|
|
 العملاق الهادي حامد وقناة الشروق وأغنية العوبا ( مقال للأستاذ / يوسف يعقوب )
|
التحية والمودة لكم جميعاً أيها الأحباب
-------------------------
* وددت أن أقدم لكم معلومة هامة وضرورية عن أغنية أهل الجبل الحماسية الشهيرة ( أغنية العوبة ) والسبب الذي دفعني لتقديم هذه المعلومة ،هو برنامج سّرالغناء / بفضائية الشروق ،،حيث إستضاف البرنامج الأخ الصديق الفنان / الهادي حامد ،،والغرض من البرنامج أن يوضح أويكشف للناس سر أغنية معينة ، وقصة تأليفها وكل الأسباب والظروف التي أحاطت (بولادة تلك الأغنية ) .
*سأل مقدم البرنامج /معتصم محمد الحسن ،الأستاذ الهادي حامد عن سِّرتأليف أغنية العوبة ،،أى قصة الأغنية / ولكن الأخ الهادي لم يذكر له قصة الأغنية / أى سِرَها ،، وتحدث فقط عن الجوانب الفنية ،،مثل اللحن كان رائعاً ،،وفي لحنها نقلة من سلم إلى سلم آخر مختلف ،، وهذا يعتبر عبقرية فى اللحن لشخص غير دارس للموسيقى ،،ويقصد مؤلفة وملحنة الأغنية ،الوالدة/ الحاجة بت حسين / رحمها الله وأسكنها فسيح جناته .
*وأنا لا ألوِّم ولا أعاتب الأخ الصديق ،الهادي حامد
فهو لايعرف القصة الحقيقية لتأليف هذه الأغنية .
وبما أن َّالمعلومة كانت ناقصة ، فلابد من توضيحها حتى لايغفلها التاريخ بسبب تقصيرنا وتهاوننا ، وبالتالي تضيع الحقيقة على الأجيال الجديدة والقادمة ،ونحن معروفون بالتوثيق الشفاهي ،،لا ندون ولانسجل حاجاتنا ، حتى تاريخ السودان كتبه مؤرخون غير سودانيين . ،،وخاصةً هذا توثيق هام للأغنية السودانية ،،وتحديداً لأغنيات الحقيبة والأغنيات الشعبية الحماسية المعروفة ،،أي عيون الغناء السوداني .
** الأغنية كما هو معروف مؤلفتها وملحنتها هى
( الحاجة بت حسين ود حامد ود عبد العدل ) الخشمابية ،، وكل الخشماب شعراء ،،وقد أكد ذلك الشاعرالمبدع/ محي الدين الفاتح ،عبر تلفزيون السودان ،وذكر سبب علاقته بالشعروأن كل أهل "طابت" شعراء لأنَّ حبوبتهم خشمابية ( أي حبوبة أهل طابت السمانية/خشمابية ) وأضاف أن جينات الشعر أتتهم من أهلهم الخُشُماب .
* الحاجة بت حسين لها الكثير من أغنيات الحماسة ،،وكل شعرها حماسة ،،(وأيضاً أذكر لها أغنية واحدة كانت فى الرئيس/ إبراهيم عبود ،،وكانت أغنية حماسية )
* كل غناء الحاجة من تأليفها وتلحينها ،،وكثيراً ما كنا نجدها تحت ظل" شجرة النيم " داخل بيتها بديم البساطاب بجبل أولياء ، " بعد إنتهاء العواسة والملاح "،وهى تَنِم نمات بصوتها الجميل ،أى تترنم بصوت أقرب إلى الهمس من المسموع ، وغالباً ماتكون فى لحظات حوار مع مركز التأليف داخل روحها ، حيث يوجد معهد موسيقى ولجان نصوص شعرية داخل تلك الروح الطيبة النقيةوالمشحونة بالكثيرمن المواهب .
* أغنية " العوبة " مسجل توثيق للوالدة الحاجة بت حسين ،وعلى لسانها بشريط كاسيت ومحفوظ لدى شقيقي / عثمان يعقوب ،،وقد ذكرت فيه :
أن" أغنية العوبة" قامت بتأليفها ( أو قطعتها ) فى أخوها ود عمها / أحمد ود محمد ودحامد ودعبد العدل /وهي: الحاجة بت حسين ود حامد ود عبد العدل ،، الشهير بأحمد ود الطعيمة / والد والدتي : فاطمة بت أحمد ود الطعيمة ،،ووالدتها شقيقة الحاجة بت حسين ود حامد ( وادي العفو بت حسين ود حامد )
* العوبا لي أبا أب سوالف غاب وجاء
أب سوالف ،،هو أخوها ود عمها أحمد ود الطعيمة
والسوالف هي الشعرالكثيف على جانبى الوجه
كما هو معروف ،، أي ( whiskers)
وكان فارساً فى زمانه ،حامي للديار، وساتر بنات العم وكل الأهل ،، وله قصص كثيرة ومواقف عديدة تنم عن شجاعته وإقدامه وفراسته وجاهزيته
الدائمة ساعة الحوبة والفزعة عند الملمات والحاجة
،،وأذكرمنها القصة الشهيرة : حيث قام هو وصديقه ،وقريبه (أحمد ود حامد ود عبد الحكم ) فى الحساب هو عم لأحمد ود الطعيمة / وهو والد عوض وبشير والهادي أحمد حامد ،، قاما بأخذ السلاح من" الإنجليز" بالجبل دون علمهم " يعني بالسرقة "،حتى يرهبا الأنجليز،وللضغط عليهم ليخففوا من سؤ معاملتهم لأهل المنطقة أيام الأستعمارالإنجليزي
،ومعروف أنهما قاما بإخفاء سلاح الإنجليز فى (شوالات / جوالات خيش ) ودفنوه فى " غانم " مقابر الشيخ غانم التي تقع مابين" البجا عبد الهادي" والبحر ( النيل الأبيض ) أي بعد الدويحية
،وجهة البحر .
(وسأوضح هذه القصص ضمن التوثيق الذي وعدتكم به عن الحاجة بت حسين )
* ما وددت أن أقوله ،هو أن المنطقة كانت ككل مناطق السودان الأخرى فى ذلك الزمان ،،فلابد من وجود فارس أو فرسان يحمونها ويعزونها ويرفعون من قيمها ومكاناتها وتكون مهابةً بين العشائر والقبائل الأخري ،فالقوة عبر كل الأزمنة هي كل شىء وبها تستطيع أن تفعل كل شىء ، وبدونها لاتسوى أي شىء.
* وهكذا ،كان إبن عمها ( أحمد ود الطعيمة ) فارساً صنديداً أيام شبابه بالجبل ، وأعجبت بنت عمه بشجاعته المعروفة لكل أهل المنطقة وبمرؤته التي كان لايبخل بها على إنسان ، وخاصةً عند الشدائد (وقت الدواس ) وقت الحديد يلاقي الحديد،، . :وقالت فيه بت عمه : قالو الدود ،قالو يابا *** قالو مافيها إنقــــلابا
قالو السيف سنه تابا *** لمت الدم ياصل رِكابا
* أي قال ليه : يابا الدود ( الأسد )أوالفارس
فقال ليه: مافيها إنقلابا ، أي مافيها رجعة ،، دواس يعني دواس ،متين قاعد أفروأهرب من الدود ؟
قال ليه : السيف سنه ( خليه سنين تب ) وميز ضربك لمان يوصل الدم الرُكَبْ ( أهرسهم هرِس)
يادراج يمين وشمال***ماأتوهم أخوي جال ماعقد رؤوس الرجال***فى المكتب قضاه السؤال
* مدرج العاطلة ،،وأيضاً مدرج الأمور بحكمة وشجاعة وعزة نفس وقت الحارة وساعة السلم ،،* ماأتوهم أخوي جال = أى ماتردد ،ولاتوهم وإضطرب وجال جاي وجاي فى قراره لاوقت الحارة ولاساعة التحقيق ،عند الحاكم الأنجليزى بسبب السلاح .
*ماعقد رؤوس الرجال = أي ما ورط الرجال المعاه ،ماربط بينهم بالتهمة وأنهم مشتركين فى قضية السلاح ،،ولا جاب سيرة زول فيهم .
* فى المكتب قضاه السؤال = براهو تولى القضية وجاوب المأمور الأنجليزي فى مكتب البوليس ،ساعة التحقيق بشجاعته وشهامته المعروفة وقضى كل شىء براهو مع البوليس دون أن يجرجر أى شخص داخل القضية .
*إلي آخر القصيدة ،،وهذا هو أحمد ود الطعيمة
( والدالأخوال الأعزاء/ عبد العظيم وحسين والسماني والعليش )
ووالدتهم أمنا العزيزة/ الهداية بت عبد القادر ،،وأمها " طيبة بت مالك )شقيقة نور الله و خالة أولاد الشيخ حامد ود عطا الله . لهم التحية جميعاً .
* شكراً الهادي حامد ،شكراً قناة الشروق
* و على العهد بإذن الله ، بخصوص التوثيق الخاص بالحاجة بت حسين ،عليها الرحمة .
تحياتي / يوسف يعقوب
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
البشير دفع الله
ismeil abbas
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست