البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2009, 05:31 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض







    البحث عن صندوقنا الأســود!!2009-11-23


    فتشوا المنزل بدقة.. حتى اللوحات المعلقة على الجدران رفعوها ليروا إذا كانت هناك خزائن خلفها... وانتهرني رئيس لجنة التحقيق، مرتديا بزته العسكرية، بعد إصدار أوامره لمرافقيه لأخذ الزعيم إلى كوبر... وقال لي متجهما:
    — دلينا على مكان الخزينة؟
    — فقلت له:
    — إنها موزعة على امتداد السودان كله في قلوب الجماهير عرفانا ومحبة... أما إذا كان قصدك المال فقد سبق وعرفتم رصيده... إسماعيل الأزهري لا يملك من المال غير 120 جنيها وهي حتى الآن محفوظة في حسابه بالبنك، رمزا للعفة والنزاهة وعبرة لمن يعتبر!
    — كانت تتحدث إلى جريدة النهار السودانية _ الأحد 17 أبريل 1988م — السيدة الفضلى مريم سلامة، رفيقة دربه والأم الثكلى التي فقدت أيضا وحيدها محمد الأزهري، أمد الله في عمرها...
    — وكانت برفقتي الأستاذة آمال سراج وقد عملت معي من قبل لإكمال مذكرات الزعيم الأزهري التي نشرناها في جريدة الاتحاد الظبيانية..
    — وتحدثنا السيدة مريم سلامة عن ذلك اليوم العصيب:
    — في يوم الثلاثاء 26 أغسطس 1969م بعد نقل الزعيم إلى المستشفى الجنوبي بالخرطوم وقد تدهورت حالته الصحية... جاء ابننا الوحيد محمد وكان عمره آنذاك 12 عاما لزيارة والده إلا أن الحراس أوقفوه ومنعوه من الدخول... وماكان من الصبي إلا أن علا صوته.. وعندما اشتد صراخه، أدار الأستاذ رأسه ونظر حيث يقف وحيده، ورفع له يده مطمئنا ومحييا وطالبا منه المثول لأوامر الحراس... وانتابني إحساس غريب، مشاعر متباينة،لم أصدق أن والده معتقل وعلى فراش المرض ووحيده على بعد خطوات منه لكنه لا يستطيع احتضانه لأن هناك حارسا ببندقية عند الباب!!
    — وشاءت الأقدار أن يكون ذلك المشهد هواللقاء الأخير بين الأستاذ ووحيدة!!
    — وحوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا طلبت من الأستاذ أن يتناول شيئا من الطعام، فأخذ ملعقتين من الأرز باللبن وقد كان هذا آخر زاد له في الدنيا، بعدها دخل في غيبوبة وبعد لحظات فارق الحياة!!!... وخرج الحارس بسلاحه من الغرفه وخرجت أنا كذلك، كانت أولى خطواتي من مشوار جديد، مشوار أسيرة، وحيدة بعد فراق أبدى لرفيق درب غالي وعزيز... وسارت بي العربة.. وعند مدخل دارنا لم أستطع الحركة... فقد أصابني شلل نصفي وخضعت للعلاج الطبيعي عدة شهور حتى أكرمني الله بالشفاء..!!
    — من نحن...؟
    — ومن أين جاء هؤلاء...؟
    — حلقات من المسلسل الممتد لأكثر من 40 عاما... 1969م — 2009م!!
    — والسؤال الذي يلح على الإجابة:
    — متى نعثر "على صندوقنا الأسود بين حطام تاريخنا"، لنقف على الحقيقة!
    — هكذا كان مصير الرجل الذي " رفع راية استقلالنا" والقائل عندما ساومه انقلابيو17 نوفمبر1958م: "شلت يميني إذا ساهمت في خرق الدستور" وذهب إلى غياهب السجون مع رفاقة وبينهم الأستاذ محمد أحمد المحجوب، رجل لاءات الخرطوم الثلاثة، الذي ظل يتنقل من منفى لآخر عبر الرباط ولندن، حتى ارتاح الجسد ودفن في الأرض التي أحب ذراها...
    — من نحن؟
    — المشانق تزلزل ويعتليها الصفوة.... عبدالخالق، الشفيع وجوزيف قرنق وشيخ في السبعين تجرأ بنشر فكره علنا، الأستاذ محمود محمد طه، وقبلهم أمام الأنصار الهادي المهدي الذي أطلقت عليه النار وتركوه ينزف حتى الموت...!
    — من نحن...؟
    — تُستفز وأنت تبحث عن الإجابة بمن يبشرك بأن الله أكرمنا بخير خلف لخير سلف وإن وزير خارجيتنا عام 2002م في قامة المحجوب وزروق وأحمد خير مجتمعين... غفر الله لك صديقي الأستاذ محجوب عروة... لوأجرى معك المذيع محمد سليمان لقاءً مباشرا لقال لك بعفويته... ياراجل!!
    — من نحن؟
    — ومن أين جاء هؤلاء؟!
    — ولعلها فرصة نادرة،طرح السؤال في حضرة الرجل الذي أبدع صياغته وخلد كلماته لتظل اتهاما محفورا إلى الأبد في ذاكرة تاريخنا...!!
    — زارنا في الأول من يوليو1997م الأستاذ الطيب صالح وبرفقته الدكتور محمد إبراهيم الشوش للتهنئة بصدور "الفجر".. وحاولنا أن نعفيهما من مشقة الوصول إلى مكاتبنا في عمارة عتيقة"ببادنجتون"، شيدت في عصر ماقبل المصاعد، ولتمسك الإنجليز بالتقاليد فقد تركوها كما هي من تحف تاريخهم.. وعندما ارتقى الشيخان الدرج المتعرج كانا يبتسمان ويتبادلان القفشات، أيهما في شيخوخة الشباب أوفي شباب الشيخوخة؟؟ وعندما وصلا باب المكتب، كان جميع المحررين في استقبالهما وتكررت اعتذاراتنا عن المشقة التي تكبداها وكعادته في إثارة أجواء من المرح قال الأستاذ الطيب... عندما احتفل الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بعيد ميلاده السبعين،طلب من السيده الأولى نانسي أن تكتب في بطاقات الدعوة:
    — " يحتفل الرئيس رونالد ريجان بالذكرى السابعة والثلاثين لعيد ميلاده الثالث والثلاثين".
    — وقبل التقاط الأنفاس فوجئ الأستاذ الطيب بزميلنا محمد المهدي عبدالوهاب،سكرتير التحرير، يستأذنه الكتابة في الفجر عن اللحظات الأخيرة من حياة الدكتور خالد الكد.. فقد كان أستاذنا الجليل داخل غرفة العناية المركزة إلى جانب زوجة الراحل العزيز.. وأطرق الأستاذ من وجع مباغتة الذكرى" وساد صمت حزين.. وكانت أمامي على المكتب رسالة فاكس من مراسلنا بالخرطوم الأستاذ جعفر الريابي، ينقل فيها مانشرته جريدة "ألوان" عن عودة الشريف زين العابدين الهندي وقالت إن غيره عادوا أيضا إلى السودان ولكن في صناديق أمثال الدكتور عزالدين على عامر والدكتور خالد الكد!! وبسرعة أخفيت الورقة وقلت مبددا الصمت.. ياشيخنا قرأت في جريدة "الخرطوم" مقالا لكتابة أسمع عنها لأول مرة، أظنها الوحيدة التي عرفت من أين جاء هؤلاء؟؟ واستدار الجميع نحوي وواصلت.. اسمها شموع صالح من جدة.. تقول لك جاءوا من رحم الغفلة والتهاون الذي نسميه تسامحا!!
    — وطلب مني الأستاذ نص المقال وأراد الدكتور محمد إبراهيم الشوش ألا يتحول اللقاء إلى مناحات وقال لي إذا كنت تحتفظ بأعداد من مجلة "القوم"، أرجوإهداءها للأستاذ وكما تعلم فهومهتم بتراث التصوف... وكانت أيضا فرصة مناسبة للاعتذار لدكتور الشوش وقلت له إن تلميذك الدكتور خالد المبارك عتب علينا لأننا نشرنا إعلانا في جريدة "الشرق الأوسط" عن كُتاب جريدة الفجر ولم نراع ترتيب الأسماء بالقامات والأستاذية وأوردنا اسم الدكتور خالد قبلك.. فضحك مؤكدا أنه لم يلاحظ ذلك.. لكن قل للدكتور خالد.. " إنه ظلم ذوي القربى"!! وكان الأستاذ الطيب أكثر اهتماما بالصفحات التي نصدرها باللغة الإنجليزية ضمن الفجر وأشاد بمستوى تحريرها وكان يشرف عليها الأستاذ الكبير الخاتم عدلان والدكتور الحارث إدريس، واقترح أن تصدر في ملحق منفصل وليس جزءا داخل الصحيفة، مؤكدا أهمية أن يقرأ الآخر عن بلادنا بلغته.. وأشاد أيضا بصفحة "سجناء الضمير" التي تتضمن سجلا كاملا لقوائم المعتقلين" وكان اسمه في مقدمتهم.. الأستاذ سيد أحمد الحسين نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، والقادم من قرية الركابية التي لا تبعد كثيرا عن كرمكول مسقط رأس أستاذنا الطيب... وهاتفته هذا الأسبوع في منفاه الاختياري بالقاهرة لتنشيط الذاكرة عن اختطاف بنك فيصل الإسلامي.. وجاءني صوته مشحونا كالعادة بعفوية ترابلة الشايقية.. مرحبا.. مرحبا.. الرجل يتلقى العلاج هناك.. فهل كان بإمكانه تلقيه في "ساهرون" أومستشفيات الأردن؟؟ وتذكرت الجزائرية أحلام مستغانمي وهي تحكي في "ذاكرة الجسد" عن ذلك المناضل في جبهة التحرير وهويعيش مرارة المنفى.."اليوم بعد كل هذا العمر، بعد أكثر من صدمة وأكثر من جرح، أدري أن هناك يتم الأوطان أيضا، هناك مذلة الأوطان ظلمها وقسوتها.. هناك جبروتها وأنانيتها.. هناك أوطان لا أمومة لها.. أصبح هذا الوطن لبعضنا، فهل قدر الأوطان أن تعدها أجيال بأكملها لينعم بها رجل واحد"؟!
    — واستذكرت معه تلك الليلة التي قابلنا فيها السيد محمد عثمان الميرغني وكلفه بمقابلة الأمير محمد الفيصل وتوقعاتنا بما قد يتمخض عنه الاجتماع الأول للجمعية العمومية لحملة أسهم بنك فيصل الإسلامي، وبالفعل تمت المقابلة.. وغادر الأمير الخرطوم في اليوم التالي وجاءت نتائج الانتخابات كما كنا نخاف ونخشى.. وفازوا بالأغلبية بينما كان مجلس الإدارة السابق لا يضم في عضويته سوى الأستاذ محمد يوسف محمد بصفته المستشار القانوني للبنك والأستاذ موسى حسين ضرار والذي كان مقيما ببورتسودان..
    — وبعد تشكيل المجلس الجديد،لملم الشريف الخاتم فضل المولى أوراقه وقدم استقالته، وفعلت مثله وغادرت إلى أبوظبي للعمل بجريدة الاتحاد... وشرع السيد محمد عثمان الميرغني في تأسيس البنك الإسلامي السوداني وأصبح السيد محمد عثمان الخليفة مديرا له.. ويالمفاجآت الأقدار، بعد يونيو1989م أصبح وزيرا للرعاية الاجتماعية في النظام الجديد!!
    — كنت أسأل الأستاذ سيد أحمد الحسين عبر الهاتف عن رجال كانوا حوله وخرجوا من عباءته.. الأستاذ أحمد على أبوبكر والأستاذ فتح الرحمن شيلا الذي كان مديرا لمكتبه بوزارة الداخلية وكنا نسكن في منزلين متجاورين في الحي الهجين بين مقابر فاروق وحديقة القرشي وقد بدأت مواهب ابننا عمار فتح الرحمن تتشكل آنذاك لاحتراف الصحافة في مرحلة مبكرة في السابعة من عمره كتابة على جدران منزلنا بتذكاراته لأصدقائه وسبابه المزعج لخصومه!!
    — لقد جاء الأستاذ سيد أحمد الحسين من الخلوة إلى الدولة.. يضحك بصفاء، حتى في سرد ذكرياته أيام اعتقاله ببيوت الأشباح.. ويسبغ على ضيوفه فوق كرمه صفات لا يملكونها ولا يستحقونها وكنت بينهم، فقد قدمني للسيد إبراهيم رضوان وزير الصناعة وحاكم الإقليم الأوسط:
    — قريبي يحيى العوض رئيس تحرير القوم والنهار من الجيل المحظوظ الذي تعلم الصحافة على يد أبوالصحف الأستاذ أحمد يوسف هاشم وهويقوم الليل ويصوم الأسبوع كله ماعدا الجمعة و.... وقاطعه السيد رضوان واستدار نحوي بجسده الضخم وحدجني بنظرة فاحصة،قائلا لسيد أحمد!
    — قريبك ده يامجنون يا كاتل رقبة!!
    — واستغرقنا في الضحك..
    — ويمتد حديث الذكريات مع الأستاذ سيد أحمد الحسين، ودعاني لزيارته في القاهرة لمراجعة مذكراته وإعدادها للطباعة... ويسألني: لماذا لم تعد حتى الآن إلى السودان، على الأقل لزيارة قبور شقيقاتك الثلاث، لم تكن الظروف مناسبة، تلك السنوات، لتقبل العزاء فيهن..!! ومع استعادة الذكريات الحزينة، تلعثمت في الإجابة ولم أجد ما أقول إلا اقتباسا لأحد اللاجئين:
    — "سأعود... حين يصبح الجنرال في الثكنة والإمام في المسجد والمواطن في الدولة!!" وضحكنا عبر الهاتف...
    لكنا حيث ضحكنا..
    رنت في ذيل الضحكات
    نبرات بكاء
    واتكأت في عيني دميعات
    أغفت زمنا في استحياء
    الجرح هنا..
    لكني أخفيه وأداريه...
    رحم الله الشاعر صلاح عبدالصبور..
    وشقيقاتي الثلاث!!

    بقلم: يحيى العوض


    (عدل بواسطة عبدالكريم الامين احمد on 11-23-2009, 05:35 PM)

                  

11-23-2009, 05:37 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    نشر هذا المقال اليوم في صحيفة الشرق القطرية
    و الصحف القطرية هذه الايام تهدينا متعة لاتوصف بكتابات سودانية مميزة
                  

11-23-2009, 05:43 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    ومن جريدة الشرق ايضا
    الاستاذة عواطف عبداللطيف

    المستديرة " تخطف الأضواء من جياع العالم


    وسط أجواء مشحونة بالتوتر أطلق الحكم صافرة البداية مساء الاربعاء الماضي لمباراة كرة قدم وصفت بأنها تاريخية وفي احيان اخرى شبهت بحرب " داحس والغبراء " وهذه الصافرة كانت بفارق الشهر بالتمام والكمال عن " قمة الجوع " التي عقدت بالعاصمة روما لتأمين الغذاء لجياع العالم والتي حضرها 60 رئيس دولة وزعيما ولكن الغالبية لم تنتبه لصافرتها ولا لنتائجها حتى مجموعة الثمانية الكبار في العالم غابوا عن مائدتها المستديرة وعالمنا العربي اصلا مغيب عن صنع القرارات المفصلية او التي تحرك اشرعة السفن للأمام فهو متلق وليس فاعلا إلا في القضايا الهامشية التي تجرفه وتلهيه عن إعمال العقل والتفكير السديد إلا ما ندر.
    * الجياع ارتفع عددهم لمليار.. وطفل يموت كل 6 ثوان بسبب الجوع القارص ولسوء التغذية.. وقد حذر رئيس " فيلتهانجرلايف " احدى المنظمات غير الحكومية والمعنية بمكافحة الجوع ومقرها مدينة بون الالمانية ان نحو 200 مليون طفل يعانون من نقص التغذية والانيميا بمعنى انهم أشبه بالأموات.
    * قمة " الجياع " التي غاب عنها اصحاب القرار المالي العالمي، الكثيرون لم يسمعوا بها رغم انها هي المعنية بإطلاق صافرة البداية لانقاذ المليار جائع في العالم ولكن هناك بإستاد المريخ الامدرماني ولأجل " المستديرة الماليها أمان " تدافع الكثيرون من عشاق الكرة " الساحرة الشيطانة " هم من دولنا العربية التي تعاني اكثر ما تعاني من شح الكساء والغذاء والماء واستيطان الامراض ولكنهم تدافعوا لاجل متعة لن تكون لاكثر من 90 دقيقة هي عمر المباراة التي أنفض سامرها بمزيد من الاحتقان والجوع والنهم لتوطين الاختلاف فقط لأن الفريق الجزائري وبقدم أحد لاعبيه سجل هدف الانتصار.
    * هؤلاء المتدافعون المغيبون عن لسعة الجوع ولو لحين دخلوا لاستاد المريخ بامدرمان العاصمة الوطنية للسودان من خلال 13 بوابة وجلسوا على منصتين انتصفهم المشجعون السودانيون لفك اي اشتباك لفظي او يدوي فعشاق المستديرة ومنذ ان دخلوا الاراضي السودانية جوا وبحرا وبرا كانت أصواتهم هستيرية مجنونة لان ما حركهم هو " هستيريا المتعة " المغيبة للعقل والحكمة والتي تدفع بأصحابها لمتون التهور والانفلات.. من حق الجميع ان يقتطع من وقته سوانح لاجل متعته ورفاهيته ولكن ان يكون كل ذلك الجنون من أجل المستديرة فان ذلك هو السؤال.
    * هل المتعة الحسية الوقتية تغلب متعة تناول الغذاء الصحي الدافء الذي يمنح الحياة؟ ما الذي حرك وجدان آباء وأمهات جياع العالم العربي لكي يتدافعوا صوب الخرطوم رغم مشقة السفر واقتطاع جزء لا يستهان به من مدخول الاسرة وارباك ميزانيتها؟ هل هو هروب من المشكلات العصية كانعدام رغيف الخبز وحليب البقر والكساء والدواء؟ أم كانت تلك استجمامة وقتية حتى ولو كان ذلك في احدى نواصي استاد المريخ الذي امتلأ وفاض وسط حراسة امنية مكثفة وكرم سوداني حاتمي حيث فتحت الاسر بيوتها وقدمت لقمتها " بالجود من الموجود ".
    * ان معضلة الجياع تتجلى في تطوير الانتاج الغذائي والتحقق من انه يكفي الحاجات الغذائية لسكان المعمورة وبرغم ان نجاح المشاريع الزراعية لدي بعض البلدان الفقيرة كاستغلال الارض ثلاث دورات زراعية بدلا من واحدة زاد من موارد المزارعين في حين ان تكثيف استغلال الارض لا يعوض، فقدت المساحات الزراعية في العالم نحو 10 ملايين هكتار سنويا نتيجة الزحف العمراني وتمدد مساحات المدن على حساب الزراعة والغابات فضلا عن النقص الحاد في موارد الماء وبوار الارض نتيجة التغير المناخي والجفاف والتصحر.
    * " الجياع يصرخون " وصغارهم يموتون.. والحلول لن تأتينا من الكبار " جاك ضيوف " اطلق نداء دعا فيه للاضراب عن الطعام 24 ساعة لاجل لفت الانظار " للعنة الجوع " استجاب له فقط " بان كي مون " الامين العام للامم المتحدة ومحافظ روما ولكن الكثيرين صموا آذانهم عن سماع هذا النداء، وضيوف وإمعانا للفت الانظار لقضية الجوع قضى ليلته في ردهة المنظمة مرتديا وشاحا وقبعة صوف ومعطفا لدرء البرد بعد ايقاف التدفئة بمقره الرسمي.
    * ولكن لم تفلح " قمة الجوع " ولا صيام ضيوف في مناداة الشعوب لأجل الغد المشرق الدافء بالوجبات الصحية.. ولكن المستديرة حركت جموع مشجعي الفريق المصري والجزائري ناحية السودان الذي فتح كل أبوابه وقلبه الكبير للاشقاء رقم ما يعانيه من تعقيدات سياسية ونقص من احتياطي غذاء فقرائه أنه أستطاع وبجدارة ان يكون أرضا وسماء " ولقمة عيش لهستريا المستديرة الماليها أمان " والتي تدحرجت بكل قوة مسددة هدف الفوز للجزائر.. وبدلا من ان يهتف المتشنجون يسقط يسقط الجوع.. هتفوا يسقط يسقط السودان.. وبرغم ذلك بقى السودان كبيرا.
    *
    * عواطف عبداللطيف همسة: مبروك للجزائري وحظا أسعد للمصري وكنتم ضيوفا أعزاء في سماوات الخرطوم الحبلى بالخيرات ولكن بالسواعد وليس بالاقدام.. ولكم الله يا جياع العالم حولنا ومنا وفينا!!.
                  

11-23-2009, 06:38 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن صندوقنا الأســود!! بقلم يحي العوض (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    هاشم كرار... الوطن القطرية


    النظام العام.. وليلة القبض على «لبنى»!


    لا أحد منضبطا يمكن أن يعارض النظام العام. الفوضويون - وحدهم- هم الذين يفعلون ذلك.. لكن متى ما استحال هذا النظام العام إلى لا نظام تصبح معارضة تطبيقه مشروعة.. بل مطلوبة أيضا!

    في السودان هنالك قانون للنظام العام، تحرسه شرطة معينة، بلباس معين، وشارات معينة.. والهدف من القانون وحراسته، هو - بالطبع - ضبط حركة المجتمع، في الشارع العام، سلوكيا.

