خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 08:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2009, 11:49 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    خطبة عيد الأضحى المبارك
    10 ذو الحجة 1430هـ الموافق 27 نوفمبر 2009م
    الخطبة الأولى
    اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ
    الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ، وبَعد-
    أَحْبَابِي فِي اللهِ وأخوانِي فِي الوَطَنِ العَزيزِ،
    بالأمس وقف الحُجَّاجُ فِي عرفاتٍ مؤدّينَ أهمَّ شعائرَ الحجِّ. الحجُّ رحلةٌ عباديةٌ لبيتِ اللهِ الحرامِ في مكةَ. وهدفه هو جمع العقول والقلوب على عقيدة التوحيد وحشد الموحدين حول بيت الله، إنه بيت رمزي كما أن شعائر الحج ترمز للمساواة بين المسلمين أمام الله، وترمز لإحياء قصة إبراهيم عليه السلام وزوجه هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام وما في القصة من عبر وعظات محملة بالمعاني والمعاناة امتثالا لأمر الله.
    ومنذ بداية الإسلام صار الوقوف بعرفة قمة شعائر الحج، وصار يومنا هذا عيدا لكل أهل القبلة، وسنت فيه الأضحية قربانا (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) . لذلك يجب خلو الأضاحي من العيوب إمتثالا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) وفي يوم العيد يتنادى المسلمون لصلاة محضورة، صلاة جامعة في مكان غير معتاد كمظاهرة إيمانية. والعيد مناسبة لتجديد العلاقات الإجتماعية بالتزاور، والتعافي، وتبادل الهدايا، وإدخال السرور على الأطفال في بهجة تعم كل الأجيال.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطني العزيز،
    من يتأمل حال وفود المسلمين للحج يدرك أنهم جميعا يقدسون القرآن تقديسا لا يماثله تقديس أية ملة أخرى لكتابها، وهم جميعا يحبون النبي محمد (ص) بحميمية منقطعة النظير بين أية جماعة وقدوتها. وهم يرتبطون بمرجعية أخلاقية واحدة ويمارسون شعائر عبادية متطابقة.. عوامل أورثتهم وجدانا مشتركا.
    هذا التوجه المتحد كون في الماضي كيانا سياسيا، وأمنيا، واقتصاديا واحدا ثم بعوامل التردي الذاتي، وعوامل الغزو الأجنبي تمزق الكيان السياسي فصار دولا توالى تفرقها حتى صارت اليوم أكثر من خمسين دولة.
    المسلم المعاصر تتقاسم ولاءه عدة دوائر منفردة ومتداخلة هي: دائرة قطرية تدير أمر الحكم والاقتصاد، ودائرة مذهبية تتحلق حولها الولاءات الدينية، ودائرة قومية تقوم على التراث القومي للشعوب، ودائرة قارية أفريقية، وآسيوية، وأوربية، وأمريكية، ودائرة عالمية تهيمن عليها ظاهرة العولمة.
    المفكرون المجددون الإسلاميون لا يرضون هذا التمزق ويسعون لبعث إسلامي يوحد المسلمين، ويحررهم من الهيمنة الأجنبية.
    البعث الإسلامي المنشود يتخذ اليوم أشكالا عديدة أهمها إثنان: بعث هو بمثابة قفزة للوراء لإحياء أنماط قديمة في الحكم والتشريع. وبعث هو بمثابة طفرة للأمام لإقامة أنماط في الحكم والتشريع توفق بين التأصيل والتحديث.
    ولكن البعث الإسلامي المتطلع للماضي، أو المتطلع للمستقبل يحرصان على تحرير المنطقة من الهيمنة الدولية ويسعيان لاستقلال الإرادة في إدارة الشأن الداخلي والخارجي. ولكن إقليم العالم الإسلامي يقع في منطقة ذات أهمية جيوسياسية خاصة وذات أهمية بتروسياسية بما يملك من مخزون للنفط في العالم.
    لقد كانت السيطرة على العالم العربي - أحد أركان الأمة الإسلامية- أحد أهم أسباب غرس إسرائيل كيانا متناقضا دينيا، وقوميا، وثقافيا، مع دول المنطقة لتقوم بدور استراتيجي في تحجيم أية نهضة وطنية، أو قومية، أو إسلامية في المنطقة.
    ومنذ حين تعددت محاولات تكريس الهيمنة على المنطقة بإفراغ دولها من أية نهضة قومية أو إسلامية لتصير جزءاً من منظمات بمسميات مثل الشرق الأوسط الجديد، والشرق الأوسط الكبير، واليورومتوسطية وكلها تعني توحيد المنطقة حول مصالح اقتصادية وجيوسياسية تضم دولها وإسرائيل في كيان إقليمي واحد. والمشروع الآخر لتدجين المنطقة هو تفتيت دولها على المستوى القاعدي على أساس إثني ومذهبي.
    إن مشروع التفتيت هذا سوف يمضي قدما ويتحقق ما لم تتمكن دول العالم الإسلامي من الاحتكام لقاعدة ديمقراطية في إدارة الحكم، وقاعدة تنمية اقتصادية عادلة، ومعادلة توازن لاحتواء التنوع الملي والمذهبي والإثني والثقافي.
    الدلائل اليوم تشير إلى أن الكيان القومي الفارسي في الأمة؛ عبر الثورة الإسلامية الإيرانية وما قد طرأ على المذهب الشيعي من تطور وما يرجى أن يجري في هذا الصدد، قد حرر إرادته ويتجه لبناء نهضة حديثة بمرجعية إسلامية.
    كذلك وبعد سبعين عاما من التوغل في أصولية علمانية يتجه الكيان القومي التركي نحو تجربة توفق بين الأصل والعصر.
    الحلقة الأضعف اليوم في كيان الأمة الإسلامية هي الكيان القومي العربي وهو الأكثر استهدافا بسبب الجوار الإسرائيلي وبسبب الوفرة النفطية. ولذلك فإنه الأكثر تعرضا لمشروعات التشظي التي ساعدتها السياسيات القطرية الخاطئة والاستبداد مما فتح منافذ للتدخل الأجنبي، وفي غيرها لبلوغ مقاصدها.
