كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 اسماء في خيباتنا ..استضافة احمد عبد الرحمن محمد نموذجا
|
مهندس جبريل حسن
السودان ضيق مقولة طالما رددها السودانيون الذين يعرفون بعضهم بعضا كما تعرف الأم وليدها وفي السياق حدثني موظف سابق بوزارة الزراعة يعرف ضيف الجزلي قبل اكثر من عقدين من الزمن وزامل السيد/ احمد عبد الرحمن حدثني عنه ****ط مجلس سكن معهم في ميز عزابة عندما كانوا في اروما ، كان احمد كما يحكي محدثي، مسالما ولا يعنيه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الاخو المسلم ما يجري في الميز من شرب للخمور وغير ذلك بل كان في بعض الأحيان يغلق غرفته عليه ويسد هذه بطينه من الوادي الكبير والاخرى بعجينة من ذات الوادي ويبدو ان الأستاذ احمد منذ ان كان شابا وقتئذ اعتاد على مسك العصا من النصف والسير مع التيار (جهة ما يوديه يوديه بس أين مصلحته هو الأهم)ويبدو انه لم يتغير كثيرا حتى هذه اللحظة وبعد أن أضحى كهلا ومن مسكه العصا صار منسيا حتى وسط الجماعة التي يلوح بأنه من قادتها ولهذا سقط في انتخابات المكتب القيادي للنظام الشمولي.
شاهدت المقابلة التي أجراها معه مقدم أسماء في حياتنا . وفي اعتقادي اذا رأى رجل مدينة كاس بجنوب دار فور- الرجل القوي المرحوم ابو منصور ؛ إذا رأى احمد متحدثا لنصحه نصيحة قيمة ولقال له (كن زينة للمجلس ولا تكلمي ).
كنت في مدينة ود مدني عندما غارت طائرات ودبابات مايو بقيادة الدموي السفاح المعروف وقد تجمع الانصار من كل أنحاء السودان في جزيرة أبا بعضهم جاء من كردفان لا يحملون شيئا غير العصي وجاء آخرون من كل بقاع السودان يتمنون المشاركة الوجدانية في المعركة التي حدثت يومئذ بين الأنصار العزل وبين نظام مايو المدجج بالسلاح والحقد الأعمى وجرت معركة ذكرت الناس بمعركة كرري من حيث حجم الحقد ومن حيث حجم عدم تكافوء القوة النارية ولكن الفرق أن معركة كرري خلدها الشعراء والأدباء ومعركة الجزيرة ابا لا يزال بعض الذين نفذوا الابادة الجماعية فيها اعضاء في نظام الانقاذ . وقد سافرت في تلك الايام الي الخرطوم لمعرفة ما الذي حدث في ود نيباوي وللاطمئنان على بعض أقاربي من أنصار الله وبينما انا في الباص شاهدت وعايشت المعاملة الغير وطنية والتي لا تليق بكرامة بل والمشينة والغير انسانية التي واجها بعض اهل الغرب بتهمة أنهم أنصار بل كل الذين يميل لونهم الى السواد أو يكسرون (العربي)، فقد كان الأمن ينزلهم من على البص قهرا. وأحيانا يجرون كالخراف لمجرد الهوية أو اللون ولكنهم أخوان مقنعات لم يكونوا ليستسلموا لجلاديهم كانوا (يورورون) لهم وكانوا أشبه بالأسود في أقفاص صياديها وعندما وصلت لود نيباوي حدثني العم المرحوم محمد شعيب عديل وكان صديقا لرئيس وزراء الحكم الوطني السابق البيك عبد الله خليل حدثني بحرقة عما لهم وما حدث خصوصا لعجائز الانصار القاطنين في ساحة مسجد ود نيباوي ، كانوا يصطادون كالكلاب الضالة بالأسلحة الحية ويطاردون في الازقة ثم جاءت مجزرة قادها الشيوعيين على المسجد واستباحوا فيها الأطفال وأهل القرآن لم يكن من بد غير الرد على الجلادين فكانت الثورة التي قادها العميد محمد نور سعد ولكنها حين لم يكتب لها التوفيق أعقبتها إبادات يندى لها الجبين وحدثت فيها احداث دفن فيها الناس أحياء واحداث يندى لها الجبين والضمير الوطني إن كان ثمة ضمير ومع كل هذا السجل المخزي قبل السيد احمد عبد الرحمن محمد ان يكون وزيرا للشئون الداخلية في نظام مايو الدموي والشيء بالشيء يكر، وبما ان المصلحة التي كنت اعمل فيها كانت تابعة للشئون الداخلية زارنا الأستاذ احمد في المصلحة و كان في غاية الاناقة ولهدهشتي لم يكن عنده ثمة شيء يقوله وليس عنده ما يدمه فوقف له كل الموظفين الموجودين ولكنني انا امتنعت عن الوقوف وقد كنت الجالس الوحيد وذلك لقناعتي ان امثال احمد عبد الرحمن محمد لا يستحقون الاحترام ناهيك عن الوقوف لهم ولقد لامني البعض على هذا المسلك ولكن للمفارقة لم يتخذوا ضدي أي اجراء واعتقد ان هذا هو احد فوائد ان تكون مجهول الانتماء ولا تكشف عن مواقفك الحقيقية في الأوضاع القمعية وإن لزم فإنك تستطيع أن تعبر بما عبرت به عدم احترام من لا يستحق الاحترام لأنه في الأوضاع القمعية ما أسهل على أحمد عبد الرحمن أن يقول هذا أنصاري ومعارض وترمي نفسك تحت براثن من لا يرحم ومن المؤكد ان الكتمان مفيد، أقلها في التجارب التي مرت علي ، وأذكر أنني كلفت احد الزملاء ان يكتب تقريرا شهريا دوريا عن أداء المكتب فكتب مقالا عن أفضال الرئيس القائد البطل الذي سجل زيارة للمنطقة ولم يكن أمامي سوى تمزيق هذا التقرير سرا واستبدلته بتقرير بخط اليد وارسلته دون ان يدري بما حدث.
وكل شمولي أسوأ من سابقه، جاءت الانقاذ وكانت اكثر دموية من كل الانظمة التي سبقتها واكثر فسادا وللمفارقة ظل الأستاذ احمد عبد الرحمن من سدنتها لم نسمع منه اعتراض على الحملات الجهادية التي طاردت الأطفال وقتلت التلاميذ في العيلفون وحصدت اطفال في الجنوب والشمال والمدهش أن احمد لم يفارق المنصب زهاء عقدين من الزمن ولم يتغير عن احمد الذي كان يساكن العزابة في ميز اروما الذي اشرنا اليه ولهذا حديثه في قناة الانقاذ المسماة كذبا تلفزيون السودان (القومي)لا تنفي مسكه العصا من النص بقدرما تؤكدها فنحن لم نستطيع ان نحدد قطعيا انه مع الشيخ الترابي ام مع المشير أم هو في الظل لاقتناص الفرص ، هذه الحلقات صورته بأنه رجل لا مواقف واضحة ولا مشرفه له إنه يجيد الاختفاء وراء الاكمة . الأستاذ احمد ليس له قول فصل أحيانا هو مع الديمقراطية وأحيانا ضدها وأنه يحمد الله ويشكره لبلوغ الانقاذ عامها الواحد وعشرين ووافق على قول مقدم البرامج على ان من ينكر انجازات العسكر في خلال الثلاثة وأربعون عاما التي حكمونا فيها مكابر ، ولكننا نقول في عام 1960 تزوج باراك حسين اوباما والدة رئيس امريكا الحالي البيضاء وقد كان هذا عمل محرم في بعض الولايات وقد يؤدي للشنق والتعليق بحبل في الشارع وباراك كان غير مسموح له ان يركب حافلات البيض واليوم هو الرئيس ، اليابان تطور اقتصادها وصار ثالث اقتصاد في العالم والصين وجنوب شرق اسيا ودول الخليج تطورت تطورا مذهلا وكل شيء تحرك الى الامام, بل إن اكتشاف الفضاء والوصول الى أي كوكب من كواكب الارض صار سهلا وممكنا وكل شخص في أي قرية صار في امكانه ان يمتلك جوال ويتواصل مع أي نقطة في العالم ويمكن للفرد أن يتواصل بالقوقل وان يشاهد ما يحدث في أي قرية أو شارع في العالم . نقول هذا لنقارنه مع ما حدث في السودان أثناء وبعد حكم العسكر القاسي الطويل وفي عهد المشير البشير خاصة ، لقد اصبح السودان دولتين وكل دولة مدججة بالسلاح حتى اسنانها وباعت الانقاذ الاراضي الحكومية والمرافق المملوكة للدولة باخس الاسعار لنفسها وللأجانب وظهرت في كفوري فللها الرائعة التي يملكها فقراء قرويين قيل انهم (نزحوا) من قرى الشمال البعيد المحظوظة، فقد شيدها لهم ابن القرية البار، وفي ظل حكم الإنقاذ انهارت السكة حديد وكثر سقوط طائرات الانقاذ ، وانهار مشروع الجزيرة وصار صحراء كثرت فيرانها والرئيس العسكري متهم بجرائم تهز فرائص من يسمعها ومع هذا هو مرشح للرئاسة ومع التقدم المزعوم فإن ملايين السودانيين ينامون في العراء تهاجمهم رمال الصحراء دون رحمة واذا كان هذا هو الوضع في السودان اليوم الا يحق لنا ان نقول ان احمد وجماعته أسماء في خيباتنا .
جبريل حسن
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اسماء في خيباتنا ..استضافة احمد عبد الرحمن محمد نموذجا (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
| Quote: وقد سافرت في تلك الايام الي الخرطوم لمعرفة ما الذي حدث في ود نيباوي وللاطمئنان على بعض أقاربي من أنصار الله وبينما انا في الباص شاهدت وعايشت المعاملة الغير وطنية والتي لا تليق بكرامة بل والمشينة والغير انسانية التي واجها بعض اهل الغرب بتهمة أنهم أنصار بل كل الذين يميل لونهم الى السواد أو يكسرون (العربي)، فقد كان الأمن ينزلهم من على البص قهرا. وأحيانا يجرون كالخراف لمجرد الهوية أو اللون ولكنهم أخوان مقنعات لم يكونوا ليستسلموا لجلاديهم كانوا (يورورون) لهم وكانوا أشبه بالأسود في أقفاص صياديها |
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر عبد الله فضل المولى
saif massad ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست