|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الصديق الصدوق أبوبكر
سلام كبير
أما بع
أولاً هذه الجزئية
Quote: أما أنا فكنت العابد الصامت أتعبد في حضرة جمالها حين أرمقها على استحياء دون أن يعلم أحد أو تعلم هي .. |
تخيلت هذه الصورة ... تخيلتها و أنا أضعها في إطارين إطار المحبوبة إطار المدينة .. حيث يمكن أن أتاوق لها دون أن تحس و لكن إحساس العائد كأنه المدينة ترقبه بعين الترحاب بعد طول غياب
ممتع هذا السرد دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابو جهينة)
|
[B]أنت دوماً العزيز / جلال
سلامٌ على روحك الطيبة
أنت تقرأ بقلبٍ وعين .. بروحٍ ونفس .. بمشاعر وأحاسيس .. ولك قدرة التقمص حين تكون المدن هي بؤرة الضوء ، أحس بأن ما تبقى من هامات نخيل حلفا دغيم يرسل نسمات جريده لتداوي علة في نفسكّّ!! أحسك كثيراً وأدرك بأي عين تقرأ.. مجرد مرورك فيه إئتلاق وأبهة .. مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
صديقي الحنين أبو بكر يوسف إبراهيم
حط طائر الحنين على شجرة عشقي لك يدعوني إلى مناجاتك
فمضيت أختبئ من النجوم والأشجار ,,,أختبئ حتى من ذلك الوجه المبتسم .
،،،،أبوقصي،،،،
إبراهيم ياجي قال: في الحنين
أمسي يعذبنـي ويضنينـي ....شوقٌ طغى طغيانَ مجنـون
أين الشفاء ولمَ يعد بيـدي ...........إلاَّ أضالـيـلٌ تداويـنـي
أبغي الهدوء ولا هدوء وفي .....صدري عبابٌ غير مأمـون
يهتاج إن لَجَّ الحنيـن بـه ...........ويئن فيـه أنيـنَ مطعـون
ويطل يضرب في أضالعـه .......وكأنها قضبـان مسجـون
ويحَ الحنين وما يجرعنـي ......من مُرِّه ويبيت يسقينـي
ربيتُـه طفـلاً بذلـتُ لـه .........ما شاء من خفضٍ ومن لينِ
فاليوم لمّا اشتـدّ ساعـدُه ...........وربـا كنـوارِ البساتـيـنِ
لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي ......زاداً يعيشُ بـه ويفنينـي
كم ليلـةٍ ليـلاءَ لازمنـي ..........لا يرتضي خلاً لـه دونـي
ألفي له همسـاً يخاطبنـي ..........وأرى لـه ظـلاً يماشينـي
متنفساً لهبـاً يهـبُّ علـى ..........وجهي كأنفـاسِ البراكيـنِ
ويضمُنا الليلُ العظيمُ ومـا ........كالليـلِ مـأوى للمساكيـنِ
مودتي بدون معاناة مدينة الصداقة بيننا،واصلــ نحن نتفيئ في سحر المدنّ
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
أخي الرفاعي سلام على روحك الطيبة
ما بيني وبينك ذاك "الزين " ليزين ما بيننا وهو "الشفيع " لمن قسا على من لا يُقسى عليه .. ما تخليت عن الجمال وما تخلى عني .. عشقته فصحبني .. وما ظننت سوءً بأي ٍ ممن إختلف معي بل أخفض له جناح الذل من الرحمة ومع كل هذا وذاك كنت أستمتع بمناوشاتك لأنها دليل حياةٍ وحيوية وإلا أصبح وقع الحياة رتيباً مملاً .. فمهما زرعناإن لم يك هناك راوي وري لمات زرعنا .. وأنتم من تروون النبت لتطل له هامات ويصبح باسق يحكي عن الأيادي البيضاء التي روته.. أشكر مرورك واحذر أخي من السياسة فهي لعبة قذرة إبتدعت لتدمر الأواصر والعلاقات الإنسانية ، خذها كلعبة إلعب بها واهجرها جميلاً.. لك مني الود والمحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أستاذي الجليل وصاحب القلم الرصين في حضرتك تتلاشى كل الجمل والمفردات وتجدني الأن صامتاً ومندهشاً لهذا النص المغري والمدهش في آن واحد سعدت بتواجدي بين أسطرك المرتبة بعناية فائقة . حجزت مقعدي منذ الأن وحتى النهاية ,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
لا أدري لماذا طرقت ذهني بقوة (تراجيديا الواطة...) للملك تاج السر الملك لعل (معانأة) كمفتاح سنلقى أكره في المتن حين نجول مع الحرف الدافئ المسنود بتفاصيل من دم ولحم وأحاسيس متفجرة في (المدن الحنينة) هي ما ردتني إلى التراجيديا الملكية... وكنتُ قد ادخرت للتراجيديا صرخة لا أعلم إن كان من المناسب إيرادها هنا أم لا لكني سأحورها قليلاً وأدفع بها تالياً رغم أن السرد إلى اللحظة لم يصلنا بالمعانأة اللهم إلا تلك المعانأة المبثوثة بين السطور عن شظف العيش ونحوه وتتجه توقعاتي إلى أن المعانأة المعنية غير ما ورد أو لنقل إضافة إليه ستكون أكثر مباغتة للقارئ ولننتظر ذلك..
تعشش قُرانا داخل أرواحنا فلا نقدر أن نقتلعها من بينها، فكيف يتأتى ذلك، وهي مرتع الصبى والأنس.. مسرى التفاصيل الحميمة والمشاوير النبيلة التي نبتت بأرضها.. كيف ننسى دخولنا دونما استئذان إلى صحن الدار كأهله كيف... رغم أن الأيام سرقت منا الكثير إلا أنها لا تقدر على سلبنا طفولتنا . . . . . . وإليكما (بعد العثور عليها لاحقاً) بعض ما جمعته من صور على تشظيها في: مدينتي الأسى والعزلة والحيل..
وسأسبق المدينة التي في أساها بـ: تراجيديا الواطة إلى تاج السر الملك
الناس إن قالت ما مِن جهة الشوق الماسِك أول دقة قلب. تكون قد شالت من عينيها النور الضارِب في شريان الحُب. نان من طوب الريدة ولا شبابيك وردة ندية بتنغز قلب الصب. الريدة هدية الله وعشم الشعب في بلّة (ما أنا أكيد) تشد الحيل وتشِل الذِلة تكون للروح نفاجا وقول يا رب. ها جنى مالك بتدعبش فوق مدسوس الرمى طوريتو وعلب نار الشك في هويتو وقالك منها هارب. شِن بتسوبو ها جنى ها وحاتك خلّو علا يلاقي مداهو صقيعة ومِن دون معنى وعيشتو سراب وخراب ومطب.
وسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: وصال عالم)
|
Quote: ما أعظم الوفاء وما أجمل الذكريات التي تربطك بالإنسان والزمان والمكان خاصة إذا دعت دواعي الزمان بالفرقة التي تحجر القلوب |
ياااااااااااه عليك يا اخى ابو بكر لقد لامست وتر حساس كم تخيلت المشهد معك .. احساس يهز الكيان سلمت يداك ايها المبدع اتابع معك بدهشة واصل عين الله ترعاك تحياتى اسماء الجنيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: soma)
|
Quote: لقد لامست وتر حساس كم تخيلت المشهد معك .. احساس يهز الكيان |
الأخت أسماء سلام على روحك الطيبة
وقعت كلماتك على نفسي كما تملأ السحب بين السماء والأرض ؛ فما تكاد تطلع وتعتلي الأفق حتى احسها كما شدو الطيور، وتقبل الطيور لأنها ملائكة الطبيعة على المناغاة ويقبل رواد وعشاق الكلمة على ما تستطيب ارواحهم حينما وحيثما يتعلق الأمر بالمكان والزمان والإنتماء الروحي إليه؛ والناس ملائكة الفكر والنجوى ؛ الآ ترين الفكر الإنساني وقد استحال إلى امواجٍ من الخيال يجري فيها القلب كأنه زورق فتثيب إليه؟ .. وما هو إلا أن يحتويها حتى تتناول مجدافه البديع المصنوع من جوهر المشاعر والعواطف المرتبطة بالمكان والإنسان والزمان والذي لا يبرح ملتصقاً به كيد الحسناء على قلب عاشقها في مجاز للتعبير.. أشكرك وتقديري ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: وصال عالم)
|
الأخت وصال سلام على روحك الطيبة
حروف تعيد التوازن لي في حين أن فؤادي يخشى إنكسار اللغة ويخشى هروب القوافي ، ويخشى تغير بحر المودة ، أنا عاجز لا أنام من الخوف.. الخوف من حرفٍ يفاجئني أكبر من أن تتحمله نرجسيتي ولكنه يسعدني أيما إسعاد ويتخير أقرب الشرايين إلى القلب فيهجع.. لك ألق التحية ووهجها ومن طيب الود مكتنزه :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الشاعرة الرقيقة الأخت /هند
سلامٌ على روحك الطيبة
إغفري لي فلك العُتبى إلى أن ترضي فأنا لا أجد في جعبتي ما يكافيء تقريظك الذي هو إبداع ونميق .. أشكر لك بهاء مرورك وألق كليمات أهديتنيها كان لها أطيب وقع وقد تخيرت أقرب الشرايين للوصول إلى قلبي مثلما تحمل نحوكم من دفييء المشاعر.. مودتي واحترامي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
ودائماً ما نهيم بين أودية الميعاد وثوانى الرجفة ,,,,,, الهواء دائما مايزكم أنوف الحروف وهى حُبلى بتقاسيم الذكريات ,,,,, والمجالُ ما فتئ يهاتف خلابا المكنون وفى جُعبتها ألف ســــــــــؤال ؟!!.
