|
يارب ... عديها على خير !!!
|
الخرطوم اليوم استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أنظار العالم تتجه صوب عاصمتنا، أشفق على الخرطوم وعلى ساكنيها في هذا اليوم العصيب الرهيب.. الخرطوم بنفس سمتها وملامحها المعروفة تستقبل اليوم جموعاً غير مسبوقة من البشر، وما زال الزحف البشري يتوالى على الخرطوم. نسمع عن العشرات من الطائرات الضخمة الجاثمة في مطارات القاهرة والجزائر بل وحتى بعض العواصم الأوربيــة في إنتظار حمل المزيد نحو الخرطوم. حتى في الخليج حمى المباراة انتقلت لشركات السياحة المحليـة ... بالأمس تلقيت رسالتين من وكالتين مختلفتين تنظمان عروضاً للذهاب والعودة لحضور هذه المباراة "الأزمة" بمبالغ أقل كثيراً عن الفترات العاديـة. اسأل نفسي أين ستقيم هذه الحشود الهائلة من البشر؟ كيف يمكن التعامل معها؟ هل بمقدور الأجهزة المختلفة السيطرة على الناس والحدث في آن؟... كيف سيتم تفويج هذه الحشود بعد المباراة؟ وإلى أين ؟ للفنادق مثلاً؟ وهل توجد لدينا فنادق تستوعب كل هذه الأعداد؟؟هل سيتم تفويجهم نحو المطار للمغادرة مباشرة لبلادهم؟؟ ولكن! هل يملك مطار الخرطوم الآليات والإمكانيات للسيطرة وتفويج أكثر من 30.000 إنسان وهو العدد الأدنى المتوقع حضوره لمشاهدة هذه المباراة "الأزمة". اليوم أشفق كثيراً على الخرطوم على الرغم من أشواقي في حدوث مناسبة كهذه بعاصمتنا، لأني دائماً مسكون بمسألة الزخم الإعلامي الذي يجب أن يتجه ناحيـة الخرطوم لنقل الصور الإيجابية عن عاصمتنا وعن بلادنا بعد أن شبعنا من الصورة النمطية السوداء التي رسختها وسائل الإعلام الأجنبية عن السودان.. ولكن هل يمكن أن تحقق هذه المباراة بكافة تداعياتها هذا الزخم الإيجابي إذا صح التعبير ... أو ربما يأتي العكس فنصاب بالخيبة والحسرة وتصبح النقطة السوداء في جبين عاصمتنا "المستورة" والتي لم تختبر بعد في مقدراتها وإمكانياتها الحقيقية، ونعود للرأي الذي كان يدعو الإتحاد السوداني أن يعتذر عن استضافة المباراة من الأساس.. أو دعوني أنظر للجزء الأسفل من الكوب: يمكن أن تكون المباراة اختبار حقيقي -رغم قساوته- على قدرتنا في تنظيم الحد الأدنى من الأحداث: رياضة، فنية، شعبية أو ما يماثلها ... ربما يسألني أحدكم بعد كل ما جاء أعلاه: أي الفريقين تشجع؟.. أقولها وبدون أدنى حياد .. أشجع الخرطوم اليوم في معركتها الصعبــة لإدارة هذه الأزمة وليس المباراة.. وأدعوكم أن تشجعوا معي الخرطوم، أو أضعف الإيمان أدعو معي: ربنا يعدّي الأمور على خير ... قولوا معاي .. آمين يارب ..
|
|
|
|
|
|