نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2009, 11:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه
                  

09-30-2009, 11:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    لابد لى من شكر كل الاخوان المتداخلين هنا وسبب عدم ردى على ملاحظاتهم النيرة اننى اسابق الزمن قبل الارشفة والتى تتزامن ونهاية المؤتمر السعيدة التى بشر بها سليمان حامد الشعب السودانى بها قبل قليل على قناة الشروق المغرضة ..
    وقال سليمان حامد الذى فجر قتبلة من العيار الثقيل ردا على سؤال المذيعة الزلمية عن سبب انسحاب ستة احزاب رد قائلا اولا الذين انسحبوا كانوا ثلاثة احزاب عاد منهم اثنان واعتذرا على تصرفهم الذى سلكوه وقال الان هما داخل القاعة التى توافقت على القضايا الوطنية الاساسية التى انعقد او قام المؤتمر من اجلها وقال اننى خرجت من القاعة الان لحضور هذا اللقاء والكل توافق على قضايا الحريات وحق تقرير المصير والانتخابات والعلاقة مع دول الجوار وبقية القضايا التى تهم الوطن وتخرجه من المازق الحالى الذى ادخلنا فيه حزب المؤتمر الوطنى ..
    واوضح ان مؤتمرا صحفيا سوف يعقد الاربعاء صباحا لتلاوة ما توصل اليه المؤتمرون من توافق حول كافة القضايا الوطنية ...
                  

09-30-2009, 11:43 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    شكرا اخي الكيك لتزويدنا و تنويرنا بما يجري هناك.

    بالامس تابعت جزءا من اللقاء الصحفي للسيد باقان اموم. لقد كان واضحا و صريحا
    في اجاباته.

    اشار في بعض حديثه الى دور الجيش في تأزيم الاوضاع في السودان ( مثل كلامه كتبناه
    هنا وناقشناه عشرات المرات) الجيش يضرب بقسوة مواطنيه ولكنه ( يلبد) من القوات
    الاجنبية التي تحتل البلاد. قال ان الاخوة في مصر احتلوا حلايب ولم يتحرك الجيش ولكنه يتحرك
    ضد المواطنين.

    اعجبني انه قال ان هنالك قرارت سيقومون مع الاحزاب الاخرى بتنفيذها.
    و نحن بانتظار انهاء هيمنة الكيزان على البلاد و جرها نحو الهاوية بلا وازع او احساس
    بالمسئولية.

    شكرا مرة اخرى و تحياتي
                  

09-30-2009, 03:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: Zoal Wahid)

    حسنين: مؤتمر جوبا ناقش قضايا مصيرية ومفصلية وغياب الميرغني لا يعني مقاطعة الحزب الاتحادي الديمقراطي
    الأربعاء, 30 سبتمبر 2009 17:03

    هاجم المؤتمر الوطني وطالب الأحزاب بالتوحد ضده في الانتخابات القادمة:


    سودانايل: جوبا

    أعرب الأستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي عن سعادته بقيام مؤتمر جوبا وقال ان المؤتمر ناقش قضايا مصيرية ومفصلية يتحدد على ضوئها مستقبل السودان ، وقال حسنين الذي وصل الى جوبا نهار الأربعاء قادما من نيروبي وخاطب الجلسة الختامية للمؤتمر نهار الأربعاء أن مشاركته جاءت باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل موضحا أن غياب السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب لا يعني مقاطعة الحزب للمؤتمر ولا يجب ان يفسر كذلك ولكن هنالك ظروف حالت دون مشاركته ، وقال حسنين ان الاستفتاء حول تقرير المصير حق اصيل امن عليه الدستور موضحا ان خيار الانفصال او الوحدة هو قرار اهل الجنوب وعلينا ان نقبل به ايا كان .

    واشترط حسنين الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى راسها قانون جهاز الامن الوطني قبل الدخول في الانتخابات وطالب القوى الوطنية بالتوحد في مواجهة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة ليس على مستوى رئاسة الجمهورية بل على جميع المستويات، وقال ان الانتخابات القادمة هي معركة بين الوطن وجلادي الوطن ، وهاجم حسنين المؤتمر الوطني وطالب بحيادية الأجهزة الاعلامية القومية.

    وأكد حسنين في ختام حديثه التزام حزبه بما جاء في اعلان جوبا والعمل على تطبيقه وانزاله الى ارض الواقع.

    ----------------


    لمهدي: مؤتمر جوبا حرك المياه الراكدة ومقاطعة المؤتمر الوطني خطأ كبير
    الأربعاء, 30 سبتمبر 2009 16:56
    انسحاب الأحزاب الجنوبية جاء لحاجة في نفس يعقوب


    سودانايل: جوبا

    قال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي والمشارك في مؤتمر جوبا بأن المؤتمر نجح في تحريك المياه الراكدة وقد تم تكوين مجموعة لمتابعة تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر، وأوضح المهدي في تصريحات صحفية نهار الأربعاء بأن جميع الأحزاب التي أتت وشاركت في هذا المؤتمر لم تكن لها أجندة أو قيود مسبقة ونفى المهدي أن يكون المؤتمر الوطني قد تم عزله واكد أن المؤتمر الوطني كان على علم بكل التفاصيل بل وقدمت له الدعوة أكثر من مرة للمشاركة وقد استبشرنا خيرا نحن في حزب الأمة بتأجيل موعد انطلاق المؤتمر على أمل أن يشارك المؤتمر الوطني ولكن وبكل أسف اتخذ المؤتمر الوطني موقفا عدائيا وفيه تجني واتهامات في محاولة منه لتدمير مؤتمر جوبا ، ووصف المهدي مقاطعة المؤتمر الوطني بالخطأ الكبير وقال انهم سيعملون على اقناع المؤتمر الوطني بالمشاركة وأوضح المهدي بأن هنالك وسيلتان للتغيير في السودان وسيلة التصادم ووسيلة التراضي والظرف الذي يعيشه السودان الان لا يحتمل التصادم موضحا بان عهد تنفيذ الاجندات بالقوة قد ولى.

    وحول انسحاب بعض الاحزاب الجنوبية من المؤتمر قال المهدي ان انسحابها جاء لحاجة في نفس يعقوب وان انسحابهم كان بنية مبيتة للاساءة للمؤتمر موضحا بان حجتهم التي صاغوها للانسحاب باطلة لان نيتهم كانت مبيتة للتخريب.
                  

09-30-2009, 04:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5948
    --------------------------------------------------------------------------------



    الكاتب : admino || بتاريخ : الأربعاء 30-09-2009


    : خطاب النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة جنوب السودان



    : ترجمة: أبوبكر المجذوب


    القادة، رؤساء الوفود، الإخوة والأخوات:


    أنا في غاية السرور والسعادة أن أكون بينكم لأخاطب هذا التجمع الخاص والتاريخي والذي جمع أكثر من عشرين حزباً سياسياً جنباً إلى جنب من الناشطين من المجتمع المدني وباسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وباسمي شخصياً أحييكم وأرحب بكم "عيد مبارك عليكم وكل سنة وإنتو بخير ومرحب بيكم في جوبا".



    أخواتي وأخواني الأعزاء:



    أحس بالغبطة لحضوركم إلى هنا وفي نفس الوقت فإن حضوركم هذا ورغبتكم القوية في بناء يعطي المرء شحنات معنوية هائلة. إنّ كل واحد من هذه الأهداف النبيلة يتمتع بخصوصيته وشروطه ودوري هو التعرّف على هذه الشروط، ولأكون صادقاًمعكم فإن تجمعنا هذا سيكون سانحة مناسبة لأتحدث عن المسكوت عنه، فنحن كقادة فإن التزامنا لأنفسنا ولأجيال المستقبل في السودان فيجب علينا أن نتعرف على أنفسنا جيداً وأن نبحث في دواخلنا، وهذا ما يتوقعه منا كل سوداني يرنو إلى تحقيق السلام والديمقراطية والتنمية المتوازنة والمستدامة والاستقرار السياسي في كل شبر من أرض بلادنا العزيز.



    نحن أحياناً نتحدث عن المظالم التأريخية، ولنا أن نتساءل ما هي هذه المظالم؟ نحن الآن لكي نعرف أن هذه المظالم بانت وتمثلت وظهرت في انكار التعدد الواسع في السودان، في الإقصاء السياسي لمجموعات محددة بما فيها النساء وفي الظلم الاقتصادي الذي أدى إلى أن تحرم مساحات واسعة في بلادنا من أي شكل أو نوع من أشكال أو أنواع التنمية؛ سواء كان ذلك في الجنوب أو في الشمال مع تركز كل السلطات في المركز. إنّ الفشل المتكرر في حل هذه المشاكل أدى لنشوب الحروب بصورة متكررة في جنوب السودان، وأدى كذلك إلى الغبن الاجتماعي في بقية أجزاء السودان وهو ما أدى لايقاظ احساسهم بالمرارة وعدم الثقة والتوتر والغضب. لذا فالسودان يحتاج لعملية مصالحة عبقرية ويحتاج للصفح والغفران وبناء الثقة.




    لقد وفّرت لنا اتفاقية السلام الشامل فرصة ذهبية لمداواة الجراح ولمخاطبة أحزان الماضي والبداية في إعادة بناء السودان المستند على المواطنة لكل أبنائه وبناته.. إن عجزنا عن فعل هذا في الماضي لم ينتج عن وجود المثال الذي كان علينا أن نقتدي به أو عن انعدام المبادئ التي كان علينا اتباعها.



    لقد عكف السياسيون من ذوي البصيرة النافذة والأكاديميين على هذه الموضوعات وخرجوا بحلول بناءة لمشكلات بلادنا، حدث كل هذا في مؤتمر المائدة المستديرة وفي اجتماعات كوكادام وفي أطروحات الحركة الشعبية لتحرير السودان لبناء السودان على أسس جديدة وفي مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي. وعلى الرغم من كل هذه الجهود الجديدة بالثناء فإنّ عدم مقدرتنا في التعامل مع الموضوعات المصيرية مثل جنوحنا للصراع على السلطة قعد بنا وأعاقنا من أن نضع بلادنا في المسار الصحيح. وبالتأكيد فإننا لم نجتمع هنا اليوم ليلوم أحدنا الآخر ولكن لنعبد الطريق الى الأمام، ولتحقيق هذا الهدف لابد لنا من أن نتلمس اخفاقات الماضي وأن نحدد أهدافنا بصورة واضحة وجليلة حتى تكون لنا مرجعيات محددة لنعرف ما يوحدنا لا ما يفرقنا.



    لقد قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان بعمل تاريخي تمثل في وضع لبنات أساسية في بناء القضايا الوطنية وقامت بإيصال ثمرات عملها هذا حتى لأعدائها وهذا هو السبب في أن الحركة لم تتردد في التفاوض مع كل القوى السياسية بغض النظر عن اختلافها السياسي أو الآيديولوجي معها، وكموقف ثابت فاوضت الحركة كل الحكومات بغض النظر عن طبيعتها أو توجهها السياسي. فمثلاً قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان بالجلوس مع نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري في 1984م رغماً عن حقيقة أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت لنشوء الحركة واندلاع نضالها كان قرار النميري بخرق اتفاقية أديس أبابا. وفي عام 1985م التقت الحركة بممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي برئاسة سوار الذهب للنقاش عن السلام والتقت بالتجمع النقابي والسياسي في كوكادام في نفس العام للوصول لاتفاقية تساعد في الوصول للسلام في السودان. كما التقت بالسيد الصادق المهدي في أديس أبابا حتى قبل أن يتولى السلطة كما التقت في 1988م بمولانا الميرغني والذي نفتقد حضوره معنا اليوم بكل الحزن. وعلى الرغم من دخولنا مع المؤتمر الوطني في مفاوضات جادة عبر وسطاء إقليميين ودوليين، إلا أنّها التقت بالمؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي للوصول لحلول للقضايا الشائكة المتصلة بالدين والسياسة والمواضيع الدستورية. ولكل هذا لا يمكن أن يبقى هناك أي شك في أننا خضنا الحرب من أجل الحرب. إنّ الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تدخل الحرب من أجل أن تنتصر في ميادين القتال، إنّ النصر الذي هدفت الحركة الى أن تحرزه كان هو كسب عقول وقلوب المواطنين وأن تجعل كل السودانيين يعيشون في كرامة وسلام وعدالة.



    وبهذه الروح انخرطنا في المفاوضات مع الإنقاذ أولاً في أديس أبابا بعد شهر واحد من استلامها للسلطة وبعد مفاوضات مؤلمة ومرهقة كانت نقطة التحول في الوصول إلى بروتوكول مشاكوس الإطاري في يوليو 2002م والذي تمكنا فيه من حل القضايا الأساسية والتي كانت تعرف بـ "مشكلة الجنوب" وتضمنت هذه القضايا حق تقرير المنصير وأن يشارك الجنوب في الحكومة القومية بنسبة تساوي عدد سكانه، والعلمانية في جنوب السودان مع كفالة حرية الأديان في كل السودان، إضافة للمشاركة في اتخاذ القرار في القضايا الأساسية والرئيسة على مستوى الرئاسة وهو ما أدى في النهاية للوصول إلى اتفاق السلام الشامل. وإذا كان هذا هو كل ما تطمح الحركة الشعبية لتحرير السودان في الوصول اليه لكانت قد توقفت يومها عند تلك النقطة.



    واستمرت المفاوضات لمدة 18 شهراً بعد التوصل لبروتوكول مشاكوس ولم تقتصر على ما يخص جنوب السودان بل خاطبت كل قضايا السودان الحيوية والمعقدة والشائكة. وأخطرنا الطرف الثاني في المفاوضات أنّه وبدون التوصل لحلول لهذه القضايا لن يتحقق السلام الشامل في السودان، لهذا فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان كحزب قومي لديها الكثير مما تود أن تقوله حول المواضيع والقضايا الأمنية. وطوال فترة المفاوضات وبجانب فرز وتصنيف المشاكل الخاصة بالمناطق التي أطلق عليها الوسطاء المناطق الانتقالية (أبيي والنيل الأزرق وجبال النوبة) أنهمكت الحركة الشعبية في المرحلة الثانية في مناقشة قضايا السودان الجوهرية كالحكم اللامركزي والتوزيع العادل للثروة والعائدات بين الولايات، وتضمين وثيقة الحقوق في الدستور وهو ما تم للمرة الأولى في تاريخ السودان بجانب اقامة انتخابات حرة ونزيهة وعادلة في الفترة الانتقالية حتى يتمكن مواطنونا من اختيار من يحكمهم بجانب الشروع في عملية للمصالحة والتعافي على المستوى القومي والتي سوف تؤدي الى "ترقية التناغم القومي والتعايش السلمي وسط كل السودانيين" (المادة 21) من الدستور.



    وهذه في حقيقة هي رؤية الحركة الشعبية لعملية الحقيقة والمصالحة، مثل ذلك الذي حدث في جنوب افريقيا وكان غرضنا ألا نتبادل اللوم مع الآخرين الاتهامات مع بعضنا البعض، لقد أردنا أن نصفي قلوبنا وأن نطهر أرواحنا وأن نضيئ الطريق لشعب السودان. خاصة للأجيال الشابة بغض النظر عن كل المآسي والبؤس الذي خيم على بلادنا منذ استقلالها. لقد قمنا بارتكاب انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان في فترة النضال، وحتى يكون سجلنا في هذا المجال نظيفاً وخاليا و نزيل الندوب الجسدية والنفسية لمن انتهكت حقوقهم فإنّ الاعتذار عن كل هذا هو السبيل الوحيد لراحة ضميرنا. لقد بدأنا مثل هذه العملية في جنوب السودان منذ توقيع اتفاق السلام الشامل ومازلنا مستمرين في هذه العملية، لقد وجد زعيمنا الراحل العظيم الدكتور جون قرنق دي مبيور الفرصة في مؤتمر الزعماء في نيو سايت ليقدم الاعتذار للزعماء والمواطنين عن أي أخطاء ارتكبها جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان أثناء فترة النضال من أجل التحرر وطالبهم العفو الصفح والغفران.



    وبادرنا بعملية المصالحة الجنوبية ـ الجنوبية وبنفس روح الغفران هذه اتخذنا قرار اطلاق سراح أسرى الحرب في ذروة أيام الحرب القاسية والذين عادوا وانضموا إلى أسرهم من جديد. وكما قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان بالعفو عن هؤلاء وانقاذ حيواتهم فإن الحركة لن تجد صعباً عليها أن تعفو عن كل الجرائم التي ارتكبت ضد أعضائها خاصة أثناء الحرب.
    وأريد أن أنتهز هذه الفرصة وأناشد القادة السياسيين والقادة الدينيين من المسيحيين والمسلمين والقادة التقليديين لأن يبادروا ويكونوا رأس الرمح في عملية المصالحة والتعافي بجميع أنحاء السودان، وباسترجاع هذا التاريخ أود التركيز على ثلاث حقائق أساسية.
    أولاً، رغبة وتصميم الحركة الشعبية لتحرير السودان في أن تجعل من عملية السلام الشامل أداة للانتقال السياسي والدستوري والثقافي والاقتصادي لكل السودان وكان ذلك هو دافعنا للتوصل لاتفاق السلام الشامل ويجب أن يظل كذلك.


    ثانياً، نؤكد تصميمنا على العمل الجماعي والمتناغم فيما يخص القضايا الوطنية. لا الحركة الشعبية لتحرير السودان ولا المؤتمر الوطني يستطيعان تقرير مستقبل السودان على طريقتهما ولا يجب أن يسمح لهما بذلك. ثالثاً، الحركة الشعبية تؤمن وتعتقد أن اتفاقية السلام الشامل هي الفرصة الوحيدة للسودان لوصول للسلام والاستقرار، دعوتي أذكركم أن اتفاقية السلام الشامل لم تعد هي الاتفاقية التي وقعها الشريكان بل هي دستور السودان الحالي.



    واذا طبقت الاتفاقية بصدق فإنّها هي البلسم الشافي والحل لكل مشكلاتنا الحالية وهي مشاكل مستعصية وخطيرة.. ولهذا السبب فان قائد الحركة الشعبية الراحل بادر بأن يحشد لها دعم التجمع الوطني الديمقراطي وقام بمجهودات كبيرة كانت وراء توقيع اتفاق القاهرة وبحضور الرئيس حسني مبارك وكل قادة التجمع.



    الإخوة والأخوات الأعزاء:

    لقد قمت بإحصاء عدد من المواضيع والقضايا ذات الصلة بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بعضها تم حلها عبر الحوار مع المؤتمر الوطني وبعضها و وجه بالصمت وأحياناً بالمقاومة المعلنة خاصة الجوانب المتعلقة بالتحول الديمقراطي. إنّ هذه المقاومة لن تؤدي فقط إلى افراغ وعد الاتفاقية بالسلام والديمقراطية من محتواه ولكنها تهدد أيضاً اقامة انتخابات حرة وعادلة ونزيهة في ابريل 2010م كما تهدد عملية الاستفتاء على حق تقرير المصير في العام 2011م وباستدعاء ذلك الموضوع الآن فإنّ الحركة الشعبية لتحرير السودان ترغب في التركيز على أن إصرارها على عدم الدخول في أي اتفاقات تمس بالتحوّل الديمقراطي رغبة منها في نقل السودان من نظام الحزب الواحد إلى النظام الحزبي الديمقراطي التعددي عبر تسوية متفق عليها، وأنّ أي محاولة للزوغان من المقاييس التي نصّت عليها اتفاقية السلام الشامل بخصوص التحوّل الديمقراطي ستحيل الديمقراطية إلى مسخ مشوّه أننا في الحركة الشعبية نعتقد وبشدة إن الديمقراطية لا تزدهر إلا في بيئة سياسية تسمح لمراقبة أداء الحكومات من قبل معارضة مسؤولة تلتزم فيها جميع الأحزاب لحكم القانون.



    أخواتي وأخواني الأعزاء:


    وكما تعلمون جميعاً، وعلى عكس ما نادت به اتفاقية السلام الشامل ودستور السودان الانتقالي بتشريع قانون إجرائي ينظم عملي الاستفتاء على حق تقرير المصير من قبل مواطني جنوب السودان، فإنّ عملية إصرار هذا القانون أصبحت عقبة كأداء، وأنّ الذين يحاولون أن يخولوا القانون الإجرائي هذا إلى قانون بديل آخر إنّما يحاولون حقيقة إعادة كتابة اتفاقية السلام الشامل وهذا يقدم دليلاً إضافياً على الحاجة إلى ضرورة طرح هذا الأمر على المستوى القومي. وأقول هنا وبالصوت العالي، وأعني ما أقول أنّ أي محاولة لجعل الحركة الشعبية لتحرير السودان تدير ظهرها للشأن القومي، وأن تتخلى عن التزاماتها القومية التي نصّت عليها اتفاقية السلام الشامل، ليست محاولة خاطئة فحسب بل هي محاولة تتسم بالغباء المطلق.



    أخواتي وإخواني الأعزاء:

    إنّ الحركة الشعبية لتحرير السودان وكما ذكرت سابقاً استخدمت كل تلك الأدوات التي أتاحتها اتفاقية السلام الشامل للقيام بالتطبيق التام والأمين للاتفاقية. ليس هذا فحسب بل أن الحركة تدعو كل المشاركين في هذا المؤتمر للوقوف خلف التطبيق الأمين للاتفاقية بما فيها اصدار قانون الاستفتاء على حق تقرير المصير وترتيبات المشورة الشعبية من أجل أن يتمكن الجنوب وأبيي من اجراء الاستفتاء وأن يتمكن جنوب كردفان والنيل الأزرق في وقت واحد وبطريقة منظمة.


    الأخوات والإخوة الأعزاء:


    ان اتفاقية السلام الشامل اتفاقية تاريخية في محتواها وفي طرق تنفيذها وعبرها استطعنا ان نحل ونفك جذور الأسباب التي أدت للصراع بين الشمال والجنوب ووفرت لنا إطارات عمل سياسياً وقانونياً لمخاطبة مجمل قضايا السودان السياسية والاقتصادية كما أرست لنا مثالاً تستطيع باستلهامه أن نقدم الحلول لكل الصراعات في السودان، ويستطيع كل شخص منا أن يجد نفسه في ثنايا هذه الاتفاقية، ووفرت لجنوب السودان استقلالاً لم يسبق له مثيل مكنه أن يخطط وينظم ويقرر في كيفية إدارة شؤونه وأن يتحكم في مصيره، كما أعطت الشرعية للمؤتمر الوطني وذلك بان اعترف بهمعارضوه السابقين بمن فيهم الحركة الشعبية لتحرير السودان كما وفرت لكل القوى السياسية هامشاً من الديمقراطية كما وفرت إمكانية الانتقال السلمي للسلطة، كما مكنت الولايات من أن تحكم نفسها وهي السلطة التي كانت تناضل من أجل أن تنالها منذ الاستقلال وهذا هو السبب الذي جعل الحركة الشعبية لتحرير السودان تمسك بالاتفاقية بحماسة بما في ذلك شراكتها مع المؤتمر الوطني حتى ترى الاتفاقية تنزل أمام الناس تسعى بينهم بلسماً شافياً لإسعافهم ونبراساً هادياً يقودهم إلى طريق المستقبل، أما بديل اتفاق السلام الشامل فهو السير في اتجاه الحزب مرة أخرى وأنا كرجل كنت القائد المباشر للجيش الشعبي لتحرير السودان أيام النضال وتحت القيادة العليا لقائدنا الراحل أعرف جيداً معنى الحرب، أعرفها في الشهداء والمعاقين جيداً من مقاتلينا وأعرفها في الأسر التي تمزقت بسبب إنفصال الرجال عن أطفالهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم وهم يذهبون بعيداً إلى ساحات المعارك وميادين القتال، أعرفها جيداً عندما تدمر المباني العامة وأعرف كذلك مدى الخراب الروحي والأخلاقي والعضوي الذي تسببه النزاعات المسلحة وهذا هو العبء الذي سوف لن أجعل جنوب السودان يحمله على كاهليه مرة أخرى ولا أتمناه لكل السودانيين.
    الأخوات والإخوة الأعزاء:
    وأنتم تزورون جنوب السودان، وقد يكون بعضكم زاره للمرة الأولى أجد أن من واجبي أن اذكركم بما ظلت تفعله حكومة جنوب السودان طوال الأعوام الأربعة الماضية، لا كما تصوره بعض الصحف اليومية في الخرطوم التي تتحدث عن النوير الذين يقتلون الدينكا وعن عصابات النهب المسلح التي تردع جوبا وعن السمئولين الحكوميين الذين يسرقون المال العام وكأن جنوب السودان هو الجهة الوحيدة في العالم التي إبتلاها الله بالفساد.
    وبدون التوقف في المحطات المحزنة للصراع القبلي أو عند بعض الجرائم والجنايات التي تقع تحت طائلة القانون في بعض المدن أو الحديث عن مسئولين فاسدين يعدون على أصابع اليد الواحدة دعوني أحدثكم عن بعض إنجازات حكومة جنوب السودان في هذا المجال فقد قمنا بإصدار القوانين وإنشاء الآليات التي تحارب الفساد كما تطالبنا بذلك اتفاقية السلام الشامل ودستور السودان الانتقالي، وما تم هنا في هذا الخصوص لم نر مثله في أي مكان آخر من بلادنا، وفي غضون الأربعة أعوام الماضية قمت بإقالة وزيرين للمالية بسبب عدم الكفاءة إلا أننا لم نرّ مثل هذه القرارات تتصدر عناوين الصحف.
    إن الحركة الشعبية لتحرير السودان عندما استلمت السلطة في 2005م لم تجد جهاز الدولة المتعارف عليه ولم تجد أي بنية تحتية ووجدت بقايا وحطام خدمة مدنية عامة لا يمكن الإعتماد عليها.
    فمثلاً أن جنوب السودان الذي تعادل مساحته مساحة كينيا ورواندا ويوغندا مجتمعة لم يكن يوجد فيه كيلومتراً واحداً من الطرق المسفلتة، كما أن نسبة الأطفال الذين وجدوا فرصة للدراسة في مرحلة الأساس تبلغ (30%) من مجموع أطفال الجنوب في سن دخول المدارس ومعظم هؤلاء الـ(30%) يتلقون الدعم من المنظمات الطوعية، وفي مجال الصحة فإن نسبة أطفالنا الذين تلقوا تطعيماً ضد أمراض الطفولة بلغت أقل من 3%، هذه الأرقام على سبيل المثال وضعت حكومة جنوب السودان أمام المحك الصعب ولم يكن أمامها إلا أن تشمر ساعديها وبأقل دعم- إن وجد- من الحكومة المركزية.
    أما في مجال الأمن فقد بدأت حكومة جنوب السودان في تنفيذ برنامج مكثف لجمع السلاح بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كما بدأت في إصلاحات أساسية في مجال الأمن وذلك بتأهيل وبناء قدرات العاملين في الأجهزة الأمنية من النساء والرجال، وذلك بزيادة وعيهم ومعرفتهم بواجباتهم الدستورية تجاه المواطنين.
    أما فيما يخص الجيش الشعبي لتحرير السودان فقد بدأت حكومة جنوب السودان إصلاحاً جذرياً يتمثل في تحويله لجيش محترف يخضع للسيرة المدنية، إلا أن تحقيق الأمن الشامل في جنوب السودان يواجه عدم الاستقرار والزعزعة نتيجة عوامل بعضها من داخل السودان والبعض الآخر من خارجه، وأحد المهددات الأمنية يتمثل في صراعات يخلقها سياسيون أنانيون بمن فيهم بعض العناصر التي لفظتها الحركة الشعبية أو خرجت منها ولا شيء يمنعنا من الإشارة لهؤلاء ولسادتهم الذين يمولونهم، وسوف لن نسمح لتهديد السلام الذي تحقق من قبل الأنانيين الذين بدلوا جلودهم ولا من قبل المليشيات السابقة التي جعلت من الحرب استثماراً وبضاعة يعتمدون عليها في معيشتهم كما قطعت الحركة الشعبية لتحرير السودان خطوات واسعة في مجال تقوية المرأة، ولقد ظلننا نردد دائماً ان المرأة هي مهمشة المهمشين وهذا هو السبب الذي جعلنا نعطي المراة 25% من المقاعد في كافة المستويات مضمناً ذلك في دستور جنوب السودان الانتقالي.
    كل هذه الجهود ستكون بلا معنى أن لم تعمل حكومة جنوب السودان على تحقيق تطلعات المواطنين والذين يتطلعون لتحقيق الكثير في عصر السلام، وكل هذا لابد من أن ينعكس على الاقتصاد والتنمية الاجتماعية وتحسين مستوى الحياة.
    وكخطوة أولى في جوبا وفي الخرطوم هناك حاجة ماسة لشفافية والحكم الراشد والإستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، كما أن الميزانية القومية وميزانية الجنوب يجب أن تكون متاحة وعلنية لأن من حق المواطن أن يعرف كيف تنفق الموارد وأن تعطي الأولويات للخدمات الاجتماعية الأساسية والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، أما فيما يخص الاستخدام القومي للموارد الطبيعية فنحن ملزمون بمراعاة أجيال المستقبل وحقوقهم في هذه الموارد للمحافظة على البيئة الطبيعية لأن البيئة صارت هماً قومياً.
    الأخوات والإخوة:
    أما فيما يخص مواعيد وجداول وأنشطة الانتخابات التي انشأتها اتفاقية السلام الشامل ومفوضية الانتخابات فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان تعلن أنها قادرة وراغبة وجاهزة لدخول الانتخابات العامة في جميع أنحاء السودان وإستعداداً لهذه الانتخابات أنشأنا في أبريل من هذا العام لجنة الإستراتيجية القومية للانتخابات وهي لجنة منوط بها التجهيزات اللوجستية والوصول للقواعد والتدريب والتأهيل على كل المستويات حتى أصغر الوحدات في القرى.
    وأعتقد أن الانتخابات العامة إذا أجريت بصورة سليمة ستكون سانحة مناسبة للتغيير وتمكن شعبنا من أختيار قادته السياسييين وانتخاب مؤسساته الديمقراطية، وإذا إجريت الانتخابات بصورة سليمة ونزيهة فستكون فرصة عظيمة للشعب السوداني للتغيير بإرادته الحُرة وتحقيق التحول الديمقراطي.
    وانتهز هذه الفرصة وأحث المؤتمر الوطني للتعاون معنا لتعديل القوانين التي لا تتماشى مع اتفاقية السلام الشامل ولا مع دستور السودان الانتقالي من أجل خلق بيئة مناسبة للتحول الديمقراطي ولجعل الوحدة جاذبة ونناشد المجلس الوطني للعمل على إنجاز هذه القوانين حتى نؤكد لمواطنينا جديتنا والتزامنا بحكم القانون والحكم الراشد، إلا أن الموضوع الشائك والذي سيؤثر على إجراء الانتخابات الا وهو موضوع الإحصاء السكاني ونتائجه ودعوني أن أوضح لكم موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من التعداد السكاني الخامس ونتائجه واستخدامها كأسس لترسيم الدوائر الجغرافية للانتخابات القادمة، لقد كان لنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان ملاحظات هامة حول كيفية إجراء التعداد الخامس للسكان والمنازل، لقد كان لنا ملاحظات حول إنعدام الدوافع الحميدة وراء عدم تضمين سؤالي الدين والقبيلة من استمارة التعداد مع أن هذين السؤالين تم تضمينهما في استمارة كل عمليات التعداد السابقة التي أجريت في السودان، ورغماً عن أن المؤتمر الوطني وعدنا بوضع ملاحظتنا هذه في الإعتبار إلا أنه مضى في إجراء التعداد دون أن يلوى على شيء ضارباً بملاحظاتنا عرض الحائط، أكثر من هذا لقد لاحظنا عدم إجراء التعداد في بعض المناطق، الزيادة والنقصان غير المبرر والمبالغ فيه في عدد السكان في مناطق معينة، لهذا وصلنا لنتجية أن نتائج التعداد معيبة ولا يمكن الوثوق بها، لهذا رفضنا نتائج هذا التعداد واقترحنا أن تكون نسب اتفاق السلام الشامل أو أي معادلة أخرى مقبولة هي الأساس لإجراء الانتخابات في منتصف الفترة الانتقالية وبدون حلّ هذا الموضوع وتحقيق كل مطلوبات التحول الديمقراطي التي أشرت إليها سابقاً فإن عملية الانتخابات القادمة ورغماً عن إستعداداتنا لها فإنها معرضة لخطر ماحق وكبير.
    الإخوة والإخوات:
    أسمحوا لي أن أوضح موقف الحركة الشعبية من سياسة السودان الخارجية، فمنذ إنطلاقتها أعلنت الحركة الشعبية عن عزمها على خلق سودان جديد يكون في حالة سلام مع نفسه ومع جيرانه ومع المجتمع الدولي، لذا نادينا بعلاقات خارجية متوازنة وهادفة فالسودان في رأي الحركة الشعبية في حاجة ماسة لعلاقات حسنة وعلاقات تعاون مع جيرانه ومحيطه الإقليمية ومع العالم أجمع لرعاية وتحقيق مصالح شعبه، وأود أن انتهز هذه الفرصة لأعلن التزام الحركة الشعبية بالقواعد الذهبية التي تحدد علاقات السودان الخارجية كما جاءت في اتفاقية السلام الشامل ودستور السودان الانتقالي فعلاقات السودان الخارجية يجب أن تراعي بداية مصالحه السيادية والوطنية لا أن تتحكم فيها الأهواء الايدلوجية ولهذا السبب أدعو جميع الأحزاب السياسية السودانية أن تنضم لموقف الحركة الشعبية الداعي بان تراعي هذه السياسة في برامجها وفي عملها المشتركة مع الآخرين، فالعداوة والخصومة الغير طبيعية مع بعض الدول يجب أن تتوقف كما يجب أن نتجنب في علاقاتنا الخارجية طابع المغامرة الذي لا يخدم المصالح الوطنية في أغلب الحالات.
    ومع اقتراب موعد نهاية الفترة الانتقالية في العام 2011م فإن السودان حقيقة في مفترق طرق فالاتفاقية اعطت شعب جنوب السودان أحد الخيارين الوحدة أو الإنفصال، ومبدئياً فإن حدوث أحد الخيارين يجب ألا يثير الدهشة لأي شخص عاقل ورشيد، وعلى كل دعوني أن أذكركم، فمنذ ان تم الاعتراف بحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان، التزم الشريكان للعمل على جعل الوحدة جاذبة خاصة لشعب جنوب السودان ونحن في الحركة الشعبية لا زلنا عند التزامنا وكما ذكرت في زيارتي الأخيرة لكل من جنوب كردفان والنيل الأزرق (لقد حاربنا وذقنا الموت من أجل الوحدة) وعلى كل حال فإن القرار الأخير الذي سيقرر مصير السودان ليس بيد الحركة الشعبية لتحرير السودان أو في يد المؤتمر الوطني، فالقرار الأخير بيد شعب جنوب السودان.
    وبالنسبة لنا نحن في الحركة الشعبية لتحرير السودان فالوحدة قضية نبيلة، ولكن ليس أي وحدة وهذا هو السبب الذي جعلنا نصك شعار (وحدة على أسس جديدة) وهذه هي معركتنا التي تداعى لها السودانيون من الشمال والجنوب والشرق والغرب وعلى كل حال فإن اتفاقية السلام الشامل ليست هي البرنامج الكامل للحركة الشعبية ولقد نصت مثلها مثل برتكول مشاكوس ودستور السودان الانتقالي على الآتي:
    سيقوم شعب جنوب السودان أما:
    (أ‌) تأكيد وحدة السودان بالتصويت مع الإبقاء على نظام الحكم الذي أنشأته اتفاقية السلام الشامل والدستور الحالي، أو:- التصويت للإنفصال المادة (222) وهكذا قررت هذه المادة مصير الوحدة.
    نحن لسنا محتاجين للبحث عن جاذبية الوحدة في مكان آخر، والمثير للدهشة أن بعض المعلقين في الصحافة المحلية، وبعض قادة الأحزاب السياسية وبعض المتحدثين الرسميين يعزفون مقطوعات وأهازيج الوحدة ويغنون أغانيها ويرقصون عليها وهم يتناسون تماماً مطلوبات هذه الوحدة كما نصت عليها اتفاقية السلام الشامل والدستور الذي يحكم هذه البلاد، فمطلوبات هذه الوحدة واضحة كالشمس ولا يجدي من التعامل معها الف أو الدوران، إلا إذا أراد هؤلاء الراقصين أن يلحقوا اتفاقية السلام الشامل بالاتفاقية التي تمناها رجل الدولة العظيم أبيل الير (جنوب السودان- الاتفاقية ونقض العهود)، إلا أن الثمن سيكون غالياً هذه المرة.
    دعوني أن أؤكد لكم مرة أخرى ما سبق لي أن قلته قبل قليل أن الحركة الشعبية ملتزمة بجعل الوحدة جاذبة وهذا الإلتزام يشاركنا فيه شركاؤنا في اتفاقية السلام الشامل والشريك الأكبر في حكومة الوحدة الوطنية، وهي الحكومة المعنية أكثر من الحركة الشعبية لتحرير السودان أو حكومة جنوب السودان بجعل الوحدة جاذبة، وكما أشرت مسبقاً فإن هناك الكثير من بنود الاتفاقية تنتظر التطبيق خصوصاً الأفعال التي تجعل الوحدة جاذبة مثل التحقيق التام لمتطلبات التحول الديمقراطي والعمل على تحقيق آمال وتطلعات الشعب من السلام مثل التعليم والصحة والبنيات التحتية، والعمل على جعل السودان يتحول بصورة خلاقة من نظام الحزب الواحد إلى النظام الديمقراطي الحزبي التعددي والعمل على أن تكون الأداة الوحيدة للعنف الرسمي هي القوات المسلحة والتي نصت عليها المادة (145) من دستور السودان الانتقالي، وهذه هي المعوقات الوحيدة في سبيل الوحدة، وبدلاً من مناشدة الحركة الشعبية والحديث عن فضيلة ومزية الوحدة فعلى أولئك المناشدين مخاطبة العوامل التي تجعل الكثير من الجنوبيين قانطين ويائسين منها وزاهدين فيها، والفشل في هذا يسجل درجة عالية من السقوط السياسي ان لم يكن الأخلاقي.
    الإخوة والأخوات الأعزاء..
    إن الاحتمالين- الوحدة أو الانفصال- وبدون أن نخمن نتائج الاستفتاء على حق تقرير المصير حقيقيان، لذا فالحكمة تقول أن نهيئ أنفسنا لكلا الاحتمالين وكلا لاقرارات يتضمن مقاييس محددة ويتطلب احتياجات محددة، إن حجر الزاوية في جعل الوحدة جاذبة هو اتفاقية السلام الشامل، وإذا فشل في تحقيق ما وعدت به الناس فمن سيلوم الجنوبيين إذا لم يصوتوا للوحدة، فمثلاً الوحدة التي لا تضيف أي قيمة لما عليه حال جنوب السودان الآن لا تجذب أحداً، وأي قيمة تضاف للوحدة في ظل نظام يقوم وبصورة واضحة بتحاشي المباديء العالمية لحقوق الإنسان والحكم الراشد، وأي قيمة تضاف للوحدة في ظل نظام يثير الفتنة الدينية لأي سبب من الٍباب، وهل هناك جاذبية للوحدة أو إضافة لها في ظل نظام للحكم يعمل على التلاعب بتعداد الجنوبيين سواء في الشمال أو في الجنوب، مطلوبات الوحدة هذه مع المطلوبات الأخرى ليست مستحيلة لكي تتحقق، لذا فالمسئول عن عدم تطبيقها هو الذي يعمل على دفع السودانيين الجنوبيين بعيداً عن السير في طريق اختيار الوحدة.
    ومن الجهة الأخرى، فإن على الجنوبيين والشماليين أن يأخذوا في اعتبارهم أنه إذا حدث الانفصال فالشمال سيظل هو نفس الشمال الذي يجاور الجنوب والجنوب سيظل هو الجار الجنوبي للشمال، فالموروث التاريخي الاقتصادي والاجتماعي والروابط الثقافية والتداخل لا يمكن أن يلقيه قرار سياسي، لذا فإن شريكي الاتفاقية وكل الأبطال المستنيرين يتوقع منهم إيجاد الطرق والوسائل للحفاظ على هذا التداخل. فالشمال والجنوب على سبيل المثال يمكن أن يتفقا على اتفاقية عدم عداء بينهما لإزالة المخاوف المتبادلة وأن يخلقا الآليات التي تحمل حقول العمل والتجارة لضمان حقوق مواطني البلدين، تأمين الحقوق الدينية والثقافية لغير المسلمين في الشمال وللمسلمين المستقر أو دولتي السودان المستقرين لن يتحقق إلا بالديمقراطية وحكم القانون، وهذا هو الواجب الذي الزمنا به أنفسنا في اتفاقية السلام الشامل وهي المسئولية التي لن نتخلى عنها أبداً.
    أخواتي وأخواني الأعزاء..
    الواجبات والتحديات التي ذكرتها كثيرة
    ولكنها ليست مستحيلة.. اتمنى لكم التوفيق في نقاشاتكم..





    (عدل بواسطة الكيك on 10-02-2009, 04:38 PM)

                  

09-30-2009, 07:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر جوبا يطالب بمنصب نائب للرئيس من دارفور وتبني كونفدرالية حال انفصال الجنوب
    الأربعاء, 30 سبتمبر 2009 20:01



    اختتم أعماله بإعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني:
    القوى السياسية تربط مشاركتها في الانتخابات بإلغاء القوانين المقيدة للحريات

    سودانايل: جوبا: رئيس التحرير

    اختتم مؤتمر القوى السياسية السودانية في جوبا أعماله عصر الأربعاء 30 سبتمبر 2009م وطالب المؤتمر بتطبيق كل قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن دارفور والتعاون مع المحكمة الجنائية لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب في الاقليم المضطرب في وقت طالب فيه المؤتمرون بمنح دارفور منصب نائب رئيس الجمهورية وشدد المؤتمر على فتح تحقيق في جرائم ومظالم ضد الجنوب خلال المصالحة والحقيقة كما تم طرح خيار الكونفدرالية بين الشمال والجنوب اذا ما قرر الجنوبيون الانفصال، وتلا باقان اموم الأمين العام للحركة الشعبية ومقرر المؤتمر البيان الختامي والذي سمي بإعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني وشارك في المؤتمر حوالى 23 حزباً على رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب الأمة برئاسة السيد الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي برئاسة الترابي والشيوعي برئاسة نقد وحزب الامة برئاسة مبارك الفاضل والحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والذي شارك في اليوم الاخير حيث حضر مراسم توقيع الاعلان الاستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب ووجد ترحيبا حارا من الحضور، اضافة الى منظمات من المجتمع المدني وشخصيات قومية ومستقلة ، ورعت الحركة الشعبية المؤتمر الذي استمر لمدة خمسة ايام في محاولة لابتدار حوار بين الشمال والجنوب قبيل اجراء استفتاء حق تقرير المصير لسكان جنوب السودان في عام 2011، وبرغم اعلان احزاب جنوبية مقاطعة المؤتمر الا أن المتحدث باسم المؤتمر فاقان أموم الأمين العام للحركة أكد تراجع الأحزاب واستمرار ممثليها للنقاش داخل لجان المؤتمر، وتحصلت (سودانايل) على نسخة من التوصيات والقرارات التي أجازها المؤتمرون وشددت على أجراء الاستفتاء في وقته المناسب مع تسهيل اجراءات الاستفتاء وتسهيل العملية للمساعدة في الاختيار بين الانفصال أو الوحدة الطوعية على أسس جديدة واحترام خيار الجنوبيين في الحالتين مع اعتراف الأمم المتحدة بالنتيجة الا أن المؤتمر أشار الى محفزات لا بد من اتخاذها مثل منح الجنوب نسبة من الدخل القومي وفرض ضرائب لصالح الوحدة ، كما عرج المؤتمرون نحو ترتيبات ما بعد الانفصال بحرية التحرك والاقامة بين الطرفين والعمل مثلما يعامل مواطنو البلد عينه، الا أن مقترحاً تبناه المؤتمر يمكن أن يعيد الوحدة بشكل جديد، وذلك بالرجوع الى برلماني الشمال والجنوب في جلسة مشتركة للتصويت لصالح نظام كونفدرالي تيعايش فيه الشمال والجنوب، الى ذلك حدد المؤتمر شروطاً للدخول في الانتخابات وذلك بالغاء كافة القوانين المقيدة للحريات مثل قوانين الأمن الوطني والنظام العام والقانون الجنائي وقوانين مليشيات الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي، وربط الانتخابات بحل الأزمة في دارفور وأعلن المؤتمر انه سيقاطع الانتخابات العامة اذا لم تنفذ الشروط بنهاية العام الجاري ، وحول الأزمة في دارفور طالب المؤتمر منح أهل الاقليم منصب نائب رئيس الجمهورية ودفع تعويضات فردية ومساءلة مرتكبي الجرائم في دارفور وتنفيذ كافة قوانين مجلس الأمن بشأن دارفور بما في ذلك قرار المحكمة الجنائية بتسليم المتهمين ، وشملت القرارات عدداً من الموجهات حول الوحدة والمصالحة الوطنية والسلام والأزمة الاقتصادية وتجلياتها الاجتماعية فيما يبحث المؤتمرون في آلية لتنفيذ القرارات .
    وعقب تلاوة البيان الختامي تحدث ممثلو القوى السياسية حيث أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي على لسان نائب رئيسه الاستاذ علي محمود حسنين التزامهم بما جاء في الاعلان والعمل على تنفيذه، وتحدث زعيم الحزب الشيوعي نقد مؤكدا وقفتهم القوية من اجل تنفيذ مقررات هذا المؤتمر ، واعقبه الدكتور حسن الترابي والذي قال ان هذا المؤتمر سيجد كل الرضى من الشعب السوداني والعالم اجمع وناشد الجميع العمل على تحقيق السلام ، أما الصادق المهدي فقد أكد على نجاح المؤتمر وشكر الحركة الشعبية التي عملت على الجمع في حين ان بعض البعض يعمل على التفرقة في اشارة الى المؤتمر الوطني وطالب بتنفيذ بنود إعلان جوبا بالقول وليس الفعل مضيفا ان العمل السياسي عمل تضحية وليس عمل مأجور كما يصفه البعض ، واختتم رئيس الحركة الشعبية الحديث قائلا ان هذا المؤتمر ليس تآمرا ضد أي جهة أو حزب بل هو مؤتمر للتشاور والتفاكر من أجل الوصول لحل كل مشاكل البلاد المستعصية ، وشكر سيلفاكير الجميع لحضورهم هذا المؤتمر والعمل على نجاحه وأكد أنهم سيواصلون العمل مع كافة القوى السياسية من اجل هذا البلد، وانتقد سلفاكير القوى الجنوبية التي اعلنت انسحابها من المؤتمر مؤكدا أن الحركة الشعبية لم ولن تخذل شعب الجنوب ابدا وأنها ملتزمة ومتمسكة بتنفيذ اتفاق نيفاشا وسخر سلفاكير من القوى الجنوبية التي انسحبت قائلا أنهم في الحركة الشعبية عندما كانوا يقاتلون حكومة الخرطوم كانوا هم في الخرطوم ومع حكومة الخرطوم.
    يذكر أن المؤتمر كان قد شكل خمس لجان محورية وهي: اللجنة الاقتصادية برئاسة الاستاذ محمد ابراهيم كبج، ولجنة العلاقات الخارجية برئاسة الدكتورة مريم الصادق المهدي، ولجنة المصالحة الوطنية برئاسة الاستاذ ايزك، ولجنة التحول الديمقراطي برئاسة ادوارد لينو، واخيرا لجنة السلام برئاسة الدكتور امين مكي مدني، وقد قامت كل لجنة بانتخاب رئيس لها ومقرر لها.

    a
                  

09-30-2009, 08:44 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    تحية ، شكر و احترام لهذا الجهد التوثيقي الواعي و الانيق

    و تهنئة لكاتب البوست ( الكيك)

    علي نجاح مؤتمر جوبا


    طه جعفر
                  

09-30-2009, 09:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: طه جعفر)

    لم يجرؤ اعلام الحكومة على اذاعة التوصيات القوية التى خرج بها مؤتمر جوبا وبدلا عن ذلك اختار التعليق على بعض التوصيات بسطحية شديدة باستخدام كلمات مثل لم...( يات بجديد...) (واقصاء الاخرين) وغيرها من الكلمات التى يخفون داخلها جهلم بالقضايا الوطنية ونفاقهم وعدم مصداقيتهم التى يعرفها كل سودانى عاقل له ذرة من العقل الربانى ..
    ولم تتملكهم الشجاعة على ابرادها للمواطن كاملة لانهم يعتقدون ان المواطن قاصر وليس له حقوق تستحق اعلامه عبر اجهزة الاعلام المملوكة على ما يجرى داخل وطنه ..
    ورغم ذلك يعتقدون انهم اذكاياء وان اخفاء الحقيقة يمكن ان يستمر..
    اختيارهم للشخصيات الاعلامية لكى تعلق وتغبش وتدعى التحليل اختيار يسعدنا لان هذه العناصر معروفة لكل افراد الشعب السودانى ودورها مرسوم وهم ايادى للنظام فى مختلف مراحله ورايهم يضر ولا ينفع من يريد منهم ايصال معلومة او حقيقة للراى العام لان الراى العام السودانى محصن وقوى وواعى ويعرف من الصادق ومن الكاذب ومن المثقف ومن الجاهل ..ومن الانتهازى

    نتواصل

    (عدل بواسطة الكيك on 09-30-2009, 09:53 PM)

                  

09-30-2009, 09:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    أسف على الاتحادي.. !
    الكاتب/ أفق بعيد: فيصل محمد صالح
    Wednesday, 30 September 2009



    إن أردت أن تلخص أزمة الحركة السياسية السودانية بكل عناوينها فأمامك الحزب الاتحادي الديمقراطي وكفى، ليس هو الحزب الوحيد المأزوم أو الذي يعاني من المشاكل والانقسامات وضعف الفعالية وانعدام المؤسسية، فكل ذلك موجود في الأحزاب الأخرى، لكنه مجسد بشكل نموذجي في الحزب الاتحادي الديمقراطي. قمة ضعف الاتحادي الديمقراطي تجسد في موقفه غير المفهوم من مؤتمر جوبا. فالمفترض أن حضور الحزب للمؤتمر أو مقاطعته للأسباب التي يراها، حدث كبير يصنع فرقا ويحول اتجاه المؤتمر، لكن اتخذ الحزب موقفا جعل مشاركته أو مقاطعته مثل حركة الظل لا يحس بها أحدان وكأنها نتاج لزيارة الدكتور نافع، ليس إلا.


    انظر لمسالة الانقسامات داخل الأحزاب، فستجد أن الانقسام هو الأصل في الحزب الاتحادي،والتوحد هو الاستثناء الذي لا يدوم لفترة طويلة. دخل الحزب الاتحادي الديمقراطية الثالثة منقسما وخرج منها كذلك، ودخل التجمع الوطني منقسما، ثم عاد للبلاد في إطار اتفاق القاهرة وهو في قمة الضعف والانقسام حتى صعب عد فصائله وحصرها. وربما تحسن وضعه الآن عندما نفض البعض أيديهم من النزاع والجدل فأسسوا الحزب الوطني الاتحادي، وتوحد آخرون في الحزب الموحد، إلى جانب الحزب المسجل الذي يمور الآن من الداخل، ثم الحزب الأصل. أربعة فصائل تتجادل وتتجاذب، ومازال مولانا يصر على أن الحزب الاتحادي موحد ولا يحتاج لتوحيد.

    ونتيجة للانقسامات والتشرذم ضعفت فعالية الحزب، أو غابت تماما، خاصة مع عملية الاستنزاف المستمر للقيادات الفعالة والمؤثرة حتى لم يبق منها بالحزب إلا عدد قليل. وكان من أسباب النزف المستمر للكوادر غياب المؤسسية وهيمنة سلطة الفرد غير المقيدة بأي أسس ولوائح، على مقدرات الحزب.

    لقد عرف عن الحزب الاتحادي الديمقراطي طوال تاريخه بأنه تحالف تاريخي بين مجموعات الوسط المديني المثقفة وطبقة الأفندية وصغار التجار والمزارعين والعمال مع طائفة الختمية التي تنتشر في وسط وشرق وشمال السودان. وكان عماد هذا التحالف برنامج اشتراكي ديمقراطي مرن ومتحرك يستجيب لتطلعات وطموحات الطبقة الوسطى ويحترم نموذج التدين المتسامح والمنفتح الذي مثلته تعاليم الختمية. وكان هناك تقاسم وشراكة في قيادة الحزب ومؤسسات الحكم أنتجت قيادات من طراز رفيع ونادر.

    لقد اختفى هذا الوضع الآن، وصار الحزب محتكرا لشخص واحد ، يقرب من يقرب ويبعد من يبعد، يجيء بشخصيات من المجهول ليضعها على قيادات الحزب ويبعد قيادات ذات ثقل ووزن تاريخي وسياسي، ثم يبعد من قربه ليأتي بشخصيات لم يسمع بها احد، وهكذا تدور الدائرة ولا يبقى من قيادة الحزب إلا فرد واحد هو الآمر الناهي.

    لقد شوهت هذه الممارسات صورة الحزب الاتحادي وهزت ثقة الناس فيه، بل أذلته، إذ صار مجرد ملف في حقيبة زعيم الحزب يخرجه متى أراد، ويعيده للحقيبة متى أراد، ليخرج ملف التجمع الذي مات وشبع موتا، لنفس الأسباب التي تحيط الآن بالحزب الاتحادي.

    نقول إن سألنا سائل، إن أمر الحزب الاتحادي يهمنا لأنه يعمل باسمنا وفي قضايانا، ويعتمد على قواعد تهمنا، ننتمي لها وتنتمي لنا، ويحمل اسما وتاريخا مشرفا للبلاد، وهو يستحق بهذا الاسم والتاريخ أن يكون قوة يحسب لها حساب، يفرح المشاركون في جوبا ويغضب المؤتمر الوطني إن قال انه مشارك في المؤتمر ليفعل كذا وكذا، ويأسى المؤتمرون في جوبا إن قال إنه لن يشارك للأسباب التي يعددها، بدلا من حكاية لا يشارك ولا يقاطع، لكنه سيرسل مبعوثا رئاسيا؟!

    الاخبار
                  

09-30-2009, 10:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    جوبا....
    الكاتب/ جوبا: شوقي عبد العظيم
    Wednesday, 30 September 2009

    من داخل أروقة المؤتمر وعلى هامشه

    من داخل أروقة المؤتمر

    ممثل مساعد رئيس الجمهورية: لن نتحدث عن أسباب غياب مَنّي

    قال ممثل حركة تحرير السودان جناح (مناوي) لـ (لأخبار ) رداً على سؤال عن أسباب غياب مساعد رئيس الجمهورية مني أركو مناوي الذي أكد قبل قيام المؤتمر حضوره قال "لن نفصح عن الأسباب أو الطريقة التي منع بها من الحضور الآن" وأضاف أما عن المؤتمر فهو فريد من نوعه ولأول مرة يجتمع أهل الغرب والشرق والشمال في جوبا مع أهلها، وأشار إلى أنهم غير متخوفين من أي انعكاسات لمشاركتهم على علاقتهم مع المؤتمر الوطني وقال " العنوان العريض للمؤتمر تنفيذ اتفاقيات السلام التي وقعتها الحكومة إضافة للتحول الديمقراطي وهذا ما يهمنا".


    هالة عبد الحليم تناشد سلفاكير أن يترشح للرئاسة

    بدأت رئيس حزب الجبهة الديمقراطية حق هالة عبد الحليم خطابها بالانتخابات، وقالت:" إن الاستفتاء حول مصير السودان يكون أو لا يكون، وأشارت إلى أنها ستجرى في ظل نظام لا يتنازل " قيد أنملة عن ترسانة القوانين المقيدة للحريات" وبعد أن اقترحت أن تجتمع الأحزاب على مرشح واحد في كل مراحل الانتخابات، التفتت إلى الرئيس سلفاكير ودخلت في مناشدة تأثرت لها القاعة جداً، وقالت : سيدي الرئيس في هذه الفقرة الأخيرة من خطابي أريد أن أخاطبك شخصياً لا بصفتي رئيسة لحزب سياسي وانما باسم ملايين المهمشين المسحوقين والمعدمين في كل أصقاع البلاد شمالا وجنوبا" إلى أن طلبت منه أن يترشح لرئاسة الجمهورية حتى يعطي خيار الوحدة فرصته الأخيرة ويحفظ البلاد من التمزق - على حد تعبيرها ومضت قائلة: لقد خاطبت السيدة مارقريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة جورج بوش الأب إبان احتلال الكويت تحفزه لإنقاذها قائلة Goorg don't go wobbly وأنا أحذو حذوها قائلة لك Silva don't go wobbly مصير السودان والمسئولية التاريخية تحتم عليك التقدم لإنقاذنا".

    التلفزيون القومي ...سقوط في القومية والمهنية

    جاء خطاب رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي مطالباً بحل كثير من أجهزة الدولة كشرط لضمان التحول الديمقراطي وقيام الانتخابات، و شن هجوماً عنيفاً على التلفزيون القومي الذي غاب عن تغطية المؤتمر، ولم يبث إلا تقريراً واحداً افتقر كثيراً للمصداقية حسبما أشار، وعبر عن هذا الرأي كثيرون من بينهم الأستاذ كمال الجز ولي، إن موقف التلفزيون من مؤتمر جوبا سقوط في المهنية والقومية.

    الأحزاب الجنوبية: تشارك وتنسحب

    حملت خطابات رؤساء الأحزاب الجنوبية المشاركة في المؤتمر قدراً كبيراً من عدم الرضا لكثير من مجرياته، وانتقد جميعهم الدعوة المتأخرة لهم والتي تجاوزت عدداً منهم، واتهم رئيس حزب الجبهة المتحدة بيتر سولي الحركة الشعبية بأنها اهتمت بالأحزاب الشمالية وأهملت الجنوبية، كما قال إن الدعوة لم تقدم للمجتمع المدني الجنوبي وحذا حذوه كثير من المتحدثين الجنوبيين وقاطع ثلاثة منها المؤتمر: الجبهة الديمقراطية المتحدة بقيادة بيتر سولي ومنبر جنوب السودان الديمقراطي بقيادة مارتن أليا واتحاد الأحزاب الأفريقية جميس سرور ، وقال باقان تعليقاً على انسحاب الأحزاب الثلاثة "هذه الأحزاب شاركت في المؤتمر منذ مراحله الأولى وحضرت الاجتماع الأول مع الرئيس سلفاكير ثم حضرت الجلسة الرئيسية الأولى وقدم الرؤساء الثلاثة خطاباتهم ولكن هنالك من كان وراء انسحابهم" وقال تلقينا أسباب انسحاب الأحزاب الجنوبية " والله الحركة مظلومة ".

    اتحاد المزارعين: الخصخصة ستحولنا لعمال زراعيين

    تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل كان ضمن المشاركين في جوبا مطالباً بإلغاء قانون 2005 والعمل بقانون 1984 لحين وضع علاقات إنتاج تشترك فيها كل القوى الوطنية وخبراء زراعيين ومتخصصين في الري، حل اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ومجلس إدارة مشروع الجزيرة ووصفهم التحالف بأنهما غير شرعيين وتكوين لجنة تسيير وإجراء انتخابات حرة فيما بعد، كما طالب بعودة مشروع الجزيرة لسابق عهده ممثلاً في الهندسة الزراعية، سكة حديد الجزيرة، والبحوث الزراعية، ومؤسسة الحفريات ، محاسبة كل الذين ساهموا في تفتيت وتدهور المشروع ومحاكمتهم ، وأشار عضو سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل النعمة النعيم عوض العليم لـ (لأخبار ) بأن مطالب التحالف تهدف لوقف الخصخصة التي يرى التحالف أنها ستشرد المزارعين وتحولهم إلى عمال زراعيين، وأضاف " نحن نناشد الرئيس البشير ، والنائب الأول سلفاكير ووزير الزراعة إسماعيل المتعافي للاطلاع على مذكرتنا ومناقشة قضيتنا .


    على هامش المؤتمر

    الحزب الاتحادي- الأصل ..الغائب الحاضر

    من نافذة الطائرة رأينا وفداً من اللجنة التحضيرية مصطفاً لاستقبال رؤساء الأحزاب وممثليهم الذين كانوا معنا في نفس الرحلة، ومنهم الإمام الصادق المهدي ورئيس حزب البعث الريح السنهوري إلا أننا تفاجأنا بمشاهدة أمينة المرأة بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل سميرة مهدي أول المصطفين، وقبل التحية بادرتها بالسؤال " الجابك هنا شنو" فردت: أنا هنا ما ممثلة الحزب فسألتها مرة أخرى "ممثلة مولانا" فردت بسرعة "لا لا أنا هنا ممثلة المنبر النسائي بالأمم المتحدة " وممثل مولانا المفترض حسن عبدالقادر هلال كان أكثر حضوراً من أمينة المرأة فتركز عليه معظم الحديث الذي كان يدور همساً على هامش المؤتمر والذي كان من المفترض أن يحضر نيابة عن مولانا محمد عثمان الميرغني لا عن الحزب لسببين أولا الحزب مقاطع لمؤتمر جوبا، وثانيا مولانا قدمت له دعوة من رئيس الحركة الفريق سلفاكير ولكن ما أشيع أن الحركة اعتذرت بدبلوماسية لحسن هلال وأبلغته؛ إن كان قادما إلى المؤتمر ليمثل الحزب الاتحادي فمرحباً به وإلا فمرحباً بممثل مولانا بعد نهاية المؤتمر.

    اما نائب رئيس الحزب الاتحادي علي محمود حسنين فقد كان حاضرا بالمؤتمر عبر خطاب أيد عبره قيام المؤتمر و أعلن خلاله دعم انعقاد المؤتمر مقدماً عدداً من النصائح القانونية للمؤتمرين وأعلن الأمين العام للحركة باقان أموم أن حسنين يحضر شخصياً للمشاركة في المؤتمر .

    الصادق المهدي يرقص طربا

    "قيام المؤتمر في حد ذاته كان نجاحا للمعارضة، والجميع مسرورون لهذه الخطوة مما انعكس توافقاً بين الجميع" هذا ما صرح به القيادي بحزب المؤتمر السوداني عبد القيوم عوض السيد، وترجمه الصادق المهدي عمليا عندما رقص بطرب شديد على أنغام الإيقاعات الشعبية أمام قاعة المؤتمر وهرعت إليه كاميرات الفضائيات والصحافة وجميع من حضر ولم يفارقوه إلا أن دخل القاعة.

    ملصقات في الطريق تحكي قصة المؤتمر

    اللافت أن جميع اللافتات كتبت باللغة العربية إلا قليلاً منها ، وانتشرت بصورة كثيفة في جميع طرقات مدينة جوبا وحتى حول ضريح القائد الدكتور جون قرنق، وضمنت الملصقات واللافتات كل أجندة المؤتمر فمنها ما كتب عليها "مؤتمر جوبا من أجل التحول الديمقراطي "وأخرى "مؤتمر جوبا من أجل العدالة والمساواة لصالح المواطن المغلوب"وثالثة "مؤتمر جوبا من أجل دارفور وتحقيق السلام" ورابعة "مؤتمر جوبا لتنفيذ اتفاق السلام الشامل"

    وخامسة "مؤتمر جوبا من أجل برنامج اقتصادي طموح" وأخرى "مؤتمر جوبا وفاء لرؤية الدكتور جون قرنق".

    تحالف القوى المعارضة يجتمع بجوبا

    عقد تحالف القوى المعارضة الذي تشارك جميع مكوناته في المؤتمر اجتماعه الدوري في جوبا ، وتم الاتفاق على اجتماع يومي لتقييم سير المؤتمر وتصحيح مساره، من المفترض أن يشارك في الاجتماع ممثلون من جميع فعاليات المؤتمر من بينهم الإعلاميون.

    الاخبار
                  

09-30-2009, 11:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    وهذا هو الخبر كما اوردته وكالة رويترز اذ يصعب على الصحفى الاجنبى معرفة بعض دقائق المسميات والامور الخاصة بالمجتمع السودانى وفيه يجد القارىء بعض المعلومات المهمة التى خرج بها المؤتمر وكانت سببا فى نجاحه ...مما يؤرق قادة وكتاب واعلاميو المؤتمر الوطنى المعزولين الان داخل المجتمع السودانى ...




    جوبا (السودان) (رويترز) -

    هدد متمردون سابقون في جنوب السودان وجماعات معارضة يوم الاربعاء بمقاطعة الانتخابات السودانية اذا لم يمض الحزب الحاكم في البلاد قدما في برنامج موعود للإصلاح خلال شهرين.

    ومن المقرر أن تجرى في السودان الذي خرج عام 2005 من أطول حرب في تاريخ القارة الافريقية أول انتخابات تعددية خلال أكثر من عقدين من الزمان في ابريل نيسان 2010.

    وأصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان وأحزاب معارضة بيانا مُشتركا في ختام مؤتمر يدعو حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم الى عملية إصدار قوانين تعد حيوية بالنسبة للانتخابات.

    ووفقا لنسخة من البيان اطلعت عليها رويترز تتضمن القوانين تشريعات تتعلق بالأمن القومي وتشريعات إعلامية يجب إقرارها قبل نهاية نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف البيان أن إقرار هذه التشريعات يعتبر شرطا لمشاركة القوى المجتمعة في المؤتمر في الانتخابات القادمة.

    ومن المتوقع أن يرفع هذا الإنذار من حدة التوترات السياسية الملتهبة فعلا استعدادا للانتخابات التي وعد بها اتفاق سلام أنهى الحرب بين شمال السودان المُسلم وجنوبه الذي تقطنه أغلبية مسيحية ووثنية.

    كما أطلق هذا الإنذار إشارة بداية للحملة الانتخابية على الأغلب ستثير غضب حزب المؤتمر الذي يعقد مؤتمرا بالخرطوم يوم الخميس.

    وتضمنت الاحزاب المجتمعة في المؤتمر حزب الامة بزعامة الصادق المهدي آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا في السودان وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة المنظر الاسلامي حسن الترابي والشيوعيين السودانيين.

    ودعا البيان أيضا الى إنشاء هيئة للمصارحة والمصالحة الوطنية على غرار جنوب أفريقيا لعلاج الجروح التي تخلفت عن الصراعات العديدة في السودان ولحل أزمة دارفور.

    وشكل اتفاق السلام الشامل لعام 2005 حكومة ائتلافية بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بأغلبية برلمانية لحزب المؤتمر.

    لكن العلاقات بين طرفي الحرب الاهلية السابقة توترت واشتبكت قواتهما في مناطق حدودية بينهما منذ توقيع الاتفاق. واتهم كل طرف الآخر بعدم تطبيق أجزاء أساسية في الاتفاق.

    وأغضب قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان باستضافة مؤتمر يتضمن شخصيات معارضة بارزة في جوبا عاصمة الجنوب بالفعل بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني ليكتبوا سلسلة من المقالات العدائية في الصحف الحكومية خلال الايام الاخيرة.

    واتهمت صحيفة الرائد التابعة لحزب المؤتمر يوم الاربعاء المجتمعين في جوبا بأن لديهم "أجندة خفية" لم تحددها الصحيفة بينما استنكرت صحيفة سودان فيجن الرسمية اليومية المؤتمر ووصفته بأنه "محاولة يائسة من الاحزاب المعارضة لاثبات أنها لاتزال نشطة."

    وقال عضو بحزب الامة المعارض لرويترز بعد أن طلب عدم نشر اسمه ان غضب حزب المؤتمر دليل على نجاح اجتماع جوبا.

    وظهرت علامات على تغير مواقف بعض الاحزاب واحتمال قيام تحالفات بين بعضها لخوض الانتخابات القادمة.

    ووقع حزب الامة هذا العام بيانات قيم مشتركة وهي بيانات أقل من التحالف الرسمي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور.

    واقترب الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاربعاء خطوة نحو الترشح رسميا عن حزب المؤتمر لمنصب الرئاسة في انتخابات 2011. ورشح مجلس شورى الحزب البشير منفردا وهو القرار الذي سيؤيده مؤتمر الحزب في الخرطوم.

    وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير في مارس اذار بعد أن وجه له قضاتها سبعة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور غرب السودان.
                  

10-01-2009, 01:25 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    ألأخ الكيك

    شكرا علي هذا الجهد ولكن هنالك حقيقة ماثلة يجب أن نركز عليها ونبرزها بطريقة علـمية في شكل فيلـم وثائقي يرصد حالة ألإعلام القومي وتعاطيه لأحداث الـمؤتـمر ليكون شاهدا علينا أمام الـمؤسسات الدولية بشأن ألإنتخابات القادمة كاشفين وبطريقة علـمية إستحواز الـمؤتـمر علي أجهزة الدولة وتجييرها لصالحه كما فعل مع ألإعلام القومي. وهو عمل يغني أحزابنا ومؤسسات مجتمعنا الـمدني من طريقة الـمماحكات والشكاوي الشفهية.. ممكن أن ينفذ هذا العمل بواسطة لجنة إعلام الـمؤتـمر
                  

10-01-2009, 03:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: abdalla elshaikh)

    شكرا
    عبد الله الشيخ
    فكرتك ممتازة والاخوة الاعلاميين الوطنيين الذين حضروا لهم القدرة على ما قلت وزيادة فهم قامات صحفية واعلامية وقانونية وسياسية ..
    الاغرب يا عبد الله الشيح ان المؤتمر الوطنى كان حاضرا بكتابه الذين كانوا يرسلون تقارير وليست اخبار وانا لو ملاحظ نشرت رسائلهم او تقاريرهم التى ارسلوها لصحفهم والتى تهتم بمن حضر وكشف الاسماء مع الاهتمام بهوامش المؤتمر اكثر من اهمية المؤتمر نفسه ..
                  

10-01-2009, 04:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    سقوط ( الشروق) !! ..

    بقلم: د. زهير السراج
    الأربعاء, 30 سبتمبر 2009 20:27


    مناظير




    zoheir [ [email protected]


    * كان الأفضل لفضائية ( الشروق) أن تكون قناة منوعات فقط، تقدم البرامج الترفيهية والثقافية والرياضية الجميلة التى يحبها كل الناس، فتحظى باعجاب واحترام الجميع بدل ( المسخ المشوه) الذى تطلق عليه (نشرة الأخبار والبرامج السياسية) التى تفضح انحيازها السياسى وتخرجها عن دائرة الحياد الذى يجب أن تتميز به أية وسيلة اعلامية مرموقة !!

    * ربما تكون لهذا الحزب أو ذاك أسبابه الموضوعية أو غير الموضوعية لمقاطعة مؤتمر جوبا ومهاجمته وإطلاق بعض الأوصاف عليه وعلى المشتركين فيه، وهذا حقه على كل حال ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه رأيا معينا أو يرغمه على المشاركة فى منشط لا يريد المشاركة فيه أو يرى فيه عيبا فيشن هجوما عليه، ولكن ما الذى يجعل وسيلة إعلامية تنحاز لهذا الحزب وتشن حربا مكشوفة على الآخرين وتشعل المزيد من النيران بدلا عن تقديم رسالتها الاعلامية بكل حياد إن لم تشأ خدمة المصلحة العامة وتقريب وجهات النظر بين الأضداد !!

    * لقد ظلت (قناة الشروق) تتبنى نهجا عدائيا ضد مؤتمر جوبا ويبدو ذلك جليا فى تناولها الاعلامى السلبى للمؤتمر وانحيازها للمعترضين عليه وابراز احاديثهم بشكل صارخ ومستمربدون أن تتيح الفرصة للطرف الآخر ليقول رأيه أو تبذل أدنى جهد أو ذرة ذكاء فى تغليف هذا الانحياز بورق سولفان مثلما تفعل بعض الفضائيات عندما تنحاز لموقف لمعين وتحاول التظاهر بالحياد كى تنأى بنفسها عن اتهامات المشاهدين بالانحياز ولا تسقط فى امتحان المهنية !!

    * فى نشرة أخبارها المسائية الرئيسية عن السودان فى التاسعة مساء أمس الأول ( الاثنين) كان خبرها الرئيسى عن مؤتمر جوبا هو انسحاب بعض الاحزاب الجنوبية من المؤتمر الذى ظل المحور الرئيسى للاخبار، بالاضافة الى مجموعة لقاءات مع بعض قيادات المؤتمر الوطنى والاحزاب الصغيرة المقاطعة للمؤتمر مثل الاساتذة على تميم فرتاك والدكتور كمال عبيد والدكتور مارتن إيليا رئيس حزب المنبر الديمقراطى بجنوب السودان ( المقاطع للمؤتمر) وقيادى من أحد أحزاب الأمة المنشقة عن حزب الأمة الأصلى ( مقاطع )، ظلوا يكيلون الهجوم على المؤتمر من كل الجوانب بدون أن تتيح الفرصة لأحد المشاركين فى المؤتمر ليدلى برأيه .. هل هذه نشرة أخبار أم مقال سياسى ؟!

    * كنت أتوقع من (قناة الشروق) أداءً أفضل بكثير من هذا الأداء المتحيز، ليس انحيازا منى لمؤتمر جوبا أو اعتراضا على مقاطعة المؤتمر الوطنى له، ولكن من أجل النجاح فى امتحان المهنية والفوز بثقة المشاهدين، ولكنها للأسف الشديد آثرت السقوط على النجاح، وكان الأفضل لها أن تكون قناة منوعات وبرامج ترفيهية فقط إذا كانت عاجزة عن إلتزام الحياد والمهنية !!
                  

10-01-2009, 08:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر القوى السياسية

    جوبا 26 – 30 سبتمبر 2009

    تحت شعار نحو تنفيذ اتفاقية السلام والتحول الديمقراطي

    إعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني



    فى زمان ومكان فريدين تنادت القوى السياسية الوطنية السودانية ومنظمات المجتمع المدنى والنساء السودانيات بدعوة كريمة من قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيسها القائد سلفا كير ميارديت . المكان هو جوبا عاصمة جنوب السودان والعاصمة الثانية للسودان والزمان هو مشارف نهاية الفترة الإنتقالية. وبما ان السودان على اعتاب اكبر إستحقاقات إتفاقية السلام الشامل: الإنتخابات، الإستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وإستفتاء وشعب ابيي حول الوضع النهائى لمنطقة ابيي فى اقل من خمسمائة يوم، وفى ظل ازمة لازالت تستعر فى إقليم دارفور، لابد من حوار شامل لمعالجة الازمة الوطنية السودانية فى إطار من الإجماع الوطنى وحشد للإرادة الشعبية عبر حوار ديمقراطى لايستثنى ايٍ من القوى الوطنية .يهدف ذلك الإجماع والحوار ،فى المقام الاول ،إلى مواجهة ما تبقى من مهام الفترة الإنتقالية ،والإنفاذ التام لإتفاقيات السلام و كل مانص عليه الدستور الإنتقالى ، وتاكيد العزم والعمل الجاد لمعالجة جذور ازمة دافور،والإنتقال من الشمولية الى الديمقراطية دون تحكم او إقصاء او إستبعاد للاخرين، وإحترام لحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، وإرساء قواعد الحكم الراشد المستند على الشفافية والمحاسبة، وإجراء إنتخابات حرة ونزيهة ،وإحترام حق اهل جنوب السودان فى الإستفتاء لتقرير مصيرهم وإحترام إرادتهم النهائية وفق ماجاء فى إتفاقية السلام الشامل، وحق شعب ولايتى جنوب كردفان و النيل الازرق فى المشورة الشعبية. وبعد حوار مستفيض، وتبادل حر للاراء ،وتناول شفاف لكافة جوانب الازمة الوطنية من قادة الأحزاب وجميع المشاركين فى المؤتمر فى الفترة من26 سبتمبر 2009 وحتى 30 من سبتمبر 2009 توصل المؤتمر الى التالى :

    1/الحوار والإجماع الوطنى:
    الوصول لاجماع وطنى يتطلب حوارا شفافاً دون إملاءات او شروط ، ودون عزل او إقصاء لاحد وقد بدأت هذه العملية للمرة الاولى منذ توقيع إتفاقيات السلام ، وعلى راسها إتفاقية السلام الشامل ، فى هذا المؤتمر بجوبا. ومن الضرورى ان يتواصل هذا الحوارالحر الديمقراطى بين كافة القوى الوطنية ، ومنظمات المجتع المدنى، والنساء.لاجل ذلك يجدد المؤتمر الدعوة لحزب المؤتمر الوطنى، وكل من لم يشارك فى هذا العمل الوطنى الكبير، لاسيما وإن بلادنا احوج ماتكون لمثل هذا الحوار فى ظرف بلغت فيه تعقيدات الازمة الوطنية شاواً بعيدا.

    2/المصالحة الوطنية

    اقرالمؤتمر ان هناك مظالم تاريخية لحقت بالجماعات والإفراد بمناطق كثيرة فى السودان خاصة الجنوب ودارفور منذ الإستقلال ومن الضرورى ان تسجل هذه المظالم ويتم الإعتراف بها والإعتذار عنها كمدخل للمصالحة الوطنية الصادقة .ويوصى المؤتمر بان تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة تكون مهمتها هى تقصى الحقائق فى كل التعديات والإنتهاكات لحقوق الجماعات والافرد منذ الإستقلال وإتخاذ الجراءا ت اللازمة لرد المظالم والحقوق سواء كان بالمحاسبة القانونية او التعويض المادى والمعنوى مما يعينه على التعافى والتسامح وإزالة المرارات من النفوس وإبراء الجراح. تحقيق هذه الغاية يقتضى إنفاذ كل مالم يتم إنفاذه حتى الان من إتفاقية السلام ، خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطى.
    تتطلب المصالحة الوطنية ايضاً إعطاء افضلية عليا للمناطق المهمشة فى كل انحاء السودان فى مشروعات التنمية . على ان تستصحب الرئاسة فى اداء هذه المهمة التجارب النظيرة خاصة فى افريقيا .

    3/ إتفاقيات السلام والسلام الشامل :

    أولاً إتفاقية السلام الشامل:

    1. التأكيد على ضرورة الإنفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل باعتباره مطلبا أساسيا لاستدامة السلام وبناء الثقة بينهما، وفي هذا الإطار التأكيد بوجه خاص على التالي:
    أ‌. إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير في الموعد المحدد في الاتفاقية والدستور الانتقالي.
    ب‌. وضع قانون الاستفتاء على تقرير المصير خلال الدورة البرلمانية القادمة التى تبداء فى 5 اكتوبر 2009 واعتماد نسبة الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال مع ضمان حق جميع الجنوبيين في الاستفتاء.
    ج. ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل الانتخابات.
    2. تطبيق البنود الخاصة بالتحول الديمقراطي وفي مقدمتها تعديل القوانين لتتواءم مع الدستور الانتقالي لسنة 2005م.
    3. إجراء المشورة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق على أن يتم ذلك بعد إجازة القانون الخاص بها وإجراء إحصاء سكاني دقيق فى الولايتين حتى يعبر المجلس النيابي المنتخب في الولايتين عن إرادة الولايتين بصدق.
    4. الالتزام بتقرير هيئة التحكيم الدولية حول حدود أبيي وإنفاذ بروتوكول أبيي بدقة مع التأكيد على وضع أسس تضمن التعايش السلمي والآمن في المنطقة بما يراعي حقوق المجموعات التي ترتبط مصالحها بالمنطقة.
    5. اتساقا مع الاتفاقية بجعل الوحدة خيارا جاذبا يشكل المؤتمر مجموعة عمل لوضع تصور للتدابير السياسية والاقتصادية والتشريعية والثقافية اللازمة لتعزيز فرص الوحدة فى ماتبقى من الفترة الإنتقالية مع التأكيد على احترام خيار الانفصال إذا اسفر عنه الاستفتاء.

    ثانيا: أزمة دارفور:


    1. الإلتزام الكامل بتنفيد إتفاقية دارفور أبوجا والتأكيد على التفاوض كوسيلة للحل العادل لقضية دارفور باعتبارها قضية سياسية وحث الأطراف عليه ورفض التصعيد العسكري من أي طرف.
    2. التأمين الكامل على مطالب أهل دارفور المشروعة وأهمها:
    ‌أ. نصيب الإقليم في السلطة والخدمة المدنية على المستوى الاتحادي وفق نسبة السكان.
    ‌ب. نصيب الإقليم في الثروة القومية وفق معايير موضوعية أهمها نسبة السكان ومبدأ التمييز الإيجابي التعويضي.
    ‌ج. التعويضات الفردية والجماعية عن الأضرار المادية والمعنوية.
    ‌د. الإقليم الواحد.
    ‌ه. التأكيد على الحيازات القبلية التقليدية للأرض "الحواكير" وإزالة ما ترتب على الحرب من استيلاء على أراضي بعض القبائل بالقوة، مع وضع أسس تضمن استخدام الأرض لصالح جميع مكونات الإقليم.
    3. التأكيد على عدم الإفلات من العقوبة وضرورة المساءلة القانونية أمام قضاء مستقل ونزيه عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في دارفور.
    4. الوقف الفوري لإطلاق النار لتهيئة المناخ للعمل الإغاثي وعودة النازحين واللاجئين لقراهم.
    5. مناشدة المجتمع الدولي لتوفير المعدات اللازمة لقوات يوناميد لتمكينها من القيام بواجبها في حماية المدنيين.
    6. حل مشكلة دارفور قبل الانتخابات حتى يتمكن مواطنو الإقليم من الاشتراك فيها.
    7. نزع سلاح الجنجنويد والمليشيات القبلية.
    8. الإنفاذ الكامل والأمين لبنود اتفاقية أبوجا في جميع محاورها السياسية والاقتصادية والأمنية.
    9. قيام مؤتمر الحوار الداروفوري بالإشراك الكامل لجميع مكونات الإقليم السياسية والمسلحة والأهلية لترتيبات العلاقات الداخلية بين أهل دارفور ورتق النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب الأهلية، يعقد تحت إعلان للمبادئ متفق عليها ويخرج باتفاقية للحل ينضم لها كافة أهل الإقليم، وتتم المصادقة عليها قوميا في مؤتمر جامع.

    ثالثا: اتفاقية الشرق:


    1- الالتزام باتفاقية سلام الشرق وإنفاذ كل بنودها والتأكيد على رفع حالة الطوارئ.
    2- إكمال ما قصرت عنه اتفاقية الشرق بتدابير تكميلية في المجالات السياسية والتنموية والمحاسبية عن الجرائم التي ارتكبت في الشرق بما يرفع عن الإقليم الغبن.

    رابعا: اتفاقية القاهرة:


    التأكيد على ضرورة وأهمية الإسراع في إنفاذ بنود اتفاقية القاهرة سيما الخاصة بالتحول الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي وإنصاف المفصولين تعسفيا لأسباب سياسية ومحاربة الفساد.

    4/ محور التحول الديمقراطي
    1. التأكيد على أهمية بسط الحريات الأساسية على نحو ما جاء في وثيقة الحقوق الأساسية المضمنة في الدستور الانتقالي على ألا تقيدها القوانين بل تنظمها.
    2. تعديل كل القوانين ذات الصلة بالحريات والتحول الديمقراطي لتتواءم مع الدستور الانتقالي وعلى وجه التحديد قانون الأمن الوطني، القانون الجنائي، قانون الإجراءات الجنائية، قانون نقابات العمال، قانون الحصانات، قانون الأحوال الشخصية، قانون الصحافة والمطبوعات، قوانين النظام العام الولائية، وغيرها.
    3. يكون تعديل القوانين عبر تدابير سريعة وفي موعد أقصاه 30 نوفمبر 2009م. واعتبار ذلك شرطا لمشاركة القوى المشاركة في المؤتمر في الانتخابات القادمة.
    4. التعداد السكانى مختلف عليه وإلى حين تحقيق إتفاق تستمر النسب المعتمدة فى قسمة السلطة المتفق عليها فى إتفاقية السلام الشامل
    5. إجراء انتخابات عامة حرة نزيهة بعد تحقيق الشروط اللازمة لنزاهتها وقوميتها وأهمها:
    ‌أ. مواءمة القوانين المقيدة للحريات مع الدستور في الموعد المحدد في البند (3) أعلاه.
    ‌ب. حل مشكلة دارفور.
    ‌ج. ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.
    ‌د. الاتفاق على معالجة مقبولة لمسكلة التعداد السكاني.
    ‌ه. قومية أجهزة الدولة خاصة الإعلامية بوضعها قبل فترة كافية تحت إشراف المفوضية القومية للانتخابات لضمان عدالة الفرص فيما بين الأحزاب.

    5/الوضع الإقتصادى والإجتماعى :

    بعد امد طويل من الحكم الشمولى وسياسات التحرير الإقتصادى العشوائى والإختلالات الهيكلية فى الإقتصاد منذ الإستقلال، يعانى الإقتصاد السودانى اليوم من أزمة عميقة الجذور متمثلة فى إنهيار الإنتاج الزراعى والرعوى والصناعى وفاقم من ذلك الإعتماد على النفط إعتماداً كاملاً ، وتراجع أسعاره عالمياً مما أدى إلى ضائقة معيشية خانقة وعجز متزايد فى موازنة الدولة، وتحميل الفئات الفقيرة اعباء تلك السياسيات .ضاعف من الازمة تفشى الفساد وخصخصة مؤسسات القطاع العام بصورة مريبة. لكل ذلك لا بد من توجه جديد فى معالجة الأزمة الإقتصادية من جذورها وضغط وتقليص الإنفاق الحكومى وإلغاء الجبايات والضرائب على المستوى القومى والولائى إلغاء فعلياً ، وبالذات فى مجال الإنتاج الزراعى والحيوانى . كذلك لا بد من إلغاء قرارات الفصل التعسفى من مؤسسات الدولة ورد الإعتبار للمفصولين حسب ما نص عليه الدستور القومى الإنتقالى ، والعمل على إنفاذ النصوص الدستورية والقوانين التى تحمى العاملين من الفصل التعسفى لا بد ايضاً من تقليص حجم مؤسسات الحكم على كافة المستويات وأن تكون التنمية برضا وقبول المواطن ولمصلحته لاسيما فى مناطق بناء السدود . لابد ايضا من الشروع فوراً فى لتنفيذ خطة لربط الشمال بالجنوب بمختلف سبل المواصلات وفى مقدمتها النقل النهرى والبرى والسكك الحديدية مما يعزز أواصر العلاقات والمصالح بين كل كافة أنحاء البلاد . وكما يدعو لمؤتمر إقتصادى قومى ينظر فى مسببات وجذور الأزمة والحلول اللاذمة للخروج منها

    6/ محور السياسة الخارجية
    إلالتزام بموجهات السياسة الخارجية الواردة فى إتفاقية السلام الشامل والدستور وانتهاج سياسة خارجية قائمة على المصالح المشتركة واحترام مبادئ حسن الجوار بهدف لتحقيق المصالح الوطنية أهمها:
    1. احترام المواثيق الدولية.
    2. إزالة التوتر مع كل دول الجوار لتحقيق الأمن الإقليمي.
    3. استقطاب العون من المجتمع الدولي لإعادة إعمار المناطق المتأثرة بالحرب خاصة والمناطق الثلاثة الجنوب ودارفور والشرق.
    4. تحقيق المصالح الاقتصادية الوطنية بجذب الاستثمارات وضمان الاستفادة من حقوق السودان في الصناديق الدولية والإقليمية وإعفاء الديون.
    5. الشراكة الإيجابية والحوار البناء مع المجتمع الدولي لحل المشاكل التي تواجه البلاد وبما يمنع تعريض مصالح البلاد الوطنية للمخططات الأجنبية.

    متابعة ومواصلة الحوار الوطنى


    مؤتمر جوبا بداية لعملية طويلة من العمل على بلورة الإجماع الوطنى وهو ليس بحدث أو نادى مغلق وقد إتفقت أطرافه على قيام آليات للتنسيق تعمل على تعميق وتوسيع الحوار الوطنى على أن تعقد الآليات المكونة من مجلس للرئاسة ومجموعة عمل وسكرتارية على مواصلة الإجتماعات واللقاءات الرامية إلى بلورة الإجماع الوطنى والتصدى لكبرى قضايا الوطن وإستحقاقات السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطى الحقيقى وستكون هنالك مراجعة دورية وتشاور مستمر لا سيما حول قضايا التحول الديمقراطى والإنتخابات والإستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وتنفيذ برتوكول أبيى والمشورة الشعبية لشعبى جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان بالإضافة إلى الحل العادل والشامل لقضية دارفور.



                  

10-01-2009, 08:53 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)


    مؤتمر القوى السياسية
    جوبا 26 – 30 سبتمبر 2009
    تحت شعار : نحو تنفيذ اتفاقية السلام والتحول الديمقراطي
    إعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني


    فى زمان ومكان فريدين تنادت القوى السياسية الوطنية السودانية ومنظمات المجتمع المدنى والنساء السودانيات بدعوة كريمة من قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيسها القائد سلفا كير ميارديت . المكان هو جوبا عاصمة جنوب السودان والعاصمة الثانية للسودان والزمان هو مشارف نهاية الفترة الإنتقالية. وبما ان السودان على اعتاب اكبر إستحقاقات إتفاقية السلام الشامل: الإنتخابات، الإستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وإستفتاء وشعب ابيي حول الوضع النهائى لمنطقة ابيي فى اقل من خمسمائة يوم، وفى ظل ازمة لازالت تستعر فى إقليم دارفور، لابد من حوار شامل لمعالجة الازمة الوطنية السودانية فى إطار من الإجماع الوطنى وحشد للإرادة الشعبية عبر حوار ديمقراطى لايستثنى ايٍ من القوى الوطنية .يهدف ذلك الإجماع والحوار ،فى المقام الاول ،إلى مواجهة ما تبقى من مهام الفترة الإنتقالية ،والإنفاذ التام لإتفاقيات السلام و كل مانص عليه الدستور الإنتقالى ، وتاكيد العزم والعمل الجاد لمعالجة جذور ازمة دافور،والإنتقال من الشمولية الى الديمقراطية دون تحكم او إقصاء او إستبعاد للاخرين، وإحترام لحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، وإرساء قواعد الحكم الراشد المستند على الشفافية والمحاسبة، وإجراء إنتخابات حرة ونزيهة ،وإحترام حق اهل جنوب السودان فى الإستفتاء لتقرير مصيرهم وإحترام إرادتهم النهائية وفق ماجاء فى إتفاقية السلام الشامل، وحق شعب ولايتى جنوب كردفان و النيل الازرق فى المشورة الشعبية. وبعد حوار مستفيض، وتبادل حر للاراء ،وتناول شفاف لكافة جوانب الازمة الوطنية من قادة الأحزاب وجميع المشاركين فى المؤتمر فى الفترة من26 سبتمبر 2009 وحتى 30 من سبتمبر 2009 توصل المؤتمر الى التالى :

    1/الحوار والإجماع الوطنى:
    الوصول لاجماع وطنى يتطلب حوارا شفافاً دون إملاءات او شروط ، ودون عزل او إقصاء لاحد وقد بدأت هذه العملية للمرة الاولى منذ توقيع إتفاقيات السلام ، وعلى راسها إتفاقية السلام الشامل ، فى هذا المؤتمر بجوبا. ومن الضرورى ان يتواصل هذا الحوارالحر الديمقراطى بين كافة القوى الوطنية ، ومنظمات المجتع المدنى، والنساء.لاجل ذلك يجدد المؤتمر الدعوة لحزب المؤتمر الوطنى، وكل من لم يشارك فى هذا العمل الوطنى الكبير، لاسيما وإن بلادنا احوج ماتكون لمثل هذا الحوار فى ظرف بلغت فيه تعقيدات الازمة الوطنية شاواً بعيدا.

    2/المصالحة الوطنية
    اقرالمؤتمر ان هناك مظالم تاريخية لحقت بالجماعات والإفراد بمناطق كثيرة فى السودان خاصة الجنوب ودارفور منذ الإستقلال ومن الضرورى ان تسجل هذه المظالم ويتم الإعتراف بها والإعتذار عنها كمدخل للمصالحة الوطنية الصادقة .ويوصى المؤتمر بان تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة تكون مهمتها هى تقصى الحقائق فى كل التعديات والإنتهاكات لحقوق الجماعات والافرد منذ الإستقلال وإتخاذ الجراءا ت اللازمة لرد المظالم والحقوق سواء كان بالمحاسبة القانونية او التعويض المادى والمعنوى مما يعينه على التعافى والتسامح وإزالة المرارات من النفوس وإبراء الجراح. تحقيق هذه الغاية يقتضى إنفاذ كل مالم يتم إنفاذه حتى الان من إتفاقية السلام ، خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطى.
    تتطلب المصالحة الوطنية ايضاً إعطاء افضلية عليا للمناطق المهمشة فى كل انحاء السودان فى مشروعات التنمية . على ان تستصحب الرئاسة فى اداء هذه المهمة التجارب النظيرة خاصة فى افريقيا .

    3/ إتفاقيات السلام والسلام الشامل :
    أولاً إتفاقية السلام الشامل:
    1. التأكيد على ضرورة الإنفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل باعتباره مطلبا أساسيا لاستدامة السلام وبناء الثقة بينهما، وفي هذا الإطار التأكيد بوجه خاص على التالي:
    أ‌. إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير في الموعد المحدد في الاتفاقية والدستور الانتقالي.
    ب‌. وضع قانون الاستفتاء على تقرير المصير خلال الدورة البرلمانية القادمة التى تبداء فى 5 اكتوبر 2009 واعتماد نسبة الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال مع ضمان حق جميع الجنوبيين في الاستفتاء.
    ج. ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل الانتخابات.
    2. تطبيق البنود الخاصة بالتحول الديمقراطي وفي مقدمتها تعديل القوانين لتتواءم مع الدستور الانتقالي لسنة 2005م.
    3. إجراء المشورة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق على أن يتم ذلك بعد إجازة القانون الخاص بها وإجراء إحصاء سكاني دقيق فى الولايتين حتى يعبر المجلس النيابي المنتخب في الولايتين عن إرادة الولايتين بصدق.
    4. الالتزام بتقرير هيئة التحكيم الدولية حول حدود أبيي وإنفاذ بروتوكول أبيي بدقة مع التأكيد على وضع أسس تضمن التعايش السلمي والآمن في المنطقة بما يراعي حقوق المجموعات التي ترتبط مصالحها بالمنطقة.
    5. اتساقا مع الاتفاقية بجعل الوحدة خيارا جاذبا يشكل المؤتمر مجموعة عمل لوضع تصور للتدابير السياسية والاقتصادية والتشريعية والثقافية اللازمة لتعزيز فرص الوحدة فى ماتبقى من الفترة الإنتقالية مع التأكيد على احترام خيار الانفصال إذا اسفر عنه الاستفتاء.

    ثانيا: أزمة دارفور:
    1. الإلتزام الكامل بتنفيد إتفاقية دارفور أبوجا والتأكيد على التفاوض كوسيلة للحل العادل لقضية دارفور باعتبارها قضية سياسية وحث الأطراف عليه ورفض التصعيد العسكري من أي طرف.
    2. التأمين الكامل على مطالب أهل دارفور المشروعة وأهمها:
    ‌أ. نصيب الإقليم في السلطة والخدمة المدنية على المستوى الاتحادي وفق نسبة السكان.
    ‌ب. نصيب الإقليم في الثروة القومية وفق معايير موضوعية أهمها نسبة السكان ومبدأ التمييز الإيجابي التعويضي.
    ‌ج. التعويضات الفردية والجماعية عن الأضرار المادية والمعنوية.
    ‌د. الإقليم الواحد.
    ‌ه. التأكيد على الحيازات القبلية التقليدية للأرض "الحواكير" وإزالة ما ترتب على الحرب من استيلاء على أراضي بعض القبائل بالقوة، مع وضع أسس تضمن استخدام الأرض لصالح جميع مكونات الإقليم.
    3. التأكيد على عدم الإفلات من العقوبة وضرورة المساءلة القانونية أمام قضاء مستقل ونزيه عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في دارفور.
    4. الوقف الفوري لإطلاق النار لتهيئة المناخ للعمل الإغاثي وعودة النازحين واللاجئين لقراهم.
    5. مناشدة المجتمع الدولي لتوفير المعدات اللازمة لقوات يوناميد لتمكينها من القيام بواجبها في حماية المدنيين.
    6. حل مشكلة دارفور قبل الانتخابات حتى يتمكن مواطنو الإقليم من الاشتراك فيها.
    7. نزع سلاح الجنجنويد والمليشيات القبلية.
    8. الإنفاذ الكامل والأمين لبنود اتفاقية أبوجا في جميع محاورها السياسية والاقتصادية والأمنية.
    9. قيام مؤتمر الحوار الداروفوري بالإشراك الكامل لجميع مكونات الإقليم السياسية والمسلحة والأهلية لترتيبات العلاقات الداخلية بين أهل دارفور ورتق النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب الأهلية، يعقد تحت إعلان للمبادئ متفق عليها ويخرج باتفاقية للحل ينضم لها كافة أهل الإقليم، وتتم المصادقة عليها قوميا في مؤتمر جامع.

    ثالثا: اتفاقية الشرق:
    1- الالتزام باتفاقية سلام الشرق وإنفاذ كل بنودها والتأكيد على رفع حالة الطوارئ.
    2- إكمال ما قصرت عنه اتفاقية الشرق بتدابير تكميلية في المجالات السياسية والتنموية والمحاسبية عن الجرائم التي ارتكبت في الشرق بما يرفع عن الإقليم الغبن.

    رابعا: اتفاقية القاهرة:
    التأكيد على ضرورة وأهمية الإسراع في إنفاذ بنود اتفاقية القاهرة سيما الخاصة بالتحول الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي وإنصاف المفصولين تعسفيا لأسباب سياسية ومحاربة الفساد.

    4/ محور التحول الديمقراطي
    1. التأكيد على أهمية بسط الحريات الأساسية على نحو ما جاء في وثيقة الحقوق الأساسية المضمنة في الدستور الانتقالي على ألا تقيدها القوانين بل تنظمها.
    2. تعديل كل القوانين ذات الصلة بالحريات والتحول الديمقراطي لتتواءم مع الدستور الانتقالي وعلى وجه التحديد قانون الأمن الوطني، القانون الجنائي، قانون الإجراءات الجنائية، قانون نقابات العمال، قانون الحصانات، قانون الأحوال الشخصية، قانون الصحافة والمطبوعات، قوانين النظام العام الولائية، وغيرها.
    3. يكون تعديل القوانين عبر تدابير سريعة وفي موعد أقصاه 30 نوفمبر 2009م. واعتبار ذلك شرطا لمشاركة القوى المشاركة في المؤتمر في الانتخابات القادمة.
    4. التعداد السكانى مختلف عليه وإلى حين تحقيق إتفاق تستمر النسب المعتمدة فى قسمة السلطة المتفق عليها فى إتفاقية السلام الشامل
    5. إجراء انتخابات عامة حرة نزيهة بعد تحقيق الشروط اللازمة لنزاهتها وقوميتها وأهمها:
    ‌أ. مواءمة القوانين المقيدة للحريات مع الدستور في الموعد المحدد في البند (3) أعلاه.
    ‌ب. حل مشكلة دارفور.
    ‌ج. ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.
    ‌د. الاتفاق على معالجة مقبولة لمشكلة التعداد السكاني.
    ‌ه. قومية أجهزة الدولة خاصة الإعلامية بوضعها قبل فترة كافية تحت إشراف المفوضية القومية للانتخابات لضمان عدالة الفرص فيما بين الأحزاب.

    5/الوضع الإقتصادى والإجتماعى :
    بعد امد طويل من الحكم الشمولى وسياسات التحرير الإقتصادى العشوائى والإختلالات الهيكلية فى الإقتصاد منذ الإستقلال، يعانى الإقتصاد السودانى اليوم من أزمة عميقة الجذور متمثلة فى إنهيار الإنتاج الزراعى والرعوى والصناعى وفاقم من ذلك الإعتماد على النفط إعتماداً كاملاً ، وتراجع أسعاره عالمياً مما أدى إلى ضائقة معيشية خانقة وعجز متزايد فى موازنة الدولة، وتحميل الفئات الفقيرة اعباء تلك السياسيات .ضاعف من الازمة تفشى الفساد وخصخصة مؤسسات القطاع العام بصورة مريبة. لكل ذلك لا بد من توجه جديد فى معالجة الأزمة الإقتصادية من جذورها وضغط وتقليص الإنفاق الحكومى وإلغاء الجبايات والضرائب على المستوى القومى والولائى إلغاء فعلياً ، وبالذات فى مجال الإنتاج الزراعى والحيوانى . كذلك لا بد من إلغاء قرارات الفصل التعسفى من مؤسسات الدولة ورد الإعتبار للمفصولين حسب ما نص عليه الدستور القومى الإنتقالى ، والعمل على إنفاذ النصوص الدستورية والقوانين التى تحمى العاملين من الفصل التعسفى لا بد ايضاً من تقليص حجم مؤسسات الحكم على كافة المستويات وأن تكون التنمية برضا وقبول المواطن ولمصلحته لاسيما فى مناطق بناء السدود . لابد ايضا من الشروع فوراً فى لتنفيذ خطة لربط الشمال بالجنوب بمختلف سبل المواصلات وفى مقدمتها النقل النهرى والبرى والسكك الحديدية مما يعزز أواصر العلاقات والمصالح بين كل كافة أنحاء البلاد . وكما يدعو لمؤتمر إقتصادى قومى ينظر فى مسببات وجذور الأزمة والحلول اللاذمة للخروج منها

    6/ محور السياسة الخارجية
    إلالتزام بموجهات السياسة الخارجية الواردة فى إتفاقية السلام الشامل والدستور وانتهاج سياسة خارجية قائمة على المصالح المشتركة واحترام مبادئ حسن الجوار بهدف لتحقيق المصالح الوطنية أهمها:
    1. احترام المواثيق الدولية.
    2. إزالة التوتر مع كل دول الجوار لتحقيق الأمن الإقليمي.
    3. استقطاب العون من المجتمع الدولي لإعادة إعمار المناطق المتأثرة بالحرب خاصة والمناطق الثلاثة الجنوب ودارفور والشرق.
    4. تحقيق المصالح الاقتصادية الوطنية بجذب الاستثمارات وضمان الاستفادة من حقوق السودان في الصناديق الدولية والإقليمية وإعفاء الديون.
    5. الشراكة الإيجابية والحوار البناء مع المجتمع الدولي لحل المشاكل التي تواجه البلاد وبما يمنع تعريض مصالح البلاد الوطنية للمخططات الأجنبية.

    متابعة ومواصلة الحوار الوطنى
    مؤتمر جوبا بداية لعملية طويلة من العمل على بلورة الإجماع الوطنى وهو ليس بحدث أو نادى مغلق وقد إتفقت أطرافه على قيام آليات للتنسيق تعمل على تعميق وتوسيع الحوار الوطنى على أن تعقد الآليات المكونة من مجلس للرئاسة ومجموعة عمل وسكرتارية على مواصلة الإجتماعات واللقاءات الرامية إلى بلورة الإجماع الوطنى والتصدى لكبرى قضايا الوطن وإستحقاقات السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطى الحقيقى وستكون هنالك مراجعة دورية وتشاور مستمر لا سيما حول قضايا التحول الديمقراطى والإنتخابات والإستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وتنفيذ برتوكول أبيى والمشورة الشعبية لشعبى جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان بالإضافة إلى الحل العادل والشامل لقضية دارفور.

    ***
                  

10-01-2009, 09:05 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    إهمال التلفزيون القومي للمؤتمر و
    إنحياز قناة الشروق المفضوح
    يفتح سؤال كبير عن التقصير في إنشاء قناة تلفزيونية فضائية

                  

10-01-2009, 09:13 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: أبو ساندرا)

    لاسبيل للخروج بالسودان من ازماته الحالية الا بالتحالف ضد المؤتمر الوطني والعمل على مقاطعة الانتخابات اذا لم تستوفي الشروط اللازمة .
                  

10-01-2009, 09:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: أبو ساندرا)

    التاريخ: الخميس 1 أكتوبر 2009م، 12 شوال 1430هـ

    وصف الأحزاب الجنوبية بـ (مرفعين في جلد خروف)
    سلفاكير: اتفاق السلام لم يتحرك شبراً منذ توقيعه..الصادق: أحسنت الحركة وأخطأ من يحاولون تفريق الناس

    جوبا: هنادي عثمان

    اختتمت أمس فعاليات مؤتمر جوبا للقوى السياسية السودانية بحضور المشاركين كافة في أجواء احتفالية، وصدرت توصياته وقراراته فيما سمي بـ (إعلان جوبا للحوار والإجماع الوطني). وفي الأثناء وجه الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية انتقاداً لاذعاً للقوى السياسية الجنوبية التي انسحبت من مؤتمر جوبا، ووصفها بأنها عبارة عن (مرفعين اندس في جلد خروف ليهجم على الخرفان بالليل)، وأضاف أن الهدف من المؤتمر مناقشة هموم البلاد وفق أجندة مُعلنة ولم يقصد منه التآمر على أحد كما يروّج له الآخرون.وحذّر كير أمس في خاتمة المؤتمر من مغبة تقويض اتفاق السلام الشامل، وبيّن أنه مفتاح الحل لمشاكل البلاد، وقال: (للأسف لم يتحرك الاتفاق شبراً منذ تم التوقيع عليه في العام 2005م).ودعا كير، الجنوبيين للتوحد من أجل حلحلة مشاكل الجنوب بدلاً من أن يكونوا أذيالاً للآخرين، وقال: (نحن نعرف جيداً هذه الأذيال)، وتساءل: كيف نقوّض إتفاق السلام ونحن الذين قاتلنا من أجله؟ وقال كير: نحن لا نقرر الانفصال وانما الاستفتاء، ونسعى لوحدة البلاد لحل المشاكل. وأكد أن جوبا ستكون قبلة أهل السودان بدلاً عن تفريقهم وستكون متصلة بالخرطوم في حالتي الانفصال أو الوحدة.وفى السياق وصف د. حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي مؤتمر جوبا بالناجح.من جانبه قال الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، إن الحركة الشعبية أحسنت بتوحيد القوى السياسية، في حين أن الآخرين يعملون على تفريق الصفوف، ووصف المؤتمر بالجامع، وقال إنه لن يتوقف حتى يتحقق التحول الديمقراطي، وقال إنه ليس (كميناً سياسياً)، وانما تحريك للماء الراكد. وأعلن علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مُشاركته الرسمية باسم الحزب للمؤتمر الذي بدأ أعماله السبت الماضي. وأكّد حسنين بأنّ رئيس الحزب يعلم بمشاركته ويدعمها، وكشف حسنين عن مقترح بمركزية حول مقاطعة الانتخابات في حالة عدم توافر شروطها ونزاهتها.وفي الخرطوم دعا علي السيد عضو القطاع السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب لاتخاذ قرار حاسمٍ وسريعٍ وموقف تنظيمي فيما أسماه بالتصرفات المتفلتة لعلي محمود حسنين نائب رئيس الحزب. وقال أمس لـ «الرأي العام»: نحن في القطاع سنرفع توصية لمولانا الميرغني بفصل حسنين من عضوية الحزب. وأكد السيد أن رئيس الحزب لم يفوّض حسنين لتمثيل الحزب الاتحادي في مؤتمر جوبا. وجدد إعلان جوبا الدعوة للمؤتمر الوطني، وكل من لم يشارك للحوار، وقال إن الوصول لإجماع وطني يتطلب حواراً شفافاً دون إملاءات أو شروط، وأوصى بأن تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة مهمتها تقصي الحقائق فى كل التعديات والإنتهاكات لحقوق الجماعات والأفراد منذ الإستقلال، وأكد على ضرورة الإنفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل باعتباره مطلباً أساسياً لاستدامة السلام وبناء الثقة بينهما، وأوصى بشكلٍ خاصٍ بإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير في الموعد المحدد ووضع قانون الاستفتاء على تقرير المصير خلال الدورة البرلمانية المقبلة واعتماد نسبة الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال مع ضمان حق جميع الجنوبيين في الاستفتاء وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل الانتخابات، وأوصى بتطبيق البنود الخاصة بالتحول الديمقراطي، والالتزام بتقرير هيئة التحكيم الدولية حول حدود أبيي وإنفاذ بروتوكول أبيي بدقة.
    ، وأن يُشكِّل المؤتمر مجموعة عمل لوضع تصور للتدابير السياسية والاقتصادية والتشريعية والثقافية اللازمة لتعزيز فرص الوحدة في ما تبقى من الفترة الانتقالية.
    وحول أزمة دارفور أوصى بالإلتزام الكامل بتنفيد إتفاقية أبوجا والتأكيد على التفاوض كوسيلة للحل العادل للقضية، والتأمين الكامل على مطالب أهل دارفور المشروعة، والتأكيد على عدم الإفلات من العقوبة وضرورة المساءلة القانونية أمام قضاء مستقلٍ ونزيهٍ عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في دارفور، والوقف الفوري لإطلاق النار لتهيئة المناخ للعمل الإغاثي وعودة النازحين واللاجئين وحل مشكلة دارفور قبل الانتخابات ليتمكّن المواطنون من الاشتراك فيها ونزع سلاح الجنجويد والمليشيات القبلية، وأكد على ضرورة وأهمية الإسراع في إنفاذ بنود اتفاقية القاهرة. وأكّد على أهمية بسط الحريات الأساسية على نحو ما جاء في وثيقة الحقوق الأساسية. وإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة بعد تحقيق الشروط اللازمة لنزاهتها وقوميتها، واتفقت أطراف المؤتمر على قيام آليات للتنسيق تعمل على تعميق وتوسيع الحوار الوطني.


    الراى العام
                  

10-01-2009, 09:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    عدد رقم: 1132 2009-10-01


    الصادق المهدي : ترشيح سلفاكير للرئاسة«فكرة بعضنا» ولم نتحدث عنه


    حددت الاحزاب السياسية عقب اعلانها لبيان جوبا للحوار والاجماع الوطني خمسة شروط للمشاركة في الانتخابات القادمة ووضعت سقفا زمنيا لتنفيذها حتى نهاية شهر نوفمبر المقبل. وتشمل تلك الشروط تعديل القوانين المقيدة للحريات وحل مشكلة دارفور وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والاتفاق على معالجة مقبولة لمشكلة التعداد السكاني واشراف مفوضية الانتخابات على أجهزة الدولة خاصة الإعلامية منها. في وقت رفض فيه المهدي تسمية مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة القادمة، وجددت القوى السياسية المشاركة في مؤتمر جوبا دعوتها لحزب المؤتمر الوطنى بضرورة ان يتواصل الحوار الذي نعته بالحر الديمقراطى بين كافة القوى الوطنية. وشن الفريق سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية لدى مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر جوبا هجوما لاذعا على الاحزاب الجنوبية التى اعلنت انسحابها من جلسات المؤتمر وقال بانهم لم يقاتلوا من اجل حقوق شعب جنوب السودان ومكتسباته بل كانوا موجودين في الخرطوم، واعلن التزامه بالسعى لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل وجعل خيار الوحدة جاذبا. وفي رده على سؤال تقدمت به( اخر لحظة) حول اعتماد احزاب المعارضة لسلفاكير رئيسا للجمهورية كمرشحها الاوحد في الانتخابات القادمة بحسب المقترح الذي تقدمت به هالة عبدالحليم رئيس حركة حق قال الصادق المهدي في مؤتمر صحفي قبل انعقاد الجلسة الختامية(هذه فكرة بعضنا وهي سابقة لاوانها ولم يتم الحديث عنها، وكل الناس سوف يرشحوا مما يؤدي لاقتسام الاصوات، وهذا يعني ان تكون هنالك جولة ثانية يمكن من خلالها النظر في توحيد المرشحين الي اثنين). وبدأ الامين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي منشرحا وهو يخاطب خاتمة المؤتمر بالقول بعد ان حياهم(ونخص بالتحايا الحركة الشعبية التي يسرت لنا هذا المقام، وقد سعدنا بهذه الايام في هذه البلدة التي طابت لنا وفرحنا بهذا المؤتمر وانشرحت صدورنا فيه لكثافة التلاقي الحر الواسع واطمأن وجداننا لروح التدوال السمح وتوافقنا على نصوص عهد الوفاق الذي صدر عليه اجماعنا الصادق، وها نحن نهديه الان لشعبنا المستمع المنتظر الراجي منا خيرا) واضاف الترابي بالقول(ونعرضه للقوى السياسية الاخرى حتى المعرضة لنا ونقدمه للعالم كافة الذى غدى يشاركنا الهموم ويتفاعل معنا في بسط السلام والحرية في سبيل البناء والنماء) وزاد الامين العام للمؤتمر الشعبي(هذا المؤتمر سيكون ان شاء الله ذا وضع مقدر على الرأي العام السوداني وذا دفع فعال في مسيرة السودان،ونعزز تأييدنا لاعلان جوبا العام ولماوراءه من ملف ومقررات المؤتمر المفصلة ونرفع الدعاء ان يفيض الله علينا وعلى الناس السلام والبركات والرحمة). واكد الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي بان الحركة الشعبية ساهمت في جمع الصف الوطني في وقت فيه يفرق الاخرون بحسب قوله واضاف( مؤتمر جوبا نداء لحركة انطلاق جماعي لن تتوقف مسيرتها الى ان يتحقق التحول الديمقراطي وينفذ السلام الشامل).وفي ذات السياق اعلن السكرتير العام للحزب الشيوعى التزامهم بكل ماتم الاتفاق عليه في مؤتمر جوبا، من ناحية اخرى قدم اشرف قاضى ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان تهانئ المنظمة الدولية بنجاح فعاليات مؤتمر جوبا. وكان الاستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الاصل قد عقد مؤتمر صحفيا قال من خلاله ان حزبه لايمكن له ولا يجوز له ان يتخلف عن مؤتمر جوبا لان السودان يمر بازمات حادة تتعلق بمصيره، وحول عدم مشاركتهم في اعمال المؤتمر منذ انطلاقته اردف قائلا( تأخرنا يعود لاسباب داخلية_ لم يكشف عنها- ولايقاطع هذا المؤتمر الا جاهل بقضايا السودان) واكد حسنين ان الحزب الاتحادي ارسل مواقفه حول القضايا المتعددة الى سكرتارية المؤتمر منذ شهر سبتمبر الماضي وتم اعتمادها كورقة نقاش وقال ( نحن بهم ومنهم ولن نكون الا امامهم حتى نقضي على الشمولية)، وحول ضبابية موقف الحزب الاتحادي من المشاركة في مؤتمر جوبا اكد حسنين انه جاء بصفته نائبا للرئيس ليزيل الغموض وقال( حضوري لجوبا واضح ومبين، ونحن لانتعامل مع المؤتمر الوطني سياسيا) وفسر(لاءات الميرغني حول موقف الاتحادي من الحزب الحاكم) بانه يقصد لا للعداء الشخصي مع قيادات الوطني. وانتقد تصريحات القيادي بالحزب الاتحادي علي السيد حول مؤتمر جوبا وقال ( من العجيب ان يصحح موقف القيادات العليا من احد اتباع الحزب).


    اخر لحظة
                  

10-01-2009, 08:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    اكبر دليل على نجاح مؤتمر جوبا عدد الرسائل التى ترد الى بريدى الالكترونى من غير المشاركين فى موقع سودانيز اون لاين مشيدين بالتغطية الاعلامية على موقع سودانيز اوون لاين والعدد الكبير هذا والنوعى يدل على على مستوى الوعى بما يحصل فى الوطن وضرورة الخروج من هذا المازق الذى بات يؤرق كل السودانيين ولا يجد روح المسؤولية من اقطاب المؤتمر الوطنى الذى يجمل ينفسه الصورة ويتخيلها كما يريد ويريد من الاخرين ان يروا معه كما يرى ..فى حين ان الاخرين وبرؤيتهم الثاقبة يرون خرقة بالية تبلى كل يوم بسبب من يتحكم فى هذه الخرقة ويصر على التحكم فيها ظنا منه انه يستطيع وحده اصلاحها فاذا به يزيدها خرقا وتمزيقا ..
    نتواصل
                  

10-01-2009, 08:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    ملتقى جوبا يطالب باعتماد الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال
    عبيد:التوصيات لاجديد فيها و«لاتعني المؤتمر الوطني او الحكومة في شئ»

    جوبا:علوية مختار

    أقر ملتقى جوبا لتحالف المعارضة، بوجود مظالم تاريخية لحقت بالجماعات والإفراد بمناطق كثيرة فى السودان، خاصة الجنوب ودارفور منذ الإستقلال ،ودعا الى الإعتراف بها والإعتذار عنها كمدخل للمصالحة الوطنية الصادقة ،وأوصى في ختام اعماله أمس بأن تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة تكون مهمتها تقصى الحقائق فى كل التعديات والإنتهاكات لحقوق الجماعات والافراد منذ الإستقلال، وإتخاذ الاجراءات اللازمة لرد المظالم والحقوق سواء كان بالمحاسبة القانونية او التعويض المادى والمعنوى مما يعين على التعافى والتسامح وإزالة المرارات من النفوس وإبراء الجراح.
    واشترط الملتقى في « اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني» الذي وقع عليه 19 من رؤساء الاحزاب ، بينهم الامة بزعامة الصادق المهدي، والشيوعي محمد ابراهيم نقد، والمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي،والحركة الشعبية برئاسة سلفاكير ميارديت، ونائب رئيس الحزب الاتحادي»الاصل»علي محمود حسنين ،تعديل كل القوانين ذات الصلة بالحريات والتحول الديمقراطي في موعد أقصاه 30 نوفمبر لمشاركة القوى المشاركة في المؤتمر في الانتخابات القادمة.
    ودعا البيان الختامي الى الإلتزام الكامل بتنفيد إتفاقية أبوجا ،وحل مشكلة دارفور قبل الانتخابات حتى يتمكن مواطنو الإقليم من الاشتراك فيها،كما طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لتهيئة المناخ للعمل الإغاثي وعودة النازحين واللاجئين لقراهم،
    وشدد الملتقى على الإنفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل ، وطالب بوضع قانون الاستفتاء على تقرير المصير خلال الدورة البرلمانية القادمة واعتماد نسبة الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال .
    وبالمقابل اعتبر امين امانة الاعلام في المؤتمر الوطني الدكتور كمال عبيد ان توصيات الملتقى لاجديد فيه وغير ملزمة «ولاتعنينا في المؤتمر الوطني او الحكومة في شئ».
    وقال عبيد ان التهديد بمقاطعة الانتخابات «ليس موقفاً وطنياً» ومخالف لاتفاق السلام الشامل،واضاف «هذا الموقف يؤكد بجلاء وجود اياد اجنبية واملاءات من الخارج».
    -------------------------------------------------


    المهدي وصف الاتهامات الموجهة للملتقى بـ«غير الناضجة»
    حسنين من جوبا: أشارك في المؤتمر ممثلاً للاتحادي

    جوبا:علوية :الخرطوم : سامي عبد الرحمن

    أعلن نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي «الاصل»، علي محمود حسنين، مشاركة ومباركة حزبه لملتقى الاحزاب في جوبا، وقطع بعدم وجود أي اتجاه لحزبه للتحالف مع المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة بعد ان وصفه بالشمولي.
    وقال حسنين في تصريحات صحفية عقب وصوله جوبا، امس، «لا يمكن للاتحادي ان يتخلف عن الاجماع الوطني»، «و انا أشارك في المؤتمر ممثلا للحزب الاتحادي الذي لا يمكن ان يقرر مصيره شخص مهما كان ذلك الشخص».
    وأوضح ان الخط العام لحزبه هو الوقوف مع الحرية ورفض الحوار والتعاون والاتصال مع الانظمة الشمولية، مؤكدا ان الاتحادي الديمقراطي بجميع فصائله مع ملتقى جوبا ومقرراته وملتزم بها.
    وطالب حسنين، احزاب جوبا بمقاطعة الانتخابات القادمة ما لم تتوفر استحقاقاتها لقطع الطريق امام منح المؤتمرالوطني الشرعية في الحكم،ووصف الوطني بالحزب الشمولي والاقصائي.
    من جهته، اعتبر زعيم حزب الامة، الصادق المهدي، الموقف الذي اتخذه المؤتمر الوطني واحزاب حكومة الوحدة بمقاطعة ملتقى جوبا، عدائياً ولا معنى له، «لانه ليس هناك كمين سياسي ليسقطوا فيه».
    ووصف المهدي الاتهامات التي اطلقت على الملتقى وقياداته، بأنها «نبرة غير ناضجة للعمل السياسي»، مؤكدا في تصريحات صحفية ان مقاطعة بعض الاحزاب كانت خطأ، وقال سنواصل الجهود لاشراكهم، موضحا ان السودان اصبح امام خيارين اما التغيير بالصدام او التراضي، ورأى ان ظروف السودان ليست مواتية للخيار الاول.
    وكشف المهدي ان مستشار رئيس الجمهورية، مصطفى عثمان اسماعيل، سبق ان وعده بالنظر في نتائج الملتقى في حال عدم مشاركة الوطني، وقال لا يمكن اجراء انتخابات او استفتاء في السودان دون ايجاد معادلة وطنية.
    الى ذلك، بحث ممثل الامين العام للامم المتحدة في السودان، اشرف قاضي، مع المهدي وزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي، قضايا الراهن السوداني في مقدمتها السلام والانتخابات وازمة دارفور.
    من جهته جدد زعيم المؤتمر الشعبي، حسن الترابي، أن الارادة الغالبة لأهل الجنوب تؤيد الانفصال، «والبلاد لابد أن تهيئ نفسها لذلك،لانه ليس هنالك أمل في الوحدة»، لافتا الي أن أي محاولة لصد الانفصال بحيل القانون تعد «محاولة سخيفة».
    ووصف الترابي في تصريحات صحفية، عقب عودته من جوبا مساء أمس الملتقى بـ»الناجح» ونفي أن تكون هنالك أية أجندة مسبقة قبل إعداده ،لافتا الي أنه شهد مداولات كثيفة حول عدد من القضايا تمثلت في الحريات وإتفاقية السلام، وأعتبر المؤتمر مواصلة للحوار الوطني، وقال إذا إنفتح الحوار فكل القضايا ستحسم، وذكر ان المؤتمر سادته روح إجماعية لكنه رجع وقال أنه من العسير علي مؤتمر واحد أن يبسط رؤاه علي كل القضايا في الساحة، موضحا أن الملتقي أقر تكوين مؤسسة تضم رؤساء الاحزاب وسكرتارية بغرض الاجتماع مرة أخري لاتخاذ المواقف، وقال أنه يطمع في مؤتمر أجمع في السودان لحل كافة القضايا،
    وأشار ألي أن البيان الذي خرج به المؤتمر «فيه شئ من اللطف» بجانب عدد من المقررات التي تناولت النظم القضائية والاستفتاء وقضية الوحدة بجانب المصالحة الوطنية.
    واكد سلفاكير لدى مخاطبته ختام اعمال الملتقى ان المؤتمر لايهدف للتآمر ضد شخص او حزب وانما للتشاور لحل مشاكل البلاد وقال:(كنا نعتقد انه وبالتوقيع على اتفاقية السلام ستكون بداية لحل مشاكل السودان ولكن للاسف لم نتحرك من تلك النقطة)
    ووجه سلفاكير انتقادات لاذعة للاحزاب الجنوبية التي انسحبت من مؤتمر جوبا، ووصفها بـ»المرفعين» الذي يندس بين الخراف للهجوم عليها، وشدد بانه لن يسمح لهم بذلك واشار لنضال الحركة الشعية في الغابات والاحراش من اجل تحقيق السلام وشددعلى انها لن تخزل شعب الجنوب .
    واكد رئيس حكومة الجنوب ان الوحدة او الانفصال لا يمكن ان يتحقق أي منهما بصوت فرد واحد ،ورأى ان المهم هو اصوات مواطني جنوب السودان ،واعتبر ان الوقت لازال مبكراً للقيام بحملة في شان الوحدة والانفصال واضاف (ماتلخمو الناس من الان ) واشار لضرورة العمل للوحدة الجاذبة ( لان الانفصاليين سيفصلو الجنوب ولن تكون غلطتنا)
    وفي السياق قال ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان اشرف قاضي ان اجندة مؤتمر جوبا تنادي بتنفيذ اتفاقات السلام وعلى راسها نيفاشا ، وذكر ان المنظمة الدولية على استعداد لدعم جهود السلام .
    الي ذلك صوتت القوى السياسية المشاركة في المؤتمر بالاجماع لمقترح التوقيع على وثيقة اعلان جوبا وكان السكرتير العام للمؤتمر باقان اموم طرح امام المؤتمرين خيارين بشان الاعلان احدهما يري ان ليس هناك ضرورة للتوقيع لاسيما وان الاحزاب ملتزمة به وانه لازال مفتوحا للاحزاب المقاطعة للحاق به واكد اموم ان سكرتارية المؤتمر تقف مع الخيار الاخير
    -----------------------------------------



    من القلب
    مؤتمر جوبا ....واللعب في الوقت الضائع

    اسماء الحسينى


    انعقد مؤتمر جوبا للأحزاب السياسية السودانية الذى دعت له الحركة الشعبية لتحرير السودان بمشاركة أحزاب وقيادات رئيسية فى السودان ،رغم مقاطعة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذى يرأسه الرئيس عمر البشير ،وغياب الحزب الاتحادى الديمقراطى الذى يرأسه السيد محمد عثمان الميرغنى . ويأتى المؤتمر قبل 14 شهرا يتم بعدها تحديد مستقبل السودان عبر استفتاء تقرير المصير الذى يقرر فيه أبناء الجنوب انفصال الجنوب أو بقاء السودان دولة موحدة ،وكذلك قبل استحقاق آخر مهم هو الانتخابات المقرر اجراؤها فى شهر أبريل المقبل .
    ويعبر اجتماع هذه الأحزاب المعارضة وقياداتها مع الحركة الشعبية الشريك الثانى فى الحكم فى غيبة حزب البشير، عن تململ ورفض واسع لسياسات المؤتمر الوطنى ورغبة فى ممارسة الضغوط عليه ،فالحركة الشعبية فضلا عن خلافاتها مع المؤتمر الوطنى بشأن الاجراءات المتعلقة بالانتخابات واستفتاء حق تقرير المصير ومايتعلق بهما من احصاء سكانى مرفوض من جانبها ، وشروط ترى أن المؤتمر الوطنى يضعها لتصعيب عملية الاستفتاء ،ترى الحركة أن المؤتمر الوطنى يقف خلف دعم معارضيها الجنوبيين ،وانه هوالذى دعم عقد مؤتمر لهم فى كنانة ،وهاهى الحركة الشعبية ترد عليه بمؤتمر أكبر فى جوبا للمعارضة الشمالية رغم تأكيدها أن الأمر بالنسبة لها اكبر من ذلك ،وأن مؤتمر جوبا يأتى لمجابهة الاستحقاقات الوطنية المهمة ،كما ترى الحركة الشعبية أيضا أن حزب البشير يقف أيضا وراء تكوين حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى الذى يتزعمه الدكتور لام أكول وزير الخارجية السابق ،وانه يقف أيضا ضد الحروب القبلية المتصاعدة بشكل غير مسبوق فى جنوب السودان فى الأشهر الماضية ،وهناك مخاوف ان لم يتم معالجة الأمر أن تخطو الحركة الشعبية خطوات أخرى للرد على أى تصعيد تراه من قبل المؤتمر الوطنى .
    هذا فضلا عن الانتخابات المقبلة التى ترفض الحركة الشعبية والأحزاب الأخرى المعارضة خوضها فى ظل الظروف الحالية ،ليس فقط بسبب رفضهم للتعداد السكانى ،بل أيضا لأنهم يرون أن أى انتخابات مقبلة فى ظل الأوضاع الحالية محسومة سلفا لصالح المؤتمر الوطنى فى ظل مايرونه من تقييد الحريات وهيمنة المؤتمر الوطنى على المال والاعلام والسلطة ،وفى ظل رغبة المؤتمر الوطنى فى تكريس شرعية جديدة للرئيس فى مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التى تطالب باعتقاله .
    وقد اعتبر المؤتمر الوطنى مؤتمر جوبا مؤامرة على اتفاقية السلام وأنه كان سيتحول الى محاكمة له فى حال مشاركته ،مؤكدا أن المؤتمر تم تمويله ب18 مليون دولار من جهة أجنبية، قال انها معلومة لديه ،واعتبر أن المؤتمر يهدف بالدرجة الأولى للمساهمة فى ترتيب الأوضاع من قبل المشاركين فيه بعد عجزهم عن التغيير عبر الوسائل الديمقراطية ،وتوقع المؤتمر الوطنى ألا يصل المؤتمر الى اتفاق ،وان وصل الى اتفاق ألا يستطيع أن يصمد .
    والجيد فى المؤتمر أنه أتى بالقيادات السودانية الشمالية البارزة وأعداد من اعضائها الى جوبا العاصمة الثانية للسودان ،وهى قاب قوسين أو أدنى من تقرير مصيرها بعد فترة انتقالية قررها اتفاق السلام الشامل عام 2005 ،انقضت منها خمس سنوات كاملة دون فعل حقيقى لصنع الوحدة ،التى صارت الآن بعيدة المدى أكثر من أى وقت مضى ،وتحتاج الى معجزة حقيقية لانجازها ،وقد صار أبناء الجنوب فيها زاهدون ،وأبناء الشمال فيها أكثر زهدا ،كما لم يحدث من قبل ،وقد عبر عن ذلك باجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ومقرر المؤتمر حينما سئل عن مغزى عقد المؤتمر فى جوبا فقال :»انه فرصة للشعب السودانى فى الجنوب لكى يسمع صوت القوى السياسية فى الشمال فى قضايا مهمة مثل حق تقرير المصير ،انه فرصة لتعميق الحوار الوطنى ،وبعض ممثلى القوى السياسية يأتون للمرة الأولى للجنوب ،انهم يتحدثون عن وحدة مع جهة لايعرفونها ،فهو فرصة لاكتشاف هذا الأخر فى الوطن ،الذى فشلنا فى بناء أمة سودانية واحدة فيه ،لعل الحوار يساعدنا فى بناء القواسم المشتركة ،رغم أننا فى العام الأخير قبل الاستفتاء ،وكما لاعبو كرة القدم نلعب فى الوقت الضائع ،لكن من المحتمل ان نسجل هدفا «.
    لكن يبدو أن عملية تسجيل هدف هنا ليست عملية سهلة على الاطلاق ،فعملية توحيد السودان أصبحت عملية صعبة للغاية ،وكذلك الانفصال لن يكون بالسهولة التى كان يتوقعها البعض ،ويرى كثيرون انها على الأرجح لن تكون عبر عمل سلمى فى ظل المعطيات الراهنة .
    وعملية تسجيل الهدف قد تكون صعبة فى مؤتمر جوبا لأن أهداف اللاعبين فى مؤتمر جوبا ليست واحدة وخططهم قد لاتكون متناسقة ،وقد يرغب كل طرف منهم فى جعل المؤتمر ونتائجه أداة للضغط على المؤتمر الوطنى بطريقته الخاصة ولصالحه ،وسيتوقف نجاح مؤتمر جوبا الذى لم يكن قد اختتم اعماله ساعة كتابة هذا التقرير ،على مدى خروج المشاركين فيه بقرارات متوافقة لصالح اخراج السودان من أزماته ،ثم بعد ذلك مدى قدرتهم على تنفيذ هذه القرارات .
    وقد تراوحت آمال المشاركين فى المؤتمر بشأن نتائجه مابين حد أدنى متمثل فى ان مجرد اجتماع هذه القيادات المتنافر بعضها وخروجهم متوافقين بدون خلافات أو مشاجرات ظلت بعض الصحف القريبة من المؤتمر الوطنى تتكلم عنها ، هو فى حد ذاته انجاز كبير ،بينما كانت آمال أخرين تحلم بالوصول الى قيام تحالف حقيقى بين هذه الأحزاب تخوض به الانتخابات موحدة بمرشح واحد للرئاسة لاسقاط المؤتمر الوطنى ومرشحه أو بمقاطعة الانتخابات التى دعا لها الترابى فى حال عدم توفر الشروط الصحية لقيامها ،فى حين رأى غيرهم أن هذا المؤتمر فرصة ليست فقط للتحالف من أجل الانتخابات التى ستكون بالفعل عاملا مهما يحدد مصير ووجهة الاستفتاء المقبل ،ولكنهم يرون أن العام والشهرين المتبقيين يمكن فيهما توجيه كل طاقات السودان وكثير من موارده من أجل البناء والتعمير فى جنوب السودان ،وتغيير كل الظروف المحبطة الحالية التى تعزز خيار الانفصال وتنفر من الوحدة ،وقد اقترح مبارك الفاضل المهدى رئيس حزب الامة فى هذا الصدد خطوات عملية منها تخصيص نسبة 10% من الدخل القومى لاعادة الاعمار والتنمية فى الجنوب بمتوسط لايقل عن مليار دولار ،اضافة الى فرض ضريبة على واردات السودان بنسبة 10% لذات الغرض ،وطرح آخرون من بينهم الصادق المهدى زعيم حزب الامة القومى طريقا ثالثا بين الوحدة والانفصال هو النظام الكونفدرالى ،لكن غيرهم رأوا أنه لايمكن تحقيق وحدة السودان فى ظل الظروف الحالية ،وأنه ينبغى احداث تحولات حقيقية فى المركز تكون مقنعة لأهل الجنوب للبقاء فى وطن موحد .
    ويبدو أن ما سيعوق فاعلية أي مقررات تصدر عن مؤتمر جوبا ،هو أولا مدى قدرة أحزاب المعارضة الشمالية على الالتزام بها والتضحية فى سبيلها ،وثانيا مدى التزام الحركة الشعبية بها ،وقد بات معظم قياداتها على مايبدو ينتظرون موعد استفتاء حق تقرير المصير ليمضوا بجنوبهم نحو الانفصال ،ويعزز من توجهاتهم تلك الصعوبات التى يواجهونها فى تنفيذ اتفاق السلام ،وقد أصبح كثيرون فى الجنوب غير ميالين لخوض حروب غيرهم ،فى حين ينتظر قادة وأحزاب المعارضة الشمالية من الحركة الشعبية أن تكون القاطرة التى تجرهم فى أى تحرك أو نضال ضد المؤتمر الوطنى .
    حتى أن الفكرة التى طرحتها رئيسة حركة حق هالة عبد الحليم بأن يكون سلفاكير هو مرشح الأحزاب المشاركة فى مؤتمر جوبا لم تلق قبولا او رغبة على مايبدو من سلفاكير نفسه أو من أبناء الجنوب .
    وهذا الزهد الجنوبى فى الوحدة ليس فقط بسبب الظروف الراهنة ،وانما أيضا بسبب فجوة الثقة والمرارات التى لازالت عالقة بالوجدان الجنوبى تجاه الشمال وقياداته ،وقد اتضح ذلك خلال جلسة البرلمان التى خاطبها زعماء الشمال الثلاثة الصادق المهدى وحسن الترابى ومحمد ابراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعى ،والتى وجه فيها اتهامات الى المهدى بالمسؤولية عن أحداث عنف ضد أبناء الجنوب خلال فترة حكمه،واتهامات للترابى أيضا بالمسؤولية عن اعلان الجهاد ،وهو مادافع عنه الاثنان بكلام قد لايكون كافيا أو مقنعا بالنسبة لمتهميهم،وقد قال لى أحد المواطنين الجنوبيين «نخشى أن هؤلاء القادة الشماليين قد أتو الينا ليغشونا ثانية من أجل الوحدة «.
    كما تتوقف فاعلية مايخرج عن مؤتمر جوبا أيضا على مدى استجابة المؤتمر الوطنى للاصلاحات التى يطالب بها مؤتمر جوبا ،والتى أصبحت ضرورة ملحة لاخراج السودان من أزماته التى تكاد تعصف به ،وايضا على مدى الضغوط الدولية من أجل تطبيقها ،وكان المؤتمر قد ألمح الى أنه سيرفع توصياته للمجتمع الدولى .
    ويبقى أنه من الواضح أن فى السودان الآن انشقاقا كبيرا ،ولن يقود تعميق هذا الشقاق الا لمزيد من الدمار والخراب فى كل أنحاء السودان الذى يحتاج اليوم بالفعل الى توافق وطنى حقيقى ينقله لمرحلة جديدة ويحقن الدماء وينقذه من ردود أفعال باتت تأتى كل يوم بجديد غير متوقع ويجنبه كذلك الضغوط الدولية والابتزاز والترهيب التى تصمت حينا ،ولكن ليس الى الأبد .
    آخر الكلام :
    يقول أبو القاسم الشابى :
    أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟
    أينَ الطُّموحُ، والأَحْلامُ؟
    أين يا شعبُ، رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ
    أينَ، الخيالُ والإلهامُ؟
    أين يا شعبُ، فنُّك السَّاحرُ الخلاّقُ؟
    أينَ الرُّسومُ والأَنغامُ؟
    انَّ يمَّ الحياة ِ يَدوي حوالَيْكَ
    فأينَ المُغامِرُ، المِقْدَامُ
    أينَ عَزْمُ الحياة ِ؟ لا شيءَ إلاّ
    الموتُ، والصَّمتُ، والأسى ، والظلامُ
    وحياة ٌ، تنامُ في ظلمة ِ الوادي
    وتنْمو من فوقِها الأوهام
    أيُّ سِحْرٌ دهاكَ! هل أنتَ مسحورٌ
    شقيٌّ؟ أو ماردٌ، يتهكَّمْ؟
    * جوبا
    الصحافة
    1/10/2009
                  

10-01-2009, 08:49 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    نائب رئيس الاتحادي يصل جوبا ويعقد مؤتمرا صحفيا حول مشاركة حزبه في الملتقى
    رئيس حزب الامة القومي يرفض اتهامات الاحزاب الجنوبية المنسحبة من الملتقى ويشن هجوما عنيفا

    الخرطوم : محمد ابراهيم الحاج: جوبا محمد الحلو


    وصف الدكتور حسن عبدالله الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي مؤتمر جوبا بانه انعقد في مناخ اكثر حرية شهدناها منذ مدة طويلة، مشيرا الى ان التداول انفتح بالصلات الطيبة بمختلف اعلام المجتمع ولكن في الغالب نكثف على الاداء الداخلي.
    واوضح الترابي خلال لقائه بالصحافيين امس بعد عودته من جوبا ان المؤتمر كان فيه بسط للحريات، وقال ان غالب الجلسات كانت تمتد حتى تستوعب كل الناطقين ، واحيلت الاوراق الى لجان وان الشورى كانت واسعة من حيث الاجراء والمناخ وكانت الحرية الافسح،

    بالاضالة الى ان المؤتمر انعقدت ندوات في مجلس النواب لبعض القادة الشماليين وجرت المداولة والكلمات قد تقسو وقد يتجاوب معها اخرون والجالسون على المائدة العليا التي كان يقودها د. رياك مشار، وجلسات المؤتمر الاخرى كان يقودها رئيس الحكومة.
    واشار الى ان اللجان ترك لها حرية اختيار قياداتها وتأتي بالمادة التي يتقبلها الاجتماع العام. وهذه المرة من كثافة المؤتمر لم يتيسر لنا الا صلاة الجمعة او زيارة لكنيسة ولم تتاح لنا فرص لزيارة البيوت، المؤتمر ذاته كان مركب من قوى سياسية واجتماعية وصحيح ان كثيرا من الاخوة في الجنوب كانوا همهم اتفاقية السلام كانت محترمة وكانو يريدون ان يطمئنو،
    وانتهى الحديث ان الاتفاقية هي اساسا دستور ويحرسها العلم، ولكن دخل التفصيل كما ترون في نصوصها وناقشت تتحدث عن الفيدرالية وتقنية دارفور وكانت روح المؤتمر هي اجماعية وفيها قبول للرأى والرأى الاخر، ناقشوا قضية الحريات واتفاقية السلام وخيار الوحدة والاستفتاء وجعلت آجال لابد ان تقدم على انتخابات وفق زمن معين.
    واضاف ان المجلس فتح نفسه ان تكون منه مؤسسة من رؤساء القوى الرئاسية والسكرتارية ليجتمع مرة اخرى.
    لم يكن هناك هجوم على المؤتمر الوطني ، القرارات السياسية لايرضاها ومن الاتحادي الديمقراطي جاءنا علي محمود حسنين المؤتمر وسمعنا البيان الذي سمي اعلان جوبا وفيه شئ من لطف في التعليق ولكنهم اعتبروه فاشلا وعندما مضى، هذا البيان الذي سمي اعلان جوبا يمثل ملخصا للمداولات والقرارات واصبح ملف كامل سواء في قضية دارفور والاستفتاء وقانون الانتخابات والسياسة الخارجية والاقتصاد والقضايا التأسيسية وشهد الجلسة الختامية ممثل الامم المتحدة وعدد من السفراء والمنظمات، وكانت المداولات كثيفة جدا والملف الاخر مقررات وليست تحليلات في الاقتصاد والاستفتاء والسياسة الخارجية وخيارات الوحدة والمصالحة الوطنية ومست اتفاقيات ابوجا والقاهرة، ونص على متابعة الحوار الوطني.
    وقال الترابي ان هنالك لقاءات على كافة الاصعدة وثنائيات ومنظومات وكم لقاء ، والمؤتمر كان فاعلا وكثيف التداول وحدثت اجتماعات مكثفة، ونفى الترابي ان تكون اياديهم امتدت الى اموال وصلتهم من الخارج وقال انه ليس لديهم موفدين من الخارج، ودعا الى مقارنة مؤتمر جوبا بمؤتمر (كنانة) ووصف الاول باقامته للحرية اكبر ونقاش حر، مشيرا الى صدور بعض الآليات لتنفيذ التوصيات بعد الاتصال بكافة القطاعات.
    واكد الترابي ان الحوار اذا ما تم فتحه فستحل كل القضايا، مضيفا ان أي قضية يمكن ان تمر على الخاطر تمت مناقشتها في المؤتمر، مؤكدا انه ازال كثير من التوتر، ووصفه بالمصير عن الارادة وقال ان الخيار الغالب في الجنوب هو ان اغلب الجنوبيين يريدون ان يصوتوا في الاستفتاء.
    وقال الترابي ان المؤتمر من اهم المؤتمرات التي انعقدت في السودان/ واكد انه يطمع في اكثر مما حدث بالمنهج الطيب موضحا انهم خرجوا منه بروح طيبة.
    ونفى الترابي ان تكون هناك تحالفات قادمة، مبينا انها سوف تظهر في وقت لاحق ويمكن ان يجتمع الجميع ما عدا الذي تعرفونه ليدخلوا في قائمة واحدة.
    علي محمود حسنين يعلن علم الميرغني بمشاركته وينتقد علي السيد
    جوبا : محمد الحلو
    اعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل مشاركته في مؤتمر جوبا لمناقشة قضايا البلاد المصيرية وبلورة اجماع وطني.
    واكد الاستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل لدى وصوله جوبا امس للالتحاق بالملتقى في مؤتمر عقده بجوبا انهم يمثلون حزب الحركة الوطنية ولا يجوز ان يتخلفوا عن مؤتمر يناقش قضايا الوطن التي تتعلق بحريته ومستقبله في الظروف الحرجة والازمات الحادة التي تتعلق بمصير الوطن وحريته واستغلاله بالاضافة للحرب الدائرة في اقليم دارفور، وشن حسنين هجوما عنيفا على المؤتمر الوطني وقال ان الوطني لا يريد التشاور مع اهل السودان ولكنه حريص على التحاور مع الاجنبي لمناقشة قضايا الوطن مبينا ان حزبه لم يتاخر عن المشاركة في الملتقى وقد كان حاضرا منذ البداية عبر مذكرة ضافية بعثت للمؤتمر يوم التاسع من سبتمبر وتم اعتمادها من ضمن اوراق المؤتمر وكانت مجال نقاش في اللجان المختلفة.
    قاطعا الطريق امام الاتصالات بين حزبه والمؤتمر الوطني وقال ان الذي تم من اتصالات لا يمثل الحزب بارثه النضالي مؤكدا سيقاتلوا الشمولية من اجل دحرها.
    وفي رده على اسئلة الصحفيين قال ان حضوره يمثل الحزب الاتحادي وان لاءات الميرغني لا للعداء مع المؤتمر الوطني لعله في نظره العداء الشخصي لكننا لا نتعامل سياسيا مع المؤتمر الوطني وتعجب حسنين من حديث علي السيد حول مقاطعة الملتقى وقال كيف ينصب عضو عادي بالحزب نفسه لاتخاذ المواقف، مؤكدا ان الميرغني يعلم مواقفه وحضوره للمشاركة في الملتقى ، وقال حسنين لا تحالف ولا لقاء ولا تعاون مع المؤتمر الوطني لان حزبه شمولي استولى على السلطة.
    وقال ان الاتحادي حزب كبير ولابد ان يكون من بين عضويته الاصوات المنبطحة والاراء الشاذة ، وفي رده لسؤال حول مواقف الميرغني قال حسنين ان مؤسسات الحزب هي التي تتخذ القرارات وليس فرد.
    من جهة اخري رفض الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي اتهامه بالتسبب بمقاطعة عدد من الاحزاب الجنوبية لملتقى جوبا مبينا ان تلك الاحزاب دخلت الملتقى لكي تحدث مشكلات من اجل منافع ذاتية ، مؤكدا علم المؤتمر الوطني واحاطته التامة للتفاصيل والتخطيط للملتقى من قبل نائب رئيس الحركة الشعبية دكتور رياك مشار بالاضافة لاتصاله شخصيا بالدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية وامين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني مما اسفر عن تأجيل انعقاد الملتقى الا انهم قرروا المقاطعة رغم التأجيل نافيا ان يكون مؤتمر جوبا كمين سياسي.
    وانتقد المهدي الموقف العدائي الشرس من قبل المؤتمر الوطني للملتقى وقال في رده لسؤال (اخبار اليوم) حول مقاطعة الاحزاب لمؤتمر جوبا ان حزبه وضع كافة النقاط الاساسية لاتفاقية السلام الشامل واعتبر حجة الاحزاب الجنوبية التي انسحبت من الملتقى بانها باطلة ، مبينا بانهم جاءوا لتخريب الملتقى و(الاساءة) اليه من اجل تحقيق مصالحهم الذاتية.
    وابلغ المهدي الصحفيين ان ملتقى جوبا تناول كافة القضايا الخلافية بما في ذلك الاستفتاء والحدود وقضية دارفور والتحول الديمقراطي لبلورة اجماع وطني عبر التراضي باعتباره الطريق الوحيد للخروج من الازمة بدلا من الصدام.
    وكشف المهدي عن مقترح من بعض المشاركين في الملتقى لاختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة الا انه قال انها فكرة سابقة لاوانها ويمكن النظر في توحيد المرشحين في جولة ثنائية وقال انه التقى اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان والسفيرة البريطانية المقيمة بالخرطوم لحل هامش الملتقى بمدينة جوبا وذلك في اطار تحقيق السلام الكامل بالبلاد.

    ---------------------------------------

    وانظروا الى لا اكول وماذا يقول منطلقا من خندق المؤتمر الوطنى


    المشاركون في ندوة قاعة الشارقة ينتقدون ملتقى الاحزاب بجوبا
    أرسلت في 12-10-1430 هـ بواسطة admin



    د. لام اكول : قادة المعارضة يطالبون بحرية في الشمال ويعملون غيابها في الجنوب لانهم يعملون لمصالحهم
    الخرطوم : مضوي محمد الخليفة
    شن المشاركون في ندوة مؤتمر جوبا بقاعة الشارقة امس هجوما عنيفا على المؤتمر ووصفوه بمؤتمر المعارضة، وقال الدكتور لام اكول رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي في الندوة التي اقامها الاتحاد الوطني للشباب السوداني ان المؤتمر لم يشمل القوى السياسية كافة كما صرح المنظمون ولذلك لا يمكن ان يطلق عليه مؤتمر الاحزاب السودانية مبينا ان الحرية الموجودة في الشمال غير متوفرة في الجنوب متهما الحركة الشعبية بكبت الحريات وتعطيل الممارسة الديمقراطية للاحزاب وبصفة خاصة الجنوبية في جنوب البلاد

    متهما السياسيين الشماليين باستغلال مشكلة الجنوب لتحقيق ما وصفها بمصالحهم الضيقة وقال اكول ان الحركة الشعبية لا تهمها مصلحة الوطن ولا الجنوب وانها استغلت الاحزاب الشمالية لدعم موقفها في صراعها لشريكها المؤتمر الوطني مضيفا ان بعض العناصر من الحركة ترغب في العودة للحرب بعد ان نفسها وضع قيادي محدد مبينا ان الهدف الاساسي العمل على مقاطعة الانتخابات.
    وشدد اكول على اهمية تنفيذها تبقى من اتفاقية السلام باعتبارها اساس دستوري مؤكدا احقية المعارضة في ممارسة نشاطها بالحسنى دون اللجوء للعنف وقال ان قادة المعارضة الذين يتحدثون عن الحرية يطالبون بها في الشمال ولكن لا يعبرون اهتماما لتوفير الحرية في الجنوب لانهم يعملون على تحقيق مصالحهم واهدافهم فقط ومن بينها مقاطعة الانتخابات وكشف عن عدم تسليم الحركة الشعبية لمسودة قانون الاستفتاء الذي وصفته في الثاني من مارس 2008 للمؤتمر الوطني الا بعد تسعة اشهر مشيرا لعدم اهتمام الحركة بقانون الاستفتاء.
    وقال في ختام حديثه ان الانتخابات مهيئة المناخ الديمقراطي والاستعداد للاستفتاء واصفا توصيات ملتقى جوبا بانها تأزم الوضع ولن تساهم في مل قضايا الوطن.?وقال اللواء حسب الله عمر القيادي بالمؤتمر الوطني ان الجنوبيين يعانون من الجوع وغياب الامن متهما الجيش الشعبي لتحرير السودان بالقيام بممارسات غير صحيحة وقال ان الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي ظل ينتقل من محطة الى محطة ويوقع اتفاق تلو اتفاق بسبب فشله في المعارضة.
    ووجه حسب الله انتقادات شديدة اللهجة لزعيم الشعبى حسن الترابي وسكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد مبينا ان الانقاذ قدمت للحزب الشيوعي مساعدات وخدمات كبيرة حيث منحته مقاعد في المجلس الوطني والحكومة وهذا ما لم يحققه الشيوعي في الانتخابات السابقة ووصف حسب الله ا لترتيبا ت الادارية والفنية للمؤتمر بالضعف وان جلساته غابت عنها الشفافية كاشفا عن تسلم المؤتمر الوطني لتوصيات ومقررات ملتقى الاحزاب قبل شهر من انعقاده.
    واكد استمرار المؤتمر الوطني واستعداده لتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام لاجراء الانتخابات القادمة.
    وقال الدكتور احمد بلال عثمان القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي ان الحركة الشعبية فشلت في ادارة الحكم في الجنوب ولم تحقق التنمية والاستقرار المطلوب ولا برنامج السودان الجديد الذي رفعته في الاقليم الذي تحكمه وان حصيلتها صفر في ذلك مبينا ان الجنوبيين الذين ذهبوا للاقليم عبر برامج العودة رجعوا الى الخرطوم لمناطق الجلابة كما تقول الحركة وذلك بسبب غياب مقومات الحياة هناك، موضحا ان ملتقى جوبا محاولة لتصدير الازمة والهروب من المآلات وصلت لها الحركة في فترة الخمس سنوات الماضية من الحكم ، ودعا بلال الى الحوار بين الجميع.
    وقال الدكتور عبدالرحمن الغالي نائب الامين العام لحزب الامة القومي ان مشكلة السودان قومية ولا تحل الا في الاطار القومي مشيرا لضروة اجتماع القوى السياسية كافة لحلها، وقال ان اتفاقيات نداء الوطن والتراضي الوطني مع المؤتمر الوطني كانت ضروة للاجماع وكذلك ملتقى اهل السودان.
    مبينا ان مؤتمر جوبا يمكن ان يكون خطوة لما بعده وانه يصب في مصلحة نيفاشا وان الملتقى لم تكن له اجندة مسبقة والدليل على ذلك ما اوردته اجهزة الاعلام من عدم اتفاق حول رؤى محددة وانما اوراق قدمت. وقال ان البلاد امام احتقان سياسي ومهددات مبينا ان التحول الديمقراطي له استحقاقات على المؤتمر الوطني دفعها وفد لا يدفعها لكنها قد تتم بالطريق الصعب كما حدث في نيفاشا ووصول الجنود والقوى الخارجية.وقال الدكتور الامين عبدالقادر، الامين العام لحزب الامة القيادة الجماعية ان مؤتمر جوبا ملتقى عادي واحد المؤتمرات التي تحاك ضد الوطن مجددا موقف احزاب حكومة الوحدة الوطنية الرافضة للمشاركة وقال ان الجميع يحتكمون للشعب السوداني في الانتخابات ليختار من يحكمه ووجه انتقادات للحركة الشعبية واتهمها بقطع الطريق امام اجازة قانون الاستفتاء.

    اخبار اليوم
                  

10-01-2009, 09:17 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    ***************
                  

10-01-2009, 11:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: Mustafa Mahmoud)

    ما بتقصر والله يا مصطفى محمود ....



    هاك كمان كلام ابوالسرة ...


    كلمة صلاح ابوالسرة رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية المقدمة لمؤتمر جوبا
    الخميس, 01 أكتوبر 2009 12:18


    مشروع رؤية أولية لمعالجة الازمة السودانية

    أخاطبكم باسم جبهة القوى الثورية الديمقراطية أحدى الخيارات السياسية للقوى والشخصيات الديمقراطية الساعية من أجل وطن ديمقراطي مستقر ، تكفل فيه الحقوق الاساسية والحريات العامة ، وتزال عبر اليات الحكم الرشيدة الظلامات التاريخية التي لحقت بكثير من مناطق السودان المهمشة ، والشرائح العريضة من أبناء الشعب التي ظلت تعاني الفقر والبؤس والتهميش. وتنطلق الجبهة من مبادئ راسخة تقوم على الاعتراف بواقع التنوع العرقي والديني والثقافي في السودان ، وبحق كافة أبناء السودان في المشاركة في إدارة شئون بلادهم. وترى الجبهة نفسها إمتداد طبيعي لكافة التحركات الخيرة لابناء شعبنا من أجل تحقيق هذه المبادئ وحليف استراتيجي لكل القوى السياسية والحركات والشخصيات الديمقراطية الساعية من أجل تحقيق هذه الاهداف السامية والخروج ببلادنا من واقع الازمة المستمرة لرحاب الدولة الديمقراطية المستقرة.


    إن مشاركتنا في هذا الملتقى الهام تأتي باعتباره امتداداً للجهود الشعبية التي ظلت تقوم بها القوى السياسية السودانية الديمقراطية في كل المنعطفات التاريخية التي تمر بها بلادنا، وكان ابرزها مؤتمرات قوى الانتفاضة في مدني وملتقى كوكادام للسلام ، ومؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية وغيرها من الفعاليات في اطار حشد الجهود لتعزيز الدور الشعبي في معالجة الازمات السودانية المستعصية.

    وتأكيداً على قناعتنا بأن المشكل السوداني قومي الاصل ولا يمكن تجزئته، وان التجارب السابقة التي اتسمت بالحلول الجزئية للقضايا ، مهما اختلفت مسمياتها ، لم تستطع ايجاد حلول جذرية لقضية السودان التي تعتبر أزمة نظام الحكم جوهرها.

    عليه نامل من خلال هذه المساهمة الصادقة مع الاخرين المساهمة في إكمال الحلول الجزئية باتفاق مجمع عليه حول قضية السودان في دارفور ، و تكامل الحلول في اطار قومي يقود الى حل المشاكل الرئيسية التي تواجه بلادنا و التي نلخص ابرزها في الاتي:

    أولاً : العمل على استعادة الدولة السودانية

    الدولة في العالم الثالث الموروثة من الفترة الاستعمارية نجحت (بالقوة والاكراه) في فرض هيمنتها وبسط نفوذها المطلق على كافة قطاعات الشعب ومؤسساته ، ولكنها في كثير من الدول ومن بينها السودان ، لم تنجح في انجاز مهمة الدولة الاساسية باعتبارها المركز الرئيسي لانضاج القرارات القومية وتجميعها واعادة نشرها وتوزيعها على مجموع القوى الاجتماعية الفاعلة في المجتمع، وبدلاً من ان تقوم الدولة بدور العامل الرئيسي في تجاوز التناقضات الاجتماعية وخلق النسيج الوطني المتجانس ، شكلت من خلال قراراتها وسياساتها، طرفاً اساسياً في كافة النزاعات الاجتماعية الدائرة منذ الاستقلال والي اليوم.

    لقد بات واضحاً ان الخيار امامنا اليوم هو بين بناء الدولة الحديثة دولة الحريات والديمقراطية التي تسع الجميع، و بين الحروب الاهلية و التشرزم وتحول السودان الى دويلات عدة. لقد نالت دولتنا استقلالها في منتصف القرن الماضي، وهي الان مهددة بشكل جدي بالانقسام، وما قد يتبع ذلك من تفتيت، والرجوع بها الى مرحلة الدولة القبيلة، وذلك بسبب السياسات السالبة لانظمة الحكم المختلفة وأخيرا اختطاف الدولة بكاملها من قبل مجموعة سياسية بعينها وتسخيرها بشكل غير مسبوق لمصالحها الضيقة وسياستها غير الحكيمة التي أورثت البلاد واقعا مأزوما وضع البلاد على حافة الانهيار والتشرذم .

    عليه فإننا ندعو الي حشد كافة الجهود السياسية للعمل على كيفية استعادة الدولة السودانية المختطفة للشعب السوداني باجمعه ، والعمل على بنائها وفق مباديء وقيم متفق عليها لتاخذ شكل الدولة الديمقراطية الحديثة، وتترك خلفها تبعات دولة الاستعمار وما لحقها من تشوهات خلال عقود الحكومات السابقة. و الدولة المنشودة هنا، هي دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية، والحريات العامة، والعدالة الاجتماعية، والكفاءة وتكافؤ الفرص ، وهذه الدولة لا تنهض الا على إعلاء قيم المواطنة وكونها قادرة على استيعاب مختلف التكوينات الاجتماعية، و الثقافية، و الدينية، و العرقية وتجاوزها ، بحيث تقف الدولة على مسافة واحدة من جملة مواطنيها، قصد تنظيم حياتهم الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وتحقيق التنمية التي توفر لهم جميعاً سبل العيش الكريم. دولة تتيح ايجاد سلطة منظمة للمجتمع، حامية له وملبية لاحتياجاته ومتطلباته، لا منتجة لسلطة متسلطة على المجتمع و على مقدرات البلاد ورقاب الناس، يغيب عنها التفاعل الايجابي السلمي بين االفئات المدنية والاهلية، ومختلف الطوائف والقوى الاجتماعية.

    يجب علينا العمل على الفصل النهائي بين مفهوم الدولة و مفهوم السلطة، حيث ادى الدمج الذي قام به حزب المؤتمر الوطني لتنظيمه السياسي في السلطة، ومن ثم دمج السلطة نفسها في الدولة ، ادى الى وجود سلطة فوق الدولة هي مصدر كل الشرور والازمات الحالية. وعليه لا بد من رفع شأن الدولة مما يرفع من شان المجتمع والناس امام السلطة التي طغت وابتلعت الدولة وتستبد بالناس حاليا وتعيث في موارد البلاد فسادا وإفسادا. إن هذا الخلط المشين بين مفهوم الدولة والسلطة السائد حاليا ، أدى الي الخلط بين واجبات المواطن تجاه الدولة، وبين واجباته تجاه السلطة التي يخضع لها، وكذلك بين واجبات المسئول في السلطة تجاه السلطة التي يمارسها بشكل مؤقت، وبين واجباته تجاه الدولة التي يعيش في كنفها ويحظى برعايتها كمواطن في دولة قبل ان يكون مسئولاً في سلطة. وحول السلطة نفسها تنظرنا عدة معارك على رأسها معركة شرعية السلطة بين السلطة كحقيقة اجتماعية سياسية مقبولة اجتماعياً وبين سلطة تقوم كأمر واقع يقوم على القوة والتسلط والقهر دون مر اعاة لخيارات الشعب وقواه الحية.

    كذلك نرى ضرورة السعي لفتح قنوات الحوار في كيفية العمل على ربط الدولة بجذرها المدني كي تتصالح مع جملة مواطنيها ومع العصر ومتطلباته وتقترن بالحداثة و الديمقراطية والتوازن الاجتماعي و التنمية المنشودة لمختلف مناطق السودان على ان تبقى الدولة في النهاية تلك المؤسسات الكبرى التي ترعى المصالح الجماعية العليا على حساب الانتماءات الضيقة التي تحاول اغتيال الدولة السودانية وابتلاعها لصالح عصبيات وعصبويات فئوية مصلحية ضيقة ، والمأمول في نهاية المطاف هو الوصول الى اعادة بناء الدولة السودانية سواء عرفت في الماضي عند البعض بدولة الاستعمار أو دولة الجلابة أو دولة المؤتمر الوطني الى الشعب السوداني لتكون دولة المجتمع، دولة بمعناها الحديث تجد اساسها في تحقيق مفاهيم المواطنة والديمقراطية التعاقدية.

    ثانياً : المعالجة الجذرية للظلامات التاريخية

    1- ضروة العمل على توحيد نظام الحكم:

    مع عدم المساس بالسلطة الاقليمية في جنوب السودان المنصوص عليها في إتفاقية السلام السودانية والدستور الانتقالي ، نرى أن يقوم نظام الحكم الفدرالي بشمال السودان على التحويل الفعلي للسلطات لاقاليم شمال السودان القائمة على حدود مديريات السودان عام 1956 بحيث توزع المسئوليات بين المستوى القومي والمستوى الاقليمي والمستوى الولائي والمستوى المحلي. على أن تنشأ سلطة اقليمية منتخبة لكل اقليم وفقاً لدستور اقليمي يحدد السلطات و المهام الحصرية التي يتم الاتفاق عليها بحيث تمثل السلطة بالنسبة للولايات التابعة للاقليم والعمل كحلقة وصل مع الحكومة القومية على ان يراعي في تكوين المجلس التشريعي الاقليمي التمثيل على مستوى المحليات.

    والجدير بالذكر ان حكومة السودان إلتزمت بعقد مؤتمر جامع وذلك في إتفاق سلام الشرق في المادة (5) (12) و التي تنص على الاتي :

    " دون المساس بواقع جنوب السودان الوارد في الدستور القومي الانتقالي يتفق الطرفان على ان تعقد حكومة السودان مؤتمراً قومياً على مستوى الوطن في نهاية العام 2007 لمراجعة نظام الهيكل الاداري الحالي للدولة، يشارك في المؤتمر ممثلو أجهزة الحكومة القومية التنفيذية و التشريعية، ممثلو الاجهزة التننفيذية و التشريعية الولائية وممثلو لااحزاب السياسية، ومجموعات المجتمع المدني و الخبراء ذوو الصلة، وتلتزم حكومة السودان بقبول وتنفيذ توصيات هذا المؤتمر"

    يتم انشاء نظام قضائي اقليمي مستقل حتى مرحلة الاستئناف على ان تكون المحكمة العليا قومية توحيداً للمعايير القضائية النهائية. كما يتم انشاء محاكم قومية متدرجة في المسائل ذات العلاقة بين أكثر من اقليم او التي تتعلق بشئون السلطة القومية.

    2- اعادة بناء جهاز الدولة السودانية على اساس المهنية و والكفاءة و الحيدة بحيث يلبي الطموحات المشروعة في التنمية و الاستقرار.

    3- ترسيخ مبدأ سيادة حكم القانون واستقلال القضاء وكفالة الحريات إلتزاماً بالدستور القومي الانتقالي مما يتوجب إلغاء كافة القوانين المتعارضة مع الدستور والمعيقة للتحول الديمقراطي المنشود.

    4- المحاسبة ورد المظالم :

    التأكيد على المحاسبة العادلة عن كل الجرائم والجنايات التي ارتكبت في حق الوطن وفي حق الجماعات والافراد، ورد الحقوق الى أهلها و التشديد على عدم السماح بان يفلت الجناة من العقاب باسم السيادة الوطنية وايجاد آليات مناسبة لمحاكمة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان و وضع الاليات المناسبة لضمان عدم تكرارها، وتحقيق ذلك بتبنى الاتي:

    • الاتفاق على صيغة يتضمن بموجبها القانون الجنائي السوداني جرائم الحرب والجرائم ضد القانون الانساني الدولي وفقاً لقانون روما بما يمكن القضاء السوداني من النظر في مثل هذه الجرائم.

    • تكوين لجنة قانونية من قانونيين أكفاء محايدين مستقلين عن النائب العام ومتفق عليها لاجراء التحري و التحقيق في كل الافعال التي تشكل جرائم ضد القانون الانساني الدولي وجرائم الابادة وفق قانون روما ، وانتهاكات حقوق الانسان واسقاط اي حصانة تلقائياً على أي متهم في تلك الجرائم على الرغم من أي قانون آخر مخالف.

    • يجب السعي لتنقية الحياة السياسية والاجتماعية من كل احزان ومرارات الماضي بالاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى بتشكيل آلية للحقيقة والمصالحة تعمل على كشف الحقائق والاخطاء وتشجيع الاعتزار و التعافي.

    5- الفترة الانتقالية:

    اثبتت التجربة العملية أنه وبعد مضي اكثر من ثلاثة ارباع الفترة الانتقالية الواردة في اتفاقية السلام الشامل لم تستطع حكومة الوحدة الوطنية انجاز المهام المطلوبة للمرحلة الانتقالية والمتمثلة في تحقيق الامن وتوفير فرص الحياة الكريمة لمجموع الشعب وبناء الثقة بين مكونات الدولة و السلطة ونسبة لأهمية انجاز المهام الرئيسية هذه لا بد من التراضي حول تمديد الفترة الانتقالية بما يمكن من انجاز السلام في دارفور وتحويله الى واقع يعزز فرص اعادة بناء الدولة السودانية ويفتح الطرق أمام مرحلة النهضة الوطنية الشاملة. كما ندعو للنظر في تأجيل الانتخابات العامة القادمة لحين إقرار السلام في دارفور ، والاتفاق على الاحصاء السكاني ، وإجراء الاستفتاء لجنوب السودان ليقرر أبناء الجنوب مصيرهم في البقاء ضمن السودان أو تكوين دولة مستقلة. و لا نرى اي حكمة في اجراء انتخابات عامة يتم بعدها إتخاذ قرار تقرير المصير بل من الاوفق ان يتم تقرير المصير اولا ثم إجراء الانتخابات العامة إما لكل السودان في حال الوحدة او لشمال السودان في حال الانفصال.

    ثالثاً: سلام دارفور

    ان ازمة دارفور هي نتاج طبيعي لازمة نظام الحكم المركزي في السودان، عليه فإن جوهر الحل يكمن في ايجاد حل شامل لقضايا السودان المصيرية . الا ان ذلك لا يمنعنا من التعامل مع واقع التسويات الجزئية التي فرضتها الاتفاقيات السابقة بين حكومة السودان و الاطراف الاخرى خاصة في جنوب السودان، و للمساهمة في ذلك نطرح ملخصاً لمشروع السلام في دارفور على النحو ادناه على أمل الاتفاق بين القوى السياسية حول القضايا الجوهرية :

    - مشروع نظام الحكم :

    تدار دارفور بحكم فدرالي يقوم على التخويل الفعلي للسلطات الى الاقليم بحيث توزع السلطات في اقليم دارفور بين المستوى القومي و المستوى الاقليمي والمستوى الولائي والمستوى المحلي الى حين اتخاذ قرار نهائي بشأن نظام الحكم لشمال السودان.

    - المشاركة في مؤسسة الرئاسة :

    يتم الاتفاق على تحديد مهام كبير مساعدي رئيس الجمهورية بوضوح على ان تتضمن المهام التالية :

    o يتخذ الرئيس القرارات بموافقة كبير مساعدي الرئيس كجزء من مؤسسة الرئاسة فيما يلي :

     إعلان و إنهاء حالة الطوارئ

     إعلان الحرب

     دعوة السلطة التشريعية القومية الى الاجتماع وتأجيلها و تعطيلها.

     التعيينات الواجب على الرئيس القيام بها وفقاً للاتفاقية.

    o يتخذ المجلس الرئاسي قراراته بالاجماع والتوافق.

    o يعمل كبير مساعدي رئيس الجمهورية كمستشار رئيسي للرئيس فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاقية والتنسيق مع حاكم الاقليم.

    o مشاركة الحركات في السلطة الانتقالية على كافة المستويات القومية والاقليمية والولائية والمحلية مع ضمان مشاركة كافة مكونات المجتمع الدارفوري السياسية و الاجتماعية.

    o ضرورة الاتفاق على فترة انتقالية كافية تمكن الاطراف من انفاذ ما تم الاتفاق عليه بما يؤسس لبناء السلام الاجتماعي واستدامته.

    رابعاً: مشروع الاليات:

    1- تبني الدعوة لعقد مؤتمر سياسي قومي تشارك فيه كافة القوى السياسية بدون استثناء للتداول حول الاجندة القومية الواردة في "ثانياً" بما يمكن من ايجاد اطار قومي لمتابعة تنفيذ كافة الاتفاقيات ضمن الفترة الانتقالية الجديدة ، و يمكن لهذا اللقاء ان يبادر بتكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر تكون مهامها التحضير من حيث الاوراق والحضور واجندة المؤتمر ومكان وتاريخ انعقاده.

    2- تنسيق الجهود الاقليمية و الدولية لعقد اجتماع تحضيري يضم كافة الحركات الدارفورية بغرض توحيد موقفها التفاوضي وإيجاد آلية لاستيعاب رؤى مكونات المجتمع المدني والاهلي الدارفوري ويمكن لهذا الاجتماع المساهمة في تكوين لجنة مصغرة بقيادة الحركة الشعبية وبمشاركة القوى السياسية للتنسيق مع دول الجوار الاقليمي لانجاح الاجتماع التحضيري بتوسيع المشاورات مع الحركات.

    3- توحيد المنابر التفاوضية ضرورة قصوى من أجل انجاح المساعي السلمية لحل ازمة دارفور ، كما ان مشاركة كافة الفصائل والحركات الدارفورية في مفاوضات السلام أيضا من موجبات الحل مما يستدعي التصدي الحازم لكل دعوات الاقصاء والهيمنة التي تطلقها بعض الجهات بحثا عن مصالجها الخاصة والتي لا تؤدي بالضرورة لحل نهائي وشامل للازمة.

    ختاما يطيب لنا ان نتوجه بالشكر والتقدير للاخوة في الحركة الشعبية على إستضافة هذا المؤتمر ولاعضاء اللجنة التحضيرية على الجهود التي بذلت في التحضير لهذا المؤتمر وندعو كل القوى السياسية التي لم تشارك للنظر بجدية في أوراق المؤتمر والعمل مع الجميع على تنفيذ توصياته من اجل الاستقرار والسلام في بلادنا.



    صلاح محمد عبدالرحمن (ابوالسرة)

    رئيس المكتب السياسي
                  

10-02-2009, 08:26 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)



                  

10-02-2009, 06:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: Mustafa Mahmoud)

    نص الورقة التي تقدمت بها لجنة السلام في مؤتمر جوبا
    الجمعة, 02 أكتوبر 2009 10:47




    مؤتمر كل القوى السياسية

    جوبا في الفترة 26-29 سبتمبر 2009

    توصيات اللجان

    لجنة اتفاقيات السلام

    أولاً: إتفاقية السلام الشاملCPA

    يرى المؤتمر أن إتفاقية السلام الشامل المعقودة فى نيفاشا والبروتكولات المصاحبة لها تعتبر الأكثر شمولاً والأكثر مواءمة للخروج من الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد وإحقاق السلام والاستقرار غير أن تحقيق تلك الغايات السامية صادفها الكثير من المعوقات والتسويف والتأجيل حالت دون الوصول لغاياتها بأسباب غير موضوعية، وتتمثل هذه المعوقات فيما يلى:

    1) الفشل في تحقيق التحول الديمقراطي وتمثل ذلك في الفشل في إلغاء القوانين التي تتعارض مع الدستور.

    2) عدم إجازة قانون الاستفتاء لتقرير المصير.

    3) إجراء التعداد السكاني بشكل مليئ بالثغرات مما يستوجب استبعاده أساسا لقسمة السلطة والثروة وبالتالي في توزيع الدوائرالانتخابية.

    4) تعقد مشكلة دارفور.

    وبهذا يقرر المؤتمر بجميع فعالياته إذا لم تزل العقبات المذكورة قد يؤثر على إجراء إنتخابات شاملة وحرة ومحايدة .

    وقد ناقش المؤتمرون قضايا اتفاقية السلام الشامل بروية ويوصي المؤتمر بالتالي:



    احتمالات تقرير المصير

    إن حق شعب جنوب السودان حق أصيل تكفله المواثيق الدولية وإتفاقية السلام الشامل والدستور القومى الإنتقالى، ما يلزم إجراؤه فى موعده المحدّدة فى يناير 2011 وفق قانون استفتاء يلتزم الجميع بالإعتراف بنتيجة الإستفتاء سواء كانت فى إطار السودان الموحّد أو قيام دولتين مستقلتين تربطهما أواصر الجوار الحسن والتعاون السياسى والدبلوماسى والإقتصادى. أما بالنسبة لأبيى استفتاء لشعبها لتحديد تبعيتها للشمال أم الجنوب فيتزامن مع إجراء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان.

    في إطار الاتفاقية فإن ممارسة حق تقرير المصير كان دون الاتفاق على القضايا والمشاكل التي ستنشأ إذا جاء قرار بالانفصال عن كل الخيارين لهذا يوصى المؤتمر بضرورة إتفاق طرفى الإتفاقية والإجماع الوطنى على الترتيبات المترتبة على ذلك القرار فى الشمال والجنوب أو فى حالة الوحدة، وفي ذلك يوصي المؤتمر بعدة حلول تتمثل في الاقتراحات التالية:



    المشورة الشعبية

    يمارس شعب ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر ممثليهم المنتخبين عبر انتخابات تشريعية حرة ونزيهة المشورة الشعبية، وفق ما نصت اتفاقية السلام الشامل لدراسة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ومعالجة أوجه القصور عبر مؤسسة الرئاسة لتصبح تسوية نهائية.

    ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب

    الإسراع بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب كإحدى المتطلبات الرئيسية لإجراء الإنتخابات العامة.

    المفوضيات

    - الإسراع بإنشاء وتكوين المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان.



    المصالحة الوطنية

    - إعادة تشكيل المحكمة الدستورية لضمان إستقلال قضاتها وإلتزامهم بالدستور حسب ما ورد فى الإتفاقية والدستور القومى الإنتقالى

    - تعديل قانونى الخدمة القضائية ومفوضية الخدمة القضائية لكى تماشى مع مقتضيات التحول الديمقراطى



    تنقية المؤسسات

    - العمل على إعادة استقلال السلطة القضائية بمراجعة أسس التعيين وجودة الأداء والنزاهة والمزيد من التأهيل والتدريب مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة من تم فصلهم تعسفيا إلى الخدمة وفق شروط مرضية.

    - إعادة تقويم أداء العاملين في الخدمة العامة بما فى ذلك القوات النظامية لضمان فعاليتها وحيدتها ونزاهتها وإلتزامها بالدستور

    -

    ثانيا: دارفور:

    تعتبر قضية دارفور قضية سياسية وطنية أساسية ويجب أن تعالج في الإطار الوطني وبمشاركة كل القوى السياسية السودانية ولا تترك لحزب أو كيان سياسي واحد فقضية دارفور أصبحت مهددا أمنيا على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ومهددا وجوديا لأهل دارفور وإن حل مشكلة دارفور مرتبط بتنفيذ متطلبات التحول الديمقراطي الذي يوفر الفرصة والظرف الموضوعي لأهل دارفور بكياناتهم المدنية والأهلية للحوار فيما بينهم والوصول إلى تراض اجتماعي وصولا إلى تعايش سلمي بعد حملات الكراهية المنظمة التي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والتدهور الإنساني المزري في هذا الإقليم الآمن.

    ولحل قضية دارفور يرى المؤتمر الحلول التالية:

    المحور الإنساني:

    · وقف الحرب الدائرة في الإقليم ودعم الجهود الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية وفتح الممرات الأمنية لتسهيل انسياب الإغاثات.

    · ضمان انسياب المعونات الإنسانية الإغاثية للمتضررين وعودة المنظمات الدولية لمباشرة عملها الإنساني.

    · تحسين الوضع الإنساني بمعسكرات النازحين واللاجئين.



    المحور الأمني:

    o الإلتزام بتوفير الأمن وحماية جميع سكان الإقليم بمساعدة قوات اليوناميد.

    o نزع سلاح الجنجويد وحل المليشيات المسلحة وحماية المواطنين وتحقيق الأمن والسلام.

    o دعوة المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن 1679 والاتحاد الأفريقي للقيام بتنفيذ التزاماته وتعهداته تجاه البعثة الأممية المشتركة –يوناميد- من حيث توفير العتاد والعدة وتوسيع تفويض البعثة بشكل يسمح للقيام بحماية المدنيين ومراقبة وقف إطلاق النار.

    o الدعوة إلى عدم الاقتتال بين الفصائل المسلحة حتى لا يتحول الصراع إلى دارفوري دارفوري.

    المحور الاقتصادي:

    o التعويضات الفردية والجماعية وجبر الضرر.

    o إعادة إعمار المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية للري والزراعة التي دمرتها الحرب.

    o إعادة ملكية الحواكير الأصلية مع إعادة النظر في كيفية استغلال الأرض.

    o يكون نصيب دارفور من الثروة الاتحادية وفقا لثقلها السكاني حيث تقام آلية فاعلة من خلال مفوضية الموارد والإيرادات القومية بمشاركة أهل دارفور لتحقيق ذلك، وتطبيق هذا المبدأ على بقية أقاليم السودان مع مراعاة الفوارق التنموية لردم الهوة بين الأقاليم المختلفة، ومراعاة التكلفة الإضافية للأقاليم الأكبر مساحة والأبعد جغرافيا من المركز ومن الموانيء البحرية.

    o هيكلة مفوضية الموارد والإيرادات القومية ومؤسسات التخطيط الاقتصادي القومية الأخرى بشكل يضمن استقلالها ونزاهتها والتوازن في تكوينها بين الأقاليم المختلفة.

    o صياغة سياسات وإستراتيجيات التنمية بحيث تؤدي لتحديث المجتمعات التقليدية القائمة على الاقتصاد المعيشي الهش، ولتطوير إنتاجها وفرص الوصول للأسواق الداخلية والخارجية.

    o إعداد برامج قومية عاجلة لبناء القدرات في الإقليم خاصة فيما يتعلق بضحايا الحرب وإعادة تأهيلهم، لا سيما النساء والمعوقين لتجاوز الفقد والمرارات.



    المحور السياسي:

    · معالجة الأزمة في إطار وطني شامل باعتبارها إحدى تداعيات الحكم في السودان مما يستدعي تشاور وتحاور كل القوى السياسية والمدنية السودانية في حل المشكلة.

    · التأمين على مطالب أهل دارفور المشروعة والمتمثلة في:

    o إعادة الإقليم بحدوده المعروفة منذ عام 1956م.

    o أن يكون نصيب الإقليم في السلطة والخدمة المدنية على الصعيد الاتحادي وفق ثقله السكاني بتأكيد مبدأ التمييز الإيجابي.

    o إبعاد المجموعات الأجنبية الوافدة من دول أخرى والتي احتلت أراضي قبائل أخرى وإزاحتهم عنها.

    o إقرار مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العدالة مع إعطاء الاعتبار للحقيقة والمصالحة.

    o العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية وفقا للمبادئ التوجيهية للنزوح واللجوء للأمم المتحدة.

    o يكون لدارفور منصب نائب رئيس الجمهورية بصلاحيات كاملة وفعلية في المرحلة الانتقالية.

    o ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق أبوجا والتزام الحكومة بكل ما وقعت عليه في هذه الاتفاقية.

    o التأكيد على عدم استثناء دارفور من الانتخابات.

    o الإسراع بإحلال السلام ومعالجة أوضاع النساء خاصة اللائي تعرضن للعنف.

    · العمل على تسوية الأوضاع السياسية المتأزمة بدول الجوار خاصة تشاد واتباع سياسة خارجية راشدة.

    · تكوين حكومة إقليمية انتقالية ذات صلاحيات واسعة تشرف على كامل الإقليم لفترة يتفق عليها.

    · تتحول الحركات المسلحة إلى أحزاب وكيانات سياسية.

    · قيام مؤتمر وطني/ دولي يعنى بمشكلة دارفور.

    · دعم مساعي الحركة الشعبية لتوحيد حركات دارفور المسلحة أو توحيد رؤيتها التفاوضية.

    المؤتمر الدارفوري الدارفوري

    · العمل على جمع أهل دارفور في مؤتمر حوار جامع بمشاركة كل الكيانات المدنية والأهلية والأحزاب السياسية والحركات الدارفورية المسلحة وبحضور ومراقبة إقليمية ودولية للجهات المهتمة بعملية السلام في دارفور. يعقد المؤتمر استنادا على إعلان للمبادئ يشمل النقاط التالية:

    1) فيما يتعلق بوحدة إقليم دارفور، وحدود الإقليم مع سائر أقاليم السودان، وإدارة الحواكير القبلية، والمشاركة في رئاسة الدولة يرد لدارفور ما كان لها في هذه المجالات حتى عام 1989م.

    2) الالتزام بقرارات مجلس الأمن (1591 و1593) لعدم الإفلات من العقوبة. وتأييد المنهج المقترح من الإتحاد الإفريقى لمعالجة هذا الموضوع عبر لجنة الحكماء الذى يقوده الرئيس السابق

    3) تكوين هيئة قومية للحقيقة والمصالحة ورفع المظالم تتناول كافة التجاوزات منذ استقلال السودان.

    4) الالتزام بتعويضات فردية للذين نكبتهم الأحداث، وتعويضات جماعية لتعمير المدارس، والمستشفيات ووسائل الري، وتأمين عودة النازحين واللاجئين لقراهم وحصولهم على الأمن فيها.

    5) تتولى إدارة الإقليم إدارة تكنقراطية لفترة انتقالية تكون مقبولة لكل الأطراف غير مقترنة بمرحلة الصدام.

    6) 7) أن تعاد هيكلة مؤسسات الدولة لكفالة قوميتها والتوازن فيها.

    8) إن ينال الاتفاق شرعية دارفورية عبر ملتقى جامع يضم كافة عناصر دارفور المسلحة، والسياسية، والمدنية، والقبلية.

    9) إعطاء فرصة لمكونات دارفور المسلحة للتحول لأحزاب سياسية وخوض الانتخابات العامة لكي تصير الانتخابات عامة فعلا ويقبل الجميع نتائجها.

    10) الالتزام بحسن الجوار وعدم التدخل في شئون الجيران وعقد مؤتمر أمن إقليمي لجيران السودان لتحقيق الأمن والتعاون الإقليمي بشهادة وضمان كافة دول الجوار.

    11) أن يكون للاتفاق شرعية قومية عبر ملتقى جامع.

    12) تحكم الفترة الانتقالية إلى حين إجراء الانتخابات حكومة قومية تضمن دقة تنفيذ ما اتفق عليه وتقود الفترة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات وتنفيذ وقف إطلاق النار الشامل وسائر هذه المبادئ.

    · السعي الجاد من الكيانات السياسية السودانية لتوحيد الرؤيا التفاوضية للحركات المسلحة الدارفورية مع الحكومة وللاتفاق على إعلان المبادئ.

    · تعرض الاتفاقية التي تنتج عن المؤتمر الدارفوري على مؤتمر جامع لتنال الرضى وإلتزام الجميع بها وأن تضمن في الدستور.



    يشيد المؤتمر ويدعم بقوة الدور والمساعي التي تقوم به منظمات المجتمع المدني والأهلي الدارفوري في سبيل توحيد رؤية أهل دارفور، مما يعد خطوات ضرورية توفر ضمانة لإنجاح المؤتمر الشامل والجامع للحوار الدارفوري الدارفوري الذي يهدف في الأساس لإعادة كيانات دارفور إلى سابق عهدها ورتق النسيج الاجتماعي وتفير المناخ للتعايش السلمي في الإقليم، وفي هذا الصدد فإن المؤتمر يشدد على توفير الحرية الكاملة لأهل دارفور ممثلين في منظماتهم المدنية وكياناتهم الأهلية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

    ثالثا: اتفاقية الشرق:

    يرى المؤتمر أن الشرق من المناطق المهمشة والمضروبة بالفقر وقلة الحظوظ التنموية وانعدام الخدمات، وأن مشاكل الشرق هي جزء من أزمة الحكم وانعدام التوازن في البلاد، وأن الاتفاقية التي وقعت في أسمرا 2006م تحتوي على مبادئ مطلوبة وهامة لتحقيق التنمية في الإقليم، ولكنها لم تنفذ بشكل يكاد يكون كاملا، ويرى أن يتم التأمين على إيجابياتها والإسراع في إنفاذها وهي:

    - التأمين على ما جاء في الاتفاقية من خطط تنموية وبرامج الخدمات. وضرورة الإيفاء بالالتزامات تجاه صندوق إعمار الشرق. وتنفيذ المشاريع المنصوص عليها.

    - إنفاذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاقية.

    - إنفاذ الوارد في قسمة السلطة من إشراك لقوى الشرق في المؤسسات التنفيذية والتشريعية.

    - ضرورة إلغاء أحكام الطوارئ التي لا زالت سارية المفعول في الشرق.

    كما يرى أن الاتفاقية صاحبتها بعض السلبيات لا بد أن يتم تلافيها عبر:

    - السعي لاتفاق ينضم له كافة القوى السياسية والمجتمعية في الشرق ويكون بإرادة سودانية وتتم المصادقة عليه قوميا، لأن الاتفاقية لم تشمل جميع القوى في شرق السودان.

    - ضرورة تعميم الحقوق الواردة في اتفاقية السلام الشامل من حيث قسمة السلطة والثروة بنسبة حجم السكان على الشرق.

    - أن تخصص نسبة من عائدات الشرق في الذهب والمواني والمعادن لتوظف في المشاريع التنموية.

    - أن تتضمن الاتفاقية النص على التحول الديمقراطي والتأكيد على أنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والوطنية ونيل الحقوق والعدالة لكافة الأقاليم.

    وفيما يخص قضايا شرق السودان عامة يرى المؤتمر الإشارة للتالي:

    - إدانة سياسة فرق تسد ومحاولاته لشق صفوف القوى الموقعة على اتفاقية الشرق وتفتيت جبهة الشرق.

    - ضرورة اتخاذ معالجات فيما يخص بالعمالة المشردة في المواني جراء سياسات الخصخصة المتبعة وعمل برامج بناء القدرات لاستيعابها في وظائف جديدة.

    - ألا يتم إغفال قضايا الأراضي في حلايب والفشقة وضرورة السعي لحلها على أسس تحفظ السيادة والأمن الإقليمي وعلاقات حسن الجوار.

    - الاعتذار لأهالي الشرق عما لحقهم جراء الحرب، والسعي لنزع الألغام وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

    - ضرورة حماية الشرق من الاتجار بالأسر وتجارة السلاح وكافة المناشط الهدامة التي تمارس في الإقليم.

    - التأكيد على المظالم الكبيرة التي طالت بعض المناطق في شرق السودان أولها مدينة بورتسودان من نتائج الإحصاء السكاني الأخير، وعلى رفض نتائج الإحصاء ورفض التأسيس عليها في قسمة السلطة والانتخابات أو الثروة والخدمات.

    رابعا: اتفاقية القاهرة

    يرى المؤتمر أن فى اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي إيجابيات خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي والإجراءات اللازمة له. ولهذا السبب شارك التجمع في الخطوة الأخيرة من صياغة الدستور الانتقالي وإدخال بعض التعديلات الهامة فيما يخص إحترام حقوق الإنسان، ويرى المؤتمر ضرورة الإسراع بإنفاذ بنود في الاتفاقية الخاصة بالتالي:

    - إلغاء القوانين التى تتعارض مع الحريات العامة والتنظيمية حسب ما ورد فى إتفاقية السلام والدستور.

    إقتصاد:

    - الاهتمام بقضايا الإصلاح الاقتصادي وعقد المؤتمر الاقتصادي القومي.

    - مواجهة الفساد.

    - الاهتمام بالمساءلة وجبر الضرر وإنصاف المفصولين تعسفيا.

    عن سودانايل
                  

10-02-2009, 11:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    - المحاسبة ورد المظالم :

    التأكيد على المحاسبة العادلة عن كل الجرائم والجنايات التي ارتكبت في حق الوطن وفي حق الجماعات والافراد، ورد الحقوق الى أهلها و التشديد على عدم السماح بان يفلت الجناة من العقاب باسم السيادة الوطنية وايجاد آليات مناسبة لمحاكمة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان و وضع الاليات المناسبة لضمان عدم تكرارها، وتحقيق ذلك بتبنى الاتي:

    • الاتفاق على صيغة يتضمن بموجبها القانون الجنائي السوداني جرائم الحرب والجرائم ضد القانون الانساني الدولي وفقاً لقانون روما بما يمكن القضاء السوداني من النظر في مثل هذه الجرائم.

    • تكوين لجنة قانونية من قانونيين أكفاء محايدين مستقلين عن النائب العام ومتفق عليها لاجراء التحري و التحقيق في كل الافعال التي تشكل جرائم ضد القانون الانساني الدولي وجرائم الابادة وفق قانون روما ، وانتهاكات حقوق الانسان واسقاط اي حصانة تلقائياً على أي متهم في تلك الجرائم على الرغم من أي قانون آخر مخالف.

    • يجب السعي لتنقية الحياة السياسية والاجتماعية من كل احزان ومرارات الماضي بالاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى بتشكيل آلية للحقيقة والمصالحة تعمل على كشف الحقائق والاخطاء وتشجيع الاعتزار و التعافي.
                  

10-03-2009, 05:41 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)
                  

10-03-2009, 07:33 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    جهد مقدر و متابعين باهتمام خيوط التحليل الحصيف ...
                  

10-03-2009, 08:04 AM

خالد عنان عمر
<aخالد عنان عمر
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: عزاز شامي)

    شكرا الاخ الكيك على المتابعة والرصد الدقيق والتحليل الجيد

    نظل متابعين
                  

10-03-2009, 01:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: خالد عنان عمر)

    الاخوان
    الباقر
    عزاز
    خالد

    اشكركم على الاطراء والمشاركة
    نتواصل
                  

10-03-2009, 02:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6008
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : السبت 03-10-2009
    عنوان النص : مؤتمر جوبا
    : جوبا تقرير :حسين سعد


    في تصريحاته للصحفين امسية الثلاثاء الماضي بمركز ناكورين وصف الامين العام للحركة الشعبية مقرر مؤتمر جوبا باقان اموم المؤتمر بانه حوار عميق ناقش قضايا السلام واستحقاقات التحول الديمقراطي ودارفور والمصالحة الوطنية والازمة الاقتصادية من اجل بلورة اجماع شامل لهذه القضايا لان السودان منذ الاستقلال كان في حالة دمار ذاتي فقدنا فرص عديدة للتنمية .ما ذكره اموم حول عمق الحوار في المؤتمر تجسده توصيات اللجان الخمسة واعلان جوبا واليوم نقراء معا توصيات لجان التحول الديمقراطي والسلام واللجنة الاقتصادية في الاوراق التي قدمت للمؤتمر قبل اعلان جوبا .


    وقالت لجنة التحول الديمقراطي والتي تراسها القيادي بالحركة الشعبية اللواء ادورد لينو إنطلاقا من المصلحة العليا للمواطن السودانى بجميع انحاء البلاد وإعتمادا على الدستور الإنتقالى لعام 2005 بإعتباره اعلى سلطة فى الوطن وإتفاقية السلام الشامل والإتفاقيات الاخرى التى تراضى عليها شعبنا ، يرى اعضاء اللجنة الخاصة بالتحول الديمقراطى والإنتخابات وبعد ان التداول حول الموضوعات التالية :القوانين المقيدة للحريات والإصلاح القانونى واجراء الانتخابات والتعداد السكاني وتمويل الاحزاب وترسيم الحدود.. يجمع المشاركون على فشل الحكومة نتيجة لرفض المؤتمرالوطنى عن الإيفاء بإستحقاقات التحول الديمقراطى المنصوص عليها فى إتفاقيات السلام والدستور الإنتقالى لسنة 2005 سواء فى جانبها المتعلق بموائمة القوانين المقيدة للحريات او فيما يتعلق بإصلاح اجهزة الخدمة المدنية خاصة الاجهزة العدلية .



    وطالبت بالتالى :

    1 /إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات والتى تتعارض مع إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالى لسنة 2005 .
    2/ تعديل اى نص يتعارض ولايتفق مع إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالى خلال الدورة البرلمانية القادمة وهى :القانون الجنائى وقانون الامن الوطنىوقانون تنظيم الإتحادات المهنية (2004 ) وقانون نقابات العمال (2001)وقانون الإجراءات الجنائية وقانون العمل الطوعى وقانون ديوان العدالة القومى وقانون المحاماة وقانون الحصانات وقانون مفوضية الخدمة القضائية وقانون ديوان المظالم العامة وقانون العمل وقانون الاحوال الشخصية وقانون الصحافة والمطبوعات وقانون حرية النشر والمعلومات وقانون البث الإذاعى والتلفزيونى وقانون النظام العام وقانون الشرطة الشعبية.


    القوانين التى يجب إلغاؤها
    أ/ قانون الشرطة الشعبية
    ب/قانون الدفاع الشعبى
    ج/قانون النظام العام.

    3/ وحول إصلاح وإعادة هيكلة اجهزة الخدمة المدنية خاصة والاجهزة العدلية والقضائية بغرض فصل الحزب عن الدولة حتى تتماشى مع روح الإتفاقية والنصوص الدستورية اكدت الورقة رفضها لنتائج التعداد السكاني .

    وقالت اللجنة في ورقتها انها تؤمن ونثمن على الإعتراضات المقدمة من الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى فيما يتعلق بشمال السودان . وطالبت الورقة باعتماد النسب المقررة فى إتفاقية السلام الشامل واعتماد نسب تمثيل الولايتين ومنطقة أبيى فى المجلس التشريعي القومى كما جاء فى إتفاقية السلام الشامل والبروتوكولات الخاصة بتلك المناطق ، واحترام للحق المشروع لشعوب ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ومنطقة ابيي



    ومضت اللجنة بالقول : لابد من تهيئة البيئة السياسية لاجراء انتخابات حرة ونزيهة ويجب وضع الاعتبار للمحددات السياسية والقانونية التى تساعد على ذلك مع ضمان ان تكون هنالك تعديلات قانون الإنتخابات (القائمة الموحدة ) ليواكب القانون المرفوع الى مجلس الوزراء وتقليل التعقيدات في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب والولاة ، وتقليل تكلفة التأمين و تخفيض نسبة فقدان التأمين.


    وطالبت الورقة بالتشاور مع القوي السياسية في تكوين جميع اللجان المشرفة علي الانتخابات واللجان العليا والمشرفين علي مراكز التسجيل والتصويت وايقاع العقوبة على كل من يستغل اجهزة الدولة لصالح حزبه اثناء العملية الانتخابية ، واتاحة الفرص المتساوية في اجهزة الاعلام الرسميه وعدم إستغلالها في المصلحة الحزبيه.


    وقالت الورقة : يحق للاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الوطنية منها والأجنبية الرقابه على كل مراحل العمليه الانتخابية وإعتماد يونميس رسمياً فى عملية تأمين الإنتخابات.
    وعن المقيمين خارج حدود الوطن : للسودانيين المقيمين في دول المهجر الحق فى المشاركة فى الإنتخابات القادمة و يجب تعديل النص الذى يلزم المواطن بحيازة جواز سفر سارى المفعول وإقامة، ويكفى ان يثبت انه سودانى وفقا للمادة 41/1 .و دعت الى إنشاء مجلس قومى للإعلام ليشرف على اجهزة الإعلام القومية ويوفر فرص متكافئة لكل الاحزاب قبل واثناء فترة الإنتخابات .

    وحول الصعوبات والمعوقات في الانتخابات
    شددت الورقة علي ضرورة العمل الجاد لحل كل الميلشيات المسلحة ونزع السلاح منها ومن القبائل المسلحة بحيث ينحصر في القوات النظاميه ولاغيرها، ونزع الالغام واعادة توطين النازحين ورجوعهم الي موطنهم، والاتفاق و التشاور مع القوة السياسيه حول اسس ووسائل ممارسة الرحل لحق الانتخابات اذ ان مكان التسجيل قد لايكون مكان وجودهم وقت التصويت ، والتشاور مع الموطنين في المعسكرات خاصه دارفور والوصول لصيغة مقبوله لمارسة حقهم في الترشيح و التصوت وحل قضية دارفور قبل بداية الإنتخابات .


    وقالت اللجنة: طوال فترة هذا النظام تعرضت القوى السياسية الى مصادرة لاموالها وممتلكاتها وتشريد لكادرها الذى كان يمول الحزب عليه يجب ان تمول الحكومة الاحزاب لتتمكن من خوض الانتخابات ، وإكمال ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بما في ذلك منطقة ابيي والولايات التى تحتاج الى الترسيم قبل بداية توزيع الدوائر الجغرافية ، وتكوين لجنة من قبل رؤساء الاحزاب والمنظمات لمتابعة تنفيذ المقررات.


    وطالبت اللجنة بان ينشئ مجلس الرئاسة لجان متخصصة لمتابعة المحاور على ان ترفع تقريرا شهريا لللجنة العليا، وان تتم إجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ وإتخاذ القرارات المناسبة بعد شهرين من تكوين اللجان .


    اللجنة الاقتصادية

    تقول اللجنة الاقتصادية بالمؤتمر في توصياتها : بعد عشرين عاما من الحكم الشمولي وسياسيات التحرير الاقتصادي العشوائي يعاني الاقتصاد من ازمة عميقة تنذر بالانهيار الشامل تظهر في انهيار القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية ، فقد تقلص مساحات زراعة القطن الي اقل من 25% و تم اغلاق اكثر من 755 من المصانع العاملة في البلاد خاصة مصانع النسيج والزيوت، وتمدد الضائقة المعيشية بسبب انخفاض الدخول الحقيقية وتزايد معدلات الفقر والبطالة والتضخم،، مقارنة بالعجز المتزايد في موازنة الدولة وتدهور معظم الخدمات الاساسية (التعليم الصحة مصارف المياه ) واهمال القطاع التقليدي الذي يستقطب اكثر من 65%من السكان.


    وقالت الورقة: بالرغم من عمق الازمة الا انها تزداد تفاقما بسبب تراجع اسعار النفط من اكثر من 147 دولار للبرميل الي 70 ، وعدم الشفافية في المعاملات الخاصة بحساب النفط . وشددت اللجنة علي ضرورة نشر بيانات مفصلة عن قطاع النفط خاصة اسعاره في العطاءات التي تصدر كل فترة والكميات المنتجة من كل حقل واشراك الجنوب في ذلك ، ودعم سكرتاية المفوضية القومية للنفط بعناصر ذات كفاة . وشددت الورقة علي ضرورة دعم مشروعي الجزيرة والرهد وتوفير التمويل الميسور كخطوة في سبيل النهوض الزراعي وعقد مؤتمر اقتصادي للنظر في مسببات الازمة الاقتصادية .
    لجنة اتفاقيات السلام


    وفي المقابل قالت لجنة اتفاقيات السلام في توصياتها أن إتفاقية السلام الشامل فى نيفاشا والبروتكولات المصاحبة لها تعتبر الأكثر شمولاً والأكثر مواءمة للخروج من الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد ، غير أن تحقيق تلك الغايات السامية صادفها الكثير من المعوقات والتسويف والتأجيل بأسباب غير موضوعية، وتتمثل هذه المعوقات في :


    *الفشل في تحقيق التحول الديمقراطي وتمثل ذلك في عدم إلغاء القوانين التي تتعارض مع الدستور.وعدم إجازة قانون الاستفتاء لتقرير المصير.
    *إجراء التعداد السكاني بشكل مليئ بالثغرات مما يستوجب استبعاده أساسا لقسمة السلطة والثروة وبالتالي في توزيع الدوائرالانتخابية.
    * تعقد مشكلة دارفور.


    وذكرت الورقة ان المؤتمر قرر بجميع فعالياته إذا لم تزل العقبات المذكورة قد يؤثر ذلك على إجراء إنتخابات شاملة وحرة ومحايدة .
    وقد ناقش المؤتمرون قضايا اتفاقية السلام الشامل بروية واوصي المؤتمر بالتالي:

    احتمالات تقرير المصير


    إن حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان حق أصيل تكفله المواثيق الدولية وإتفاقية السلام الشامل والدستور القومى الإنتقالى، ما يلزم إجراؤه فى موعده المحدّدة فى يناير 2011 وفق قانون استفتاء، و يلتزم الجميع بالإعتراف بنتيجة الإستفتاء سواء كانت فى إطار السودان الموحّد أو قيام دولتين مستقلتين تربطهما أواصر الجوار الحسن والتعاون السياسى والدبلوماسى والإقتصادى.
    أما بالنسبة لأبيى فيجب استفتاء لشعبها لتحديد تبعيتها للشمال أم الجنوب بالتتزامن مع إستفتاء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان.


    في إطار الاتفاقية فإن ممارسة حق تقرير المصير كان دون الاتفاق على القضايا والمشاكل التي ستنشأ إذا جاء قرار بالانفصال عن كل الخيارين لهذا يوصى المؤتمر بضرورة إتفاق طرفى الإتفاقية والإجماع الوطنى على الترتيبات المترتبة على ذلك القرار فى الشمال والجنوب، أو فى حالة الوحدة، وفي ذلك يوصي المؤتمر بعدة حلول تتمثل في الاقتراحات التالية:

    المشورة الشعبية


    يمارس شعب ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر ممثليهم المنتخبين عبر انتخابات تشريعية حرة ونزيهة المشورة الشعبية، وفق ما نصت اتفاقية السلام الشامل لدراسة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ومعالجة أوجه القصور عبر مؤسسة الرئاسة لتصبح تسوية نهائية.
    ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب
    الإسراع بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب كإحدى المتطلبات الرئيسية لإجراء الإنتخابات العامة.
    المفوضيات


    الإسراع بإنشاء وتكوين المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان.

    المصالحة الوطنية

    إعادة تشكيل المحكمة الدستورية لضمان إستقلال قضاتها وإلتزامهم بالدستور حسب ما ورد فى الإتفاقية والدستور القومى الإنتقالى
    تعديل قانونى الخدمة القضائية ومفوضية الخدمة القضائية لكى تماشى مع مقتضيات التحول الديمقراطى .

    تنقية المؤسسات


    العمل على إعادة استقلال السلطة القضائية بمراجعة أسس التعيين وجودة الأداء والنزاهة والمزيد من التأهيل والتدريب مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة من تم فصلهم تعسفيا إلى الخدمة وفق شروط مرضية.
    إعادة تقويم أداء العاملين في الخدمة العامة بما فى ذلك القوات النظامية لضمان فعاليتها وحيدتها ونزاهتها وإلتزامها بالدستور.



    ازمة دارفور:


    تعتبر قضية دارفور قضية سياسية وطنية أساسية ويجب أن تعالج في الإطار الوطني وبمشاركة كل القوى السياسية السودانية ولا تترك لحزب أو كيان سياسي واحد فقضية دارفور أصبحت مهددا أمنيا على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ومهددا وجوديا لأهل دارفور. إن حل مشكلة دارفور مرتبط بتنفيذ متطلبات التحول الديمقراطي الذي يوفر الفرصة والظرف الموضوعي لأهل دارفور بكياناتهم المدنية والأهلية للحوار فيما بينهم والوصول إلى تراض اجتماعي وصولا إلى تعايش سلمي بعد حملات الكراهية المنظمة التي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والتدهور الإنساني المزري في هذا الإقليم الآمن.
    ولحل قضية دارفور يرى المؤتمر الحلول التالية:


    المحور الإنساني:


    وقف الحرب الدائرة في الإقليم ودعم الجهود الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية وفتح الممرات الأمنية لتسهيل انسياب الإغاثة.
    ضمان انسياب المعونات الإنسانية الإغاثية للمتضررين وعودة المنظمات الدولية لمباشرة عملها الإنساني.
    تحسين الوضع الإنساني بمعسكرات النازحين واللاجئين.

    المحور الأمني:


    الإلتزام بتوفير الأمن وحماية جميع سكان الإقليم بمساعدة قوات اليوناميد.
    نزع سلاح الجنجويد وحل المليشيات المسلحة وحماية المواطنين وتحقيق الأمن والسلام.
    دعوة المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن 1679 والاتحاد الأفريقي للقيام بتنفيذ التزاماته وتعهداته تجاه البعثة الأممية المشتركة –يوناميد- من حيث توفير العتاد والعدة وتوسيع تفويض البعثة بشكل يسمح للقيام بحماية المدنيين ومراقبة وقف إطلاق النار.
    الدعوة إلى عدم الاقتتال بين الفصائل المسلحة حتى لا يتحول الصراع إلى دارفوري دارفوري.


    المحور الاقتصادي:


    التعويضات الفردية والجماعية وجبر الضرر.
    إعادة إعمار المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية للري والزراعة التي دمرتها الحرب.
    إعادة ملكية الحواكير الأصلية مع إعادة النظر في كيفية استغلال الأرض.
    يكون نصيب دارفور من الثروة الاتحادية وفقا لثقلها السكاني حيث تقام آلية فاعلة من خلال مفوضية الموارد والإيرادات القومية بمشاركة أهل دارفور لتحقيق ذلك، وتطبيق هذا المبدأ على بقية أقاليم السودان مع مراعاة الفوارق التنموية لردم الهوة بين الأقاليم المختلفة، ومراعاة التكلفة الإضافية للأقاليم الأكبر مساحة والأبعد جغرافيا من المركز ومن الموانيء البحرية. وهيكلة مفوضية الموارد والإيرادات القومية ومؤسسات التخطيط الاقتصادي القومية الأخرى بشكل يضمن استقلالها ونزاهتها والتوازن في تكوينها بين الأقاليم المختلفة. وصياغة سياسات وإستراتيجيات التنمية بحيث تؤدي لتحديث المجتمعات التقليدية القائمة على الاقتصاد المعيشي الهش، ولتطوير إنتاجها وفرص الوصول للأسواق الداخلية والخارجية.

    وإعداد برامج قومية عاجلة لبناء القدرات في الإقليم خاصة فيما يتعلق بضحايا الحرب وإعادة تأهيلهم، لا سيما النساء والمعوقين لتجاوز الفقد والمرارات.

    المحور السياسي:


    معالجة الأزمة في إطار وطني شامل باعتبارها إحدى تداعيات الحكم في السودان مما يستدعي تشاور وتحاور كل القوى السياسية والمدنية السودانية في حل المشكلة.
    التأمين على مطالب أهل دارفور المشروعة والمتمثلة في:
    إعادة الإقليم بحدوده المعروفة منذ عام 1956م.
    أن يكون نصيب الإقليم في السلطة والخدمة المدنية على الصعيد الاتحادي وفق ثقله السكاني بتأكيد مبدأ التمييز الإيجابي.

    إبعاد المجموعات الأجنبية الوافدة من دول أخرى والتي احتلت أراضي قبائل أخرى وإزاحتهم عنها.
    إقرار مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العدالة مع إعطاء الاعتبار للحقيقة والمصالحة.
    العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية وفقا للمبادئ التوجيهية للنزوح واللجوء للأمم المتحدة.
    يكون لدارفور منصب نائب رئيس الجمهورية بصلاحيات كاملة وفعلية في المرحلة الانتقالية.
    ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق أبوجا والتزام الحكومة بكل ما وقعت عليه في هذه الاتفاقية.
    التأكيد على عدم استثناء دارفور من الانتخابات.
    الإسراع بإحلال السلام ومعالجة أوضاع النساء خاصة اللائي تعرضن للعنف.
    العمل على تسوية الأوضاع السياسية المتأزمة بدول الجوار خاصة تشاد واتباع سياسة خارجية راشدة.
    تكوين حكومة إقليمية انتقالية ذات صلاحيات واسعة تشرف على كامل الإقليم لفترة يتفق عليها.
    قيام مؤتمر وطني/ دولي يعنى بمشكلة دارفور.
    دعم مساعي الحركة الشعبية لتوحيد حركات دارفور المسلحة أو توحيد رؤيتها التفاوضية.
    المؤتمر الدارفوري الدارفوري
    العمل على جمع أهل دارفور في مؤتمر حوار جامع بمشاركة كل الكيانات المدنية والأهلية والأحزاب السياسية والحركات الدارفورية المسلحة وبحضور ومراقبة إقليمية ودولية للجهات المهتمة بعملية السلام في دارفور.
    يعقد المؤتمر استنادا على إعلان للمبادئ يشمل) فيما يتعلق بوحدة إقليم دارفور، وحدود الإقليم مع سائر أقاليم السودان، وإدارة الحواكير القبلية، والمشاركة في رئاسة الدولة يرد لدارفور ما كان لها في هذه المجالات حتى عام 1989م.
    2) الالتزام بقرارات مجلس الأمن (1591 و1593) لعدم الإفلات من العقوبة.
    تأييد المنهج المقترح من الإتحاد الإفريقى لمعالجة هذا الموضوع عبر لجنة الحكماء الذى يقوده الرئيس السابق.
    3) تكوين هيئة قومية للحقيقة والمصالحة ورفع المظالم تتناول كافة التجاوزات منذ استقلال السودان.
    4) الالتزام بتعويضات فردية للذين نكبتهم الأحداث، وتعويضات جماعية لتعمير المدارس، والمستشفيات ووسائل الري، وتأمين عودة النازحين واللاجئين لقراهم وحصولهم على الأمن فيها.
    5) تتولى إدارة الإقليم إدارة تكنوقراطية لفترة انتقالية تكون مقبولة لكل الأطراف غير مقترنة بمرحلة الصدام.

    6) أن تعاد هيكلة مؤسسات الدولة لكفالة قوميتها والتوازن فيها.
    7) إن ينال الاتفاق شرعية دارفورية عبر ملتقى جامع يضم كافة عناصر دارفور المسلحة، والسياسية، والمدنية، والقبلية.
    8) إعطاء فرصة لمكونات دارفور المسلحة للتحول لأحزاب سياسية وخوض الانتخابات العامة لكي تصير الانتخابات عامة فعلا ويقبل الجميع نتائجها.
    9) الالتزام بحسن الجوار وعدم التدخل في شئون الجيران وعقد مؤتمر أمن إقليمي لجيران السودان لتحقيق الأمن والتعاون الإقليمي بشهادة وضمان كافة دول الجوار.
    10) أن يكون للاتفاق شرعية قومية عبر ملتقى جامع.
    11) تحكم الفترة الانتقالية إلى حين إجراء الانتخابات حكومة قومية تضمن دقة تنفيذ ما اتفق عليه وتقود الفترة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات وتنفيذ وقف إطلاق النار الشامل وسائر هذه المبادئ.
    12)السعي الجاد من الكيانات السياسية السودانية لتوحيد الرؤيا التفاوضية للحركات المسلحة الدارفورية مع الحكومة وللاتفاق على إعلان المبادئ.
    تعرض الاتفاقية التي تنتج عن المؤتمر الدارفوري على مؤتمر جامع لتنال الرضى وإلتزام الجميع بها وأن تضمن في الدستور.

    يشيد المؤتمر ويدعم بقوة الدور والمساعي التي تقوم به منظمات المجتمع المدني والأهلي الدارفوري في سبيل توحيد رؤية أهل دارفور، مما يعد خطوات ضرورية توفر ضمانة لإنجاح المؤتمر الشامل والجامع للحوار الدارفوري الدارفوري الذي يهدف في الأساس لإعادة كيانات دارفور إلى سابق عهدها ورتق النسيج الاجتماعي وتغيير المناخ للتعايش السلمي في الإقليم، وفي هذا الصدد فإن المؤتمر يشدد على توفير الحرية الكاملة لأهل دارفور ممثلين في منظماتهم المدنية وكياناتهم الأهلية والاجتماعية والثقافية والسياسية.


    اتفاقية الشرق:


    يرى المؤتمر أن الشرق من المناطق المهمشة والمضروبة بالفقر وقلة الحظوظ التنموية وانعدام الخدمات، وأن مشاكل الشرق هي جزء من أزمة الحكم وانعدام التوازن في البلاد، وأن الاتفاقية التي وقعت في أسمرا 2006م تحتوي على مبادئ مطلوبة وهامة لتحقيق التنمية في الإقليم، ولكنها لم تنفذ بشكل يكاد يكون كاملا، ويرى أن يتم التأمين على إيجابياتها والإسراع في إنفاذها وهي:
    التأمين على ما جاء في الاتفاقية من خطط تنموية وبرامج الخدمات. وضرورة الإيفاء بالالتزامات تجاه صندوق إعمار الشرق وتنفيذ المشاريع المنصوص عليها.
    إنفاذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاقية.

    إنفاذ الوارد في قسمة السلطة من إشراك لقوى الشرق في المؤسسات التنفيذية والتشريعية.
    إلغاء أحكام الطوارئ التي لا زالت سارية المفعول في الشرق.
    كما يرى أن الاتفاقية صاحبتها بعض السلبيات لا بد أن يتم تلافيها عبر:
    السعي لاتفاق ينضم له كافة القوى السياسية والمجتمعية في الشرق ويكون بإرادة سودانية وتتم المصادقة عليه قوميا، لأن الاتفاقية لم تشمل جميع القوى في شرق السودان.
    تعميم الحقوق الواردة في اتفاقية السلام الشامل من حيث قسمة السلطة والثروة بنسبة حجم السكان على الشرق.
    أن تخصص نسبة من عائدات الشرق في الذهب والمواني والمعادن لتوظف في المشاريع التنموية.
    أن تتضمن الاتفاقية النص على التحول الديمقراطي والتأكيد على أنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والوطنية ونيل الحقوق والعدالة لكافة الأقاليم.
    وفيما يخص قضايا شرق السودان عامة يرى المؤتمر الإشارة للتالي:
    إدانة سياسة فرق تسد ومحاولاته لشق صفوف القوى الموقعة على اتفاقية الشرق وتفتيت جبهة الشرق.
    اتخاذ معالجات فيما يخص بالعمالة المشردة في المواني جراء سياسات الخصخصة المتبعة وعمل برامج بناء القدرات لاستيعابها في وظائف جديدة.
    ألا يتم إغفال قضايا الأراضي في حلايب والفشقة وضرورة السعي لحلها على أسس تحفظ السيادة والأمن الإقليمي وعلاقات حسن الجوار.
    الاعتذار لأهالي الشرق عما لحقهم جراء الحرب، والسعي لنزع الألغام وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
    حماية الشرق من الاتجار بالأسر وتجارة السلاح وكافة المناشط الهدامة التي تمارس في الإقليم والتأكيد على المظالم الكبيرة التي طالت بعض المناطق في شرق السودان أولها مدينة بورتسودان من نتائج الإحصاء السكاني الأخير، وعلى رفض نتائج الإحصاء ورفض التأسيس عليها في قسمة السلطة والانتخابات أو الثروة والخدمات.


    اتفاقية القاهرة

    يرى المؤتمر أن فى اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي إيجابيات خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي والإجراءات اللازمة له. ولهذا السبب شارك التجمع في الخطوة الأخيرة من صياغة الدستور الانتقالي وإدخال بعض التعديلات الهامة فيما يخص إحترام حقوق الإنسان، ويرى المؤتمر ضرورة الإسراع بإنفاذ بنود في الاتفاقية الخاصة بالتالي:
    إلغاء القوانين التى تتعارض مع الحريات العامة والتنظيمية حسب ما ورد فى إتفاقية السلام والدستور.
    في المحور الاقتصادي طالبت الورقة بالاهتمام بقضايا الإصلاح الاقتصادي وعقد المؤتمر الاقتصادي القومي.
    مواجهة الفساد.
    المساءلة وجبر الضرر وإنصاف المفصولين تعسفيا.
                  

10-03-2009, 06:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    اتفاقية القاهرة

    يرى المؤتمر أن فى اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي إيجابيات خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي والإجراءات اللازمة له. ولهذا السبب شارك التجمع في الخطوة الأخيرة من صياغة الدستور الانتقالي وإدخال بعض التعديلات الهامة فيما يخص إحترام حقوق الإنسان، ويرى المؤتمر ضرورة الإسراع بإنفاذ بنود في الاتفاقية الخاصة بالتالي:
    إلغاء القوانين التى تتعارض مع الحريات العامة والتنظيمية حسب ما ورد فى إتفاقية السلام والدستور.
    في المحور الاقتصادي طالبت الورقة بالاهتمام بقضايا الإصلاح الاقتصادي وعقد المؤتمر الاقتصادي القومي.
    مواجهة الفساد.
    المساءلة وجبر الضرر وإنصاف المفصولين تعسفيا
                  

10-04-2009, 06:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الاتحادي الديمقراطي يرحب بنتائج لقاء جوبا للأحزاب السياسية
    السبت, 03 أكتوبر 2009 10:14
    رحب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بنتائج اجتماع جوبا للأحزاب السياسية .ووصف قراراته الخاصة بالوحدة والتحول الديمقراطي والدعوة لاستمرار الحوار من اجل تحقيق الوفاق الوطني الشامل وإجماع أهل السودان بالايجابية.ودعا الحزب إلى بدء عملية التعاون من اجل تحقيق التحول الديمقراطي وبذل الجهود لجعل الوحدة جاذبة من خلال توفير المناخ الملائم لذلك واخذ خطوات عملية نحو تعزيز وحدة البلاد . واعتبر المتحدث الرسمي للحزب حاتم السر تأكيد اجتماع جوبا على المضي في عملية الوفاق الوطني الشامل بأنه يعد بمثابة انجاز مهم وهو مطلب إتحادي يتسق مع جهود الميرغني الداعية لتحقيق الوفاق الوطني الشامل ، مشددا على أهمية العمل على انجازه بصورة جدية وعاجلة.
    وأعرب الحزب الاتحادي الديمقراطي عن أمله في ان تسهم مقررات الاجتماع في تمهيد الطريق لعملية الوفاق الوطني الشامل وان تؤسس لقيام علاقات طبيعية بين الإطراف السياسية. وأضاف نأمل أن يكون من شأن هذه المواقف تمهيد الأرضية المناسبة لمؤتمر الحوار الوطني السوداني الذي تدعو إليه قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي يجب ان يعقد قريباً.
    وعبر الحزب الاتحادي الديمقراطي عن تقديره وإشادته بالحركة الشعبية لتحرير السودان وتنظيمها لهذا الملتقى السياسي وما عكسه من إرادة قوية لقيادة الحركة الشعبية وتمسكها بتعزيز السلام والوحدة والتحول الديمقراطي.وجدد الحزب دعوته لضرورة وحدة الصف الوطني وتجاوز الاختلافات والابتعاد عن الانقسامات التى تهدد وحدة وتماسك أهل السودان وتعرقل الوصول إلى بلورة وصياغة رؤى وطنية موحدة تعبر عن طموحات وتطلعات كل السودانيين وتمكنهم من تجاوز التحديات والمخاطر المحيطة بالبلاد.
    والله الموفق،،،
    حاتم السر علي
    الناطق الرسمي
    الخميس 1 أكتوبر 2009م

    --------------------------------------

    مؤتمر جوبا السودانى : لعب فى الزمن الضائع ! ..

    بقلم: د. على حمد ابراهيم
    السبت, 03 أكتوبر 2009 22:41


    ابدأ بفذلكة تاريخية عن مؤتمر سبق مؤتمر جوبا الاخير بعدة عقود . وانعقد فى مدينة جنوبية قريبة من موقع مدينة جوبا الحالية ، هى مدينة الرجاف. واصبح يعرف تاريخيا بمؤتمر الرجاف لعام 1947. القرارات التى خرج بها مؤتمر الرجاف التاريخى صارت فيما بعد ارثا عزيزا فى الوجدان القومى السودانى ما زال الوحدويون السودانيون فى الشمال وفى الجنوب يحتفون به ويتذكرونه كلما حاصرتهم نوازع الانفصال والعرقية البغيضة التى غدت تغض عليهم مضاجعهم . وتسفه احلامهم فى الاحتفاظ بوحدة بلدهم التى اسسها مؤتمر الرجاف.
    لقد كان مؤتمر الرجاف الذى دعا اليه المستعمرون البريطانيون بمثابة المحاولة الثانية التى قامت بها الادارة البريطانية المستعمرة لانجاز مشروعها لفصل جنوب السودان عن شماله. وكانت المحاولة الاولى هى قانون المناطق المقفولة الذى وضعته الادارة البريطاية فى عام 1922 الذى هدف الى جانب اهداف اخرى الى فصل عرى العلاقة الاجتماعية والثقافية والتجارية بين مناطق التماس الحدودية بين طرفى البلد الواحد التى تسكنها وتعمرها وتتعايش فيها قبائل عربية شمالية وقبائل جنوبية افريقية ظلت فى هذه المناطق لقرون. وبصدور قانون المناطق المقفولة لعام 1922 بدأت الترتيبات الجادة الاولى لفصل طرفى البلد الواحد عن بعضهما البعض ، حيث اصبح اى نوع من التلاقى والتمازج الاجتماعى جريمة يعاقب عليها قانون المناطق المقفولة . ومنع قانون المناطق المقفولة انتقال المؤثرات الدينية و الثقافية والجتماعية بين الشمال و الجنوب . واصبحت محاكاة الشماليين فى الملبس والعقيدة والسلوكيات الاجتماعية عملا يعرض فاعله للمساءلة القانونية فى الجنوب . وخطت الادارة البريطانية خطوات عملية لتنفيذ فكرة الفصل بين طرفى البلد الواحد بصورة حين اقترح الاداريون البريطانيون الذين كانوا يحكمون المراكز الادارية فى الجنوب ،حين اقترحوا ان يضم الجنوب الى دول شرق افريقيا فى نوع من الوحدة الادارية الفضفاضة التى قد تبعده فى المستقبل من الشمال بصورة نهائية وحاسمة. واقترح اؤلئك الاداريين عقد مؤتمر لهذا الغرض يناقش انجع السبل لتنفيذ الفكرة ، فكان مؤتمر الرجاف لعام 1947. دعيت الى مؤتمر الرجاف شخصيات ادارية وسياسية من الجنوب ومن الشمال. وطرح عليها التداول فى مصير الجنوب : هل يضم الى الشمال أم الى شرق افريقيا . وكانت المفاجأة التى لم يكن يتوقها الاداريون البريطانيون الذين رتبوا لعقد المؤتمر فى ذلك الوقت المتقدم. فقد رفض القادة السودانيون المجتمعون فى مدينة الرجاف ، الشماليون منهم والجنوبيون على حد سواء ، رفضوا فكرة فصل الجنوب عن الشمال والحاقه بدويلات شرق افريقيا التى كانت موزعة بين التاج البريطانى و التاج البلجيكى فى ذلك الوقت . وسقطت بذلك فكرة الفصل بين طرفى البلد الواحد عمليا فى مؤتمر الرجاف . وضعفت تلقائيا همة البريطانيين ومقدراتهم على تنفيذها . اما المفاجاة الثانية بالنسبة للاداريين البريطانيين فى الجنوب فقد تمثلت ف رفض القبائل الشمالية والجنوبية التى كانت تعيش متجاورة فى مناطق التماس الحدودية التى استهدفها قانون المناطق المقفولة تحديدا ، رفضها قبول خطط الاداريين البريطانيين وسارت على نهجها الموروث القديم فى التعايش الاخوى ، وتبادل المنافع المشتركة لتدق بذلك المسامير الاخيرة فى نعش الفكرة الانفصالية التى هدف اليها قانون المناطق المقفولة . لقد تجاهلت الكيانات القبلية القانون التحريضى وظلت تتعايش على سجاياها القديمة ليسقط القانون التآمرى فى النهاية بالتقادم . وتغض الادارة المحلية البريطانية فى المناطق الحدودية الطرف عنه وتنساه .
    صحيح ان البذرة التى بذرتها الادارة البريطانية فى وجدان بعض الاطراف الجنوبية ، لا سيما الاطراف التى ارتبطت بالتبشير الكنسى ،صحيح انها ظلت حية تحت الترب ،و تتغذى من اخطاء الطرفينن السودانيين ، لا سيما الطرف الشمالى ، وهما يتخبطان فى مسيرة تأسيس الدولة المستقلة الحديثة على قلة فى الموارد المادية والبشرية . و على ندرة فى الموروث المعرفى . وكان البرهان الأول على ان بذرة الشك فى الوجدان الجنوبى ظلت تنمو تحت الترب هو المجاذر التى نفذتها الحاميات الجنوبية المسلحة فى الاقليم الاستوائى من الجنوب فى عام 1955 والبلاد على بعد خطوات من الاستقلال عن دولتى الحكم الثنائى. وقتل فى تلك المجاذر اعداد كبيرة من المدنيين الشماليين العزل الذين لم يكونوا فى عير السياسة او فى نفيرها . بل كانوا من سدنة القطاع الخدمى الذى كان هناك لخدمة اخوانهم الجنوبيين فى المجالات التى كانوا يحتاجون فيها الى خدمات اخوانهم الشماليين المغدورين مثل مجالات الطب والتمريض والتدريس والادارة . لقد كان التمرد الاول فى الجنوب عملا قاسيا وغير مبرر ووقع فى وقت لم يكن للشماليين فيه دور يذكر فى ادارة البلاد. فالمستعمر البريطانى مازال هناك بادارته الكاملة وقوانينه المكبلة. والمستعمر المصرى الشريك ظل فى مكانه القديم شريكا باهتا و متفرجا ، لا يقدم و لا يؤخر ، و مكتفيا بدور المامور الذى لا يفتقد اذا غاب ، و لا يحس أحد بحضوره اذا حضر .
    لقد كشفت كارثة التمرد الأول عن تمكن الشكوك والاحقاد التى بذرها المستعمر البريطانى فى صدور الاخوة الجنوبيين عن طريق تنفيذ الخطط و السياسات التى وضعت خصيصا للمناطق المقفولة . وكان طبيعيا ، والحال كذلك ، ان تتوالى المنغصات السياسية فى مسيرة البلد الى الدرجة التى اقعدتها عن تبين المخاطر الكامنة خلف الاكمات والمنعطفات الحرجة . فكانت النتيجة هى ما نشهده اليوم، بعد نصف قرن من الزمن ، ما نشهده من تشرذم بغيض يكاد يعصف بالبلد الذى يحلو لأهله أن يصفوه بالبلد الحدادى المدادى- من كلامهم الشعبى الدارج الفصيح الذى ينم عن السعة والتمدد الجغرافى الذى جعله البلد الاكبر مساحة فى افريقيا . و الاسبق سياسيا الى التحرر من الاستعمار الاجنبى. والاميز - حتى وقت قريب- استقرارا وتعلما و مودة مع أهل الجوار الجغرافى . واهل التماثل الثقافى والدينى.
    نعم ، تضيع هذه الصورة من عين الناظر الرائى هذه الايام . وتأتى فى مكانها صورة البلد الذى اصبح سلة لمبادرات العالم التى يتقدم بها قادة دوليون واقليميون هواة من عينة فاقد الشئ الذى لا يستطيع ان يعطيه.
    لقد كان مأمولا ان يصبح البلد الثرى بموارده الطبيعية والبشرية ، وبتنوعه الثقافى والدينى والاثنى ،ان يصبح سلة غذاء عالمه الافريقى -العربى . ولكن الامل خاب حين اصبح البلد القارة سلة استجداء العالم لاطعام جائعيه فى الغرب والشرق والجنوب . وسلة مبادرات العالم لحل مشاكله بعد ان اصبح بلدا على الشيوع الدولى والاقليمى يتمرن عليه هواة السياسة المبتدئين و قادة الدرجة الثالثة ، كل يحمل اوراقه وياتى وسيطا يحل ولا يربط . لأن فاقد الشئ لا يعطيه .
    هذا ماكان من امر السودان فى قديمه المجيد فى الرجاف . وما كان من امره من السوالب التى تلت . اما امره اليوم فهو عجب فى عجب . تتنادى احزابه الى مؤتمر فى مدينة جوبا عاصمة الجنوب فى محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من وحدة البلد القارة مثلما تنادى قادته السابقون الى الرجاف .قد يكون مؤتمرجوبا نوع من اللعب فى الزمن الضائع . ولكنه يستحق ان تعطى فائدة الشك الايجابى .غير ان حكومة السودان التى اشتهرت باللهاث وراء القوى الخارجية تستجديها الحلول والوساطات لحل المشكل السودان ، والتى اشتهرت بالمقابل برفض اى دور لابناء السودان فى الداخل للاسهام فى حل مشكلة بلدهم، عادت الى قديمها الذى لا ينسى وملأت الدنيا نعيقا وزعيقا ضد المؤتمر المزمع بوصفه مؤتمر تقيمه مجموعة متآمرة وخائنة ومتواطئة مع الخارج- تصوروا حكومة السودان تستنكف الاتصال مع الخارج. تصوروا ان يأتى هذا الاستنكاف من حكومة هى عميدة فى مجال التعويل على الخارج الذى لا يستطيع احد أن يجاريها او يغالبها فيه- ولكن منذ القدم استغرب المثل السودانى الشعبى الدارج الفصيح مسلك الذى اخفى المحافير من الذين جاءوا لمساعدته فى قبر جنازة والده!
    لقد قاطع حزب المؤتمر الوطنى ، شريك الحركة الشعبية ، قاطع الدعوة لمؤتمر جوبا ،الذى دعت اليه الحركة الشعبية الشريك الاكبر لحزب المؤتمر الوطنى فيما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية التى غيبت عنها الاحزاب القومية الديمقراطية الكبرى بامر وتوجيه الوسطاء لأنها احزاب لا تحمل السلاح واى حزب لا يحمل السلاح هو حزب مقدور عليه حسب فهم اؤلئك الوسطاء.
    لقد سعى حزب المؤتمر الوطنى الذى يحلو له ان يصف نفسه دائما بأنه الحزب (الحاكم) رغم الادعاء بأن الحكومة الموجودة فى الساحة السودانية اليوم هى حكومة وحدة وطنية مشكلة من عدة احزاب. وطالما كان الامر كذلك ، فكيف يستقيم القول بأن حزبا واحدا من بين كل هذه الاحزاب هو الحزب (الحاكم . ويعرف بالألف و اللام علامة التاكيد والتوكيد.
    ان حزب المؤتمر الوطنى ، حاكما بمفرده كان او مشاركا مع آخرين ، قد رفض واستهجن انعقاد مؤتمر جوبا للاسباب التى جاءت فى صدر هذا المقال. وسعى الى تخريبه وافشاله فى وقت بدا لكل مراقب أن الوقت يتسرب من بين يدى شعب السودان. وان التساؤل القديم الجديد عن هل يبقى السودان ام لا يبقى لم يعد نوعا من احاديث الترف الذهنى التى تلوكها مجالس المثقفاتية الذين يتحدثون كثيرا و لا يفعلون شيئا على الاطلاق . وتماثل سلوكياتهم سلوكيات آل البوربون القدماء الذين لا يتعلمون شيئا و لا ينسون شيئا .
    القرارات والتوصيات التى خرج بها مؤتمر جوبا كانت قرارات وتوصيات جادة. و خاطبت صميم المشكل السودانى. وقدمت تنازلات كبيرة للطرف الجنوبى ، تحمل الخزينة القومية فى حالة تفيذها اعباء اضافية كبيرة جبرا للضرر التاريخى الذى وقع على الجنوب سواء كان عن طريق اهمال التنمية فيه او عن طريق تداعيات الحرب الطويلة. وابتدرت توصيات المؤتمر سبلا جديدة لمعالجة الرواسب النفسية عن طريق ترسم السبل التى اتبعتها دول شقيقة مرت بنفس ظروف السودان القاسية. وحققت التعافى والتداوى من تلك الاسقام التاريخية .
    يكفى توصيات مؤتمر جوبا ايجابية انها نالت رضا قادة الحركة الشعبية الذين يحكمون الجنوب اليوم ، والذين سيقررون مصير الجنوب بعد شهور قليلة انفصالا كان هذا المصير ام وحدة. واذا استدعينا حقيقة ان كثيرا من المراقبين يراهنون على انفصال الحنوب استنادا الى مواقف بعض قادة الحركة الشعبية المتشددين ، فان اشادة هؤلاء القاد بتوصيات مؤتمر جوبا تنفى ان يكون هذا المؤتمر مؤامرة تحاك ضد السودان وحكومته- هذه البضاعة الكاسدة التى اراد قادة حزب المؤتمر الوطنى تسويقها الى شعب هو بطبيعته على درجة عالية من الوعى السياسى . ويصعب استغفاله بهذه التخريجات سيئة الحبك . لقد سبق أن تداعت القوى السياسية وعلى رأسسها الحركة الشعبية والاحزاب المعارضة الكبرى الى تلبية كل المؤتمرات التى دعت لها حكومة الانقاذ. وشاركت فيها هذى القوى بالرأى مثل ملتقى اهل السودان الشهير، رغم تجارب هذى القوى غير الايجابية مع توصيات وقرارات تلك المؤتمرات والملتقيات التى كان يتضح دائما ان اغراضها كانت اغراضا تكتيكية وليس اكثر . عندما يستنكف حزب المؤتمر الشريك الاكبر فى الحكومة السودانية دعوة الحركة الشعبية ، شريكته فى تنفيذ اتفاقية السلام ، الى مؤتمر مناصحة تريد منه ان يساعدها على ترسم السبل، فهو يهيل التراب على كل نبت يصارع تحت الترب فى ارض السياسة اليباب . لقد كان مؤتمر جوبا السودانى ايجابيا فى منطلقاته وقراراته وتوصياته كما كان مؤتمر الرجاف القديم . مؤتمر الرجاف حقق اهدافه وابقى على وحدة السودان فى ذلك الوقت المتقدم . مؤتمر جوبا لن يتحقق له ما تحقق لمؤتمر الرجاف لأنه جاء فى الوقت بدل الضائع بلغة أهل الكرة.وتعامل معه اشخاص غير شكلا ومضمونا .
    واقول كما قال الشاعر الحزين :
    لا خيل عندك تهديها و لامال
    فليسعد النطق ان لم يسعد الحال
    اختم بملاحظات حزينة سمعتها من وزير خارجية السودان ،السيد دينف الور ، مؤخرا فى حلسة تنوير عن سير امور حكومة الشريكين . واقول اننى خرجت حزينا من ذلك التنوير حين ادركت ان مؤتمر جوبا جاء فى الوقت بدل الضائع حقيقة. و أن الواقعة قد وقعت بالفعل ، لأن المكتولة لا تسمع الصايحة التى تنبهها قبل وقوع الكارثة . و المكتولة هنا هى وحدة السودان!
    اللهم اننا لا نطلب رد قضائك . لكننا نطلب اللطف فيه.
                  

10-04-2009, 07:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر جوبا.. و خوف (الوطني) من نبش الماضي ..

    بقلم: عبد الفتاح عرمان
    السبت, 03 أكتوبر 2009 22:43



    اخيراً إنعقد مؤتمر جوبا بعد ان تم تاجيله لاكثر من مرة، بمشاركة احزاب المعارضة بقضها و قضيضها، مع ربكة كبيرة في كابينة القيادة للشريك الاكبر –المؤتمر الوطني- حيث وافق (الوطني) علي المشاركة اذا تم تاجيل المؤتمر من الحادى عشر من الشهر الماضي الي السادس و العشرين منه، و علي الرغم من إستجابة اللجنة المنظمة لهذا الطلب الا ان المؤتمر الوطني عاد و رفض المشاركة بحجة ان المؤتمر يسعي الي محاكمة (الإنقاذ) علي ماضيها، ويعد مؤامرة علي إتفاقية السلام! –اى و الله-. سوف نعود للرد علي جهابزة المؤتمر الوطني، لكن قبل ذلك كما يقال بان الإعمال بخواتيمها، لنلقي نظرة علي البيان الختامي للمؤتمرين في حاضرة الجنوب جوبا او ما عٌرف بـ(إعلان جوبا) حتي نستطيع ان نحكم علي تخوف المؤتمر الوطني و الرهاب الذى اصابه خشية ان يقوم شيخ حسن عبد الله الترابي، الاب الروحي للحركة الإسلامية –زعيم المؤتمر الشعبي الان- بنبش الميت من قبره خصوصاً بان الإخوة الاعداء (دفنوه سوا) و المكر السىء لا يحيق الا باهله. وسوف نرى ان كان تخوف المؤتمر الوطني من نصب المشانق له في جوبا، وهدم إتفاقية السلام مجرد حجة واهية للتهرب من مواجهة إستحقاقات السلام و التحول الديمقراطي لحزب شمولي لا يستطيع فطم نفسه من ثدى السلطة المدرار ام لا.

    جاء إعلان جوبا في ست نقاط، تتسق في مجملها مع اعلنته اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر قبل بدايته، وهي بان المؤتمر لا يسعي لإقصاء احد او التامر علي الاخرين. و تحدث البيان الختامي عن الحوار و الإجماع الوطني، المصالحة الوطنية، إتفاقيات السلام الموقعة مع النظام، ازمة دارفور، الوضع الإقتصادى و الإجتماعي و السياسية الخارجية. في ما يتعلق بالحوار و الإجماع الوطني، اكد البيان الختامي بان الحوار و الإجماع الوطني يتطلب إجراء حواراً شفافاً مع الجميع من غير إملاءت او شروط، و دون إقصاء الاخرين. وفي شان المصالحة الوطنية تم التاكيد علي رد المظالم لاهلها. وفي ما يتعلق بالإتفاقيات الموقعة مع النظام، حثّ البيان علي تنفيذ إتفاقيات السلام الموقعة مع النظام، و طالب إعلان جوبا بتحسين الوضع الإقتصادى. و في ما يختص بالعلاقات الخارجية نصح المؤتمرون بعدم التصادم مع المجتمع الدولي، و التعاون مع محكمة الجنايات الدولية. كما نادى البيان الختامي بالوقف الفورى لاطلاق النار في دارفور، و تحقيق السلام في الاقليم المنكوب بمنح اهل دارفور منصب نائب الرئيس ثم تعويض المتضررين من تلك الحرب اللعينة. و في ما يتعلق بالتحول الديمقراطي طالب إعلان جوبا بتغيير كافة القوانين المقيدة للحريات لتهيئة المناخ للانتخابات القادمة، و إجازة قانون الإستفتاء و المشورة الشعبية لاهل جنوب النيل الازرق و جبال النوبة في دورة البرلمان القادمة، هذا باختصار ما ورد في إعلان جوبا.

    عدم مشاركة المؤتمر الوطني كانت خطأ جسيم منه، لانه كان بامكانهم المشاركة و تغيير نتائج المؤتمر من داخله لا من خارجه، و إن صُعب عليهم هذا كان بامكانهم هدم المعبد علي الجميع و العودة الي الخرطوم، وبذلك يكونوا قد حققوا نقطة علي الاخرين بان لديهم الرغبة في التواصل الإيجابي مع الاخرين و لكن غيرهم اراد غير ذلك، لكن من يقنع العقلية الديكتاتورية الامنية التي تفكر للمؤتمر الوطني؟ علينا الان ان نسال قادة المؤتمر الوطني، اى بند من هذه البنود يشير الي محاكمة الإنقاذ علي ماضيها الاسود من صحائف الحجاج بن يوسف؟ و اى بند من البنود يشير الي هدم إتفاقية السلام الشامل؟ يتضح لنا جلياً بان المؤتمر الوطني لا يريد ان يشارك في هذا المؤتمر لاسباب عدة –نتمني ان نكون مخطئين فيها- اولها: قادة الإنقاذ كانوا لسنين عدداً مثل فرعون يقررون في مصير البلاد و العباد وحدهم لا شريك لهم، و الان سّلط الله عليهم شركاء لا يقنعون من الغنمية بالاياب خصوصاً بانهم وضعوا مصير اتفاق الجنرال جوزيف لاقو مع الطاغية الراحل نميرى –ربنا يرحمه مطرح ما راح- نُصب اعينهم؛ و قادة المؤتمر الوطني يظنون بان الدنيا ما زالت –إنقاذية- ولكن عليهم الان ان يدركوا حقيقة واحدة وهي بانهم لم يعودوا اللاعب الوحيد في الميدان السياسي بل لهم شركاء و خصوم، ومهما كانت قوة اى حزب فلن يستطيع وحده ان (يبرطع) في الحقل السياسي، و إن دامت لغيرهم لما الت لهم.
    ثانياً: المؤتمر الوطني منقسم علي نفسه، فهنالك تيار كان مع المشاركة و اكدوا لقادة الحركة الشعبية مشاركتهم، وبل طلبوا منهم ان لا يعيروا اى إهتمام لما يُكتب في الصحف عن عدم مشاركة (الوطني) في مؤتمر جوبا، ولكن في اللحظات الاخيرة حسم التيار المتشدد داخل المؤتمر الوطني المشاركة في ذلك المؤتمر بالرفض –و الرهيفة التنقد-، والجناح المتشدد هذا مثل ملوك البربون لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً، وسوف يقود المؤتمر الوطني الي حتفه مثل نظام (الابارتايد/ِApartheid) في جنوب افريقيا.
    ثالثاً: المؤتمر الوطني ساهم في السر و العلن في تفتيت جميع الاحزاب المعارضة بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان –الشريك في الحكم- تارة بدعم المليشيات الجنوبية الي تنظيم مؤتمر كنانة للاحزاب الجنوبية، و الي حركة د. لام اكول الاخيرة، فهم يعتقدون بان الحركة الشعبية تريد عبر مؤتمر جوبا ان ترد لهم الصفعة باحسن منها، وانها ليست كالمسيح إن تم صفعها في خدها الايمن سوف تدير لهم خدها الايسر!.

    إعلان جوبا يعد خطوة حقيقية و إن جاءت متاخرة لإجراء حوار شفاف و صريح حول قضايا، الوحدة، السلام و المصالحة الوطنية، و مناقشة كافة الخيارات في حالتي الوحدة و الإنفصال. وعلي الرغم من الإجندة المختلفة للاحزاب التي شاركت في مؤتمر جوبا ولكن جميعها يتفق في الدعاء للمؤتمر الوطني بان يوسع الله مرقده كما وسّع مرقد الذين من قبله!.
                  

10-04-2009, 10:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الأحد 4 أكتوبر 2009م، 15 شوال 1430هـ العدد 5846

    صدي
    امال عباس

    مؤتمر جوبا نجح «1»

    05052008055111User44.gif
    http://www.alsahafa.sd/admin_visitors.aspx

    ? أحست الاحزاب السياسية والفعاليات السياسية الاخرى بالخطر.. الخطر المحدق بالسودان انساناً.. وارضاً.. وكياناً وسيادة وبدعوة من الحركة الشعبية للقاء يشخص الداء ويحدد تذكرة الدواء ولما كان الاحساس مشتركاً تجاوبت الاحزاب والفعاليات مع الدعوة.. للقاء جوبا.. وكون تأتي الدعوة من النائب الاول والشريك الثاني في حكومة ما بعد نيفاشا.. هذا في حد ذاته دليل عافية وعلامة بشارة في ان الحركة وهي شريكة فيما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية.. تكون صاحبة الدعوة.
    ? لكن.. ولعن الله لكن هذه فالمؤتمر الوطني.. حزب الانقاذ.. بدلاً من ان يشارك الآخرين في الاحساس بالخطر المحدق بكل البلاد.. توهم الخطر المحدق به هو شخصياً.. واصبح يهزى ويصرخ.. ان مؤتمر جوبا هو المؤامرة على اتفاقية السلام... كأنما هو سارع الخطى في تنفيذ بنودها.. ومؤتمر جوبا مؤتمر المعارضة لمقاطعة الانتخابات... التي يضمن نتيجتها في يده.. ومؤتمر جوبا تجمع عملاء جاءتهم «81» مليون دولار من جهات اجنبية.. وقبل ان ينعقد المؤتمر ولتأخير طرأ على موعد الافتتاح قالوا ان المؤتمر فشل قبل أن تنعقد جلسته الأولى ... وحتى عندما انحازت كل وسائط الإعلام المنحازة للمؤتمر الوطني وأخطرت الناس بأن ستة أحزاب جنوبية انسحبت من المؤتمر ولذا هو فشل فشلاً تاماً.. وطربت ورقصت لهذا... ولكن سرعان ما اتضح ان هذا الخبر غير دقيق والذي حدث ان ثلاثة احزاب جنوبية لوحت بالانسحاب.. رجع منها اثنان والذي انسحب حزب واحد.. وتحدث المراقبون همسا وبعضهم بالصوت المرتفع بان انسحاب الاحزاب الستة كان هو السيناريو المعد والذي جعلهم يقولون بالفشل قبل ان تنعقد الجلسة الاولى.. والمراقبون همسا وعلانية يقولون تعثر اخراج السيناريو لاسباب لا بد ان تبين في الغد القريب.
    ? لماذا المؤتمر الوطني ينزعج لعلامات الجدية والغيرة والصحوة التي اخذت تنتظم القوى السياسية.. والاجابة عندي هي ان اهل الانقاذ ومؤتمرهم الوطني يصعب بل ويستحيل عليهم تغيير طبيعتهم الاساسية والطبع دائماً يغلب التطبع.. فهم ما زالوا في حنين متصل للرجوع الى المربع الاول... مربع القبضة الحديدية والتوجه الآحادي والمشروع الحضاري.. وينظرون لاهل السودان كقطيع من السذج والاغبياء الذين يسهل اللعب عليهم بالزمن ويقولون مع انفسهم ها هي السنة الخامسة من اتفاقية نيفاشا وما زالت هناك القوانين التي تتعارض مع الدستور باقية ومؤتمر جوبا يمكن محاصرته بالاتهامات والارهاب الفكري والاغراءات حتى يتناثر في شكل اخبار تنشرها وسائط اعلامهم وينتهي الامر.
    ? ولكن.. لكن الثانية والموجعة لاهل المؤتمر الوطني.. ان مؤتمر جوبا نجح.. نجح في ان الكل تحدث بصدق وشفافية.. ولاول مرة في تاريخ السياسة السودانية يتحدث القادة عن التقييم.. تقييم التجارب السابقة.. بل ويتحدثون عن الظلم والاعتذار والمساءلة وهذا في حد ذاته نجاح يضع السياسة السودانية في اولى درجات السلم الصحيح للصعود الى قمة الممارسات الناجحة..
    ? مؤتمر جوبا نجح وبدلا من ان يبادل المؤتمر الوطني شكوكاً بشكوك او يدعو لاقصائه من الساحة السياسية قال في مطلع اعلانه الذي اسماه «اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني».
    1- الحوار والاجماع الوطني:
    ? الوصول لاجماع وطني يتطلب حوارا شفافاً دون املاءات او شروط ودون عزل او اقصاء لاحد وقد بدأت هذه العملية للمرة الاولى منذ توقيع اتفاقيات السلام وعلى رأسها اتفاقية السلام الشامل في هذا المؤتمر بجوبا ،ومن الضروري ان يتواصل هذا الحوار الحر الديمقراطي بين كافة القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والنساء لاجل ذلك يجدد المؤتمر الدعوة لحزب المؤتمر الوطني وكل من لم يشارك في هذا العمل الوطني الكبير... لاسيما وان بلادنا احوج ما تكون لمثل هذا الحوار في ظرف بلغت فيه تعقيدات الازمة الوطنية شأواً بعيداً.
    أواصل مع تحياتي وشكر
    ----------------------------------
    الإثنين 5 أكتوبر 2009م، 16 شوال 1430هـ العدد 5847

    صدي
    مؤتمر جوبا نجح«2»

    آمال عباس
    [email protected]
    ? قلت بالأمس إن مؤتمر جوبا نجح ليس في إستشعاره بخطورة المرحلة والتنادي من أجل المفاكرة والتشاور في أمر الخروج من وهدة المشاكل والازمات التي كادت ان تعصف بالسودان الكيان والانسان.. ولكن النجاح المؤزر جاء في الشفافية والصدق والمنهج الجديد في تناول التجارب السابقة والنظرة اليها بعين التجرد والنقد الذاتي ليس من باب التجريح والمكابرة وإنما من باب خلق المناخات المعافاة من كل المرارات.. والمتأمل للبند الثاني من اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني يدرك تماماً مدى عمق الروح الجديدة التي انتظمت قادة الاحزاب السياسية.. بند المصالحة الوطنية يقول وهو البند الثاني:
    ? أقر المؤتمر ان هناك مظالم تاريخية لحقت بالجماعات والافراد بمناطق كثيرة في السودان خاصة الجنوب ودارفور منذ الاستقلال ومن الضروري ان تسجل هذه المظالم ويتم الاعتراف بها والاعتذار عنها كمدخل للمصالحة الوطنية الصادقة.. ويوصي المؤتمر بأن تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة تكون مهمتها هى تقصي الحقائق في كل التعديات والانتهاكات لحقوق الجماعات والافراد منذ الاستقلال واتخاذ الاجراءات اللازمة لرد المظالم والحقوق سواء كان بالمحاسبة القانونية او التعويض المادي والمعنوي مما يعينه على التعافي والتسامح وازالة المرارات من النفوس وإبراء الجراح .تحقيق هذه الغاية يقتضي انفاذ كل ما لم يتم انفاذه حتى الآن من اتفاقية السلام خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي.
    ? تتطلب المصالحة الوطنية ايضاً إعطاء افضلية عليا للمناطق المهمشة في كل انحاء السودان من مشروعات التنمية على ان تستصحب الرئاسة في أداء هذه المهمة التجارب النظرية خاصة في افريقيا.
    ? إعلان جوبا ببنوده الستة جاء في غاية الوضوح في الاشارة الى مكامن الوجع واهمية معالجتها.. وبعد ان جاء الحديث واضحاً عن الحوار والإجماع الوطني والمصالحة الوطنية.. اشار الاعلان الى اتفاقيات السلام والسلام الشامل.. والى محور التحول الديمقراطي.. والى الوضع الاقتصادي والاجتماعي والى محور السياسة الخارجية.
    ? في محور الوضع الاقتصادي والاجتماعي قال اعلان جوبا للحوار والإجماع الوطني الآتي:-
    ? بعد أمد طويل من الحكم الشمولي وسياسات التحرير الاقتصادي العشوائي والاختلالات الهيكلية في الاقتصاد منذ الاستقلال.. يعاني الاقتصاد السوداني اليوم من أزمة عميقة الجذور متمثلة في إنهيار الانتاج الزراعي والرعوي والصناعي وفاقم من ذلك الاعتماد على النفط إعتماداً كاملاً وتراجع أسعاره عالمياً مما ادى الى ضائقة معيشية خانقة وعجز متزايد في موازنة الدولة وتحميل الفئات الفقيرة أعباء تلك السياسات.. ضاعف من الأزمة تفشي الفساد وخصخصة مؤسسات القطاع العام بصورة مريبة.. لكل ذلك لابد من توجه جديد في معالجة الازمة الاقتصادية من جذورها وضغط وتقليص الانفاق الحكومي وإلغاء الجبايات والضرائب على المستوى القومي والولائي إلغاءً فعلياً وبالذات في مجال الانتاج الزراعي والحيواني كذلك لابد من إلغاء قرارات الفصل التعسفي من مؤسسات الدولة ورد الاعتبار للمفصولين حسب ما نص عليه الدستور القومي الانتقالي والعمل على انفاذ النصوص الدستورية والقوانين التي تحمي العاملين من الفصل التعسفي.. لابد أيضاً من تقليص حجم مؤسسات الحكم على كافة المستويات وان تكون التنمية برضا وقبول المواطن ولمصلحته لاسيما في مناطق بناء السدود.. لابد ايضاً من الشروع فوراً في تنفيذ خطة لربط الشمال بالجنوب بمختلف سبل المواصلات وفي مقدمتها النقل النهري والبري والسكك الحديدية مما يعزز اواصر العلاقات والمصالح بين كافة أنحاء البلاد كما يدعو لمؤتمر اقتصادي قومي ينظر في مسببات وجذور الأزمة والحلول اللازمة للخروج منها.
    هذا مع تحياتي وشكري




    الصحافة

    (عدل بواسطة الكيك on 10-05-2009, 08:05 PM)

                  

10-04-2009, 12:10 PM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الاخ الكيك
    شكرا لجهدك الكبير
    لكنها تظل وحهة نظر فئة محددة تمثل من اجتمع منهم
    وبالتالي حكاية انو المؤتمر نجح ترجع لذات الجماعة التي اجتمعت
    وسوف يظل المؤتمر حسب وجهة نظري بدون فاعلية لغياب المؤتمر الوطني وهو الحزب الحاكم والأكبر قاعدة والأحكم تنظيما
    أما مشاركة الحركة الشعبية بدون شريكها فلا تعدو أن تكون لعبا علي ذقون البقية حيث أن الحركة مرتبطة بمواثيق ( نيفاشا) ولا تستطيع أن تبدل فيها سوي الحديث والنيات فقط
    لكن المضابط والمرجعية فهي محفوظة
    وتحياتي
                  

10-04-2009, 05:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: علي الكرار هاشم)

    الاخ على الكرار
    اشكرك على المشاركة واختلف معك واقول لك ان مؤتمر جوبا نجح فى اهدافه التى انعقد من اجلها وهو تكوين رؤية قوية واتفاق تام نحو القضايا الوطنية التى تهم الوطن كوطن ولا تهم المؤتمر الوطنى كثيرا ..
    كما اختلف معك فى ان حزب المؤتمر الوطنى حزب كبير يملك قاعدة فهو حزب سلطة مثله مثل الاتحاد الاشتراكى واسوا منه فى كثير من الاحيان ولا قاعدة جماهيرية له ويحكم بالقبضة الامنية والقبض على المال والتحكم فى الاقتصاد بالاحتكار ..
    وقاعدته معروفة ومكشوفة فى كافة ربوع السودان وهم الارزقية ومحبى السلطة من العناصر الغير ذات الخبرة السياسية من ارباب الاتحاد الاشتراكى السابق وقليل من بقايا جماعة الاخوان المسلمين الذين باعوا مبادئهم ببريق السلطة والمال ..
    ولو تمعنت فى حديث باقان ادنى سوف تعرف حجم ودور الاحزاب مقارنة براى ورؤية حزب المؤتمر الوطنى


    اقرا


    السيد. باقان أموم :نطلب من المؤتمر الوطنى ان ينضم الينا من اجل البحث عن السلام والديمقراطية فى السودان

    سميربول



    مؤتمر الاحزاب السياسية فى جوبا انتهى بنجاح واتى بحلول طالب بالمصالحات بين القبائل عن طريق لجنة يتم تأسيسها بواسطة رئيس الجمهور من أجل التحقيق فى الجرائم التى ارتكبت فى السودان ، ونادوا بالسلام الشامل وبضرورة تطبيق اتفاقية السلام الشامل وبضرورة تمرير قانون حق تقرير المصير عبر البرلمان فى الجلسة القادمة ، وطالبوا بالتغييرات الديموقراطية والتغييرات فى القوانيين المؤثرة على حياة المواطنيين ، وبخصوص دارفور طالبوا تطبيق اتفاقية أبوجا وتلبية طلبات وإحتياجات اهل دارفور بأن يكون منصب نائب رئيس الجمهورية من أحقيتهم وتجريد السلاح من جيش الجنجويد ودعم قوات الامم الافريقية فى دارفور ليصبحوا قادرين على حماية حياة المواطنيين . ومن اهم القرارات التى خرجت بها الاحزاب هى عدم المشاركة فى الانتخابات القادمة مالم تغير القوانيين الموجودة كلها فى الحكومة الاتحادية .

    السيد. باقان أموم ،السكرتير العام لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان وفى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء الماضى فى جوبا قال ان مؤتمر الاحزاب اتى بمحادثات وطنية لكل أهل السودان . وأضاف قائلاً بكل تأكيد هذا المؤتمر نجح فى اهدافه بأن ابتدر حوار وطنى حقيقى فعلى وهى عملية طويلة ستستمر ونتوقع من القيادات السودانية التى إلتأمت هنا أن يواصلوا عملهم المشترك الى ان يحقق سلام عادل شامل فى كل السودان . واكد بان الحلول الناتجة من المؤتمر ستطبق كلها . وواصل قائلا سيكون لنا توصيات والقرارات التى أتخذناها سيكون لدينا القوة والقدرة لتنفيذ تلك القرارات ولدينا القدرة لتوصيل التوصيات الى الجهات الموصى بها ولدينا القدرة فى القيام بإلحاح شديد وإقناع لتلك الجهات حتى يقبلوا بها ويقوموا بنتفيذها سواء كانت الحكومة او المجتمع الدولى ،والمؤتمر الوطنى ليست هى الجهة الوحيدة القادرة على فعل كل شى نحن لدينا القدرة على ان نجعل هذا السودان به سلام وحرية ونحن قادرين على ذلك ونطلب من المؤتمر الوطنى ان ينضم الينا من اجل البحث عن السلام والديمقراطية فى السودان .

    حزب المؤتمر الوطنى كان قد رفض حضور هذا المؤتمر واسبابه فى ذلك هو ان مؤتمر الاحزاب هذا قد عمل من اجل تفشيل اتفاقية السلام الشامل وإدعى بأن هناك دول غربية دعمت هذا المؤتمر .

    وصف مؤتمر جوبا بالتاريخى لحل المشاكل السياسية الدائمة فى السودان . حيث قال السيد.محمد ابراهيم نقد رئيس الحزب الشيوعى السودانى ان المواضيع التى تم مناقشتها فى هذا المؤتمر هى مواضيع حساسة جدا بالنسبة لمستقبل السودان . وقال اعتقد ان المحاور المطروحة هى القضايا الساخنة التى تواجه المجتمع السودانى وأضاف قائلاً ومن خلال متابعاتى لمجمل المداخلات والمناقشات والعمل الذى ينتظر اللجان اعتقادى ان الوجهة هى الخروج بمشروع ما يشبه البرنامج القومى لحل هذه المشاكل وما يطرحه المؤتمر وما يتوصل له سيطرح للشعب السودانى ككل ليقول رايه فيه هذا لايعنى ان هذا البرنامج يخص الحركة الشعبية او يخص الحزب الشيوعى او يخص حزب الامة او يخص اى حزب اخر مشارك فى هذا اللقاء اما الدعاية المضادة فان اعتقد انها منطلقة من موقف حزبى ضيق وضار ولكنه لايستطيع بعد ذلك بما توصلت له الحركة السياسية وسيظل صوت نشاز اكثر من صوت يعرقل .

    الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية السيد كمال عمر قال ان هذا المؤتمر مشاركة حقيقية و لايمكن مقارنتها باجتماعات كنانة . وقال ان المؤتمر الوطنى من حقه ان يشارك فى هذا المؤتمر ويقدم ما يراه ولكنه تلكاء عندما شعر بأن المؤتمر هو لإجماع اهل السودان ليس بطريقته التى كان يعمل بها المؤتمر الوطنى فى ان يمزق الساحة بمؤتمرات ليست لها قيمة كما فعل فى مؤتمر كنانة .

    اما حزب الوحدة الناصرى بقيادة السيد. الساطع الحاج الامين قال ان هذا المؤتمر فيه العلاج الشامل والمصالحة العامة لكل السودانيين . وواصل قائلا إن انعقاد المؤتمر فى حد ذاته بادرة جيدة وحقق نجاح لانه منذ الاستقلال وحتى الان لم تستطع اى قوة سياسية بمثل هذا الحجم ان تجتمع لتتناقش حول قضايا السودان والاجتماع يكون داخل السودان ويكون بحضور جزء من السلطة الحاكمة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان وفى حد ذاته اعتقد ان هذا نجاح جيد للمؤتمر والمؤتمر ناقش اربع قضايا توصل فيها لتوصيات اعتقد انها جيدة اهم شى فى المؤتمر انه وحد رؤى أحزاب كثيرة جيدة هناك احزاب قومية عربية هناك احزاب اشتراكية احزاب يمينية وسطية اسلامية كل هذه الايدلوجيات استطاعات ان تتلاقح وان تتلاقى فى هذا المؤتمر لتخرج بتوصيات تتفق عليها جميعا هذا فى حد ذاته نجاح كبير فى هذه القضايا سواء مؤسسة السلام او قضية دارفور او المصالحة الوطنية والعدالة .

    ومن جهة اخرى هناك بعض الاحزاب السياسية الجنوبية رحبت بهذه المؤتمر بعد ان كان هناك ستة احزاب سياسية تابعة لجنوب السودان خرجوا عن المؤتمر يوم الاثنين وزعيم حزب الاتحادى الافريقى السودانى 1 السيد . جوزيف اوكيل وزير شئون البرلمان العام بحكومة الوحدة قال ان حزبه اتى لينضم الى المؤتمر ليدافعوا عن اتفاقية السلام الشامل .

    اما رئيس حزب جبهة الانقاذ الوطنى الديمقراطى الاصلى وزير الشباب والرياضة والثقافة فى حكومة جنوب السودان السيد قبريال شانقسون شانق وصف هذا المؤتمر بانه مؤتمر وطنى شامل لجميع الاحزاب السياسية ليجدوا حل للمشاكل السودانية .

    زعيم الاتحاد الافريقى السودانى المعروف ب(سانو) الدكتور توبى مادوت وصف مؤتمر جوبا بانه بداية لحل المشكلة السودانية ووصف المؤتمر بأنه تقدم تاريخى لان كل القادة السياسين ناقشوا كل المشاكل التى تواجه البلاد خاصة حول التطبيقات التى تواجه اتفاقية السلام الشامل وقال فى راينا بحزب سانو نحن سعيدين للنجاح التاريخى لمناداة الاحزاب السياسية فى السودان وهم اتوا الى هذا المؤتمر ،وهذا المؤتمر لمناقشة الصعوبات التى واجهت اتفاقية السلام الشامل والجنوبيين الان يريدون ان يشاركوا فى حل مشكلة السودان وطالب مدوت من القادة من ضمنهم قادة دارفور المجموعات المعارضة للحكومة السودانية بأن يروا حل لمشاكل دارفور كان هنالك اشياء سيئة فعل مع الجنوبيين وهنالك اشياء سيئة فعل مع الشماليين ولكن الان علينا ان نأتى معا لحل تلك المشاكل الان لدينا مشكلة دارفور فهل سنترك هذه المشكلة لعشرين عاما او ثلاثين عاما او نعرضها للحكومة المركزية والاحزاب السياسية فى دارفور لنأتى معا للبحث عن الحلول .

    ومؤتمر جوبا كان لخمسة ايام بحضور عدد 20 من الاحزاب السياسية السودانية . اتحاد العمال السودانى السابق قال ان المؤتمر بداية لحل القوانيين الضاغطة والاضطهادية فى البلاد ، السكرتير العام لاتحاد العمال السودانى السيد.الصادق على يحيى قال ان افراد حزب المؤتمر الوطنى هم المسئولين عن المشاكل الدائرة فى دارفور وبطئين لعمل تغييرات ديمقراطية فى البلاد وقال ان المؤتمر يمثل نقطة تحول فى مسار الاتحاد الوطنى العظيم .







    تحياتى لك

    (عدل بواسطة الكيك on 10-04-2009, 05:25 PM)

                  

10-04-2009, 05:15 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6038
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الأحد 04-10-2009
    علي محمود حسنين لـ (أجراس الحرية):-دستور الحزب يلزمنا بالنضال ضد هذا النظام بصلابة وتصميم

    : حاورته في جوبا: رشا عوض

    بعد رحلة سفر استغرقت سبعة عشرة ساعة وصل الاستاذ على محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل الى جوبا قادماً من بريطانيا لمخاطبة الجلسة الختامية لمؤتمر جوبا الذي وصفه بالمؤتمر التاريخي الذي لا يتخلف عنه الا جاهل بمصلحة السودان، فكان لحضوره المهيب ابلغ الأثر في الهاب حماس المؤتمرين وطمأنتهم على ان مقعد الحزب الاتحادي الديمقراطي ليس شاغراً في ذلك المحفل الوطني الكبير، في اليوم التالي لختام فعاليات المؤتمر التقينا الاستاذ علي محمود حسنين في هذا الحوار.


    * هل مشاركتك في مؤتمر جوبا بصفتك الشخصية أم نيابة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل؟



    انا حضرت الى جوبا نيابة عن جماهير الحركة الاتحادية جميعها بما فيها جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل الذي أحتل فيه موقع نائب الرئيس، وحضورنا هنا لا يحتاج الى قرار جديد لانه جزء من سياسة الحزب المستقرة التي تنادي بمناقشة الشأن السوداني في اي منبر وطني، فالسودان الآن يمر بمنعرج خطر في لحظة تاريخية حرجة، فالسودان الآن يتآكل ويضيع وهو عرضة للتقسيم، ليس فقط بين الشمال والجنوب، وانما ايضاً في الغرب حيث لا تزال الحرب مستعرة، وهناك غياب حقيقي للديمقراطية، وهناك تدخل اجنبي كبير في البلاد، حيث ان قضايا السودان لا يناقشها السودانيون بل تناقش في كافة المنابر الدولية العالمية ويكون الصوت الاجنبي هو الاعلى، هذا المؤتمر الذي انعقد في جوبا، هو فرصة كبيرة للسودانيين لكي يجتمعوا لأول مرة في منبر واحد لمناقشة الهم السوداني والقضايا السودانية، ومن ثم فان الحزب الاتحادي الديمقراطي وفق تاريخه ووفق ارثه النضالي ووفق مواثيقه لا يستطيع مطلقاً ان يتخلف عن مثل هذا اللقاء الكبير والا لاعلن للكافة انه لا يهتم بالشأن السوداني والقضية السودانية وهو ما لا يمكن ان يقول به احد، لذلك فان حضورنا لهذا المؤتمر هو الموقف الطبيعي الذي ينسجم مع الحزب وارثه ومواثيقه ودوره ورسالته.



    * ولكن الاستاذ علي السيد قال ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل غير مشارك وانك اتيت بصفتك الشخصية؟



    علي السيد عضو عادي في الحزب وليس جزءاً من الهيئة القيادية، والتالي فهو ليس الجهة التي تفصل في مثل هذه القضايا وتقيم موقف نائب رئيس الحزب.



    * هل مشاركتك في مؤتمر جوبا بعلم وموافقة مولانا الميرغني، هل استشرت مولانا قبل حضورك؟



    مشاركتنا في هذا المؤتمر هي الموقف الطبيعي المنسجم مع دستور الحزب، والذي يحتاج الى اذن او استشارة هو عدم المشاركة، وعلى كل مولانا الميرغني يعلم بمشاركتي.



    * قرأنا في الصحف ان هناك اتجاهات داخل الحزب الاتحادي لمحاسبتك على موقفك الاخير أي المشاركة في مؤتمر جوبا؟


    لا ادري من يحاسب من؟ الذي يلتزم بالخط الاتحادي الوطني النضالي المؤسس وفق دستور الحزب ام الذين لا يلتزمون بدستور الحزب فالذي يحاسبني هو الشعب السوداني والقاعدة الاتحادية التي تعرف المواقف.

    * هناك مؤشرات تدل على ان هناك تقارب ما بين حزبكم والمؤتمر الوطني ومن هذه المؤشرات اللاءات التي اعلنها مولانا الميرغني ومنها لا للعداء مع المؤتمر الوطني، وكذلك الموقف المضطرب من المشاركة في مؤتمر جوبا حيث جاءت مشاركتك في نهاية المؤتمر وقبل ذلك اعلن الحزب عدم مشاركته ما تعليقكم على ذلك؟



    اود ان أوضح ان مشاركتي في هذا المؤتمر كانت منذ بدايته فقد ارسلت مذكرة ضافية باسم الحزب يوم التاسع من سبتمبر وفيها حددنا مواقفنا من كافة المحاور التي يناقشها المؤتمر، وكان الأمل ان يأتي آخرون لتمثيل الحزب في المؤتمر، وعندما لم يأت احد قررت ان آتي من بريطانيا، ولمشاكل ولظروف متعلقة بالحجوزات لم اصل الا في اليوم الاخير، فنحن جزء من هذا المؤتمر منذ بدايته بمشاركتنا المكتوبة فيه، ثم توج هذا بحضوري الشخصي..

    اما موقف الحزب من المؤتمر الوطني فهذا امر لا يمكن ان تحكمه رغبات او مواقف آنية انما تحكمه امور على رأسها الارث النضالي للاتحادي الديمقراطي وهو ارث تأسس على رفض الشمولية بكافة اشكالها ومسمياتها وعهودها، وهذا موقف ثابت ظللنا ننتهجه منذ حكم عبود في العهد المايوي وظل مستمراً مع حكومة الانقاذ منذ قيامها حتى الآن، ولا يجوز لنا بأي حال من الاحوال ان نخرج عن هذا الارث، الحزب الاتحادي الديمقراطي له دستور حدد طرحه وموقفه السياسي وقد اجيز هذا الدستور في عام 2004م في مؤتمر المرجعيات في القناطر الخيرية بالقاهرة وقد جاء صراحة في ذلك الدستور ان الحزب الاتحادي الديمقراطي يتعهد برفض كافة اشكال الحكم الدكتاتوري والشمولي مدنياً كان ام عسكرياً ويتعهد بالنضال ضده بارادة وتصميم، هذا موقف واضح وقاطع يمنع الحزب الاتحادي الديمقراطي من ان تكون له علاقة بالمؤتمر الوطني بل يلزمنا بالنضال ضد هذا النظام، بصلابة وتصميم، هذا هو دستور الحزب الملزم لكافة اجهزته بدءا من رئاسة الحزب والمكتب السياسي وكافة المؤسسات المحكومة بهذا الدستور ولا يمكنها الخروج عنه، وبخروجها عن هذا الدستور تكون قد فقدت شرعيتها!!

    فعلاقتنا بالمؤتمر الوطني لا تحددها الرغبات الآنية ولا التكتيكات السياسية وانما الموقف المبدئي المنصوص عليه في دستور الحزب وهو اعلى وثيقة ملزمة، ولذلك فان اية محاولات تجري للتقارب مع المؤتمر الوطني هي مخالفة لدستور الحزب، واي محاولة للتنسيق معه كذلك هي ضد الحزب ووثائقه ودستوره وبالتالي فان كانت هناك جهات تسعى للتقارب مع الوطني فهي لا تمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي بل تسير عكس دستوره وارثه، فالموقف الثابت والنهائي للحزب والذي لا نملك نحن كقيادة الخروج عليه هو اننا لا يمكن ان نمد ايدينا لحزب شمولي اهدر الديمقراطية ومزق الامة وجعل ارضنا مرتعاً لكل من هب ودب في اصقاع الكون، فواجبنا ان نعمل مع كافة القوى الوطنية السودانية من اجل استرداد الحرية والديمقراطية للشعب السوداني وهذا لا يمكن ان يتم بالتحالف مع من اجهضوا الحرية والديمقراطية في بلادنا.


    * ما هو تقييمك لمؤتمر جوبا وما خرج عنه من توصيات؟


    مؤتمر جوبا انجاز كبير، فأن تلتقي القوى السياسية السودانية التي تؤمن بالتحول الديمقراطي انجاز كبير، اضافة الى ان المؤتمر ناقش كافة القضايا الوطنية وتوصل الى اتفاق على حلول تمثل الحد الادنى لكل المجتمعين، هذا المؤتمر حسم موضوع الاستفتاء الشعبي واثبت انه حق اصيل للجنوبيين وفق اتفاقية السلام والدستور الانتقالي وغير ذلك، واكد هذا المؤتمر ان الانتخابات لا يمكن ان تجري الا وفق مستحقاتها، حتى تكون حرة ونزيهة وشفافة، وعلى رأس هذه الاستحقاقات الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون الامن الوطني، واذا لم يتم الوفاء بهذه المستحقات خلال فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثين من نوفمبر المقبل فان موقف كافة القوى السياسية المجتمعة في جوبا هو مقاطعة الانتخابات حتى لا تمنح الانتخابات اية شرعية، وقد كنا نتحدث عن هذه الامور كاحزاب كل بصورة منفردة ولكن الآن اصبح هذا هو الموقف الوطني الجامع للقوى السياسية الفاعلة في السودان، وهذه انجازات كبيرة تمت ولا بد ان يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في هذا المؤتمر.



    * هذه ليست المرة الاولى التي تجتمع فيها القوى السياسية السودانية وتتفق على برنامج وطني، فقد سبق ان اتفقت على مقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ولكن كل ما يتم الاتفاق عليه لا يجد التفعيل في ارض الواقع!؟



    بعد مؤتمر اسمرا كان هناك تفعيل وعمل سياسي مكثف على المستوى المحلي والعالمي وكان هناك نشاط حتى على الساحة العسكرية وحقق المؤتمر انجازات كبيرة، ولكن طال العهد على كثير من الاعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي فضعف واستطاع المؤتمر الوطني ان ينفذ الى بعض مكوناته فاجهضه من الداخل وكانت الطامة الاخيرة اتفاق القاهرة الذي اوهم اعضاء التجمع ان انجازاً قد تم، ولكن التجمع لم يقبض من اتفاق القاهرة غير الريح فلم ينفذ شئ من ذلك الاتفاق، ومات التجمع وشبع موتا!ً بعد مسيرته التي بدأت ناجحة ثم انتهت بالفشل والخذلان، نأمل من مؤتمر جوبا ان يضع آلية، وهو بالفعل كون آلية مكونة من القيادات العليا للمشاركين لتبحث الخطوات التنفيذية لهذا الاتفاق، والآن الوضع في السودان سيئ جداً وهو مهدد بالفناء والضياع والتشرذم وهذا يجب ان يدفع كافة القوى الوطنية وعلى رأسها القوى المشاركة في مؤتمر جوبا للعمل بجد واخلاص وتفاني، فنحن الآن لا يجب ان نعيش في جلباب احزابنا، فالوطن جريح وعلينا ان نسمو لمستوى الوطن وقضاياه ولا نتخندق داخل احزابنا وهذه هي الرسالة التي ارسلتها لمؤتمر جوبا نيابة عن جماهير الحركة الاتحادية.



    * توصيات مؤتمر جوبا تضمنت المطالبة بالغاء القوانين المقيدة للحريات وسن قانون ديمقراطي للأمن وغير ذلك من المطالب التي من المتوقع ان يتعنت المؤتمر الوطني في الاستجابة لها، فماذا ستفعل القوى السياسية؟


    الحل هو تكثيف العمل الجماهيري من اجل احداث التغيير الذي تريده الامة السودانية، واذا لم يحدث التغيير المطلوب فان القوى السياسية سوف تقاطع الانتخابات، وعندما تقاطع القوى السياسية الغالبة الانتخابات فان ذلك يعني ان الانتخابات لن تكون معبرة عن ارادة الشعب وبعد ذلك ستبدأ مرحلة جديدة للنضال من اجل تصحيح المسار.



    * ننتقل الى الشأن الاتحادي ونسأل السؤال المطروح بالحاح في الساحة منذ زمن متى يتوحد الاتحاديون..؟



    الاتحاديون الآن في حقيقة الامر متوحدون فكراً وموقفاً ولعلكم لاحظتم ان القوى الاتحادية الاخرى التي جاءت الى مؤتمر جوبا كانت متفقة مع الخط الذي عرضناه، انقسام الحركة الاتحادية سببه انعدام المؤسسية داخل الجسم الكبير، ونحن نسعى لتحقيق المؤسسية ولو نجحنا في ذلك فلا خلاف بين الحركة الاتحادية مطلقاً.. والآن الموقف السياسي واحد والرؤية السياسية واحدة والاختلاف سببه غياب المؤسسية وفي اعتقادي ايضاً ان المؤسسية غائبة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ونأمل ان نوفق في تحقيقها حتى تتلاشى الاختلافات ويعود الحزب الاتحادي الديمقراطي عملاقاً موحداً كما كان.




    * حالة التشرذم والانقسامات سواء في الحزب الاتحادي الديمقراطي او غيره من الاحزاب اضعفت الامل لدى الشعب السوداني في ان هذه الاحزاب قادرة على خدمة قضاياه، والمؤتمر الوطني الآن في دعايته السياسية يردد ان الاحزاب بضعفها وعدم وحدتها واتفاقها في داخلها عاجزة عن ان تكون بديلاً له في الحكم ما تعليقك؟



    المؤتمر الوطني لابد ان يقول ذلك لانه حزب اقصائي ولا يرى احقية لاية جهة اخرى ان تحكم السودان غيره، فهو يريد ان يكون وحده في الساحة، والاحزاب التي يتحدث عنها المؤتمر الوطني بهذا الشكل موجودة في الساحة السياسية قبل ظهور المؤتمر الوطني وقبل ميلاد كثير من قياداته، فهذه الاحزاب نشأت في احضان مؤتمر الخريجين وحاربت المستعمر وحققت استقلال السودان وعزته وكرامته، وهذه الاحزاب هي التي قاتلت الانظمة الشمولية وهي الآن تقاتل نظام المؤتمر الوطني الشمولي فهي احزاب عريقة ذات حضور في وجدان الشعب السوداني وذات قاعدة في كل مدن وارياف السودان، والمؤتمر الوطني يسعى بكل ثقله في احداث الانقسامات في التكوينات المعارضة اما بالمال ترغيباً، واما بالاجهزة القمعية القهرية ترهيباً، والاحزاب الجماهيرية الكبيرة قياداتها ليست على نفس الدرجة من الالتزام بالعمل النضالي فهناك تفاوت في المواقف وقد استطاع المؤتمر الوطني ان ينفذ الى الحلقات الضعيفة داخل الاحزاب، وقد نفد الى الحركة الشعبية نفسها وحاول ان يحدث انقسامات داخلها ويغلق منابر معارضة لتوجهها، فالمؤتمر الوطني نجح في احداث انشقاقات في الحزب الاتحادي الديمقراطي وفي حزب الامة وفي الحركات المسلحة في دارفور حتى اصبحت اكثر من ثلاثين حركة من اصل حركتين فقط، فمعظم هذه الانشقاقات كانت بتدخلات المؤتمر الوطني وبالاموال المنهوبة من الخزينة العامة والمال العام، فالمؤتمر الوطني حتى يحتفظ بسيطرته على مفاصل السلطة يسعى لاحداث الانقسامات في كل القوى السياسية وقد سعى المؤتمر الوطني لتخريب مؤتمر جوبا نفسه بانتهاج سياسة اعلامية استغل فيها اجهزة الاعلام القومية لترويج آرائه حول المؤتمرين بمن فيهم الحركة الشعبية الشريك الاساسي في السلطة، لذلك فان الانقسامات والتشرذمات الموجودة في الساحة السياسية سواء مدنية أو عسكرية هي بسبب المؤتمر الوطني وفكره الشمولي الاقصائي الذي يريد اضعاف كافة المكونات المعارضة له، ونحن ندرك هذا ونرى ان التشققات التي حدثت سطحية لم تنفذ الى لب الجسم الوطني، ولذلك فان اجتماع جوبا كان محاولة لجمع الجسم الوطني للوقوف امام التوجه الشمولي لحزب المؤتمر الوطني.




    * ولكن حتى اذا سلمنا بصحة ما ذكرته عن دور المؤتمر الوطني في اضعاف الاحزاب وتخريبها وتقسيمها، اليست هذه الاحزاب بحاجة لوقفة مراجعة ونقد ذاتي.. الا تعتقد ان هناك اسباب موضوعية تستوجب نقد الاداء الحزبي السوداني؟



    نعم الاحزاب يجب ان تراجع نفسها، والمراجعة مستمرة يومياً، ولعل كثيراً من الخلافات داخل الاحزاب الكبيرة الآن هي نتاج المراجعة ونقد الذات ومحاولات تصحيح المسار وليست مجرد انقسامات، فهناك معارضات بالصوت العالي داخل هذه الاحزاب تعبر عن المراجعة والوقفة مع الذات لتصحيح المسار، وهذه المراجعات طبيعة مستمرة ولا بد ان تستمر سواء في الحزب الاتحادي الديمقراطي او حزب الامة او الحركة الاسلامية او غيرها، ولكن المؤتمر الوطني ليس هو الاستاذ الذي يعلم الاحزاب ماذا تفعل وكيف تفعل فهو ليس المعلم الصالح للحركة السياسية الديمقراطية وهو حزب جاء اساساً للقضاء على الديمقراطية.



    * برأيك ما هي اهم النجاحات واهم الاخفاقات التي حققها العمل المعارض للانقاذ؟



    صمود المعارضة السودانية وبقاؤها حتى الآن رغم كل ما تعرضت له من بطش وتنكيل في حد ذاته انجاز ودليل على انها ذات قدرة على البقاء، والنظام الآن يترنح ومخطئ من يقول انه قوي، فالنظام مضغوط داخليا وخارجيا ورئيسه مطلوب للعدالة الدولية، وفشل النظام في ادارة الاقتصاد الوطني واكتفي بان يمني الشعب السوداني بالاكاذيب من قبيل ان سد مروي مثلاً سيكفي الشعب السوداني من الكهرباء وما يفيض سيتم تصديره للخارج وما حدث ان الكهرباء تنقطع ليل نهار في السودان ولم تتم انارة القرى ولم تعمل المصانع رغم الادعاء بان 98% من كهرباء السد دخلت الى الشبكة القومية، والحكومة الآن بصدد استيراد الكهرباء من اثيوبيا، الشعب السوداني الآن في حالة غليان من الحالة الاقتصادية ومن غياب الحرية والديمقراطية ومن وضع جميع اجندته امام المجتمع الدولي حيث لا يقضي امر دون الاستشارة الدولية من اضاع الكبرياء الوطني، والآن السودان مهدد بالانقسام في 2011م فمن الواضح ان سياسات الحكومة تدفع في اتجاه الانفصال وسياسات الحكومة في دارفور قد تدفع للمطالبة بتقرير المصير هناك، فعلى المعارضة ان تعي جيداً ان استمرار هذا النظام يكلف الوطن فاتورة غالية جداً.



    * ما هو تقييمك لقرار رئيس الجمهورية برفع الرقابة عن الصحف؟



    الرقابة على الصحف باطلة ولا تتفق مع التقاليد الديمقراطية وتتعارض مع الدستور، فواقعة ان تكون هناك رقابة خطأ، وان يرفعها الرئيس كمنة ومنحة ايضاً خطأ، حرية الصحافة حق اصيل يجب الا يقيد، قال الرئيس ان الصحافة يجب ان تمارس عملها بمسئولية وهنا نسأل من الذي يحدد هذه المسئولية قطعاً المقصود الاجهزة الامنية واجهزة السلطة وبالتالي فان سيف الرقابة ما زال موجوداً، عندما يعتقل شخص ويأتي الرئيس ويطلق سراحه هذا لا يعني ان قرار اعتقاله كان صحيحاً، فالاعتقال في حد ذاته باطل، نحن نريد نظاماً يمنع وقوع الخطأ ابتداء.



    * لكن المحكمة الدستورية حكمت بان الرقابة على الصحف دستورية وذلك في قضية الطعن الدستوري الذي تقدمت به صحف اجراس الحرية، ورأي الشعب و الميدان؟.



    هذا امر يؤسف له، وما كنت اتوقع من قضاة كبار ان يصدروا مثل هذا القرار الذي يتعارض مع كافة القيم الديمقراطية.
    * في الفترة المقبلة هل سيكون الاثر الاكبر على مستقبل السودان الحراك السياسي الداخلي ام الضغوطات الخارجية؟
    الاصل هو الحراك الداخلي، والتأثيرات الخارجية تحدث لاننا في مجتمع دولي متداخل مترابط ولم تعد السيادة الوطنية تعني الجزر المعزولة فهناك حراك دولي له مردوده، ولكن قبل هذا لا بد من الحراك الداخلي.

    * هل صحيح ان سبب مغادرتكم للسودان وبقاؤكم في الخارج بسبب تهديدات من بعض الجهات؟
    تعرضت للتهديد ولكنني لم اغادر السودان لهذا السبب، فقد ظللت اعبر عن رأيي واتحمل الاذى دونما كلل وعلى استعداد لتحمل المزيد، فقد سافرت للخارج لاسباب شخصية وعلاجية، وبقائي في الخارج امتد لفترة طويلة لان الحركة السياسية داخل السودان اصبحت محدودة فلا استطيع ان امارس عملي بالصورة التي اريدها، وانا احبذ العمل داخل السودان.
    * متى ستعود الى السودان؟
    في اسرع وقت ممكن ان شاء الله.
                  

10-04-2009, 10:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    على محمود حسنين



    مؤتمر جوبا انجاز كبير، فأن تلتقي القوى السياسية السودانية التي تؤمن بالتحول الديمقراطي انجاز كبير، اضافة الى ان المؤتمر ناقش كافة القضايا الوطنية وتوصل الى اتفاق على حلول تمثل الحد الادنى لكل المجتمعين، هذا المؤتمر حسم موضوع الاستفتاء الشعبي واثبت انه حق اصيل للجنوبيين وفق اتفاقية السلام والدستور الانتقالي وغير ذلك، واكد هذا المؤتمر ان الانتخابات لا يمكن ان تجري الا وفق مستحقاتها، حتى تكون حرة ونزيهة وشفافة، وعلى رأس هذه الاستحقاقات الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون الامن الوطني، واذا لم يتم الوفاء بهذه المستحقات خلال فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثين من نوفمبر المقبل فان موقف كافة القوى السياسية المجتمعة في جوبا هو مقاطعة الانتخابات حتى لا تمنح الانتخابات اية شرعية، وقد كنا نتحدث عن هذه الامور كاحزاب كل بصورة منفردة ولكن الآن اصبح هذا هو الموقف الوطني الجامع للقوى السياسية الفاعلة في السودان، وهذه انجازات كبيرة تمت ولا بد ان يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في هذا المؤتمر.
                  

10-05-2009, 04:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    نص الرسالة التى بعث بها الميرغنى للبشير رئيس حزب المؤتمر الوطنى بمناسبة إنعقاد مؤتمرهم
    الجمعة, 02 أكتوبر 2009 10:17


    بسم الله الرحمن الرحيم


    نص الرسالة التى بعث بها مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى للمشير عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الوطنى بمناسبة إنعقاد مؤتمرهم العام الثالث.
    الخرطوم:الاربعاء : 30/9/2009م



    الأخ المشير عمر حسن احمد البشير .
    رئيس حزب المؤتمر الوطني.

    السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته .


    يطيب لنا أن نتقدم لكم بالتهنئة الخالصة بمناسبة انعقاد مؤتمركم العام الثالث ، والذي ينعقد في مرحلة مفصلية من تاريخ أمتنا ، خاصة وأنتم تتحملون مسئولية قيادة البلاد في هذا المرحلة الحرجة . سائلين الله أن يكلل جهدكم بالنجاح والتوفيق من أجل الخروج بقرارات وتوصيات تساهم في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والحرية والنماء والتقدم لشعبنا الكريم ووطننا العزيز . متمنين أن تكون هذه الممارسة السياسية الصحيحة في بسط الشورى وإعمال الديمقراطية فيما بينكم طريقاً لإرسائها داخل كل مكونات شعبنا في أحزابه ومنظماته المدنية . إذ أن الحرية والديمقراطية هما المفجرتان للإمكانيات الكامنة في بني وطننا من أجل بناء سودان المستقبل ، وأن الكبت والحرمان والطغيان هي عوامل الإقعاد بالأمم والشعوب من الرقى والتقدم .
    لقد آلينا علي أنفسنا أن نصدق أنفسنا ونصدقكم القول نصيحة وتناصحاً امتثالاً لما أمرنا به ربنا ورسولنا الكريم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس لنا غاية إلا الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلا بالله .
    إن الأحزاب السودانية والطرق الصوفية كانت هي البوتقة التي انصهرت فيها كل مكونات شعبنا العرقية والثقافية والدينية ، تقوية للنسيج الاجتماعي لأمة سودانية واحدة متجانسة . إلا أن سياسات حزبكم عملت علي إضعاف هذه الأحزاب والتضييق عليها حتى لا تضطلع بدورها ، مما جعل القبلية والعنصرية تُطِلُّ بقرونها ، فكان نتاج ذلك ما نراه من صراعات وحروب قبلية وتناحر وتباغض وكراهية بغضاء بين أبناء الوطن الواحد ، ظناً من حزبكم أن إضعاف هذه الأحزاب قوة له . لهذا نأمل أن يخرج مؤتمركم بقرارات فاعلة من أجل رتق النسيج الاجتماعي للوطن ، وإزالة الفرقة والشتات . وهذه مسئوليتنا جميعاً إلا أن العبء الأكبر يقع علي عاتق حزبكم.
    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي بحكم إرثه ونضاله التاريخي الممتد لأكثر من نصف قرن ، يحثُّ مؤتمركم هذا علي التمسك بوحدة الوطن تراباً وشعباً ، والعمل الجاد والمخلص والصادق من أجل جعل وحدة السودان أرضاً وشعباً أمراً لازماً لا تفريط فيه مهما كانت الأسباب والمسببات ، فالوطن ملكية بالشيوع لكل أبناءه .
    وقد سعينا لتأمين وحدة الوطن أبان الديمقراطية الثانية في اتفاقنا مع الراحل الدكتور جون قرنق ، في 16 نوفمبر 1988م ( إتفاقية الميرغني / قرنق ) . وظل جهدنا ممتداٌ بموافقتنا على إتفاقية نيفاشا واتفاقية أبوجا واتفاقية الشرق ، ومحاولتنا تكملة النقص في إتفاقية نيفاشا باتفاق جدة الإطاري واتفاقية القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي وحكومة السودان ، من أجل استقرار الوطن وسلامته من التمزق ، وبسط الحريات وتحقيق التحول الديمقراطي ، والاحتكام للشعب السوداني ليقول كلمته الفصل ، يولِّي من يُولِّي ويحجُب الثقة عمَّن يحجُب . ولذلك فإن الالتزام بتنفيذ هذه الإتفاقيات كاملة هو المخرج الوحيد لاستقرار البلاد . وهذا ما يأمرنا به ديننا الحنيف من الالتزام بالعهود والمواثيق .
    لقد أطلقنا دعوتنا من أجل لم الشمل السوداني ، وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال مبادرتنا لتحقيق الوفاق الوطني الشامل ، ونداء الحزب الاتحادي الديمقراطي للوحدة الوطنية والوفاق الوطني الشامل ، وأن يجلس أبناء الوطن الواحد بمختلف أحزابهم ومنظماتهم كافة ، دون عزل لأحد . لنتشارك جميعاً عبر الحوار الوطني الصادق والجاد في إيجاد الحلول لمشاكلنا الوطنية ، تجنيباً للتدخلات الأجنبية في البلاد ، وسداً لكل الذرائع التي تُمكِّن الأجنبي من العبث بشؤوننا الوطنية . وإنكم بحكم موقعكم وصلاحياتكم الدستورية ، يقع علي عاتقكم مسئولية الدعوة لاجتماع لمّ الشمل الوطني . إن ديدننا في الحزب الاتحادي الديمقراطي وما توارثناه من رعيلنا الأول جيل المؤسسين لحزبنا ، أن نقدم الوطن علي أي مكسب حزبي أو شخصي .
    نحن نترقب بذهن مفتوح ما يخرج به المشاركون في مؤتمر جوبا ، إن كان فيه ما يلبى الطموحات الوطنية فسندعمه ، وإن كان غير ذلك نتناصح معهم ، خاصة أننا ظللنا دوماً ندعو لعدم الاحتكام إلى الثنائية ، والبت في قضايا الوطن الهامة دون الرجوع إلى القوى السياسية الأخرى ، وأهل الحل والعقد في البلاد .
    في الختام نناشدكم ومؤتمركم الموقر العمل على تحقيق التطلعات الوطنية لجماهير شعبنا ، بالتصدي للقضايا الراهنة التي تعيق وحدتنا وتقدمنا . آملين أن تصدر توصيات مؤتمركم هذا بما يدعم السلام والوحدة الوطنية والاستقرار . متمنين لكم التوفيق والسداد .


    والله الموفق وهو المستعان ،،،
                  

10-05-2009, 09:22 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    -
                  

10-05-2009, 09:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: Mustafa Mahmoud)

    التاريخ: الأحد 4 أكتوبر 2009م، 15 شوال 1430هـ


    د. نافع: الأمم المتحدة استجابت لأوامر الكبار بالمشاركة في جوبا

    الخرطوم: أميرة الحبر

    رَفَضَ د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية، الحديث عن المحاسبة والاعتذار عن مظالم تاريخية، وقال إنّها فكرة مستوردة من جنوب أفريقيا، وما حدث في الجنوب لا يشبه ما حدث هناك، وتابع: «مَن يحاسب مَن..؟» وقال: الإنقاذ لا تعرف سيفاً مُسلّطاً، وأضاف: «أنا لست مُتردِّداً ليوم الحساب إذا كان صريحاً يشمل الأشياء كافة لنعرف الذين قُتلوا والذين دُفنوا أحياءً والذين أُلقوا في البحر». وأضاف: الأفضل ألاّ نزايد، واعتقد أنّ الأمر للاستهلاك السياسي ومُجاملة من الاحزاب المعارضة للحركة الشعبية.
    وأشار د. نافع في مؤتمر صحفي بالمركز العام للمؤتمر الوطني أمس، إلى أنّ مؤتمر جوبا لا يتعدى أن يكون اضافة لاجتماعات أحزاب المعارضة التي بدأتها في دار الحزب الشيوعي والأمة، وقال إنه كلف أكثر مما ينبغي، وكان يُمكن الاستفادة من المال في عملٍ أفضلٍ. وانتقد د. نافع بشدة مشاركة الأمم المتحدة في المؤتمر، وقال: «ما كان ينبغي لها المشاركة في مؤتمر احزاب مُحدّدة دون الأحزاب الأخرى ولكنها استجابت لأوامر الكبار».. وقال إنّ الوجود الأجنبي في جوبا كان سالباً، وأضَافَ: «عموماً المؤتمر لا يَعنينا، ونعلم أنّهم كانوا يُخطّطون لعقده في دولة خارجيّة»، واستنكر د. نافع اشتراط الحركة تنفيذ مقررات المؤتمر، وقال: «لماذا يشترطون وبأي حق..؟»، وأكّد أنّ ما تقول به الدولة والحزب بخصوص الانتخابات إذا صادف ما كتبوه في المؤتمر فلا ضير، وأشَارَ إلى أنّ علاقات المؤتمر الوطني مع القوى السياسية والحركة الشعبية لن تَتَأثّر بالمشاركة في مؤتمر جوبا، وقال: سنستمر في الحوار معهم ولكن ليس وفق مؤتمر جوبا.
    وفي السياق أكّدَ د. نافع أهمية قيام الانتخابات في موعدها، وقال إنّ التعلل بالاستفتاء غير مقبول، ودعا الإعلاميين وأصحاب الرأي لتأييد قيام الانتخابات، وأكّدَ التزام المؤتمر الوطني بإجراء الاستفتاء في موعده، وقال: «لا نخفي تخوفنا على حرية التصويت في الجنوب، ولكننا سعيدون بالسماح والموافقة على مشاركة أبناء الجنوب في الشمال لتقرير مصير السودان والجنوب»، وأكّد تمسك المؤتمر الوطني بنسبة «75%» كحد أدنى لتقرير مصير الجنوب، وقال: سنبذل كل جهودنا في تشجيع أبناء الجنوب في الشمال للالتقاء بقيادة الحركة الشعبية خاصةً المؤمنين بالوحدة، على أن يتم التركيز في عمل مبرمج بين أبناء الجنوب في الشمال ونظرائهم في الجنوب لدعم الوحدة، وأشار إلى أنّ معاملة الاستفتاء على أساس حزبي خيانة للسودان. وفي رده على أسئلة الصحافيين حول الاستقطاب السياسي داخل الأحزاب، قال د. نافع: «أنا لا أرى حرجاً في هذا الأمر وشخصياً أسعى لكل من أرى فيه خيراً وهذا لا يُفسد للود بين الأحزاب قضية».
    وأَكّدَ د. نافع أن المشورة الشعبية التي ذكرت في اتفاقية السلام هي لقياس الرأي لأهل المنطقة، على أن يعود الأمر للأجهزة المعنية، وتابع: الإشارة لعلاقتها بوضعية المناطق الثلاث لا يجد القبول أو المنطق.
    من جهة أخرى أَكّدَ د. نافع استعداد وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة في أكتوبر الحالي، وقال إنّ سلام دارفور تَتَحَكّم فيه القوى الكبرى، وأضاف: أمريكا وبريطانيا مُتحَمِّسَتان الآن للسلام في دارفور وما لم يستجيبا لجماعات الضغط سيكتمل السلام، وقال: نأمل أن تحمل دول الجوار والدول الكبرى المسلحين للمشاركة في مفاوضات الدوحة.
    وفيما يَتَعَلّق بالمؤتمر الوطني أَكّدَ د. نافع إلتزامهم الصارم بالنظام الأساسي للحزب دون محاولة التأثير على المؤتمرات الولائيّة، وأقر بحالة أو حالتين للتجاوزات، وقال إنّ المركز تدخل وَحَسَمَها.
    وحول ترشيح الحزب لمنصب الوالي، قال: سيتم الاختيار بكيفية جديدة، وأشار إلى أنّ وجود الولاة الآن لا علاقة له بالترشيحات، وقد يكون بعضهم من المرشّحين وقد لا يكون، وأضاف: الأمر متروكٌ لتقدير القيادة السياسية.


    --------------------------------------


    وصف مؤتمر جوبا بأنه ناجح جداً
    مؤتمر جوبا.. مواجهة بعد إسدال الستار ... باقان: الوطني خايف!! .

    أجرى المواجهة: فتح الرحمن شبارقة

    أُطفئت الأنوار.. وغادر المشاركون مكان انعقاد مؤتمر جوبا بضاحية نياكوري بعد ختام أعماله يوم الاربعاء الماضي، إلا أن الجدل الكثيف الذي احدثه المؤتمر لا يزال يسيطر على مجالس المدينة ونقاشات المهتمين الذين يتوقعون ان يلقي المؤتمر بظلاله على مستقبل العلاقات بين الشريكين، وربما على مستقبل الحياة السياسية في البلاد بأسرها. فمؤتمر جوبا الناجح برأي الحركة، هو للحوار الوطني الصريح والعميق، وفي الوقت ذاته من أجل الوصول الى فهم مشترك وحلحلة لمشاكل البلاد بعيداً عن المؤامرات والدسائس. أما المؤتمر الوطني فلا يرى في مؤتمر جوبا سوى محاولة معطوبة لنسف السلام والاستقرار في البلاد، ودليلاً ناصعاً على تخبط الحركة.. وعلى خلفية ذلك، أجرت «الرأي العام» هذه المواجهة الحوارية لتسليط المزيد من الأضواء الكاشفة على المؤتمر مع رجل الحركة الشعبية القوي وأمينها العام باقان أموم، وبين الدكتور كمال عبيد أبرز المهاجمين لمؤتمر جوبا، وأبرز المنافحين عن المؤتمر الوطني بحكم منصب أمين أمانة الإعلام في الحزب، فإلى المواجهة.
    -
    ? سيد باقان، بدأ مؤتمر جوبا بداية متعثرة، ثم لازم ذلك التعثر الختام الى جانب غياب مؤثر لأحزاب لها ثقلها السياسي؟
    - أولاً، الحركة الشعبية دعت لحوار وطني، وتم تقديم الدعوة لـ«28» جهة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ولبى الدعوة وحضر الى المؤتمر «26» جهة من الجهات المدعوة، وتخلف فقط المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إلا أنه في النهاية انضم الينا نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين بوفد، وبالتالي المتخلف هو المؤتمر الوطني فقط. وهذا في حد ذاته يشكل نجاحاً.
    ? هناك إتهامات ظلت تطارد مؤتمركم من قبيل وجود أجندة معدة تم طبخها مسبقاً لتقدم للمشاركين؟
    - المؤتمر كان منبراً لحوار ديمقراطي وحر، بدون أجندة معدة مسبقاً، واجتمع رؤساء الوفود واتفقوا على أن يقبلوا دعوة رئيس الحركة الشعبية، كما اتفقوا على مناقشة خمسة محاور كأجندة للحوار وعلى منهج لإدارة الحوار، وتمت هيكلة المؤتمر وأصبحت هنالك هيئة قيادية مكونة من كل رؤساء الأحزاب والوفود وجلسة عمومية ولجان، واتفقوا على أن يخلص المؤتمر بقرارات وتوصيات وإعلان جوبا الختامي.


    ? البعض يتحدث عن أنه بعد المخاض العسير في جوبا، أنجب المؤتمر توصيات هزيلة؟
    - مؤتمر جوبا شهد نقاشات عميقة وصعبة وصريحة بين كل الأحزاب السياسية وكانت عملية فيها مخاض حقيقي وهذا طبعاً طبيعة الحوار. وأفضى ذلك الى إتفاق حول كل القضايا في المحاور الخمسة، وأصبحت هناك قرارات وتوصيات تمت إجازتها من كل الأحزاب المشاركة.


    ? هل تريد أن تقول بنجاح المؤتمر؟


    - المؤتمر بالنظر الى مداولاته وهيكله ومخرجاته ناجح جداً جداً، ويمكن يكون نجح أكثر مما كنا نتوقع، وأهم شىء أن الروح التي كانت سائدة في المؤتمر كانت روحاً جديدة لحوار وطني مسؤول يخاطب القضايا بدلاً من الأشخاص والعداء المتبادل وفيه مناشدة حكيمة للمؤتمر الوطني كي ينضم للحوار.



    ? في ظل غياب الشريك الأكبر في الحكومة عن المؤتمر يصبح إنفاذ التوصيات والقرارات فيها شيء من الصعوبة؟


    - نحن عندنا القدرة وحرية الفعل، سننفذ أي قرار إتخذناه بكل الوسائل المتاحة لنا وسنتبع آليات ضرورية لتنفيذ ما قررناه، وبالنسبة للتوصيات سنقدمها للجهات غير الموجودة في المؤتمر مثل حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب أو المجتمع الدولي، عندنا قدرة للتوصيل والتواصل مع تلك الجهات والتأثير عليها لتضع في الاعتبار توصياتنا.


    ? القضايا التي ناقشتموها في المؤتمر هي قضايا تحدثتم عنها في نيفاشا، لماذا لم تبحثوها مع الشريك؟


    - القضايا التي ناقشناها هي فعلاً في نيفاشا وأبوجا والقاهرة وفي إتفاقية الشرق، وهي في النهاية قضايا السودان الكلية، قضايا تحقق السلام الشامل في السودان، وقضايا تتعلق بالإنتقال من أنظمة شمولية الى نظام ديمقراطي مبني على بسط الحريات وقضايا متعلقة بكيفية بناء أرضية قوية لتحقيق حياة كريمة ورفاهية للشعب السوداني، وهي قضايا لإمكانية تفادي إنهيار الدولة السودانية وتمنع العودة الى الحرب، وهذه ليست قضايا حزبين وإنما قضايا كل الشعب السوداني وقواه السياسية، ولذلك نحن نادينا كل القوى السياسية لخلق إجماع وطني حول هذه القضايا في نهاية الفترة الانتقالية.


    ? هذا ما كنتم تأملون فيه ولكن كيف هو الحال الآن مع رفض الوطني للمشاركة؟


    - للأسف المؤتمر الوطني تخلف عن مؤتمر جوبا ولكن نحن سنتصل بهم ونشجعهم لينضموا للإجماع الوطني ولا يعزلوا أنفسهم.


    ? وهل تتوقع ان تكلل إتصالاتكم مع الوطني بالنجاح بعد أن فشلت إتصالاتكم السابقة في إقناعه بالمشاركة في المؤتمر؟


    - هذا ما سنسعى إلى تحقيقه، ونحن متأكدون أنهم في النهاية سينضمون الى الإجماع الوطني، هم لديهم فقط بعض المخاوف والتحفظات من فقدان السلطة، لأن مبدأنا نحن ان يسلموا السلطة للشعب السوداني لينتخب حكومته في إنتخابات حرة ونزيهة، لكن نحن سنشجعهم على تسليم السلطة للشعب، فهذه لن تكون نهاية بالنسبة لهم ويمكن ان يكونوا حزب معارضة إذا لم ينتخبهم الشعب.


    ? برأيك ما هي جدوى البحث عن الوحدة مع الاحزاب الشمالية والمتبقي أقل من خمسمائة يوم على الاستفتاء؟ ما الذي ستفعله هذه الأحزاب للوحدة؟


    - يفعلون الكثير، ففي الحوارات التي تمت في المؤتمر من قيادات الأحزاب مثل السيد الصادق المهدي ود. حسن الترابي، والاستاذ محمد إبراهيم نقد، ومبارك المهدي وخالد جادين وآخرين اسهموا في جعل الوحدة خياراً جاذباً أكثر من المؤتمر الوطني لأنهم داخلون في حوار مع الجنوبيين ويعتذرون عن الأشياء التي تمت في الماضي ويحثون الجنوبيين على أن يتحرروا من الماضي ومحاولة الاهتمام بالمستقبل أكثر ونرى كيف يمكن ان نتصالح ونعيش على أسس العدالة ويمكن ان يتم تحقيق تغييرات جذرية في بنية الدولة السودانية لتحقيق دولة يكون كل المواطنين متساويين فيها بدون أي امتيازات أو ظلم، وهذه مساهمة كبيرة جداً تتشارك فيها هذه الأحزاب.



    ? ألا ترى سيد باقان أن هناك تناقضاً في مؤتمر يهدف لتسريع خطى التحول الديمقراطي، وفي الوقت نفسه يتحدث فيه البعض عن مقاطعة الإنتخابات؟


    - هم لا يتحدثون عن مقاطعة الإنتخابات، هم يتحدثون عن إستحقاقات الإنتخابات، فهم يريدون إنتخابات حرة ونزيهة بدون تلاعب من المؤتمر الوطني.


    ? لكن د. الترابي كان له حديث واضح عن مقاطعة الإنتخابات؟

    - لا، هو تحدث عن الإستحقاقات الدستورية وبسط الحريات، وقال إذا لم يتحقق هذا فيجب ان يتخذ الناس موقفاً.



    ? هناك حديث عن نيفاشا «تو» كيف؟
    - نيفاشا تو هذه يتحدث عنها المؤتمر الوطني في سياق محاولاتهم للتشويش، وما في زول بتكلم عنها تاني.
    ? مؤتمر جوبا الذي شاركت فيه أحزاب المعارضة الشمالية جاء وكأنه رد متأخر على مؤتمر كنانة للأحزاب الجنوبية المناوئة للحركة؟


    - والله أبداً، الذي قام به المؤتمر الوطني في كنانة هو محاولة لزعزعة الحركة الشعبية، ومؤتمر جوبا هو دعوة لكل القوى السياسية بما في ذلك المؤتمر الوطني لحوار وطني، فربما كان رداً في إتجاه بناء إجماع وطني بدلاً عن المؤامرات والدسائس.


    ? مؤتمر جوبا الذي نظمتموه حث على بسط الحريات، وفي ذات الوقت تشكو الأحزاب الجنوبية وحتى المؤتمر الوطني من فقدان الحرية في الجنوب؟


    - كيف يشكون وهم ينشطون في عقد المؤتمرات ويصرحون بكل حرية، ففي الجنوب توجد حريات كاملة.
    ? كيف يمكن الحديث عن حريات كاملة والمؤتمر الوطني منعته السلطات في ولاية البحيرات من عقد مؤتمراته بالولاية قُبيل إنعقاد مؤتمره العام؟


    - هذا ليس بسبب إنعدام الحرية، ولكن بسبب إنعدام قواعد للمؤتمر الوطني هناك، فإذا كان المؤتمر الوطني أو آخرون ليس لديهم قواعد في الولايات الجنوبية نتيجة لسياساتهم في الماضي، فهذه إشكاليتهم هم، وليست إشكالية حكومة الجنوب التي تبسط الحريات كاملة.
    ? الأحزاب الجنوبية التي انسحبت من المؤتمر ومن واقع مشاركتها قالت إن المؤتمر وُظِّف لإنهاء الإتفاقية بشكل عاجل لمصلحة الأحزاب الشمالية؟
    - هذا كلام غير صحيح، فمخرجات المؤتمر تنادي بضرورة التنفيذ الكامل لإتفاقية السلام.
    ? الأحزاب المنسحبة تحدثت كذلك عن حياكة تتم في الخفاء لإلغاء حق تقرير المصير بخلق تحالفات قبل «15» شهراً من الاستفتاء؟
    - الأحزاب المشاركة في مؤتمر جوبا ناشدت ودعت لحشد الشعب السوداني ليتم التنفيذ الكامل للإتفاقية ويتم إحترام الاستفتاء وقيامه في مواعيده، والخطر يكمن في المؤتمر الوطني وحلفائه الذين يعملون على المحاولة لإلغاء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وهذا معروف لكل الشعب السوداني وخاصة في الجنوب.
    -
    ? من الملاحظ يا دكتور أن لديكم أسباب رفض متحركة لتبرير عدم المشاركة في مؤتمر جوبا، فهي أحياناً بسبب تأخير وصول الدعوة، وأحياناً بسبب انتقائيتها، وأسباب أخرى، ما هي الحيثيات الحقيقية لرفضكم المشاركة في المؤتمر؟
    - ما قد يبدو للمراقب، أن هنالك انتقالاً من موقف الى موقف في الحيثيات التي دفع بها المؤتمر الوطني، ليس لأن الصورة لم تكن واضحة في أذهان متخذي القرار في المؤتمر الوطني ولكن لأنهم كانوا يراعون طبيعة العلاقة المعقدة مع الحركة على مستوى العلاقات السياسية والتنفيذية والاستحقاقات التي ترتبت من إتفاقية السلام، ولعلمنا أن مواقف الحركة الشعبية الداخلية ليست متماسكة وبالتالي كان لابد من إعطاء إجابات تراعي أوضاع الحركة الداخلية والمجموعات التي تتعامل بموضوعية عالية مع المؤتمر الوطني وتلك التي مواقفها متباعدة منا، وكانت المحاولة إثناء الحركة الشعبية من المضي في هذا الطريق من أوله، ولذلك كانت المعالجة في الأول رفيقة جداً، ولكن لما لم تعط المعالجات الاولية ثمارها، فقد تعاملنا مع القضية بموقف فيه درجة عالية جداً من الوضوح.
    ? البعض يتحدث عن أن رؤيتكم فيها شيء من الغبش.. ما هي رؤيتكم تحديداً لمؤتمر جوبا؟
    - دعني ألخصها في تعبير أهل مؤتمر جوبا عن قضيتهم، فإذا تحدث مؤتمر جوبا عن أنه هو «أسمرا تو» فهذه دلالة على أن مقررات «أسمرا ون» هي المكملة للمشروع الذي تسعى إليه المعارضة الآن، هذا مربوط مع ما كانت تتحدث عنه المعارضة في فترة من الفترات عن عدم مشروعية الحكومة بحلول تاريخ «9 يوليو 2009م» فالحديث عن «نيفاشا تو» وتعديلات وردت في تصريحات عدد من الأطراف، يدل على أنها هي محاولة لنسف إتفاقية السلام، والسؤال لمصلحة من يحدث هذا؟ فنحن نعلم ان هنالك صراعاً داخل الحركة، وكان المقصود بمشاركة المؤتمر الوطني أن يستقوي به تيار في الحركة على بقية الفروع داخلها، ولذلك لم يكن الوطني حريصاً للقيام بهذه المهمة، بالذات، بعد أن فقدت المعارضة كل المنصات الخارجية التي كانت تنطلق منها.
    ? ألا ترى أنك تقلل من قدرة المعارضة على الفعل وتقلل من علاقاتها الخارجية بصورة تبدو فيها مجافاة للواقع؟
    - لا، فالمعارضة الآن تتحدث عن «أسمرا تو» لأنه لم يعد بالإمكان أن تكون «أسمرا تو» في مدينة أسمرا، ويتحدثون عن «نيفاشا تو»، لأنه لم يعد بالإمكان أن تكون هنالك «نيفاشا تو» في نيفاشا.
    ? الأمين العام للحركة الشعبية ينفي أن يكون هناك حديث عن «نيفاشا تو» وعد حديثكم هذا عنها بأنها محاولة للتشويش فقط؟
    - نحن متابعون أروقة التحضير لمؤتمر جوبا، وهذه لم تكن لغتنا، وإنما لغة ورقة الصادق المهدي وهي منشورة وبحوزتنا نسخة منها، بل تحدث حتى في تعديل الآليات التي تم الإتفاق عليها في نيفاشا، وقال إن تحويل قرار تقرير المصير من إستفتاء لجمهور الشعب السوداني في جنوب السودان الى آلية أن يكون برلمان الحركة الشعبية في جوبا هو الذي يقرر تقرير المصير، هذا ما قاله الصادق المهدي في ورقته، وقاله باقان أموم في تصريحاته.
    ? مع كل الذي ذكرته لكن ثمة حاجة لإجابة محددة حول ما هو السبب الجوهري الذي حملكم على مقاطعة مؤتمر جوبا؟
    - المؤتمر الوطني لا يريد أن يعطي مشروعية لعمل يريد أن ينسف الاستقرار والسلام في السودان. لأنه لم تعد للمعارضة بشكلها القديم سواء أكانت في إطار التجمع الوطني الديمقراطي، أو في إطار العمل الذي حاولوا ان يعملوه داخل السودان أو حتى في الأشكال القديمة التي كانوا يلتقون عليها في خارج السودان، لم تعد هذه الصيغ للمعارضة تكتسب نفس المشروعية التي كانت في السابق، المشروعية الوحيدة التي كانوا ينتظرونها هي مشاركة المؤتمر الوطني في هذا الحشد، وعدم مشاركة المؤتمر الوطني بتقديرهم حسب الحديث الذي دار في أروقتهم، ينسف فعالية أي مخرجات لمؤتمر جوبا.
    ? لكن السيد باقان أموم تحدث عن قدرتهم على إنفاذ هذه المقررات المنسوفة مسبقاً برأيك بالوسائل النضالية المتاحة كافة؟
    - وهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يعولون على مشاركة المؤتمر الوطني وأنه سيكون هو الجهة التي ستتولى التنفيذ.
    ? من الواضح أنكم في الوطني ضد المشاركة ابتداء، لماذا طلبتم تأجيل انعقاد مؤتمر جوبا إذن؟
    - طلبنا التأجيل لأننا كنا نعول على بعض العقلاء في الحركة الشعبية لتصحيح هذا الوضع، أما وقد فشلوا، فإن هناك تساؤلاً مطروحاً من الشارع السياسي وهو هل تصلح الحركة الشعبية كشريك إستراتيجي في المرحلة القادمة لتنفيذ إتفاقية السلام وهي تتبنى أطروحات المعارضة كما هي، وتعلم أن هذه المعارضة كانت ضد إتفاقية السلام، وضد التفاوض، وكانت ضد مخرجات الإتفاقية وآليات تنفيذها؟، فالسؤال يبقى، بعجز العقلاء في الحركة الشعبية عن إستدراك هذا الأمر هل تصلح الحركة كشريك لتنفيذ السلام في المرحلة القادمة؟
    ? السؤال ذاته مطروح عليك؟
    - أنا عندي شك قوي في قدرة الحركة في ان تكون حليفاً استراتيجياً لتحقيق السلام وتنفيذ الإتفاقية في المرحلة القادمة.
    ? عندما دعوتم الحركة لملتقى أهل السودان في كنانة شاركت الحركة بقضها وقضيضها، وعندما دعتكم لمؤتمر جوبا رفضتم المشاركة، ألا ترى أنكم في الوطني تتعاملون كما قال عرمان بشيء من «الفسالة»؟
    - بالعكس، كان للأخ عرمان أن يسأل نفسه لماذا جاءت الحركة لملتقى أهل السودان بقضها وقضيضها؟
    ? لماذا برأيك؟
    - لأنها كانت جزءاً من التحضير لهذا الملتقى من ألفه إلى يائه، وكانت مشاركة في اختيار المشاركين والموضوعات ورئاسات اللجان، فقد كانت هناك درجة عالية جداً من الشفافية والوضوح في التعامل مع ملتقى أهل السودان، ولو أن الحركة الشعبية تعاملت مع ملتقى جوبا بنفس الطريقة التي أدار بها المؤتمر الوطني ملتقى أهل السودان لذهب المؤتمر الوطني الى مؤتمر جوبا بقضه وقضيضه.
    ? تتحدثون بشكل عام عن أن مؤتمر جوبا ينسف الشراكة وينقضها، ولكنكم لم توضحوا على وجه الدقة في أي بند من البنود تم هذا النقض؟
    - سلوك بعض الأطراف في الحركة الشعبية هو سعي مستمر لنقض الشراكة، وأنا ذكرت أمثلة على ذلك، فعندما خرجت نتائج الإحصاء السكاني الذي كانت الحركة شريكاً في مراحل الإعداد الفني والتمويل والمتابعة له، وأقرت نتائجه في رئاسة الجمهورية، طلعت الحركة برفضه، إذن هذا فيه نسف، والحركة الشعبية كانت جزءاً من حديث المعارضة في الحديث عن إنتهاء شرعية الحكومة بيوليو 2009م، ولكنها عندما اكتشفت أنها ستكون غير مشروعة في إدارة السلطة في الجنوب تراجعت عن ذلك، فهذا السلوك المتخبط سياسياً يجعلنا نقول إن الحركة هي السبب في نسف الإتفاقية، بل ما تتحدث الحركة عن عدم إنجازه في الإتفاقية السبب فيه كانت الحركة، فما من أمر تأخر إنجازه إلا وكانت الحركة طرفاً فيه.
    ? ألا ترى إن إنسحاب الاحزاب الجنوبية، بالحيثيات التي ساقوها دليلاً ناصعاً على وحدوية الحركة؟
    - لا، ليست كذلك، الأحزاب الجنوبية خرجت من مؤتمر جوبا لإدراكها بمدى إنتهازية مجموعة متنفذة في الحركة الشعبية، ومدى التناقض الذي تقدمه الحركة في مشروعها سواء كان للجنوب أو للشمال، وهذا الذي جعلني أعبر عن المؤتمر بحوار الطرشان، فالحركة ليس لديها برنامج لخيار هل هي مع الإنفصال أم مع الوحدة، ولذلك لن يرضى عنها الإنفصاليون ولن يرضي عنها الوحدويون، فهي حركة بدون برنامج وبدون أهداف.
    ? هناك إتهام مباشر من قبل ين ماثيو، بأنكم كنتم وراء إنسحاب الاحزاب الجنوبية من المؤتمر؟
    ? في أي مجال نعمل نحن؟
    - تعملون في مجال السياسة طبعاً؟
    - في مجال السياسة أنا عندي برنامج ومشروع أريد أن أقدمه للآخرين، وأريدهم أن يؤمنوا به، فلو أني أقنعت طرفاً فرداً او جماعة أو حزباً ببرنامج فما المشكلة في ذلك، فإذا الحركة أقنعتهم بالمشاركة في مؤتمر جوبا، وأقنعناهم نحن بالخروج عنه فخرجوا، فما هي المشكلة؟ ونحن أقنعنا قبلهم أحزاب حكومة الوحدة الوطنية بعدم المشاركة.
    ? يبدو إن الإقناع كان بمنطق مادي وليس بمنطق سياسي؟
    - هذا فيه إساءة لقوى سياسية، ومطلوب منا جميعاً أن نحترم مواقف القوى السياسية المختلفة، فعندما أقنعنا الحركة الشعبية بالعدول عن الحرب وتوقيع إتفاقية السلام، هل كان ذلك لأننا إشترينا الحركة الشعبية؟.
    ? ألا تلاحظ إن الجالسين على مقاعد الرافضين لمؤتمر جوبا هم الانفصاليون والمؤتمر الوطني؟
    - لا، ليس لأننا وحدويون أو انفصاليون، فنحن نتعامل مع حالة سياسية عشوائية، فالطريقة العشوائية التي أدارت بها الحركة مؤتمر جوبا لم ترض الإنفصاليين ولم ترض الوحدوديين ولن ترضي حتى الذين لم يحددوا موقفاً بعد، لأن هذه الطريقة لا يمكن أن تساعد في الوصول إلى مواقف.
    ? هناك حديث عن خشيتكم من الإختراقات التي يمكن أن تحدثها الحركة في الشمال بعقدها لمثل هذا المؤتمر في جوبا؟
    - نحن لا نخشى من هذا وفي النظام التعددي مطروح للقوى أن تتكتل وهذا مطلوب ولا يشكل مشكلة بالنسبة لنا، فنحن لا نخشى تكتلات المعارضة وقد جربنا التعامل معها في قطاع الطلاب المعروف بعدائه للسلطة أياً كان شكلها، فمنذ أن قامت الانقاذ ظلت هذه القوى تتحالف وتتنازل لبعضها البعض لهزيمة طلاب المؤتمر الوطني في الجامعات بلا جدوى..
    ? مقاطعة: لكن هذا التحالف للمعارضة أفضى إلى نتائج باهرة لها في جامعة الخرطوم، نتائج ربما كانت قابلة للتمدد خارج اسوار الجامعة؟
    - جامعة الخرطوم، كانت فيها إشكالية لا علاقة لها بالتكتلات، وإنما بالسلوك السياسي لطلاب جامعة الخرطوم سواء أكانوا ينتمون لهذا التنظيم أو ذاك.
    ? إتهامكم للحركة بتمويل مؤتمر جوبا من جهات أجنبية يظل إتهاماً بلا دليل؟
    - قبل أن نثبت إتهامنا للحركة الشعبية طلبنا ان نعرف من أين تم تمويل المؤتمر بطريقة شفافة، لكن نحتفظ بحق إخراج ما يدلل على صحة إتهامنا وهم يعرفون ماذا يعني أن نقول إن لدينا معلومات تتعلق بهذا الأمر.
    ? بإفتراض صحة حديثك ما العيب في تمويل مؤتمر خصص لمناقشة قضايا وطنية، في وقت ترحبون فيه بالتمويل الاجنبي للانتخابات والتعداد وما إلى ذلك؟
    - صحيح سؤالك في محله، فالتمويل الذي نتحدث عنه هو تمويل ملتزم به ويجيء بطريقة واضحة وشفافة لإدارة عملية يشارك فيها الجميع سواء أكان الاحصاء أو الإنتخابات أو الاستفتاء، وأعلن ذلك على الملأ وسلم لجهات محايدة فهذا تمويل مطلوب ومرغوب ومقبول، لكن، أن يتم التمويل بغير علم الأطراف المنظمة كلها والأطراف المدعوة للمشاركة ويؤخذ ذلك في إطار السرية وينكر علناً فنحن نربط ذلك بأجندة خفية ولدينا معلومات بأن أي تمويل أجنبي سرى لديه اجندة سرية، وأي تمويل معلن أجندته معلنة، فالخلط بين حالتي التمويل هاتين غير وارد أصلاً.
    ? هل يمكن أن تنسقوا مع الاحزاب الجنوبية المنسحبة في مجال الإنتخابات مثلاً؟
    - الحوار بيننا وبين الكافة لم ولن يغلق وسيظل التنسيق مفتوحاً بيننا وبين كل الشركاء فالعمل السياسي مفتوح.
    ? الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، بموقفه الاخير من مؤتمر جوبا هل بات الأقرب إلى المؤتمر الوطني؟
    - في هذا الحدث نعم، لكن في أحداث اخرى ربما تكون وجهات النظر متباعدة.
    ? ألا ترى بأنكم اضعتم فرصة ثمينة للوصول إلى تفاهمات حول قضية الإستفتاء أم القضايا كما يقولون بغيابكم عن المؤتمر؟
    - وهل ناقش مؤتمر جوبا قضية الاستفتاء؟
    ? يتحدثون عن مناقشتها؟
    - يتحدثون.. ولكن إستمع الى خطاباتهم ما فيهم واحد خاطب قضية فليس هناك سلك ناظم بينهم سوى محاولة إقصاء الحكومة الشرعية القائمة الآن وبالعكس نحن لم نضيع فرصة، بل حفظنا للبلد فرصة أن لا تضيع قضية السودان بالطريقة العشوائية التي كانت تدار بها البلاد قبل يونيو 9891م. ونحن لم نشأ أن نعيد إنتاج الأزمة السودانية بمثل هذه المنابر، فلسنا طرفاً في كوكادام أو المنابر القديمة او الأزمة التي قادت إلى قيام نظام الإنقاذ عندما كانت القوى السياسية لا تدرى فيم إجتمعت أو فيم إختلفت، وكان الضائع هو المواطن السوداني.
    ? مؤتمر جوبا عكر المزاج السياسي بين الشريكين، ما هي المترتبات العملية على ذلك خاصة وأن الدورة البرلمانية الأخيرة التي هي بحاجة إلى تعاون الشريكين على وشك أن تبدأ؟
    - إدارة الأوضاع في البلاد لا تدار بالأمزجة، بل تدار بموضوعية وهذه القضية متعلقة بحدث سياسي تعاملنا معه بما يناسبه، ونحن لا نتحدث عن مؤتمر جوبا بإنفعال وعندما تأتي الدورة البرلمانية المهمة والحاسمة سنتعامل معها بموضوعية كاملة.
    ? كأنك تستبعد أن تكون هناك تأثيرات سالبة لمؤتمر جوبا على الدورة البرلمانية المقبلة؟
    - قطعاً الطريقة التي أدارت بها الحركة الشعبية مؤتمر جوبا ستؤثر تأثيرات سالبة، لكن مهما كان الأمر سنتفاداها، فالرشد في الحكم، هو أن تتعامل مع الحدث بقدر وزن الحدث، والآن نحن ليس لدينا أية مشكلة في التعامل مع باقان في لقاء أو الحديث معه في موضوع إذا تجاوزنا قضية مؤتمر جوبا، فنحن واقعيون وعمليون جدا.


