|
شدة خطورة البدع في الإسلام (البدعة أحب إلى الشيطان من المعاصي ، ومن كبائر الذنوب) لماذا ؟؟؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم :
المصدر من كتابات العلامة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يكرر في خطبته في كل جمعة قوله ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) رواه مسلم وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم ، خط مرة خطا مستقيما ، وخط عن يمينه وشماله خطوطا منحرفة ،وقال ( هذا سبيلي ـ يعني المستقيم ـ وهذه ـ يعني المنحرفة ـ سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ـ يعني البدع وقرأ قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ـ الأنعام : 153.
يقول صلى الله عليه وسلم في وصيته ( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أحمد وأبو داود . والنواجذ في أقاصي الأسنان ، وذلك كناية عن شدة التمسك ، وشدة القبض على الأشياء فخير الطريقة طريقة النبي ، صلى الله عليه وسلم وسيرته ، التي سار عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته المتقون ، وتمسك بها أئمة الدين ، وساروا على نهجها إلى يوم الدين ، وتبعهم أتباعهم إلى يومهم هذا ، فتبعهم الأئمة الأربعة ، الذين هم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وحفظوا ما جاءهم وما بلغهم من السنة ، وحذروا من البدعة ، وبينوا ضرر هذا البدع ، سواء كانت في العقائد أو في الأعمال ، بينوا أن اقتراف البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية ، وذلك أن المبتدع يعتقد أنه على حق ، وأن الحق في جانبه ، ولذلك لا يرجع عما هو عليه ، ولو أتيته بكل آية ما اقتنع بما تدعو إليه
لذا كانت البدعة أحب إلى الشيطان من المعاصي ، ومن كبائر الذنوب ، لأن المعاصي يمكن التوبة منها ، فيمكن أن يعرف صاحبها بأنه مذنب ، ويأمل التوبة ، ويبدؤها ، وقد يوفق وقد لا يوفق . أما المبتدع فإن الشيطان يحسن له بدعته ، ويبين له أن من خالفه فهو ضال ، وأن من كان على غير طريقته فهو باطل ، وأن الحق بجانبه هو ! فهذه البدع ليست من الدين في شيء ، ولو كانت من الدين ما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يبلغها وهذا ما شهد به الصحابة ، رضي الله عنهم ، للرسول صلى الله عليه وسلم إذ شهدوا له بالبلاغ وبالبيان ، فقد ثبت عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، أنه قال : لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه .الإبداع في كمال الشرع و خطر الإبتداع .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شدة خطورة البدع في الإسلام (البدعة أحب إلى الشيطان من المعاصي ، ومن كبائر الذنوب) لماذا ؟؟ (Re: Kamel mohamad)
|
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - : " البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله " ، وإن شئت فقل : " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون "
فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) .
والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور " .
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه .
أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف فهذه لا تُسمى بدعة في الدين ، وإن كانت تسمى بدعة في اللغة ، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا يوجد في الدين بدعة حسنة أبداً ." أ.هـ. مجموع فتاوى ابن عثيمين (ج/2 ، ص/291) .
المطلب الثاني : أقسام البدعة .
البدعة تنقسم إلى قسمين :
الأول : بدعة مكفرة . الثاني : بدعة غير مكفرة .
فإن قلت : ما ضابط البدعة المكفرة وغير المكفرة ؟
فالجواب :
قال الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله - : " ضابط البدعة المكفرة : من أنكر أمراً مجمعاً عليه ، متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة من جحود مفروض ، أو فرض ما لم يُفرض ، أو إحلال محرم أو تحريم حلال ، أو اعتقاد ما ينزه الله ورسوله وكتابه عنه ، من نفي أو إثبات ؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم .
مثل بدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ، والقول بخلق القرآن ، أو خلق أي صفة من صفات الله ، وكبدعة القدرية في إنكار علم الله وأفعاله ، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه .. وغير ذلك .
والقسم الثاني : البدع التي ليست بمكفرة - وضابطها - : ما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيءٍ مما أرسل الله به رسله .
مثل بدع المروانية ( التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يُقروهم عليها ،ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يداً من بيعتهم لأجلها) ، كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها ، وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد ، وجلوسهم في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها . " معارج القبول (2/503-504) .
المطلب الثالث : حكم من ارتكب البدعة ؟ هل يكفر أم لا ؟
الجواب : فيه تفصيل :
فإن كانت البدعة مكفرة فلا يخلو فاعلها من حالين :
الأول : أن يُعلم أن قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه ، فهذا مقطوعٌ بكفره ، بل هو أجنبيٌ عن الدين ، ومن أعداء الدين .
الثاني : أن يكون مغرَّرَاً به وملبَّساً عليه فهذا إنما يُحكم بكفره بعد إقامة الحجة عليه وإلزامه بها .
وإن كانت البدعة غير مكفرة فلا يكفر بل هو باقٍ على إسلامه إلا أنه فعل منكراً عظيماً .
فإن قلت : وكيف التعامل مع أصحاب البدع ؟
فالجواب :
قال الشيخ محمد ابن عثيمين - رحمه الله - : " وفي كلا القسمين يجب علينا نحن أن ندعوا هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام ومعهم البدع المكفرة وما دونها إلى الحق ؛ ببيان الحق دون أن نهاجم ما هم عليه إلا بعد أن نعرف منهم الاستكبار عن قبول الحق لأن الله - تعالى قال ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) ... فإذا وجد العناد و الاستكبار فإننا نبين باطلهم ، على أن بيان باطلهم أمرٌ واجب .
أما هجرهم فهذا يترتب على البدعة ، فإذا كانت البدعة مكفرة وجب هجره ، وإذا كانت دون ذلك فإننا نتوقف في هجره ؛ إن كان في هجره مصلحة فعلناه ، وإن لم يكن فيه مصلحة ، أو كان فيه زيادة في المعصية والعتو اجتنبناه ؛ لأن مالا مصلحة فيه تركه هو المصلحة ، ولأن الأصل في المؤمن تحريم هجره ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لرجلٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) " أ.هـ. من مجموع فتاوى ابن عثيمين بتصرف (ج/2 ، ص/293) .
| |
|
|
|
|
|
|
|