باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2009, 09:37 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين

    انتصرنا ونحن متدربون بمدرسة العمل السلمي المسنود بسلاح الجماهير العزل
    انفعالات عديدة فاض بها يوم الاثنين الذي تداعت له الجماهير للخروج الى الشارع تلبية لدعوة قدمها تحالف قوى الإجماع الوطني الموقعة على اعلان جوبا الشهير لتسيير مسيرة سلمية الى مقر البرلمان ومن ثم تسليم مذكرة تطالب بإجازة القوانين التي اتفق انها تقيد الحريات وتبطئ مسيرة تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية، والواقع أن تلك الانفعالات وجملة مشاهد ذاك اليوم المشهود ما هي الا نتائج ملموسة لمجهودات

    وعمل اتصل الليل بالنهار لمن هم في مواقع قيادية بتلك الأحزاب المكونة لقوى إعلان جوبا. وميدان ذلك اليوم احتشد بالعديد من هذه القيادات التي فضلت النزول الى الشارع جنباً الى جنب مع الجماهير، ومعلوم أن هذه القيادات عندما وجدت بالميدان تعلم أن مخاطر عديدة قد تواجهها، خاصة وأن مظاهر التحفز الأمني من قبل قوات الشرطة بدت بصورة أكبر مما يتخيل العديد من هذه القيادات. قوى الاجماع الوطني أعلنت ومن قبل أيام استعدادات ليوم الاثنين ورتبت أوراقها وآلياتها للدخول في هذه المعركة السلمية، لكن الحركة الشعبية التي تمثل أحد مكونات هذا الاجماع، التجربة بالنسبة لها أكبر مما يتصوره البعض، فالحركة التي تحولت منذ شهور الى حزب سياسي نجد أنها تدرجت في مدرسة مختلفة، وتتحسس الطريق العكسي لتحقيق الأهداف عبر النضال السلمي المسنود بالجماهير، وكان الامتحان بالنسبة لها حقيقياً في مدرسة (اللاعنف)، وماجرى يوم الاثنين كان مهماً لنا في (أجراس الحرية) أن نقف على تفاصيله مع الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم، والرجل معروف عنه انه قائد جسور في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان ابان الحرب، لكنه ما بين جبال الشرق وأدغال الجنوب التي يوجد بها مقاتل وبين ميادين النضال السلمي المدني تناقضات ونقاط اختلاف أكثر من نقاط الالتقاء، ويوم الاثنين الماضي مثل نقطة فاصلة بين (الدربين).

    حاولنا في هذا الحوار الذي امتد وقتاً طويلاً وينشر عبر حلقات أن نأخذ تجربة الرجل ورفاقه في يوم الاثنين باعتباره الامتحان الاول لمدرسة جديدة تدخل اليها الحركة الشعبية بالتركيز على التجربة الشخصية، وكيف تصرف كقائد بالميدان، وأي الدرجات حازها في هذا الامتحان، هذا الى جانب يقين تام بأن الحركة قد بلغت نقطة فاصلة في مسيرتها سنعرف انه اجتازتها أم لا..

    حاوره: فايز السليك - نصرالدين الطيب تصوير: سيدي مختار الحلقة الاولى

    * معلوم أن التحضيرات على الأصعدة كافة قد جرت استعداداً لمسيرة يوم الأثنين الماضي، واعلامياً لاحقت وسائل الاعلام هذه التحضيرات بين قوى الإجماع الوطني، الذي تشغل الحركة الشعبية فيه موقعاً مهماً، مع العلم أن الحركة أمام أول اختبار لقدرات نضالها السلمي بعد أن تحولت الى حزب سياسي، هذا الى جانب أن الأمر يمثل كذلك اختاراً على الصعيد الشخصي للأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم، اذا بماذا تم الاستعداد؟

    على الإطار الشخصي كنت أقوم بتدريب وترويض نفسي ذاتياً وداخلياً وروحانياً، وكنت اشترك في ذلك مع رفاقي الذين اخترتهم للمشاركة، وكان المعين الأكبر ومعلمتي في ذلك زوجتي الدكتورة سوزان لانها في الأساس تتبع هذا المنهج السلمي وتنتمي الى مدرسة إحداث تغيير من دون عنف، وانا منتقل من مدرسة إحداث التغيير بالعنف الثوري، وربما كنت محظوظاً لان نقلتي تمت بوجود رفيقة ضالعة في تلك المدرسة (اللا عنف) التي كنت قادماً اليها كمبتدئ، واحضرت سوزان مجموعة من الافلام التي تصور هذه المدرسة، مثل افلام غاندي وسيرة حياة مارتن لوثر كنغ، وقمنا بالفعل بمشاهدة تلك الافلام مع الرفاق، وتدربنا على طريقة تلك الافلام على الكيفية التي تمكننا من امتصاص واستقبال العنف من دون الرد عليه، وكيفية الامتناع عن مبادلة العنف بالعنف، وهذا تم قبل أربعة أو خمسة من يوم الاثنين، وبعد مشاهدة فيلم وآخر نقوم بمناقشة شاملة لجدوى الحوار السلمي، خاصة وان مشاهد في تلك الافلام صورت العنف بشكل خطير وعنيف، ضرب بالاسلحة وسقوط بالعشرات ولم يكن هناك أي رد من المحتجين. وكان لهذه الأفلام تأثير كبير يشكل ترويضاً لاستقبال الضربات والعنف من دون أن يكون هناك عنف، وفي نفس الوقت يحفز على الاستعداد على الصبر والثبات في طرح القضايا والفعل الايجابي الذي ترفضه القوة التي استخدمت العنف.

    * اذن ومباشرة نستطيع القول بأن هناك توقعاً من جانبكم بعمل عنيف من قبل الشرطة.. ولما كان كل هذا الاستعداد النفسي وتمرينات الصبر؟

    الواقع اننا توقعنا غير ذلك، وكنا نظن أن يوم الاثنين سيكون الجولة الأولى، ومسيرة سلمية لم نتوقع اعتراضها بحساب أننا سنسير مسيرة سلمية وتسليم مذكرة في قضايا أساساً ليست قضايا خلافية، ولم نتوقع استخدام عنف من قبل الشرطة بل كان هاجسنا الأكبر أن يحدث عنف من قبل المشاركين بحكم غضب الشعب السوداني من المؤتمر الوطني وتذمرهم من الواقع المعيشي المرير في السودان، والهم الحقيقي كان بالنسبة لنا كيفية ادارة غضب الجماهير من دون أن يتحول الى عنف، وفي هذا قمنا بإعداد أكثر من ألف كادر لإدارة غضب الجماهير واحتوائه والمحافظة على سلمية المسيرة، الا أننا فوجئنا بأن ما كان اعتقاداً بأنها هي التجربة والخطوة الاولى في تعلم المشي بطريق العمل السياسي الجماهيري السلمي، فوجئنا بأن المؤتمر الوطني اتخذ قراراً جرنا لخطوات أكثر بعداً، بعد اعلانهم عن اجازة كشفوا بها عن حالة خوف من مواطنين عزل الى تقديم مذكرة (ورقة) وهذا ما أكد لنا أيضاً قوة الانسان الذي لا يمتلك أي سلاح ويمتلك قوة حجة في قضية بائنة، هذا الى جانب أن المؤتمر الوطني دفعنا الى مرحلة متقدمة لممارسة العمل السلمي من واقع نشره لعشرات الالاف من قوات الشرطة والقوات النظامية الأخرى لمواجهة مسيرة سلمية، وكنا في البداية نهدف الى جمع حوالي العشرين ألف متظاهر، وكنا كذلك في بداية الأمر قررنا تسيير المسيرة بعدد بسيط حوالي الخمسمائة شخص نوعية من قيادات الأحزاب، الا أنه عادت القوى السياسية واجمعت على اشراك المواطنين ويجب أن نثق في الجماهير واستخدام حقوقهم الدستورية المنصوص عليها في الدستور وقانون الأحزاب.

    * صباح اليوم المقرر للخروج الى الشارع ووضع اللمسات النهائية.. ماهي التوجيهات النهائية لباقان أموم لمن حوله في اتجاه سلمية المسيرة.. لاسيما وأن هناك احتمالات بعنف من قبل الشرطة.. هذا الى جانب أنه من المعلوم أن طاقم حراسة مسلح يرافق الأمين العام؟

    قمت شخصياً بتفتيش السيارات التي ستقلنا الى موقع المسيرة السلمية مع رفاقي في طاقم الحماية حتى أتاكد أنهم لم يدسوا أي مسدس أو أي نوع من أنواع السلاح داخل هذه العربات، وبالفعل وجدت أن اثنين من الرفاق قد خبأ ثلاثة مسدسات ربما لشعور منهما اننا قد نتعرض لخطر ما، وأصرا على انهما سيأخذان هذه الأسلحة لمكان المسيرة لكن لن يستخدماها، لكني رفضت وأخليت المسدسات.. وقلت لا يوجد سبب لحمل السلاح.. والا ليست لديكم ثقة في وسيلة النضال.. وبدخولك أرض المعركة بوسائل أخرى ربما تكون أمام اغراء لتغيير رأيك واللجوء لاستخدام العنف ما دام يوجد بقربك السلاح، وقلنا أننا في هذه الوسيلة مبتدئون، وربما في المستقبل يمكن أن تحمل سلاحاً اذا ثبتت القيم وتحولت الى سلوك حياتي، وعادة يمكن أن تحمل سلاحاً دون أن تلجأ لاستخدامه لكن لحظات التدريب لايمكن أن تحمل السلاح لأنه يشكل اغراء كبيراً. الواقع أنني نمت الليلة التي سبقت يوم الأثنين حوالي الساعة الواحدة والنصف، وصحوت من حوالي الخامسة والنصف، وأجريت عمليات تجهيز نفسي، وقمت باجراء تأملات صباحية استمرت وقتاً من الزمن الى أن خرجت من منزلي في حوالي السادسة والنصف صباحاً، بعدها جلست من جديد مع عدد من الرفاق وفتشنا أنفسنا وتأكدنا أننا جاهزون للمعركة السلمية بكل الأدوات، وبعد أن حسمنا موقفنا من أي استخدام أدوات عنف مادية طلبنا أيضاً عدم استخدام أي نوع من أنواع العنف اللفظي. اذن بعد أن اطمأن السيد الأمين العام على سيارته والوفد المرافق له.. الى أين اتجه في ذلك الصباح؟ بعدها اتجهنا الى مكتب الحركة الشعبية بالخرطوم والتقيت عدداً من الرفاق بينهم الرفيق ياسر سعيد عرمان واتجهنا من بعد الى ام درمان بعد أن قدمت وعداً الى المنظمين للمسيرة بأنني والرفيق ياسر سعيد عرمان سنكون في مقدمة المسيرة، وسنصل الى مكان المسيرة قبلهم، وهذا ما تم بالفعل، لكن سبقنا نفر من الحركة الشعبية والأحزاب الأخرى المكونة لقوى الاجماع الوطني، اضافة الى عدد كبير من المواطنين السودانيين المستقلين وغير المنتمين لاي حزب، لكنهم لبوا دعوتنا الى مكان المسيرة.

    هل كان الطريق الى أم درمان سالكاً؟
    الطريق الى مدينة أم درمان في ذلك الصباح الباكر كان سالكاً لكل العربات الصغيرة، لكن البصات الكبيرة وحسب ما شاهدت يتم توقيفها وتحويلها من كبري النيل الابيض الى كبري الفتيحاب، وشهدنا كذلك ايقاف كل البصات التي أتت بكبري الفتيحاب، لكن اعداداً كبيرة من المواطنين يتسللون مشياً على الأقدام بإتجاه أم درمان. لم أتوقف كثيراً أمام البرلمان وقررت أن أواصل السير الى دار حزب الأمة مروراً بدار حركة جيش تحرير السودان، ومن ثم التجوال حول المنطقة لاستكشاف ما يجري، والواقع انه يوجد حشد مبالغ فيه من قوات الشرطة والأمن، وأن جملة من الأزياء الشرطية كانت موجودة بكثافة في منطقة وسط أم درمان، وبعد المسح الميداني حول المنطقة تكشف لنا أنه يوجد حصار كامل وقفل لكل الطرق وصعوبة حقيقية لوصول المواطنين الى المنطقة، إلا أن السودانيين وإرادة المشاركين في المسيرة انتصرت بتسللهم كأفراد ومجموعات الى مقر البرلمان، وكان المواطنون يصلون في شكل مجموعات صغرت أو كبرت، فقوات الشرطة كانت لها بالمرصاد والأسرع في الاعتداء عليها بالضرب والاعتقال من بعد، واستمر هذا الحال لوقت من الزمن قبل أن تتجه مجموعات أخرى الى دار حزب الأمة القومي بامدرمان الذي تحول الى نقطة تجمع كبيرة للمشاركين في المسيرة.

