لم يعد يخفى على احد مايمتلكه المؤتمر الوطنى من مساحة للمناورة وقد علمتنا تجارب العشرين سنة التى خلت من عمر هذا الكيان الشيطانى كل طرق هذا الكيان الالتفافية وخططه لمحاورة الخصوم ولكن فى المقابل احزاب الشمال وضعت كل البيض فى سلة الحركة الشعبية التى هى مثقلة بكثير من التناقضات والتوازنات بالطبع الحركة تعمل على تحقيق اجندتها والمؤتمر لن يمسح بتمرير مارب الحركة دون ان يحقق هو عبر الحركة مايريد وايضا علم المؤتمر ان الحركة غير ابه بما يجرى فى شمال السودان واوضح مثل لذلك وزراء الحركة الاتحاديين مجرد صور لا قيمة لوجودهم حيث انهم وبمحض ارادتهم تنازلوا عن حقوقهم الدستورية والادارية حيث نجد ان وزراء الدولة فى الوزارات التى يتسنمها وزير من الحركة هؤلاء الصغار من يديرون شان تلك الوزارة واما امر احزابنا الشمالية فهى انهكها الدهر ولم تتغير هذه الاحزاب لا شكلا ولا موضوعا حتى مفرداتها من عقد الستينيات كأن العالم لا يتغير من حولنا واما اتباع هذه الاحزاب لا شان لهم غير الدفاع عن من يتسنم هذا الحزب او ذاك فالديمقراطية التى ينادون بها غير موجودة عندهم ولم يذوقوا لها طعم ولم يشتموا رائحتها قط فهم يركضون خلف شئ لا يعرفونه وغير مستعدين بالسماح به داخل مؤتمراتهم وايضا هذه الاحزاب لا ترى شبها يخيف المؤتمر غيرشبح الحركة الشعبية التى هى الاخرى مثقلة بتناقضات كثيرة ولكن فى نفس الوقت ترى فى ازمة هذه الاحزاب الشائخة مخرجا لها عند الازمات مع المؤتمر الوطنى فلذلك تنتقل الحركة الى مربع المعارضة لتحقيق هذا البند او ذاك الذى يخدمها هى ولكنها غير مستعدة لان تحارب من اجل مبادء عامة لان ليست افضل من المؤتمر وسلوكه فى الشمال و تريد ان يسلط الضوء على سلوكها فى الجنوب ولاشك ان المؤتمر الوطنى يعلم قدرة الحركة الشعبية على التاثير الكبيرة داخليا وخارجيا ويعلم ايضا ان المراوغة والمساومة بماتهدف اليه الحركة للوصول وهى قوانين تمكنها من تمرير الاستفتاء بسهولة ويسر فلذلك يعطيها نصف اشارة خضراء مع نصف خطوة الى الامام ويكسب فى مقابلها تمرير مايريد والحركة لا تمانع واما احزاب الشمال ليس لها القدرة على حسم الامر مع الحركة كحليف مفترض بحيث من المفترض وضع كل المطلوب فى قائمة واحدة وان يكون الاتفاق والاختلاف مع الحركة حول هذه النقاط وايضا وضع خطط تحقيق هذه النقاط مجتمعة وليس تجزئتها وان يتفق الجميع على ان الخصم هو المؤتمر ولا مجال للاتفاقيات الجزئية واى اتفاق بين الحركة والمؤتمر لا يتضمن جميع ما اتفق حوله يعد خرقا هنا يمكن الوصول الى الهدف وتحقيق التحول الديمقراطى ولكن ان يترك الامر للحركة والرئاسة بالتلاعب بخط السير والاهداف فهذا ستكون نتائجة وخيمة على الجميع وعلينا ان نعلم بان المؤتمر يريد ان يصل بالسودان الى الاستفتاء لتكون له اليد العليا فى الشمال والمؤتمر بالطبع لن يسمح للجميع بمقاطعة الانتخابات القادمة التى ستمنحه الشرعية رغم انف المعارضة الكسيحة ولكى يحقق ذلك لابد له ان يضمن مشاركة الحركة ولان الاخيرة مترده فى قراراتها وقادرة ايضا على ايذاء المؤتمر قد يرى المؤتمر ترحيل قانون الاستفتاء الذى تريده الحركة الى البرلمان الجديد وهذا طبعا يتطلب من الحركة الدخول فى منافسة الانتخابات حتى تضمن لها وجودا فى البرلمان المنتخب لمواصلة تمرير القوانين التى تطالب بها ولن يكن لها ذلك بدون وجودها هنا تكون مقاطعة احزاب الشمال غير ذات جدوى وبالطبع سينال المؤتمر الوطنى اعترافا عالميا بانه وصل الى الحكم عبر صناديق الاقتراع وبهذا ننسى نحن كيف وصل البشير الى السلطة فالمازق اليوم هو مازق المعارضة لاهى حكومة ولا هى معارضة والمؤتمر يقسم احزابها بطرقة كثيرة والحركة تلجا المعارضة عندما يضيق عليها المؤتمر وتكون الحركة حكومة عندما تشعر بانها فى وضع مريح ولا اعتقد ان احزابنا سيكون لها دور فعال دون ان تتخلص من قيادة الفرد لصالح القيادة الجماعية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة