بيروت - مدينة ملعونة ومختبر حروب حسب ما جاء في الادب الفرنسي المعاصر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2009, 06:44 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيروت - مدينة ملعونة ومختبر حروب حسب ما جاء في الادب الفرنسي المعاصر




    بعد أن توارت لفترة طويلة، تعود بيروت لتدعو نفسها من جديد، إلى اعتلاء خشبة الأدب الفرنسي: إذ منذ أقل من عشر سنوات، صدر ما يقرب الخمسة عشر كتاباً، بين رواية وسرد، تتحدث عن العاصمة اللبنانية. إلا أنها كتب لا تملك بتاتاً ذلك الانبهار الاستشراقي الذي كان يسحر كتاب القرن التاسع عشر، الرحـــالة، في القرن التاسع عشر، بل يقبع الأمر بعيداً عن ذلك بعداً تاماً! في هذه النصوص، نجد بيروت مدينة مشـــوهة من جراء المعارك والدمار. لذلك نجد جيلين من الكُـــتّاب يتحـــدثون عنها، وهم لم يعرفوها إلا من خلال الحرب الأهليـــة. البعض من هؤلاء (الكتاب)، ولدوا غـــداة التحـــرير (تحرير فرنسا من الاحتلال النازي)، وقد تجولـــوا في لبنـــان بعد انهيار الأحلام الثورية التي اكتسبوها في أيار 68، مثل أوليفييه رولان الذي يشهد عليه باختصار في كتابه «نمر من ورق» (منشورات لوسوي 2002) أو برنار فاليه الذي خص كتاباً عنه هو «مشاهد مع أشجار النخيل» (منشورات غاليمار 1992).
    أما الكتاب الآخرون، مثل أوليفيه رويه وجان ـ لوي مانيان، وماتياس إينار، فقد ولدوا مع بداية السبعينيات، ويبدو لنا أنهم لم يعرفوا عن بيروت إلا صورة هذه المدينة في قلب الحرب، أكانوا سكنوا فيها أم لم يسكنوا. كذلك نجد أن هذه المدينة الموصوفة ليست مطلقاً مدينة الحياة المعاصرة بل هي مدينة الحرب الأهلية، حيث أن شبحها يستمر في تأريق الوعي، مع كل ما يحمله من حواشي الدمار وواجهات الأبنية المبقورة والجدران المزينة بآثار الحرب وأكداس الحصالة والنفايات، كما الأعشاب الضارة التي احتلــت الأمكــنة التي كانــت حــية ذات يوم.
    يعود شبح ذلك ليحيا من جديد مع الأحداث الأخيرة كما في كتاب «كلب نفق من بعده» لجان رولان (منشورات pol عام 2009) الذي يتوقف للحديث عن لبنان، من ضمن البلدان الأخرى التي تحدث عنها في كتابه، أثناء أزمة صيف 2006، ليرى في الأحياء السكنية المقصوفة «حيوات الناس بأسرها التي تفتتت إلى قطع مبعثرة نبحث فيها ونحن نسير فوق هذه الحصالة». في أي كتاب (من هذه الكتب) نعود لنجد توصيفات مماثلة كما نجد إشارة إلى الحواجز، وإلى الطلقات المعزولة وإلى «أراغن ستالين»، في برج المر أو «الهوليداي إن».
    ما من كتاب يقدم بيروت على أنها ضحية التاريخ، إلا أنها كلها تندد بالعنف الذي كان مسرحها، وحتى رحمه، وفق البعض الآخر. حتى أننا نتفاجأ في بعض الأحيان بالعقاب الذي ينتشر أحياناً كما عند برنار فاليه على سبيل المثال، الذي يضع المدينة، بشكل تام، ضمن المدن الملعونة، أو كما عند أوليفيه رويه، حيث نجد أن شخصيته الرئيسية، التي كانت في الطائرة التي تقله إلى بيروت، كانت تمارس حدّتها، أحياناً على المدينة زمن الحرب وأحياناً على عملية إعادة الإعمار المهتاجة في تغطية الجثث المتوارية في الثرى من دون الاهتمام بذكراهم. إن كتاب «مشاهد مع شجر النخيل» هو بمثابة زيارة للرعب، رهان على موت بلد يأتي ليلاحق كوابيس الراوي. يكتب ج. ل. مانيان في «ضد لبنان» (منشورات فيرتيكال 2004) بأن المليشيات كانت تتقاتل «لا بوحشية، بل بسادية». يصف ماتياس إينار في «دقة الطلقة» (منشورات «أكت ـ سود» 2003) كما ريشار مييه في «الاعتراف السلبي» (غاليمار 2009) مشاهد على حافة اللامحتمل.
    المونولوغ الداخلي

    إن الاضطراب الذي تسببه تجارب مماثلة يقاس بالمد السديمي للمونولوغ الداخلي الذي نجده عند أوليفيه رويه (في كتاب «خطأ من الأساس»، منشورات أليا 2003) كما عند ماتياس إينار حيث أن روايته «منطقة» (منشورات أكت ـ سود» 2008) مكتوبة بجـــملة واحدة تقع في 517 صفحة، كما لو أن أي قصة متناســـقة لا يمكن لها أن تتماثل مع هذه الأحداث التــــــي تفقـــد الأحاسيس وتتحـــدى المنطق.
    تقف هذه الصورة (التي نجدها) على تناقض مع ما كان أدب القرن التاسع عشر قد حفظه، إذ أن هذه المدينة تفقد في أحيان حتى اسمها: يسميها جان لوي مانيان، وبشكل لا مبال، إما بيروت وإما باسم امرأة: «تشبه كلير بيروت بما أنهما الاثنان، قد خربتا، قد أعيد إعمارهما من جديد، بما أنهما يحملان اسميهما بشكل سيئ، يحتملان، بشكل سيئ، حجمهما وفاكهة إغوائهما». لا يحدد ماتياس إينار في «دقة الطلقة» المدينة التي يتمركز فيها القناص، أما روايات أوليفيه رويه فلا تسميها (لكننا نجد، في الطائرة، أن جار الراوي، يدعى بيرو Biroult )، ونحن لا نعرفها إلا عبر بعض الشارات وبعض المعلومات التي يعطيها للصحافة الأدبية إذ يرفض رويه أن يضيف أي شيء أكثر من هذا: «عام 1990، هربت مع أمي وشقيقتي من بلد في حرب كي أقيم في باريس. كنت في السابعة عشرة من عمري. وبعد سنة في دراسة الحقوق في أساس، عدت لفترة سنة، إلى هذا البلد الذي لا أريد أن أسميه، قبل أن أعود إلى فرنسا». بيد أن بيروت تظهر أيضا في هذه الكتب كما لو «أنها المختبر الموسوم لكل الحروب القادمة»، على قول أوليفيه رويه. إذ أن ما دار بين 1975 و1990، عدنا وشهدناه في يوغوسلافيا السابقة وكوسوفو وحاليا في العراق وأفغانستان كما في أماكن أخرى. حين أعاد برنار فاليه العمل على «مشاهد مع أشجار النخيل» من أجل نسخة موجهة لكي تقرأ أمام الجمهور، بدل الكاتب اسم المدينة مثلما غيــر عنوان الكتاب إلى «الحفلة الأولى» كي يظـــهر بأن لبـــنان كان مكان الحفلة الأولى لكل المآسي التي أتت بعد ذلك. في «منطقة» نجد ماتياس إينار وهو يمزج العنف في لبنان مع العنف في البوسنة وكرواتيا وفلسطين كما في أمـــاكن أخرى. بينما يستدعي أوليفييه رولان في «نمـــر مـــن ورق»، وفي الوقت عينه، بيروت وسراييـــفو، اللتــين نعود ونجدهما معا في كتاب «لبنان مضاداً»، إذ تصبـــح المدينتـــان توأمتين في التاريخ.
    تلح هذه الروايات على التجربة التي يشكلها العنف الأقصى، إذ ـ وبعيداً عن الراوي الطفل الذي نجده في كتاب «علم صغير» لأوليفه رويه (غاليمار 2009) – أن كل الشخصيات متورطة في هذا الحرب. أكثر هذه الروايات التي تشهد على هذه الحرب هي الرواية الأخيرة لريشار مييه «الاعتراف السلبي» (غاليمار 2009) التي تتابع في بيروت استيهاماً مسارياً موجهاً «لعرك» الراوي الذي كان مقتنعاً بأنه «يتوجب علينا من أجل الكتابة أن نكون قد عرفنا الحرب» والذي يشبه الكاتب بالقناص: «طيلة حياتي اللاحقة مضت وأنا أحاول أن أقول ما شاهدته ببندقيتي القناصة»، على الرغم من أن مييه هو الوحيد الذي مدح بيروت في كتبه وأبحاثه السابقة. إذ أننا نجد في «الإحساس باللغة»، و«موسيقى سرية»، و«بيروت» و«شرفة على بيروت» و«الشرق القاحل» احتفاء بمدينة أكثر حسية، مرتبطة بذكريات الطفولة السعيدة، عبر كتابة متحررة بالكامل من عدوانيـــة الـــروايات: «لا أسير في المدينة بكوني روائياً» هذا ما يكتـــبه (مييه) في «شرفة على بيروت» حيث يضيف: «بل أعود مـــشاءً صغيراً في بيروت».
    إن العنف الذي تثيره بــــيروت هو في النهاية على مستوى الخيال التي كانت تمثلها والتي حطمتها الحرب الأهلية، ألم تكن كما كتب مييه «عند ملتقى اللغات والديانات والضغائن الكبرى»؟ لكن هذه الحملة (أو الملتقى) لم تكن ذات ضغينة على الدوام: إذ عرفت المدينة، كما كانت الأندلس في الماضي، تعايـــشاً مســـالماً بين الثقافات. لذلك إن الأدب الذي يلح على تراجع هذا الانقلاب إلا لأنها لا تنتهي من حمل الحزن ومن رؤية التهديدات تنتشر حول العالم. ما هذا العنف إلا على قياس شغفنا المقتول في سبيل مدينة جريحة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de