    *اذن ما توقعتموه من حشد أمني أصبح واقعاً.. هل حرك هذا الواقع الأمني الكثيف أية أسئلة في شأن حماية الجماهير من قبلكم.. وهل كانت هناك توجيهات جديدة في التشديد على سلمية التجمع وتجنيب الجماهير أية مواجهة محتملة؟

    نعم، نحن تأكدنا أن المنطقة التي نتحرك فيها محاصرة تماماً، هذا الى جانب أن الشرطة كانت الأسرع في الانقضاض على المشاركين، والواقع أن المشاركين لم يحتاجوا لتوجيهات من أحد واتسموا بسلمية شهد بها الجميع من بعد، المهم أنني واصلت الاستكشاف في ذلك الوقت المبكر واتجهت الى ميدان الخليفة بأم درمان ومنه الى شارع الأربعين ومن ثم عدت الى البرلمان.

    *ما الذي حدث أمام البرلمان؟

    لحظة نزولنا أمام المجلس الوطني صادرت قوات الشرطة حقائب مليئة بالشعارات والاعلام التي تخص الحركة الشعبية، وهذا ما دعاني الى القيام بنقاش وحوارات ومفاوضات مع ضباط الشرطة الموجودين أمام البرلمان لارجاع تلك الممتلكات لنا بحكم منصبي كأمين عام للحركة الشعبية وأنا المسئول الأول عن حماية ممتلكات الحركة الشعبية كحزب سياسي، رفضت مجموعة الضباط بقيادة ضابط برتبة اللواء تسليم تلك الممتلكات.

    *على ماذا استندتم في حديثكم أو حواركم مع قوة الشرطة الموجودة أمام البرلمان.. وماذا كان رد هؤلاء الضباط؟ قلنا لهم أننا في مسيرة سلمية ومصدق لها ونملك اذناً من الحكومة، وتحدثنا كذلك عن المواد الدستورية ومواد القانون الذي نستند عليه.

    * مقاطعة - ماهي نتيجة هذا الحوار؟

    الواقع انه لحظة شرحي لهذه النقاط لضباط الشرطة جاء الرفيق ياسر عرمان وانضم الى النقاش واذا بضابط يدفع الرفيق ياسر عرمان، وطلب منه الابتعاد بعد أن قال له نحن نتحدث مع (زولكم دا ما معاك انتا) ويجب عليك أن لا تتدخل.. ومن بين الحاضرين كان وزير الدولة بالداخلية.. الذي تدخل بالحديث هو الآخر ووجه خطابه الى ضباط الشرطة وقال لهم ان الذي تقومون به مخالف للقانون وعمل غير صحيح.. وما يتم الآن عمل سلمي ولا يوجد أي سبب لهذا التجاذب والشد.. وطلب بالفعل الرجل من ضباط الشرطة ارجاع ممتلكات الحركة ودعوهم ينظمون مسيرتهم وأنا أعرف إن هذه المسيرة سلمية، وعليكم أنتم أن تأخذوا احتياطاتكم وتحوطاتكم وأحموا المسيرة من أي شغب من آخرين قد يكونون ضد المسيرة هذا هو الشيء الذي يقتضيه واجبكم وبالقانون.

    *بماذا ردت قوة الشرطة على خطاب وزير الدولة بالداخلية؟

    قالوا لا.. (نحن تعليماتنا مافي مسيرة.. وتعليماتنا تفريق هذه المسيرة) وأردف أحد الضباط ( دي فوضى من الحركة الشعبية).. وهنا تدخل رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية ياسر عرمان ورفض هذا الحديث وخاطب الضابط الذي أدلى به مباشرة وقال له: ( ياخي مما ممكن تقول فوضى) رد الضابط ثانية: ( ايوه فوضى) ودار الحديث بين الضابط والرفيق ياسر عرمان الذي قال موجهاً حديثه للضابط: ( الكلام الذي تقوله هذا ليس صحيحاً وأنا عضو بالبرلمان ومن غير الممكن أن تتحدث معي بهذه الطريقة).. غضب الضابط وصرخ ودفع ياسر عرمان: ( بلا عضو برلمان بلا كلام فارغ معاك).. المهم بعدها حولت مجموعة الضباط الموجودين الحوار الى اشتباك بالايدي مع ياسر عرمان.. مع أقوال وتأكيدات أنهم يستطيعون سجن عرمان.. فرد عليهم بقوله انهم لا يستطيعون فعل ذلك لأنه عضو برلمان ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية وأملك حصانة وأنتم تعرفون ذلك.. ردوا: نعم نحن نعرفك جيداً وما قلته لا يمثل شيئاً بالنسبة لنا.. بنعتقلك ونسجنك.. رد عليهم عرمان: عليكم أن تسمعوا أوامر وزيركم الذي يتحدث اليكم دعكم من حصانتي البرلمانية.. أم أنكم تسمعون أوامر المؤتمر الوطني..؟ رد أحد الضباط: انت لا تعطيني أمراً بالتحدث الى الوزير.. نعم أنا أتحدث اليه لكن لدى أوامر صدرت لي وانتهى الموضوع.. رد عرمان: كيف ينتهي الموضوع..؟ رد مرة أخرى: انتهى الموضوع ويلا أقفلوه..

    * في ماذا كان يفكر الأمين العام للحركة الشعبية وقتها.. وماذا يقول لمن حوله؟ لحظتها كنت أراقب الموقف.. دهشت جداً.. لعبارة "يلا أقفلوه" وظللت أراقب الموقف.. وبالفعل دفعوا رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية ياسر عرمان الى داخل عربة الشرطة.. وقال لهم: ليست لدى مشكلة في ان تعتقلونني.. وانا لا ارغب في الحديث اليكم.. قالوا: نحن نعرف القانون.. قال لهم: أنا برلماني والبرلمان من يشرع القانون اذاً أنا أعرفه جديداً.. وواصلوا في ادخاله الى العربة.

