|
لم يكن هذا كلامك يا دكتور الشوش عندما كنت فى القاهرة .
|
كتب دكتور الشوش المقال أدناه فى صحيفة سودانايل .
دكتور الشوش وظفته الانقاذ حاليا فى سفارة السودان بالدوحة
كان دكتور الشوش يكتب كتابة راتبة فى الصحف التى تصدر من القاهرة وخاصة صحيفة الفجر المعارضة آنذاك وغيرها ، وقال فى الانقاذ ما لم يقله مالك فى الخمر ولكن سبحان الله تعالى يعطى الملك من يشاء ويذل من يشاء ، اسوف نحاول أن نجلب هنا بعض ما كتبه عندما كان فى القاهرة .
كتب الآتى فى سودانايل :
أصوات لا بارك الله فيها ... بقلم: محمد إبراهيم الشوش الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 19:15
mohammed shoush [ [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ]
أعرف جيداً انه لا يمكن حل أي إشكال سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي أو حتى شخصي بالإنفعال والعصبية والهياج . وأنك لا يمكن أن تكسب جدلاً بالتشنج ورفع الصوت . كل الذي يحصل أن يرتفع صوت خصمك حتى يطغي علي صوتك . هذا بالطبع إذا جاءت العواقب سليمة ولم تتدخل الأيدي لمساندة الصوت إن أحس فيه صاحبه وهناً .
أعرف كل ذلك جيداً وكم جبهني سفيه بقول قبيح في مناقشة دخلت فيها معه عن غير تبصر بخلقه كما لحقتني الإهانة وتنازلت عن نصيبي في تصويب رأيي ، ليس عن عجز في الرد . وكيف يعجز من أفني حياته في بحور الهجاء العربي ؟ وهل عند العرب ألذ أو أروع من الهجاء؟
نعم ! ولكن بالله عليكم كيف يتمالك إنسان مثلي لا أيدولوجية له تعصب عينيه ولا حقد يغوص في مستنقعه ولا حزبية مغلقة تحيطه بسياج من الخرسانة المسلحة ، أن يقرأ في هدوء ما يسمى بقرارات القوى السياسية المجتمعة في جوبا دون أن ينفجر في داخله شريان ، أو يضرب برأسه عرض أقرب حائط منه .
فهاهنا سياسيون أشبه بالإخوة والأقران تحصنهم التجربة والمران وتسندهم ثقافة رفيعة رضعوا ألبانها في أعلى وأرقى جامعات العالم ، يصدرون قرارات كما لو كان الجن قد أملاها : لا تعبر عن التجربة التي خاضوها ، ولا العلم الذي تلقوه ولا التراث الذي ورثوه، ولا محبة الوطن الذي أفنوا حياتهم في خدمته ، وذاقوا مرارة السجن والهوان والتشرد من أجله .
وهناك جهود مضنية من الأشقاء والإخوة في الدوحة وطرابلس والقاهرة لحل هذه المشكلة التي اصبحت جرحاً غائراً في خاصرة الوطن تهدد بتسميم الجسم كله ، وبشائر الحل تبدو أخيراً مع نهاية هذا الشهر وحتى العصابة السوداء بدأت تنزاح عن عيني مندوب الرئيس الأمريكي ، وتأتي أصوات مهزومة منكسرة من جوبا ، فلا تستبشر بهذه الجهود ولا تشكر الذين وضعوا كل إمكاناتهم لإستتباب الأمن والسلام وضحوا بوقتهم وجهدهم ، ولا تحتفي ببشائر السلام بل تختصر القضية كلها وترهن معاناة شعب دارفور في قضية منصب رئاسي لم يعد مهماً ونظام جديد منتخب علي الأبواب منصب نصت عليه إتفاقية سلام ملزمة لمن دعى لهذا المؤتمر وقبض ثمنه ، منصب يشغله خير الرجال ، لا يمانع في التخلي عنه وهو الذي تخلى عن أرفع منه من أجل هذا البلد وسلامه . ولمن هذا المنصب ! لخليل ؟ أم لدريج ؟ أم لعبد الواحد ؟ أم لشريف؟ أم لمئات الذين يجوبون أرض تشاد ودارفور وفنادق الدرجة الأولى في عواصم العالم الغربي ؟ أم هو قطعة دم ملوثة أمام ثور هائج ؟
وفي الوقت الذي بدأت فيه طلائع الوحدة تغزو الجنوب وتدمر أحلام العملاء يخرج الصوت المتحشرج في جوبا يمني أبناء الجنوب بأن الإنفصال لن يضر بهم وبمصالحهم وأنهم في حالة الإنفصال سينعمون بكل خيرات الوحدة في التنقل والعمل والإقامة في ذلك الخلاء الذي إنفصلوا عنه ؟
وأتجاوز عن نبرات الإنتقام والتشفي في مساندة إتهامات أوكامبو التي رفضتها الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي ورابطة العالم الإسلامي وقمة عدم الإنحياز وقبل ذلك وبعده الشعب السوداني .
واستيقظت من غضبي إذ رأيت الناس حولي لا يأبهون وأطمأن قلبي إذ تبين لي أنني الوحيد الذي يأخذ السياسية السودانية ومواقف محترفيها مأخذ جد .
|
|
|
|
|
|