    السودان بهذا القانون، ليس استثناء: جميع دول العالم، تفرض من القوانين ما يضبط حركة مجتمعاتها، في الشارع حفاظا على تقاليدها، وأعرافها الطيبة.. وحفاظا على الحد الأدنى، من أخلاقياتها.

    الشارع أي شارع في الدنيا، لا تحرسه الأخلاق فحسب، لابد - إذن - من القانون ولأن القانون، هو الطرف الذي يلي الأخلاق، كان منذ أول مجتمع في الدنيا.. وسيكون في أي مجتمع.. ومتى ما ارتفع هذا المجتمع أو ذاك درجة في سُلم الأخلاق ارتفع القانون، درجة، في سُلم الشفافية، واللطافة واللين!

    حراس قانون النظام العام في أي دولة ينبغي فيهم - أولا - التحلي بالأخلاق.. وينبغي فيهم - ثانيا - تجسيد روح القانون في اللحم، والدم، والعصب، واللسان، لحمهم هم، ودمهم، وأعصابهم، وألسنتهم، ذلك إذا ما أرادوا لغيرهم أن يحترموا هذا القانون، ويخضعوا له عن فهم (وقدوة ومثال)!

    فاقد الشيء، لا يعطيه..

    من هنا ماذا يمكن أن نترجى، من قانون أول من ينتهكه هو حارسه الأول؟

    قياسا على ذلك، ماذا يمكن أن نترجّى من قانون للنظام العام، في أي دولة كانت، إذا ما كان حراس هذا القانون ليسوا في مستوى الطرف الذي يلي الأخلاق.. وإذا ما كانوا هم، سلوكيا، أبعد ما يكونون عن روح هذا القانون؟

    من هنا، ينبغي أن يكون اختيار حراس قانون النظام العام، في أي دولة، هو الاختيار الأصعب. ومن هنا ينبغي أيضا، ان يكون تأهيل هؤلاء الحراس هو التأهيل الأصعب: تأهيلهم أخلاقيا، وقانونيا، وسلوكيا بالدرجة الأولى، ذلك باختصار لأنهم هم المؤتمنون على الأخلاق في الشارع العام، قبل أن يكونوا مؤتمنين على حراسة القانون!

    كل هذا الحديث، عن الأخلاق، والقانون (قانون النظام العام) أثارته حادثة في الخرطوم لاتزال تشغل السودانيين حاكمين ومحكومين.. وهذه الحادثة ما كان ليمكن ان ترى النور، لولا صحفية شجاعة اسمها لبنى:

    داهمت شرطة النظام العام، حفلا عاما، في مكان ما، بعد الحادية عشرة ليلا بقليل، واستوقفت نساء بينهن لبنى، بتهمة (الزي الفاضح).

    النساء، مثلن في اليوم التالي أمام المحكمة، وجلدن، ما عدا لبنى، التي قالت إنها تتمتع بحصانة لعملها في منظمة دولية، المحكمة أرجأت النظر في (الجلد) إلى حين.

    لبنى، كتبت عن القضية.. ظهرت في ذات الملابس التي كانت ترتديها (البنطلون والقميص وربطة الرأس) ليلة القبض أمام الكاميرات وهي تقول «قبض عليَّ لأنني كنت ألبس هذا اللبس».. هذا اللبس الذي أرتديه وأنا أدخل الدواوين الحكومية، وأنا أسافر به إلى دول إسلامية حتى.

    لبنى تحدثت عن (قبض النساء) و(جلدهن) وتأثير هذا القبض على الأسرة، وعلى مستقبل المرأة عموما، في المجتمع: اذا ما كانت متزوجة فمصيرها الطلاق، وإذا ما كانت مخطوبة فمصيرها (الفسخ)..

    لبنى، وزعت كروت دعوة، في الوزارات الحكومية، وعلى شخصيات دينية، وفكرية، وحقوقيين، ليحضروا جلدها (في ذات الزي الذي كانت تلبسه) ليعرفوا لماذا جلدت.. هكذا، ظلما!

    لبنى، بإثارتها للقضية أرادت أن تقول شيئا مهما جدا: (الرغبة) حين تتدخل، في تطبيق القانون، يصبح على هذا القانون السلام!

    أرادت أن تقول بعبارة أخرى: انتهاك حراس القانون للقانون، يمكن أن (يودي في داهية) خاصة إذا ما كان هذا القانون معنيا بالأخلاق.. والشرف!

    القضية لا تزال تشغل السودانيين.. ولبنى، فتحت الأعين في السودان، على قضية هامة جدا..وغدا.. المحكمة!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de