نقلا من موقع كاد بلاغ ضد الانقاذ مداده دماء المسيرية والرزيقات ..! بقلم / الطيب الزين/ السويد
كم هو مؤلم ومؤسف وصعب على المرء حينما يرى الابرياء من اهله وبني جلدته ووطنه يموتون في البرية ، هناك في خلاء الله، دون ادنى اهتمام او رعاية صحية، أو يقتتلون في بئر ماء لشرابهم، او لسقاية ماشيتهم، او ملكية شجرة صمغ او في حدود مرحال ، امر يثيرالحزن والاسى والرثاء !! لذلك لم اجد من الالوان سوى اللون الاحمر لأكتبه باللون!
وإن كان اهلنا في الصغر لم يعلموننا البكاء وسيلة للتعبير عن مشاعر الرجولة، لكن الفطرة الانسانية تقول: ان البكاء المر هو اصدق وسيلة للتعبير عن مشاعر الانسان.
في هذه الايام كم بكت الديار والطبيعة هناك.! بكت الاشجار والحيوانات، والعصافير والصغار، كم بكى الغرنوق وبكت القماري،، كم بكت المسارات والمصايف والرهود واماكن الدمر،، كم بكى الاحرار والشرفاء على الارواح البريئة التي ازهقت بلا ذنب جنته،، كم من إمراة فقدت زوجها ،، كم من طفل فقد ابيه،، كم من انسان بريء خرج ذلك اليوم ولم يعد لاهله...؟ انها المأساة!!
المأساة ،، بقدر ما خلفت الكثير من الاحزان والاشجان التي عرفتها ديارعيال عطية، الرزيقات والمسيرية،هذه الايام، ايضا اثارت الكثير من علامات الاستفهام...؟ حتماً
لن تكون الاخيرة ،، إن لم يحكم الاهل وعقلائهم عقولهم ، ومن ثم ينظروا الى المستقبل،، حتى لا تتكررالمأساة مرة اخرى!
الطرفين المسيرية والرزيقات هم اهلي واعرف طبيعتهم تماماَ، كما اعرف نفسي، انهم قوم لا يقبلون بالذل او الهزيمة واقعا لهم!
طبيعتهم لا تعرف، إلا احدى الخيارين إما النصر وإما الشهادة...! نعم هذه طبيعتكم اهلي عيال عطية، أنتم اهل حارة، وحمية مظلوم، لا تقبلون بالظلم، ولا تقبلونه لمن يحتمي بكم ،، فما بالكم اذا كان اريد له ان يكون واقعا لكم..؟
فأنتم حتما ستواجهونه بكل ما اؤتيتم من قوة وصلابة وعزم وشجاعة قلما عرفها التاريخ ..!
وحتى لا تذهب المأساة هذه المرة كحال سابقاتها من مآسي الماضي القريب والبعيد التي عرفها اهلنا الذين اعطوا لهذا الوطن بلا حدود، نقول: وبالفم الملآن انها واحدة من مؤامرات الانقاذ سواء بالتخطيط او بالتؤاطو، بغض الطرف عمن دبر وخطط لهذا المأساة.. لذا اعتبر هذا المقال بمثابة بلاغ مفتوح ليس في مقرات الشرطة في السودان ولكن في عقول وضمائر كل السودانيين ولاسيما الوطنيين منهم ،، انه بلاغ قلمه مخروط من هياكل شهدائهم ومداده دماء المسيرية والرزيقات.. ضد الانقاذ والاطراف التي حاكت هذه المؤامرة الخبيثة، وفيه رسالة عتاب لابناء القبيلتين، بل كل ابناء الهامش، الذين ارتضوا، لانفسهم، واقع التبعية، بدلاً، من قيادة اهلهم الى ما فيه واقع الخير والامن والاستقرار، والذي لن يكون بالمقدور تحقيقه، ما لم يحدث تغيير في المعادلة التي فصلت الامور بحيث قسمت ابناء الوطن الى حاكم وتابع،، الى صيغة جديدة ومقبولة ، ومن ثم تحقق الامال والتطلعات، بحيث يصبح الحاكم محكوم بارداة الشعب والقوانين والدستور.
هذا الامر إن حدث من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في طريقة التعاطي مع الشأن الوطني العام، تضمن المشاركة والندية .. التي تمكن الجميع من الاضطلاع بواجباتهم ومسؤولياتهم ، ومعرفة كيف تسير الامور ، وتوزع الخيرات والعائدات بين ابناء الوطن الواحد..! حتى لا يصبح الانسان مضطرا لان يدخل في صراع مع اخيه لكي يحصل على جرعة ماء او قطعة ارض له او لماشيته، في بلد حدادي ومدادي مساحته مليون ميل مربع، وخيراته اذا ما احسن استخدامها ستغطي حاجته وحاجة العالمين العربي والافريقي بل وتسد فجوة كبيرة في الامن الغذائي العالمي.!
لذا اناشد اهلي،، واقول كفى اقتتالاً..! حتى لو كان حول القصر الجمهوري او في الطريق اليه، لماذا تقتتلون...؟ هل صحيح كما يقال، انكم تقتتلون حول حدود آبار البترول ...؟
هل لانكم ستستفيدون منه مستقبلاً سواء تبع لدارفور او كردفان..؟ وقبل ان نذهب الى المستقبل دعونا نسأل ..هل استفدتم مما هو موجود لديكم ..؟ هل تغيرت حالكم واحوالكم..؟هل حدثت تنمية في مناطقكم التي تفوح منها رائحة الموت منذ ان سمعنا ان هناك ثمة سلام بين الشمال والجنوب.. من طرق ومشاريع زراعية عملاقة ومصانع ومستشفيات ومدارس..؟ هل تم توظيف ابناءكم في الشركات العاملة في مجال البترول ...؟ او الشركات المساندة لها سواء الوطنية او الاجنبية..؟ هل قلة نسبة الامية في المنطقة..؟ والفاقد التربوي..؟ هل انحسرت مساحة الفقر والعطش..؟
هل تعرفون كم عدد براميل البترول المستخرج من المنطقة...؟ وكم هي العائدات بالعملات الصعبة...؟ وفاي اتجاه تذهب..؟ وكيف يتم التصرف فيها..؟ ومن يتصرف فيها..؟
انها اسئلة ليست كثيرة فحسب وإنما هي حارقة وكاوية لكل من يتلاعب بامر البلاد والعباد..؟ وحارقة ايضا لكل ساكت عن قول الحق في هذا الزمن الخنيث..!
وكم هي نسبة الفائدة التي تحققت لكم منذ ان تحقق ما سمى بالسلام..؟ وقبله يوم قيل لنا انه بدأ تدشين النفط او بالاحرى شفطه وتنشيفه...؟ حتما الحصيلة صفراً كبيراً...!
اما من ناحية التضحيات والخسائر، فحتماً أنتم اصحاب الحظ الوافر.. امر يقتل بالغبينة ان تأكلوا مرها ولا تذوقوا حلوها... وسؤال مثل هذا نتوجه به الى الذين بيدهم القرار او تابعيهم من الانتهازيين، هل حفظتم في دفاتركم وسجلاتكم كم عدد الضحايا من هذين الطرفين اللذين نخصص لهما هذا المقال ..؟
واذا كنتم حفظتم ذلك فمن هي الجهة التي دفعت فاتورة كبيرة من الارواح والاموال والوقت والجهد والطاقات وفرص بناء المستقبل...؟ اكثر من هاتين القلبيتين المسيرية والرزيقات ، وبخاصة المسيرية..؟
الذين ظلوا ينزفون دماً في كل الجهات، فمن جهة حرب في الجنوب، والشاهد احداث ابيي التي راح جراءها المئات وكإنما البترول الصادر من هناك سيذهب الى جيوبهم، وليس الى أناس في المركز، تحتل المنطقة وانسانها ذيل اهتماماتهم،لذلك يخططون لادامة اجواء الاستقطاب السياسي الذي يمارسه شريكي ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، هذا الاستقطاب الذي كان ومازال مؤثراً بل وعاصفاً بامن وباستقرار المنطقة ولا ادري ماذا تخبء الايام القادمة في حال صدور قرار لا ليس في صالح المنطقة وما عرفته من ماضي حافل بالتداخل والتعايش السلمي بين المسيرية والدنيكا..؟
ومن جهة ثانية هناك حرب بالوكالة في جبال النوبة بين المسيرية والنوبة أيضا سببها حالة الاستقطاب التي لا يراد لها ان تنتهي، فبالأمس كان الاستقطاب حاداً بين حزبي الامة والاتحادي الديمقراطي، وبعض الاحزاب التي تدعي التقدمية ، والتي لم تعرف منها سوى الاسم.. ، واليوم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتي كانت في حصيلتها خصماً على الارث التاريخي لسكان هذه المنطقة..!!
والآن حرب جديدة،، معلون ابوك يا سياسة ويا مصالح..!! أنها حرب كسر العظم، بعد تجريده من اللحم،، لذلك تم تهيأت اجواءها وظروفها بين اولاد الراجل الواحد، عيال عطية، ليس هذا فحسب وإنما المخطط هو استهداف كل الوجود العربي في بادية كردفان ودارفور ولعل ما وقع اخيراً من مأساة، واحدة من تجلياتها.
لذا عليكم ان تنتبهوا يا ابناء جهينة بعد ان تم توظيفكم في الماضي لخدمة مخططات، ثبت فشلها بعد ان فقد من بيدهم القرار بوصلة الاتجاه، في اعقاب اليقظة التي تجلت في مواقف ابناء الهامش تجاه سياسات نظام الخرطوم ومن سبقه من رموز مارست التضليل والتجهيل، لتبقوا حيث انتم بلا نور او معرفة، لذلك يصوبون هم اليوم بنادقهم نحو غابة الوحوش الحقيقية بعد ان ايقنوا انهم السبب في ما كل لحق ويلحق بهم وباهليهم من تخلف ودمار وكوارث تلاحقهم حتى في خلاءهم هناك..!
انها مؤامرة كبيرة يا اهلي لذا عليكم ان تواجهوا الفاعلين الاساسيين لها الذين هيأوا ظروفها وأجواءها ، الذين بيدهم مقاليد السلطة والثروة والقرار ومفاتيح الامن، هناك حيث اغبية الشر حيث تحاك خيوط المؤامرات لتكونون انتم الفريسة والضحية.. !
وإلا ما المانع الذي حال دون معالجة السلطة لهذه القضية وهي في مهدها...؟ ولماذا لم توضع قوات كافية من الجيش في منطقة كانت كل المؤاشرات تقول: بأنها في طريقها للانفجار..؟
يا عقلاء الطرفين من الرزيقات والمسيرية عليكم ان تفهموا ان المؤامرة قد تكون اكبر حتى من نظام الانقاذ الذي يحاول هو الآخر ان يخطط ويتكتك بطريقته المعطوبة لادامة التخلف والامية حتى تكونوا بعيدين عن مواقع صنع القرار، وإن شاءت الاقدار وجاءت بكم اليها، فحالكم واحلامكم لا يسمح لها ان تتجاوز ما حدد لمن سبقوكم من سقوف في السلطة والقرار بحيث في النهاية لا تقدموا او تأخروا كشأن البعض من ابناء المنطقة، الذين لا يجرؤون على ان يقولوا أن البغلة في الابريق..!
عليكم وانتم تواجهون هذه القضية التي راح من جراءها المئات من الابرياء، الذين نترحم عليهم حيثما كنا، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وكذلك نعرب عن تضامننا مع اهل الضحايا.
ومن هنا نناشد كل ابناء المسيرية والرزيقات بخاصة العقلاء منهم ان يتعالوا على الجراحات ويقدموا الدعم اللازم بشقيه المعنوي والمادي، حتى نخفف عليهم من الهيب النار والحرب التي طالت الضحايا وذويهم،، واما نحن الذين طالنا شررها فهو وان كان شررا فهو كاوي للدواخل والمشاعر ويجد منا ونار الحرب التي تطاير منها، ومن تسبب فيها كل الادانة والرفض.
يا اخوتي، كما قلت، ان القضية، اكبر من ذلك فهي مرتبطة بمخططات قوى دولية واقليمية ومحلية..جهات عديدة لها مصلحة في اثارت هكذا حروب بينية حتى تسهل عملية السرقة والتخريب الممنهج بتولية ولاة غير منتخبين من قبل الشعب وغير مرحب بهم من قبل الشعب، لخلقها لهكذا نزاعات قبلية لاذابة الطموحات والتطلعات الشعبية التي بدأت تتشكل وتبرز وتعبر عن نفسها، انها جهات خبيثة تصطاد في الماء العكر تخطط لادامة واقع التبعية والانتهازية، حتى تسهل عملية شفط الثروات وسرقة الخيرات والفرص.
لا يهمها في ذلك لا وطن او شعب او جماعات او افراد مهما تكلف الامر فهي ماضية في مخططاتها مادامت النتيجة النهائية هي الهيمنة والسيطرة...!
هذه هي الحقيقة التي يجب ألا تجرح احد.. وإن جرحت فهو كجرح الطبيب الذي هدفه العلاج ..اما السكوت عن قولها فهو مثل السكوت على الامراض الخبيثة التي ترتع في جسم المريض بلا قيد، وفي الاخير يتم التشخيص بأنه مرض عضال فتكون النتيجة الموت الاكيد.. ولأننا لا نريد للموت ان يرتع في دياركم بلا قيد ويحصد ارواحكم ليل نهار.. والمثقفين وعشاق السلطة من اهل الهامش لاهثين ولاهين.. هذا وراء المعيشة والآخروراء الهناء.. والاغلبية منكم تعيش كالقطيع لا تعرف الى اين تقاد .. ولا كيف تباد...!
وراءها المؤتمر الوطني ومن حين لاخر تتم مثل هذه التصالحات الجزئيه والامنية التي لم تستمر طويلا فدعتناللاطراف المعنية بالصراع ان تعي بماهيته وما وراءه وان تتمسك بتاريها القديم وتعايشها السلمي الموروث
شهدنا فقط في هذا العام اكثر من صلح للقبيلتين المذكورة اعلاه والسؤال اذن
ماهوالسر في عدم نجاح هذه الصالحات ؟؟؟ الاجابه:متروكه للقراء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ابراهيم بقال سراج
الغالى شقيفات
حافظ عبد النبى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست