|
إنتخابات السودان القادمة : بين المهدي المنتظر والخباز الماهر
|
لا أحد يكابر الآن في أن الحكومة الحالية تحت مسمياتها المختلفة الإنقاذ النسخة القديمة والنسخة المعدلة، أو تحت غطاء حزب المؤتمر الوطني أو الإتجاه الإسلامي وغيره قد خلقت بممارساتها السياسية الهادفة في المقام الأول إلى الجلوس على كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة العديد من المعضلات والمشاكل السياسية والإقتصادية والأمنية الناجمة عن هذا التشبث الذي أدى إلى تدهور مريع في الحياة الإقتصادية للغالبية العظمى من المواطنين.. إلا أن الحكومة تراهن على بعض منجزاتها التي تفاخر بها حينما تضعها في ميزان المقارنات مع من سبقها من حكام السودان وتحاول إقناع الناس بها. ولا أحد ينكر أيضاً أن الحكومة نجحت في إستخراج البترول وتأسيس بعض البنيات التحتية مثل الطرق والكباري والإتصالات وبعض المشاريع التنموية ، إلا أنها بسياساتها وإستراتيجيتها الحزبية الضيقة التي عملت لها منذ ما يزيد عن عمرها في الحكم، تمكنت من الإمساك بتلابيب الحكم في البلاد بطريقة لا فكاك منها وسيطرت على مفاتيح الحكم فيه لدرجة أصبح السودان مدمنا على التعاطي معها رغم إداركه خطورة الركون إليها والإستغناء عن غيرها، فكان نتيجة تلك " العنكشة" التي إمتدت زهاء الثلاثين عاماً حدوث أخطاء فادحة و خطايا لا تغتفر أدت لنتائج كارثية على كل مفاصل الحياة في السودان. أبرزها إستفحال ظاهرة الفساد والثراء السريع الذي لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع متوسط الدخل السنوي للغالبية العظمى من أفراد الشعب. أما المشهد الراهن للأحزاب المنافسة يكشف عن ضعف شديد في القدرة التنافسية وتشكيل بديل يحقق بعضا من آمال وطموحات الشعب الصابر لعشرات السنين وذلك بسبب فشلها في طرح نفسها بطريقة راشدة وديموقراطية تحفز الناس على إختيارها ملاذا آمناً وطوق نجاة تأخذ بيده لبر الامان. وبين هذا وذاك يظل الوضع المأساوي للمواطن المغلوب على أمره كما هو عليه حتى إشعار آخر... يا ترى أين سيتجه المواطن بصوته في الإنتخابات القادمة هل ستحدث معجزة ويخرج من رحم الغيب مهدي منتظر يمثل بديلا للحزب الحاكم ويمني شعب السودان عدلاً بعد أن ملئ جوراً أم يركن للواقع المفروض ويعطي الخبز لخبازه ولو أكل نصفه.....
|
|
|
|
|
|