|
ارهاص ..التوقعات فى مطار الخرطوم.. بعد غياب 20 عاما..عن الوطن..لناشط معارض...!!
|
اااااااااااا
واعلن كابتن الطائره . عن لحظة الهبوط... على مدرج المطار.. راجيا من المسافرين . البقاء فى مقاعدهم..والحفاظ على ربط الاحزمه حتى توقف الطائره تماما..... وكانت ملامح القلق...ترتسم على افق وجه ذلك الفتى الاسمر الفاره الطول...وهويفرك يديه بعصبية مبالغ فيها..محاولا كسر حالة ذلك التوتر..وهويتاهب للنزول من الطائره. لعد ان ملأ استمارة الدخول للبلاد..وهو محتار وحائر..لم يستطع ان يرسم افقا لمداخل الرؤيا عن المتوقع والواقع...ونزل درجات السلم وهويمضى الى داخل بص الترحيل الذى يؤدى الى الصاله....عشرون عاما منذ ان غادر البلاد....وهولا يدرى ما الذى جرى وما هى المتغيرات واشكال الوان التغير....وهو يلاحظ الكثير من التغيرات فى المسافه من الطائره الى قاعة المسافرين.. . البناء..والنظام...والاتساع... ودخل القاعه. ووقف فى الصف المؤدى الى ضابط الجوازات...وقدم جوازه البريطانى...وتفحصه الضابط..ثم راجع الحاسوب...وختم الجواز وقدمه له..قائلا ... اهلا بك فى وطنك..الاصلى....تفضل.... وذهلته المفاجاه...واخذته بقوتها وهو يتوقع غير ذلك.. وهويراجع فى مخيلته كل شريط الانشطه واشكال وسمات المواقف المعارضه من خلال مواكب الاحتجاج..وتنظيم المظاهرات ..والتجمعات امام السفاره فى لندن..وامام رئاسة الوزاره البريطانيه فى 10 دواننق استريت. ووزارة الخارجيه البريطانيه...ومقر لجنة حقوق الانسان..ومقر الاتحاد الاوربى...وفى زخم المواقف التى كشفت نظام الحكم فى السودان طيلة تلك الفتره الطويله..وهو علم . معارض. وناشط له دوره الفاعل ..والمؤثر.. لم يلاحظ اى ردود فعل لكل ذلك الارث والتاريخ..وهو يتوقع غير ذلك...وهو يزور بلاده بعد انقطاع ومعارضه...وحمل جوازه وحقيبته اليدويه...وهو ينتظر حقيبة اغراضه عند زاوية السير.. واخذها ووضعها بمساعدة حمال فى الترولى . وهويمر على الجمارك..ويتم التشير عليها بدون عناء..ولا مجهود...هو الان خارج المطار..يتلفت وهويرى مظاهر التغير والتجديد قد طالت كل شىء...ولم يستطيع استعادة ترتيب الاشياء كما كانت قبل 20 عاما مضت.. وطاف على ذهنه سؤال ملح...هل كل شىء انتهى هنا... ام سوف تتم ملاحقته ... بعد ذلك..
سؤال سيظل يقلقه..وعليه ان يجتاز تجربته...خلال تواجده فى الوطن...!!
|
|
|
|
|
|