    *حتى الآن لم تتدخل؟
    لا.. عندما وصل الحوار لهذه الدرجة تدخلت.. وقلت مباشرة لضابط برتبة اللواء: ياسيادة اللواء.. من الأفضل أن لا تعتقل أعضاء البرلمان الذين وصلوا الى ستة وواحد منهم نائب رئيس مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وهو د. عبدالله تيه.. وأثناء حواري مع الضابط تدخل د. عبدالله تيه بعد أن اعتقل مع ياسر عدداً من النواب.. وخاطب الضباط قائلاً: أنا الرجل الرابع في الولاية من حيث حفظ الأمن وعليكم أن لا تخرقوا القانون.. قالوا له: انت لا تعلمنا كيف نخرق القانون ونحن نعرف القانون أكثر منك.. قال لهم: يفترض أنكم تعرفونني.. انا نائب رئيس مجلس تشريعي ولاية الخرطوم واذا أنكم تتحدثون عن مسئولية حفظ الأمن في البلد فانا أكرر أنني الرجل الرابع في الولاية.. رد عليه الضابط: دعنا من أنك رجل رابع وغيره من الكلام الذي تتحدث عنه.. رد عليه د. عبدالله تيه: عليك أن تكون منضبطاً.. هنا أبدى الرجل غضباً في مواجهة تيه وقال له: انتا ما بتوريني الانضباط.. وأمر برفع تيه ومجموعة من حوله الى العربة..

    *اذن لم يبق أحد الى جنبك من نواب الحركة وتشريعييها؟

    لا.. انا هنا تدخلت على الفور وقلت عليكم أن تكفوا عن هذا فإنه (عيب)، حاولت مرة اخرى أن أتفاهم مع كبار الضباط الموجودين الذي فاجأني بأمر أن يأخذوننا جميعاً، قلت له: أنا ليست لدي أية مشكلة في ذلك، لكن من فضلكم أعطونا حقائبنا التي بها أعلامنا حتى نقيم مسيرتنا السلمية ونحن ليس لدينا شيء انما مسيرة وتسليم مذكرة للمجلس بدون عنف.. رد الرجل يخاطبني: (بالله عليك بلا مذكرة بلا كلام فارغ).. فاقتادونا من بعد الى العربة (الزنزانة المتحركة) وابتعدوا بنا من مقر البرلمان ومن ثم الى القسم الأوسط بأم درمان.
    نواصــــل
                  

12-13-2009, 10:08 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أحمد أمين)

    Quote: وهنا تدخل رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية ياسر عرمان ورفض هذا الحديث وخاطب الضابط الذي أدلى به مباشرة وقال له: ( ياخي مما ممكن تقول فوضى) رد الضابط ثانية: ( ايوه فوضى) ودار الحديث بين الضابط والرفيق ياسر عرمان الذي قال موجهاً حديثه للضابط: ( الكلام الذي تقوله هذا ليس صحيحاً وأنا عضو بالبرلمان ومن غير الممكن أن تتحدث معي بهذه الطريقة).. غضب الضابط وصرخ ودفع ياسر عرمان: ( بلا عضو برلمان بلا كلام فارغ معاك).. المهم بعدها حولت مجموعة الضباط الموجودين الحوار الى اشتباك بالايدي مع ياسر عرمان.. مع أقوال وتأكيدات أنهم يستطيعون سجن عرمان.. فرد عليهم بقوله انهم لا يستطيعون فعل ذلك لأنه عضو برلمان ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية وأملك حصانة وأنتم تعرفون ذلك.. ردوا: نعم نحن نعرفك جيداً وما قلته لا يمثل شيئاً بالنسبة لنا.. بنعتقلك ونسجنك..

    انهم ضباط المؤتمر الوطني ..
    معا من أجل أن يعود الوطن المختطف الى أهله..
                  

12-13-2009, 10:14 PM

محمد على حسن
<aمحمد على حسن
تاريخ التسجيل: 01-26-2007
مجموع المشاركات: 4755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: فتحي الصديق)

    اتضح من اللقاء الصحفي ان الشرطة السودانية لا تعدو ان تكون شرطة للمؤتمر الوطني
    نتيجة 20 سنة من الدمار المتواصل للاجهزة القومية
    استهداف الضباط الذين كلفوا بادارة هذه المسيرة للقائد عرمان و اضح جدا
    حاولو ا هولاء الجبناء تصفية حسابات قديمة مع القائد عرمان
    لكن هيهات
                  

12-13-2009, 10:14 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أحمد أمين)

    الأخ العزيز أحمد امين،

    سلامات، و شكرا لاشراكنا فى قراءة هذا الحوار الهامّ و الممتع مع الرفيق باقان أموم، و أتطلع لقراءة بقية أجزاء الحوار.
    كنت دائما أقول، و مازلت أعتقد ان باقان أموم هو أحد أميز السياسيين فى السودان المعاصر، ان لم يكن أميزهم -- فهو يعرف جيدا ما يفعله و يتميز بقدر عال من المصداقية.
    لقد قدّم باقان أموم و ياسر عرمان بتقدمهما مسيرة يوم الاثنين درسا عمليا جديدا للحركة السياسية كلها و ليس فقط للمؤتمر الوطنى -- رغم خطل ان يضطر أعضاء فى البرلمان و الحكومة للتظاهر فى الأساس!

    انظر لهذه الفقرة من اللقاء:

    "على الإطار الشخصي كنت أقوم بتدريب وترويض نفسي ذاتياً وداخلياً وروحانياً، وكنت اشترك في ذلك مع رفاقي الذين اخترتهم للمشاركة، وكان المعين الأكبر ومعلمتي في ذلك زوجتي الدكتورة سوزان لانها في الأساس تتبع هذا المنهج السلمي وتنتمي الى مدرسة إحداث تغيير من دون عنف، وانا منتقل من مدرسة إحداث التغيير بالعنف الثوري، وربما كنت محظوظاً لان نقلتي تمت بوجود رفيقة ضالعة في تلك المدرسة (اللا عنف) التي كنت قادماً اليها كمبتدئ، واحضرت سوزان مجموعة من الافلام التي تصور هذه المدرسة، مثل افلام غاندي وسيرة حياة مارتن لوثر كنغ، وقمنا بالفعل بمشاهدة تلك الافلام مع الرفاق، وتدربنا على طريقة تلك الافلام على الكيفية التي تمكننا من امتصاص واستقبال العنف من دون الرد عليه، وكيفية الامتناع عن مبادلة العنف بالعنف، وهذا تم قبل أربعة أو خمسة من يوم الاثنين، وبعد مشاهدة فيلم وآخر نقوم بمناقشة شاملة لجدوى الحوار السلمي، خاصة وان مشاهد في تلك الافلام صورت العنف بشكل خطير وعنيف، ضرب بالاسلحة وسقوط بالعشرات ولم يكن هناك أي رد من المحتجين. وكان لهذه الأفلام تأثير كبير يشكل ترويضاً لاستقبال الضربات والعنف من دون أن يكون هناك عنف، وفي نفس الوقت يحفز على الاستعداد على الصبر والثبات في طرح القضايا والفعل الايجابي الذي ترفضه القوة التي استخدمت العنف."

    كل التقدير و الاحترام لباقان أموم و للصديقة العزيزة د. سوزانا دوناتو، احدى اكثر النساء السودانيات تميزا و رقى. و كل الشكر للصحافى المتميز فايز الشيخ و لجريدة اجراس الحرية.

    ندى

                  

12-13-2009, 10:24 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: nada ali)

    الفقرة التى اقتبستها أعلاه من حديث باقان اموم تمثل درس فى مهارات القيادة، فقط اعتقد ان وجود حراسة مهم خاصة ان الحركة الشعبية لديها امكانيات توفير حراسة(على عكس الحركات المذكورة أعلاه التى لم تكن تملك نفس الامكانيات).

    (عدل بواسطة nada ali on 12-13-2009, 11:26 PM)

                  

12-14-2009, 08:00 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: nada ali)

    *توقف حديثنا في الحلقة الماضية عند أعتاب قسم الشرطة بأم درمان.. اذاً ما الذي حدث داخل القسم الأوسط؟
    عندما وصلنا الى القسم الأوسط بام درمان توقفت العربة التي تقلنا محاذية البوابة الرئيسة للقسم، وكنا داخل العربة ننشد هتافات للسلام والحرية، وكانت هناك مجموعة من المواطنين والمشاركين والصحافيين، أخذت هذه المجموعات تأخذ شكل المسيرة، وقررت الشرطة بعدها إدخالنا للسجن، ومن ثم القبض على المتجمهرين بما فيهم الصحافيون، وبالفعل قبض على المتجمهرين والصحافيين تحت تأثير الضرب، الى أن امتلأ القسم الذي نحن فيه وأخذوا مجموعات أخرى الى مواقع ثانية.


    كيف تعاملتم كمعتقلين مع أفراد الشرطة الموجودين داخل القسم.. وكيف تعاملوا معكم؟

    حرصت مع المجموعة على تحية الحاضرين باليد وعبارات.. "السلام عليكم يا أخوانا ان شاء الله كويسين.. كلوا خير مافي أي مشكلة نحنا مسالمين، ونحنا كنا بصدد ممارسة حقوقنا الدستورية من أجلكم ومن أجل السودان" الى غير ذلك من الحديث.. حتى أن مجموعة من قوة الشرطة الموجودة داخل القسم بدأت بالتصفيق لنا، وتم ادخالنا من بعد خلف (الكاونتر) والضابط الموجود كان في رأيه انه لا يوجد أي سبب في ادخالنا للسجن، وقال لنا بعد ادخلنا الى مواقع جلوسهم: انتو خليكم بي جاي انتظروا نحنا نشوف التعليمات شنو.. بعدها بدأنا في الحديث مع مجموعة موجودة عن أسباب خروجنا وان هذا ليس خرقاً للقانون الى غير ذلك من القضايا الموجودة والخطر الذي يحيق بالسودان وضرورة اجازة هذه القوانين لتجاوز الأزمة، والشاهد انه كان هناك اقبال واهتمام كبير من قبل القوة بما فيها رئيس القسم الذي يظهر انه منظم من الحركة الاسلامية الذي كانت تعليماته حجزنا لفترة ربما، لكن بعد قليل بدا لي انه شعر بنوع من الخوف من حديثنا وغيّر لهجته فجأة وقال: ان الذي تقومون به هذا تحريض.. قلت له: نحن لسنا محرضين ونحكي القضية التي أتت بنا الى القسم حتى نشركه باعتبار انها قضية مشتركة وتخصنا جميعاً وليست قضيتنا نحن الموجودين داخل قسم الشرطة.. رد لي في تشدد وقال: ( لا لا لا .. الكلام دا ما بجي.. ما كويس.. يا اخوانا سيبوا الكلام دا.. وعليكم أن تتعاونوا معنا في تسجيلكم وفتح البلاغات ضد كل واحد منكم وعلى أي فرد منكم أن يسلم ممتلكاته).. رفضنا ذلك، وأوضحنا رفضنا بالإستناد على أن من بين الموجودين داخل أفراد القسم أفراداً لديهم حصانة وهؤلاء لا يمكن استجوابهم أو التحقيق معهم إلا بأمر رفع الحصانة.

    كم أخذ من الزمن هذا الحوار؟

    استمرينا في هذا الحوار لأكثر من ساعة مع ادارة قسم الشرطة، ويظهر أن رئيس القسم كان مواجهاً بضغوط من جهات عليا للتعامل معنا بنوع من القسوة، لكن للأمانة أن أفراد الشرطة في البداية عاملونا معاملة راقية ولم يضربوا أحدنا أو يتعاملوا حتى بحدة، وحتى رئيس القسم عرف نفسه واعتذر للحدث، وطلب منا أن نتعاون معه حتى نحافظ جميعاً على القانون، فأجبناه بأننا متعاونون ونحن لسنا ضد القانون، وطلب مني الجلوس على كرسي يظهر أنه يجلس عليه شخصياً، بعدها بدأنا نتحدث من جديد، لكن سرعان ما أحس رئيس القسم بضجر وربما احساس بأننا قمنا بتحريض القوة التي أحس أنه قد يفقدها، وعاد من جديد الى اللهجة الحادة وان الذي نقوم به تحريض.. واكتفى بتوجيهنا الى الدخول للسجن..

    اذن ما الذي حدث بعد أن تم ادخالكم الى خلف القضبان.. هل باشرت الشرطة على الفور عمليات أخذ الممتلكات ومن ثم التحري؟

    ماحدث أننا دخلنا الى خلف هذه القضبان، وظللنا في انتظار بعد أن رفضنا التحقيق واعطاء الهواتف الجوالة، واستمر الحديث معهم، وطلبنا عبرهم أن يأتي مسئول على مستوى وزير العدل أو والٍ أو نائب والي للتفاهم معنا، والشاهد أن نقاشات وتقييماً للحدث جرت في ما بيننا وسط متابعة دقيقة من القوة الموجودة داخل قسم الشرطة، لكن فجأة لاحظنا تغيير القوة التي اعتقلتنا وجاءت قوة جديدة، ووقتها بدأت مجموعة من وكالات الأنباء اتصالات بنا وكنا ندلي بتصريحات مباشرة وكانت تظهر على الهواء.. ولاحظت ان القوة الموجودة انزعجت لحديثنا من داخل السجن ولحظت كذلك اقبالاً كبيراً على الهواتف المحمولة من قوات الشرطة، وهذا شكل نوعاً من الصعوبة على رئاسة القسم مما دعاه الى اتباع خشونة قاومها المعتقلون بامتصاص جيد، وبعد فترة وجيزة قرر من جديد نزع هواتفنا مرة أخرى، رفضنا وطلبنا معرفة سبب اعتقالنا في المقام الأول، وفي تلك الأثناء التي تمارس فيها الشرطة ضغوطاً كثيفة علينا ونحن نحاور ونمنع دخول القوة الى السجن حتى لا يتم نزع الهواتف ولمزيد من الاتصالات مع العالم، تم تغيير القوة من جديد بقوة مدنية ربما مدربة بعد أن فشلت المجموعة التي سبقتها، وحاول أحدهم رأى في نفسه انه يمتلك قدرات على الاقناع، قدم الينا ودخل معنا في حوار ومفاوضات، المهم أن المجموعة غضبت منه في مرات كثيرة لصبره على الحوار وحاول أن يقنعنا، والواقع انه حدث تفاهم وأعطانا هذا الحوار فرصة لتأجيل العنف من جانب قوة الشرطة المتحفزة للهجوم. انتهى الرجل الى لا شيء وأمر قوته بسحب القوة، وأتوا بقوة أخرى لكن هذه المرة بزي مختلف، سحنتهم تشير الى أنهم من منطقة واحدة، وعندما بدأنا الحديث معهم كانت هذه المجموعة لا تبتسم وتتحاشى التقاء الأعين على الإطلاق، وحتى الضباط يبتعدوا لاعطاء الأوامر، ويحاول أفراد هذه المجموعة تطويقنا ومحاصرتنا في الوسط، استمرت هذه المحاولات لأكثر من ساعتين ولم تنجح في اقناعنا.

    *ماهو الوقت الذي أحس فيه الأمين العام بخطر أكبر على المجموعة الموجودة الى جنبه خاصة وان إصراراً واضحاً بدا من قبل المجموعة على التمسك بعدم التفريط في الهواتف.. أي الى كم من الزمن استمر هذا الحال؟

    استمر الحال على ماهو عليه الى أن وصلت قوة جديدة لكن الجديد في هذه القوة انها مقنعة، وبدا من مظهرها أنها تنوي استخدام القوة أو الغاز المسيل للدموع أو أي سلاح مخدر لاسيما وأننا دخل مساحة ضيقة، فقررت على الفور الدخول في مفاوضات.. وقلت لهم: من فضلكم قبل أن تستخدموا القنابل خاصة وأننا موجودون مع آخرين في حجرة صغيرة ومكتظة، فانا أريد أن أتحدث الى قائدكم من فضلكم.. وافقوا مع معاملة لم تخلوا من الضرب والعنف اللفظي قبل أن يشكل لي الرفاق درعاً بشرياً حتى وصل الضابط الذي كان عنيفاً جداً، ودخل بنفسه في صراع معي لأخذ الهواتف التي أحملها بالقوة، قبل أن يعطي أوامر لقوته بأن يبدأوا عملهم مني داخل مكتبه.. ومن بعد حاولوا أن يكونوا عنيفين جداً وكانوا يستخدمون مفردات منحطة وشتائم ونعوت..

    فمثلاً، قوات الشرطة استهدفت بشكل خاص الرفيق ياسر عرمان وقست كثيراً في معاملته، وأذكر أن أفراد الشرطة كانوا يأمرون بضربه ورموه على الأرض، وعندما تدخلت لإيقاف ذلك سمعت ما يصم الآذان من نعوت وشتائم عنصرية.. على شاكلة أنه لولا خيانة أمثال مثل هذا وهم يقصدون الرفيق ياسر عرمان لما أتيتم أنتم الى الخرطوم.

    وما سمعناه يستدعي أن نتوقف عنده كثيراً، لكن بالنظر الى التلاحم والوحدة والتماسك بين المجموعات التي تم اعتقالها وتمثيلها لكل السودان، وهذا جانب مشرق ونمو لقومية السوداني منصهرة في عملية النضال السلمي المشترك ووعي بوحدة المصير بدأ ينمو، وكل هذه المجموعات تواجه بعضها بقيم مختلفة، فمثلاً، أن يلتقي أفراداً من الشمال والجنوب يؤمنوا بقضية واحدة يتم تصوير هذا بالخيانة والخروج عن الجماعة والى غير ذلك من الحديث الذي تفوه به بعض من رجال الشرطة..

