|
في عز الليل أنا مساهر..
|
- (في عز الليل أنا مساهر) .. الرائع الشاعر الأنيق التجاني حاج موسى صاحب الكلمات العذبة و المفعم بالأريحية والتواضع كتب عشرات الأغاني لكبار الفنانين ، وأصبح رقما في خارطة وتاريخ الأغنية السودانية لا يمكن تجاوزه .. أغنية (في عز الليل) التي كتبها التجاني حاج موسي وتغنى بها الفنان النور الجيلاني والأستاذ عبد الكريم الكابلي تم أدائها بلحنين مختلفين وكلاهما يعتبر أروع من الآخر.. وهذه الحالة تتمظهر في عبقرية النص الشعري عند التجاني ، وقدرة الملحن السوداني في ابتداع لحن تكتب له الصيرورة مع الزمن .. وهذه دعوى مني للاستماع للألحان من الكابلي والنور الجيلاني . وقارنوا بينهما . وصوتوا للحن الأفضل . - التجاني حاج موسى في محاضرة ألقاها علينا في الجامعة وقتها كان يرأس المصنفات الأدبية والفنية يقول : ( أن كثيرين يظنون أن الشاعر كائن استثنائي في كل شئ ) ، وقص علينا قصة واقعية حدثت له .. بينما كان مستأجرا تاكسي في إحدى مشاويره .. ظل طوال جلوسه على المقعد يستمع للأغنية التي يؤديها الفنان الكبير كمال ترباس والتي مقطعها (شفت ناس ظالمين كتير .. بس انته اظلم من ظلم) .. وظل السائق كلما انتهت هذه الأغنية يرجع الكاسيت لتعاد على مسامعهم مرة أخرى ، وكان لا يعلم أن هذه الأغنية هي للعبد الفقير إلى ربه الجالس بجواره !! وكل ما انتهت الأغنية قام بإرجاع الكاسيت للأغنية ذاتها . قال: سألته .. الأغنية دي عندك معاها قصة؟ .. ودون ان يجاوب على السؤال .. قال: انته عارف التجاني ده قالوا من الصباح بيكون قاعد جنب البحر ومدور (سنه) بكسر السين (خمرة) بفتح الخاء .. للمغرب .!! . التجاني يقول لنا في المحاضرة بعد روايته للقصة : انه لم يزعل من سائق التاكسي لانه يعتبر حسب وجهة نظره الشخصية وتصوراته أن الشخص الذي كتب هذه القصيدة غير عادى .. شخصيا تأسرني (في عز الليل) لكل من الكابلي والنور الجيلاني .. ولا أريد أن أقول للتجاني كما قال صاحب التاكسي . ولكن أقول له انك شخص غير عادي !!
|
|
|
|
|
|