دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة
|
رحلة عبد الواحد الأخيرة
أحمد الملك
قصة قصيرة
ذات صباح قائظ في القرن الماضي كنت اخلد للنوم تحت اشجار النيم حين ايقظني شخص ما، نظرت فوجدت رجلا نحيلا يشبه منظره فزّاعة الطيور، انتبهت الي انه كان جارنا عبد الواحد رغم انه بدا لي لحظة خروجي من الحلم مثل قادم من العالم الاخر بهيكله العظمي النافر وسمات الحزن في نظراته. اصدر لي امرا: (امشي جيب لي شريط نسمعو.) ! انتبهت الي استخدامه للفظة الجمع وعرفت لاحقا انه كان يخجل من ان يقول انه يريد الاستماع للغناء هو وعروسه فلم تكن قد مضت سوي بضع أيام علي زواجه.! أحضرت له شريطا للمطرب مجذوب اونسة، بدا لي اختيارا مناسبا لشخص يريد ان يفرح للمرة الاولي في حياته.. حين سلمته الشريط، نظر اليه بتشكك وقال : فيه شنو دة. اوضحت له ان بالشريط اغنيات للمطرب مجذوب اونسة. فاستفسر قائلا: وبغني بقول شنو؟؟ احترت في سؤاله وقلت مستعيرا عبارة سمعتها من شخص ما وهو يتحدث عن فتاة كانت تبحث عن زوج يريحها من عناء رعي البهائم بطريقة مبتكرة انذاك، كانت ترسل رسائل عشق الي عدد من الشباب مستخدمة نفس العبارات ونفس الاشواق حتي انها لم تكن تغير سوي الاسم في البداية، ويبدو انها كانت تنسخ الرسائل من كتاب للرسائل، كان ذلك الشخص قد رد علي سؤال حول فحوي ما يدور في رسائل تلك الفتاة بقوله : والله عن الحب وكدة . وبمناسبة الرسائل التي تنسخ للعشاق بالجملة من نفس الكتاب تذكرت قصة امام جامع في احدي القري القريبة من دنقلا كان ينسخ خطب الجمعة من كتاب مصري للخطب تساءل في خطبته قائلا : ما هذا الفساد الذي يحدث في شارع عماد الدين؟ قلت له والله بيتكلم عن الحب وكدة وحين وجدت انه وقف مترددا دون ان يبدو عليه انه فهم ما قلته شرحت له بأنه يقول في اغنياته مخاطبا حبيبا غائب : ويقول له انا احبك ويطلب منه العودة.. بدا عليه الضيق وقال: لسة في ناس شغالين بالحجج الميتة دي، القي بالشريط ارضا وقال: ما عندك طنبور.. حاولت ان اشرح له ان كل كلمات الاغاني: موسيقي ، دلوكة، طنبور، جن احمر، تدور كلها حول نفس المعني، بل ان بعض اغنيات الطنبور بها بكاء دون حبيب، مجرد ان فارق احدهم دياره الي بلد اخر يبعد بضعة كيلومترات تصبح مناسبة للبكاء ثم موضوعا لاغنية لاحقا.. فكر قليلا وقال : ما في غناء بتاع رجال؟؟ والحقيقة انني لم افهم ما يعنيه تماما بغناء بتاع رجال تذكرت قصة صديقنا المزارع الذي كان يمارس هواية غريبة : يشكو طليقاته في المحكمة الشرعية لمجرد التسلية او كما كان يقول : انا عارف نفسي بخسر القضية لكن داير اتلتلهم في المحاكم! وكان هناك قاض شرعي شهير يحكم عليه كل مرة بخسارة الدعوي ويلزمه بالمصروفات وذات مرة جاء غاضبا بعد ان خسر احدي قضاياه واعلن لي: شيخ النهار دة – اسم القاضي- ما يشوف ليه محكمة بتاعة رجال، ايه اللي طلق دة وعرّس دة! فكّرت وانا اتجه الي البيت : ما دامت هناك محاكم بتاعة رجال لابد انه يوجد ايضا غناء بتاع رجال!. احضرت له شريطا اخر به اغنيات للفنان محمد الامين، اخذه ومضي.. في الطريق الي الجامع لاداء صلاة الجمعة وجدت الزين الكذّاب عائدا من الصلاة سألته عن موضوع الخطبة فقال : والله كانت عن الدين وكدة! لدي عودتي عاد عبد الواحد مرة اخري فهمت منه ان العروس لم تفهم اغنيات محمد الامين ، وانهما لبثا زمنا طويلا في انتظار ان تنتهي اغنية زاد الشجون التي بدت لهما مثل قدر وطني مشئوم دون نهاية.. انتهي الي القول: النضم سمح بلحيل علّي ما فهمناه، دايرين لينا حاجة خفيفة تخلص بسرعة وواحد قبّل واحد بحّر! كان الزمان موسم الدميرة وحين يرتفع مستوي الماء، يرتفع الجنون عند الناس كما يقول كبار السن، ويتوافق ذلك مع ظهور عبد الرحيم ود السكة الذي لم يكن هناك من يعرف له اصلا وكان يختفي في الشتاء بمجرد انحسار الدميرة وانحسار موسم جنونه كما يقول اهل القرية ليظهر مرة اخري مع اواخر الصيف، حتي ان شيخ النور كان يصيح باولاده : عبد الرحيم ظهر اجروا زبلوا السقوف، فيسارع الاولاد لتجهيز زبل البهائم لوضعه علي السقوف تحسبا لاحتمال سقوط المطر لدي حلول الدميرة... ود السكة كان يرتدي بمجرد انتهاء بياته الشتوي وعودة اخر طائر مهاجر الي الشمال، كان يرتدي بذلة يبدو داخلها مثل رجل أمن، ذات مرة قرر قضاء الليل معنا، تناولنا العشاء من كسرة القمح الرهيفة المعروفة بالسناسن باللبن وشربنا دورا من الشاي ثم اشرت له علي العنقريب الذي سيقضي فيه الليل.. وذهبت لاخلد للنوم في فناء اخر لعلمي بأنه يستيقظ كثيرا اثناء الليل.
كان عبد الواحد لا زال يمد يده يطلب حسنة موسيقية، لفت نظري قوله انه يريد حاجة تخلص بسرعة، فتذكرت مقولة احد المطربين ان حمد الريح يسك الاغنية كأنه شخص يطارد فرخة لذبحها ، احضرت له شريطا لحمد الريح وشرحت له ان اغنيات الشريط ربما توافقه.
كنت مشغولا باحصاء النجوم في لوحة السماء، التي بدت مشبعة بغبار كوني ابيض، حين استغرقت في النوم كانت اللوحة لا تزال معلقة في ذاكرتي ثم انتبهت بعد قليل ان بعض النجوم كانت تتحرك في الذاكرة، قبل ان اعرف انني كنت مستيقظا، وجدت شخصا ضخما يسد منافذ النجوم واقفا فوقي، كان ود السكة، قلت له : مالك الجن قام عليك؟ نفي ذلك وقال انه يشعر بآلام في بطنه ويريد ان يشرب نعناعا دافئا. عرفت انه كان جائعا ومددت له بقرص مسكن للالم وطلبت منه ان يعود لفراشه. لكنني سمعته يطنطن غاضبا وهو يرتدي ملابسه ويخرج. كان الوقت لا يزال في اواخر الليل، وعرفت انه سيذهب لايقاظ شخص ما لكنني استغرقت في النوم..
عاد عبد الواحد بعد قليل والقي بالشريط ارضا قائلا: انعل ابو الحب بالحالة دي؟ سألته عن المشكلة فقال: زولك دة قوّم نفسنا. شوف لي حاجة تانية.. قلت له : انت لي متين حتقعد تغير في الشرايط، الدميرة جات.. فقال لي : انا تاني ما راجع للزراعة.. قال : ح أمشي العمرة في الشتاء.. في هذه المرة لم ارهق نفسي بالبحث عن شئ مناسب احضرت له شريطا اخر دون ان انظر الي محتواه..
قال جارنا ود النور: زولك امبارج صحاني نص الليل وقال لي صحي الجماعة يعملوا لي دواء اشربه ووديني للبصير يكوي لي بطني .. وكان هناك في القرية رجل مسن اسمه البصير اشتهر باستخدام الكي لعلاج بعض الامراض مثل امراض المصران العصبي. قال لي ايقظت النسوان فصنعوا له نعناعا وعرديبا كما طلب حلبة باللبن وحين تبقي جزء قليل في كوب الحلبة باللبن طلب قطعة خبز : لنحسن به الحلبة كما قال. ولبثت مستيقظا معه طوال الليل يحكي قصصه ويظهر انه كان يريد شيئا يأكله وشخصا يستمع له.، كان يحكي قصصا طويلة وحين استغرق في النوم كان يوقظني ويعيد حكاية ما فاتني في قصته. في النهاية اشرقت الشمس فقلت له هيا بنا للبصير لكي يكوي بطنك. فقال لي لا لا الحمدلله انا بقيت كويس!
قلت لعبد الواحد : انت شكلك كدة يا زول ماك مسافر عمرة ولا غير عمرة.! كانت الدميرة قد انصرمت وحل الشتاء واختفي ود السكة في بياته الشتوي ووصلت اسراب الطيور المهاجرة من الشمال، ولازال عبد الواحد مستمرا في شهر عسله الابدي ، يغير في الاشواق دون ان يعثر علي الفنّان المناسب.. الزول دة لو شفتو كلمو قول ليه يشوف ليه شغلة غير الغنا دة!
في الشتاء جاء والده وتشاجر معه: قوم يا ولد حصّل الموسم، اصلك ما نافع في الزراعة وكمان داير تبدأ الموسم علي كيفك؟؟ يا ابوي انا ماشي العمرة! عمرة تمشيها بسجمك، القريشات الساعدوك بيها اهلك المغتربين للعرس اشتريت بيها كلها حجارة بطارية وقعدت. اتحرك يا ولد قوم معاي هسع انا ماشي الحواشة.. يا ابوي خلاص بجي بكرة. مافي بكرة الليلة. يا ابوي خلاص انت روّح انا بحصلك! رجلي فوق رجلك! ممكن امشي الجنينة دقائق اغير الشريط. يا ولد امرق ما تضيق اخلاقي..
وخرج عبد الواحد من البيت، في قلبه غصة كلما رأي في الطريق امرأة كان الحزن يجتاح قلبه.. سيمضي في الطريق الي الحواشات مثل هيكل عظمي. ذات مرة كنا نسمر في المسيد بعد انتهاء اجراءات صلاة العشاء التي يتم تاخيرها قليلا في العادة لحين انتهاء نشرة موتي الساعة الثامنة مساء والتي كان شيخ النور يعلق عليها قائلا: الحي الما سمع اسمو الساعة تمانية! وحين لا يرد اسم شخص يعرفونه للاحتفال بموته ببرنامج يقضي علي رتابة الحياة في الصيف، يصيح شيخ الطيب بعد نهاية النشرة بغضب : يا ولد اقفل الرادي دة ما فيهو حاجة! ومع اسم اخر ميت من الغرباء تقام الصلاة علي عجل ويتبعها بسرعة طعام العشاء ، خبز السناسن باللبن والطبق السرمدي : القراصة بالويكة. ثم يخلد كبار السن الي النوم في بيوتهم ويبقي بعض الشباب وبعض العجائز المتصابين الذين يبقون علي أمل ظهور أحد أكياس القمشة التي تدفن نهارا في التراب وتعود اليها الحياة ليلا. قال أحد الصبية انه شاهد عبد الواحد قبل ايام وهو يشارك في حصاد محصول القمح وهو جالس أرضا، ضحك عصام وهو يبصق السعوط من فمه في شريط طويل مصحوب بخط موسيقي وقال : عبد الواحد فضل ليه سنة. ضحك شيخ النور وقال له : انت بقيت زي منوفل داير تقول لكل زول متين بيموت؟ ستمضي حياته علي نفس الوتيرة أحلام بالسفر تبدأ مع هبوب أنسام الصيف وتنتهي مع هبوب اول انسام ريح الشمال، يبصق السعوط ويغير الشرايط ويعلن : انعل ابوها دي بلد! يحلم برحلة سيعود منها غانما وكان يأسف أحيانا علي تأخرها ، يقول : (لو سافرت الوكت داك هسع كان يكون عندي كم لوري في الخط!)
يصر علي الزوغان احيانا من الحواشة ليغير الشرائط ويغير اشواقه.. حين تنبأ عصام بموته كان ذلك اواخر الثمانينات من القرن الماضي.. كان عليه ان يكافح عشرة سنوات اخري ليمضي بعدها في الرحلة الاخيرة.. الرحلة التي ستفضي به الي نشرة الساعة الثامنة مساء.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
الاخ احمد الملك والله العظيم من اجمل ما قرات فى الاونه الاخيره تحفه عديل
عجبنى
Quote: يصيح شيخ الطيب بعد نهاية النشرة بغضب : يا ولد اقفل الرادي دة ما فيهو حاجة |
و
Quote: فتذكرت مقولة احد المطربين ان حمد الريح يسك الاغنية كأنه شخص يطارد فرخة لذبحها |
تزكرت اغنيه قوقن قوقن
Quote: فكر قليلا وقال : ما في غناء بتاع رجال؟؟ |
مبارك حسن بركات كان مناسب جدا
شكرا ليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: عبد الحميد البرنس)
|
سلامات وعوافي بهاء مهول فردته يااحمد .. تطل منه مشاهد اليفة لم ترهقها السنين ولم يغبشها غبار الذاكرة المجروحة ... نشرة الثامنة الممارسة التي اتفق عليها كل السودانيين فيما يسمي بالريف .. وصلاة العشا التي تؤخر تارة للنشرة واخري لانتظار شيخ الحلة الذي (يوزع) ايامه بين زوجاته الثلاثة ..مشهد الرجل الذي ياتي في العام مرة كأشارة لفصل ما من فصول السنة .. كلها مشاهد عتيقة عشتها وكاني تجولت في المكان والزمان ..نفس المكان ونفس الزمان ... واعجبتني هذه الاشارة الذكية يا احمد .. اشارة تدل علي قوة شخوصك واستدعاءهم وقت ماشاءت تفاصيل الكتابة ...هذهQuote: ضحك شيخ النور وقال له : انت بقيت زي منوفل داير تقول لكل زول متين بيموت؟
|
سلمت ياملك وليتك رفعت عنا حمل غيابك فقد اثقل الروح واتعبها فابقي معنا وادلق علي مساءاتنا عطرك الآخاذ علنا نستفيق ونشفي من زكامنا القسري .. اشواقي ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
العزيز أحمد الملك في بداية التسعينات من القرن المنصرم كنت أدوام عل شراء رواية الفرقة الموسيقية من كشك الجرائد الكائن (وأعترف أني إستلفت كلمة الكائن من كروت دعوات الأعراس) بميدان أبو جنزير، ثم أهديها لمن أحب من الصديقات والأصدقاء، حتي فوجئت يوماً أنك تَمت بصلة قربي لصديقتي أماني فقيري، حينها قررنا الإحتفاء بك في حدائق كلية المعمار، كان الحضور أماني وأبكر آدم إسماعيل ومنعم مختار وآخرون (وهذه واضح أنها من دعاية الحفلات الأستاذ محمد الأمين وآخرون)، ثم لم أقرأ لك منذ ذلك الحين إلا قصة قصيرة أعتقد أن اسمها (واحد فول مصلح). وها أنذا أُفاجأ بعبد الواحد المدهش، فأين أنت يا رجل. الصادق اسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
الصادق اسماعيل سعيد جدا انني عثرت عليك بعد كل هذه السنوات ، تلك الامسية التي جمعتني بكم لم أنساها أبدا، قراءتك الجميلة - من الذاكرة - لغناء العزلة ضد العزلة وثابت الذي غني للراحل مصطفي سيدأحمد، سألت عنكم كثيرا، سألت د أبكر عنك قبل حوالي العامين هنا في سودانيزاونلاين. والتقيت عبد المنعم مختار قبل سنوات هنا في هولندا، وظللت بالطبع علي اتصال مع أماني التي تعيش الان في الامارات. شخص أخير اكاد لا أجد له اثرا، حسن عثمان الحسن. أرجو ان نسمع اخبارك وليتك ترسل لي ايميلك: [email protected]
كل امنياتي الطيبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: Elnasri Amin)
|
شكرا يالنصري أمين..أنا كنت من ناسك ديل..وبدأت اقرأ الآن ولكن لما وصلت لحدي الطنبور قلت أحسن أطبعها واقرأها مع ترخيمة الفطور.
بس ياريت أحمد المالك يلحق ويكتب "كتبت في يوم/شهر/سنة" عشان خاطر القرن الماضي.
ولي عودة إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
كثيراً ما كان يلح عليَّ محمد صالح لأقرأ ذلك الكتاب المتوفر دائماً جوار سريره في شقته الأرضية تلك بشارع ممفيس بالإسكندرية ولم تتوفر لي الفرصة لقراءته حتى فُقد بعامل الإعارة. في مساء سكندري زرت محمد صالح في تلك الشقة، وكان معه ضيف، قدمه لي محمد صالح قائلاً: أحمد حمد الملك صاحب رواية (الفرقة الموسيقية) التي حدثتك عنها، شعرت أنا بالندم قليلاً لعدم إهتمامي بقراءتها ، ذاد هذا الندم عندما عثرت بعدها بقليل بقصة (شيرا والمطر) منشورة بجريدة الخرطوم الأخ / أحمد شيرا والمطر مدهشة أتمنى أن توفرها لقراء سودانيز أونلاين تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
لا أعرف..وجدت في نفسي رغبة في ترجمة القصة..بدأت ترجمتها..ثم انشغلت وما زلت..حتى لا يثبطني طول الإنقطاع..رأيت أن انزل هنا الجزء الذي أنجزت وبدون مراجعة على أمل العودة في أول فضوة لإنجاز المتبقي..وذلك بعد إذنك أخي أحمد المالك واستسماح بقية الشباب:
Quote: Abdulwahid’ Last Journey
Short Story by Ahmed Almalik
It was a very hot morning in the past century. I was sleeping under Neem trees when somebody awoke me. I looked, I saw a thin man whose shape resembled a scarecrow. I noticed that he was my neighbor Abdul Wahid whom, at the moment I emerged from the dream, seemed to me with his protruding skeleton and sad face as if he was coming from the other world.
”Go and get me an audio tape for us to listen to!” he instructed me. I observed that he used the plural pronoun form “us”. Later on, I learnt that he was so timid to utter that he wants to listen to music together with his bride as there were only a few days passed of his marriage!
I brought to him an audio tape by singer Magzoub Ounsa. It seemed to me a good pick out for a person who is going to have his share of pleasure for the first time ever.
When I handed him the audio tape he gazed wonderingly; “What does it contain?”, he asked.
I explained to him that the tape contained songs by singer Magzoub Ounsa.
”What does his singing about?” he asked.
Bewildered by his question, I answered, “by God they about love and such a thing”, quoting a phrase once I heard from someone talking about a girl who was looking for a bridegroom to relieve her of the bother of looking after sheep adopting an unfamiliar means by sending love letters to a ****** of youths using the same phrases and affections with her altering nothing in the text but the name in the beginning. It was apparent that she used to copy the letters from a correspondence model book; and when once that person was asked about the contents of the girl’s letters he answered,-: “By God they are about love and such a thing.”
About this coincidence of the letters being copied in bulk from the same book for the beloved, I recalled the story of that Imam of mosque in a village near Dongola who used to copy the Friday sermon from an Egyptian sermons book, when he blindly read from the sermon: “What is that corruption taking place in Emad Addin Street?”
I told him that by God the singer talks about love and such a thing. When I saw that he was standing in perplexity with no evidence he grasped what I told him, I explained to him that the singer says in his songs addressing his absent beloved: “I love you and want you back..” He looked annoyed and said: “Are there still people who care for such drivels,” dropping the tape on to the ground; “Don’t you have a violin?”
I went on to elucidate to him all song words - music, drum, violin, devil - revolve around but one idea and that some of violin songs weep no one except that somebody’ departure from his homeland to another village that is a few kilometers away turns into an occasion of weeping and subsequently a topic of a song.
He paused for a while and then said: “Isn’t there masculine singing?”
In fact I didn’t quite get what he meant by masculine singing. However, I recalled the story of our farmer friend who was practicing a strange hobby that was to sue his divorcees to the sharia court just for the sake of fun or as he used to put it: I’ve conviction that I will loose the case but I want to give them the troubles of appearing before the courts. There was a well-known sharia judge who always declared him as a loser and imposed on him the incurred cost of court proceedings. Once he returned from the court very angry for losing a case: “This Sheikh Annahar – the judge’s name – should look for a masculine court other than this affair of this be divorced and that be married,” he addressed me.
Heading home I thought that since there are masculine law courts why not there be also masculine singing! I brought him another tape with songs by singer Mohammed Alamin. He collected it and left.
On the way to the mosque for Friday prayer I saw Azzain, the liar, coming back from the prayer. I asked him about the topic of the sermon: “It was on religion and such a thing,” he replied.
Upon my return back home I again encountered Abdul Wahid and understand from him that his bride hasn’t enjoyed Mohammed Alamin’s songs and that they spent long time waiting for Zad Ashojoun song to come to an end; it seemed to them like an endless, unlucky national destiny.
He concluded by saying: “The poem is extremely nice to the best of our understanding. Yet we only want something light to finish quickly .. somebody has gone east..another west.
That very time of the year was Dameira season. When the water rises the people mania rises too, as the elders saying goes. This coincides with the appearance of Abduarrahim wad Assika whose descendant was unknown to anybody. He used to disappear in winter immediately upon the wane of Dameira and the wane of his mania season, as the villagers say, to again surface late in the summer; by then even Sheikh Annour used to loudly call his children:”Abdurrahim has surfaced. Hurry up dung waterproof the roofs.” The boys used to rush preparing the dung for placement on the roofs on the alert for possible of rains upon coming of Dameira.
Immediately at the end of his hibernation and the return of the last migrant bird to the North, Wad Assika used to clothe a coat which gave him the look of a security man. Once he decided to spend the night with us in our house. We dined with very thin layers of wheat with milk known as sanasin. It followed by sipping a round of tea. Then I pointed out to the bed where he would retire. I went to bed at a different courtyard given what I know about him he would wake up so frequently throughout the night.
Abdulwahid had been stretching out his hand to solicit music charity. His statement that he wanted something to finish quickly had alerted me and I recalled what a singer said once about Hamad Alrayiah that he chases the song as a person does with a chicken to slaughter. I fetched him a tape by Hamad Alrayiah and told him the songs could please him. I was busy counting the stars in the painting of sky which appeared saturated with white cosmos dust. The moment I way lying in bed sound asleep that painting was hanging in my memory. After a short while I noticed that some stars were roaming in my memory and before I was aware that I was awoke, I saw a giant of a person blocking the access to the stars standing above me; it was Wad Assika. “What is wrong with you? Have the devils attacked you?” I asked him. He negated all of that. He said he was just suffering stomach pains and wanted to have a warm peppermint drink. I realized that he was hungry. I handed him a painkiller tablet and requested him to fall back asleep.
Instead I heard him muttering something in anger. Then he put on his cloth and left. It was late in the night. I know he would go to wake up somebody else. However, I fell back asleep. *** After a short while Abdulwahid came back and dropped the tape onto the ground, saying: “curse be on the sire of such a love.” I asked him what was the problem. “That guy of yours made us out of breath. Find me something else…,” he said. “How long you will stay just changing tapes? Demeira has approached…,” I said. “I will never get back to farming..,” he said. “I will go for Omrah in winter…,” he added.
This time I haven’t bothered with looking for something suitable. I just got him a tape without having checked its contents. *** “Your friend woke me up yesterday in the midnight and asked me,” continued our neighbor Wad Annour as saying, “Let your lady get up to make me a drug to swallow and take me to the witch-doctor to have my belly cauterized.” There in the village was an old man whose name was Albasseer known for adoption of cauterization in treatment of some diseases like nervous colon disorders. “I woke up the women. They made him peppermint and tamarind. Also he ordered fenugreek with milk. When all the milk but a little remained he asked for a piece of bread in order to use it for improving the fenugreek as he said. I remained awake with him throughout the night listening to stories he narrated. Food to eat and somebody to listen to him was all that he wanted. He was telling lengthy stories and every time I fell asleep he used to woke me up and resume narration from the point of story I missed. At the end and when the sun rose, I told him let us go to the witch-doctor to cauterize your belly. He answered me by saying no, no, thank God I have recovered.”
“It is apparent that you man not going to travel for Omrah or non Omrah either!” I said to Abdulwahid.
The Dameira had lapsed, winter arrived, Wad Assika vanished in his winter hibernation, migrant bird elites returned from the North, and Abudlwahid was still in his eternal honeymoon busy with changing the inclinations in vain to come to a good singer…”if it happens you see this person tell him to look for another job rather than the singing!”
In winter, his father arrived and had a quarrel with him, “get up boy to catch the season. In character you are useless in farming and yet you want to commence the season at your choice?” “My father I will go for Omrah.” “How come you go Omrah when you are penniless and the money your expatriate relatives helped you with you had spent in buying battery cells to end up broken. Get up boy follow me right now to the farm.” “All right my father. I come tomorrow.” “No tomorrow. Today you come.” “All right my father. You can go and I will join you later.” “In step with each other.” “May I go to the garden for minutes to replace the tape?” “You boy move out; don’t let me go berserk.”
Heartbroken, Abdulwahid moved out from the house.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة عبد الواحد الأخيرة .. قصة قصيرة (Re: ahmad almalik)
|
اخي الاستاذ بناديها لك كل الشكر والتقدير واعتذر لك لأنني لم أر ترجمتك الجميلة الا الان بسبب مشاغل كثيرة تبعدني عن النت هذه الفترة التي ارجو الا تطول كثيرا. اكرر شكري علي هذا العمل الرائع واتمني ان تجد الوقت لاكمال الترجمة قريبا. أخي الفنّان البرنس: كل الود والمحبة.
| |
|
|
|
|
|
|
|