وبرضووو منتظرين ..
محبتي ..... وصال عالم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: وصال عالم)
|
الأديبة الأريبة والشاعرة الرقيقة
الأخت/ وصال
سلام على روحك الطيبة
أنت نجمة الحرف التشرينية لذا فأنت تحملين في أناملك الخضر ميزان العبارة الأنية المموسقة.. وقد من عينيها في كفة القصيدة باقات الريحان وقد وضعت في الأخرى عاشقها الإنسان.. .. الود هدية الفرح الذي تولد فيه الكلمات تماماً مثل البحر تولد منه الأمواج .. الأمواج تعلو وتعلو حتى تصبح للشكر رسولاً .. تزداد هذه المساحة بإطلالتك ألقاً أيتها النفس الأريحية الكرمة
| |
|
|
|
|
|
|
مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
كما وعدتك يا... فلك وسأعمل على توزيعها كما ينبغي هناك بـ: ليس ثمة شيء فلك قراءتها بشكل أوضح مع خالص...
مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
حشدُّ الأسى
فاتِحةُ الحشدِّ لا يستريحْ... قد كَلّ هذا الذِهنُ، من أنفاسِ نفسٍ تحتسيهِ... وتمدُّ في حدِّ الظلامِ دخانهِ، وأظنها لما تنتشي/ قسراً... تلمّ شذاهُ، وتدفعُهُ إلى قصبِ الأسى... وتذَرُ في ريقِ المدى: تميمةَ نارِهِ... يا نفسُ اِتحدي وقلبَ الطِّفلِ، في عقلٍ تشتتَ أنوارُهُ، واقتادهُ: سِرٌّ من الأسوارِ، ركّبَ مخرجَهُ... واستباحَ ليلَهُ ونهارهُ. نحيب أراكَ يا جِدارُ، تمشي بداخِلِكَ الأسرارُ، والهمساتُ العابِرةْ. وحين يجِنُّ ليلُكَ الكئيبُ -لعفونةِ المدارِ- ترتاحُ من بعضِ السّيرِ الغابِرةْ. ومثلك... يصطادُني الصّحو بالوساوِسِ، تخدشُني العَبراتُ الحائرةْ. الاحتشاد سِرنا بقلبِ البحرِ، كي يفضي بِنا بالصّدرِ، فصَادنا: ريحُ القهرِ... وأوردنا عاثِرَ الحظِّ الميلُ... مُدنٌ تلفعتْ بالجدلِ، اصطفتْها الضغائنُ، غطى بطنها الليلُ... النبع في بلدتي... تستلقي الألوانُ على الثرى، ويستريحُ الهديلُ -كُلُّ ليلةٍ- بطرفِها الكحيلْ. وببلدتي... ينعسُ السِّحابُ، ويستعيدُّ وعيَّهُ: العليلْ. وببلدتي... تجولُ أُمي حافيةَ الوجلِ، يبلُّ جسمَها الأملُ، وينطُّ لهيبتِها: القتيلْ. ولبلدتي... أُقسِّمُ أشواقي، تطُوفُ... وتبيتُ -إذ يهدها التعبُ...- بحِجرِ أُمي الظليلْ. وببلدتي... بلَّ روحي الولهُ، فاستفاقتْ من سُباتِها الطويلْ. وببلدتي... أرقتني المسافاتُ، كلما بلغتُ قصيّاً في الجمالِ... قِستُ مدىً -لا أعلمُ مداهْ، بيني، ومن يمنحُ الشيءَ الضئيلْ. وفي بلدتي... تهدأُ روحي/ إذ تمسّها السكينةُ الضاجةُ، فتتنسمُ الحُبورَ، يلفُّها العديلْ. بلوغ لكنما تقاطُعُ الطُرقِ، أنهكّ خاطِري، وشقّ في ظلامِ الأسى دربي، فتآزر النحيبُ واليأسُ، والعُمرُ العجولْ. وبينما بأحلامِ الصحوِ أُشيِّدُ المنالَ، من صلصالِ الخيالِ... تختبئُ المفاتيحُ، يتلقفُني حشدُ الأسى الملولْ. 30/9/2007م مدينتي تتدفأُ بالعُزلةِ لأنها كبناتِها... تحترقُ بالرّغبةِ، ولا تمنحْ من يهواها: قُبلةَ المحبةْ. وكمثلِ سائرِ النساءِ -في بِلادي- تُسافِرُ ليلاً، في موكبِ الشهوةِ المهيبِ، إلى أطرافِ البيتِ، كمثلهن... تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/ بالصندلِ والدخانِ، لكنها... تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ، فيغزوها الهمجُ والتتارُ، ممن يحلمون، بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ. ولأنها ترضعُهم ما يشتهون، من خيراتِها الكثارِ... فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً، يثرثرون ويعلِكون، وحبذا لو استمالوا أحدَ الأخيارِ، لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ. لكنهم... -وكدأبهم- مثلما أتوا، يخرجون... إلا ببطونٍ معبأةٍ، بالعدسِ و (الجقاجِقِ) والفولِ والطعميةْ. والسُّوقُ في مدينتي، يُعقدُ في الأسبوعِ مرَّتان، فيؤمهُ: الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ والحمامُ والكلابُ السائبةْ. يفترشون أرضَهُ المُباحةَ، ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ... بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ، تطلّّ من بعيدٍ، لمناظِرِهم البائسةْ. وكأننا كُنا في سِعةٍ، والعوزُ يلكزُنا... وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ: السِلعَ البائرةْ. حِيلٌ بيضاءٌ لعتقِ طائرٍ في عُنقِ الوردِ +++إلى عصافيرِ الإشاراتِ: روح الطائر و جناحيه+++ رونقُ البدءِ/الوجد (يقول الطائرُ: يا جهلي، أجهلُ أين ستفضي بي؟) لا ينخفضُ سماهُ، يخشى أن يتبعثرَ عذبُ الوجدِ: بشُرفِ الشهدْ. يمضي مكسّوراً –في هدأتِهِ- يتشظى من وطأةِ شجنٍ مُحتدمٍ، ينتفِضُ لأقصى المدّْ. لا ينسى أن يُفلتَ بفضاءِ البهجةِ، زقزقةً، يُغلقَّ عينيهُ... ويخطَّ قياماً عبر السِحرِ المُنسدلِ الممتدّْ. يموتُ مِراراً، كي يجترَّ رحيقَ الإيقاعِ المفتولِ... ويمطرَ جمرَ الروحِ: بشجوِ الشجنِ المحتدْ. رقصةُ الطائر يرقُصُ... ما مِن شُرخٍ في خُطواتِ الطّيرِ، جِناحا حِجلٍ حملا عُرسَ البهجةِ، واستاكّ الصّمتُ... - برقتْ أوقاتُ الضوءِ،انهزمتْ حِيّلُ الليلْ- ....يُغرِّبهُ... في شهدِ الشفقِ، الوترُ، يُهطِّلَ عينَ السعدِ... ويشدو: شدّ سديمُ البدءِ عُواءَ الطَّرقِ، وأغفى السأمُ بكفِّ الويلْ.... يشربُ: ما مِن حَيلٍ/ حَلٍّ، يخضلُّ حدّ الوجلِ، يحاصرُهُ: موجُ النّزقِ، وشقشقةُ الميلْ. نقشُ الخميلة من جرداءٍ تتسامى للسفحِ، هطلتْ... وتمشتْ كأريجٍ في روحِ القلقِ. ما مِن خفقٍ يمنحُ ريقَ المُختلِ: زِحاماً... يتكدسُّ خبراً في شبْقِ الورقِ. يا من ضختْ أقصى الرّيشِ ربيعاً، ما أشقاه... هذا الخفقُ خميلةْ، لكن الرُّوحَ سديمُ النّزقِ. عتبةُ الشقشقة في إشارةٍ إلى ثلاثةِ عصافِيرٍ تُنقِّرُ أوردةَ الطائرِ، فينتشي قاعُ الدّمِ... تنثُرُ وردةُ الحُبِ عِطرَها، فيتشّققُ من الظمأِ -على ريقٍ مُبتلٍّ- سقفُ الفمِ. لكأنهم أطيافُ عِشقٍ وشذى، أو كواكبٌ تُرتّبُ خيالَ جامِحٍ، ريشتُهُ السِحرُ، ألوانُهُ المدى، ورعشتُهُ ابتكارُ الحُلمِ... لكأنهم... "لأنهم قُبالتهُ، وقِبلةُ احتمالِهِ" يفِضّون حناياه، يضمدّون غابَ الألمِ. قيامةُ الرُّوحِ المارِقُ من نزواتِ الموتِ، يزرعُ أرضَ البؤسِ شُهبا/ .... فما أشقى عينُ اللَّيلْ.... ما غطى الطائرُ حُرقتَهُ... أو دسّ بحِممِ الرُّوحِ، وجسدِ التوقِ، بقايا حَيلْ. إذ ذاك الويلُ... جادْ نسيمُ الشوقِ، بالثملِ... وانساقْ كمطرٍ في أرضٍ، يسدُّ الرّمقَ، ويوفي الكيلْ. وإذ ذاك الويلُ... ما أنبلّ هذا الرحِمُ، غطى بالحبقِ بابَ القلقِ، وشرعَ يردُّ الرُّوحَ، بضحكاتٍ بيضاءٍ تنسابُ كما السيلْ. وإذ ذاك الويلُ... هرعْ الطائرُ في الطُرقاتِ/ يرهفَّ، علّ المطرُ يصبُّ يقيناً: أغنيةَ الميلْ. رُقيّةٌ للقتيلِ لأن الرُّقيّةَ من ريقٍ مشقوقٍ، تشقُّ دُروباً مُتقنةً في جسدِ الطائرْ... والشمسُ كإعصارٍ أعمى، تتشحطُّ في النظرِ الحائرْ... شدّ الوقتُ سِتارَ الحُلكةِ، والطائرُ، في وكنِ الشوقِ/ شحيحاً، يحثَّ رياحَ الوجدِ: قطفْ القلبَ الثائرْ... عتق " الدمُ يتشتتُ كماءِ الخريفِ في كمدٍ، بينما صفقُ الرُّوحِ –يابِساً- يُصفّقُ... يسقطُ حذا الدمعِ، ويغيبُ في البدّدْ... تقولُ: ما مِن أحدْ... أنتَ الذي استملتَ سلةَ الجسدِ، واشتبكتَ... فلا يدركنّ مُسرِفٌ، بأيِّ جنبٍ تلَجُّ ريحُ الأبدْ. وما مِن أحدٍ، ما مِن أحدْ!! قُرابةُ تحليقٍ، والتفاتةٍ، شاكستْ قوائمُ الطائرِ الهواءِ، وأمسكتْ نبوءةَ العرافةِ، وبللتها في المسدّْ.... وما مِن أحدٍ، ما مِن أحدْ. قطفْ الطائرُ حيرتَهُ، فمن مِن هُناك يرتقُّ الوجلَ، ويسرِبُ للطائرِ وشاياتٍ: أسمكَ وحورَ عينٍ في صدرِ الحنانِ... يتزلزلُ تحتهُ المكانُ، ويسقطَ من الفرحِ المجنونِ فمن....... وما مِن أحدْ.". شهقةُ الخُروجِ " الطائرُ من شقشقةٍ يكبِّتُها... ما ارتطمَ بشقِّ الشمسِ قُشورٌ رصدتْها: حِيلُ الشوقِ " 8/9/2007م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
تحيات ابوبكر يوسف ابراهيم
Quote: مدينتي عانت فمعاناتها من معاناة أهلها ، وعودتي لها بعد كل هذه الغيبة هي عودة ممزوجة بآلآمي وآلآمها، آلامنا سوياً هي الشوق ، وأشواقي إليها هي مجمل أفكاري ، وأفكاري عنها هي معانيها ووقعها في نفسي ، معانيها بالنسبة لي هي الحب ، والحب في هكذا حال هو مجمل آلآمي وأشواقي وأفكاري وما تعنيه هذه المدينة لي ومعانيها في نفسي!!.. في بعدي عنها أشعر بطول الزمن وكأنه ليس كالمعتاد حتى وصلت لمرحلة فقدت فيها الإحساس بالزمن نفسه فما أجل من أن تفقد الإحساس بالزمن وهو ما تحتسب به أعمارنا المتناقصة ، فالزمن في بعدي عنها يفنى من الساعات والأيام والشهور وحتى السنون بل ومن حياتي!!.. فأنا في بعدهاأذوب أذوب فناءً ، ولها أذوب شوقاً ، وأذوب شوقاً، وأفنى صبراً وعمراً بين كل لحظة ولحظة في دنيا الإغتراب والمهجر
|
معاناة المدن الحنينة 00
كتابة تهز اركان السكون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: عفاف علي ميرغني)
|
أيا صاحب الحرف الفخيم و الحنين المقيم
تحية كبيرة
سيرة تهجيرأهلي من وادي حلفا على أيدي مجلس 17 نوفمبر ، كنتُ وقتها بالمتوسط .. فهاك هذه الجزئية عنها من واقع بوست قديم عن عطبرة :
خرجت جماهير أتبرة تهتف ، و أهلنا الحلفاويين يهتفون و دموعهم تسيل و تجف في صيف عطبرة اللاهب ( حلفا دغيم و لا لبنان ) ، و أنا أقول الآن ، حلفا دغيم ولا شارع الشانزليزيه و شواطيء الريفيرا و أحياء لوس أنجلوس كلها مجتمعة. أقولها دون مكابرة ، فالجيل الذي لم يشاهد وادي حلفا ، حتى من أبناء الحلفاويين ، لم يعرف أن حلفا كانت مدينة عصرية بمعنى ما تحمل كلمة ( العصر ) من معنى. شقت صفوف المتظاهرين في عطبرة جحافل البوليس الممتطي صهوات الخيول و المتسلحة بسيطان العنج . كنت أحد الذين نالوا سوطا في ظهري جعلني طريح الفراش على بطنى أكثر من شهر بعد أن ناولني عسكري ( غتيت ) سوطا لم أره و لكنني سمعت له طرقعة مدوية كصوت طلق ناري قبل أن يلتصق قميصي الأبيض يالجرح النازف ، ( إيدو تقيلة بالحيل ). طاردني العسكري من دون الناس ، أو هكذا خيل إلي ، فقد كنت أمسك بلافتة رغم ضآلة حجمي آنذاك ، و رغم أنني كنت مميزا في الجري ، إلا أن الحصان كانت أنفاسه الحارة تلهب عنقي بإستمرار إلى نلت حظي من تلك الضربة التي أرتني النجوم في عز نهار عطبرة. لن أنسى ما حييت أول قطار أتى بأول فوج من وادي حلفا. كنت قد سافرت في ذلك الصيف مع أسرة البلابل إلى وادي حلفا لحضور زواج عمهم الأستاذ ( بيبي ) ، و رجعت معهم بأول قطار يحمل أول فوج من دغيم ، لن أنسى منظر أهلنا الطيبين في حلفا دغيم و هم ينتزعون شواهد القبور و يقطعون سعف النخيل و يكسرون أجزاءا من بوابات منازلهم التي تزينها صحون الصيني ، يحملونها معهم للقطار ، يدخلونه ، ثم يخرجون باكين و منتحبين، كان يوما مهيبا لا أول له و لا آخر ، و المرحوم والد البلابل ، يأتي بهذا ، و يجرجر ذاك للقطار و يشجع هذه و يمسح دمعات تلك ، و خلف وجهه الصارم يكمن بركان تمنعه مسئوليته تجاه أهله من إطلاقه ، من الصباح الباكر إلى أن آذنت الشمس بالمغيب . و عملا بنصيحة الدكتور طه بعشر ، تحرك القطار ليلا ، قالوا أنها نظرية سايكلوجية ، و لكنها كانت جريمة تتحرك ليلا ، ، تحرك القطار بعد أن جفت حلوق الناس من البكاء ، و تقرحت المآقي من الدموع الساخنة. لا أدري لماذا لم تتم كتابة تاريخ هذه الأيام ؟ يصلح لعمل فيلم متكامل. بعد أن تحرك القطار ، جلس الأستاذ طلسم ، مرهقا و نظر حوله و الناس في إستكانة و تعب و الهدوء يسيطر على القطار الذي كان ضجيج عجلاته و كأنه يدندن بمناحة و بكائية لم يكتبها التاريخ ، و القطار يطلق صفارات حزينة ، فإنفجر الرجل طلسم في البكاء ، بكاء إهتزت له الكنبة التي يجلس عليها ، بكى كالأطفال ، و عندها لم يجد أحدا يسكته ، و كأنهم تركوه يكمل بكاؤهم الذي توقف من التعب ، بكاء كانت أصداؤه تنساب عبر كل عربات القطار ، فيسمعها الركاب المهاجرين و هم يبحلقون في لا شيء ، فها هو المواسي يحتاج إلى من يواسيه. منظر محفور في قاع ذاكرتي لن يمحوه الزمان ..
واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: عفاف علي ميرغني)
|
الأخت السبدة / عفاف
سلامٌ على روحك الطيبة فرحنا يوم غادرنا الأرض وبكينا حين تقدم بنا العمر وحسبنا كلفة هذا الإهتجار ، أصبحنا مسخ فالإنتماء أصبح ليس ضرورة والعولمة أصبحت تسود حتى تلغي الهوية والإنتماء ليصبح كلٌ منا مسخ ، فلذاتنا أدخلنا على عقولهم البريئة معاجم وفهارس مصطلحات الممنوع فسلبناهم طفولتهم وهويتهم وانتمائهم .. أصبحنا جميعاً مسوخ بشر ؛ غرباء داخل الوطن وأجانب خارجه لعمري هذا أغلى ثمن يدفع من عمرنا ودمنا وصحتنا؛ تبطرنا على مدننا الصغيرة التي كانت تأوينا وتحتوينا على أي شكلٍ كنا واصبحنا وأمسينا. أشكر لك مرورك الكريم يا أخية.Quote: نعم عانت بلدتي لمعاناةاهلها فهي عطشى يموت أهلها في الصيف من العطش .. وجوعى بالكاد السعيد منهم يحصل على وجبة.. ومرضى لا يجدون حتى أبسط مقومات الرعاية الطبية ..هم حفاة عراة لأن من لا يجد ما يسد الرمق تصبح النعال والسروال نوعٌ من أنواع الرفاهية؛ مدينتي تعاني في صمت وصبر، ما كانت ترغب في أن ينجب رحمها من بعضهم غثاء بشر وزبد يذهب؛ نعم عانت بلدتي لمعاناةاهلها؛ فهي العطشى يموت أهلها في الصيف من ظمأ مهلك .. وجوعى بالكاد السعيد منهم يحصل على وجبة.. ومرضى لا يجدون حتى أبسط مقومات الرعاية الطبية ..هم الحفاة العراة لأن من لا يجد ما يسد الرمق تصبح النعال والسروال نوعٌ من أنواع الرفاهية بالنسبة له ؛ مدينتي تعاني في صمت وصبر، ربما ما كانت ترغب في أن ينجب رحم بنيها من بعضهم البعض غثاء بشر وزبد يذهب جفاءً ..يذهب جفاءً!! ويحسبون عليها إنتماءً وهوية وانتساباً .. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
Quote: حين غادرت المدينة شعرت بعد لحظات المغادرة؛ وليس أثنائها أو قبلها؛ بأنني فى تلك اللحظه فقدت كل شئ ، وبكلمة "الترحال" انهارت جسور من التواصل |
.. الاخ ابوبكر ..
مااقبح الغربة والترحال .. .. لقد عشت تجربة قصيرة بالمدى الزمنى طويلة كشهقة غريق ..
يومها بكيت وبكت معى كل أشيائى الجميلة .. ..
نحن يسكننا التواصل والحنية المفرطة ... فلابد ان نكون هنا .. ..
ردا الله غربة كل غائب ... ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: سارة كرودى)
|
غصّة حنين : كالغروب أنتهي . . مُجبر في كل مرة على البدء من جديد !! = = = = = بات يتربـّصني حنين . . يتسلل إليّ خلسةً عن كل شيء ، يتشكــّل لحظاتي ، يتفيــّأ أملي . " بك" . .
أصبحتْ لي ذاكرة أترنــّمها في لياليّ الموحشة ، أرتب بها وجعي بفواصل " راحتي " بين يديها . . وروحي حائرة . . . كيف تجعل ما يترقرق في اللهفة مـِداد " حرف " ؟؟ كيف يحتوي حرفي " حنين " و أنا ما بين همسكَ " وهمسك" أشتاق أكثر . . فأكثر ! ما يحملني إليكَ . . شوق وما يفصلني عنكَ . . شوق وما يوجعني فيكَ " الآن " شوق هنــــــــــــا . . . الحنين يتحوّل إلى وجع ، والحرف إلى انبجاس للوجد وكلما انتصفت الأحلام بفراق همساتنا يكبر بصدري " همْ " النهاية التائهة بين حدود فقد الذاكرة .
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة ( الكنار يغرد حزناً) !! (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
معاناة المدنٌ الحنينة ( الكنار يغرد حزناً) !!
العزيز ابوقصي
سلامٌ على روحك الطيبة وبعد إذ أهديتني حرفٌ أخضر، حاولت أن أخرج من محيط الأرض.. حاولت أن أنفذ من رموش الجفن بطراً .. حاولت أن أدخل في سواد العين .. تيار الإهتجار جرفني .. رميت كل مجداف لموج الغربة ناشداً العودة، فألقي بكل أعضائي إلى التيار فيلقفه حالئذٍ لم أبصر للكون شطآناً فعدت القهقرى راياتي مُنكَّسة ودفاتي محطمة .. سفينة العمر إضطربت!! لك مني الود والتقدير فوهج حروفك وألقها زين وأضاء .. محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: سارة كرودى)
|
الأخت الفاضلة/ سارة سلامٌ على روحك الطيبة
عندما تتقاسمنا المرافيء والمنافي تتغير فينا اشياء كثيرة كنا قد ألفناها؛ فحتى أنا لم استطع أن أكون أعجمياً ففي عرفي أن من لا يجيد الحديث بلهجة سودانية صميمة فهو أعجمي ؛ هكذا موقف يرجع لأن بعضهم يستخر من لهجتنا وليس تعصب جاهلية بل لأننا الذين ينطبق عليهم قولك ( نحن يسكننا التواصل والحنية المفرطة ... فلابد ان نكون هنا .. ..)!! صدقيني لقد كنتِ أشجع منا حين اخترت العودة إلى ربوع تفهم حتى لغة صمتك .. لاقوائم ممنوعات .. لا خوف من الغد .. لك الود كله وأسأل الله أن يستجيب لدعواتك الصالحات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أظُنُّني من الَّذين أخذتْهُم سِنَةُ الْغفلةِ عن هذا الْجمال ، وَلاكَتْهُ ألْسِنَةُ الْحروفِ في أمكنةٍ نائيةٍ عن ذا الْمكانِ الَّذي لم أقعْ لهُ على خبرٍ إلا الآن . ودٌّ وتحيَّة صديقي د.أبا بكر . وسأجلسُ على مأدُبَتِك هُنا ، أيُّها الأديبُ الَّذي أُرْضِعَ ثَديَ الأدبِ ، فما عَـقَّ حرفُهُ ميلادَ الْجمال أبدا . تحيَّةٌ أُخرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
Quote: أذكر في بلدتي كيف كانت الأواصربين أهلها.. فالعُوّاد حين يأتون لزيارة المرضى تسبقهم ( ماشين نزور فلان ضربتو ملاريا)!! .. شهدتهم كيف يتواصلون ويتكافلون في السراء والضراء.. كيف يتقاسمون الحلوة والمرة .. كيف كانوا يفرحون .. وكيف كانوا يبكون |
أشكرُ لكَ هذا السّرْدَ الْمنصفَ بِحَقّ ، فتلكَ تربيةٌ أصيلةٌ يا أبا بكرٍ ، وَ ذَا سُلوكٌ إنسانيٌّ جميلٌ قلَّ وندرَ أن تجدَ مثلَهُ الْيوْم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة !! (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
Quote: رأيت (....) هي كانت أسطورة في الجمال " خاطفة لونين " حوراء لها عيون المها .. إبتسامتها برق في ليلة ظلماء.. أسنانها لؤلؤ مصطف في تساويٍ .. كانت رمزاً للدل والخفر والعفة والعفاف .. كانت أجمل بنات الحي بلا منازع .. كانت تخطر كل صبح كملاك طاهر جميل انيق مترف بالجمال وهي في طريقها للمدرسة " الوسطى"!! .. كانت كل قلوب الرفاق تحوم حولها كنحل يخدم ملكته .. كانت فراشة يليق بها رحيق الزهر .. أما أنا فكنت العابد الصامت أتعبد في حضرة جمالها حين أرمقها على استحياء دون أن يعلم أحد أو تعلم هي .. وبعد عقدين من الزمان جئت أحمل في كبدي حب حبيبٍ والهٍ وشوق مشتاق غادرتها وأنا في ميعة الصبا وعدت ُ إليها وقد بدأ الشيب لتوه يغزو مفرقي.وعندما وطئت قدماي أرض " البلدة " كانت أول من ألتقي قد بادرتني بالسلام قالت: حمدالله على السلامة .. غيبة طويلة جئت وقد بدأ الشيب يغزو شعرك!! قلت : أنتِ كما أنتِ ؛ أنت ما زلت في أوج نضارتك فلم تمر عليك عاديات الزمن حتى إبتسامة شفتاك رجعتني لعز صباك!! |
ذاكَ جمالٌ طبيعيٌّ و " أورقانيك " - Organic - ، لمْ تُغيِّرْ طعمَ عافيَتِهِ السُّنُونْ ..
Quote: إبتسمت في دل رصين يليق بسيدة أربعينية.. معلمة ومربية أجيال وقالت: حسبتك ذاك الخجول الغربة علمتك الجرأة قلت : الزمن يحلل عقدة اللسان ،هل تزوجت؟ قالت : نعم تزوجت وأنجبت " حنان " وهي الآن في الثامنة عشر وستمتحن الشهادة ؛ توفي والدها وهي إبنة ثلاث سنوات فنذرت نفسي لها!! |
يا لَها منْ وَفِيَّة ، اقترنَ الْوَفاءُ بها فزادتْهُ إيفاءً لَمْ يَعقُبْهُ قُصُورْ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة ..( الكنار يغرد حَزنّناً) !! (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
[green]صديقي العزيز الأديب الأريب / محمد أبن " الزين " حفيد الشفيع" ( ملكت المجد من كل نواصيه)
سلام على روحك الطيبة أما بعد، فها قد مثلت بين يدي مولاي معتذراً عن تقصير أقدامي فما بال الأقلام؟! فاسمح لي عّلني أجد مقالاً يناسب الخروج من مأزق وضعت نفسي فيه بغير قصد ، فأرجوك أبحث لأخيك عن أي عذر وألف عذر..
الحمدلله الذي ساق لي أبوقصي صبيحة اليوم ليخبرني عن الحادث وحصلت منه على رقم الجوال وبادرت بالإتصال ولو كنت أعلم بما ألم بك لشددت لك الرحال .. ثم فاجأتني بدخولك على المعاناة ولكن من أين لي بما يكافيء ويماثل فالحديث ذو شجون وسآتيك بالرد على المداخلات وأنت واصل في قرآءتك فأنت ترى بعين الأديب المبدع ولا يمكن أن يكون هناك عمل مكتمل وأغفر لي أخطائي الإملائية فإني أخافك يا أيها الشفيع فاشفع تؤجر .. لك مودتي وعائد لك لا محالة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة المدنٌ الحنينة ( الكنار يغرد حزناً)!! (Re: عبدالحافظ عثمان)
|
أخي عبد الحافظ
سلامٌ على روحك الطيبة
مداخلتك تحمل روحاً عبقرية شفيفة لأن لغتها هي ما يصنف بغير المألوف من إنتقاء العبارة ..
أعطيتني ووفيت بتقريظٍ في كلمات موجزة أبلغ من تدبيج صفحات وهذا يدل على رهافة الحس وعلو الذوق والهمة ..
أشكرك فلست أملك ما يعدل ما نفحتني وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي ..
أشكرك حتى ترضى عني همتك الوثابة.. تقديري ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|