الشعر لا يعرف التجنيس.. ولا علاقة له بالحدود والجغرافيا!!
أسائل صديقتي الشاعرة روضة عن إسهامها الشعري..
ولهذه الأسباب رفضت المشاركة في أمير الشعراء !!
اتونس معاه: خليفة حسن بله – تصوير: عصام عمر الطيب برير.. شاعر له صوت مميز بحثت عنه كثيرا فعلمت انه أصبح مغتربا في السعودية.. صحفيا في صحيفة المدينة يبدو أن القلوب شواهد فقد رن هاتفي ذات مساء وجاء الصوت الإذاعي يقرأ شعرا جميلا فكان هو الطيب برير وتحدثنا طويلا وكان أن وافق على هذه الونسة.. هذا الكلام الفلسفي العميق.. وسعدت به وهو الآن بيننا يقضي إجازته في البلد.. يمكن أن تتصل به فتجده في السوق الشعبي يراقب باعة الخضار والعتالة وهم يتفقون مع المشترين.. أو بجوار ست شاي يتابعها وزبائنها وهكذا.. هو الطيب برير واضح وصريح ونسيج وحده.. ما عجزت عنه التكنولوجيا في الصحيفة هو أن تسمعكم صوته وهو يقرأ أشعاره.. أرجو أن تتاح لكم الفرصة لسماعه على الهواء مباشرة.. * هل لو كان الشعر بالاختيار.. لكان الآن الطيب برير هذا الشاعر؟ مناقشة فرضيات ما بعد "لو" لا تشغل عندي مساحة مقدّرة من المضي في أحابيلها، وتعقّب فضائها المفتوح السواحل، كون الحديث عن "الاحتمالات" وتوقعاتها أمر في غاية السهولة واليسر.. فما كلفته غير خدٍّ مسنود على باطن كف، وفتح لنافذة الخيال؛ ثم السباحة في سديم بلا نوافذ.. هكذا بكل بساطة.. غير أن الذي يعنيني دائمًا في أمر "الخيارات" أن أقف عند الحال الذي أُقمت فيه؛ قدرًا أو اختيارًا لأنظر وأُسائل نفسي: هل أوفيت هذا"«المقام" حقّه ومستحقّه من الموجبات والمفروضات المتعلّقة به.. وداخل هذه القناعة الراضية بما أنا عليه تستيقظ "لو" بقلقها الباحث عن "الإجادة" والتطوير حسب مقتضيات "القدرة" و"المكنة"، ولهذا ألزم نفسي دائمًا باستكمال كل شروط الإجادة في ما أقول، وإلا فما رعيت للشعر حقّه في داخلي.. وبعيدًا عن ما "اعتقده"، ودخولاً في تفاصيل السؤال بحسب ما هو مصاغ ومطروح، فلو كان الشعر اختيارًا لما تجاوزت ساحله؛ وإن كانت الخاتمة "غرق" في عبابه؛ لأكون أنا الذي هو "أنا" الآن لا أحد غيره.. وإن شئت فانظر ذلك في قولي: بعضٌ منكَ لا يلقاكَ.. إلا في المدادْ إذْ هكذا النّيرانُ.. تدفنُ غبنها في حزن ذاكرة الرّمادْ فاحفظْ لنفسكَ ضوءهَا لو مسّها شيءٌ من التّهميشِ في "غبشِ" الحيادْ
* أفلاطون في جمهوريته الفاضلة حرّمها على الشعراء لتكون فاضلة.. مِن مَن تحرّم مدينتك الفاضلة لو كنت مكانه؟ لا أؤمن مطلقًا بفكرة الإقصاء والتهميش و"التحريم" منعًا، مهما كانت الدوافع والأسباب، من قناعة راسخة أن "الخير" المطلق مجلبة للسأم والملل، فما الأرض بـ"جنة" لتخلو ممّا يدعو "أفلاطون" لـ"تنظيفها" من مقترفي الشرور فيها، كما أنّ "ثنائية الأضداد" تبدو المعادلة الأمثل لقانون الأرض، وشكرًا للمتنبي الذي يقول: "وبضدها تتبين الأشياء".. * الشيخ فرح ود تكتوك.. ومن بعده الشيخ البرعي نادوا بالبعد عن السياسة والساسة.. إلا أن آخرين ومن أبرزهم المتنبي كانوا يقتربون جدا من الحاكم.. أين يقف الطيب برير من هذين الفريقين؟ الدراج في التناول والتعامل مع "السياسة" هو الربط المحكم بينها وبين "السُّلط الحاكمة" وما يتعلّق بذلك من شؤون وأمور، غير أنّ السياسة - في منظوري - أوسع من ذلك وأشمل، بحيث كل ما أقوم به من أمر يدخل في باب السياسة ولا يعدوها خطوة، فكل ما يحيط بك هو بالضرورة متعلّق بغيرك بصورة من الصور؛ ويحتاج منك بهذا الوضع إلى إحكام "سياسة" ما لإبقائه على الصورة التي تسمح بتواصل وتعايش يكتسب صفة التراضي والقبول؛ أو على الأقل "الاتفاق" حول كيفية "الاختلاف" حوله، واختيار أدوات "الاختلاف" المناسبة لإبقاء "الخطابات" و"القناعات" مبذولة في "سوق" العرض دون محاولة الافتراس أو "التحريم الأفلاطوني" عاليه. وبنظرة لموقفيَ سيديَّ الشيخ فرح ودتكتوك والشيخ عبدالرحيم البرعي فالواضح لي أنهما - رضي الله عنهما - يحثّان على الابتعاد عن "السُّلطان" ودائرته، وهو عين ما أحثّ نفسي عليه وأزجرها منه، فالارتهان لأي "سلطة" مُوجب لتقديم تنازلات غالبًا ما تجيء خصمًا على قناعات الشاعر نفسه، والمتنبي - على محبتنا الكبيرة لشعره - مثال مهم لـ"ضياع" الموهبة على أعتاب "الحكومات"،.. وإن كانت أزمة "المتنبي" ما زالت تنتج خيباتها مع كل سلطة وحكومة في مسلاخ "متنبيين" كثر! * اغتربت بحثًا عن وضع أفضل - لعله أفضل ماديا - صديقي يقول إن الشاعر بمجرد أن يمتلك دفتر شيكات يجافى دفتر الشعر.. هل نطمئن على دفترك الشعري في وجود دفتر شيكاتك؟ صورة الشاعر الكائنة في تفاصيل الفقير المعدم، والنابذ للحياة، و"الهائم" ضربًا في الأرض، والحاصد بمنجل الأمنيات بيادر الأسف المبسوط في موائد الترف.. أو كما هي الصورة الحديثة الشاخصة في "الشَعَر المبرّم" و"بنطلون الجينز المرقّع" صورة كاريكاتورية مضحكة.. ليس للشعر علاقة بالفقر باعثًا وإلا لكان كل الفقراء شعراء، ولا علاقة له بالغنى وصالاً؛ وإلا لامتلأت الدنيا قصائد في زمن "الأثرياء الجدد".. الأمر متعلّق- كما أرى - في يقظة الروح الشاعرة، واستشعارها لقيمة أن تكون "بموهبتها" حاضرة في مشاهد الإنسانية الحقة.. فلئن أقدم لمحتاج قصيدة ومالاً، أكرم من أن أقدم له قصيدة ونهلك معًا على رصيف العوز. فليطمئن صاحبك، وليعلم أن الشاعر "الحق" سيكتب على دفتر شيكاته قصيدته الإنسانية متى ما كان يقظ الضمير. * أليس في البعد عن الوطن بالرغبة والاختيار ثم التغني له ولشوقكم إليه تناقض واضح؟ من أكثر الأشياء التي تجبرني على الوقوف في معرض التعجب والاندهاش فكرة "الوطن".. فلو أنك ارتفعت عاليًا ونظرت إلى المتاح من هذه الأرض لما وجدت "الحدود" المرسومة كيف ما هي في ذاكرة "الأطالس" وتحديدات "الجوازات" القاطعة الحاسمة.. وإنما هي بساط من يابسة محروسة بزرقة البحر.. أضحك كثيرًا من خطوط مدادها "الوهم" جعلت مساحةً ما "وطنًا" باسمٍ خاصٍ، وعلم ونشيد وطني، وما بعد هذا الخط "وطنًا آخر" لا يقل في "برتوكولاته" عن نظيره، ولا فرق بينهما في أي شيء، الناس هم الناس، والتراب هو التراب، وتبعًا لذلك دمغ البشر حسب ما كان اسم "الجغرافيا" التي حُدّدت وهمًا، وصارت "وطنًا" لا يمكن أن تعبر "حدوده" إلا برضا وشروط حددتها دفاتر أُصطلح عليها "جوازات"؛ بغيرها لا يمكنك العبور، ليصير أمر "خروجك" منه طوعًا أو كرهًا اغترابًا وهجرة و"زوغة"، وتُنظّم لأجلك "أجهزة" للقيام بشؤونك، وتعود دافعًا لضريبة.. و.. و.. والغريب أن "الإنسان" في كل مكان في الأرض لم يستشر في اسم "وطنه"، ولا في مساحته، لكن الذين حدّدوا له ذلك ألزموه بحماية "المساحة المقطوعة" والدفاع عنها، وإن كان يضنون عليه بأمتار معدودة يقيم عليها سكنًا، فإن أقامه بغير "إذنهم" صار "عشوائيًّا" واستوجب العقاب.. فانظر وتأمّل.. وكيفما كان الحال فلا أملك إلا أن أقول إزاء هذا "الوضع": شكرًا للمقابر فإن "شروط" السكن فيها ما زالت يسيرة وغير مكلفة.. غنّي المُغنّي..في اشْتبَاهٍ بين فُصْحَي.. لُكْنَةٍ عُجْمَي وفي حزنٍ.. رَطَنْ كان صوتاً عَالقاً أوْ غَارقاً في اليُتْمِ صِدْقاً.. كان حُلماً أمسكَ الإيقاظَ من غَفْوِ الوسَنْ هكذا أدركتُ مَعني أنْ يصيرَ القلبُ منفَى لاغترابٍ في "وطَنْ"
* نما إلى سمعنا أنك رفضت الدعوة التي وجهت إليك من إدارة مسابقة أمير الشعراء رغم أن هذه الدعوة إشارة إلى أنك ستحظى بمرتبة متقدمة.. هل هو الغرور أم القلق من المنافسة أم شيء لا نعلمه؟ خيارا "الغرور" أو "القلق من المنافسة" سأتعامل معهما من منظور "الاستفزاز" المحرّض على النفي بالانتقال مباشرة إلى إجلاء الصورة الكامنة في شراك السؤال "أم شيء لا نعلمه".. نعم تلقيت الدعوة، وتفاصيل ما دار من اعتذار من قبلي كنت أطمع أن تكون بعيدة من دائرة الخروج إلى الضوء والمعرفة، فالأمر عندي سيان بين قبول المشاركة علنًا ورفضها بطريقة مدوية، فدرجة البحث عن "شهرة ما" بالمشاركة تماثلها في القوة فكرة الرفض المدوي.. وما كان الأمر عندي على هذا النحو على الإطلاق، فكل ما في الأمر أن فكرة هذا البرنامج لا تروقني، ولا تجد عندي مساحة من القبول المفضي إلى المشاركة فيه.. مع تقديري واستمتاعي ببعض ما قدّم فيه، لكن الشعر - كما أراه - ليس قيمة للتنافس في معرض "الكسب" المادي.. وكنت أُسائل نفسي طوال مشاهدتي لحلقات هذا البرنامج على أي شيء يتنافسون وموضوع كل واحد منهم لا علاقة له بصاحبه.. ولكم أسفت وأنا أنظر للمتنافسين عند إعلان "النتيجة" وقد تلوّنت وجوههم بالتوتر، وتغيّرت ملامحهم بالترقب، وقتها "سقط الشعر" الذي أنشدوه، واستيقظ المال في أعلى السقف، وصار الأسف "أمير الشعراء".. هكذا كنت أنظر لما يدور.. وأعادت لي اللحظة مشهد شاعر في حضرة "خليفة" يُكْرِم وفادته عليه بكيس من الدنانير وجاريتين مليحتين وغلام صبوح.. ذهب عهد الجواري والغلمان.. فلماذا علينا أن نعيد إنتاج أزمة "الدنانير"؟ ولماذا علينا أن نعيد إنتاج "العصبيات" مرت أخرى في مشهد "صوتوا لفلان" لا لشيء إلا لأنه من ذات الرقعة الجغرافية المسامة "وطن".. فانظر ماذا فعلت "الحدود الوهمية" في الشعر أيضًا، والذي كنا نظنّه طوّافًا لا يعرف المراسيم والحدود، فإذا "أمير الشعراء" يدخله بيت طاعة الإذعان في "الحدود".. غير ما يضحكني في كل هذا الذي يحدث أن لكل عام "أمير شعرائه" الخاص به فكم من "الأمراء" يا ربّ في الخفاء..!! جملة القول، أني ما سعيت منذ أن عرفت لهذا الشعر وجودًا في دمي غير أن أكون أميرًا عليه وليس أميرًا به على أحد. * ألا تتفق معنا أن السيدة الشاعرة روضة الحاج قد أضافت بمشاركتها في أمير الشعراء نقاط إيجابية تحسب للسودان ومبدعيه؟ لو اقتنعت أن على الشعراء أن يأتوا إلى المحافل وفق "جوازاتهم" سأقتنع بأن فلانًا أضاف لـ"وطنه".. يا أخي؛ الشعر لا يعرف التجنيس، ولا علاقة له بالحدود والجغرافيا، هكذا هو في إطاره الإنساني فقط.. أنا أسائل صديقتي الشاعرة روضة عن إسهامها الشعري في معرض الحضور الإنساني المطلق، وأين تقف منه وعلى هذا أحدد درجة اقترابي أو ابتعادي من منجزها الإبداعي.. وعلى هذا أرى وجوب التزام الشاعر - أي شاعر - نحو الشعر. * متى يشارك الطيب برير باسم السودان؟ عندما تتغيّر قناعته أعلاه.. ولا أظن! * وأين شاركت من قبل؟ مشاركتي كانت في مهرجان المربد الشعر في بغداد في عامي 1998م و 1999م * من هو أمير الشعراء الآن هل لا زال هو الراحل أحمد شوقي؟ أمير الشعراء، وصناجة العرب، وكوكب الشرق، وأديب النيلين، وعميد الأدب، وشاعر العيون، وناظم الأرداف، وحريف الصحراء، وترجمان البكماء، وقلم النجباء، وشمس أعلام البلغاء، وقمر آيات الحكماء، وسلاف مداد الندماء.. إلى آخر السلسلة البائسة.. بضاعة "إعلامية" لا تربح في "سوقي".. ولا أشتريها هكذا بالجملة.. فكل ما في الأمر أنني أقف أمام المعروض عليّ من "نصوص" وعندها أُسقط من ذاكرتي "سلطة" الاسم وأتعامل مع النص وفق ما هو متاح لي من قدرة على الاستيعاب، فإن وجدت حسنًا شكرت واستمتعت وإن وجدت غير ذلك انصرفت، وتركت اللقب - مع كل بريقه - في مكانه عند خانة التجاهل والإغضاء. * انسحاب الأصوات الشعرية الأصيلة تركت الساحة للمتفجرات والقنابل ومسيلات الدموع.. أين أنت من الأغنية؟ ما يحصل الآن ليس سيئًا كله - فيما أظن - كون الفنون تعبير لحالات الأمم والشعوب في حياتها، وهكذا نحن، وعليه كان حال غنائنا.. أما أين أنا من الأغنية، فالأمر يدخلني في اشتباكات كثيرة وأسئلة طازجة حول مفهوم الأغنية نفسها، وما هي مواصفاتها.. ومن الذي يحددها.. وأسئلة أخرى تضيق عنها المساحة. * ما موقفك من ثورة الشعراء بعد القضية التي أثارها الشاعر هاشم صديق بإيقاف أغنياته ومنعها من البث إلا بعد أخذ حقوقه المادية عليها؟ أقف دومًا في مقام النصرة لكل حقٍّ أدبي ضائع أو مضيّع، أما ما يتعلّق بالحقوق المادية فالأمر عندي محسوم، أو يجب أن يحسم، عبر قناتين لا ثلاث لهما؛ التراضي وفق صيغة مرضية بين الطالب والمطلوب بما في ذلك التنازل، أو التحاكم لجهة الاختصاص بما هو متاح من قانون وشرائع.. أما مسألة وقف بث الأغنيات فلا أجدها فكرة حسنة - مع كامل الاحترام لأستاذنا هاشم صديق - حيث كان من الممكن استيفاء الحقوق المادية حتى بأثر رجعي؛ مع بقاء الأغنيات حاضرة في المشهد، من واقع أن وقف البث يسقط طرفًا أصيلاً في معادلة التذوق والاستمتاع وهو "المتلقّي". * أليس من حق الشاعر أن يتم تقييمه من نفسه أو من جهات عادلة تقديرا لعطائه؟ لا شك في ذلك.. ويجد هذا الأمر المساندة والدعم. * لك فلسفة في التعامل مع المغنين!! نعم.. قد تبدو مختلفة عمّا هو متعارف عليه وسائد في الساحة، فلست مطالبًا أحدًا من المغنين رغب في تلحين أو أداء أي قصيدة لي؛ بل كل هذا ملك مشاع لكل من أراد أن يجرّب حتى مجرّد التجريب، فهذا متاح له ومبذول، ولست أسأله أي مقابل مادي من "محاولته"؛ على أن لا يلزمني كذلك بوقف "قصيدتي" عليه هو دون غيره، فبمثل ما أعطيه الحق كاملاً وأسقط عنه التبعات المالية، سيظل حقي قائمًا في إعطاء الإذن لغيره للتجريب و"المحاولة"، وهذا الموقف أرى أنه سيثرى الساحة الفنية، فما دمنا قد قبلنا في السابق أن "تحزم" مجموعة من القصائد بلحن واحد فيما عرف بالمجاراة، فلماذا لا نقبل بأن تكون هناك قصيدة بأكثر من لحن، أليس هذا سيعطينا فرصة لقراءات لحنية مختلفة لنص شعري واحد، فإذا كان النص الشعري متاح لكل أحد أن يقرأه وقت ما شاء، ويفهمه وفق حالته المزاجية، فلماذا يحرم الملحن من النظر إلى النص الشعري لمجرد أن غيره نظر إليه و"اقتطعه" لنفسه.. فكم من نصوص جيدة دخلت "بيت طاعة" لحن بائس، وكم من لحن بديع ظل حارسًا لنص شعري فقير.. وما ذلك إلا لأن "المال" اشترى العلاقة بينهما، ولهذا أعفي "المشتري" من هذه العلاقة، وأخلّص قصيدتي من "استرقاق" المال.. فمن قبل بما أقول فليغني ما يشاء.. فما أنا بسائله. * هل تتابع الآن الساحة الغنائية السودانية؟ ما الذي يلفتك إليها؟ متابع لها.. وتدهشني الأصوات اليانعة الندية التي أعلنت عن نفسها وتنتظر شاعرًا وملحنًا. * لمن تمنح أذنك بلا رقيب؟ للجيد فقط وفق شروط الجودة التي تدربت حواسي عليها.
