|
العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراهيم
|
كنت قد ارسلت هذا المقال للنشر فى موقع سودانايل حيث نشر مكى قالته وفى الاجواء رائحة عنبرية .. رائحة اكتوبرية. لكننى فوجئت باعتذار رقيق من رئيس التحرير الاستاذ طارق الجزولى حيث ابلغنى بانه لايستطيع نشر المقال معددا اسبابا يراها تمنعه ولا اراها كذلك وعلى كل لايكلف الله نفسا الا وسعها
عبدالمنعم الجزولى
----------------------------
فى قراءته لمعطيات الاجواء السياسية وامكانية تطور رياحها الى اكتوبرية عارمة, لمس استاذنا واديبنا الوارف الظل محمد المكى ابراهيم وترا جد حساس, لكنه اثر عدم الخوض فيه كثيرا مفضلا التركيز على زبدة موضوعته من حيث مكاتفة احداث تجرى الان فى فضاء الوطن باحداث قد جرت اوان هبوب اكتوبر الماجدة. ولما كان ماتعرض له استاذنا من الاهمية بحيث اكاد اجزم بانه الموضوع الاثير لعموم اهل السودان بدون فرز, منذ لحظة اذاعة البيان الاول صبيحة السابع عشر من نوفمبر سنة ستة وخمسين, وكلما طرق طارق باب الاذاعة مدحرجا امامه بعض مارشات عسكرية قفز الى الاذهان الخاطر المقيم والتساؤل الابدى تاااااانى !!!! فقد رايت ان استكمل مناقشة الموضوع ببعض من الملاحظات العامة.
كنت قد قرات قالة لاستاذتنا سعاد ابراهيم احمد لمست فيهاعظم الموضوع قائلة ما معناه ان من غير المعقول ان نضحى بقوتنا وصحتنا وتعليمنا بل وبامننا الاجتماعى نفسه لاغراض الدفاع المزعوم عن الوطن. اضيف من عندى بان هذا الدفاع انما ظل تاريخيا ضد عدو مجهول. العدو الحقيقى للشعب السودانى يوجد فى داخل البلاد وليس خارجها. العدو الحقيقى لنا هو الجيش السودانى نفسه. والذى تستخدمه قوى التخلف واركان الراسمالية الطفيلية النامية وقوى شبه الاقطاع فى الحفاظ على ثرواتها إما تلك التى مكنها الاستعمار من وضع يدها عليها فى شكل مشاريع زراعية او اراضى سكنية. او تلك التى مكنتها لنفسها بعد رحيل المستعمر عبر رخص تجارية او مضاربات فالتة ادت فى نهاية الامر الى تكديس الثروة كلها فى جانب واحد وتركت الجانب الاخر او الجانب الذى يضم غالب اهل البلاد فى حالة املاق شنيع ومارست من فوقه سياسات افقار منظمة وعالية الوتائر مستعينة بالجيش لاسكات اى صوت يعلو مستنكرا او حتى مطالبا بالتغيير الديموقراطى لمجلس ادارة نادى الحكومة وظل الجيش يعمل بكل جهد لابقاء الامور على ماهى عليه.
وفى المقابل عملت كل الحكومات دون استثناء على جعل نار الحرب الاهلية مشتعلة والجيش هو المستفيد الاول من تلك الحرب وبالتالى فهو عدو لدود لكل من تسول له نفسه بالحديث مجرد الحديث عن سلام او امان بله الدعوة لوقف نزيف الدم فى اطول حرب اهلية فى تاريخ القارة
وقد اصابت الاستاذة سعاد ايضا فى ان احسن وسيلة لحماية الوطن لا تتزيا الا بلبوس حسن الجوار وهو نفس المنحى الذى ذهبنا اليه من قبل فى مكان اخر بدعوتنا الى تفعيل الدبلوماسية السودانية لدعم امان البلاد من خلال تغذية الروابط مع دول الجوار خصوصا ومع كل البشرية عموما. وقد خلصــت الى ذات النتيجة التى خلصت اليها سعاد وهى ان وجود جيش محترف لايساعد على حل مشاكل البلاد بل يفاقمها.
واقترحت سعاد عن حق ان ندرس بعناية اكبر تجارب شعوب اخرى مثل كوستاريكا بينما دعوت الى تفكيك الجيش الذى لا يفعل سوى ان يحتل المدن بضجه وضجيجه على رأى استاذنا الدكتور بشرى الفاضل
لدى ملاحظة اخرى
الولايات المتحدة الامريكية تستخدم ربع قواتها فقط وتترك الباقى فى حالة الاحتياط وتتم عمليات ابدال واحلال منظمة وبشكل دورى لاحالة القوى العاملة فعلا الى الاحتياط بعد تدريبها وتاهيلها ومن ثم احلال قوى جديدة مكانها وهكذا تتوالى عمليات التدريب فالابدال والاحلال بشكل مستمر وعندما احتاجت الولايات المتحدة الى مزيد من القوات بعد ضربات سبتمبر توفر لها فى مراكز التجميع مايقترب من نصف المليون جندى وضابط خلال اثنتن وسبعين ساعة شحنت نصفهم الى مراكز عمليات ماوراء البحار واستخدمت الباقى فى عملياتها الامنية فى الداخل.
ولمصر تجربة مشابهة. وحتى اسرائيل وبريطانيا لا تبقيان فى الخدمة الفعلية الا العدد الذى تحتاجانه بالضبط ويذهب الباقى الى جداول الاحتياط منعا لما يمكن ان نسميه عطالة الجيوش.
سادخل مباشرة الى حوش الموضوع دون الحاجة الى المرور عبر نفاجات التسلسل التاريخى لتكوين الجيوش والاغراض المعلنة والمستترة وراء ذلك التكوين.
الجيش السوداني ومنذ ان انشاه المستعمر تحت اسم قوة دفاع السودان واستخدمه فى تحقيق اغراضه الاستعمارية من كرن شرقا والى الكفرة غربا لم تكن له ملامح يستدل منها على هويته. الجيش السودانى ولد فى رحم المستعمر لاب مجهول وكفله ملاك الثروة وكبار الاقطاعيين بغرض وحيد الجانب وهو حماية ثرواتهم لا اكثر ولا اقل وقد عمل بهمة ونشاط وبمثابرة فجيعة لتحقيق ذلك الغرض مسجلا نجاحا غير مسبوق فى تاكيد معنى العقوق والدليل اننا وبعد قرابة الخمسين عاما من الاستقلال لازلنا نجتر نفس الخيبات السياسية الاقتصادية الاجتماعية وذلك بفضل من الله اولا ثم بفضل الجيش السودانى ثانيا.
انفقنا نصف ثروات البلاد التى جنيناها طيلة هذه السنوات على تطوير وتحديث هذا الجيش وكان رده للجميل ان استولى على النصف الاخر فى عبثية مفجعة فنصف القوات التى دربناها وصرفنا عليها دم قلوبنا بل وادخلنا انفسنا والبلاد معنا فى دوامة الاستدانة التى ستؤدى انشاء الله الى احراق ماتبقى من استقلالنا السياسى يتم فجاة التخلص من هذه القوات واحلال قوات اخري مكانها وكله باسم الوطن وباسم حماية التراب وباسم الصالح العام...الخ دون تحديد لماهية ذلك العدو المجهول الذى يستعد الجيش لملاقاته ثم يبدا مشروع جديد لتطوير وتحديث الجيش المعدل بحذف نصف افراده الى المعاش او الى المعتقلات او فى بعض الاحيان الى المقابر الجماعية والفردية المجهولة المكان ويبدا صرف جديد لاسقف له فى ميزانية خربة وتستنفر كل ممتلكات الدولة على قلتها لدعم مشروع التحديث والتطوير ليتم فى اول منعرج التخلص من كل ذلك وبنفس الوسيلة السجن المقبرة التشرد والدعوة لعملية تطوير عبثية جديدة ولا يزال الغرض المعلن هو حماية الوطن.
تستهلك موارد الوطن كلها لاجل صنع طعام لاياكله احد. ثم يلقى بذلك الطعام في صفيحة الزبالة ليتم استنفار موارد البلد المتبقية فى صنع طعام جديد لاياكله احد ويكون هو الاخر مصيره الى صفائح الزبالة فى عملية جهنمية غرضها الاول هو اهدار اكبر قدر من ثروة البلاد حتى لاينفلت ثورها من مسار دائرة ساقية التخلف التى تسقى زرع الاقطاع وتعشى قبائل الامبراطورية الطفيلية النامية وكله تحت اسم حماية الوطن والتراب والصالح العام.
ان اخر معركة حقيقية خاضها جيش سودانى دفاعا عن الوطن كانت معركة كررى والتى قاتل فيها جيش المهدية الوطنى حت اخر جندي تقريبا (هذا طبعا بعد استثناء ام دبيكرات باعتبار انها كانت مذبحة اكثر من كونها معركة).
عند فجر الاستقلال ظهرت شعارات جديدة احاطت بتكوين الجيش السودانى بجانب شعارات حماية الوطن والتراب وابرزها شعار صيانة الدستور رغم انه وحتى الان لا يوجد لدينا دستور دائم!! كل الموجود هو دستور ستة وخمسين الانتقالى او المؤقت والذى تم تعديله فى سنة اربعة وستين وهو دستور بالمناسة بدون ملامح طرق ابوابا عامة وترك امر القضايا الكبرى ليحلها دستور البلاد الدائم والذى لم يكتب له ان يرى النور حتى هذه اللحظة وذلك ايضا بفضل وهمة الجيش السودانى.
نحن اذن دولة بلا دستور. ولهذا فانه ليس للجيش السودانى دستور ليقوم بصيانته وحمايته اللهم الا تلك المسوخ المشوهة التي يقوم بعض جنرالات الجيش يابتداعها بين الحين والاخر وكلما قبضوا على ابواب السلطة قاموا بالغاء المسوخ التى مسخها جنرال سلف وابدالها بمسخ جنرال خلف.
منذ ان استولى كبار جنرالات الجيش على السلطة فى سنة ثمانية وخمسين اصبح الجيش يشكل عبئا ماليا ثقيلا على خزينة البلاد من مرتبات وبدلات ومخصصات الى تدريب وتاهيل واعادة تاهيل وشراء اسلحة ومعدات ثم احلال وابدال جنود وضباط واسلحة جديدة ومايتبعها من بدلات ومخصصات بل ورشاوى سياسية وقحة ظل الجيش يتقبلها بدون اى وازع من وطنية او ضمير وكل ذلك وليس للجيش السودانى عمل محدد مفهوم.
يدخل الواحد الكلية الحربية ( مصنع الرجال) وسنه فوق العشرين بقليل ثم يتدرج حتى يصل الى رتبة اللواء وسنه دون الخمسين هذا اذا لم تتم تصفيته فى واحدة من سلسلة الانقلابات الجهنمية المتتالية او شمله فصل من الخدمة او اودع سجنا وهو بعد ملازم او نقيب
عدد الفرقاء فى الجيش السوداني وحتى سنة ثلاثة وسبعين لم يتعد ثلاثة هم :- الفريق احمد محمد. الفريق ابراهيم عبود. الفريق محمد احمد الخواض.
وعدد الفرقاء فى الجيش السودانى الان يتجاوز بضع مئات.
وعندما رقى حعفر نميرى نفسه ترقية استثنائية من رتبة عقيد الى رتبة لواء كان الجيش قد عرف حتى تاريخه خمسة عشر لواء فقط بما فيهم اللواء حمد النيل ضيف الله( نائب القائد العام حين جائت مايو) والان لدينا بضعة الاف من اللواءات لايزالون حسب قانون المعاشات العسكرى يتقاضون كامل مرتباتهم كمعاش والحمد لله.
فى جيش لم يخض ولا حربا حقيقية واحدة يوجد اربعة مشيرين!!! وقد خبر تاريخ الجيوش البشرية فى العالم كله وحتى الان ليس اكثر من عشرة مارشالات!! بينهم اربعة فى السودان!! خمسة وخميسة فى عين الذى لايصلى على النبى هم :- المشير نميرى . المشير سوار الدهب. المشير الزبير. المشير البشير. وتلك كلها اعباء مالية لايستفيد منها الوطن شيئا تصرف على جيش لا يقوم باى واجب للدفاع عن الوطن ليس عن تخاذل او تكاسل بل لان الفرصة لم تسنح له اصلا. فلم يدخل السودان حربا حقيقية ضد احد ولا اظننا فاعلين خلال القرنين القادمين
اذن ماذا كان يفعل الجيش السودانى طيلة هذا الوقت؟
كان يفعل بالضبط ماكان يفعله جيش المستعمر.
الجيش الانجليزي المصري والذي صار فيما بعد جيشا انجليزيا صرفا كان يقوم بحماية السلطة الاستعمارية الحاكمة فى السودان.
والجيش السودانى الان لايقوم الا بحماية الانظمة الحاكمة وهذا هو لب تدريبه واعداده. ينقلب على السلطة ثم يسهر الليالى يحرس سلطته الجديدة من اعدائها وهم جموع الشعب السوداني!!
الحرب الوحيدة التى خاضها جيش البلاد ولايزال كانت ولاتزال ضد مواطنى البلاد واهلها فى الجنوب والشمال والشرق والغرب والعمل الوحيد المنوط بجيش البلاد هو التاكد الدائم من عدم وجود استقرار سياسى فى البلاد وسيظل الى ما شاء الله دور الجيش السودانى هو التاكد المستمر من ان الشعب السودانى لايشكل تهديدا للحكومة القائمة فى حينه وحين يصبح امر سقوط الحكومة شر لابد منه اى حين تصبح هزيمة الجيش السودانى واقعة لامحال تنحاز قيادة الجيش الى الشعب فى انتهازية مفضوحة وتبقى مراوحة بين المد والجذب مع الحكومة الجديدة حتى تحين ساعة الانقضلض عليها مرة اخرى وفقا لقانون الدائرة الجهنمية الذى لا اعرف بالضبط من الذى كتبه وصاغه واجازه دستورا دائما للبلاد
لايزال السؤال قائما ماهى اهمية وجود جيش للسودان بتلك التركيبة الجهنمية ! بمعنى اخر هل يحتاج الوطن فعلا الى جيش ؟ ولماذا ؟ لعلنا نكون بذلك قد وضعنا موضع التساؤل امرا هو في العادة فوق التساؤلات..امر مقبول بوصفه من المسلمات والبديهيات.ولكن الامور بخواتيمها و"خواتيم" عمل تلك المؤسسة ليست فوق المسائلة فقد انصرفت عن هدفها الاصيل لتتخذ لنفسها وظيفة السياسي الحاكم فضلت الطريق واسائت الى الوطن والى نفسها ومقامها في النفوس. دعونا نتفاكر ونجد اجابة مشتركة لهذا السؤال الملح عن دور القوات المسلحة في تركيبة السودان القائمة.
عبد المنعم الجزولى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: Gazaloat)
|
اول مرة اجد من يشاطرني الكره لهذا الاخطبوط القاتل الذي دائما يفاجئنا بالكوارث والانقلابات ، اصلا الجيش يا صديقي ليس له اهمية غير حماية عصابات الانقلابات والفاشست ، وتخريب الحياة المدنية وابادة الديمقراطية ، ولعلهم يقراون التاريخ وما تجربة صدام والبعث ببعيدة عن ا فها هو يطارد مثل الكلاب المسعورة هو وابناءه الذين اراح الله منهم العراقيين فذهبو ا غير ماسوف عليهم ، وزيما قال هيجل الغرور يسبق الانهيار ، وغ7دا لناظرة قريب وكلو اول ليهو اخر ، وتحية ليك اخ عبد النعم وانت تعري هؤلاء التتار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: Gazaloat)
|
الاعزاء : منعم اخوى وعشه بت فاطنه
يا جماعه الزمو الجابره.. , يعنى دايرين تفككو جيشنا السودانى مرة واحده كده ؟ , طيب ..على الاقل ليأتى مثل هذا القول من المؤسسه العسكرية نفسها , واعلم ان فيهم من يئس تماما , وفيهم من كتب ولكن ذهبت كتابته ادراج الرياح ! بعد ان تقدم نفر عزيز منهم وجاد بروحه من اجل القسم الذى اداه , فسقط شهيدا و بطلا ومناضلا فى سبيل ما اعتقد , على الرغم من انه ما زال يصنف لدى المؤسسة الرسمية فى خانة العميل الخائن القاتل الزنيم, وعلى الرغم من ان فيهم من مات وهو يجاهر بعدائه لمثل هذه الخصال فى بعض ابناء الدفعه! .. او قل ابناء المؤسسة التى صقلتهم معا! .. وفى هذا ممكن جدا اضافة محاولات عسكرية صميمة شجاعة مثل كل المحاولات العسكريه منذ المظاهره التاريخية لطلبة الكلية الحربية فى عام 1924 مرورا ب سبعتاشر نوفمبر لحدى النظام العسكرى الديكتاتورى الحالى! , وفيهم من نبه الى ان النظام الحالى قد ادلج وفى معظم الاحوال الحياة المدنية لمصلحة المؤسسة العسكرية ! , بحيث ستصبح حناجر السودانيين فى هتافاتها التى ستهز اركان هذا النظام الطاغيه فى يوم سيأتى , ليس المناداة( بجيش واحد , شعب واحد) , فالمناداة اضحت ليست متساويه !, جل ما اخشى ان مواكب الشعب حينما يحين اوان خروجها جماعات ووحدانا سوف تهتف يا جيشنا الأبى قد جربناك .. وجربناك
فبالله عليك انأى بنا من خذلان مرماك
وعليه اتسائل , هل جاء يوم نعى الجيش السودانى باعتباره قوميا , ام ان هناك سبلا لمعالجة الامر, حتى يعود جيشا قوميا كما نشأ فى بدية امره ,واطمأن اليه السواد الاعظم من السودانيين ,وأتسائل مع المتسائلين , هل بالفعل جاء يوم تشييع جثمان جيشنا السودانى بكل هذه السرعة, باعتباره جيشا اصبح ليس موثوقا فى انتمائة جانب الشعب وحيدته ؟ , وعليه هل اقول يا منعم ويا عشه بت فاطنه ان الدعوة لمثل هكذا تفكك للجيش السودانى لم يرد اوان طرحها بعد !.. او هكذا اشوف فى جملة امر ما هو مطروح
ولكما التحايا
حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: حسن الجزولي)
|
الأستاذ عبد المنعم
مازلت كما عهدتك دائما جريئا في طرحك مصادما ، في الرأي لا تهاب لومة لائم فتحت جرح غائر ولسودانايل العذر أن لم ينشروا مقالتك إلا تذكر حين نشرت لك الأيام مقالتك عن فلم عرس الزين وكيف قامت الدنيا بعدها ، لقد أرادوا أن يجنبوا أنفسهم عناء العراك مع مؤسسة ظلت وستظل تكمم أفواهنا وأقلامنا إلى متى !! لست أدري
في الحروب التي خاضها جيشنا الباسل ضد قطاعات الأعداء من جموع الشعب السوداني في الجنوب وفي الشرق وفي جبال النوبة هناك جرائم حرب أرتكبها قادته ، وحتما سيأتي يوما يحاسبون فيه عليها مثل حرق القرى بما فيها وأعدام الأسرى دون محاكمة ... هل يعقل بأنه ليس للجيش أي أسرى حرب من حربه البسوسية في الجنوب من أفراد الحركة الشعبية ؟ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: نادر)
|
يا عشة بت فاطنة ذلك هو المؤسف حقا فى تلك المؤسسة والتى هى ليست فوق مستوى الشبهات لقد ظللنا ولمدة نصف قرن (ندلع) فى هذا الولد العاق, حيث ظل العسكريون يفكرون نيابة عنا ورغما عن انوفنا الغريب انهم كانوا ولايزالون يجدون من بيننا خداما وعبيدا لسلطانهم ممن حسبناهم يوما فى زمرة خيرة العقول من مفكرينا ومثقفينا ومعلمينا فنصبوا لهم فخاخ المناصب والجاه والسلطان فانساقوا اليها عميانا وابصارا وتساقطوا فوقها مثل الذباب وماجنوا سوى الهشيم وماجنينا سوى الخراب
حبيبى حسن الجزولى حكاية (جيشنا) هذه عندى فيها نظر اولا ولكى يرتاح قلبك فاننا لم يعد لدينا جيش. والجيش الموجود حاليا سبق لى القول بان الجبهة الاسلاموية قد غسلته بالماء والبرد والثلج وكوته وطبقته ووضعته فى دولاب ملابسها فجاء على مقاس خيبتاها ومؤامراتها وجرائمها هذا جيش فاسد ومصاب بغرغرينة ازلية مزمنة وان لم نقم ببتره سيسقط بسببه سائر الجسد السودانى وكفانا سهرا وحمى لقد راجعنى استاذى وحبيبى محمد المكى ابراهيم فيما ذكرت وجاءت مراجعته تقريبا مطابقة لما جاء فى مراجعتك حيث يرى انه وابتداء لابد لنا من جيش والا فسوف نكون مطمعا لكل من هب ودب بيد انه يتفق معى - والحمد لله - فى ان الجيش الذى اقام معسكراته فوق حطام امالناهذا تجب تصفيته بقماش ساكوبيس حتى لاينفذ منه اى (تفل) او(حترب) ورغم تحفظى على حكاية (مطامع الاخرين فينا)الا اننى كمواطن لا ارى سببا واحدا لاحتفاظنا بجيش محترف يتقاضى كل هذه الاجور الخرافية والمخصصات المهولة مقابل لاشئ !! ماذا يمنع من تجنيد كافة الشعب -اكرر- كافة الشعب فى جيش احياطى يتم استدعاؤه متى ماظهرت حوجة وطنية له ومتى ما مستنا حاجة - والله لاجاب الحاجة- كما يمكن وضع كافة الضمانات التى تحرم وتجرم مجرد تواجد اى فرد بملابس عسكرية او بسلاح خارج المعسكرات المخصصة له او داخل المدن والقرى حيث تقام معسكرات تدريبه وسكناته فى الخلاء وبعيدا جدا عن المجمعات السكنية وبخاصة بعيدا جدا جدا عن القصر الجمهورى والاذاعة والكبارى
الصديق العزيز عاطف كيف انت يارجل زمن طويل هذا الذى يفصل بين اللحظة واخر تلاقينا انا ايضا اعذر سودانايل وقد قرات الاية(لايكلف الله نفسا الا وسعها) وحكاية جرائم الحرب هذه مقدور عليها اذا قدرنا اولا على الحرب نفسها والتى اعتبر ان الجيش السودانى سببا رئيسيا لها وليس فقط طرفا فيهااما حكاية اسرى الحرب فلا اظن ان هكذا نظام يكلف نفسه عناء ايواء واطعام وعلاج وحراسة اسرى... انهم يقومون بتصفيتهم اولا باول
شكرا يانادر على رفعك للموضوع ..فهذا بحد ذاته اسهام فى النقاش
والتحيات لله منعم الجزولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: Gazaloat)
|
في عام 1987 روى لي أحد الضباط العائدين من الجنوب، وكانت تلك أول مرة يخرج فيها لمناطق العمليات والمشاركة في الحرب المشتطة هناك ، رغم النسر الذي يزين كتفه إلا أن دراساته العليا بجامعة الخرطوم قد أخرت تلوث يديه بتلك الحرب البليدة. روى بأنه ذات مرة كان يقود مجموعة من الجند عبروا بإحدى قرى الدينكا التي أخلاها أهلها وعلى لسانه أحكي: قبل أن ندخل القرية أطلقنا نيران كثيفة تجاه الأكواخ المتبقية في تلك القرية وبعد أن تأكدنا من عدم وجود خطر يمكن أن يأتي منها .. دخلناها .. ثم أحسسنا بوجود حركة بداخل أحدى الأكواخ فأطلقنا عليه عدة أعيرة نارية ثم دخلناه .. وجدنا إحدى نساء الدينكا توفيت لتوها جراء القصف وكانت تحتضن طفلة رضيعة مازالت في شهورها الأولى وكانت الأم تحمي وليدتها بجسدها من الرصاص فأنقذتها من الموت ، كانت الطفلة تبكي وهي متشبثة بصدر أمها الميتة ، تقدم إليها أحد الجنود ممن خدموا طويلا بالجنوب فحملها ودون أن يختلج له طرف أخرج سكينا يود ذبحها .. فقلت له : توقف .. ماذا تود أن تفعل؟؟ فرد الجندي والطفلة والسكين بين يديه " سعادتك هذا ما تعودنا أن نفعل .... فنحن لا نترك الأطفال ورائنا حتى لا تلتهمهم الحيوانات وهم أحياء " قلت له هذه الطفلة سوف لن نتركها ورائنا بل سنحملها ونأخذها معنا، وفعلا حملنا الطفلة حتى تم تسليمها لمستشفى جوبا. تلك الطفلة رغم يتمها إلا أنها كانت أفضل حظا من كثير من الأطفال الذين التهمتهم الحيوانات بعد أن ذبحوا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: عاطف عبدالله)
|
منعم يا صديقي فتحت موضوع حساس ومهم بجرأة تليق بوضوحك الساطع ، وسبق ان طرح الموضوع في ندوة مركز الدراسات السودانية في القاهرة ، تلك التي جرجر فيها حيدر إبراهيم بعض ألأحزاب لتقديم شهادتها وإعتذارتها ، طرحه الدكتور ابراهيم الكرسني بشجاعة ووضوح افحمت العسكريين الحاضرين ، فلاذوا بالصمت إما موافقة أو رغبة في عدم جر الندوة إلى متاهة ألإختلاف انا أمقت الجيش الذي أنتج نظام عبود ونميري والبشير ، وأحترم الجيش الذي أنجب هاشم العطا وخالد الكد وعلي حامد وكبيدة والكدرو ، إذن فموقفي ضد / مع الجيش ليس مطلقآ ولكن يتوقف على مسلك او موقف الجيش من قضايا وهموم الشعب وموقفه من النظام الديمقراطي ، وبشكل عام أوافق عل تكزين جيش وطني ذي عقيدة ديمقراطية تكون مهمته ألأساسية الدفاع عن الوطن ، وفي هذه الجزئية لا اتفق معك بان لا حاجة لوجود جيش حيث لا حرب وإمكانية عقد إتفاقات حسن جوار نتفادى بها الحروب ، وهو ما سأوضحه في مكانه ، والمهمة ألأخرى هي المحافظة على النظام اليمقراطي لابد من التفريق بين الجيش كمؤسسة وطنية أو يفترض فيه ذلك وبين التنظيمات السياسية داخل الجيش التي ترتكب خطيئة ألإنقلابات ، وفي هذا لا أطالب بمنع التنظيمات السياسية في الجيش ولكن ادعو لأن تحرص تلك التنظيمات على النظام الديمقراطي وتأسسها تنظيماتها الحزبية على واجب أن يهبوا للدفاع عن النظام الديمقراطي في وجه القوى التي لا تلتزم بذلك ، هذا سوف يخاق رادع او كابح للإتجاهات والنزعات ألإنقلابية ، وان تتغير عادة الجيش في ألإمتناع عن المقاومة بحجة المحافظة على وحدة القوات المسلحة مما يدعوه في مجموعه على السكات على الإنقلاب منعآ لحدوث إنشقاق في الجيش ، ولو عرف ألإنقلابيين ذلك بأن الجيش لن يعترف بهم وسوف يقاوم لتعزز الردع بما يجعل أي تنظيم يفكر ملبيون مرة قبل إرتكاب ألإنقلاب ، وكذلك لابد من وجود رادع او كابح آخر ، هوان تكن هناك خطط مسبقة للجيش لمقاومة ألإنقلاب / لآتتاثر تلك الخطط بإستيلاء ألإنقلابيين على القيادة العامة او إذاعة البيان ، ولا تتأثر كذلك بإعتقال القائد العام وهيئة القيادة ، لو تم إقرار ذلك لما تجرأ ضابط على ألإسيقاظ مبكرآ ضرورة وجود جيش في السودان خاصة تحتمها ظروف عديدة أهمها إتساع حدود الوطن وتعدد الجوار ، جوار لا يمكن تنزيهه من ألأطماع ولا حتى مصر والسعودية ألأشقاء فمن المعروف ان الحرب القادمة هي حرب الماء أو حرب السيطرة على منابع ومصادر المياه ورأس رمح تلك الحرب القادمة إسرائيل ، كما ان الثروات المكتشفة والكامنةإن لم تقود لأطماع وحروب ، سوف تقود في أحسن ألأحوال إلى هجرات غير مرغوبة ودونك هجرات القبائل الوافدة من غرب افريقيا وهي في طريقها للحج إكتشفت المياة ومشروع الجزيرة ورغد العيش والكسل السوداني فطاب لها المقام وبمتوالية قدرتهم على ألإنجاب تخيل التركيبة السكانية في السودان بعد قرن ، وهذا لا علاقة له بالنزعات العنصرية ولكنه خشية على الوطن ونصيب المواطن والأجيال القادمة في ثرواتهم الوطنية فلنجد صيغة ما لتكوين جيش بمواصفات خاصة ، ومنتج لا عالة ، وديمقراطي ، هل هذا ممكن أ ، أتمنى ان يطالع العسكريين هذا ، ويدلوا بدلوهم في هذا البوست الهام ، والشكر لك يا منعم أخو حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: أبو ساندرا)
|
يا منعم ، هل تعلم ان اليابان وبعد سنوات طويلة من ألإكتفاء بجيش محدود ، بدأت مؤخرآ في تكوين جيش هدفه حماية مصالحها ، وقد تشارك به في العراق وهل تعلم ان دول حوض النيل عقدت إجتماع في نيروبي الشهر الماضي لم تدعو له مصر والسودان ، وقررت ان تعيد النظر في إتفاقيات مياه النيل وان تأخذ حصتها كاملة ، وأن تبيع الفائض لمن يطلب وفقآ لطلب الوزيرة المختصة في الحكومة اليوغندية ، وماقد يترتب على ذلك من إحقانات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنبر الاكتوبرى......وعنبر العساكر - تعليقا على قالة لمحمد المكى ابراه (Re: أبو ساندرا)
|
عزيزى ابوساندرا الصمت قليلا لا يعنى نسيان او اهمال الموضوع وفى واقع الامر انا لازلت اتامل فى قولك انك تكره نميرى وعبود والبشير وتحب هاشم العطا وبابكر النور وعدد اخر من الصناديد البواسل حسب رؤيتى ورؤيتك اتامل فيما يمكن ان يقوله شخص ثالث كأن يقول مثلا انا احب محمد نور سعد وعباس برشم ورابع يحب حسن حسين بل وخامس يحب البينو اكول اكول وصناديد فرقة المطافى الذين حاولوا جهدهم ولم يكتب لهم النجاح وهكذا طالما الامر برمته منتصب فوق ابراج المزاج السياسى والاستتقطاب الذى حول القوات المسلحة الى حزب سياسى شغلها الشاغل املاء ارادتها على الجميع بقوة السلاح بينما الاحزاب الاخرى محرومة من اقتناء هذا السلاح الا سرا الشاهد ياصديقى - وانا اعلم علم اليقين ان بوابات الجحيم سوف تنفتح على الان الا - اننى لا احب هذا ولا اكره ذاك الجميع فى نظرى عسكريون عملوا بمقدار ما على تسييس الجيش وخلقوا لنا هذة الورطة التى نحن فيها وايا كان نبل مقصدهم الا ان الاعمال بخواتيمها كما سبق ان ذكرت وخاتمة الجيش السودانى ارتهنت لبضعة لحى وبضعة رؤوس اخلى من جيبى فتحول الى مؤسسة مشبوهة التمويل والتدريب والغايات ولم يعد منه فائدة ترتجى والابقاء عليه مزايدة سياسية ليس اكثر بل ان الابقاء عليه اسواء من حله ففى حله على الاقل كسر لهذه الحلقة الجهنمية
وبالمناسبة فان قرار ارسال جيش يابانى الى العراق مر من البرلمان بطلوع الروح - اظن انه كان مئة ضده ومئة وثلاثون معه - وهى اغلبية ميكانيكية ستقود اليابان الى كارثة اخرى وسط معارضة متنامية من منظمات المجتمع المدنى بل ووسط معارضة العسكريين انفسهم فلك ان تتامل
منعم الجزولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وهذه مقالة في نفس الموضوع _لم تنشرها الرأي العام قبل أكثر من عام .. (Re: mo)
|
العزيز عبد المنعم الحرب بين الجيش والثوار المتمردين على السلطة في الجنوب والشرق والغرب ووسط النوبة، خرجت منذ زمن بعيد عن اطار مفهوم الحرب الأهلية التى نفهمها ويفهمها أي جندي خدم في هذه المؤسسة التي عادت الشعب بسبب ودون سبب
الممارسات اللاإنسانية للجيش في تلك المناطق خلفت مرارات عديدة خاصة في نفوس الجنوبيين ، ولأي محاولة للتصحيح ومحو تلك الصور المشينة والظالمة أرى لابد من أتخاذ خطوات جادة في الآتي:- أولا الأعتراف وسرد المآسي والصور اللاإنسانية التي مورست ضد النساء والأطفال والعجائز وضد الأهالي المدنيين والأسرى الذين لا يحملون السلاح
ثانيا: تقديم كل من ساهم وشارك وتواطئ في تلك الجرائم إلى المحاكمة كمجرم حرب
ثالثا: تعويض أهالي ضحايا الحرب بالتأكيد أعلم بأن هذه المطالب تعد تعجيزية في العهد الراهن الذي يراهن على الحرب ولا شئ غير الحرب ولكن عندما تأتي سلطة الشعب الديمقراطية أرى أن تتبنى تحقيق هذه المطالب العادلة للجنوبيين وحتى نتأكد من أن لا تخرج البندقية مرة أخرى من سكنات الجيش لتدخل الغابة
| |
|
|
|
|
|
|
|