|
الكبير أحمد دهب يكتب عن جالية الغربية ...!!!
|
الجالية السودانية في غرب السعودية تلفظ الأنفاس!!
أحمد دهب في ظل الصمت الذي لاذ به جهاز شؤون العاملين بالخارج حيال «المعارك» التي تدور رحاها بين بعض من القيادات المتمثلة في الجالية السودانية بالمنطقة الغربية في المملكة العربية السعودية فإن أوار هذه المعارك قد تحولت إلى ملاسنات حادة ومشاحنات وصلت إلى حدود أفظع الشتائم وأكثرها حدة ومرارة.. ونقلتها بعض المواقع «العنكبوتية» إلى مواد صحفية مثيرة للغاية ومخزية تدعو إلى «التقزز» و«الخجل» معاً!! تلك المعارك التي نحن بصددها الآن إشتعلت فتيلها بين فئتين من أعضاء الجالية.. حيث تلهث كل فئة من هاذين الفئتين وتركض نحو «مقود» السفينة والإمساك به والتبحر للوصول إلى غاياتها بعد إقصاء الفئة الأخرى ونبذها وإبعادها بل طردها من كل الشواطىء التي ترسو فيها السفينة. هناك فئة تناصر «قرشوم» الذي تقلد منصب رئيس الجالية منذ عقدين من الزمان ... وفئة أخرى تناصر نائبه «حاتم» الذي يتهمونه بالعمل الدؤوب من أجل القفز على مقعد «الرئيس» بعد إزاحته .. وتلتف حول كلا من هذه الفئتين دهاقنة تجيد «التكسب» عبر العديد من المراوغات.. كما أنها تتقن تماماً السباحة فوق حبال الغسيل.. ولها أيضاً المقدرة القصوى في الوقوف بجانب «الأقوى» من المتصارعين وإشعال فتيل الحريق بين تلك الأطراف.. أما «السماني» الذي يمثل حزب المؤتمر الوطني في دول مجلس التعاون الخليجي فإنه من العناصر التي يتفتى من «التفرج» من البعد حيث لا يحرك ساكناً.. ولا يبدي رأياً مع أنه ومن خلال موقعه السياسي يستطيع أن يسكب المياه الباردة في تلك المواقد المشتعلة!! الغاية القصوى من هذه المعارك التي كان من نتاجها تلك الهرولة.. والركض.. والجثو من خلال الركب والأقدام هي في النهاية البحث عن مغانم موجودة في جوف الجالية،، او الظفر بجاه أو منصب ولكنهم ربما لا يدركون أن مثل هذه المواقع ماهي إلا عمل تطوعي يرتادونه أصحاب القيم النبيلة حيث إن الغرض من هذا التطوع في ميادين العمل الإجتماعي هو تقديم الخدمات المتاحة للأطراف المحتاجة لا سيما وإن معظم «المغتربين» خصوصاً في المنطقة الغربية من أرض «السعودية» في أمس الحاجة لمثل هذه الخدمات او المساعدات. المغترب السوداني في تلك المنطقة وفي هذه الأجواء المسمومة والملبدة بغبار الصراعات المحتدمة بين هذه القيادات لم يجن إلا الضياع حيث لم يجد ملاذاً يلوذ به في أحلك الظروف النفسية والإقتصادية مما جعله يتنهد كثيراً وهو يرى بأُم عينيه تلك الأصوات النشازة تنطلق من الحناجر أثناء الإجتماعات المتكررة التي تعقدها قيادات الجالية في الفنادق الفاخرة.. او حين ارتيادها لبعض المناسبات الإجتماعية، وقد وجدت تلك المهاترات انتقادات شديدة من قبل معظم المغتربين خصوصاً انها تصدر من نفر كان من المفترض أن يتحلوا بالكثير من قيم المجتمع وآدابه وسلوكياته الرصينة والحضارية.. كما أن الإعتقاد السائد في أذهان المغتربين أن «الجالية» وبطبيعة تكوينها الإجتماعي والثقافي كان من المفترض أن تضم في حناياها فئة من المستنيرين وأصحاب الرأي السديد والقدرة الفائقة في صياغة مضامين العمل السياسي والإقتصادي والثقافي والإجتماعي.. وأية جالية في العالم وبتلك الصورة الزاهية لابد أن تكون منطقة من المناطق التي تتلاقح فيها كل الأفكار.. والثقافات المتنوعة التي تنبع من ثرى بلادنا الحبيبة.. ومرآة تعكس كل تلك الأخلاقيات والشيم النبيلة والعادات الكريمة التي يتجلى بها شعبنا الأصيل.. إضافة الى أن لها دور أساسي في تضميد الجروح كرافد من روافد الوعاء الإقتصادي.. وقلباً مفعماً بالتحنان تجاه آلاف المكدودين .. ودوحة ظليلة تنشر الدفء في سماء اولئك. .
|
|
|
|
|
|