    هل انتهت مهمة تلك القوة بتجريدكم من الهواتف؟

    بالفعل انسحبت القوة بقيادتها، وعادت قوة الشرطة لمواقعها وبعدها باشرت الشرطة عملها العادي في التحري وتعاملوا معنا بأخلاق عالية، وكان أحد ضباط الصف يخدمنا بهمة مع أربعة آخرين، وعلق على صدره ديباجة علم السودان (علم ديكتاتورية مايو) وتتوسط هذا العلم صورة الرئيس البشير، فسأله أحد المشاركين من داخل السجن عن أنه يمثل شرطة الدولة السودانية أم المؤتمر الوطني، فقال انه شرطي في الدولة السودانية، وغادر الشرطي المكان وعاد من دون الديباجة التي علقها أولاً.. فسأله من جديد أحدنا: أين الديباجة التي كانت على صدرك؟ .. رد الشرطي: تركتها وأنا مقتنع تماماً بأن أكون قوة بوليس الدولة السودانية ولا أتبع لأي أحد .. وأي واحد منكم قد يحكم البلد مستقبلاً سيجدني شرطياً وأنفذ أوامره..

    هل كان الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم يتوقع اعتقاله مع المجموعة الكبيرة؟

    بالفعل، انا كنت واضعاً في الحساب أن يتم اعتقالي وضربي وكنت جاهزاً لذلك بالتعامل مع الأمر بكل نصائح وابتسام.

    هل كانت هناك نصائح من أية جهة أسرية كانت أو تنظيمية بأن لا تكون في مقدمة المسيرة لاسيما وأن مخاطراً جمة كانت متوقعة؟

    طبعاً، كان هناك قلق من جهات عديدة قريبة مني أصدقاء وأقارب، ودعوات بأن لا أشارك في المسيرة لانو انا مستهدف ويمكن أن أقتل ويمكن كذلك دس أحد لضربنا انا ورفيقي ياسر عرمان، انهال عليّ كثير من هذا الحديث، لكن نحن قررنا انه لابد أن نكون في مقدمة المسيرة، ووصلنا لقناعة بتقبل أي شيء من الضرب والدفع والاهانة وحتى فقدان الحياة من أجل قيم السودان الجديد والسلام والحرية للجميع، ونعرف أنها قضية أكبر من حياتنا ونحن مستعدون لتقديم كل ما لدينا خاصة وان مدرستنا الأولى التي تخرجنا منها مدرسة الاستعداد لتقديم النفس في أي وقت من أجل الأهداف، ونحن الآن نحول نفس الاستعداد لميدان النضال السلمي والشئ الغائب هو أن نستخدم العنف.

    بماذا أحس الأمين العام للحركة الشعبية وهو يصعد الى سيارة الشرطة؟

    كنت سعيداً لانني أمر بمدرسة جديدة وأتدرج في التعلم، هذا الى جانب سعادة من نوع آخر وهي أنني كنت جزءاً من الجماهير أعاني ما عانوا منه، وكنت في رضا تام بما قد تم بالرغم من الاعتداءات البدنية واللكمات التي تعرضنا لها في طريقنا الى السجن وداخله، وكنت مركزاً على القضية أكثر من الذي نمر به، واعتبرت كل ما تم توجيهه الينا من اهانات موجهة لي في شخصي انما هي موجهة للفكر الذي نحمله، لم أكترث كذلك للاهانات المباشرة من قبل الأشخاص الذين واجهونا بها، بل أنهم كانوا منفذين لأوامر المؤتمر الوطني، وكنت اعتبر المجموعة التي تم استخدامها لهذا البطش أنهم ضحايا لتعبئة مضللة وضحايا لمنظومة فكرية معينة أفقدتهم انسانيتهم قبل أن يعملوا على افقاد الآخرين انسانيتهم.

    بعد الخروج من السجن والاستقبال الحاشد بدار الحركة الشعبية بالمقرن للمجموعة التي كانت بالمعتقل.. مد الأمين العام يده يمسح آثار دماء ودموع من وجه صغير اشترك بالتظاهرة.. بماذا شعرت لحظتها؟

    صحيح المشهد كان مؤثراً، شعرت بألم هذا الصغير خاصة وانه شاب في مقتبل العمر لبى دعوتنا وتعرض للضرب ويئن، ليس له مبرر غير تلبية الدعوة والانخراط في المسيرة السلمية. وألم هذا الصغير كنت أشعر به أضعافاً، والواقع أنني تحدثت الى مجموعة من الشباب الذين تم ضربهم ويئنون من آلام جسدية تنتقل الى قلبك بشكل حاد، الا أنه قبلنا أن نمتص هذا العنف وهذا هو نفس الاحساس الذي شعرت به بعد أن طلبت اذناً لاتفقد الرفيق ياسر عرمان بعد أن تم عزله ومزقت بدلته وكان ملقياً على الأرض.

    هل كانت هناك مقاومة من رئيس كتلة نواب الحركة الشعبية بالبرلمان ونائب الأمين العام ياسر عرمان؟

    لا أبداً لم يقاوم، بل تحدث معهم مدافعاً عن حصانته الا أنه تمت مصادرة تلك الحصانة من قبل المؤتمر الوطني خرقاً للدستور والقانون، وهذا مثل بالنسبة لنا درساً باعتبار أننا نتحدث عن دولة تتأهب للانتقال، لكن الواقع أن المؤتمر الوطني يسيطر على أجهزة الدولة بعقلية شمولية وبثقافة فيها درجة عالية من الشمولية والدكتاتورية، والحركة الشعبية في الواقع مجرد زينة كمالية، فالمؤتمر الوطني هو الذي يقرر كل شيء ويقرر حتى تعذيب واهانة وضرب واعتقال دستوريين بقرار منفرد ومنتهك للدستور، واتضح كذلك من الطريقة التي تم بها نشر القوات واستخدام العنف ومصادرة الحصانات بما في ذلك حصانة الأحزاب السياسية وحقها في تسيير مسيرات سلمية، وأنه توجد في الواقع حالة طواريء غير معلنة، والآن الدستور غير معمول به ومعلق والمؤتمر الوطني يدير البلاد بإنفراد كامل.
                  

12-14-2009, 09:07 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أحمد أمين)

    قال القائد باقان اموم
    Quote: لكن الواقع أن المؤتمر الوطني يسيطر على أجهزة الدولة بعقلية شمولية وبثقافة فيها درجة عالية من الشمولية والدكتاتورية
    والحركة الشعبية في الواقع مجرد زينة كمالية، فالمؤتمر الوطني هو الذي يقرر كل شيء
    ويقرر حتى تعذيب واهانة وضرب واعتقال دستوريين بقرار منفرد ومنتهك للدستور
    واتضح كذلك من الطريقة التي تم بها نشر القوات واستخدام العنف ومصادرة الحصانات
    بما في ذلك حصانة الأحزاب السياسية وحقها في تسيير مسيرات سلمية،
    وأنه توجد في الواقع حالة طواريء غير معلنة، والآن الدستور غير معمول به ومعلق والمؤتمر الوطني يدير البلاد بإنفراد كامل.


    تلخيص دقيق وعميق لواقع الحال

    هناك نقاط تدعو إلى التفاؤل
    كلام الشرطي الذي اكد غنتمائه للشرطة السودانية والتزامه بحماية أي سوداني
    وجود مثل هؤلاء هو السبب في تغيير المؤتمر الوطني للقوة بإستمرار
    لأنه يعرف أنهم ممكن ينحازوا للعدالة وللحق
                  

12-14-2009, 09:51 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أبو ساندرا)

    احمد امين سلام،
    ما اشبه الليلة، بامبارحة مارتن لوثر، بحق!
                  

12-14-2009, 09:51 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أبو ساندرا)

    احمد امين سلام،
    ما اشبه الليلة، بامبارحة مارتن لوثر، بحق!
                  

12-14-2009, 10:53 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: Bashasha)


    Quote: استمر الحال على ماهو عليه الى أن وصلت قوة جديدة لكن الجديد في هذه القوة انها مقنعة، وبدا من مظهرها أنها تنوي استخدام القوة أو الغاز المسيل للدموع أو أي سلاح مخدر لاسيما وأننا دخل مساحة ضيقة، فقررت على الفور الدخول في مفاوضات.. وقلت لهم: من فضلكم قبل أن تستخدموا القنابل خاصة وأننا موجودون مع آخرين في حجرة صغيرة ومكتظة، فانا أريد أن أتحدث الى قائدكم من فضلكم.. وافقوا مع معاملة لم تخلوا من الضرب والعنف اللفظي قبل أن يشكل لي الرفاق درعاً بشرياً حتى وصل الضابط الذي كان عنيفاً جداً، ودخل بنفسه في صراع معي لأخذ الهواتف التي أحملها بالقوة، قبل أن يعطي أوامر لقوته بأن يبدأوا عملهم مني داخل مكتبه.. ومن بعد حاولوا أن يكونوا عنيفين جداً وكانوا يستخدمون مفردات منحطة وشتائم ونعوت..




    أنها عصابات الجبهة الاسلامية وهي عصابات جبانة لا تسطيع أن تكشف عن نفسها لذلك تمارس مثل هذا السلوك المريض. القناع لن يصنع لهم رجولة أو بطولة. هم جبناء وحقيرين.


    Quote: فمثلاً، قوات الشرطة استهدفت بشكل خاص الرفيق ياسر عرمان وقست كثيراً في معاملته، وأذكر أن أفراد الشرطة كانوا يأمرون بضربه ورموه على الأرض، وعندما تدخلت لإيقاف ذلك سمعت ما يصم الآذان من نعوت وشتائم عنصرية.. على شاكلة أنه لولا خيانة أمثال مثل هذا وهم يقصدون الرفيق ياسر عرمان لما أتيتم أنتم الى الخرطوم




    مثل هذه المعاملة السئة والعنيفة من قبل الشرطة يؤكد رأي ياسر عرمان في جهاز الشرطة الذي صرح به أكثر من مرة. هذا الجهاز صار هو الزراع الذي يقوم بتنفيذ جرائم النظام ضد المواطنين العزل والابرياء . أما العبارات العنصرية فهي تكشف لنا عن من هم العنصرين الحقيقين في السودان الذين يتهمون الشرفاء من أمثال باقان أموم بالعنصرية. يجب أن يفهم ضباط وجنود الشرطة شئ مهم جدا. وقت الحساب أت أت ووقتها لن ينفعهم لوم فلان أو علان بل ستكون المسئولية فردية في المقام الاول. وأي منتسب للشرطة سوف يطاله العقاب لأن ساعتها سوف يتنكر من أعطاهم الأوامر لتنفيذ تلك القذارات في حق الابرياء.
                  

12-14-2009, 11:21 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: Deng)

    Quote: فمثلاً، قوات الشرطة استهدفت بشكل خاص الرفيق ياسر عرمان وقست كثيراً في معاملته، وأذكر أن أفراد الشرطة كانوا يأمرون بضربه ورموه على الأرض، وعندما تدخلت لإيقاف ذلك سمعت ما يصم الآذان من نعوت وشتائم عنصرية.. على شاكلة أنه لولا خيانة أمثال مثل هذا وهم يقصدون الرفيق ياسر عرمان لما أتيتم أنتم الى الخرطوم.

    علينا استعادة قوات الشرطة السودانية المختطفة من قبل عصابة المؤتمر الوطني
                  

12-15-2009, 03:23 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: BAKTASH)

    Quote: استمر الحال على ماهو عليه الى أن وصلت قوة جديدة لكن الجديد في هذه القوة انها مقنعة، ]


    يهاجمون داخلية طالبات وهم منقبون
    يهاجمون باقان ورفاقه فى الحراسات وهم مقنعون
    انهم عصابة الكو كلس كلان السودانية
    هؤلاء تم غسل امخاخهم وتمتم تغذيتهم بالكراهية والحقد والعنصريه
    هذه ليست شموليه فقط بل هى محصلة بناء جهاز (امن) قبلى جهوى
    من ابناء الفقراء والمعدمين من شمال الخرطوم

    يالجبنكم.............ياللعار
    انتم وصمة عار قى جبين الانسانية وفى تاريخ السودان
                  

12-15-2009, 04:12 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم يكشف لـ(أجراس الحرية) تفاصيل ماحجبته الشرطة يوم الاثنين (Re: أحمد أمين)

    فتحى
    محمد
    ندى
    ابوساندرا
    دينق
    بشاشا
    باكتاش

    التحيه لكم
    وللقائد باقان انه قيادى من الطراز النادر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de