    لقد كانت فلسطين ولا زالت رأس الرمح في المشروع الإمبريالي في المنطقة. وفي العاشر من شهر نوفمبر الماضي عقد في عمان مؤتمر منتدى الوسطية العالمية السادس للنظر في استمرار مشروع تهويد القدس وخلق واقع سكاني جديد في الأرض المحتلة.
    وقد كان خطابنا في ذلك المؤتمر الجامع أن يتحد الموقف العربي على أساس:
    أولا: صرف النظر عن عملية السلام العبثية التي لم تحقق سوى تخدير الإرادة العربية وتمكين التوسع الإسرائيلي.
    ثانيا: توحيد الصف الفلسطيني حول أجندة من بندين هما: الصمود والمقاومة.
    ثالثا: تسخير كل الإمكانات العربية، والإسلامية لدعم الصمود والمقاومة.
    رابعا: توحيد الموقف العربي حول خطاب لأمريكا فحواه: أن تختار بوضوح الوقوف مع الحق السليب أو مع العدوان. ولكن هذا النوع من التصميم لا يمكن تحقيقه ما دامت الأمة العربية تعاني من الهشاشة التي كشفت عنها أحداث كثيرة وآخرها المباراة الحربية بين الفريق المصري والجزائري في أم درمان. هذا الحدث يوجب أمرين:
    الأول: تحقيق تجريه الجامعة العربية لبيان وتوثيق الحقائق التي طمس معالمها إعلام مضلل.
    الثاني: قيام منبر عربي مؤهل لدراسة الأزمات الداخلية والبينية التي جعلت حدثا عاديا- مباراة كرة بعيدة عن كأس العالم- تتحول من حجمها الطبيعي لتصير مباراة حربية يترتب عليها دخول بلدين ممتازين في الأسرة العربية، مصر الشقيقة الكبرى، والجزائر رمز الكفاح الوطني، في حرب باردة. لقد عبر الشاعر فاروق جويدة عن مشاعرنا بقصيدته التي جاء فيها:
    شهيد على صدر سيناء يبكي
    ويــدعو شهيدا بقلب الجزائر
    إذا الفجــر أصبح طيفا بعيدا
    تباع الدماء بسوق الحناجر
    لقد جمعتنا دماء القلوب
    فكيف افترقنا بهزل القدم؟

    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    عالمانا الإسلامي والعربي جزء لا يتجزأ من عالم الجنوب الذي يضم الدول الأفقر في العالم، يضم البليون فقيرا وفيه المفارقة أن 80% من سكان العالم يمكلون 20% من دخله بينما يملك 20% من أغنياء العالم 80% من دخله. لقد أدرك العالم الغني أن شعوب العالم الفقير سوف تفرخ الإرهاب، والهجرة غير القانونية، وإنتاج المخدرات، وغيرها مما سميناه أسلحة الضرار الشامل ولكنهم لا يتعاملون مع تنمية العالم الفقير بجدية، ففي عام 2000م نشرت الأمم المتحدة أهداف الألفية الجديدة بهدف القضاء على نصف نسبة الفقراء بحلول عام 2015م وبتخصيص 0.7% من دخل الدول الغنية لتنمية الدول الفقيرة، ولكن بعد مضي ثلثي الزمن لم يتحقق ذلك ما يدل على عدم جدية العالم الغني إذ أنهم عندما واجهوا الأزمة المالية العالمية في عام 2008م ضخوا في الاقتصاد حوالي 8 ترليون دولارا.
    صحيح العالم الفقير نفسه يساهم في تكريس البؤس بما فيه من حوكمة مستبدة وفاسدة تقهر الشعوب وتمتص دماءها.
    وقعت 141 دولة على معاهدة الأمم المتحدة ضد الفساد. المعاهدة مضت على ميثاق ضد الفساد وآلية محايدة للتحري عن التزام الدول بمبادئ الميثاق. وفي مؤتمر الدوحة عارضت كثير من الدول الفقيرة الإجراءات التي تجعل التقرير الذي يكتبه المتحرون شفافا وعلنيا. وأول ما تقوم به النظم الاستبدادية في بلدان مثل السودان هو تجريد مؤسسات المراجعة القانونية من إستقلالها وبالتالي من دورها في كشف المخالفات الحسابية المالية، لذلك أعلنت هيئة الشفافية الدولية في تقريرها أن السودان ثاني أكبر البلدان فسادا.
    كارثة أخرى سببها سلوك الدول الغنية وستدفع الدول الفقيرة ثمنها هي الاحتباس الحراري والتغيير المناخي. واتفقت الدول في عام 1997م في كيوتو باليابان على اتخاذ إجراءات معينة لسلامة البيئة ولكن بعد أكثر من 12 عاما لم تنفذ ما التزمت به. ومن المفارقات أن أمريكا وهي أكبر دولة وأكبر ملوث للبيئة رفضت التوقيع على معاهدة كيوتو.
    ولا بد أن يساهم العالم الغني بصورة واضحة في احتواء آثار الاحتباس الحراري في العالم الفقير وأهم ما ينبغي عمله هو تمويل المشروعات الآتية:
    1- بسط الغطاء النباتي في كافة مناطق العالم الفقير القابلة لذلك مما سيكون له أثر كبير في محاربة التصحر وفي امتصاص ثاني أوكسيد الكربون أحد أهم الغازات الدفيئة.
    2- تمكين هذه البلدان من استخدام الطاقة الشمسية في كافة الأغراض المنزلية، كالطبخ، والتسخين، والتبريد.
    3- إقامة الدفاعات ضد الفيضانات المتوقعة.
    لقد وجهت النرويج الدعوة لمؤتمر يعقد في ديسمبر القادم حول موضوع تغير المناخ وينبغي أن يسعى ممثلو الدول الفقيرة خاصة منظمات المجتمع المدني فيها لتبني المؤتمر مشروع نجدة للعالم الفقير من آثار الاحتباس الحراري. ومنذ عام كونا منظمة أهلية باسم المنظمة السودانية الشعبية لتغيير المناخ والبيئة وهي منظمة قومية يرجى أن تدافع عن هذا التعويض المستحق للدول الفقيرة.
    هذه المهام النهضوية العربية، الإسلامية، والعالم جنوبية، لن تتحقق ما لم تتبناها كتلة تاريخية فاعلة تجند قوى اجتماعية حية وتعمل لتحقيق الأهداف النهضوية في المجالات المختلفة.
    قال الشيخ الصالح عبد القادر الجيلاني: ليس الرجل من يستسلم للقدر، إنما الرجل من ينازع القدربالقدر. وقال فيلسوف الشعراء محمد إقبال: المؤمن الضعيف يحتج بقضاء الله وقدره، والمؤمن القوي يعتقد أنه هو قدر الله الذي لا يدفع.
    لا شك أنهما استمدا هذه الحكمة من قول البارئ جل وعلا (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) .
    استغفروا الله.

    الخطبة الثانية
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    اللهم إني أحمدك وأثني لك الحمد يا جليل الذات وياعظيم الكرم وأشكرك شكر عبد معترف بتقصيره في طاعتك ياذا الإحسان والنعم. وأسألك اللهم بحمدك القديم أن تصلي وتسلم على نبيك الكريم وآله ذوي القلب السليم. وأن تعلي لنا في رضائك الهمم وأن تغفرلنا جميع ما اقترفناه من الذنب واللمم.. آمين. أما بعد-
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    هنالك نزعة للتقليل من شأن السودان وأهله. قالوا السودان لا تاريخ له بل صنعه الفتح التركي كما قالوا عن أهل السودان مقولات تهوين كثيرة منها ما قاله المواطن السوداني عبد الله ضحية قال: أن تكون سودانيا معناه أن تكون تواكليا وكسولا وخاملا تعتقد أن العمل شيء مقدس لذلك لا تقترب منه ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد ما دام يمكن أن تؤخره إلى بعد غد، وهكذا. ومهما في السودان من تنوع ديني وثقافي وعرقي فإن في أهل السودان إنسانيات عرفها واعترف بها كل من تعامل معهم ألخصها في سبع خصال هي: الكرامة - الكرم- التسامح- الوفاء- الإقدام- المروءة- التدين.
    وعلى عكس ما يقال عن أن السودان بلا تاريخ مجيد ففيه خصوصية تاريخية نادرة قال المؤرخ الصقلي ديودورس: يجمع المؤرخون على أن السودانيين هم أول الخليقة من البشر، وأول من عبد الله، وأول من خط بالقلم. وأشار هوميروس شاعر اليونان التاريخي في الإلياذة لرحلة زيوس وسائر آلهة اليونان السنوية حجا لأرض السودان الذي خلا من اللوم أهله. واستمرت حضارة السودان الكوشية ثم المروية ألف عام أطول من أية حضارة إنسانية كلاسيكية. وله خصوصية دينية إذ دخلته المسيحية في أوائل عهدها سلميا ثم دخله الإسلام سلميا.
    وللسودان خصوصية في المرحلة الوسيطة في القرن التاسع عشر إذ كانت الشعوب تواجه المد الاستعماري والتطلع للتأصيل الإسلامي فشهد السودان على يد الدعوة المهدية أنجح حركة مواجهة للمد الاستعماري والتأصيل الإسلامي وحررت الدعوة العقيدة المهدية من قيود التسلسل النسبي ومن القيد الزماني لربطها بوظيفة الهداية والإحياء.
    وللسودان خصوصية في المرحلة الحديثة إذ حقق استقلالا كامل الدسم في عام 1956م وخاض انتفاضتين شعبيتين ضد نظامين دكتاتوريين في عامي 1964 و1985م. وهو اليوم يخوض تجربة فريدة في بناء السلام العادل الشامل عبر التفاوض والتحول الديمقراطي الكامل عبر آلية انتخابية.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز.
    إن تحديات بناء السلام والتحول الديمقراطي التي يواجهها السودان تحديات تواجهها كثير من الشعوب الأخرى ولكن الفرق هو أن نضال الشعب السوداني بوسائل العنف وبالوسائل المدنية وتجاوب ولاة الأمر معها قد جعلا هدفي السلام العادل الشامل عبر اتفاقية السلام والتحول الديمقراطي الكامل عبر الانتخابات العامة، جعلاهما في المتناول إذا استطاعت القوى السياسية والمدنية أن تحقق ما أبرم نظريا بصورة عملية وأن تتوافر استحقاقات هذه التطلعات.
    هنالك عثرات تواجه اتفاقية سلام نيفاشا أهمها:
    • الاختلاف حول الإحصاء.
    • رسم الحدود بين الشمال والجنوب.
    • قوانين التحول الديمقراطي لا سيما قانون الأمن القومي.
    • قانون الاستفتاء.
    • العثرات أمام تحكيم أبيي.
    • إستشارة سكان جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة.
    والمطلوب في هذا الصدد هو الإسراع بحسم الخلافات حول هذه القضايا والاتفاق على ما ينبغي عمله لترجيح الوحدة لدى عملية تقرير المصير وللاستعداد برؤية واضحة لجعل الانفصال إذا قررته الأغلبية الجنوبية أخويا في ظل علاقة خاصة بين دولتي السودان.
    كثير من الناس لا يدركون معنى الكبس الذي اخترناه رمزاً لحزبنا. الكبس والألوان الثلاثة في العلم رمز للسودان العريض.
    فألوان العلم الأسود والأحمر والأخضر ترمز لأقاليم السودان المختلفة في الغرب والشرق والشمال والوسط. أما الهلال فرمز الإسلام وأما الحربة فهي الحربة المقدسة لدى القبائل النيلية في الجنوب. هكذا كان تصميم العلم منذ أربعينات القرن العشرين.
    وهنالك أزمة دارفور التي لن يتحقق السلام الشامل العادل دون حسمها بالحق والعدل كما لن يكون التحول الديمقراطي ممكنا ما لم تشترك فيه دارفور مشاركة مجدية.
    وهنالك استحقاقات الانتخابات الحرة النزيهة الشرط الأساسي للتحول الديمقراطي.
    أقول:
    أولا: فيما يتعلق بعثرات اتفاقية السلام فإن لنا رؤى مدروسة للتصدي لها:
    • تجاوز الاختلافات حول الإحصاء يقوم على اخضاع الإجراءات الانتخابية لأرقام التسجيل مما يعني إعطاء عملية التسجيل أهمية خاصة كما سنوضح في إطار استحقاقات الانتخابات.
    • فيما يتعلق برسم الحدود ينبغي تسريع تقرير المفوضية المعنية وما يبقى من اختلافات تخضع لتحكيم قومي لدينا أقتراح بآليته.
    • قوانين التحول الديمقراطي ينبغي الإسراع بإجازتها وبماوءمتها للدتسور ولدينا إقتراح لتجاوز الاختلافات حول قانون الأمن القومي فالأمر الهام لا يتعلق فقط بصلاحيات الجهاز بل وبالضوابط العدالية المطلوبة لممارسة أية صلاحيات لكفالة حقوق الإنسان ولدينا في هذا المجال مقترحات محددة.
    • أهم عيب في نتائج تحكيم أبيي هو عدم أخذ مصالح الرعاة والمزارعين في الحسبان بتوفير الضوابط اللازمة لها ولتنمية المنطقة وهي عيوب يرجى التصدي لها عن طريق ملتقى جامع لسكان المنطقة للاتفاق على دليل لبناء السلام والتراضي في المنطقة.
    • أما مصير منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق فينبغي ان يخضع لرأي ممثلي المنطقتين المنتخبتين انتخابا حرا نزيها.
    • قانون الاستفتاء لا يخص الشريكين وحدهما وينبغي أن يكون لكافة أهل الجنوب الحق في تقرير المصير أما النسبة العددية للمشاركين فيمكن أن تكون مماثلة لنسبة التسجيل في الانتخابات العامة وتكون نسبة التصويت نصف الفرق بين ما ينادي به الشريكان. وقد إقترحنا أن يكون تقرير المصير عن طريق النواب المنتخبين وهو إجراء مماثل لكيفية تقرير مصير السودان نفسه في عام 1955م ومن ميزات هذا الأسلوب:
    - أنه يدمج عملية تقرير المصير في العملية الانتخابية وبذلك يوفر الأعباء المالية.
    - أنه يبسط إجراء تقرير المصير.
    - أنه أكثر مرونة ويسمح بإدخال خيار ثالث في تقرير المصير وهو الخيار الكنفدرالي.
    - أنه يفتح مجال تفاوض بين القوى المنتخبة في البلاد للاتفاق على أمر لم تشمله اتفاقية السلام وهو العلاقة الخاصة بين دولتي السودان في حالة الانفصال.
    ثانيا: دارفور: منذ بداية أزمة دارفور في عام 2002م رأينا أنها قابلة للاشتعال والتوسع ما لم يجري تداركها ببرنامج قومي فعال.
    ومنذ ذلك الحين حتى الآن تعقدت وتعمقت المشكلة. وبعد عدة لقاءات نظمناها للتشاور في 2002 و2003م، دعونا في نوفمبر 2005م كافة نشطاء دارفور في الأحزاب والمجتمع المدني لتوحيد الرؤية وإقترحنا عليهم إعلان مبادئ للحل، وقد خرج من ذلك اللقاء وثيقة دارفور.
    وفي اجتماع لاحق لهؤلاء اختيرت آلية قومية وجهت الدعوة لكافة منظمات دارفور المدنية في 16/6 و29/7 وأكتوبر 2009م، وهكذا تبلورت رؤية قومية للحل وآلية قومية للتنسيق.
    وفي مجال آخر كون مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي هيئة حكماء برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي قام وأعضاء الهيئة بأكثر المبادرات جدية وإحاطة وزودناهم برؤيتنا التي وجدت لديهم قبولا وترحيبا حارا.
    وفي شهر نوفمبر الجاري وجهت بالدوحة الدعوة لمنظمات المجتمع المدني الدارفوري بكل مقوماته وحضر معهم ممثلون لدول ومنظمات دولية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وبعد دراسة الموقف أصدروا توصيات تمثل في رأينا أكثر المساهمات إحاطة وجدية لحل مشكلة دارفور.
    وقد وجهت الدعوة لاجتماع استثنائي للمكتب السياسي لحزب الأمة في الثلاثين من هذا الشهر راجيا أن يدرس التوصيات وموصيا بدعمها لأنها لأول مرة:
    • تتجاوز الصيغة الثنائية للسعي من أجل الحل.
    • تتجاوز سقوف الاتفاقيات السابقة.
    • تحقق العدالة ومراعاة ضمان عدم الإفلات من العقوبة.
    • تتجاوب مع مطالب أهل الإقليم المشروعة.
    • تتضمن ترتيبات أمنية لضمان تنفيذ ما يتفق عليه.
    توصيات الدوحة تمثل الفرصة الأخيرة لإيجاد حل لهذه المأساة ويرجى من المؤتمر الوطني أن يقبلها دون تحفظ وكذلك أوجه النداء لكافة أبنائنا وبناتنا حاملي السلاح قبولها لنسرع الخطى لوضع حد لهذه المأساة على أن يتفق على تكوين آلية قومية لتنفيذها.
    صحيح أن مكتبنا السياسي، والمؤتمر الوطني، والقوى المسلحة والحركة الشعبية والقوى السياسية الأخرى. يمكن أن تضيف ما تراه ولكن جوهر التوصيات ينبغي قبوله.
    وينبغي الاتفاق على آلية موسعة للتفاوض وآلية قومية للتنفيذ.
    ثالثا: فيما يتعلق باستحقاقات الانتخابات ينبغي تجنب كل ما يجعلها انتخابات كرزائية معيبة ويكفل حريتها ونزاهتها.
    لقد بدأ التسجيل في أول نوفمبر ومع أننا نهنيء مفوضية الانتخابات على استقامة نهجها حتى الآن فقد ذكرنا لها ونؤكد أننا نرحب بمد التسجيل أسبوعا إضافيا ولكنه لا يكفي ويمكن مده لكافة ديسمبر مع تقصير فترة الطعون وتأخير الاقتراع لأواخر أبريل كما كان في انتخابات 1986م وهنالك عيوب أهمها:
    • اللجان الشعبية ليست محايدة ودورها ينبغي أن تقوم به لجان قومية تمثل القوى السياسية المتنافسة.
    • الرسميون يستغلون مناصبهم وهم حزبيون وإبعادهم عن التأثير على كافة مراحل الانتخابات واجب.
    • تسجيل القوات النظامية في مواقع عملهم مخالف للقانون وهو مدخل لإلزامهم بالتسجيل والتصويت لصالح الحزب الحاكم استخداما للانضاباط في غير مكانه. وتأكيدا لهذا الانحراف المخالف للديمقراطية أعلن قادتهم انحيازهم للمؤتمر الوطني. إن في هذا استمرارا لنهج الشمولية لا يتفق مع نزاهة وحرية الانتخابات نهج أفرز كثيرا من الممارسات الفاسدة.
    • الإعلام القومي ما زال مسكونا بالنهج الشمولي وينبغي أن يخضع لآلية قومية.
    لقد ظهرت أساليب فاسدة مثل تقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين مقابل التأييد السياسي أو تقديم الرشاوى وتقييد المواطنين بالقسم. هذه كلها إجراءات باطلة فالخدمات مستحقة للمواطنين كمواطنين لا كحزبيين، والقسم الذي يؤدى في هذه الحالة باطل وغير ملزم فأي قسم يقوم على رشوة أو إكراه باطل. وشهادة الزور بالتصويت للراشي وليس على أساس مصلحة البلاد والعباد مخالفة صريحة للأوامر الربانية.
    نحن أحرص الناس على هذه الانتخابات وعلى مرحلة التسجيل هذه ونناشد الكافة الإهتمام بالتسجيل كواجب وطني للحاق بالبلاد من التمزق، وديني لنفي التشويه عن دين الله. سيقدم حزبنا للقوى السياسية الأخرى مشروع ميثاق انتخابي يساهم في جودتها ونزاهتها.
    بعض القوى السياسية تلوح بمقاطعة الانتخابات. هذا سابق لأوانه فلا مجال لمثل هذا الموقف إلا إذا تأكد دون أدنى شك أنها طبخات لا انتخابات. ينبغي الاستعداد بكل الإمكانات للتسجيل والانتخابات وسوف نقرر الموقف منها على ضوء نزاهتها. والسؤال المشروع ما البديل للانتخابات؟ البديل هو استمرار أوضاع البلاد الحالية كما هي وهو مرفوض؛ أو القضاء على النظام بالانتفاضة الشعبية أو بأية وسيلة قهرية. لم يعد السودان كما كان ففيه الآن أكثر من خمسين تكوين مسلح ومسيس فصائل سوف تتدافع لفرض أجندتها السياسية إذا حدث انتقال غير سلمي للسلطة. وهذا فيه ما فيه من تشظي الوطن وفتح نوافذه لمزيد من التدخل الأجنبي والتدويل. (ينبغي الحرص على ما يكفل حريتها ونزاهتها).
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    إن القضايا المذكورة هنا سوف تعرقل الانتخابات وتقرير المصير وتدفع بالبلاد للمواجهات المفضية لحصاد الهشيم لا سيما والبلاد تواجه الآن مجاعة قادمة توجب سرعة الاستغاثة الدولية وإجراءات داخلية حازمة لمواجهة المجاعة وكذلك المحل لما أصاب المراعي من فقر والحفائر والآبار من ضمور.
    ونقول ليس لهذه الأمور من حل حزبي، ولا ثنائي، ولا يجدي معها اللجوء للأطراف الأجنبية ولا بديل لعقد ملتقى قمة سياسي نطرح فيه رؤانا وكذلك الآخرون لإيجاد مخارج قومية ناجزة للوطن.
    العناية الإلهية والوعي الوطني ربما تداركا السودان وألهما قواه السياسية الاعتراف بخطورة الموقف ودفع استحقاقات النجاة.
    اللهم يا جليلا ليس في الكون قهر لغيره، ويا كريما ليس في الكون يد لسواه، ولا إله إلا إياه. بحق الطواسين، والحواميمِِ، والقافات، والسبع المنجيات، وآل يس، وخواتم آل عمران خذ بيد السودان وأهله واحمهم من كل فتنة وغمة. اللهم أنت تعلم بشعبنا ومعاناته فواله بلطفك يا لطيف واجعل له من كل هم أصبح أو أمسى به فرجا ومخرجا. (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) . (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) . يا مغيث أغثنا ويا نورا بالتقوى نورنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    اللهم بارك لنا في عيدنا وبارك لنا في شمالنا، وجنوبنا، وشرقنا، وغربنا. وأرحمنا وأرحم آباءنا وامهاتنا، وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا، ووفقنا للتعافي والتصافي، واجعل لنا من أمرنا رشدا.
    إن للحق قوة ذات حد من شباة الردى أدق وأمضى
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
                  

11-27-2009, 12:08 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    البعث الإسلامي المنشود يتخذ اليوم أشكالا عديدة أهمها إثنان: بعث هو بمثابة قفزة للوراء لإحياء أنماط قديمة في الحكم والتشريع. وبعث هو بمثابة طفرة للأمام لإقامة أنماط في الحكم والتشريع توفق بين التأصيل والتحديث.
    ولكن البعث الإسلامي المتطلع للماضي، أو المتطلع للمستقبل يحرصان على تحرير المنطقة من الهيمنة الدولية ويسعيان لاستقلال الإرادة في إدارة الشأن الداخلي والخارجي. ولكن إقليم العالم الإسلامي يقع في منطقة ذات أهمية جيوسياسية خاصة وذات أهمية بتروسياسية بما يملك من مخزون للنفط في العالم.
    لقد كانت السيطرة على العالم العربي - أحد أركان الأمة الإسلامية- أحد أهم أسباب غرس إسرائيل كيانا متناقضا دينيا، وقوميا، وثقافيا، مع دول المنطقة لتقوم بدور استراتيجي في تحجيم أية نهضة وطنية، أو قومية، أو إسلامية في المنطقة.
    ومنذ حين تعددت محاولات تكريس الهيمنة على المنطقة بإفراغ دولها من أية نهضة قومية أو إسلامية لتصير جزءاً من منظمات بمسميات مثل الشرق الأوسط الجديد، والشرق الأوسط الكبير، واليورومتوسطية وكلها تعني توحيد المنطقة حول مصالح اقتصادية وجيوسياسية تضم دولها وإسرائيل في كيان إقليمي واحد. والمشروع الآخر لتدجين المنطقة هو تفتيت دولها على المستوى القاعدي على أساس إثني ومذهبي.
    إن مشروع التفتيت هذا سوف يمضي قدما ويتحقق ما لم تتمكن دول العالم الإسلامي من الاحتكام لقاعدة ديمقراطية في إدارة الحكم، وقاعدة تنمية اقتصادية عادلة، ومعادلة توازن لاحتواء التنوع الملي والمذهبي والإثني والثقافي.
                  

12-02-2009, 09:35 AM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    البعث الإسلامي المنشود يتخذ اليوم أشكالا عديدة أهمها إثنان: بعث هو بمثابة قفزة للوراء لإحياء أنماط قديمة في الحكم والتشريع. وبعث هو بمثابة طفرة للأمام لإقامة أنماط في الحكم والتشريع توفق بين التأصيل والتحديث

    من الذين استمتعوا بالخطبة مباشرة

    يا حبيب في خروج من النص كتير ضحك له كل الاحباب أرجو ان تكمل بوستك بالجو المحيط
                  

11-27-2009, 01:09 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: هنالك عثرات تواجه اتفاقية سلام نيفاشا أهمها:
    • الاختلاف حول الإحصاء.
    • رسم الحدود بين الشمال والجنوب.
    • قوانين التحول الديمقراطي لا سيما قانون الأمن القومي.
    • قانون الاستفتاء.
    • العثرات أمام تحكيم أبيي.
    • إستشارة سكان جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة.
    والمطلوب في هذا الصدد هو الإسراع بحسم الخلافات حول هذه القضايا والاتفاق على ما ينبغي عمله لترجيح الوحدة لدى عملية تقرير المصير وللاستعداد برؤية واضحة لجعل الانفصال إذا قررته الأغلبية الجنوبية أخويا في ظل علاقة خاصة بين دولتي السودان.
    كثير من الناس لا يدركون معنى الكبس الذي اخترناه رمزاً لحزبنا. الكبس والألوان الثلاثة في العلم رمز للسودان العريض.
    فألوان العلم الأسود والأحمر والأخضر ترمز لأقاليم السودان المختلفة في الغرب والشرق والشمال والوسط. أما الهلال فرمز الإسلام وأما الحربة فهي الحربة المقدسة لدى القبائل النيلية في الجنوب. هكذا كان تصميم العلم منذ أربعينات القرن العشرين.
    وهنالك أزمة دارفور التي لن يتحقق السلام الشامل العادل دون حسمها بالحق والعدل كما لن يكون التحول الديمقراطي ممكنا ما لم تشترك فيه دارفور مشاركة مجدية.
    وهنالك استحقاقات الانتخابات الحرة النزيهة الشرط الأساسي للتحول الديمقراطي.
    أقول:
    أولا: فيما يتعلق بعثرات اتفاقية السلام فإن لنا رؤى مدروسة للتصدي لها:
    • تجاوز الاختلافات حول الإحصاء يقوم على اخضاع الإجراءات الانتخابية لأرقام التسجيل مما يعني إعطاء عملية التسجيل أهمية خاصة كما سنوضح في إطار استحقاقات الانتخابات.
    • فيما يتعلق برسم الحدود ينبغي تسريع تقرير المفوضية المعنية وما يبقى من اختلافات تخضع لتحكيم قومي لدينا أقتراح بآليته.
    • قوانين التحول الديمقراطي ينبغي الإسراع بإجازتها وبماوءمتها للدتسور ولدينا إقتراح لتجاوز الاختلافات حول قانون الأمن القومي فالأمر الهام لا يتعلق فقط بصلاحيات الجهاز بل وبالضوابط العدالية المطلوبة لممارسة أية صلاحيات لكفالة حقوق الإنسان ولدينا في هذا المجال مقترحات محددة.
    • أهم عيب في نتائج تحكيم أبيي هو عدم أخذ مصالح الرعاة والمزارعين في الحسبان بتوفير الضوابط اللازمة لها ولتنمية المنطقة وهي عيوب يرجى التصدي لها عن طريق ملتقى جامع لسكان المنطقة للاتفاق على دليل لبناء السلام والتراضي في المنطقة.
    • أما مصير منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق فينبغي ان يخضع لرأي ممثلي المنطقتين المنتخبتين انتخابا حرا نزيها.
    • قانون الاستفتاء لا يخص الشريكين وحدهما وينبغي أن يكون لكافة أهل الجنوب الحق في تقرير المصير أما النسبة العددية للمشاركين فيمكن أن تكون مماثلة لنسبة التسجيل في الانتخابات العامة وتكون نسبة التصويت نصف الفرق بين ما ينادي به الشريكان. وقد إقترحنا أن يكون تقرير المصير عن طريق النواب المنتخبين وهو إجراء مماثل لكيفية تقرير مصير السودان نفسه في عام 1955م ومن ميزات هذا الأسلوب:
    - أنه يدمج عملية تقرير المصير في العملية الانتخابية وبذلك يوفر الأعباء المالية.
    - أنه يبسط إجراء تقرير المصير.
    - أنه أكثر مرونة ويسمح بإدخال خيار ثالث في تقرير المصير وهو الخيار الكنفدرالي.
    - أنه يفتح مجال تفاوض بين القوى المنتخبة في البلاد للاتفاق على أمر لم تشمله اتفاقية السلام وهو العلاقة الخاصة بين دولتي السودان في حالة الانفصال.
    ثانيا: دارفور: منذ بداية أزمة دارفور في عام 2002م رأينا أنها قابلة للاشتعال والتوسع ما لم يجري تداركها ببرنامج قومي فعال.
    ومنذ ذلك الحين حتى الآن تعقدت وتعمقت المشكلة. وبعد عدة لقاءات نظمناها للتشاور في 2002 و2003م، دعونا في نوفمبر 2005م كافة نشطاء دارفور في الأحزاب والمجتمع المدني لتوحيد الرؤية وإقترحنا عليهم إعلان مبادئ للحل، وقد خرج من ذلك اللقاء وثيقة دارفور.
    وفي اجتماع لاحق لهؤلاء اختيرت آلية قومية وجهت الدعوة لكافة منظمات دارفور المدنية في 16/6 و29/7 وأكتوبر 2009م، وهكذا تبلورت رؤية قومية للحل وآلية قومية للتنسيق.
    وفي مجال آخر كون مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي هيئة حكماء برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي قام وأعضاء الهيئة بأكثر المبادرات جدية وإحاطة وزودناهم برؤيتنا التي وجدت لديهم قبولا وترحيبا حارا.
    وفي شهر نوفمبر الجاري وجهت بالدوحة الدعوة لمنظمات المجتمع المدني الدارفوري بكل مقوماته وحضر معهم ممثلون لدول ومنظمات دولية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وبعد دراسة الموقف أصدروا توصيات تمثل في رأينا أكثر المساهمات إحاطة وجدية لحل مشكلة دارفور.
    وقد وجهت الدعوة لاجتماع استثنائي للمكتب السياسي لحزب الأمة في الثلاثين من هذا الشهر راجيا أن يدرس التوصيات وموصيا بدعمها لأنها لأول مرة:
    • تتجاوز الصيغة الثنائية للسعي من أجل الحل.
    • تتجاوز سقوف الاتفاقيات السابقة.
    • تحقق العدالة ومراعاة ضمان عدم الإفلات من العقوبة.
    • تتجاوب مع مطالب أهل الإقليم المشروعة.
    • تتضمن ترتيبات أمنية لضمان تنفيذ ما يتفق عليه.
    توصيات الدوحة تمثل الفرصة الأخيرة لإيجاد حل لهذه المأساة ويرجى من المؤتمر الوطني أن يقبلها دون تحفظ وكذلك أوجه النداء لكافة أبنائنا وبناتنا حاملي السلاح قبولها لنسرع الخطى لوضع حد لهذه المأساة على أن يتفق على تكوين آلية قومية لتنفيذها.
    صحيح أن مكتبنا السياسي، والمؤتمر الوطني، والقوى المسلحة والحركة الشعبية والقوى السياسية الأخرى. يمكن أن تضيف ما تراه ولكن جوهر التوصيات ينبغي قبوله.
    وينبغي الاتفاق على آلية موسعة للتفاوض وآلية قومية للتنفيذ.
    ثالثا: فيما يتعلق باستحقاقات الانتخابات ينبغي تجنب كل ما يجعلها انتخابات كرزائية معيبة ويكفل حريتها ونزاهتها.
    لقد بدأ التسجيل في أول نوفمبر ومع أننا نهنيء مفوضية الانتخابات على استقامة نهجها حتى الآن فقد ذكرنا لها ونؤكد أننا نرحب بمد التسجيل أسبوعا إضافيا ولكنه لا يكفي ويمكن مده لكافة ديسمبر مع تقصير فترة الطعون وتأخير الاقتراع لأواخر أبريل كما كان في انتخابات 1986م وهنالك عيوب أهمها:
    • اللجان الشعبية ليست محايدة ودورها ينبغي أن تقوم به لجان قومية تمثل القوى السياسية المتنافسة.
    • الرسميون يستغلون مناصبهم وهم حزبيون وإبعادهم عن التأثير على كافة مراحل الانتخابات واجب.
    • تسجيل القوات النظامية في مواقع عملهم مخالف للقانون وهو مدخل لإلزامهم بالتسجيل والتصويت لصالح الحزب الحاكم استخداما للانضاباط في غير مكانه. وتأكيدا لهذا الانحراف المخالف للديمقراطية أعلن قادتهم انحيازهم للمؤتمر الوطني. إن في هذا استمرارا لنهج الشمولية لا يتفق مع نزاهة وحرية الانتخابات نهج أفرز كثيرا من الممارسات الفاسدة.
    • الإعلام القومي ما زال مسكونا بالنهج الشمولي وينبغي أن يخضع لآلية قومية.
    لقد ظهرت أساليب فاسدة مثل تقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين مقابل التأييد السياسي أو تقديم الرشاوى وتقييد المواطنين بالقسم. هذه كلها إجراءات باطلة فالخدمات مستحقة للمواطنين كمواطنين لا كحزبيين، والقسم الذي يؤدى في هذه الحالة باطل وغير ملزم فأي قسم يقوم على رشوة أو إكراه باطل. وشهادة الزور بالتصويت للراشي وليس على أساس مصلحة البلاد والعباد مخالفة صريحة للأوامر الربانية.
