بعد توقيع اتفاقية السلام السودانية2005م كان التفاؤل كبيرا في كل شرائح المجتمع السوداني بانه أن الاوان ان نتجه الي التنمية الشاملة في كل ربوع البلاد و ان نعيش في وحدة وطنية قوية و عدالة اجتماعية و سياسية و ان تنصب كل الجهود في لم الشمل السوداني. و لكن بدأ هذا التفاؤل يقل تدريجيا لان كل من الشريكين في الحكم لم يكن مهتما بامر الوحدة الوطنية سواء أكان ذلك من ناحيةالتنمية بكل انواعها او من ناحية اشاعة ثقافة الوحدة الوطنية بل كان جل وقتهما في المشاكسة و المكايدات السياسية و نتج ان هذا الوضع المزري بان اصبح تفكير الاخوة في جنوب السودان في اتجاه الانفصال و كان ذلك واضحا في افتتاح عدد من مكاتب التمثيل الدبلوماسى في الخارج اضافة الى لغة و نبرة الانفصال في الخطب السياسية للحركة الشعبية و بعد ذلك اصبحت ملامح الدولة الجنوبية فى الظهور شئيا فشئيا الى ان قطعت تصريحات السيد سلفاكير نائب الرئيس السودانى الشك باليقين و الدعوة صراحة الى الانفصال و لذلك ربما سنشهد في المستقبل القريب ميلاد دولة افريقية جديدة في جنوب السودان و الادهي و الامر من ذلك بان مصير كل من جبال النوبة و جنوب النيل الازرق سيكون مجهولا بالتاكيد،و ذلك لوجود ثلاثة احتمالات في الافق . فاما ان تنضم كل من جبال النوبة و النيل الازرق بالمشورة الشعبية الى الدولة الجديدة في جنوب السودان و هذا الخيار صعب . اوان تعيش في وحدة مع الشمال و لكنها وحدة قد تكون ملئية بالمرارات و الظلم و التهميش و عدم المساواة. و اخيرا ميلاد دولة جديدة ثانية تضم كل من جبال النوبة و النيل الازرق و ربما دارفور. و ها هو تفتيت الدولة السودانية اصبح أقرب الى الواقع منه الى الخيال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة