ما اليوم التالي..للاثنين؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-07-2009, 11:45 PM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما اليوم التالي..للاثنين؟؟

    ما اليوم التالي ..للإثنين ؟!. (1)

    أضاعت قوى التغيير فرصة تاريخية ..وفي الأفق أخرى
    عزالدين صغيرون

    أحداث يوم الاثنين (7/12) تضعنا أمام واقع سياسي جديد ، ربما لا نستشعر مدى و عمق ما أحدثته من تغييرات في مستقبل الحراك السياسي في السودان في اللحظة الراهنة ، إلاَّ أن المشهد السياسي لن يكون في المستقبل على ما كان عليه قبل يوم الاثنين ، وذلك لعدة شواهد كانت كفيلة باسترعاء نظر أي مراقب للتوقف عندها ، لما لها من دلالات عميقة :
    مُستصفيات صباح الاثنين
    • *فهي المرة الأولى التي تخرج فيها الجماهير ، ليس في العاصمة المثلثة وحدها ، وإنما في مناطق أخرى من السودان ، في تحرك متزامن احتجاجا على سلطة "الإنقاذ" الفولاذية .
    • *وهي – أيضاً – المرة الأولى التي تعلن فيه الجماهير خروجها مسبقاً ، وتتحدى سلطة الإنقاذ التي بادرت بالتهديد ، وأعلنت مرتبكة يوم "الخروج" إجازة في العاصمة القومية ، ثم ، وبعد ساعات أعلنتها إجازة قومية عامة في كل السودان ، في سابقة فضحت ربكة وذعر الحكومة ، أكثر من إخافتها للجماهير.
    • *ثالثاً : إنها المرة الأولى التي تخرج فيها هذه الجماهير ، وبهذه الكثافة ، استجابة لنداء قوى سياسية جنوبية وشمالية متوافقة ، ويمكنك أن تطلق عليها "مجموعة جوبا".
    إذا كانت هذه هي الشواهد فما الذي يمكن أن نستقرؤه فيها؟.
    بسهولة يمكنك أن تستصفي من مشاهد يوم الاثنين عدة حقائق ، في سياق التجارب السياسية السابقة للشعب السوداني :
    *إن التناقض داخل بنية النظام قد بلغ مرحلة اللاعودة ، وإن فتق الأزمة بين شريكي الحكم استعصى على كل محاولات الرتق ، حتى لم يعد من سبيل أمام "الحركة" سوى اللجوء إلى الشارع السوداني ، شماليه وجنوبيه ، و "معارضة" النظام ، وهي الشريك فيه!.
    *ثاني هذه الحقائق هي ، إن الشعب استطاع أن يتخطى ويتجاوز حاجز الخوف النفسي ، أو اللامبالاة – سمه ما شئت – الذي كان يحول بينه والخروج بهذه الكثافة ، متحدياً تهديدات السلطة ، وموظفاً الإجازة التي منحتها لقواه العاملة والدارسة للخروج في التظاهر ضدها.
    *ثالثها ، إن الحركة الشعبية أثببت نفسها كقوة سياسية مؤثرة فاعلة على نحو لافت في وسط وشمال السودان ، بعد أن كانت تتمتع بالتأييد في غرب السودان وجبال النوبة وبعض مناطق النيل الأزرق ، وأوضح دورها الرئيسي في أحداث يوم الاثنين ، إنها يمكن أن تمثل محور الجذب لكافة القوى السياسية والمدنية في أي تحرك شعبي يهدف إلى إعادة هيكلة الدولة مستقبلا ، ولكن يظل هذا الدور مشروطاً بتوافقها مع القوى السياسية والمدنية الأخرى ، على غرار ما حدث في تجربة يوم الاثنين .
    تلك كانت فرصة ضاعت
    لقد أضاعت قوى التغيير من قبل فرصة سنحت لأول مرة في تاريخ السودان الوسيط والحديث ، حين رفضت أن تمد يداً لجون قرنق الوحدوي ، وظلت تراهن على موروثها "الانتخابي" – بالنسبة للأحزاب التقليدية – ولموروثها "النقابي" و "الطلابي" وسط ما تسميه الأحزاب ، التي درجت على تعريف نفسها بالتقدمية ، ب"القوى الحديثة" ، وإلى الآن لم أستطع أن أفهم أو أجد مبرراً منطقياً لموقفها ذاك.
    فنظام جعفر نميري كان عارياً تماماً في الثمانينات من مبررات أو إمكانيات استمراره ، بعد أن استهلك كل مخزون ورصيد ممكن لأي تحالفات سياسية أو اجتماعية ، ولم يتبق سوى الترابي ومن كانوا معه من أتباعه ، وبأي حساب كان ، هم يوم ذاك كانوا شريحة لا وزن لها بين القوى السياسية ، وقليل من المساكين/ضعاف النفوس ، ممن لا وزن اجتماعي لهم و لا طاقة لهم للمنافسة في الحراك الاجتماعي ، وكانت "مايو" فرصة لا تكلفهم سوى النفاق وشيء من الخنوع ، وكثير من الجشع لاختصار الزمن.
    كان نميري ونظامه يترنحان ، فكان تمرد جون قرنق وإعلانه منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكرية بمثابة إعلان فعلي بموت النظام سريرياً ، في انتظار رصاصة الرحمة التي لم تتأخر و عاجلته في ابريل 1985م.
    وأذكر أنني ، وقبل الانتفاضة بعام سألت الأخ الدكتور الشفيع خضر ، وكان كلانا في ضيافة النظام بسجن كوبر، لماذا لا يمد الحزب الشيوعي يده للحركة الشعبية ، خاصة ، وهي المرة الأولى التي تنطلق فيها حركة "جنوبية" ترفع شعار التغيير على أسس وحدوية وتقدمية ؟! ، وكان رأيي إن ترك الحركة وتجاوزها وإهمالها على هذا النحو من قوى التغيير، سيحولها إلى "حركة جنوبية" صرفة ، مثلها مثل سابقاتها .
    وخلال تحالف الجبهة الإسلامية مع النظام في اللحظات الأخيرة قبل صافرة النهاية ، قويت شوكة حليفي اليوم : الجبهة الإسلامية والحركة الشعبية ، الأولى اقتصادياً وبين "القوى الحديثة" ، والثانية عسكرياً وبين دول القارة وما وراءها.
    على كل تلك أيام مضت .
    وتلك فرصة ضاعت كان يمكن أن تغير هذا السيناريو الذي استطال لعقدين من الزمن .
    ولكن لا معنى للبكاء الآن على اللبن المسكوب .
    الحركة الشعبية مرة أخرى
    الآن استقرت الكرة في ملعب الحركة الشعبية لتحرير السودان.
    وقد آن لها تخطو خطوتها التالية بأخذ زمام المبادرة لقيادة العمل الوطني في اتجاه الخروج بالسودان من أزمته الحالية ، وتهيئة المناخ الملائم لتشكيل حكومة توافق وطني ذات برنامج محدد تتوافق عليه كل القوى الوطنية ، يهدف إلى استخلاص السلطة من عصابة المؤتمر الوطني ، وبسط الحريات العامة ، والعمل على إطفاء بؤر التوترات الداخلية ، وتأمين أمن واستقرار البلاد ، تمهيداً لعقد مؤتمر دستوري تشارك فيه الأمة السودانية كلها وتتوافق عليه باستفتاء عام .
    لماذا الحركة الشعبية؟
    ربما يسأل البعض : ولماذا الحركة الشعبية لتحرير السودان بالذات؟.
    *أولاً لأن الحركة الشعبية الآن تعتبر من أقوى روافد الحركة السياسية على أرض الواقع ، وإن لم يكن الآن هذا مجال تعداد الأسباب الموضوعية لذلك ، وأظنها واضحة بهذا القدر أو ذاك ، لكل من يقرأ الواقع السياسي بتجرد.
    *ثانياً : "موقعها" الملتبس بين الحكومة والمعارضة يتيح لها ولقوى المعارضة هامشاً مرناً للحركة نحو التغيير ، إضافة إلى وثاق اتفاقية السلام الذي يقيدهما – هي والمؤتمر الوطني – بوثاق لا يستطيعان منه فكاكاً ، لأنه "مسوَّر" بضمانات دولية ، وفي هذا ضمانة لأن يظل مسار النزاع سياسياً وسلمياً.
    *ثالثاً : الحركة الآن هي التي تحكم الجنوب ، وواهم من ينكر بأن مفاتيح تقرير مصيره بعد عام سيكون بيدها ، وهي التي ستقرر ما إذا كان السودان سيظل على حاله كدولة بحدوده الحالية ، التي عُرف بها منذ ما يقارب القرنين من الزمان ، أم أن سينتقص ، وبالتالي فإن مستوى قناعتها أو اقتناعها – قيادة وقاعدة – بجدوى الوحدة ستكون مهمة لمن يعبأ أو يحرص على وحدة التراب السوداني .
    فما الذي يتوجب على الحركة الشعبية أن تفعله اليوم؟
    ما هو الدور الذي يجب تلعبه والخطوات التي تخطوها لتحقق الهدفين في آن واحد : تحقيق تطلعات الجنوبيون الذين تمثلهم ، وجماهير القوى السياسية والمدنية التي تقف الآن معها؟.
    ما الذي عليها أن تفعله ؟ ولماذا تفعله ؟
    وكيف تفعله؟
    هذا ما سنجيب عليه غداً.

    [email protected]

                  

12-08-2009, 11:55 AM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما اليوم التالي..للاثنين؟؟ (Re: عزالدين صغيرون)

    فوووق
                  

12-10-2009, 01:25 PM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما اليوم التالي..للاثنين؟؟ (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    يا رفاعي
    ما بتشعروا إنتو كسودانيين إننا محتاجين نبحث بجدية عن مخرج يكسر الحلقة المفرغة
    الدايرين فيها منذ الإستقلال إلى اليوم؟
    ديمقراطية عرجاء .. ثم إنقلاب عسكري يطيح بيها .. وبعد شوية ثورة شعبية
    تنجح الثورة .. فتقوم الأحزلب بسرقتها .. تحولها إلى لعبة مزايدات ومماحكات حزبية ..
    فيغترب الشعب عن اللعبة.. وينشغل بمطاردة لقمة العيش .. العلاج .. السكن ..السجم..الخ
    يجو العساكر تاني بانقلاب جديد
    دا شنو دا؟
    حد فيكم فاهم حاجة؟؟!!
                  

12-11-2009, 02:00 PM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما اليوم التالي..للاثنين؟؟ (Re: عزالدين صغيرون)

    في البوست الأول وكان بعنوان (ورقة سياسية) كنت بحاول أفتش على مخرج من هذا المأزق
    بس كانت المشكلة التي تواجهني هي عدم وجود قوة إجتماعية أو سياسية ثمثل رأس الرمح لقيادة هذه الحركة
    إلا أن مسيرة يوم الإثنين وأحداثها أطلقت في ذهني فكرة : لماذا لا تكون الحركة هي رأس الرمح؟؟.
    وهذا ما سأطرحه غداً ..
                  

12-12-2009, 02:02 AM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما اليوم التالي..للاثنين؟؟ (Re: عزالدين صغيرون)

    ما رأيكم في أن نبحث عن طرق أخرى ..
    وأن لا نكف عن البحث ..
    أم ألوهن .. خلاص إنتهى منكم؟؟
    عندي ليكم فكرة ليه ما تناقشوها .. أو حتى تفكروا فيها؟؟
    هل التفكير أصبح مشكلة إلى هذا الحد؟؟!!.
    مش إنتو يا مجاهدي الكيبورد عاوزين شرعية؟
    طيب الشرعية من أين تأتي؟
    كش من التفكير وهذا حقكم وواجبكم..
    تكتبون : أن الثورة ممكنة؟
    طيب كيف ممكن تكون ممكنة ؟
    يلا فكروا شوية يا شباب..
                  

12-12-2009, 11:48 AM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما اليوم التالي..للاثنين L2؟؟ (Re: عزالدين صغيرون)



    ما اليوم التالي ..للاثنين ؟!.(2)
    في المعادلة السياسية ثمة معقد خالٍ..فهل تشغله "الحركة" ؟.

    عزالدين صغيرون

    الثقل الجماهيري والتأييد اللذين حظيت بهما الحركة في مختلف مناطق السودان ، والذي تجلى بوضوح في التجاوب مع النداء الذي وجهته إلى القوى السياسية والمدنية ، يضعها أمام واقع جديد ومعطيات جديدة ، لابد أن تتعامل معهما ، فالسياسة في النهاية هي فن التعامل بمرونة مع متغيرات الواقع السياسي والإجتماعي ، ومع عدم إغفال دور القوى السياسية المتحالفة معها ، أو ما سميناها مجموعة جوبا ، إلا أن الحركة الشعبية كانت هي اللاعب الجديد في فريق المعارضة الشمالية ، وهذه أول مشاركة لها في عمل سياسي جماهيري مع الأحزاب الشمالية على مستوى الشارع ، وقد حضورها هذا لافتاً ، وعاملاً حاسماً.
    فواتير مستحقة على الحركة
    يجب أن يكون قادة الحركة في غاية من الذكاء في قراءتهم لهذه التجربة ، لأن هذا كفيل بأن يُكسبهم أراضٍ سياسية جديدة ، ويدفع بالحركة وأهدافها نحو أفق ما كان يخطر ببالهم ، وأزعم ، مؤكداً ، بأن البطل القومي الراحل القائد المؤسس جون قرنق لو كان حيَّاً الآن ، لعرف كيف يوظف هذه اللحظة التاريخية ، ولقرأ احتمالاتها المستقبلية بشكل جيد .
    والواقع أن أحداث يوم الاثنين بقدر ما فتحت آفاقاً جديدة أمام الحركة الشعبية ، بقدر ما طرحت تحديات نوعية جديدة أمام قيادتها ، وهذا ما سنحاول تبينه معاً هنا .
    *أولاً : لقد وضعت الأحداث الحركة وقيادتها أمام مسئوليات جديدة ، إذ أن التجاوب الذي قوبلت به دعوتها من سكان العاصمة الاتحادية بمختلف شرائحهم وألوانهم العرقية والثقافية والسياسية في تلاحم قوي وحميم ، يجب أن تعرف قيادة الحركة بأنه:
    * أولاً لم يكن مجانياً وإنما هو حول أهداف وطموحات هذه الجموع
    ، وبالتالي فإن على الحركة أن تلتزم بسداد فاتورة هذا التأييد
    والتجاوب معها والعمل على المضي بها إلى نهاياتها في برنامج
    هذه الجماهير. ،
    * ثانياً إن الذين خرجوا يكن دافعهم جميعاً "تقرير المصير" ، ولم
    تكن مشكلتهم "تقنيات" الاستفتاء ، ولا أظنني في حاجة لأن
    أخبرهم ماذا كانت تطلعاتهم الحقيقية ، فقد سمعوا الهتافات بآذانهم.
    وبالتالي فإن هذا مما يضاعف مسؤوليات الحركة للعمل على تحقيق أهداف وطموحات هؤلاء الذين لبوا نداءها وتجاوبوا معه بصدق .
    وطالما لم يكن الحشد جنوبياً فقط ، وإنما كانت القسمة فيه بينهم وبين إخوانهم وأخواتهم من الشماليين وغير الشماليين ، وإن ما كان يوحدهم يومها الهدف ، أو مجموعة الأهداف السياسية التي عبروا عنها في شكل شعارات وهتافات عفوية ، فإن هذا يفرض على قيادة الحركة أن تنصت جيداً لهذه الهتافات وتتجاوب معها ، فهذا هو ثمن استحقاقها للتأييد .
    فالشعوب لا تمنح تأييدها مجاناً ، وإنما مشروطاً .
    طريق العودة المسدود
    إذا فهم قادة الحركة هذا جيداً ، فإن له تبعاته التي تتطلب تغييراً في أجندتهم السياسية ، وأولها أن يرفعوا من سقف برنامجهم السياسي .
    إذ لا يعقل أن تستمر الحركة "جنوبية/جنوبية" ، لأن في هذا خيانة للمبادئ التي وضعها القائد المؤسس للحركة ، من ناحية .
    ولأن في هذا خيانة للواقع ومعطياته ، من ناحية أخرى.
    فقد تجاوزت الحركة هذا المربع منذ لحظة استقبال الزعيم الراحل في الخرطوم ، بعد حرب استطالت لأكثر من عقد استقبالاً يليق حقاً بالأبناء الأوفياء لوطنهم و أمتهم .
    لقد "حسبها" سياسيو الخرطوم ذات يوم بطريقة خاطئة ، حين لم يمدوا يدهم لجون قرنق ، لأن حساباتهم كانت ضيَّقة ، لم تتجاوز أفق أحزابهم الضيِّق ، بل وأفق أُسرهم الأضيق ، وأظنهم لا زالوا يفعلون ، أما أنتم فينبغي أن تستندوا على إرث جون قرنق الواسع بحجم السودان الجديد الذي كان يحلم به ، أليس هذا أبسط أشكال الوفاء لهذا القائد؟.
    على الحركة الآن أن تترك جانباً أجندتها القديمة ، بعد أن أصبحت هذه الأجندة تحت سقف ما هو متاح أمامها من أهداف ، كي لا تكرر خطأ ساسة الخرطوم ، إذ أنها لن تحقق ما هو دون المساهمة في خلق "نظام " سوداني جديد ، وأنتم الآن مؤهلون للعب هذا الدور ، كما أن الظروف الموضوعية مهيأة له .
    وإذا كان من المفترض أن تقود الحركة الوطنية في أي مجتمع طبقته الوسطى لما تتمتع به من مرونة تتسع لكل مكونات المجتمع العرقية والثقافية وشرائحه البرجوازية المتنوعة ، فإن سياسات الحكومات السودانية المتعاقبة أدت ، على هذا المستوى أو ذاك ، إلى تآكل هذه الطبقة ، مما خلق فراغاً سياسياً ملأته القوى الراديكالية يميناً ويساراً ، وبسيطرة الهوس الديني ، تم تغييب جناح الضغط اليساري من المشهد السياسي تماماً ، وعلى كلٍّ فإن هذه الردة المحافظة ليست امتيازا سودانياً خالصاً ، إذ شهدت حتى المجتمعات الغربية (الأوروأمريكية) هذا التمدد الإرتدادي.
    والآن تستطيع الحركة الشعبية ، وبرفع سقف رؤيتها السياسية أن تملأ هذا الفراغ لتطرح نفسها حزباً قومياً يحتل موقع الوسط ، إذ ليس في الساحة الآن بين هذه الأحزاب من هو مؤهل لإحتلال هذا الموقع الذي خلا برحيل إسماعيل الأزهري الذي شغله بقيادته الحزب الوطني الإتحادي للحظات ، ثم ، وفي لحظة التنافس الحزبي على مقعد السلطة تخلى عن هذا الموقع ليتحالف مع الطائفية ، وكان ذلك أمر مؤسف بحق .
    وهذا هو الطريق
    يجب أن تتحرر الحركة من هاجس أجندتها الجهوية في المقام الأول ، لعدة أسباب واعتبارات عملية ، إذا هي أرادت أن تخدم مصالح مواطنيها الجنوبيون ، ومن هذه الاعتبارات والأسباب :
    1/ إن "كرت" تقرير المصير هو الآن في جيب مواطنيها ، وبضمانات دولية ، ولذا يجب أن لا تقلق من هذا الجانب.
    2/ إن كسبها الذي استطاعت أن تحققه في مختلف مناطق السودان يجعلها لاعباً رئيسياً في مساحة أكبر مكن مساحة الجنوب المليئة بالتناقضات ، وبالتالي فان النخب التنويرية في الجنوب تستطيع أن تلعب دورها بشكل أكثر فعالية في إطار سودان كبير أكثر مما يمكن أن تحققه إذا هي انكفأت على المحلي الجنوبي وحده ، إذ سرعان ما ستجد نفسها منخرطة – لاشعورياً – في هذه الصراعات القلية والثقافية على السلطة والثروة .
    3/ إن عملية خلق أمة ودولة من الصفر أشق على الحركة ، خاصة في ظل ما وضح من تناقضات بين مكونات هذه الدولة المقترحة ، منذ الآن ، وهناك بين قيادات الحركة من أهل الإختصاص من يستطيع أن يقدم رؤية علمية موثوقة حول هذا .
    4/ خاصة إذا أضفنا إلى ذلك التعقيدات التي دائما ما تصاحب عملية إنفصال أي إقليم عن الدولة التي كان يشكل جزءً منها ، ونعني بها تعقيدات جغرافية على الأرض والحدود والموارد المتجدد منها وغير المتجدد ، وتعقيدات ديمغرافية ، وأخرى اقتصادية .
    خلاصة ما أريد أن أصل إليه هو : إن تحقيق تطلعات جماهير الجنوب ، تتطابق – ولا تتناقض – مع تطلعات جماهير الشعب السوداني شمالاً وغرباً وشرقاً ووسطاً – ولا أعرف لماذا لا يتحدث الناس عن الوسط المهمش كله - رغم أن السودان كله يأكل منذ أكثر من مائة عام مما يزرع ورغم هذا تنتشر فيه الأوبئة الفتاكة ويفتقر إلى الخدمات الصحية ويعاني أهله "الغبش" مثل بقية أهل السودان .
    وأن الحل لمشكلة الجنوب ، مثلما لبقية أقاليم السودان ، ليس في انفصاله عن السودان لتكوين دولته الصغيرة ، وإلا فإننا سنحقق ما يريده من يريدون محو السودان من خارطة العالم ، وإنما الحل في أن نجهد ونتعب ونناضل لإعادة هيكلة وطننا وفق أسس ودستور وقوانين ومؤسسات تضمن لنا وطناً قوياً .
    ماذا دهاكم جميعاً؟!
    *ما بالكم أيها السودانيون أليست فيكم نخوة ، وغيرة ، ورجولة على عرضكم ؟؟!!.
    أليست عندكم كرامة؟!.
    أتتخلون عن سودانكم؟!!
    حتماً غداً ستتخلون عن نسائكم وأطفالكم لأن الحيلة أعجزتكم !!.

    الحق أقول لكم .


    [email protected]
    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de