    نحن أحرص الناس على هذه الانتخابات وعلى مرحلة التسجيل هذه ونناشد الكافة الإهتمام بالتسجيل كواجب وطني للحاق بالبلاد من التمزق، وديني لنفي التشويه عن دين الله. سيقدم حزبنا للقوى السياسية الأخرى مشروع ميثاق انتخابي يساهم في جودتها ونزاهتها.
    بعض القوى السياسية تلوح بمقاطعة الانتخابات. هذا سابق لأوانه فلا مجال لمثل هذا الموقف إلا إذا تأكد دون أدنى شك أنها طبخات لا انتخابات. ينبغي الاستعداد بكل الإمكانات للتسجيل والانتخابات وسوف نقرر الموقف منها على ضوء نزاهتها. والسؤال المشروع ما البديل للانتخابات؟ البديل هو استمرار أوضاع البلاد الحالية كما هي وهو مرفوض؛ أو القضاء على النظام بالانتفاضة الشعبية أو بأية وسيلة قهرية. لم يعد السودان كما كان ففيه الآن أكثر من خمسين تكوين مسلح ومسيس فصائل سوف تتدافع لفرض أجندتها السياسية إذا حدث انتقال غير سلمي للسلطة. وهذا فيه ما فيه من تشظي الوطن وفتح نوافذه لمزيد من التدخل الأجنبي والتدويل. (ينبغي الحرص على ما يكفل حريتها ونزاهتها).
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
    إن القضايا المذكورة هنا سوف تعرقل الانتخابات وتقرير المصير وتدفع بالبلاد للمواجهات المفضية لحصاد الهشيم لا سيما والبلاد تواجه الآن مجاعة قادمة توجب سرعة الاستغاثة الدولية وإجراءات داخلية حازمة لمواجهة المجاعة وكذلك المحل لما أصاب المراعي من فقر والحفائر والآبار من ضمور.
    ونقول ليس لهذه الأمور من حل حزبي، ولا ثنائي، ولا يجدي معها اللجوء للأطراف الأجنبية ولا بديل لعقد ملتقى قمة سياسي نطرح فيه رؤانا وكذلك الآخرون لإيجاد مخارج قومية ناجزة للوطن.
    العناية الإلهية والوعي الوطني ربما تداركا السودان وألهما قواه السياسية الاعتراف بخطورة الموقف ودفع استحقاقات النجاة.
    اللهم يا جليلا ليس في الكون قهر لغيره، ويا كريما ليس في الكون يد لسواه، ولا إله إلا إياه. بحق الطواسين، والحواميمِِ، والقافات، والسبع المنجيات، وآل يس، وخواتم آل عمران خذ بيد السودان وأهله واحمهم من كل فتنة وغمة. اللهم أنت تعلم بشعبنا ومعاناته فواله بلطفك يا لطيف واجعل له من كل هم أصبح أو أمسى به فرجا ومخرجا. (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) . (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) . يا مغيث أغثنا ويا نورا بالتقوى نورنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    اللهم بارك لنا في عيدنا وبارك لنا في شمالنا، وجنوبنا، وشرقنا، وغربنا. وأرحمنا وأرحم آباءنا وامهاتنا، وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا، ووفقنا للتعافي والتصافي، واجعل لنا من أمرنا رشدا.
    إن للحق قوة ذات حد من شباة الردى أدق وأمضى
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
                  

11-27-2009, 01:34 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    .
                  

11-28-2009, 05:40 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ..
                  

12-02-2009, 09:21 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    لقد كانت فلسطين ولا زالت رأس الرمح في المشروع الإمبريالي في المنطقة. وفي العاشر من شهر نوفمبر الماضي عقد في عمان مؤتمر منتدى الوسطية العالمية السادس للنظر في استمرار مشروع تهويد القدس وخلق واقع سكاني جديد في الأرض المحتلة.
    وقد كان خطابنا في ذلك المؤتمر الجامع أن يتحد الموقف العربي على أساس:
    أولا: صرف النظر عن عملية السلام العبثية التي لم تحقق سوى تخدير الإرادة العربية وتمكين التوسع الإسرائيلي.
    ثانيا: توحيد الصف الفلسطيني حول أجندة من بندين هما: الصمود والمقاومة.
    ثالثا: تسخير كل الإمكانات العربية، والإسلامية لدعم الصمود والمقاومة.
    رابعا: توحيد الموقف العربي حول خطاب لأمريكا فحواه: أن تختار بوضوح الوقوف مع الحق السليب أو مع العدوان. ولكن هذا النوع من التصميم لا يمكن تحقيقه ما دامت الأمة العربية تعاني من الهشاشة التي كشفت عنها أحداث كثيرة وآخرها المباراة الحربية بين الفريق المصري والجزائري في أم درمان. هذا الحدث يوجب أمرين:
    الأول: تحقيق تجريه الجامعة العربية لبيان وتوثيق الحقائق التي طمس معالمها إعلام مضلل.
    الثاني: قيام منبر عربي مؤهل لدراسة الأزمات الداخلية والبينية التي جعلت حدثا عاديا- مباراة كرة بعيدة عن كأس العالم- تتحول من حجمها الطبيعي لتصير مباراة حربية يترتب عليها دخول بلدين ممتازين في الأسرة العربية، مصر الشقيقة الكبرى، والجزائر رمز الكفاح الوطني، في حرب باردة. لقد عبر الشاعر فاروق جويدة عن مشاعرنا بقصيدته التي جاء فيها:
    شهيد على صدر سيناء يبكي
    ويــدعو شهيدا بقلب الجزائر
    إذا الفجــر أصبح طيفا بعيدا
    تباع الدماء بسوق الحناجر
    لقد جمعتنا دماء القلوب
    فكيف افترقنا بهزل القدم؟
                  

12-02-2009, 09:23 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de