لـوحة عـلى النـافِـذة .. !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2009, 01:45 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لـوحة عـلى النـافِـذة .. !

    [1]
    قلبي يجرُّ أحلاماً أعرفها وتعرفني ، ونهاراً أسود يَمضغ أُمنياتي في كل يـوم وما زال يتخبط ، أقفُ الآن متكئاً خلف نافذتي وعند كل مساء بجـواري بعضُ أمنياتٍ مُنتشرة على سَاحات القَلب وكماً من الآلام تمددت على أرصفة الروح تُغَني .
    - حسناً ؛ إنه وقتُ التأمل ..
    أنظرُ لساعتي أجد أن وقت حضورها قد حان .
    أنظرُ صوب نافذتها فأجدها مازالت غارقةً في ظلام دامِس ، يُدب القلق بداخلي كثيراً ، تزداد خفقات القلب ، إذ لم يتأخر ظلها عن حضوره أبداً .!
                  

11-25-2009, 01:50 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    [2]
    آه تذكرت ساعتي لازال وقتها مُتَقدماً بدقيقتين أو ثلاث ، ستأتي إذاً يا صاحبة الظِل الليلي الجميل تَحملين الضوء في عينيك ، وتدهشين القمر الحـزين.
    تأتي كما الشمس في الصباحيات الشتوية تغمرُ الأرض بالدفء يأتي ظِلها تغمره النشوة ليلاً ، يأتي في موعده دائماً ، التاسعة مساءً ، كانت تُشرع أبواب النافذة قبل أن تفتح أضواء غرفتها
    كأنها تعلم بوجودنا ، أنـا و أمنياتي تقفُ بجواري والقمر الحزين الذي لم يكُن في حضرة ظلها سوى قطعة رمزية تزيِّن اللوحة خارج إطار النافذة .
    أراقب ظِلها المنعكس على ستارةِ النافذة ناصعة البياض ، أراه بوضوح.
    الآن يَرتمي ظِلها مستقيماً يهمسُ للأشياء من حوله ، الطاولة ، أوراق الدراسة ، الكُرسِّي ، إكليل الورد على حافة العين حيثُ تكتمل تفاصيل لـوحَتي الظلِّية .
    يَتعرجُ ظِلها عند وصوله لستار النافذة يَبدوا جميلاً مشهده وهو يقاوم حِدة الأضواء المُنبعثة بقوة
    . كانت عند كل مساء تفتح نافذة غرفتها ، لكنها لم تُسدل ستارها الأبيض أبدا ؛ هذا الستار لم يُسدل إلا في فصل الصيف مرةً وفي أحلامي السعيدة قديماً مرةً أو مرتين تقريباً .
    تكون الساعة التاسعة وسبع دقائق على حسب توقيت ساعتي حينما يبدأ مُقدم برنامج (العُشَاقْ هـذا المَسـاء) في النعيق على مذياع حُجرتها ، يأتيني نعيقه عبر نافذتها صاخباً ليبدد نشوتي وتأملي .. فأتذمر ..
    - تباً ؛ هذا الصوت يُفسد "لوحتي" دائماً !
    تبدأ اللوحة في النعاس أمـام عيني كلّما ظَل ذلك الوغد يُثرثر بصوته الكئيب على سماعة المذياع ، يَكون ظِلها قد ملّ حديث العشق بسبب الصوت النشاز .
    يَتحرك ظلها يَجول حـول غرفتها ، يفصحُ عن كآبة عشاق المذياع في هذا المساء ، أراها تُحركُ يَدها ، يَدها تحدِثُ فمها الآن ، يدُور بينهما حديث قصير ، يبدوا أنها تتثاءب ، لا لم يحن وقت النوم بعـد ، أقول باستياء ..
    يذبل أكليل الورد بجوارها إذ لم يزل ذلك الوغد على المذياع يثرثر ، تَجلس هَي على الكرسيِّ ، تتأرجح ، يتدلى شعرهـا ، ينساب خطوطاً سوداء على سطح ستارتها البيضاء ، ثم ظلها يتحرك .. ببطء .. ببطء جميل ..
                  

11-25-2009, 01:56 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    [3]
    أكون أنـا مشدوهاً لبُرهة ..
    واقفاً خلف نافذتي ، بجـواري بعضُ أمنياتٍ مُنتشرة على سَاحة القَلب وكماً من الآلام تمددت على أرصفة الروح تُغَني .
    الآن هـاهي صاحبة الظل الجميل تستعيد حيويتها لمُجَرد أن يختم ذلك المذيع نَعيقه بـجملته الفضلى في البرنامج:
    - نستمع الآن إلى أغنية المساء ثم نعود لنستقبل اتصالاتكم ..
    - أتنفسُ الصعداء . ثم أبتسم على نافذتي .. وأرى ابتسامتها تزينُ لوحتي .. فتعاودني نشوتي ..
    هاهي لوحتي تعاود الشروق إذاً..
    أراها في أبهى حُللها الآن ..
    أرى ظلها بوضوح ، تنهض ، تُحرك الكُرسي ، تَبحثُ عن مساحة ، تطوّحُ رأسها بحركةٍ شبه دائرية ، تنشرُ شعرها خطوطاً سوداء على أطراف اللوحة ، أراها وقد طوَّت باقة معطفها ببطء وأهدته للكُرسي ثم زادت من مستوى صوت المذياع درجة ؛ الموسيقى في هذا الشتاء دافئة تُخفف عبء النار ، والأوتار مضبوطة ومُحكمة على درجة الدفء الذي نحتاجه ذات شتاء وذات عواصف قلبية ،
    أرى ظِلها بوضوح ، وصوت موسيقى المذياع يأتيني عالياً .
    يا للهول ؛ إنها ترقص ، والرقص في هذا المساء يقيكِ شر الحُزن ، الحُزن لابُد أنه كائن ضخم كان يعبث في الدواخل لكنه يوشك اليوم على الانقراض .
    إكليل الورد بجانبها يتلألأ ، تتفتح الأزهار عند غرفتها في المساء لكأنها سقيت بماء موسيقى المذياع العذبة .
    مشدوه أنا أراقب في صمت . وظِلها يرقُص على أنغام موسيقى المساء خلف ستارة بيضاء ناصعة لم تُسدل إلا في أيـام الصيف وفي أحلامي السعيدة قديماً مرةً أو مرتين ..
    يا إلهي .. لوحتي" على النافذة تفصح عن معانيها اليـوم ، الإضاءة خافتة ، وكُلٌ بألوان الظلال ، أقفُ أنا خلف نافذتي وبجواري أمنياتي المبعثرة على أرصفة القلب وبيدي فنجاناً يزيد من ضغط سريان العشق في دمي !
    قلم الرصاص تَحت طاولتي ، تناولته مسرعاً لأكتب على جدران "الغرفة" الذي تصدع وأمتلأ من كثرة ملاحظاتي المسائية عن اللوحة ..
    - " مساء الجمعة الساعة التاسعة والصف كانت لوحتي ترقُص !".
    ثُم أضحكُ بصوت عـالٍ ، أسخرُ من نفسي ، أنا الشخص الذي يؤرخ أيامه بحركات ظِلها عند المساء .
    الآن أتمنى ان تُصبح كُل الأيام يوم الجمعة . لكن قلبي يَجرُّ كماً من الأُمنيات تَعرفني وأعرفهـا ، وليلُ أعمى يَبتلعُ أحلامي في كُل يـوم ومَازال يَتخبط حتى بزوغ الفجر ..!
                  

11-25-2009, 02:01 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

                  

11-25-2009, 02:05 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    ــــ
    - القصة سبق أن نشرتها تحت عنوان آخر ، وأعيد نشرها هذه المرة بعد إضافة بعض التعديلات وتحت عنوان جديد .
    - اللوحة من أعمال الفنان التشكيلي الفرنسي ديلفن انجوراس.
                  

11-26-2009, 00:19 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    -
                  

11-28-2009, 11:12 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    مزيداً من القراءة
                  

12-16-2009, 07:32 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de