معارض للأزهري وذكريات حميمة معه «1-2»: بابكر أبو بلل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2009, 06:22 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معارض للأزهري وذكريات حميمة معه «1-2»: بابكر أبو بلل

    Quote: قلت للأزهري «إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس .....» فأحرجني بتواضعه وبأدبه الرفيع..!!
    بابكر أبو بلل:
    ? قبل بضعة أسابيع مرت أربعون عاماً على وفاة الزعيم إسماعيل الأزهري، لذا أرى لزاماً عليّ وكنت أول جار له، أن أوثق لتلك الحقبة من الزمان متناولاً سيرة الرجل في ما يتعلق بجيرانه كشاهد عيان عليها- ليس ذلك فحسب، ولكن من خلال المضايقات التي سببتها له وهو في أعلى السلطة كرئيس لمجلس السيادة، وذلك حينما اتهمته بأنه تسبب في تصدع منزلي، وذلك من خلال «السبتك تانك» الذي عمله في جراج منزله الملاصق لصالون منزلي. وبحماقة ما كنت أحمله من فكر مغاير لفكره كتبت له تلك الرسالة الحمقاء التي بدأتها- «إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك»، هكذا خاطبت الرجل وهو في قمة السلطة وهو الجار وهو الأخ الأكبر. ولك يا قارئ الكريم -أن تتصور رد الفعل- أرسل لأخي الأكبر «محمود» وهو مقاول وهو حي يرزق، وأخبره بأنه تلقى رسالة «رقيقة» مني هكذا سماها- وطلب منه أن يقوم بكل ما يلزم من ترميم وتصليح ما أصاب منزلي وعلى حسابه، وطلب من أخي محمود أن تستمر اللجنة التي كونها ضابط مجلس أم درمان في عملها لتقصي الحقائق حول الشكوى الثانية التي كنت قد رفعتها ضده. وكانت اللجنة برئاسة مهندس البلدية رحمة الله «الفحل» التي بالفعل بدأت عملها بزيارة المنزل ومعاينة الحائط الذي كان قد شيد عليه الزعيم الراحل أعمدة لتشييد فرندة بمنزله مما ضيق علي. وبعد ذلك كله لم تتغير نظرة الرجل لشخصي ولم يقابلني في كل المناسبات في الحي إلا هاشاً باشاً رغم كل ذلك. وقد اكتشفنا فيما بعد بأن المنازل تتصدع من مياه تحت الأرض تجري في انحدار غير سحيق وتؤثر في كل المنازل على شارع الزعيم وإلى يومنا هذا. وليس ذلك فحسب فبعد أيام من تلك الرسالة السخيفة تم نقلي وكيلا لبريد وبرق مدينة الكاملين. وفي يوم وفي صباح باكر رن جرس الهاتف في منزلي واتصل بي شخص يطلب مني أن أتحدث إلى الرئيس، واستغربت من هو الرئيس الذي سأحادثه والبريد والبرق بها مديرون وبها مراقبون، وليس من بين مسؤوليها رئيس، وانساب الصوت الذي «لا يغباني» صوت الراحل الزعيم إسماعيل الأزهري- وبعد التحايا والسؤال عن الأولاد وناس الكاملين، وكانت في ذلك الوقت تتطاير كثير من الشائعات تناثرت في الشارع بأن إسماعيل الأزهري يرغب في شراء منزلي، وللوهلة الأولى ذهب خاطري إلى هذا الموقف، ولكن الموضوع كان مختلفاً، فقد كانت والدتي معي وهي في طور نقاهة من ذبحة صدرية أصيبت بها، وأحضرتها للكاملين لأن الجو صحي وهادئ. ودخل الرئيس رحمه الله في الموضوع الذي كان مختلفاً عما في ذهني، وذكر لي بأنه قد علم أن والدتي معي في الكاملين، وأنه اختارها من ضمن مجموعة من الأهل لتذهب للحج معهم بدعوة من الملك فيصل عاهل الحرمين، والدعوة سعودية والطائرة سعودية والإقامة على السلطة السعودية يا أبو بكر.. كل ذلك ليحثني بأنه لا يستغل قدرات الدولة لحاجياته الخاصة وإن كانت. ضحكت وفهمت ما يقصده، لكني اعتذرت له بأن والدتي مريضة ولا تقوى على الحج، ولكنه أصرَّ وطلب مني حضورها غداً ولو تطلب الأمر إرسال عربته الخاصة لها، ووعدته خيراً وانتهت المحادثة وقررت ألا أفاتحها في الموضوع حفظاً على صحتها. ولكن إرادة الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فاضطررت تحت ضغط الضمير أن أفاتحها في الموضوع، وأصرت على الذهاب لأمدرمان لمقابلة الأزهري الذي كانت تحبه وتعجب به كثيراً، وبالفعل وفي صباح الغد الباكر وصلت أمدرمان ودلفت من الباب الملاصق لمنزلي ولقيته بين أفراد أسرته بجلبابه الناصع البياض مشرق الوجه كعادته، ولقيني بابتسامة عريضة محيياً، وكان يسأل عن الحاجة، وكانت في ذلك الوقت من ورائي، وبعد تبادل التحايا والاطمئنان عن الصحة قالت له بأنه ليس لديها «بظبورتي» وكانت تقصد كلمة باسبورت، فضحك رحمه الله ملء شدقيه وقال لها أن الباسبورت سيكون جاهزاً خلال اليوم، وسألته عن موعد قيامه للسعودية فقال لي بعد غدٍ إن شاء الله، فودعتهم جميعاً وعدت للكاملين، وفي صباح الثلاثاء توجهت من الكاملين للمطار رأساً وكان المطار مفتوحاً في ذاك اليوم. والطرق الصوفية الإسماعيلية، القادرية، السمانية، الميرغنية، الطبول والنوبات والأناشيد تملأ عنان السماء. كل ذلك أمام الطائرة التي ستقل الوفد للمملكة السعودية، وجاء رحمه الله ومعه مرافقوه وبدون بروتكول ولا قرقولات شرف تحف به عناية الله، وتوجهوا للطائر الميمون ترعاهم عناية السماء. وبعد أكثر من أسبوع عاد الرئيس الراحل والوفد المرافق له بالسلامة، ولقيت والدتي رحمها الله على أتم صحة وعافية ولسانها يلهج بالشكر والدعاء للمرحوم الأزهري الذي أتاح لها فرصة العمر حجاً مبروراً مع زوجات وأمهات الرؤساء العرب، ومن بينهم الأزهري. وهكذا كان رحمه الله مترفعاً عن الصغائر، يحب الناس جميعاً، باراً بوالديه وأهله وجيرانه، وكان باراً بشعبه الذي ناضل وكافح من أجله حتى حقق له استقلالاً نظيفاً لا شق ولا طق فيه، واستطاع رحمه الله أن يقود سفينة الاستقلال وسط كل تلك المؤامرات المحلية والإقليمية والدولية. واستطاع أن يصل بالسفينة باعتباره ربانا ماهرا إلى بر الأمان، كما شهد له الأعداء قبل الأصدقاء رحمه الله.
    بعد أن تلقيت نبأ مرض والدي عدت مسرعاً من مدينة بورتسودان التي عملت بها لثلاث سنوات. وفي يوم الجمعة 4/11/1955م اشتد المرض على والدي ووصى الطبيب الذي كان يشرف على علاجه بضرورة نقله للمستشفى وبسرعة، ولكنه أبى واستعصم وطلب مني إخوتي الذهاب للزعيم الأزهري عله يقنعه بالذهاب للمستشفى، ولم أجد صعوبة في مقابلة سيادته، واهتم بالأمر وجاء مسرعاً ودخل على والدي، وبعد هنيهة اقتنع والدي وتهيأ للذهاب للمستشفى، وتولى الزعيم الراحل نقله بعربته الخاصة للمستشفى بل أشرف على كل إجراءات دخوله المستشفى وحتى أورنيك المرض، وبالرغم من أن اليوم كان عطلة الا أنهم جهزوه، وذلك لأن والدي كان يعمل أميناً لمنزل الضيافة التابع لمجلس الوزراء. وبعد أن اطمأن رحمة الله عليه بعد الفحوصات التي أجريت له عاد لمنزله، ولكن وافت المنية والدي في نفس اليوم عصراً، وكذلك أشرف على إجراءات تجهيزه وشارك في دفنه بمقابر أحمد شرفي. وظل لأسبوع كامل، وكان العزاء يستمر أياماً، ظل صباح كل يوم حضوراً قبل ذهابه لمجلس الوزراء، ورغم مشاغله الكثيرة كان يحضر ويجلس على السجاد المفروش أرضاً كحال الناس في ذلك الزمان، وكان يتجاذب أطراف الحديث مع القاصي والداني، ويسأل الناس عن أحوالهم، ويقضي حاجيات الكثير منهم بتواضع جم. وبعد مرور أسبوع وكعادته حضر في الصباح بعد أن تناول فنجان القهوة الذي أحضرته له، أخبرني بأنه يرى أن يتحدث إلىَّ في موضوع، وخرج ولحقته وهو في طريقه لعربته، فأخبرني بأنه يريد أن يقوم بإجراءات صدقة الأسبوع على روح والدي، فما رأيك وأنت أصغر إخوتك، رددت عليه بأننا سبعة أبناء للمرحوم وأنا أصغرهم وموظف وقادر أن أتصدق بصدقة على روح والدي. ولم يعجبه الكلام، ورغم ذلك وبابتسامة عريضة ودعني وعدت أدراجي، ولم أخبر أحدا بما دار، لكني فوجئت وفي صباح اليوم الثاني وكان جمعة، بالرئيس الراحل الأزهري يقف في الشارع وأمامه ذبيح ومعه مجموعة من الناس وكان بينهم مساكين على قلتهم في ذلك الزمان، وكان يشرف بنفسه على توزيع كميات من اللحوم على الناس وبعض المارة، وأنا أراقب ذلك حتى إذا اكتملت المسألة وبدأ العمال في تنظيف المكان، وكنت أتوارى خجلاً، ولكن أخيراً تقدمت إليه شاكراً صنيعه وكرمه، ولكنه وبلباقته قال لي هون عليك يا أخي، إن الصدقات لله والباقيات الصالحات.. ربنا يتقبل منكم ومني، وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة سيدي الزعيم.. وسأعود مرات ومرات.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de