----------- جريدة الصحافة / الجمعة 18 شوال 1429هـ الموافق 17 أكتوبر 2008م / العدد (5497)
11-10-2008, 03:28 PM
الرفاعي عبدالعاطي حجر
الرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684
Quote: * ألا تتفق معنا أن السيدة الشاعرة روضة الحاج قد أضافت بمشاركتها في أمير الشعراء نقاط إيجابية تحسب للسودان ومبدعيه؟ لو اقتنعت أن على الشعراء أن يأتوا إلى المحافل وفق "جوازاتهم" سأقتنع بأن فلانًا أضاف لـ"وطنه".. يا أخي؛ الشعر لا يعرف التجنيس، ولا علاقة له بالحدود والجغرافيا، هكذا هو في إطاره الإنساني فقط.. أنا أسائل صديقتي الشاعرة روضة عن إسهامها الشعري في معرض الحضور الإنساني المطلق، وأين تقف منه وعلى هذا أحدد درجة اقترابي أو ابتعادي من منجزها الإبداعي.. وعلى هذا أرى وجوب التزام الشاعر - أي شاعر - نحو الشعر.
أعتقد أننا امام صاحب رسالة انسانية ومبشر برؤية فلسفية لشعر لا يعرف الحدود وله مرئياته الخاصة في ذات المعنى وما ينفذ لنا من مفهوم , الطيب برير الشاعر والطيب برير السياسي لغة منسجمة , نحن امام نطاسي يضع مبضعه في موضع الجرح فيلتئم معنى ومغزى ,سلام لك يا سيدي وانت تنفحنا بمثل هذه الصراحة العالية اللغة والمضمون , وفي مثل هذا القول فليتنافس المتنافسون , اعتقد أننا امام لقاء فلسفي واجابات مباشرة في مضمون الشعر القضية الانسانية هذا الكوني شعرا ينسج بالحروف لقصيدة تتجاوز الحدود الجغرافية الى معاني انسانية رائعة طالما قال (أنا أسائل صديقتي الشاعرة روضة عن إسهامها الشعري في معرض الحضور الإنساني المطلق) هذا اللقاء جدير بحوار ونقاش طويل يخرج كل الدرر والمحار ولؤلؤه ويبقى ما ينفع منارة للناس . ونسة مع الطيب برير فتنتني فوقفت محيياً ما استطيع هذا الرقم الكبير في خارطتنا وقامة من قامات بلادي الفذ الطيب برير لكـ التحية يا أيها الجميل , وكم تواضع جعلنا لا نرى كل هذا الالق فجهر بعيدا عنا وجعلنا نحتار في القريب منه الطيب ياصديق معذرة فأنت أكبر من كلمات نكتبها .
Quote: بعضٌ منكَ لا يلقاكَ.. إلا في المدادْ إذْ هكذا النّيرانُ.. تدفنُ غبنها في حزن ذاكرة الرّمادْ فاحفظْ لنفسكَ ضوءهَا لو مسّها شيءٌ من التّهميشِ في "غبشِ" الحيادْ
ها هو الشاعر الفذ الطيب برير ليته يقتحم مرة أخرى هذا الإسفير و ينثر درره
أتمنى أن نقرأ هنا تلك القصيدة التي ألقاها على مسمعنا ليلتها يوم اللقاء بجدة
تشكر
مع خالص التحية لك و له
11-11-2008, 09:21 AM
الرفاعي عبدالعاطي حجر
الرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة