|
|
 نقابة الصحافيين... ضرورة عاجلة (الصحافة)
|
نقابة الصحافيين... ضرورة عاجلة
فيصل محمد صالح
أثارت نقابة أساتذة جامعة الخرطوم جدلاً كثيفاً في الساحة السياسية والنقابية السودانية بالقضية التي رفعتها للمحكمة الدستورية ضد بعض مواد قانون النقابات. وتطالب نقابة الأساتذة بالإعتراف القانوني بحقها في الوجود وشرعيتها التي يؤكدها الدستور ويحجبها القانون، ولا مناص بالتالي من الطعن في عدم دستورية القانون.
والمعروف أن قانون النقابات حصر الأشكال النقابية المعترف بها في نقابة المنشأة التي تضم العاملين في أي مؤسسة أو منشأة بتنوع اختصاصاتهم، أطباء، مهندسون، عمال... إلخ، ولا توجد بنص القانون نقابة لأصحاب المهنة الواحدة، وإنما يمكن أن يوجد اتحاد مهني مثل اتحاد الأطباء، اتحاد المهندسين الزراعيين، اتحاد المهندسين، اتحاد الصحافيين، اتحاد المحامين. وينظم هذه الاتحادات قانون الاتحادات المهنية الذي يحدد دورها في تطوير المهنة وتبني قضاياها... لكن دون أن يعطيها حق التحول لنقابة.
ثم جاءت أزمة عضوية المحامين السودانيين في اتحاد المحامين العرب، حيث أثيرت قضية حرمان المحامين السودانيين من حق تكوين نقابة لهم، فاضطرت السلطة لتعديل القانون ليكون شكل اتحاد المحامين أقرب للنقابة. لكن قانون الاتحادات المهنية لا يزال سارياً وهو الذي يعمل بموجبه اتحاد الصحافيين الحالي، وهو لا يخوِّل له حق العمل النقابي، وإنما هناك اتفاق تواطؤ والتفاف على القانون كي يمارس اتحاد الصحافيين العمل النقابي وسط الصحافيين لعدم وجود نقابات منشأة بالصحف.
يخلق هذا الوضع كثيراً من الإشكالات، أهمها أن العمل النقابي للاتحاد يظل تحت التهديد، إذا رضيت عنه السلطة، كما هو حادث حالياً، فإنها تغض النظر عنه وتوافق عليه، أما إذا لم يعجبها فستقول إن الاتحاد يخالف القوانين بممارسة العمل النقابي. المشكلة الثانية في العضوية، فشروط عضوية النقابات معروفة وواضحة وتشترط العمل بالمجال، أي أكل العيش من المهنة، وهي شروط لا يتطلبها قانون الاتحادات والتنظيمات. نتيجة لهذا فإن كشف عضوية اتحاد الصحافيين يضم مئات من أعضاء أجهزة حكومية ومؤسسات مثل الإذاعة والتلفزيون والجامعات ومكاتب العلاقات العامة بالوزارات والمصالح، وأعضاء في القوات النظامية يحملون رتباً عسكرية.
ومن بين حوالى ألفي شخص هم عضوية الاتحاد فإن عدد الصحافيين المحترفين الذي يحق لهم فعلاً عضوية النقابة لن يتجاوز «800» شخص، هؤلاء هم عضوية النقابة المفترضة وهم أصحاب الوجعة الذين يجب أن يجتمع شتاتهم في نقابة تحميهم وتدافع عن حقوقهم وتؤمن لهم حياتهم وظروف عملهم. ومن الضروري أن يتابع الصحافيون المحترفون تطورات قضية نقابة أساتذة جامعة الخرطوم لأنها هي التي ستفتح الباب أمام حرية وديمقراطية العمل النقابي، وستشكل سابقة ينبغي البناء عليها من أجل استعادة نقابة الصحافيين السودانيين.
هذا العمل فرض عين كل صحافي محترف يعمل بهذه المهنة ويأكل عيشه منها ويظن أن مستقبله مرتبط بها. ويجب أن لا يتخلف عنه أي صحافي بغض النظر عن انتمائه السياسي والحزبي.
|
|
 
|
|
|
|
الرفاعي عبدالعاطي حجر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست