موسم الهجرة إلي الجنوب: الصادق والترابي يكتشِفان الجنوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2009, 08:35 PM

بابكر عباس الامين

تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 23

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موسم الهجرة إلي الجنوب: الصادق والترابي يكتشِفان الجنوب

    يبدو من زيارتهما الأخيرة لجوبا أن قيادينا السياسيين -الترابي والصادق - قد فاقا مؤخراً من سباتهما وأدركا أهمية الجنوب, إذ أنهما كانا منهمكين في مصالحهما الحزبية والشخصية حينما كانا في سدة الحكم. بيد أن هذا الوعي المتأخر لا يفيد في شيء فهو كمثل الذي كان يملك جرة لم يحافظ عليها, وبعد تكسرها سعي لجمعها وتلصيقها.

    قال الترابي من داخل كنيسة في جوبا "أن الدين لا يستخدم أداة لتفريق الناس وإنما لجمعهم", وحثّ الترابي رجال الدين المسيحي علي "التغاضي عن الأشياء التي حدثت في الماضي والسعي لجعل الوحدة خياراً جاذباً." مثل هذه التصريحات لم تعد تقنع الجنوبيين الذين لم يعانوا من إهماله فقط, بل عمله علي تفاقم معاناتهم وإراقة دمائهم وإضطهادهم دينياً. كما أن تراثهم السياسي - ذي الطبيعة الثورية - لا يؤمن بمبدأ "عفا الله عما سلف" الذي أفسد الحياة السياسية لدي الشماليين, ولم تصبهم عدوي ضعف الذاكرة السياسية الشمالية.

    وقال الصادق: "جئنا إلي هنا اليوم ومعنا برنامج محدد من أجل أن نناقش مع الحركة كيفية وجود سودان يسوده العدل ويكون قادراً علي جذب تأييد أخواننا في الجنوب إلي خيار الوحدة." وذكر سيادته بأن "حزبه سيحترم خيار الجنوبيين إذا فضّلوا الإنفصال."
    ولا أدري سر هذا الحب الجديد مع الجنوب الذي يبدو كمن يعاوده حب إمرأة بعد هجرها وطلاقها ورفضه أن يستمع لحكم من أهله وحكم من أهلها ودون أي سبب موضوعي للطلاق.

    قبل الخوض في خلفية فشل الصادق في السلام وتحقيق "العدل" حينما كان رئيساً للوزراء, لا بدّ من تعليق بسيط. إن حزبه ليس بإمكانه رفض إختيار الجنوبيين للإنفصال إن شاؤوا, إذن فمثل هذا التصريح لا فائدة منه لأنه خالي تماماً من أي معني أو مغزي أو وزن. وهو كتصريحه بأن من يرفض إتفاق التراضي مع الحكومة كمن رفض ركوب سفينة نوح. وذلك لأن إبن نوح قد غشيه اليم وهلك بحيث لا يمكن وصف الرافضين لإتفاقه بأنهم من سلالته.

    ومثل التصريحات لا تحترم عقول الجنوبيين لأن الصادق حينما كان في رئاسة الوزارة فشل فشلاً زريعاً في الوصول للسلام مع الحركة الشعبية الجنوبية. أمر رئيس الوزراء بقطع أي إتصال مع الحركة ووصف الذين حاولوا إنشاء قناة إتصال بها بالخيانة كسيد أحمد الحسين. ثمّ عمل بالتعاون مع الترابي علي إسقاط إتفاقية الميرغني في البرلمان والتي إستبشر السودانيون بها خيرا لإنهاء الحرب.

    وفي حين رفض سيادته الحل السلمي المتمثل في إتفاقية الميرغني فشل أيضاً في الحل العسكري. فبدلاً من تسليح الجيش - كما طالبت مذكرته - بعد رفضه لتلك الإتفاقية لجأ لتسليح قبائل التماس لحرب الحركة. وبهذا فإن الصادق قد أدخل العامل الشعبي والقبلي في الصراع, كما أدي لإنهيار معنويات الجيش إذ شعر بأن المليشيات تؤدي دوره وتقوم بمهمته. ولقد كان شعبنا متقدماً علي قيادته في المظاهرات التي خرجت تنادي بوقف الحرب في فبرائر 1989, لأنها قد أهدرت الموارد الإقتصادية وتسببت في ضايقة معيشية عندما زادت حكومته أسعار السلع الضرورية بنسبة 50 في المائة. ويعود عدم إكتراث الصادق والترابي لنداء المتظاهرين بوقف الحرب لأنهما ينتميان لطبقة إجتماعية لم تمسها تلك الضايقة المعيشية.

    والحقيقة أن تجاهُل الجنوب من قِبل الإثنين يعود إلي ثورة أكتوبر 1964 وما أعقبها من تطورات. فقد ذكر الترابي في ندوة جامعة الخرطوم - أثناء الثورة - أن حل المشكلة لا يمكن أن يكون عسكرياً, وأن الحكم العسكري هو سبب تفاقم الأزمة. وما أن إنزاح الحكم العسكري حتي سعي لمشروع دستور إسلامي لا يحترم خصوصية الجنوب. وما كان ذلك المشروع ليلقي إعتباراً لولا دعم الصادق إذ كان نواب جبهة الميثاق الإسلامي في البرلمان ثلاثة فقط. هذا في الوقت الذي كان فيه عدد نواب الأحزاب الجنوبية في البرلمان خمس وعشرين نائباً مسيحياً هم عشرة لجبهة الجنوب و خمسة عشر لحزب سانو. هذا يعني أنهما لم يضعا اي إعتبار لمشاعر الجنوبيين الدينية ووجودهم البرلماني الكبير مقارنة بجبهة الميثاق. هذه هي البذور الحقيقية للأزمة وليس الإستعمار, إذ أنها غرست عدم الثقة لدي الجنوبيين بحيث لن تجدي تصريحات جوبا الأخيرة في التودد لديهم.

    ثمّ أتي الترابي بقوانين سبتمبر 1983 التي ميزت بين المواطنين علي أساس ديني مما أدي لتفاقم الأزمة وتجدد التمرد. كما عمل الترابي طيلة فترة الديمقراطية الثالثة علي إحباط جهود السلام مع الحركة. ولما إنقضّ علي النطام الديمقراطي في يونيو 1989, قاد حملة الجهاد ضد "الخوارج الكفار" في الجنوب. وكان جزاء من "يستشهد" جِنان الفردوس خالداً فيها أبدا, كما مُنع الجنوبيون من إنشاء كنائس جديدة في الشمال. وبعد إنفراده بحكم السودان, ظنّ أن السودان دولة إقليمية عظمي فعمل علي دعم الحركات الإسلامية في الصومال وأثيوبيا وارتيريا وتونس متجاهلاً مشاعر الجنوبيين. وهل كان قرنق من الغباء بحيث لا يسعي لدعم إقليمي ودولي من دول الجوار الأفريقي والغرب "الصليبي"؟ وبعد كل هذا التاريخ المرير هل يأمل أن الترابي أن يقنع الجنوبيين بجملتيه "التغاضي عن الأشياء التي حدثت في الماضي والسعي لجعل الوحدة خياراً جاذباً" و"أن الدين لا يستخدم أداة لتفريق الناس وإنما لجمعهم"؟

    تأمّل معي إشادة الصادق المهدي بفوز أوباما وتحليله الجيّد وتشبيهه البليغ علي أنه إنتخاب تاريخي ووصفه بأنه:
    1- التنافس بين أمريكا البيضاء وأمريكا قوس قزح
    2- التنافس بين الذين يغلّبون التمسك بالماضي والذين يتطلعون للمستقبل
    3- التنافس بين دعاة الإستمرار ودعاة التغيير
    ولكن نفس هذا القائد ظلّ متمسكاً بالماضي, داعياً للإستمرارية, رافضاً لشمل اللون "الأسود" في قوس قزح السودان عندما رفض أن يرأس فيليب غبوش الجمعية التـأسيسة. وذلك من خلال الهيمنة الميكانيكية العقيمة علي البرلمان وتمرير سياساته - بالتحالف مع الترابي - والتي أدت لتقسيم السودان وتشرزمه بتمكين الحركات الإقليمية التي أصابها اليأس والإحباط من دكتاتورية المركز (مؤتمر البجا - جبال النوبة).

    هذه قيادات غير مسؤولة أدمنت الفشل وإستمرأته حتي لا نستخدم تعبير شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه: "شعب عِملاق يتقدمه أقزام." ولكنها تصِر علي حكم السودانيين لأنها تعتقد بأن لها دور ووظيفة واحدة في هذه الحياة هي حُكم السودان. وتري هذه القيادات الذكية أن إعتزال جون مجور من السياسة البريطانية لمجرد فشله في الإنتخابات, وبول مارتن في كندا لنفس السبب هو مثالية إن لم يكن غباء.

    لقد اّن الأوان ليتنحي هؤلاء القادة التاريخيين لقيادة شابة وتتفرغ هي للفتاوي التي تجيدها في علوم الدين والجمال كفتوي جواز زواج المسلمة لأهل الكتاب عند الترابي. وفتوي الصادق للنساء في خطابه لمؤتمر قطاع المرأة في حزب الأمة في فبرائر 2009 بعدم "إستعمال مساحيق تبييض البشرة لأنها تسبب أضراراً صحية" والإشادة "بالبشرة السمراء لأن الشعراء قد تغنوا بها." واّخر القول هو رد سلفاكاير عليهما: "قد فات الأوان لجعل الوحدة بين شمال وجنوب السودان جاذبة."
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de