهمونه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة