|
|
 السودان في الخاطر المصري و خطورة الجزائريون
|
اختيار مصر للسودان ارض محايدة لاداء المباراة الفاصلة بين منتخبهم و المنتخب الجزائري في وقت تحتل فيه منطقة حلائب و تطرد و تعتقل قيادات قبلية قبل ايام من قيام المباراة، توضح مرة اخري مفارقات العلاقات السودانية المصرية خاصة في الذهنية المصرية الشعبية و الرسمية. السودان يرد بسرعة في الخاطر المصري سلبا و ايجابا، مع ان اختيار السودان في هذه الحالة يبدو للوهلة الاولي امرا ايجابيا يعبر عن الثقة في الجمهور السوداني و قد تكون تداعت في ذاكرة متخذوا القرار الاستقبالات الاسطورية التي حظي بها الفريق محمد نجيب و الرئيس عبد الناصر المهزوم في حرب 67. لكن علي الجانب الاخر يعبر الاختيار عن الاستهانة بالارادة السودانية و الثقة في تبعية السودان الرسمي و الشعبي لمصر بحيث انها لا تخشي ردة فعل لاحتلالها لارض سودانية و التضييق علي مواطنين فيها و لا لتعاملها الفظ مع شهداء ميدان مصطفي محمود و تكرار قتل جيشها لسودانيين دفعتهم المظالم في بلادهم و مصر الي محاولة التسلل اسرائيل و هو خيار ليس سهلا علي اي سوداني.
الحكومة سعيدة بالاحتفاء الاعلامي المسلط علي الخرطوم كما انها تري في الحدث الهاء للشعب عن مصاعب حقيقية يعانيها في حياته اليومية بالاضافة لكسر حدة الاستقطاب السياسي الناتج عن بدأ اجراءات التسجيل لانتخابات مصيرية. هذه السعادة قد تتبدل حسرات اذا لم تكون الاجهزة المسؤولة عند مستوي الحدث. القضية اصبحت اكثر من مجرد مباراة كرة قدم مع اهمياتها و في الاخبار ان اصوات من البلدين بدأت في الحديث عن تخفيض مستوي التمثيل الدبلوماسي بينهما و اذا حدثت اي تجاوزات امنية بين مشجيعين البلدين في الخرطوم سوف ينتج عنها ردات فعل قوية من مصر و الجزائر. الجزائريون شرسون بطبعهم و بينهم و المصريين حساسيات قديمة و قد قرأت قبل قليل هنا في المنبر انهم مقبلون علي شراء السيوف و السكاكين بكثافة من سوق امدرمان، من واقع معرفتي بهم اؤكد انهم لن يترددوا في استخدامها بعنف لابعد حد. فالحذر مطلوب مع ضرورة الفصل التام بين الجزائريين في الاستاد و اي مكان في العاصمة المثلثة لتفادي مذابح حقيقية تكون نتيجتها مآسي للمشاركين فيها و من يرمية القدر بين طرفي الرحي.. و ربنا يجيب العواقب سليمة
|
|
 
|
|
|
|
نصار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست