كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
فيشار و مفتاح
|
فيشار و مفتاح ---------------
حين أتيت على ذكر الغائبين جميعا بلغت مجهد الأنفاس مقام (الحجر المقدس )المنصوب في شارع طفولتي , تبسم المجيبون متبادلين النظرات ثم قيل لي عن زواله ماقيل . إنقضت 3 أيام وأنا تائه تماما في أثواب البهجة الفضفاضة والصخب الذي عم البيت : والدتي مستدفئة الكفين على جمر التبريكات بعودتي المتزامنة مع عرس شقيقتي الوسطى الوشيك .
ماببن العتمة والاشراق , مابين شرودي وقعودي , مابين حضور أهالي القرية في ذاكرتي وغياب حسان الاسماء , مابين الموتى والأحياء , مابين بخار الحمى و الهذيان بظهر قائظ و الرقص طليق الروح كما في حلقة ذكر بفناء الدار الغاصة بالخلق على توقيعات الطار المنبوذ . هتف الهاتف : معراج !. المعراج على الباب العالي بلا حاجب يحرسه و بلا قنديل , بلا عرش و بلا أبهة للسلطان : حرم السلطان , مذياع السلطان جهير الحس ببوص و أحطاب وأعشاب سلملكه , حبيبات السكر البني تتغلغل في رغوة حليب السلطان على المائدة الزاهدة و فرمان السلطان لجنود السلـطان الأربعة بأركان الأرض الأربعة , و بلا ساقي للليمونة في ذاك الربع الخالي , و بلا زوار ! في جيبي الأيمن حفنة فيشار حديث الولادة في فرن البيت و في الأيسر مفتاح ظل في حقيبة التطواف عشرين حولا . المصطبة الاسمنتية المقورة الحواف : طوفي المنتظر على القيف . عبرت ودفعت الباب ذا الضلفتين فأنفتح في يسر دون أن يصدر عنه الصرير المألوف كما لو أن السلطـان الذي في السماء وجنوده الأربعة البعيدين بإنتظار جيبي المعبأ بالفيشار . عثمان محمد صالح 02-10-2009
(عدل بواسطة Osman M Salih on 10-03-2009, 02:38 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
Quote: المصطبة الاسمنتية المقورة الحواف : طوفي المنتظر على القيف . عبرت ودفعت الباب ذا الضلفتين فأنفتح في يسر دون أن يصدر عنه الصرير المألوف كما لو أن السلطـان الذي في السماء وجنوده الأربعة البعيدين بإنتظار جيبي المعبأ بالفيشار . |
تصوير قوي للشوق والترحاب.. كانوا يرحبون بك كما رحب بك الفيشار..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Muna Khugali)
|
شكرا ياعزيزتي منى خوجلي على الطلة والتعليق .
فاتني التنويه بأن القصة الفوق هي الثانية في مدونة عودتي الى السودان في صيف هذا العام. الفاتحة والمعنونة : وضاية , نشرت في هذا المنبر بتاريخ27 -09 -2009 .
مودتي المعلومة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
عزيزي أسمان
سلام كبير
Quote: إنقضت 3 أيام وأنا تائه تماما في أثواب البهجة الفضفاضة والصخب الذي عم البيت : والدتي مستدفئة الكفين على جمر التبريكات بعودتي المتزامنة مع عرس شقيقتي الوسطى الوشيك . ماببن العتمة والاشراق , مابين شرودي وقعودي , مابين حضور أهالي القرية في ذاكرتي وغياب حسان الاسماء , مابين الموتى والأحياء , مابين بخار الحمى و الهذيان بظهر قائظ و الرقص طليق الروح كما في حلقة ذكر بفناء الدار الغاصة بالخلق على توقيعات الطار المنبوذ . هتف الهاتف : معراج !. |
عشت معك كل كلمة و هي تجوب ذاكرة القرية الحميمة و صخب الفرح بالعودة و العرس الآتي
ما تحته خط إستوقفني طويلا تخيلت أختنا و الفرح يملأ عينيها بفرحة عودتكم و فرحة الفرح الآتي ... ليتني كنت هناك ..
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: ابو جهينة)
|
. حين أتيت على ذكر الغائبين جميعا بلغت مجهد الأنفاس مقام (الحجر المقدس )المنصوب في شارع طفولتي , تبسم المجيبون متبادلين النظرات ثم قيل لي عن زواله ماقيل .
إنقضت ثلاثة أيام وأنا تائه تماما في أثواب البهجة الفضفاضة والصخب الذي عم البيت : والدتي مستدفئة الكفين على جمر التبريكات بعودتي المتزامنة مع عرس شقيقتي الوسطى الوشيك .
ماببن العتمة والاشراق , مابين شرودي وقعودي , مابين حضور أهالي القرية في ذاكرتي وغياب حسان الاسماء , مابين الموتى والأحياء , مابين بخار الحمى و الهذيان بظهر قائظ و الرقص طليق الروح كما في حلقة ذكر بفناء الدار الغاصة بالخلق على توقيعات الطار المنبوذ . هتف الهاتف : معراج !.
المعراج على الباب العالي بلا حاجب يحرسه و بلا قنديل , بلا عرش و بلا أبهة للسلطان : حرم السلطان , مذياع السلطان جهير الحس ببوص و أحطاب وأعشاب سلملكه , حبيبات السكر البني تتغلغل في رغوة حليب السلطان على المائدة الزاهدة و فرمان السلطان لجنود السلـطان الأربعة بأركان الأرض الأربعة , و بلا ساقي للليمونة في ذاك الربع الخالي , و بلا زوار ! في جيبي الأيمن حفنة فيشار حديث الولادة في فرن البيت و في الأيسر مفتاح ظل في حقيبة التطواف عشرين حولا .
المصطبة الاسمنتية المقورة الحواف : طوفي المنتظر على القيف . عبرت ودفعت الباب ذا الضلفتين فأنفتح في يسر دون أن يصدر عنه الصرير المألوف كما لو أن السلطـان الذي في السماء وجنوده الأربعة البعيدين بإنتظار جيبي المعبأ بالفيشار
..هكذا أقرأها مش على كيفى ..
عثمان .. يا صالح .. شكرا لحليب الناقة ..
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: معتصم الطاهر)
|
الرجل الصابر عثمان محمد صـالح
والله الشوق بحر، وبركة الجبت راجع. لا أدرى لماذا لم أجد عبارة أخرى غير كلمة (الصابر) ومن أين جاءت! المهم.. شعـور صار حبرا ثم استقر على الورق، فصار حبرا على ورق.
صابر، ربما لأنك تنتقى كلماتك إنتقاءاً قبل رسمها على الورق، كما لا ينتقيها أحد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: معتصم الطاهر)
|
يا معتصم تحياتي ,
ببذله للناس يخرج المكتوب عن سيطرتي.
وقع من نفسي موقعا حسنا إطلاقك للشعر من محبس القص ( كالحمائم في الآفاق ). أستدين ما بين القوسين من الاستاذ عبد الله علي ابراهيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: ابو جهينة)
|
العزيز جلال, يغشاك وأهلك السلام . أمر أفصح عنه في ردي عليك وانت العليم بمسرح احداث مكتوبي . عودتي للسودان ردتني الى الكتابة على مافيها من شقاء. عافتها نفسي حزنا على القريب . الكتابة آخر وصية في حشرجات أنفاس أحد جنود السلطـان المذكورين أعلاه. إصطفاه السلطان بفرسه الجامح في رحلة الأبدية .
كن دوما بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
Quote: المعراج على الباب العالي بلا حاجب يحرسه و بلا قنديل , بلا عرش و بلا أبهة للسلطان : حرم السلطان , مذياع السلطان جهير الحس ببوص و أحطاب وأعشاب سلملكه , حبيبات السكر البني تتغلغل في رغوة حليب السلطان على المائدة الزاهدة و فرمان السلطان لجنود السلـطان الأربعة بأركان الأرض الأربعة , و بلا ساقي للليمونة في ذاك الربع الخالي , و بلا زوار ! في جيبي الأيمن حفنة فيشار حديث الولادة في فرن البيت و في الأيسر مفتاح ظل في حقيبة التطواف عشرين حولا .
|
اين كان المعراج يا عثمان؟ فى ضريح؟ أم فى مقهى؟ أم فى صورة لحلفا القديمة؟ أم عدت الى غرفتك المقفولة منذ غيابك القسرى/الاختيارى؟
نص اوسمانى عميق وشاعرى. فيه حنين. حنين ناضج. متخلص من العاطفية المنبهلة على الفراغ. هل فعلآ ما كنت تبحث عنه تركته خلفك فى حلفا (الجديدة - القديمة)، السودان (القديم - الجديد)؟ لا شئ يعدل الوطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Adil Osman)
|
ليست حجرة فئران المزارع ما عدت إليها , تلك غادرتها قبل عام.
أما عن المعراج ياعادل عثمان فقد وقع هناك حيث النهر منبعه المصب .
مسيرة - و يالسخرية الأقدار - دائرية !.
دم طيبا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
الصديق عثمان الحلفاوي كما يطلق عليك في بلغاريا أعتقد أنك تدخل مرحلة جديدة بعد المرحلة التي يمكن ان اسميها بالمرحلة البلغارية تحاول هنا مزج اليوميات بالمتخيّل مستفيدا من رحلتك الأخيرة الى السودان بعد غياب طويل أقول هذا مستفيدا من حوار هاتفي كان قبل أسبوعين ألا تتفق معي ان تحويل اليوميات الى سرد قصصي يحتاج الى بعض من التأني؟ أو يمكن أن تكتب يومياتك مطعمة ببعض السرد والخيال؟ دعنا نفترض ان غيابك لمدة اربع سنوات،قد خلق تطورا في تجربتك في الكتابة، هل يمكن لك ان تعطي القراء بعضا من الاضاءات حول هذا الأمر المهم في تطورك في مجال الكتابة؟ في حوارنا الهاتفي تطرقت الى التحولات التي طرأت على السودان ، هل نطمع في تحليل سوسيولوجي لهذه التحولات؟ وعلى الصعيد الشخصي هل نطمح أيضا أن تحكي لنا تجربة العودة الى الوطن بعد غياب طويل. في ذهني هنا تجربة الشعراء الفلسطينين الذين كان الوطن بالنسة اليهم ذاكرة ومقاومة، وعندما رجعوا فجعوا في أنهم في سياق آخر لا يشبه سياقهم الشعري الذي كان يشكل كتابتهم. في ذهني كتاب مريد البرغوثي "رأيت رام الله" والذي يبين الفارق الكبير بين الوطن في الذاكرة الشعرية قبل العودة، وبين الوطن الواقعي الحقيقي. أرجو أن تمايلني وترسل لي رقم تليفون البيت. مع خالص المحبة المشاء http://sleeplessrou.wordpress.com/2008/07/17/%D9%85%D9%...D9%84%D9%84%D9%87-1/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: osama elkhawad)
|
العزيز أسامه الخواض أحمد أسعدني إهتمامك وتعليقك , ماض أنا إلى لقيط الثمار في غابة الإنسان, سيأتيك جواب مفصل بعض الشيء عند فكاكي من الدوام. تحياتي لسلوى و للأصدقاء , الحلفاوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
استاذ عثمان
مرحبابك الف.
لقد افتقدنا حكيك العميق السودانوي.
سعيدة بعودتك وساظل الاحق قصصك الممتعة المؤرقة الحارقة لناعن وطن فينا ولسنا فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Omayma Alfargony)
|
الاستاذ عثمان كتاباتك هي من اروع ما يخط في البورد لا يمكن ان تقارن بغيرها فهي متفرده جدا ارجو ان لا تحرمنا منها فقد افتقدناك كثيرا والله
كل التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
اقرا هذا..مرفوقا بتعليقات الاستاذ اسامة الخواض والتقاط ذكي لمنصور المفتاح
فتخطر في ذهني قصة الطيب صالح التى يقول في آخر سطر فيها (اه منك يا زمان النزوح)
مشوقة منذ معرفتي بخبر عودتك...ان اقرا لك شيئا
مشوقة ربما..(لعصلجة) الابواب امامك..انت الغريب المختلف
ولكنك عدت..غير مكتمل الغربة.. وبمفتاح لرتاج لا يطلق صريرا..وكانما منكر هو لغيابك فى الاساس
وكانما مقر بانتظاره لك..انت الغائب القلق..غير المستكين الى غيابه أبدا
القادم بذاكرته كلها..الى ذاكرة الناس والامكنة
يفض المزاليج رتاجا رتاجا..وكانما لبثت ليلة او بعضها..وكانما لم تلبث كل هذه السنين يا صديقى
..........
هل صادف حضورك موضعا انتهيت فيه آخر مرة؟؟ هل لانشراح وجهك تقطيبة خفية..أسفل الجلد ربما؟؟
هل عدت الى الكتابة من ذات النقطة؟؟
عدت الى الحياة من ذات السطر؟؟
هل استطعت ان تختصر كل هذا الغياب..فى مصافحات وقصص..ولم تعد انت الغريب؟؟
جئت لأقرؤك بعد العودة..ولكنك تبدو لى كمن لم يذهب فى الاساس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: أيزابيلا)
|
العزيزة شذى , سلام, مقرا بعسر الجواب على أسئلتك المركبة - عشمي ان تجدي الجواب الضافي في قادم الأعمال - أقول بأن العودة تجربة في العمى المؤقت لاتختصرها قصص ولا مصافحات . أعجبني سؤالك اللماح عن التقطيبة أسفل الجلد . جوابي : كائنة !.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: أمين محمد سليمان)
|
أخجلت تواضعي تحية العزيزين منصور المفتاح وأمين محمد سليمان وأرباب وربات التحيات السابقات . في ميزان حسنات الجميع هنا . أتمنى أن أكون عند حسن الظن بي .
لكم مودة لا تنقطع و لا تتقطع بها الدروب . عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
Quote: لا أكتب بقرار . أتوقف عن الكتابة حين يختفي الهاتف ولايزعجني غيابه وإن طال سنينا |
ولهذا نحن نحبكـ يا عثمان
عوداَ حميداَ يا رفيق
___ تلفونكـ مالو ؟ لي يومين بتصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Osman M Salih)
|
Quote: أخجلت تواضعي تحية العزيزين منصور المفتاح وأمين محمد سليمان
|
يا عثمان أنا كنت بطبع كتاباتك هنا و أقراها و أنا راقد عشان أكون مستمخ ! كنت مستغرب كيف يكون في زول سوداني بكتب بالمستوي ده و الناس لسه بتتكلم عن عبدالله الطيب و الطيب صالح عليهم رحمه الله بوصفهم كتابنا العالميين الوحيدين ! تحيتي دي يا عثمان ما مجامله ، لانك بحق أحسن من خط حرفا بالمنبر و لا عزاء لادعياء الثقافه و أنبيائها الكذبه !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: أمين محمد سليمان)
|
يااااه عثمان محمد صالح ذات نفسه.....والله زمن يا عثمان......فينك يا رجل....السلام عليكم....وكل عام وأنتم بخير....وعيد سعيد....ومبروك...والبركة فيكم....أتمني أن تكون هذه الكلمات قد غطت علي كل المناسبات السعيدة والحزينة التي مرت بكم في حضرة غيابكم من المنبر....ياخ والله مشتاقين لرسمك وحرفك...حتي صورتك في البروفايل قد تغيرت بعض الشئ....ألف مرحب بك...حللت أهلآ ونزلت سهلآ...منتظرين كلماتك....مودتي
راشد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فيشار و مفتاح (Re: Rashid Elhag)
|
العزيز راشد الحاج , أشكرك على الإطـلالة والتهنئة اللطيفةوالترحاب . يسأل عنك الخير .مبارك عيدك و نصرك لأكاديمي الأخير . و إلى الأمام. عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
|