|
كيف تسعد اسرتك ؟
|
حتى بعد الزواج فإنّ العزوبية تظل صفة مستديمة عند كثير من الرجال لتنطبق عليهم المقولة – بعد التعديل – (قايم بي عزوبيته) ويتضح هذا بعد أن يقضي عقداً من الزمان في الحبس الثنائي المؤبد مع حرمه المصون، بحيث لا ينفع تعليمه الواجبات البروتوكولية تجاه نفسه أولاً بترتيب الأشياء خاصته، وغالبا ما تشهد هذه المناطق اشتباكات تنتهي بألفاظ تهدر دم عزوبيته، وتصفه بالهمجية، وعدم التحضر، إذ أنّه دائم السؤال عن فرشة أسنانه، وعن ماكينة الحلاقة، وعن حذائه، وهو يخلي المنطقة خارجاً إلى العمل بفرحة ظاهرة تشبه خروج التلاميذ من المدرسة إلى بيوتهم. والعزابي الأصيل يحب العمل، وخاصة العام، ويكون مخلصاً فيه لا يرجو منه عائداً مباشراً أو غير مباشر سوى تحقيق أهدافه المعلن عنها في برنامج ذلك العمل، وهنا تكمن القضية الشخصية المبدئية بالنسبة له، وأكثر ما يمقته العزابي الأصيل مسألة المراسيل (أمشي جيب وأمشي ودي) ولأنه رجل (خملة) يمكن أن يقف مع أي أحد لمجرد الونسة، حتى يفقد المرسال أهميته بأن تتبخر و (تحسى موية الشاي لمّا تنقد الكفتيرة) أو أن (يحرد) أحد الأبناء الوجبة لأنّ الرغيف تأخر، و هو لا يهمه كثيراً، طالما أنه (ترسّل)، ويمكن أن يعاد المرسال لأنه نسي الظهرة، أو لم يغش المكوجي لإحضار الثياب. O ياولدي إنت ما جبت ليك مرة وعيال والله بسألك منهم.. الجري البلا فايدة ده لي متين؟ - والله يا أمي أنا ما شايف في مشكلة... المرة دي جنّها نقة، ودايراني أقعد أصاقرها كده هي و أولادها.. بس هي توريني أنا مقصّر منها و أولادها في شنو؟ O بس إنت جيتني في محلي هي بتقول إنت ما فاضي للأولاد لاك متابع قرايتم لا بتسوقهم تفسحهم زي أولاد أخوك التاج ولا بتمرق بيها هي على أصحابك عشان تتعرف بي نسوانهم و... و... - يا أمي أصحاب شنو ونسوان شنو؟ الأولاد ديل أنا بعمل ليهم برنامج أسبوعي بوديهم الحدايق وأفسحهم... هي خليها تمرق على الجيران ولا تمشي تشوف أهلها.. بس النادي ده ما تجيب سيرتو لأنو أنا الأسستو قبل ما يلدو أمها ذاتو. هذا الحوار يدور بشكل شبه يومي بين إسماعيل وأمه بينما ناهد زوجته المغلوب على أمرها تراقب بأذنين كبيرتين ما سوف ينتهي إليه الحوار، وفي كل الأحوال يخيب ظنها، و يخرج إسماعيل معكننا من المنزل، قاصداً النادي والذي هو سكرتيره.. يخرج إليه مبكراً ليطوف على حديقته ويتأكد من سقاية الأشجار ونظافة الميدان، حيث ترابيز الكوتشينة والضمنة. وبمجرد خروج إسماعيل من المنزل تخرج ناهد ( مدبرسة ) لافحة توبها والذي يكون نصفه على الأرض وهي تحمل طفلها في صفحتها وآخر باكياً جارياً وراءها إلى جارتها السيدة التي تتمتع برجل بيتي هادئ مثقف حالته شبه ميسورة.. تجدهم جميعاً في البرندة يشاهدون التلفزيون او يتناقشون في مسائل عامة، وكانت ناهد متعلمة وتشاركهم النقاش الجاد إلا أنّها بينها وبين نفسها: عليك النبي الراجل ده ما وهم؟ شوفي الناس ديل بي بيتهم الضيق ده قاعدين متفاهمين كيف؟ هسة إسماعيل ده كان خت الرحمن في قلبو ما ممكن يسوي النادي ده في بيتهم الكبير ده والناس يجوه بدل ما يمشي ليهم... وبعد أن تتم ونستها تعود لبيتها تفكر في طريقة تجعل إسماعيل لا يخرج من البيت بعد عودته من العمل أو على الأقل يكون بجوار أسرته.. وفكّرت في اقتراح رحلة أسرية مع جارتهم السيّدة وزوجها وأولادها حتى يغير إسماعيل من زوج السيدة ومعاملته لزوجته وأولاده .. وافق إسماعيل على مضض.. وفي اليوم المحدد استأجروا أمجاد، وتوجهوا نحو الحدائق وبينما الونسة ضاربة في مختلف المحاور والأولاد يمرحون رنّ هاتف إسماعيل: - ياسمعة وين إنت معانا ضيوف في النادي من جمعية (رفاهية الأسرة)وعاوزين يعملوا أسبوع ثقافي بالتعاون مع النادي، وتناقشنا معاهم، وقررنا نعمل أسبوع ثقافي تحت شعار (كيف تسعد أسرتك) بس منتظرين تجي عشان نشوف الترتيبات؟ هنا وجّه إسماعيل الكلام لزوج السيّدة : معليش زيارة مفاجئة من جمعية ( رفاهية الأسرة) في النادي أنا مضطر أمشي.. ما أوصيك وأتمنى ليكم أمسية سعيدة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تسعد اسرتك ؟ (Re: عمران حسن صالح)
|
ياخال احوالك المجاجاة فضلة خيرك ... وتذكر ان الوضع ربما يكون اسوأ عشان كدة كان عندك حاجة امرقها.. وتاني كان تشوفني هنا : ده يقوم في الظلط
عمران ... سلام نحن بقينا في البلد دي نلخبت بين الفصول زي ما الزول ملخبت بين طفولته وصباه وشيخوخته
استاذ عبدالرحيم اخبارك و .. العيال
| |
|
|
|
|
|
|
|