كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: البحث عن صندوقنا الأســود !! • السودان : المنارة أم الجسـر ؟! حلقة جديدة سيرة الصحافة والسي (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
يا لمتعة السرد يا لجمال السياحة يا لغزارة المعلومة وتنوعها يا للإنتقال السلس من كل موضوع لآخر يا للشهقة وأنت تحس في نهاية المقال أنك قد طفت العالم بأنحائه والتقيت بالشخوص بمختلف أزمانهم ، أحوالهم و مواقعهم في خارطة السياسة والفكر نخسر كثيراً إن لم يكتب أستاذنا يحيى العوض وأنداده ونخسر أكثر إن نحن لم نقرأ ونهضم كلمات أستاذنا يحيى حين يكتب ونفهم إشاراته ... إشاراته التي أخذت لطف صوفيته الأصيلة دقة وسماحة أبيه الشريف خاتم الرجال ، سمح الخصال
شكراً د. عبدالمطلب
وعبرك التحايا لشيخ الصحفيين أستاذنا يحيى العوض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البحث عن صندوقنا الأســود !! • السودان : المنارة أم الجسـر ؟! حلقة جديدة سيرة الصحافة والسي (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
من أين جاء هؤلاء و المقصود بهؤلاء سلطة الإنغاذ أو المؤتمر الوطني الحاكم اليوم في بلادنا و هي تعبير عن استهجان و رفض الممارسات التي مارسها النظام طوال العشرين عاما السابقة و التي لا تمت لقيم و أخلاقيات شعبنا بصلة مثل القتل العمد ، التصفيات ، الإعدامات، السجون و المعتقلات و بيوت الأشباح ، النهب و السلب ، و إشاعة قيم الكسب الحرام و التسابق من أجل المال و الثراء الفاحش ، إزلال الناس و إفقارهم و إنتهاك حرماتهم و أعراضهم و فضحهم و تعذيبهم و تشريدهم و تجويعهم و تحريضهم و بذر بذور الفتن بينهم ، و استغلال حاجة الناس الفقراء و إفسادهم و غيرها من القيم الغريبة علي عادات شعبنا و تقاليده و عاداته التي لا تحصي و لا تعد و التي استشرت خلال سنوات الحكم المشؤوم و فيما يلي النص الأصلي لصرخة كاتبنا و أديبنا الراحل الطيب صالح عظم الله أجره و طيب ثراه منقولة عن منتديات رماة الحدق ،،، و بجانب أنها صرخة احتجاج و استهجان و استنكار لكنها أيضا لوحة فنية و إبداع أدبي رصين من ابداعات أديبنا الراحل المتشبع و المتشرب بقيم شعبنا و أخلاقياته و التي عكسها في كل كتاباته الأدبية و كذلك في سلوكه و دماثة خلقه و حسن معشره فقد كان بحق سفيرا أصيلا و مشرفا لكل السودانيين ،،، لذلك فإن أدب الطيب صالح يمكن أن يصنف أيضا ضمن الأدب الملتزم المرتبط بقضايا الناس و أحوالهم و المعبر عنها في صورة لوحات و إبداعات فنية ،، دومة ود حامد،، بندر شاه ،، نخلة تحت الجدول و غيرها من اللوحات المنشورة و غير المنشورة
Quote: من أين أتى هؤلاء؟ - الطيب صالح
السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟ هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين ؟ يريدون الهرب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين . يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم . لا أحد يهمّه أمرهم . هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟ الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لاسُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى . نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم " السادة " الجدد لايسمعون ولا يفهمون . يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ . يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة . يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأم مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟ أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟ أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟ أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟ أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟ أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟ أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق . من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟ هل حرائر النساء من " سودري " و " حمرة الوز " و " حمرة الشيخ " ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟ هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟ هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟ من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل - مَن هؤلاء الناس ؟
|
| |
|
|
|
|
|
|
|