|
هل وصل بنا الحال لهذا الحد؟؟؟
|
منتصف الأسبوع الماضي وأثناء ساعات العمل الرسمية أتصل بي الـOperator على مكتبي قائلاً بأن أحداً من الجنسية السودانية يريد مقابلتي. دخل الرجل، وكان في هيئة يرثى لها: وجه ينضح بالوهن، يرتدي جلابية ممزقـة، وفوق رأسه وضع طاقية لا يمكن أن تميز لونها من أثر الوسخ، ينتعل حذاً قديماً بالياً، رجلاه متعبتان من أثر المشي كما يظهر من التشققات الواضحة أسفل القدم ... المهم دخل الرجل وجلس على الكرسي بعد أن سلم ثم بدأ مباشرة في سرد قصته: - والله يا إبن عمي أنا ما بعرفك، لكن طالما إنت سوداني نحن كلنا في الغربة أهل... الحقيقة أنا جاي من منطقة بعيدة وفي الطريق تعبت زوجتي وهي الآن بالمستشفى، وناقصة لي قروش بسيطة جداً ... قلت ماعندي حل إلا أطرق باب أقرب سوداني وبالفعل لقيت نفسي قريب من شركتكم دي ودخلت. قبل أن يكمل قصته فهمت المطلوب. ولأن ملامحه كانت تؤكد حاجته الشديدة أعطيته الفيها النصيب وخرج منفرج الأسارير ... وانتهى الموضوع عند هذا الحد. بعد قليل دخل أحد الزملاء وهو سوداني أيضاً .. سألني: - الزول الطلع قبل شوية دا كان معاك.. - أيوه نعم - هل ذكر لك كذا وكذا (كانت نفس التفاصيل التي سردها لي الرجل). - نعم ,,, صحيح، كيف عرفت؟ - ياخي دا نصاب كبير ... - معقول؟ - الراجل دا قبل شهرين جاءني وذكر لي نفس القصة .. وقبلها سمعت أنه مر على زميلنا الآخر وحكي نفس القصــة. إذن انطلت عليّ حيلة ذلك الرجل. معقول!! هل وصل بنا الحال لهذا الحد ؟ هل هذه حالة فردية معزولة، أم أنه أسلوب إجرامي جديد بدأ يأخذ طريقه مثل غيره من الأساليب التي انتشرت مؤخراً للأسف الشديد ؟؟... كانت تقابلنا حالات كثيرة مثل هذه ولكن من جنسيات معينة، أما أن يصدر هذا السلوك من سوداني، فهذا أمر جديد ومنعطف خطير. حتى الممارسات الإجرامية التي تصدر من سودانيين في المهجر لم يكن بينها التسول بهذا الشكل المشين.. اللهم نسألك اللطف ..
|
|
|
|
|
|