    الراى العام
                  

10-05-2009, 08:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    عيب على السيد عضو المكتب السياسى بالاتحادى انه دائما ما يحقق للمؤتمر الوطنى ما يريد عندما يريد ..وهذا الحوار كان يمكنه اجراؤه مع اى صحيفة محترمة لا تلك الجهة التى اجرته معه وهى جهة معروفة ومعلومة بفبركة الاخبار واثارة الفتن والخلافات بين الافراد والكيانات بما تنشره من اخبار وايحاءات ...
    اقرا هذا الحوار والذى نقلته الصحافة عن تلك الجهة ..ومضمونه لتعرف كم كان على محمود محقا فيما يقول ..


    علي السيد القيادي البارز بالحزب الاتحادي في حوار المكاشفة:
    مشاركة حسنين في مؤتمر جوبا غير صحيحة إذاكان يعلم قرار مقاطعتنا له

    خدمة(smc)

    على الرغم من توصل مؤتمر جوبا لتوصيات تداولتها أجهزة الإعلام، إلا أن المراقبين أكدوا أن ما تم الاتفاق عليه سيكون عالقاً ولن يجد الطريق للتنفيذ باعتبار مقاطعة الحزب الأكبر (المؤتمر الوطني) لها، وأكد الأغلبية أن المؤتمر لم يكن سوى تجمع لعدد من الأحزاب بدون نتائج، وأن آليات التنفيذ لتلك التوصيات لن تكون عملية.
    الحزب الاتحادي الديمقراطي أعلن رأيه الواضح برفض المشاركة في المؤتمر رغم ما يجمعه بالحركة الشعبية والقوي الاخري المشاركة معها لاعتبارات يراها الحزب وجيهة وتكفي لاتخاذ قرار المقاطعة أسوة بمعظم الأحزاب.
    وتمثل مشاركة القيادي بالحزب علي محمود حسنين حدثاً لا يتسق مع موقف حزبه رغم نفي قيادات بارزة أبرزها الدكتور علي السيد علمهم بدعم الميرغني لمشاركة حسنين، وأكد السيد في حواره أجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية عدم صحة ما قاله حسنين. وتطرق الحوار للمؤتمر وما أسفر عنه من توصيات، و محاولة الأحزاب المتحالفة التي شاركت في مؤتمر جوبا سحب البساط من التجمع وتحويله لتحالف. وتطرق الحوار لمستقبل التجمع وعلاقته مع الحركة، ومؤسسية الحزب الاتحادي التي أصبحت في المحك، وحديث مولانا الميرغني والعلاقة مع المؤتمر الوطني، و قراءة شاملة للمسرح السياسي وتطوراته، فمعاً لمتابعة الحوار:
    بداية أستاذ علي ماهو تعليقكم على حديث علي محمود حسنين والذي أكد خلاله أن حزبكم ملزم بالتوصيات التي خرج بها مؤتمر جوبا رغم موقف الحزب بعدم المشاركة ؟
    نعم ونحن مُصَّرين بأن الحزب لم يشارك في مؤتمر جوبا، ولكننا قلنا إذا كانت هنالك توصيات مفيدة من مؤتمر جوبا فنحن لسنا ضدها، وبالتالي بخلاف المؤتمر الوطني الذي يعتبر مؤتمر جوبا جريمة، وهو أي المؤتمر الوطني عمل على فشل مؤتمر جوبا، ولكننا نحن لم نفعل ذلك. وكلام علي محمود والحديث بأن السيد محمد عثمان الميرغني يدعمه فهذا لا أعلم أنه دعمه أم لا، ولكن المؤسسة هي قررت عدم الاشتراك. وكما قلت فقد يكون علي محمود لا يعلم أن ذلك القرار قد صدر من مؤسسة الحزب، وبالتالي نحن نعطيه العذر، ولكن إذا علم أن هنالك قرار صدر من المؤسسة فاشتراكه ليس صحيحاً. ونحن ملتزمون بقرار المؤسسة وقرار نائب رئيس الحزب (حسنين) لا يُلزم المؤسسة، والأخيرة هي التي قررت عدم الاشتراك، وبالتالي مقررات مؤتمر أسمرا لا تلزمنا إلا ما يوافق رأينا أصلاً، وإذا كان هناك ما يوافق رأينا فنحن معه ونعمل على تنفيذه، وإن كان رأيي أن مؤتمر جوبا لم يأت بجديد.
    وهل تعتقد أن توصيات مؤتمر جوبا قد وضعت يدها على الجرح أم أنها زادته نزيفاً؟
    هي وضعت يدها على الجرح، ولكنها لم تضع حلاً، لأن كل الأمر أُعيد ثانية إلى السلطة ولذلك هي التي تحدد.. هم أعادوا الأمر ثانية إلى السلطة، بل ووكلوا الحركة الشعبية نيابة عنهم لمداراة الأمر مع السلطة ،وبالتالي يكون المؤتمر لم يفعل شيئاً، لأن المقصود أصلاً أنه كيف يتم تنفيذ مقررات المؤتمر، وبالتالي هذا المؤتمر قد تجاهل كيفية تنفيذ مقرراته.
    ولكن رغم نفيك عدم علمك بمشاركة حسنين ولكن كان من ضمن التوصيات تنفيذ اتفاق القاهرة ،ألا تعتقد هنالك خط في الحزب الاتحادي يدعم بالفعل هذا المؤتمر؟
    نحن دخلنا في حوار حوله مع المؤتمر الوطني وجلسنا ثلاثة جلسات في اتفاقية القاهرة، وهذا لا علاقة له بالمؤتمر إذا كان سيره الطبيعي لا يتحدث عن اتفاقية القاهرة لأنها منصوص عليها وعندها من يدافع عنها، ونحن (شغالين) في التجمع.
    سبق وأن قلت وقبل صدور توصيات المؤتمر أن المؤتمر لن يتوصل لنتائج بالشكل المطلوب، فعلى ماذا بنيت هذه التوقعات فهل بالفعل لم تكن تتوقع أن يفضي لنتائج ملموسة؟
    نعم ولذلك قلنا في الأول إن الأهداف التي اشتركنا فيها في البداية تغيرت في النهاية ولذلك كنت أتوقع ألا يصل المؤتمر لنتائج، ولذلك كل من ذهب لجوبا له أهداف خاصة، وعندما تكون الأهداف خاصة سيكون الاتفاق بحد أدنى وهذا ما حصل، ولذلك لم يوافق كل الاتجاهات ولم يأت بجديد، ولذلك كل ما قيل سبق وأن أُثير في دار حزب الأمة ودار الحزب الشيوعي وأصدرنا به بيانات، ولكن كنا نقول كيف سننفذ ذلك.. المؤتمر لم يقم بعمل آلية للتنفيذ.
    بصراحة هل كنتم تتخوفون من أن يحدث للتجمع نفس ما حدث من مبارك الفاضل والتي قادت لخروجه، وهل تتخوفون من أن تسحب بعض الأحزاب البساط منكم ويستولى على التجمع آخرين؟
    محاولة بعض الأحزاب هي واحدة من الأسباب التي جعلتنا لا نشترك، وهناك محاولة من بعض الأحزاب باستبدال التجمع بالتحالف، و كانت هذه من الأسباب الأساسية بأن هذا ليس بديلاً للتجمع، ولكن كانت هنالك أحزاب بعينها تسعى بأن يصبح هذا بديل للتجمع، وهذه واحدة من الأسباب التي جعلتنا لا نشترك، وبالتالي وجود مبارك الفاضل لا يعني شيئاً، وعندما (كان زمان) في التجمع ومؤثر فيه كان عن طريق حزب الأمة، ولكن حزبه الآن لا يساوى شيئاً، ولذلك مبارك الفاضل غير مفيد في هذه المرحلة، وفي السابق كان لأنه كان عنده وزن في حزب الأمة ولذلك فشل التجمع بخروج الصادق المهدي، ولكن الآن هو ليس له وزن بحزبه الجديد، ولذلك لم نكن نخشاه، ولكن نحن نعلم أنه رجل يسعى إلى تفتيت الناس ويبحث عن ذاته، ولذلك جلس مع الكبار في المنصة وترك الأحزاب الأخرى في الهواء، كل الأحزاب العربية والناصرية والبعثية كانوا تحت الطاولة، وهو كان مع الكبار رغم أن حزبه لا يرتقي إلى المنصة أصلاً.
    عدم ثقتكم في مبارك الفاضل بسبب ألا يؤثر مستقبلاً على علاقة الحركة بالتجمع أو خصماً عليها على أساس أنكم لم تشاركوا؟
    لا، فنحن نجد أن الحركة تعلم جيداً الأسباب التي منعتنا من ذلك، ويبدو أنها الآن عرفت حقيقة أننا لم نشارك لأسباب موضوعية جداً ،وبالتالي علاقتنا مع الحركة علاقة إستراتيجية ثابتة ولن تنتهي بهذا المؤتمر أو خلافه.
    أين وصل الحوار مع المؤتمر الوطني في لجنة الحاج عطا المنان مع مولانا الميرغني؟
    هي لجنة مكونة من (5) أشخاص بقيادة الحاج عطا المنان من المؤتمر الوطني للحوار مع الحزب الاتحادي، ولا توجد وساطة ولا مشاكل بيننا والمؤتمر الوطني، وهي كسائر اللجان، فلدينا لجنة مع حزب الأمة ومع الشيوعي، والتجمع عقد اجتماعين بعد توقف، حيث تناقش مولانا على ضرورة استمرار التجمع، وبالتالي الحكومة بدأت معنا اجتماعاتها، والآن لدينا اجتماع يوم الأربعاء القادم.
    هل هنالك إمكانية قيام أي تحالفات قادمة مع الحكومة حسب قراءتك للمسرح السياسي؟
    حتى الآن لم نطرح برنامجنا الانتخابي، وحتى يحدث ذلك وتقوم القوى السياسية بطرح برامجها، فإذا وجد هناك تقارب معها إذا كان المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية أو الأمة أو غيرها، ولكن بالقطع كل أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي نحن في وفاء معها، ولن ندخل في أي تحالف مالم تكن أحزاب التجمع طرفاً فيه.
    يقولون أنكم ذبتم في المؤتمر الوطني ولا أثر لكم في الحزب الاتحادي؟
    لو كان هذا صحيحاً لما قامت الدنيا وقعدت بسبب عدم اشتراكنا في مؤتمر جوبا، وكانت هذه الضجة التي أزعجتنا وجعلت الآخرين يدعون علي محمود.
    ألا تخشون من أن تخرج الحركة من التجمع و (يتفرتق) باعتبارها تشكل مكون أساسي فيه؟
    هي صحيح كانت مكوناً أساسياً ولكن هي لم تخرج من التجمع، ولو خرجت سيكون الأمر واضحاً ونحن سنقوم بعقد اجتماع لهيئة التجمع. وطيلة عام 2005م ظللنا ندعو لاجتماع في هيئة القيادة بقيادة باقان إلا أن لم يقم بواجبه في دعوة هيئة القيادة، وبالتالي سنضطر لتجاوز الأمين العام لهيئة قيادة التجمع لنحدد ما إذا كان التجمع سيستمر أم لا، لأننا لا يمكن أن ننتظر باقان أموم أكثر من خمس سنوات باقان أموم ليجمع هيئة القيادة، فهذا هو الموقف الذي سيتخذ في هيئة القيادة القادمة.
    وهل تعتقد أن الأسباب التي أرجأت اجتماعكم في التجمع طيلة السنوات الماضية أسباب موضوعية؟
    هي أسباب غير موضوعية، فالمؤتمر الوطني يتهرب باعتباره الحكومة لأنه لا يضع وزناً للحركة الشعبية ويتهرب من اللقاء معنا، وهنالك اجتماعات عديدة قمنا بها بعد أن جئنا من القاهرة ولم تُثمر شيئاً، ولذلك نعتقد أن التجمع لم ينجز أي شيء في اتفاق القاهرة وهذا بسبب المؤتمر الوطني الذي لا يريد أن يأتي التجمع بأي ميزة تميزه، وحتى الذين أحيلوا للصالح العام فالقرار الذي صدر بشأنهم غير كاف وهو غير صحيح إذ تم عن طريق البرلمان حتى لا يعطي رصيد للتجمع الوطني الديمقراطي.
    اتهمت الحركة الشعبية بالتراجع عن خطها السياسي المعلن حيث وردت أربعة شروط لصحة قيام العملية الانتخابية بشكل شفاف فإلى أي مدى تعتقد أن مؤتمر جوبا قد يوصي بتكثيف هذه العرقلة؟.
    هنالك بند في البيان الختامي غير مفهوم بالنسبة لي، هذا النص يقول صراحة إن التعداد السكاني مختلف عليه وإلى أن يتم الاتفاق تستمر النسب المعتمدة في اتفاقية نيفاشا، فهذا نص اتفقوا خلاله على أن التعداد السكاني مختلف عليه، وإلى حين تحديد اتفاق حوله تستمر النسب المعتمدة في قسمة السلطة، فكيف تم التوقيع على ذلك بمعنى أن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني سيظلوا على أنفاسنا إلى أن يتفقوا حول التعداد السكاني، وإذا لم يتفقوا ستستمر النسب هذه، بمعنى إلغاء كافة هذه الأحزاب إلى حين أن يتفقوا، وقد يتفقوا بعد عام أو الذي يليه. وكذلك اشترطوا شروط معينة ومالم تتم لن تكون الانتخابات حرة ونزيهة، ولكن إذا جاءت الانتخابات فهل سيشاركون أم لا فهذه غير مؤكدة، ولهذا اعتقد أن هناك اتفاق غير مرئي ولا مكتوب بين الحركة والمؤتمر الوطني للبقاء في السلطة بإجراء انتخابات جزئية فيما يتعلق بالوالي ورئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وهذه الثلاث مسائل لا علاقة لها بالتعداد وبالتالي يمكن إجراء الانتخابات.
    قلت في تصريح لك إن مقاطعتكم للمؤتمر بجوبا جاءت بسبب التعديل الذي أجراه مبارك الفاضل على ورقة التحول الديمقراطي التي أعدها حزبكم؟.
    نعم نحن شاركنا في الإعداد لهذه الورقة الأولى (التحول الديمقراطي) إلا أننا فوجئنا بأن اللجنة التي كانت مشكلة لإجراء هذا المؤتمر تم تعديلها وظهر مبارك الفاضل رئيساً لها، وهو لم يكن رئيس بل كانت اللجنة عامة بلا رئيس أو نائب بل كانت تعمل في إدارة العمل وفجأة تحولت المسألة، ومبارك الفاضل أراد أن يوضح لنا أنه يحمل رأي الحركة، وبالمناسبة الحركة لم تشارك في أي سطر من سطور الورقة، ولم تتشرك معنا إطلاقاً في أي اجتماع من اجتماعات الملتقى، وكل مهامها هي تهيئة المكان ولكنها لم تشترك قط، ولكن مبارك الفاضل أراد أن يوضح لنا أنه وكيل عن الحركة وكأنه يتحدث عنها، وفجأة بقى رئيس وعدَّل ورقة التحول الديمقراطي تعديلاً جوهرياً، ولكن يبدو أنه لم يستطع أن يصيغها داخل المؤتمر بالطريقة التي يريدها، إذ يريد هو أن يحول ذلك التحالف إلى بديل للتجمع الوطني الديمقراطي، ولكنه بحمد الله لم ينجح.
                  

10-05-2009, 08:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    أضواء علي مؤتمر جوبا سبتمبر 2009م ...

    بقلم: تاج السر عثمان


    الاثنين, 05 أكتوبر 2009 22:26



    جاء مؤتمر جوبا الذي انعقد في الفترة(26/9 – 30/9/2009م)، ليؤكد علي أنه مهما استحكمت الأزمة السودانية وضاقت حلقاتها، فان هناك ثمة ضوء في نهاية النفق، يبشر بمواصلة العمل الجاد والحوار مع الجميع دون اقصاء لأحد من اجل الخروج من النفق المظلم. ولقد اكدت تجارب شعب السودان انه في اللحظات المفصلية والحاسمة من تاريخه، تتداعي القوي الوطنية علي مختلف مشاربها وميولها السياسية والفكرية لتقف سدا منيعا من اجل وقف الانهيار والتدهور ولدرء مخاطر تفتيت البلاد وحماية سيادتها الوطنية كما حدث في مؤتمر جوبا 1947م، والذي أكد علي وحدة البلاد، وكما في يناير 1956م عندما نال السودان استقلاله، وكما حدث في ثورة اكتوبر 1964م والتي انهت الحكم العسكري البغيض، وانتفاضة مارس- ابريل 1985م التي انهت الديكتاتورية العسكرية الثانية، وما زالت الحركة الجماهير ية تواصل نضالها من اجل انهاء الشمولية وانتزاع التحول الديمقراطي والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، وتحسين الأوضاع المعيشية وترسيخ السلام والوحدة الطوعية للبلاد، ومؤكد ان انتصارها مضمون اذا تواصل وتعمق الاجماع الذي تم في مؤتمر جوبا 2009م، حيث تنادت القوي السياسية الوطنية السودانية ومنظمات المجتمع المدني والنساء السودانيات بدعوة كريمة من الحركة الشعبية لتحرير السودان، شاركت كل القوي السياسية والوطنية في المؤتمر( عدا حزب المؤتمر الوطني الحاكم)، وأكد المؤتمر علي أهمية الحوار الذي لايستثني احدا، بهدف مواجهة القضايا التي تهم البلاد وما تبقي من مهام الفترة الانتقالية. وفي ختام المؤتمر صدر(اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني) والذي تضمن النقاط التالية:

    1/ الحوار والاجماع الوطني، 2/ المصالحة الوطنية، 3/ أزمة دارفور، 4/ التحول الديمقراطي، 5/ الوضع الاقتصادي والاجتماعي، 6/ السياسة الخارجية.

    عبر الاعلان الختامي عن تلك القضايا التي تهم وحدة ومستقبل البلاد وهموم المواطن السوداني.

    كما حدد الاعلان موعدا أقصاه (30/نوفمبر/2009م) لتعديل القوانين المقيدة للحريات حتي تتوافق مع الدستور الانتقالي لسنة 2005م، واعتبار ذلك شرطا لمشاركة القوي المشاركة في المؤتمر في الانتخابات القادمة. كما أكد الاعلان علي أهمية الحل الشامل والعادل لقضية دارفور وعلي عدم الافلات من العقوبة وضرورة المساءلة القانونية أمام قضاء مستقل ونزيه عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في دارفور.

    كما أكد المؤتمر علي أهمية تنفيذ الاتفاقات(نيفاشا، القاهرة، ابوجا، الشرق..الخ) باعتبار ذلك مطلبا هاما لاستدامة السلام وبناء الثقة.

    وحول الاستفتاء: أكد المؤتمر علي الاستفتاء علي حق تقرير المصير في الموعد المحدد في الاتفاقية والدستور الانتقالي، ووضع قانون الاستفتاء علي تقرير المصير خلال الدورة البرلمانية القادمة التي تبدأ في( 5/ اكتوبر/ 2009م) واعتماد نسبة الأغلبية البسيطة للحسم بين خياري الوحدة أو الانفصال مع ضمان حق جميع الجنوبيين في الاستفتاء، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل الانتخابات.

    كما أكد المؤتمر علي أهمية خيار الوحدة الجاذبة وتشكيل مجموعة عمل لوضع تصور للتدابير السياسية والاقتصادية والتشريعية والثقافية اللازمة لتعزيز فرص الوحدة في ما تبقي من الفترة الانتقالية مع التأكيد علي خيار الانفصال اذا أسفر عنه الاستفتاء.

    كما حدد المؤتمر شروط قيام الانتخابات الحرة النزيهة والتي تتلخص في:

    أ‌- تعديل القوانين لتتوافق مع الدستور الانتقالي لسنة 2005م.

    ب‌- حل مشكلة دارفور.

    ج- ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.

    د- الاتفاق علي معالجة مقبولة لمشكلة التعداد السكاني.

    ه- قومية أجهزة الدولة وخاصة الاعلامية بوضعها قبل فترة كافية تحت اشراف المفوضية القومية للانتخابات لضمان عدالة الفرص بين الأحزاب.

    كما أشار الاعلان الي ان مؤتمر جوبا بداية لعملية طويلة من العمل علي بلورة الاجماع الوطني، كما حدد المؤتمر آليات المتابعة والتنفيذ.

    ويبقي بعد ذلك تكثيف النشاط العملي علي الأرض وبلورة حركة جماهيرية واسعة من أجل تحويل تلك المحاور ، بعمق وتوسيع، التي طرحها اعلان جوبا الي واقع عملي وملموس.

    --------------------------------------

    إِنها دولة العُصبة ولكن وطن من هذا!؟ ..

    بقلم: فتحي الضَّـو


    الاثنين, 05 أكتوبر 2009 09:22







    نَعم...إننا نقِر ونعترف أن الدولة السلطوية التي تجثم فوق صدورنا...هي دولة حزب المؤتمر الوطني. ولكن السؤال الذي لم نجد له اجابة، وطن من هذا الذي يرزخ تحت ويلات هذه الدولة ايضاً؟ الذي نعلمه أن السودان تعرَّض وبأسباب مختلفة لغزوات استعمارية متعددة في تاريخه، فالغزو التركي المصري وحَّد القطر، وقام بوضع كل المناطق التي يتكون منها السودان بحدوده الحالية تحت سيطرته، ومن ثمَّ اخضعها لحكم مركزي مباشر لأكثر من ستة عقود زمنية 1821-1885 لم تكن خلالها قد تحددت معالم الوطنية السودانية بعد، واستعرت عوضاً عنها النزعة القبلية في القرى والأرياف والبوادي كترياق سلبي ضد الاستعمار، وفي نفس الوقت (إتوركت) النخبة السودانية في المدن، وتطبعت بعادات وتقاليد وطباع المستعمر فجيَّرها كترياق ايجابي لصالحه. وبين سقوط الخرطوم 1885 في يد قوات المهدي، وسقوط امدرمان 1898 على يد قوات كتشنر، أقامت المهدية دولتها التي عمَّرت لفترة زمنية قصيرة (13 عاماً) تحت قيادة الخليفة عبد الله التعايشي (على إثر رحيل مؤسسها الامام محمد احمد المهدي بعد ستة أشهر من دخوله الخرطوم) ثمَّ إنتقل السودان إلى حقبة استعمارية جديدة، عُرفت بالحكم البريطاني المصري أو الحكم الثنائي، والذي دام لفترة مماثلة للحكم التركي السابق 1898-1956 وبرحيله أقامت النخبة السودانية دولتها الوطنية المستقلة بحدودها الادارية الموروثة من الاستعمار، إلى جانب توريثها جزءاً مقدراً من بيروقراطيته أيضاً. ولكنها لأسباب مختلفة فشلت في ادارة شئون البلاد، إذ تراوحت نُظمها السياسية بين ديكتاتورية مُستنسخة وديمقراطية مُصطنعة، وتخللتهما كذلك ثورات مؤودة وفترات انتقالية كسيحة، وهو ما سُمى بدوران الحلقة الشريرة، والتي توقفت (عقاربها) مؤخراً في الانقلاب العسكري العقائدي الذي نفذته الجبهة الاسلامية عام 1989 وبموجبه أسست دولة لصالح عُصبتها ذوي البأس تحت مسميات ودعاوٍ كثيرة، ثمَّ احتكرت تبعاً لذلك الوطن كله!

    ولكن ما هو المؤتمر الوطني هذا؟ إنه الحزب الضرورة أو القائد أو الرائد أو العملاق كما تقول شعاراته نظرياً، ولكنه تاريخياً هو حركة الإخوان المسلمين التي تأسست أواخر الأربعينات ببدايات تنظيمية متعثرة، ولم تسجل وجوداً يذكر فى أول انتخابات عام 1953 والتي شارك فيها 1,687,000 ناخباً، ثمَّ إعتورتها سلسلة إنقسامات وإنشقاقات، وبنفس المستوى انتفى وجودها فى انتخابات عام 1958 التى كانت نتائجها مناصفة بين الحزبين الطائفيين، إلى ان ظهرت فعلياً أوائل الستينات تحت زعامة دكتور حسن الترابي، وشاركت للمرة الأولى في مايو 1965 في ثاني إنتخابات برلمانية، حيث حصلت على 5 مقاعد في الجمعية التأسيسية من جملة 1,898,000 ناخب وتغير أسمها إلى جبهة الميثاق الاسلامي، واستمرت كتنظيم سياسي صغير حتى أواخر الستينات، وتمددت بعد دخولها نظام نميري منتصف السبعينات، حيث غلبت النشاط التجاري والاقتصادي على السياسي، وتلقت بصورة غير مباشرة دعماً كبيراً من دول خليجية إزدهرت اقتصادياتها بعد الطفرة النفطية في أعقاب حرب اكتوبر 1973 وبعد سقوط نظام نميري غيرت جلدها وتسمَّت بالجبهة القومية الاسلامية، وشاركت في الحقبة البرلمانية الثالثة بعد حصولها على 51 مقعداً، علماً بأن ذلك لم يكن يعبر عن حقيقة حجمها الطبيعي (منها 23 من اصل 26 مقعداً في دوائر الخريجين بقانونها المثير للجدل) ذلك كان نسبته 18,4% من جملة 5,978,000 ناخباً أدلوا بأصواتهم لاختيار 240 مرشحاً (أجلت الانتخابات في الجنوب بما يوازي 41 دائرة) وفي العام 1989 إنقلبت على النظام الديمقراطي الذي كانت جزءاً منه، وسارت سفينتها تمخر عباب بحر يابس، إلى أن تعرضت لإنقسام في العام 1999 فيما سُمي بالمفاصلة بين الإسلاميين، حيث خرج نصف بزعامة الترابي (المؤتمر الشعبي) واستبقى نصف آخر نفسه في السلطة (المؤتمر الوطني) وعليه يكون حزب المؤتمر الوطني هذا، هو فعلياً نصف الحركة الإسلامية، وإحصائياً أقل من نصف مليون ناخب طبقاً لتقديرات الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وواقعياً هو الحزب الذي ليست له مرجعية، لا اسلامية ولا علمانية، وزوراً هو الحزب العملاق أو القائد أو الرائد كما تقول شعاراته وإعلاناته الدعائية المبثوثة بحجم مليون ميل مربع!

    لكن كيف استطاع الحزب تزييف تلك الصورة؟ عقد الدكتور كمال عبيد وزير الدولة للإعلام، وأمين الإعلام في حزب المؤتمر الوطني مؤتمراً صحافياً يوم 28/9/2009 أعلن فيه إنطلاق فعاليات المؤتمر العام الثالث، وقال إن ذلك سيتم بحضور ستة آلاف عضو، و نحو 51 وفداً من 35 دولة عربية وأفريقية وأوربية وآسيوية. ومضى عبيد في حديث الأرقام بشيء من الزهو والإنتشاء فقال إن حزبه هذا (عقد 24179 مؤتمرا قاعديا بالولايات الشمالية بمشاركة 5,59 مليون عضو) ومع ذلك شكا من مضايقات للحزب بالولايات الجنوبية من قِبل الحركة الشعبية الشريك في الحكم (مما حال دون عقد المؤتمرات القاعدية بعدد من المناطق الجنوبية) ولهذا اكتفي الحزب القائد (بعقد 57 مؤتمرا بحضور أكثرمن 33 ألف عضو) ولم يكذب الرائد أهله فقد شاهد الناس في يوم الافتتاح ذلك العدد من الأعضاء يجلسون كالبنيان المرصوص في قاعة فسيحة! ولتأكيد ذلك تحدث دكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني، وأمَّن على أرقام عبيد وزاد بما هو أبهى. ولكن فالسؤال الذي يطرح نفسه: إن كان عدد الناخبين في آخر انتخابات برلمانية ستة ملايين إلا قليلا كما اشرنا من قبل، فإن أرقام المؤتمر الوطني أعلاه تعني أن الحزب العملاق وضع (كل الصيد في جوف الفرا) أي أنه استحوذ على كل الذين يحق لهم التصويت يومذاك، ولم يترك لبقية الأحزاب شيئاً يومئذ. وقد يقول قائل ولكن سكان السودان تضاعفوا في العقدين اللذين جثمت فيهما العصبة على صدر البلاد والعباد. ذلك صحيح ولكن الأصح منه، أن أكثر من ستة ملايين سوداني أو يزيد احتوتهم المنافي والمهاجر وديار الاغتراب في هذه الحقبة، وأن نحو مليوني نسمة فروا بجلودهم إلى دول الجوار. وإن من مات كمداً لا يُحصي ولا يُعد، ومن راح غدراً وغيلة عدد يصعب حصره، وأن المحنة زادت ايضاً، وأن المصائب تفاقمت، وأن المشاكل تناسلت، وأن الهموم كثرت، وأن الأحلام تبعثرت، وبعد كل هذا هل ترى يا صاح أن الملايين الستة المذكورة ستُقبل أم ستُدبر؟ ولكن دعك من هرطقاتي التي لا تغنى ولا تثمن من جوع، وهب أن الأرقام التي ذُكرت صحيحة، فمن أين موَّل الحزب السيوبر مؤتمراته القاعدية تلك، وصولاً (لأم المؤتمرات) !؟

    بالطبع السؤال ليس بجديد، سيَّما، والجميع يعلم أن الدولة والحزب هما (روح واحدة في جسدين) على حد تعبير شاعرنا الغنائي (السر دوليب) كما أن السؤال نفسه ليس بفريد، فقد سُئل عنه دكتور نافع على نافع في مؤتمر صحافي عقده يوم 20/11/2007 فأجاب بصيغة حلزونية غطتها كل الصحف ولم تخطر على قلب بشر! إذ قال وهو كالعهد به غير عابيءٍ بأية ردود فعل يمكن أن ترتسم على الوجوه الحيرى (لماذا الحديث عن المؤتمر الوطني، ماذا عن تمويل الأحزاب على مستوى العالم.. من يحدثنا عن كيف يمول الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري برامجهم.. وحزب العمال.. من يحدثنا عن ذلك؟! لماذا المؤتمر الوطني؟ لكن حقيقة اريد ان اقول حكاية عن المؤتمر الوطني وإمكاناته.. الناس مستغربين لها جداً، لهم حق يستغربوا، لانه نحن قاموا سألونا: المؤتمر الوطني مثل الإنقاذ.. سألونا سؤال واسع جداً في ان الانقاذ الذي تعمله، من اين؟! عندما بدأت في الكباري والجسور، واحد من السفارات الغربية قال الإنقاذ هذه قفلنا عليها المنافذ كلها، أيضاً شغالة في الكباري.. قال من أين لهؤلاء هذه الاموال؟! رد عليه احد العارفين وقال له: حكاية الانقاذ هذه معاكم تبقى زي حكاية مريم (عليها رضوان الله) مع زكريا، كل ما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أنا لك هذا؟! قالت: هو من الله يرزق من يشاء بغير حساب.. كلما دخلوا المؤتمر الوطني سوف يجدون عندنا رزقاً، ان شاء الله سبحانه وتعالى، وسعة في كل الإمكانات، وإن سألوا سوف يكون الخطاب: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) وما على الذين يصعب عليهم التواءم مع اجابة كهذه في شأن يتطلب وضوحاً وشفافية، سوى مطالعة صحف الجمعة أول من أمس 2/10/2009 فقد ذكر بعضها في خبر موحد أن السيد عبد الحكم طيفور القطب الاتحادي الديمقراطي إنضم للمؤتمر الوطني وتبرع في نفس الوقت بشيك بمبلغ مائة مليون جنية! وما على المستغربين الذين لا يودون تصديق هذه المبالغة سوى الإذعان إلى أن جنود المحراب المجهولين تحولوا لبشر سوياً، فأثناء مخاطبته المؤتمرين قال دكتور نافع أيضاً (إنهم استنفروا أهل الخير والمال عن تمويل المؤتمر) وجاءت الاجابة على حد زهوه فوق التصور (في جلسة واحدة حضرها اكثر من 50 من اثرياء الحزب تم التبرع بنحو 15 ملياراً دفع نصفها بشكل فوري) إذاً هكذا يا كرام تسير القافلة، فلماذا سوء الظن طالما أن في هذا البلد الأمين قوم يقدرون النشاط الحزبي حق قدره!

    نحن يا سيدي شعب طيب، كنا نعتقد وحتى لحظة حديثك هذا أن سدنة الحزب العملاق يؤمنون أن الأموال العامة حِلٌ لهم، طالما أن الدولة التي تجثم على انفاسنا هي دولتهم، فلا غروَّ إن اعتقدوا أن (الجيب واحد) كما تذهب في ذلك الحكمة الشعبية المتداولة، وإلا فليقل لنا أحد الكوادر الطليعية لهذا الحزب الضرورة كيف تسخر وسائل الاعلام - التي يقال عنها قومية – لصالحهم ويحرم منها الآخرون. وهذا ما كشفه مؤتمر جوبا الذي تزامن مع مؤتمر الوطني. والمفارقة أنهم لم يُحرِّموها على المشاركين في مؤتمر جوبا وفيهم الشريك الذي كان المؤتمر تحت رعايته، وإنما تحولت إلى مصدر للدعاية المغرضة ضد المؤتمر ومن شارك فيه، وقد استخدمت في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة مختلف اسلحة الدمار الشامل. كانت الحملة تدعو للأسى لأنها من قبل أن تقلل من شأن المستهدفين استخفت بعقول المشاهدين. ولنذكر مثالاً كان غاية في الغرابة والسذاجة معاً. فثمة من أوحى أن ينقل (المعركة) المفتعلة إلى خارج الحدود، وشاء أن تبحر الأزمة بكل سوءاتها من جنوب الوادي إلى شماله. إذ اجتهد تلفزيون جمهورية المؤتمر الوطني أن ينقل رسالة مراسله في القاهرة ويدعى محمود حسين ويرددها طوال يوم 26/9/2009 بقوله (تتابع مصر الرسمية والشعبية بعين الريبة والشكوك مؤتمر المعارضة في جوبا، الذي يتميز بالغموض من حيث الأشخاص أو الأجندة ووصفته بأنه مؤتمر بلا لون ولا طعم ولا رائحة) ولم يكتف بهذا الافتراء وإنما ختمه بالأمر الذي فيه يستفتيان (هكذا تبدي النخبة المصرية شكوكاً في نوايا المشاركين في هذا المؤتمر وترى أنه لن يحقق الفائدة للشعب السوداني) الجهاز العجيب لم يترك أحداً إلا ومنحه (المايكرفون) ليصب جام غضبه على المؤتمر والمؤتمرين في جوبا، وبعضهم أظهر مزايدات تدعو للحزن والرثاء. مع أن الأمر كان في غاية البساطة فليس ثمة ما يثير حفيظة أي انسان حيال قناعة بعض المواطنين الذين قرروا التداول في قضايا هذا الوطن، طالما أن ذلك حق كلفهم لهم الدستور الانتقالي الذي وقعت عليه العصبة. لكن أن يكتشفوا أنه لا يسوى ثمن الحبر الذي كُتب به، وأن حقهم هذا لا يمكن ممارسته إلا بإذن من الحزب القائد، وأن الحزب القائد هذا منح ذات الحق لعصبته ليتمددوا في ذات الوسائل الإعلامية كيفما أتفق، فهذا لعمري ما يمكن أن يضاف لعجائب الأشياء وغرائب الزمان. لا يدري المرء ما الذي يجعل مؤتمر الحزب الرائد في الخرطوم محفوفاً بالملائكة ومؤتمر معارضيه في جوبا محشوداً بالشياطين؟ لماذا حلال عليه وحرام عليهم؟ وطالما أنه مؤتمر فاشل كما رددت ذات الوسائل الإعلامية، وأن مقرراته وتوصياته لا تهمهم في كبير شيء، فلماذا السعار السياسي والاعلامي الذي سيطر على العصبة؟ في الواقع تلك اسئلة رغم موضوعيتها قد تبدو للقاريء الذي خبر شتى أشكال فساد السلطة إنها اسئلة ليست بذات بال، ولهم في ذلك حق طالما أن تلك الفئة اختطفت الوطن بكل امكاناته وجعلته رهينة في يدها!

    بيد أنه لو كان الصرف البذخي على كيانات هلامية يجدي نفعاً، لكان الاتحاد الاشتراكي (العظيم) الذي بناه نميري صرحاً تهوى إليه أفئدة وتهفو له قلوب حتى اليوم (فوفقاً لبيتر ودوارد/ السودان الدولة المضطربة) الذي أورد احصائية رسمية عن ذلك الكيان البيروقراطي المنقرض (عندما كان في ذروة نشاطه في العام 1974 ضم الاتحاد الاشتراكي 6381 وحدة أساسية، ولكن اتضح بعد حين أن معظمها لا يمارس نشاطاً سياسياً متعارف عليه) لأن المعروف - مثلما هو الحال راهناً - أن أنشطته كانت محصورة في تنظيم مظاهرات التأييد وتدبيج تظاهرات التنديد، وإخوة لهم كانوا يقولون لنا يومذاك مثلما قالوا لنا هم اليوم، أن عضويته بلغت أكثر من عشر ملايين منتسب، وهي نفس الملايين التي تبخرت ساعة أن اندلعت الانتفاضة في العام 1985 فلم يجد أبو القاسم محمد ابراهيم والرشيد الطاهر بكر ومحمد عثمان أبو ساق، سادة الاتحاد الاشتراكي (العظيم) وقادة مسيرة (الردع) حشداً يسدوا به رمقهم في السلطة التي تهاوى عرشها. كما ان لنا في الأصل أسوة، فقد قيل ايضاً أن اعضاء الاتحاد الاشتركي المصري تجاوز العشرين مليوناً، ولا تسأل يا قارئي عن عضوية الحزب الشيوعي في الدولة الأعطم، فذلك مما تجحظ له العيون وتفر منه القلوب رعباً، فلماذا ذهب جميعهم كما يذهب الزبد الجفاء؟ ذلك ببساطة لأن كلنا يعلم أن الأنظمة الشمولية تخلط خلطاً مريعاً بين الولاء للوطن والخضوع للدولة، وتظن أن مجرد نقدها هو نقد للوطن، وتعتقد أن التعرض لسياساتها هو إنتهاك لحرمات الوطن، وتؤمن بأنها القابض والباسط، وتتوهم أنها المانح والمانع، ولنا فيما قاله كمال عبيد نفسه مثلاً ساطعاً (آخر لحظة 29/9/2009) وذلك في معرض تعليقه على الرقابة القبيلة التي رفعت قبل ايام قلائل، إذ قال (إنه يمكن فرضها من جديد إذا دعت الحاجة) وبالطبع لا عزاء للمكلومين، فمن نكد الدنيا على مواطني هذا البلد الحزين أن الأنظمة القهرية تبذل جهداً خرافياً لتخليد دولتها بغض النظر عن بؤسها. فهي تلجأ إلى استمالة المفكرين والمثقفين والصحفيين والمسرحيين والمغنيين والشعراء والكتاب، فتغتر حينما تجد بينهم إنتهازيون ممن برع في صنع (خيالات المآته) فلا غروَّ بعدئذٍ أن زال من مخيلة الناس وانمحى من ذاكراتهم بمجرد تهاوي العرش (المكين) لأن المال وحده - يا سادتنا - لا يصنع مجداً، والمال لا قيمة له إن لم يكن مصحوباً بالقيم السامية، والمال لا يمكن أن يشترى مباديء...فمتى تعلمون أن الحياة بلا مباديء أشبه بجسد بلا روح!

    أنظر وتأمل يا هداك الله، بعد عشرين عاماً من الحكم الشمولي، أدرك الحزب العملاق الذي اقصى القوى السياسية وحرمها من حقوقها المشروعة أن (الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية هي الطريق نحو دولة الرفاه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي) بعد عشرين عاماً من الحكم القهري، أيقن الحزب القائد الذي مارس الاقصائية دون حياء أو خجل أن (الحرية هي أصل مبادئنا والانتخابات هي أرقى شيء يمكن أن يقود للتطور البشري والحضاري) بعد عشرين عاماً من الحكم الاستعلائي، اكتشف الحزب الرائد الذي حرم الناس اللهو والغناء وأقام سرادقاً للعزاء في كل بيت أن (الحرية ستكون سبباً في الازدهار والنمو ومصدراً للإلهام والابداع والفن) بعد عشرين عاماً من الحرمان، ادرك الحزب العتيد الذي قطع الأرزاق وفصل مئات الآلاف تعسفياً أن (قطع الكهرباء عن محطات المياه خطاً أحمراً يمكن أن تتطاير معه رؤوس) بعد عشرين عاماً من الحكم الاستبدادي، أيقن الحزب التليد الذي كمم الأفواه وبطش بمعارضيه في بيوت سيئة السمعة أن (الحوار ومرجعية الشعب هي في الاختيار لحل جميع مشكلاتنا السياسية والاجتماعية) بعد عشرين عاماً من الحكم الظلامي، انتبه الحزب المستنير الذي أجج الحرب جنوباً بإسم الجهاد، وكان وقودها الطلاب والبسطاء أن (وحدة السودان هدف استراتيجي لا عدول عنه وسبيلنا الي تحقيقه هي الوسائل السياسية بالإقناع وبناء الثقة، واشاعة العدل الاجتماعي والسياسي) بعد عشرين عاما من الحكم المتجبر، أدرك الحزب الذي بشَّر دول العالم بالعذاب المستطير أن (العلاقات الخارجية تؤسس لعلاقات صداقة مع الجميع، قائمة علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتسعي لتقوية علاقات الصداقة مع الصين وبقية دول آسيا، وتتطلع الي علاقات وثيقة مع روسيا، وتسعي لعلاقات من التكامل والائتلاف مع عالمنا العربي والافريقي وتجتهد في تطوير علاقاتنا في اتجاه بناء اتحادات اقليمية فاعلية وتسعي بصدق لتأسيس علاقات تفاهم مع أوروبا وأمريكا) بعد عشرين عاماً من التجهيل المستمر مطلوب منكم ايها القراء الكرام أن تصدقوا ما بين الأقواس، فذلك حصيلة مؤتمر البؤس والانتهازية!

    ويلٌ للمطففين في ميزان الأوطان، الذين إذا كالهم الشعب أو وزنهم حتماً سيخسرون. نعلم أنها دولتكم ولكن قولوا لنا بربكم الذي فطر السموات والأرض وطن من هذا؟ فنحن نطمح فقط أن تستقيم حياتنا على بساط الحقوق والواجبات كسائر خلق الله...بعيداً عن الدعايات الانتخابية الزائفة وإستمراء خداع الناس!!



    عن (الأحداث) 4/10/2009
                  

10-06-2009, 09:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    يَا وَاحدَاً في كُلّ حَالْ!
    الكاتب/ الأستاذ: كمال الجزولي
    Monday, 05 October 2009

    (1) الانفصَاليُّونَ لا يَرقُصُونْ!

    (1)
    (نياكورون)، في لغة (الباريا)، تعني (المساكين)، ولا تثريب عليك إن قلت أيضاً (المهمَّشين)! وخارج قاعة المؤتمرات المهيبة بمركز (نياكورون) الثقافي الأنيق بجوبا كان المطر الاستوائي ما يزال يهمي، منذ ليلة البارحة، بالبشارات والفأل الحسن، فذلك لم يحدث بمثل هذه الكثافة، كما قال أهل المدينة، منذ سنوات!

    هكذا، بين النثيث الناعم والوبل الغليظ، ومع الروح (الوحدوي) الذي تكاد تلمسه بيدك لدى بسطاء الناس أينما يمَّمت وجهك، ظلَّ الماء يتحدَّر من قمم (الرجَّاف) و(كجور) و(لادو)، يغسل أبسطة الخضرة العميقة على جنبات الدروب والأزقة المتعرّجة، وينثر تيجان الندى الرَّقراق على باقات الأزاهير وعناقيد الباباي والمانجو المنهمرة فوق أسوار البنايات الحديثة، كما فوق أسقف القطاطي والمساكن والأسواق الشعبيَّة من (الملكيَّة) إلى (قومبا)، ومن (قوديلي) إلى (بُلك)، ومن (أطلع برَّة) إلى (لاين سجون)، ومن (كونيو كونيو) إلى (نمرة 3)، ومن (مونوكي) إلى (كاتور)، حيث الكتدرائيَّة العتيقة التي يؤرَّخ لها بصلاة الإمبراطور هيلاسلاسي فيها، عام 1973مً، وكفاه مرفوعتان بالدعاء لـ (سلام أديس أبابا)، مثلما سيؤرَّخ لها، يوماً، بصلاة الفريق سلفا كير فيها، الآن، ويده في قلبه خوفاً على (سلام نيفاشا)!
    أما داخل القاعة، فقد واصل الاصطفاف، لأوَّل مرَّة في محفل بمثل هذا الوسع والرَّحابة في تاريخ بلادنا الحديث، مئات الشماليين والجنوبيين، من قادة وكوادر ونشطاء مختلف أحزاب السودان ومنظماته المدنيَّة، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، بشتى سحناتهم، ولغاتهم، وثقافاتهم، وأديانهم، وطموحاتهم الإثنيَّة، وتوجُّهاتهم الفكريَّة والسياسيَّة، ومن حولهم تحلق العشرات من فتيان وصبايا الحركة الشَّعبيَّة لتحرير السودان، صدورهم مزدانة بشارات (البروتوكول)، ووجوهم مشرقة بابتسامات البشاشة والترحيب، وأكفهم ممدودة بمعينات العمل، وبآيات الكرم الفيَّاض يغمرون بها جموع المشاركين في (مؤتمر جوبا لكلّ أحزاب السودان: 26 ـ 30 سبتمبر 2009م).
    لدى فواتح الجلسات، وأثناء الفواصل، ظلَّ صداح المغنيات والمغنين يرفرف، بأجنحة (عربي جوبا) الفضيَّة، ويخفق بإرزامه الجهير في الحنايا الشجيَّة، يمجّد (سلام) السودان بأعذب الأنغام، وينشد لـ (وحدته)، بأصدق المعاني، وأسخن الإيقاعات، وعلى رأس أولئك، أجمعين، الفتى ذو الحنجرة الذهبيَّة غوردون كونق.
    لم يتخلف سوى الحزب الحاكم وحلفائه في هجين السلطة. وكاد يتخلف، أيضاً، الحزب الاتحادي الديموقراطي، لولا الحضور الباهر، في آخر لحظة، لوفد الأستاذ علي محمود حسنين، نائب رئيس الحزب، وقد ضمَّ د. أبو بكر مندور المهدي والأستاذ المعز حضرة المحامي، حيث أعلنوا موافقتهم على كلّ مخرجات المؤتمر بلا تحفظ، الأمر الذي أمَّن عليه، لاحقاً، بيان الحزب نفسه الصادر في الخرطوم (الأخبار، 2/10/09).

    (2)
    غير أن كلَّ ذلك الجمال والبهاء، داخل وخارج القاعة، لم يفلح، للأسف الشديد، في محو شئ من أثر ذلك (الجفاء) الذي ظلَّ يتجهُّم (الوحدويين)، جنوبيين وشماليين، مخطوطاَ على (بعض) اللافتات في منعطفات الشوارع القريبة من موقع المؤتمر، أو محفوراً على جباه ونظرات وتعبيرات (الانفصاليين) من (بعض) الإنتليجنسيا الجنوبيَّة، في القاعة الرئيسة وفي اجتماعات اللجان الخمس المتخصّصة، وضاجَّاً بقوله في الحالين: (دولة جنوب السودان المستقلة هي الخيار الأوحد في الاستفتاء)!
    قد يقول قائل إن هذه هي (الديموقراطيَّة) التي تقضي أبسط قواعدها بأن نتوقع (الرأي الآخر)، دائماً، ونوطن النفس على الاستعداد لـ (تحمُّله) بأكبر قدر من التفهُّم، والرغبة في الحوار الرحب، وهذا صحيح بالطبع. لكن (التحمُّل) ليس طريقاً لاتجاه واحد، بل هو تسليم (كلّ) طرف لـ (الآخر) بذات (الحق) في الإفصاح عن موقفه، والتعبير عن رأيه. كما وأنه لا يعني، بأيّة حال، تواطؤاً مجانيَّاً بين طرفين يمرّر واحدهما، بموجبه، مواقف (الآخر) وآراءه بلا تفنيد، أو يترك حججه تمضي دون تعريضها لاختبارات حقيقيَّة. (الديموقراطيَّة)، في الأصل، صراع أفكار ورؤى واتجاهات ومشروعات وبرامج، بأسلوب سلمي، لا تعسُّف فيه ولا إكراه.
    لقد اختار هذا الرَّهط من النخبة السّياسيَّة الجنوبيَّة، مثلهم، في هذا، مثل (حلفائهم)، للمفارقة، من (الانفصاليين الشماليين)، أن يبدأوا، باكراً، حملتهم في سبيل (الانفصال)، وفي هذا السياق جاءت لافتاتهم وتعبيراتهم الجافية! وما من شك في أنهم هم من عناهم الفريق سلفا، في كلمته الختاميَّة، بالتحذير من "أن الوقت لا زال مبكراً للقيام بحملات في شأن الوحدة أو الانفصال"، مضيفاً قوله لهم: "ما تلخموا الناس من الآن!" (الصحافة، 1/10/09). لكنهم، مع الاحترام الكامل لهذا الخط الذي يتبناه رئيس الحركة الشعبيَّة، قد اختاروا أن (يبكروا) بحملتهم (الترويجيَّة) لـ (الانفصال) على النطاق الجماهيري، وأن "يلخموا الناس من الآن!"، وأن يلدُّوا في ذلك، ويوغلوا في اللدد!
    ما حدث، إذن، غير قابل للإلغاء؛ فليست مجدية، بالتالي، محاولة استعادتهم إلى المربع الأوَّل، مربع ما قبل البداية، مثلما ليس مجدياً (تصنُّع) إهمالهم، أو التقليل من شأنهم، خصوصاً وأن (الذاتي) في دوافعهم يفوق (الموضوعي) بما لا يُقاس، وذاك أمر لا يمكن، بطبيعة الحال، أن يخفى على أبسط البصائر!
    وبما أن كلَّ ذلك كذلك، وأن المواطنين الجنوبيين هم وحدهم من سيصوّتون في الاستفتاء، وأن (الوحدويين) في (الجنوب) و(الشمال)، داخل الحركة وخارجها، يدركون أن الخطر القادم على (الوحدة) قادم، بالأساس، من جهة هؤلاء (الانفصاليين) الجنوبيين غير الملتزمين، لا سياسيَّاً ولا أخلاقيَّاً، بعدم "لخمة الناس من الآن!"، علماً بأن الفترة المتبقية على (الاستفتاء) ليست سوى محض أشهر معدودات، فإنه ليس من (الديموقراطيَّة) في شئ، إذن، أن يغيب (الخطاب الوحدوي) عن الساحة، لينفرد بها (دعاة الانفصال) وحدهم، يسرحون، ويمرحون، ويزايدون على توجُّهات (الوحدويين)، بالاتهامات الباطلة المصاغة بأقذع العبارات، ويسمّمون العقل الجمعي لجماهير البسطاء في الجنوب، بالشعارات الديماغوغيَّة، ويعكرون عليهم مناخ المفاضلة الواعية بين (الوحدة/الأصل) و(الانفصال/ الاستثناء)، بالخطابات الفجَّة التي تقبُر الإيجابيات بالكليَّة، وتلعب، فحسب، على ذاكرة السلبيات، لتصاب (اللحظة التاريخيَّة) بـ (الجنون) تماماً، وكم في تواريخ الأمم من الخبرات المؤلمة التي تدفع، بالفعل، نحو مثل هذه اللحظات، حيث يعلو (الاستثناء) على (الأصل)، فلا يقدَّر للجماهير أن تستبين حقيقة ما جرى، للأسف الشديد، إلا ضحى الغد، وبعد أن تكون الفأس قد وقعت، نهائيَّاً، على الرأس، ليعود (الوحدويون) يناضلون مع نفس هذه الجماهير، من جديد، لاستعادة (الوحدة) الضائعة!

    (3)
    لقد أتى علينا حين من الدَّهر تراكمت فيه أخطاؤنا، نحن المستعربين المسلمين في الوسط وإلى الشمال النيلي، تجاه هذا الجزء العزيز من الوطن، حتى لم يعُد ثمَّة مناص من تعريض (الوحدة) ذاتها للاختبار في ضوء (حق تقرير المصير)، وهو حقٌ ديموقراطيٌّ أصيل، ما في ذلك شك، وقد تأتي نتيجة ممارسته لصالح (الانفصال)، مثلما قد تأتي لصالح (الوحدة). لكن (الانفصال)، مهما جرى تزيينه، خيار سيئ، تماماً كخيار بتر الساق حين تتمكن الغنغرينا منها، فتموت الساق ويضعف الجسد!
    هذا ما ينبغي أن ينبّه (الوحدويون) إليه المواطن الجنوبي، ديموقراطياً، عبر حملة مصمَّمة جيداً من أجل (الوحدة) قبل (الاستفتاء) بوقت كاف، وألا يتركوه فريسة لآلة الدعاية (الانفصاليَّة)! فمع أكيد علمنا بأن (الأقوال) وحدها لن تجدي كثيراً، وأن الكلمة الحاسمة هي، في نهاية المطاف، لـ (الأفعال)، إلا أن من الخطأ إهدار (كلّ) أثر لـ (الأقوال)، خصوصاً عندما يتصل الأمر بـ (الوطن)، وبإنعاش (الذاكرة الإيجابيَّة) لـ (العاطفة الوطنيَّة)!
    إن أهمَّ ما يهمُّ الجنوبيَّ الكادح البسيط هو إصحاح بيئة التساكن المعلولة في هذا الوطن الواحد، والذي لا يمكن تصوُّره، لألف سبب وسبب، إلا واحداً في كلّ حال، وهذا ما يعبّر عنه تعبيراً مجيداً كلُّ مثقف جنوبي (وحدوي)؛ أما (الانفصاليون) الذين خلوا طويلاً لأوهامهم، ووساوسهم، و(ياقتهم) المنشَّاة، فلا يهمُّهم غير (فصل) الجنوب بأيّ ثمن، ولتقم القيامة ذاتها بعد ذلك!
    لقد أبصر شمس هذه الحقيقة السَّاطعة مغني الجنوب الأوَّل غوردون كونق، رغم كونه ضريراَ، فأطلق أهازيجه الوطنيَّة العذبة، تنادي (عُميان البصائر) هؤلاء أن حيَّ على (الوحدة)، حيَّ على (السلام)، لتتمايح دلالاتها (ثاقبة البصيرة) فوق سماوات الإقليم تزيده جمالاً على جماله. ويوم جاء يشعل بها قاعة المؤتمر: "يا جماعة .. يا جماعة .. يا سودان"، "ما تقول لي جنوبي .. ما تقول لي شمالي"، استبدَّ الطرب بالجميع، فازدحمت بهم حلبة الرَّقص، إلا (الانفصاليين) .. وحدهم لا يرقصون!
    وكان قد أدرك ذلك أيضاً، قبله، شاعر الدينكا الفذ، صديقي الرَّاحل سر أناي كيلويلجانق، عليه رحمة الله، فبث قلقه الفادح عبر قصائده الإشكاليَّة الرائعة التي يحتضنها ديوانه اليتيم (وهمُ الحُريَّة وقصائد أخرى) الصادر عن (نيو بيكون) بلندن عام 1985م، وذلك ممَّا كان لمس، أواسط سبعينات القرن المنصرم، من مؤامرات لتقويض (سلام أديس أبابا) في إطار السودان الواحد: "كالشَّبح المجنَّح كنت أنا الشاعر الخفيَّ السابح في الفراغ/ في مكان ما حيث ليس سوى السحاب تحرّكه الريح ببطء/ ليشكل، رويداً رويداً، طائرة حربيَّة!/ فمضيت أسخر من هذى الأوزان في كلمات رجل ينظم قصيدة، بينما هو سابح في الفضاء، ينذر بالعاصفة الآتية/ المندفعة بعنف لاقتلاع الشُّتيلات الصغيرات من تربة الوحدة الهشَّة"! وفى قصيدة أخرى يتساءل محتجَّاً: "أيُّ حرب هذى؟! عودة للأيام الغابرة؟! إشعال لحرب الكراهية، بينما نحن أحوج ما نكون لإشعال حرب الحُب"؟! وفي قصيدة ثالثة يهمس سر أناي في أذن (انفصالي) شمالي قائلاً: "إن أكثر ما يهمُّني/ هو أن كلانا بشر/ وأن لنا حقاً متساوياً في أن نعيش معاً هنا/ في أرض السُّود هذه/ في السودان"!
    لقد كان ذلك، لعمري، أبلغ (إرهاص ابداعي) بـ (الفكر السّياسي) الذي طرحه، لاحقاً، الرَّاحل جون قرنق، تحت عنوان (السودان الجديد)!
    إن عدم تحرُّك (الوحدويين) الجنوبيين والشماليين، الآن، الآن وليس غداً، لعمل شئ ما يجعل (الوحدة)، التي لا (سلام) بدونها، خياراً جاذباً، بـ (الأفعال) و(الأقوال)، عند (الاستفتاء)، من شأنه أن (يحشر) هذه (الوحدة) في مأزق حقيقي. لكنه، على أيَّة حال، لن يجعل خيار (الوحدويين) خاطئاً، أو خيار (الإنفصاليين) صائباً! والفريق سلفا نفسه أشار، في كلمته المار ذكرها، إلى خطورة (الانفصاليين) على خيار الجماهير يوم (الاستفتاء)، مشدّداً على ضرورة العمل لأجل أن يضحى خيار (الوحدة) جاذباً، وإلا فإن "الانفصاليين سيفصلون الجنوب ولن تكون هذه غلطتنا!" أو كما قال (المصدر).

    (4)
    أوَّل ما تجدر ملاحظته هو التكتيك الذي يعتمده (الانفصاليون الجنوبيون) للدفع باتجاه (الانفصال). وهو تكتيك مخاتل ذو وجهين يبدوان، في المظهر، متسقين، للوهلة الأولى، بينما هما، في الجوهر، متعارضان، طرداً على عكس!
    فمن الوجه الأوَّل، ورغم أنه لم يُعرف لمعظم هؤلاء (الانفصاليين) ولاءٌ لمبادئ الحركة الشعبيَّة، أو إخلاصٌ لمخرجات اتفاقيَّة السلام الشامل، إلا أنهم لا يكفون لحظة عن التلويح بها، والتظاهر بـ (الاستماتة) في الدفاع عنها، إلى حدّ التشنج الغوغائي أحياناً، ممَّا لا تلمسه حتى لدى أكثر أبنائها الحقيقيين براً بها، ووفاءً لها!
    أما من الوجه الآخر فسرعان ما يتكشف السّرُّ وراء هذا التعارض، وتنقشع الغرابة عنه، حين نلحظ أن أهمَّ ما يهمُّ هؤلاء (الانفصاليين) في الاتفاقيَّة نصوص بعينها، لكنهم يقرأونها على طريقتهم الخاصَّة، بعد اجتزائها من السياق، وتجريدها من الروح، فتغدو، بالفعل، مطيَّة مناسبة لمآربهم السياسيَّة المغرقة في (ذاتيَّتها) الضيّقة!
    ولعلَّ أقرب نماذج هذه النصوص هي تلك المتعلقة بـ (الاستفتاء)! ففي حين نجد أن الاتفاقيَّة نفسها غير محايدة تماماً إزاء خياري (الوحدة) و(الانفصال)، وأن بروتوكول مشاكوس المبرم في 25/9/2009م يقرن ممارسة (حق تقرر المصير) بعمل الطرفين من أجل أن يكون خيار (الوحدة) جاذباً، يتجاهل (الانفصاليون) هذه الجزئيَّة من البروتوكول كأن لم تكن، وكأنه ما من طرف مسئول عن تعطيل إنفاذها طوال السنوات الأربع الماضية، فيمارسون، بالتالي، من التهريج ما يكفل تصوير (الاستفتاء) كنصّ معلق في فراغ، ومن المزايدة على (الوحدويين)، داخل وخارج الحركة، ما يضمن تفصيل (الاستفتاء)، بعد أقلّ من عام ونصف، على مقاس (الانفصال) فقط!
    صمت (الوحدويين)، في الشمال والجنوب، عن ذلك، ووقوفهم يتفرَّجون مكتوفي الأيدي، استسلاماً لاتهام أيَّة خطوة يخطونها في الاتجاه المناوئ وكأنها نكوص عن الاتفاقيَّة، لهوَ أدخَل، للأسف، في باب التواطؤ على تمرير هذا المخطط الجهنمي، بل والدَّفع به إلى نهاياته المحتومة!
    إن الحقيقة الأليمة التي لا مفرَّ من مجابهتها، ابتداءً، هي أن الاتفاقيَّة، بالفعل، لم تنفذ بالقدر الذي يضمن أن تكون (الوحدة) خياراً (جاذباً) في (الاستفتاء)؛ وأن ما تبقى من زمن حتى عام 2011م لن يكفي لتنفيذها بهذا المستوى (راجع: رزنامة الأسبوع ـ الأخبار، 17/8 ـ 24/8/09). وهذا ما أكد عليه الفريق سلفا بقوله، خلال لقائه مع د. الترابي، الأمين العام للمؤتمر الشعبي، لدى زيارته إلى جوبا قبيل المؤتمر: إن "الأوان قد فات لجعل الوحدة بين شمال وجنوب السودان جاذبة". ثم ما لبث أن عاد، أثناء مخاطبته المصلين في (كنيسة كتور)، ليتهم المؤتمر الوطني بالتلكؤ في إنفاذ الاتفاقية، قائلاً: "هناك كثير من البنود العالقة لم تنفذ بعد، و .. ما تبقى من وقت غير كافٍ لجعل الوحدة جاذبة" (الشرق الأوسط، 15/9/09). إلى ذلك فإن علاقات الشريكين لا تمضي على الوجه الذي يبشِّر بإمكانيَّة هذا التنفيذ، حتى بافتراض توفر الزَّمن؛ وأن ما دأب (الوحدويون) في قيادة الحركة على التحذير منه بشأن ضآلة فرص (الوحدة)، في ما لو استمرَّ الحال على ما هو عليه الآن، ينبغي حمله على محمل (جرس الإنذار) الأخير، لا (الابتزاز) كما ظلت تفهم ذلك بعض دوائر الشريك الآخر، المؤتمر الوطني!
    وعليه، إذا جرى (الاستفتاء) تحت هذه الظروف، وبقي (الوحدويون)، جنوبيين وشماليين، مغلولي الأيدي، فالمرجَّح أن تقلَّ، إلى حدّ العدم، فرصة أن يبقى لدينا (سودان موحَّد)!

    (5)
    لأجل التقدير الموضوعي الأدقّ لهذه (الأزمة الوطنيَّة)، لا بد لنا من التأكيد، أولاً، على أنها، وإن كانت قد تلقت دفعة قويَّة على يد نظام (الإنقاذ) خلال العقدين الماضيين، إلا أنها، في الحقيقة، نتاج خمسة قرون من التهميش المنهجي، مادياً ومعنوياً، لأقاليم ومناطق شاسعة من الوطن، وبالأخصّ ضمن أجندة نخب المستعربين المسلمين الطبقيَّة التي تعاقبت، منذ الاستقلال، على حكم البلاد (راجع، للمزيد من التفصيل، كتابنا "الآخر"، ط 1، دار مدارك، القاهرة 2006م). لقد ظلت سياسات تلك النخب تتمحور حول الاستعلاء بالعرق والدين والثقافة واللغة، على أهل التكوينات القومية الأخرى، ممَّا أفضى إلى ما أضحى يلوح، الآن، من تشكك أقسام هائلة من هذه التكوينات، الجنوبيَّة بالأخص، في جدوى استمرار (الوحدة) بشروطها القديمة على الأقل؛ وهنا، بالتحديد، يقع المرتع الخصب الذي ينتهزه (الانفصاليون)!
    ليس خطأ، بالطبع، الحكم بأن الاستعمار البريطاني لعب دوراً مهماً في (تعميق) هذه الأزمة، لكن الخطأ الأكبر هو تحميله، وحده، (كامل) المسئوليَّة عنها. فهو، في الحقيقة، لم يخترعها، بل وجدها قائمة، فعَمَد لاستثمارها، وفق سياسة (فرّق تسُد)، حيث صمَّم ونفذ، منذ مطالع القرن العشرين، ما سُمي بـ (السّياسة الجنوبيَّة) التى استندت إلى تلك الذاكرة التاريخيَّة السالبة في إقامة هيكلها الأساسي على ترسانة من القوانين والترتيبات الرامية لإعاقة أي تقارب محتمل بين (الشمال) و(الجنوب)، كقانون الجَّوازات والتراخيص لسنة 1922م، وقانون المناطق المقفولة لسنة 1929م، واللذين قصد منهما أن يصبح (الجنوب)، فضلاً عن جبال النوبا الشرقيَّة والغربيَّة، أرضاً أجنبيَّة بالنسبة للسوداني الشمالي، وإلى ذلك قانون محاكم زعماء القبائل لسنة 1931م، كما فرضت الإنجليزيَّة لغة رسميَّة في (الجنوب)، وحُدّدت عطلة نهاية الأسبوع فيه بيوم الأحد، وحُظر على أهله ارتداء الأزياء الشماليَّة، وابتعث طلاب الإقليم لإكمال تعليمهم في يوغندا، وما إلى ذلك.
    بعبارة أخرى، لا تكاد تنتطح عنزان على كون الاستعمار قد لعب دوراً قصديَّاً مباشراً في (تكريس) المشكلة و(مفاقمتها). غير أنه لم (يخلقها)، وإنما أسَّس (سياسته الجنوبيَّة) على إرث تاريخي سالب وجده قائماً في الواقع! وإذن، فلا معنى للتركيز على دوره وحده كما في اجترارنا المتثائب لبعض المتداول غير المفكر فيه!

    (6)
    مهما يكن من شئ، فقد دخل السودان مرحلة ما بعد اتفاقية الحكم الذاتي (فبراير 1953م) وهو (موحَّد)، ودخل مرحلة ما بعد الاستقلال (يناير 1956م) وهو (موحَّد)، وما كان ذلك ليكون لولا أن النوَّاب الجنوبيين صوَّتوا مع إعلان استقلال السودان (الموحَّد) من داخل البرلمان الأوَّل في 19/12/1955م، مقابل (كلمة شرف)، مجرَّد (كلمة شرف) من القوى السّياسيَّة في (الشمال) بتلبية أشواقهم للحكم الفيدرالي بعد الاستقلال! وقد كان من الممكن أن يشكل ذلك، في ما لو كنا أوفينا بوعدنا، نموذجاً في التعامل المستقيم مع أشواق (الآخر)، أيضاً، في جبال النوبا ودارفور وغيرهما، على مدى السنوات الخمسين الماضية، وأن نبدأ عهد الاستقلال من هذه النقطة، متسلحين بالوعي بمخاطر الاستمرار في السَّير بطريق (التهميش) و(الاستعلاء) القديم، واضعين نصب أعيننا ضرورة أن نرسي من ذلك الوعي مداميك دستوريَّة تؤسّس لوطن موحَّد. غير أننا، على العكس من ذلك، مضينا نستسهل تفسير الفروقات بين شتى أقوام السودان، ومختلف أقاليمه ومناطقه، كمجرّد "حواجز صناعيَّة أقامها المستعمرون لتجزئة القطر الواحد" (محمد فوزي مصطفى، 1972م)، أي كمحض مؤامرة استعماريَّة قطعت الطريق أمام التحاق الاثنيات (الأفريقيَّة) السودانيَّة، خصوصاً في (الجنوب)، بحركة الاستعراب والتأسلم التى استكملت نموذجها الأمثل، بحسب زاوية النظر هذه، في الوسط والشمال النيلي. هكذا، وبدفع من الجامعة العربيَّة، والمنظمات الإسلاميَّة التي انتمى إليها السودان بعد الاستقلال ضربة لازب، أنيطت بنا مهمة تعريب وأسلمة (الأفارقة) على مبدأ القهر والغلبة (عبد الله على إبراهيم؛ الثقافة والديموقراطيَّة في السودان، ط 1، دار الأمين، القاهرة 1996م). وكان أن أفرغت تلك المهام، على أيدي القوى التقليديَّة التي ورثت السلطة من الاستعمار، في برامج وسياسات رسميَّة لدولة السودان حديثة الاستقلال آنذاك.
    ففي الشَّأن الداخلي أعلنت (العربيَّة) لغة رسميَّة، في ما أسماه بعض نقاد تلك السياسة بـ "الجَّبر اللغوي" (المصدر نفسه). وشكل ذلك إهداراً لثراء البلاد من جهتي التعدُّد والازدواج اللغويَّين، حيث توجد في السودان، إلى جانب العربيَّة، ممثلات لكلِّ المجموعات اللغويَّة الأفريقيَّة الكبيرة، عدا لغات الخويسان في جنوب أفريقيا (سيد حامد حريز ـ ضمن عبد الله على إبراهيم؛ الماركسيَّة ومسألة اللغة في السودان، دار عزة، الخرطوم 2001م). وأوضح إحصاء 1956م أن في السودان 114 لغة، نصيب (الجنوب) وحده منها حوالي 50 لغة. ومن الجهة الأخرى جرى الإعلاء من شأن (الإسلام) على حساب مختلف الأديان الأخرى، السماويَّة والأرواحيَّة، التي يدين بها الملايين من أهل البلاد.
    أما في الشأن الخارجي فقد جرى استسهال المراهنة، بعين البُعد الواحد، على إدراج السودان بأسره تحت شعارات (العروبة) و(القوميَّة العربيَّة) و(الوحدة العربيَّة) وما إليها، واعتبار ذلك بمثابة (الممكن) التاريخي الوحيد المتاح لحل مشكلة (الوحدة السودانيَّة)، فإذا بمردوده العكسي الفاجع يتمثل في تحوُّله، لدى ذهنيَّة (الآخر) غير المستعرب، في (الجنوب) بالأخص، إلى محض ترميزات ناجزة بنفسها للتيئيس من هذه (الوحدة)، وحفز الميل، شيئاً فشيئاً، لترجيح خيار (الانفصال)، الأمر الذي دفع ببعض المفكرين العرب، حتى ممن يرون، إلى الآن، أن "القوميَّة العربيَّة .. ما تزال قوة حيَّة ومحرّكة"، لأن يدقوا أجراس التنبيه إلى "الخاصيَّة القطريَّة .. وما تقدّمه للفكر (القومي العربي) من أمثولة هو بأشدّ الحاجة إليها" (إيليا حريق؛ مقدمة في: عبد الله على إبراهيم؛ الثقافة والديموقراطية). فالحقيقة أن هذا الفكر "عالج .. تلك المشكلة بشئ من الخفة إن لم نقل العداء .. (و) التجاهل أو التهوين .. مدعياً .. أن (الأقليات) لا تختلف في الرأي عن النهج القومي العام .. (في حين أن) الطريق القويم للقوميَّة العربيَّة اليوم .. هو احترام الفروق القائمة في المجتمع والدولة القطريَّة، ومساعدتها على التكامل والنمو والازدهار لكي تستطيع .. تشييد البناء القومي .. على قاعدة وحدات من الدول القطريَّة. فبدل أن نسعى إلى القضاء على الدولة القطريَّة، وعلى خاصّيَّتها، فالأحرى بنا أن نعمل للاحتفال بها، والاعتماد على مقدراتها، فهي الأساس الذي نرتقي منه نحو البناء القومي الأعلى" (المصدر نفسه).

    (7)
    كانت لذلك الاستسهال مقدّمات فكريَّة بلورتها، قبل الاستقلال، الاتجاهات الغالبة على فكر وثقافة إنتلجينسيا المستعربين المسلمين في الوسط والشمال النيلي، وبالتالي على عموم الحركة الوطنيَّة التي تصدُّوا لقيادتها. ولئن تجلى ذلك، أكثر ما تجلى، في حركة الشّعر التي كانت تمثل، وقتها، صورة الفكر الرئيسة، من خلال الموالد وفعاليَّات الخريجين والمناسبات الدينيَّة والاجتماعيَّة المختلفة، فقد أفصح عنه محمد احمد محجوب، أحد أبرز مثقفي تلك الحقبة، وأحد أميز قادة حزب الأمَّة الذين تقلدوا الوزارة لاحقاً، ملخّصاً، عام 1941م، شروط (المثل الأعلى) للحركة الفكريَّة "في هذه البلاد"، على حد تعبيره، بأن "تحترم تعاليم الدّين (الإسلامي) الحنيف، وأن تكون ذات مظهر (عربي) .. وأن تستلهم (التاريخ) القديم والحديث (لأهل) هذه البلاد و(تقاليد شعبها). هكذا يمكننا أن نخلق أدباً (قوميَّاً)، وسوف تتحول (هذه) الحركة الأدبيَّة، فيما بعد، إلى حركة سياسيَّة تفضي إلى الاستقلال السّياسي والاجتماعي والثقافي" (أقواس التشديد من عندنا ـ ضمن: أسامة عبد الرحمن النور؛ موقع "ARKAMANI" على الشبكة العالميَّة). ومن نافلة القول أن هذا الرائد في الفكر السّياسي للمستعربين المسلمين السودانيين لم يكن يرى في (كلّ) البلاد سوى (تاريخ) و(ثقافة) و(ديانة) و(لغة) المستعربين المسلمين وحدهم! وتكتسي، بلا شك، دلالة خاصة، في هذا الإطار، عودة الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمَّة، بعد ما يربو على نصف القرن، لينتقد ما أسماه (الأحاديَّة الثقافيَّة) لدى القوى السياسيَّة الشعبيَّة التي حكمت السودان بعد الاستقلال، ممَّا أدى إلى استقطابات دينيَّة وثقافيَّة حادَّة (الصادق المهدي؛ "تباين الهُويَّات في السودان: صراع أم تكامل"، ورقة في ندوة مركز دراسات المرأة بقاعة الشارقة بالخرطوم، 23/3/2004م).
    ورغم أن السودان لم يُشرَك أحياناً في بعض المنظمات العربيَّة بسبب وضعه الطرفي، أو لعدم حسم مسألة العروبة فيه (محمد عمر بشير؛ تاريخ الحركة الوطنيَّة في السودان 1900- 1969م، الدار السودانية للكتب، الخرطوم 1980م، ص 32)، إلا أن العروبة والديانة الإسلاميَّة ترسختا، مع ذلك، كأيديولوجيَّة قامِعة في أيدي نخب (الجلابة) الفكريَّة والسياسيَّة الحاكمة. وتمدد تيار التعريب والأسلمة اقتصاديَّاً وسياسيَّاً واجتماعيَّاً وثقافيَّاً، جاعلاًً من (الإسلام) إطاراً دينيَّاً أحاديَّاً لمنظومة القيم في كل البلاد، ومن (العربيَّة) وسيلة وحيدة للصحافة والراديو والتلفزيون ودواوين الحكومة ومناهج التربية والتعليم، وجرى "تأطير المجتمع .. على تلك الأسس .. (مما) أعاق .. فرص الأقليَّات التي لا تتوافق مع النموذج السائد في مجالات التطوير الذاتي .. و .. تكوَّن حاجز نفسي/سلطوي .. في وجه أية مراجعة .. للشأن الداخلي يُظن أنها قد تمسُّ جوهر الانتماء العربي" (يوسف مختار الأمين؛ موقع "ARKAMANI" على الشبكة العالمية). وزاد الأمر تعقيداً عجز هذه النخب عن إنجاز القدر المطلوب من التنمية الشاملة، وتأسيس نظام للحكم يلبّي طموحات الأغلبيَّة. وفى ظل أوضاع التخلف، والتدهور الاقتصادي والمعيشي، وارتفاع معدلات النموّ السُّكاني، تتوسَّع تلقائياً بؤر الصراع الإثني والجهوي والثقافي، مما يتجلى في تبني مواقف سياسيَّة وثقافيَّة مغايرة للسائد، بحمل السلاح في مواجهة السلطة المركزيَّة، وإشعال الحروب الأهليَّة، والصّراعات القبليَّة التي تتفاقم أبعادها وآثارها يوماً بعد يوم (المصدر نفسه). ولأن الثقافات (الأخرى) لا تنسجم والسياق، بل وقد تتسبب في إرباكه، فقد جرى إقصاؤها عمليَّاً، كما في حالتي الدّين واللغة، أو إدماجها assimilation قسراً، في (أفضل!) الأحوال!
    لقد أثبتت الخبرة التاريخيَّة كمون هذه الأزمة (الثقافيَّة) في خلفية كل أزماتنا (السّياسيَّة)، الأمر الذي يمكن ملاحظته، بيسر، في ملامح النهج السّياسي والثقافي العام الذي سارت عليه كل حكوماتنا الوطنيَّة، منذ الاستقلال، باستثناء ما أرهص به مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965م، وما بشر به بيان 9 يونيو 1969م، وما انعكس في اتفاقيَّة أديس أبابا عام 1972م، وما أشرق في اتفاق الميرغني ـ قرنق عام 1988م، وأخيراً في جملة اتفاقيَّات أبرمتها (الإنقاذ)، مؤخراً، وأهمها اتفاقيَّة السلام الشامل مع الحركة الشعبية في 9/1/2005م، والتي تمخض عنها الدستور الانتقالي لسنة 2005م.
    على أن كل الآمال التي انعقدت على تلك التواثقات ذهبت، مثلما تذهب الآن الاتفاقيَّة ودستورها الانتقالي، أدراج الرياح، بسبب التلكؤ وعدم الجديَّة المتأتيين، أساساً، من انعدام الإرادة السياسيَّة الكافية لتنفيذها!

    *** الاخبار
                  

10-06-2009, 10:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    نقطة وسطر جديد ..مع مرشح لرئاسة الجمهورية ...

    بقلم: بقلم: مصطفى سري
    الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 09:47



    نقطة ... وسطر جديد



    العين التي قرأ بها المرشح لرئاسة الجمهورية عبدالله علي ابراهيم توضح ان اذنيه قد سبقت عيناه ، بمعنى انه سمع عن مؤتمر جوبا وشبع سمعاً عنه، ثم عاد وقرأ ما سمع عنه من صحف ما يطلبه (المؤتمر الوطني )، وقرأته مع ذلك كانت خيالية وليست داخل النص، وتعتبر قرأة خارج النص ، لانه اذا قرأ نصوص المؤتمر بتجرد من الهوى ، وسد اذنيه عما يردده الخصوم ، كان يمكن ان يصوب نقده بشكل موضوعي ومنهجي ، لكن الرجل الذي عرف عنه المؤازرة غير الخافية للانقاذ موديل (1990) عندما شاركها في اول مؤتمر اجرته والذي كان عن الحوار الوطني ، وطبعا ( لا سيما انه يختلف عن مؤتمرات الاحزاب ، ولا سيما مؤتمر جوبا ) ، لن يستطيع ان يقرأ الخطاب السياسي الا بطريقة (انقاذ 1990 ) التي تردد انها تغيرت او هي تحاول ان تتغير ، ولكننا ماذا نفعل مع المتوركين !
    والاستشهاد الذي بدأ به مقاله (مؤتمر جوبا .. ولا سيما التحول الديموقراطي ) – النص في موقع سودانايل الاثنين (5-10-2005 م) ، بوصف ما كتبه الكاتب عثمان ميرغني يوضح انه يشرب من ذات (الزير ) ، ولكن لماذا يضع مرشح رئاسة الجمهورية في برنامجه العداء لمؤتمر جوبا الذي جمع احزاباً وجماعات شمالية وجنوبية ؟ وهل يعتقد المرشح لرئاسة الجمهورية ان العداء للقوى السياسية وفي مقدمتها الحركة الشعبية هو المدخل الصحيح ان لحشد المشاهدين للندوات التي سيعقدها ؟ وما الفائدة التي يرجوها مرشح رئاسة الجمهورية من الطعن في قدرة تلك الاحزاب التي رات انها – حتى لو بعد خمسة اعوام وليس اربعة فقط – يمكن ان تصحح منهج تعاملها مع الازمة السياسية لتضع خارطة طريق جديدة للخروج من الازمة الخانقة ؟
    الهرج الذي افتعله المؤتمر الوطني وبقية الاحزاب (المفترعة) حول مؤتمر جوبا بدءاً من الدعوة للمؤتمر وانتهاءاً بنتائجه ، كان ضجيجاً ( ودق صفائح ) ، ونقول (ليس على المريض حرج ) وبالطبع (المردوف لا يسال) ، وكان من المؤمل ان يشارك قادة المؤتمر الوطني في ذلك الحوار التاريخي تحقيقاً للاجماع والخروج من الازمة المتطاولة ، ومؤتمر جوبا(2009 م ) بالطبع لا يشبه مؤتمر جوبا ( 1947 م) الذي ارتبط بتاريخ سئ السمعة لدى الجنوبيين (ومن نتائج ذلكم المؤتمر ما نعيشه الان في التنكر من دفع الاستحقاقات) ، يعني ليس في مؤتمر جوبا 2009 شناقيط ( جمع شنقيطي ) جدد ، بل ان الطريق لنقض العهود منذ عام 1947 م ما زال مفروشاً لدى مجموعات في الشمال ، والاخرى التي ارادت ان ترهن نفسها للمشترين الجدد ، ولذلك كان مؤسفاً ان يستلف مرشح الرئاسة العبارة البئيسة للكاتب عثمان ميرغني بما معناه ان مؤتمر جوبا ما هي الا محاولة من الحركة الشعبية لاستنزاف المؤتمر الوطني والضغط عليه باثقل ما تيسر ( وجميل ان يتم يحشد مرشح رئاسة الجمهورية عبارات جماعة الجبهة الاسلامية لزوم ما يلزم ويمكن ان تسنده في العملية الانتخابية ) .
    ومن باب التفضل لتبصير القوى السياسية الشمالية لما يجب ان تقوم به في نضالها لتحقيق التحول الديموقراطي يقول مرشح رئاسة الجمهورية في مقاله ذاك (. لكن يطعن في جدية الأحزاب الشمالية في هذا التحول أنهم ظلوا يغفلون عن ممارسة الناس له. فقد طلبوه من الحكومة في جوبا للمرة الدشليون بينما لم يتفضلوا مثلاً حتى بانتداب محام منهم للدفاع عن معتقلي بلدة المسيد الذين احتجوا على انقطاع الكهرباء بطول شارع مدني. والله دا تحول تاني!) ، والسؤوال يرد الى مرشح رئاسة الجمهورية (ماذا فعلت انت الذي تنوي الترشح لحكم البلاد والعباد في اطلاق سراح معتقلي بلدة المسيد ؟ ) ، ولا ان احداً يعرف ان في تاريخ المرشح مناهضته للانقاذ طيلة سنوات الغيهب والظلم حديثاً وجهه لها في ما تقوم به من تعسف وتعذيب واعتقال في بيوت الاشباح وقتل المناضلين من ابناء الشعب السوداني ، ولم نقرأ لمرشح رئاسة الجمهورية مقالاً حول تحقيق التحول الديموقراطي ، انشاء الله سطر واحد !
    ومرشح رئاسة الجمهورية في محاولته تبخيس نتائج مؤتمر جوبا رمى الاحزاب التي شاركت فيه بتكرار بياناتها بغير ممارسة وقال (اصبحت من نوع الكوم بقرش ) ، ولكنه لم يلتفت الى الجهة الاخرى التي لا تبيع ولا تشتري ، وبضاعتها كاسدة وفاسدة ، ولعل ما قرأه في بيان مؤتمر جوبا حول (الحقيقة والمصالحة ) وانها جاءت بعد (4) سنوات وطبعا قرأها بطريقة (الكوم بقرش التي رمى بها الاحزاب التي شاركت مؤتمر جوبا ) ، لان تلك اللجنة اقترحتها الحركة الشعبية خلال مفاوضات نيفاشا ورفضها المؤتمر الوطني والذي ما زال يرفضها – اقرأ تصريحات مساعد الرئيس دكتور نافع علي نافع – بل وتصريحات قيادات اخرى في المؤتمر الوطني ، ولكن مرشح رئاسة الجمهورية لا يريد ان يقول صراحة انه رافض للجنة الحقيقة والمصالحة والتعافي بل اظنه يتأفف من ان يتقدم الذين ارتكبوا جرائم في حق شعوب سودانية بالاعتذار عما ارتكبوه من قتل الملايين من ابناء الشعب السوداني في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وشرق السودان ودارفور ، ليس لذنب ارتكبته هذه الشعوب بل فقط انها كانت تطالب بحقوقها وكرامتها ، ولكن ما العيب في ان يتعافى السودانيون انشاءالله (بعد مائة عام) ، لازالة المررات وابراء الجراح كما جاء في بيان مؤتمر جوبا ، وعلى مرشح رئاسة الجمهورية ان يسأل ابناء عمومته عن ما دار في مفاوضات نيفاشا ولماذا رفضوا مقترح لجنة الحقيقة والمصالحة لكي لا يردد سؤواله ( انت سيلفا كير دا ما في رئاسة الجمهورية ؟ يطرشنا ما سمعنا انه طالب بمثل قيام هذه اللجنة وارتد خاسئاً حسيراً ؟) ، الم اقل في بداية المقال ان مرئح رئاسة الجمهورية لا يقرأ لكنه يسمع ، وهو لم يخذلني في ذلك وانظروا الى السطر السابق بين قوسين وهو مقتبس من مقاله في سودانايل .
    ولان مرشح رئاسة الجمهورية لا يقرأ لكنه يسمع ، عليه ان يبحث عن تصريحات للنائب الاول سيلفا كير ميارديت المتكررة حول المصالحة في الجنوب ، بل اعتذارقادة الحركة الشعبية عما حدث في اثناء الحرب وذلك في مؤتمر جوبا، وايضاً ما قامت به الحركة الشعبية بعيد توقيع بروتوكولات السلام في نيفاشا والجولة الكبيرة التي قام بها الراحل دكتور جون قرنق وقيادات الحركة في المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب والنيل الازرق وجبال النوبة وابيي ، وكان لي شرف مرافقتهم في تلك الزيارة التاريخية وقال وقتها قرنق انه يعتذر لشعوب تلك المناطق لما اصابهم وان الحقيقة والمصالحة يمكن ان تتم ليتعافي المواطنيين ، ولانه لم يمكث بعد الاتفاقية الا لفثلاث اسابيع ، فان القائد سيلفا كير واصل ذلك الجهد مع المليشيات التي كانت تنمتي الى الجيش السوداني، ونجح في توقيع اتفاقيات مع اسماعيل كوني الذي كان احد قادة مليشيات المورلي والان اصبح مستشاراً لكير ، وفاولينو ماتيب الذي كان احد اعمدة مليشيات الجيش السوداني في مناطق البترول وهو الان اصبح نائباً للقائد العام ، وهناك العديد من المصالحات التي اجريت وما زالت تجري، رغم ان هناك مواصلة لانتاج عبوات جديدة للمليشيات معلوم من الذي يصنعها لان الماركة موجودة في ديباجة ما تم القبض عليه ، ولكن الذي يسمع فان اذنيه تسمع ( الطيب والخبيث) ، ونتمنى من السيد مرشح رئاسة الجمهورية ان يسمع الطيب ايضاً ويقرأ الكثير حتى ولو من (الانتباهة) !
                  

10-06-2009, 03:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الإثنين 5 أكتوبر 2009م، 16 شوال 1430هـ العدد 5847

    صدي
    مؤتمر جوبا نجح«2»

    آمال عباس
    [email protected]
    ? قلت بالأمس إن مؤتمر جوبا نجح ليس في إستشعاره بخطورة المرحلة والتنادي من أجل المفاكرة والتشاور في أمر الخروج من وهدة المشاكل والازمات التي كادت ان تعصف بالسودان الكيان والانسان.. ولكن النجاح المؤزر جاء في الشفافية والصدق والمنهج الجديد في تناول التجارب السابقة والنظرة اليها بعين التجرد والنقد الذاتي ليس من باب التجريح والمكابرة وإنما من باب خلق المناخات المعافاة من كل المرارات.. والمتأمل للبند الثاني من اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني يدرك تماماً مدى عمق الروح الجديدة التي انتظمت قادة الاحزاب السياسية.. بند المصالحة الوطنية يقول وهو البند الثاني:
    ? أقر المؤتمر ان هناك مظالم تاريخية لحقت بالجماعات والافراد بمناطق كثيرة في السودان خاصة الجنوب ودارفور منذ الاستقلال ومن الضروري ان تسجل هذه المظالم ويتم الاعتراف بها والاعتذار عنها كمدخل للمصالحة الوطنية الصادقة.. ويوصي المؤتمر بأن تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة والمصالحة تكون مهمتها هى تقصي الحقائق في كل التعديات والانتهاكات لحقوق الجماعات والافراد منذ الاستقلال واتخاذ الاجراءات اللازمة لرد المظالم والحقوق سواء كان بالمحاسبة القانونية او التعويض المادي والمعنوي مما يعينه على التعافي والتسامح وازالة المرارات من النفوس وإبراء الجراح .تحقيق هذه الغاية يقتضي انفاذ كل ما لم يتم انفاذه حتى الآن من اتفاقية السلام خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي.
    ? تتطلب المصالحة الوطنية ايضاً إعطاء افضلية عليا للمناطق المهمشة في كل انحاء السودان من مشروعات التنمية على ان تستصحب الرئاسة في أداء هذه المهمة التجارب النظرية خاصة في افريقيا.
    ? إعلان جوبا ببنوده الستة جاء في غاية الوضوح في الاشارة الى مكامن الوجع واهمية معالجتها.. وبعد ان جاء الحديث واضحاً عن الحوار والإجماع الوطني والمصالحة الوطنية.. اشار الاعلان الى اتفاقيات السلام والسلام الشامل.. والى محور التحول الديمقراطي.. والى الوضع الاقتصادي والاجتماعي والى محور السياسة الخارجية.
    ? في محور الوضع الاقتصادي والاجتماعي قال اعلان جوبا للحوار والإجماع الوطني الآتي:-
    ? بعد أمد طويل من الحكم الشمولي وسياسات التحرير الاقتصادي العشوائي والاختلالات الهيكلية في الاقتصاد منذ الاستقلال.. يعاني الاقتصاد السوداني اليوم من أزمة عميقة الجذور متمثلة في إنهيار الانتاج الزراعي والرعوي والصناعي وفاقم من ذلك الاعتماد على النفط إعتماداً كاملاً وتراجع أسعاره عالمياً مما ادى الى ضائقة معيشية خانقة وعجز متزايد في موازنة الدولة وتحميل الفئات الفقيرة أعباء تلك السياسات.. ضاعف من الأزمة تفشي الفساد وخصخصة مؤسسات القطاع العام بصورة مريبة.. لكل ذلك لابد من توجه جديد في معالجة الازمة الاقتصادية من جذورها وضغط وتقليص الانفاق الحكومي وإلغاء الجبايات والضرائب على المستوى القومي والولائي إلغاءً فعلياً وبالذات في مجال الانتاج الزراعي والحيواني كذلك لابد من إلغاء قرارات الفصل التعسفي من مؤسسات الدولة ورد الاعتبار للمفصولين حسب ما نص عليه الدستور القومي الانتقالي والعمل على انفاذ النصوص الدستورية والقوانين التي تحمي العاملين من الفصل التعسفي.. لابد أيضاً من تقليص حجم مؤسسات الحكم على كافة المستويات وان تكون التنمية برضا وقبول المواطن ولمصلحته لاسيما في مناطق بناء السدود.. لابد ايضاً من الشروع فوراً في تنفيذ خطة لربط الشمال بالجنوب بمختلف سبل المواصلات وفي مقدمتها النقل النهري والبري والسكك الحديدية مما يعزز اواصر العلاقات والمصالح بين كافة أنحاء البلاد كما يدعو لمؤتمر اقتصادي قومي ينظر في مسببات وجذور الأزمة والحلول اللازمة للخروج منها.
    هذا مع تحياتي وشكري




    الصحافة
                  

10-06-2009, 08:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر جوبا .. ماله وما عليه 1-4 ..
    بقلم: د. عمر القراي
    الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 19:01




    إن مؤتمر جوبا، الذي دعت له الحركة الشعبية لتحرير السودان، واقامته في الفترة 26-30 سبتمبر 2009م، لهو، في تقديري، اكبر انجاز للحركة الشعبية، بعد اتفاقية السلام الشامل . وليس ذلك بسبب ان الحركة الشعبية، استطاعت ان تقنع اكثر من عشرين حزب سياسي، ومنظمات مجتمع مدني، وناشطين مستقلين، في المجال السياسي، والفكري، والحقوقي، والاجتماعي .. وإنما لأنها استطاعت ان تجعل كل هؤلاء يتحاورون، في جو ودي، بكل صراحة، ووضوح، وشفافية، حول قضايا، هي على التحقيق، أهم التحديات، التي تواجه بلادنا، منذ الاستقلال، مضافاً اليها، ما نوشك ان نضييع اليوم، من فرص السلام، والوحدة ، والديمقراطية. لقد قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان، بما عجزت ان تقوم به احزابنا القديمة العريقة، وهي في السلطة، أو في المعارضة .. إذ لم تتحاور تلك الاحزاب، مع بعضها، لتخرج برؤية موحدة، مهما تفاقمت المشاكل، خلال تاريخنا السياسي الطويل، منذ ان جلا الاستعمار، عن هذه الأرض .



    ولقد تبدى الإهتمام الفائق للحركة الشعبية بهذا المؤتمر، في مستوى التنظيم، والاعداد لاستقبال هذه الوفود، التي تجاوز اعضاؤها المأتي شخص، جاءوا من الخرطوم، واماكن اخرى، بالاضافة الى المشاركين من الجنوب، ومن مدينة جوبا . ولابد من الاشادة بشبان وشابات، الحركة الشعبية، الذي كانوا في حركة دائبة، لا تفتر، لتوفير سبل الراحة للمشاركين، وتسهيل مهمة الحوار ورصده .. ولكن ما لفت انتباهي اكثر، هو مستوى الوعي الذي يتمتع به هؤلاء الشبان والشابات، ومعرفتهم بالقضايا السياسية، ومقدرتهم على التعبير المنضبط ، والمشاركة الفعالة ، التي ظهرت في مختلف حوارات اللجان، مما يدل على ان الحركة الشعبية، قد انفقت وقتاً، في تأهيل كوادرها، وصقل مواهبهم ، وتهيأتهم للقيام بدور سياسي كبير.. الامر الذي تعذر على احزابنا التقليدية في الشمال، طوال هذه الحقب، كما تعذر بمستوى اقل، على القوى الحديثة، التي- رغم شعاراتها- لم تتخلص من عقابيل الماضي بعد .



    إن أهمية مؤتمر جوبا، تنبع بالاضافة الى القضايا التي ناقشها، من توقيته .. فالانتخابات العامة، بقي لها حسب موعدها المعلن في ابريل 2010م، سبعة اشهر فقط .. والاستفتاء الذي يحدد مصير السودان، والذي ينبغي ان يعقد في يناير 2011م ، بقى له عام وثلاثة أشهر. فلو ان المؤتمر تأخر عن هذا الميعاد وخرج بتوصيات تتطلب تغييرات اساسية، لكان في ضيق الوقت عذر لمعتذر .. ولو ان هذا المؤتمر، عقد في بداية الفترة الانتقالية ، لقيل ان كل المطالب والتوصيات، يمكن ان تتحقق في مقبل الايام، وان هنالك وقتاً كافياً لتحقيقها جميعا !!



    ما هو هدف المؤتمر ؟



    إن هدف مؤتمر جوبا هو تحقيق اجماع وطني، للإتفاق حول التحديات، التي تواجه بلادنا .. وذلك عن طريق اثارة حوار مكثف، ومتنوع الرؤى، يخلص الى نتائج بشأن هذه التحديات .. فإذا تم الاجماع عليها، كانت الخطوة الثانية، هي ان يتم الاتفاق حول حلول لهذه المشاكل، على ان تأخذ في اعتبارها : التحول الديمقراطي، والانتخابات، والاستفتاء، وقضية دارفور، كمعالم لا يمكن تجاوزها، عند تقديم أي حلول. ولقد كان من المفترض، ان يتم ذلك الاجماع الوطني، في مؤتمرات سابقة، عقدت قبل مؤتمر جوبا، مثل مؤتمر كنانة .. ولكنها كانت مؤتمرات صفوية، معزولة عن القوى الحقيقة، الفاعلة في الساحة الفكرية والسياسية ، حددت اجندتها، ونتائجها مسبقاً، لتوافق دعاية المؤتمر الوطني، للإشادة بنفسه .. ولهذا لم تأت بأمر جاد، يعكس آمال وتطلعات شعبنا .



    ولقد سعى المؤتمر، الى تحقيق هذا الهدف – هدف الاجماع الوطني – لأن التجربة السياسية، لحكومة الوحدة الوطنية، دلت على ان تطبيق اتفاقية السلام الشامل، من خلال آلياتها، لم يعد ممكناً ، وأن الفترة الانتقالية شارفت نهايتها، دون ان تتحقق المكاسب التي توفرت عليها الاتفاقية . وذلك لأن المؤتمر الوطني، والذي يملك حسب الاتفاقية نفسها، أغلبية في البرلمان، قد تباطأ، وتلكأ، وخطط ، لاضاعة الوقت، ثم اضطر اخيراً، ان يرفض صراحة، تطبيق اشياء نصت عليها الاتفاقية ، وتضمنها الدستور الإنتقالي، مثل تحويل جهاز الامن، الى جهاز لجمع المعلومات فقط، وتجريده من سلطات الاعتقال والحبس والتعذيب .. ولما كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان، متضررة مباشرة، من تعويق المؤتمر الوطني، لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل ، وهي ترى المؤتمر الوطني يسعى للإنتخابات، في ظل قوانين مقيدة للحريات، حتى يضمن الفوز بالقوة، وان نضالها لسنوات، ووضعها عصارة فكر رائدها المرحوم د. جون قرنق في اتفاقية السلام، قد اصبح هباء منثوراً ، وان الاستفتاء على حق تقرير المصير، قد اصبح مهدداً كما هددت الانتخابات ، فإنها رأت ان تلجأ الى آلية أخرى، لا تختلف مع روح الاتفاقية، وان لم ترد في نصوصها، هي آلية الاجماع الوطني . والحركة الشعبية، لا ترى في خداع المؤتمر الوطني، وتنصله عن التزامه بالاتفاقية، ضرراً لها وحدها فحسب ، وانما هو، وبقدر اكبر، ضرر لجميع الشعب السوداني .. فقد اضاع منه الفرصة الوحيدة، التي يملكها، وكان يمكنه بها، ان يحقق التحول الديمقراطي، والاستقرار، والسلام، والوحدة، ليس للجنوب فحسب، وانما لكل اقاليم السودان .. إذ ان اتفاقية السلام، قد وضعت انموذجاً، يمكن ان يتبع في دارفور، وفي الشرق، وفي مختلف الاقاليم، التي تحتقن بها اسباب الصراعات، وما تلبث ان تنفجر .



    ومع دنو وقت الانتخابات، والاستفتاء، ومع نشوب نزاعات قبلية في الجنوب، اتهمت الحركة الشعبية المؤتمر باثارتها، لأن صحفه في الشمال تروج لها ، وجدت الحركة الشعبية نفسها أما خيارين : إما الرجوع الى الحرب، وحجتها في ذلك، ان سبب ايقاف الحرب هو توقيع اتفاقية السلام الشامل، التي يصر المؤتمر الوطني- وهو طرف الاتفاقية الثاني- على عدم تنفيذها .. أو اللجوء الى الشعب السوداني، ممثلاً في احزابه السياسية، ومجتمعه المدني، والناشطين من مثقفيه، بغرض خلق اجماع وطني، يشكل ضغوطاً على المؤتمر الوطني، تقنعه بالوفاء بالتزاماته حيال الوطن، وذلك بتنفيذ الاتفاقية التي وقع عليها .. واضح ان الحركة الشعبية ، في هذا الوقت، اختارت الخيار الثاني.



    كيف سار المؤتمر ؟



    بدأ المؤتمر اولى جلساته في مساء السبت 26/9/2009م، وكانت جلسة اجرائية، يفترض ان تناقش أجندة المؤتمر، وترسم خط سيره ، ولم تكن مفتوحة لكل المشاركين، وانما اقتصرت على رؤساء الاحزاب، وممثلي منظمات المؤتمر الوطني، وبعض الناشطين . ولقد حضر الجلسة، واشرف على إدارتها السيد سلفا كير ميارديت، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، ورئيس حكومة الجنوب، والنائب الاول لرئيس الجمهورية . ولقد حرص عندما دخل القاعد، ان يطوف كل ارجائها، ليصافح جميع الحاضرين، ويرحب بهم . تحدث في بداية الجلسة، السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، فرحب بالحضور، وذكر ان الحركة الشعبية لتحرير السودان، قد كلفت الأمانة العامة، بالاشراف على عقد هذا المؤتمر .. وانه ورفاقه في الامانة العامة، رأوا الا يضعوا اجندة، تقييد المؤتمرين، وانما يتركوا للمؤتمرين تحديد الاجندة، التي يودون الحوار حولها، وان هذه الجلسة محددة لهذا الغرض . ثم اعطى الفرصة لرئيس الحركة الشعبية لمخاطبة الحاضرين . وقد كانت كلمة الرئيس قصيرة، شكر فيها الاحزاب والوفود المشاركة، على تلبيتهم لدعوته، كما شكر الامانة العامة للحركة الشعبية، لقيامها بهذا المؤتمر، وتمنى له النجاح ، ثم ادار الجلسة بمنح فرص للمعقبين . بدأ الحديث السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، فشكر الحركة الشعبية على الدعوة لهذا المؤتمر، وابدى استغرابه، من ان الاحزاب لا تلتقي مع بعضها البعض، وتفضل الحديث للقنوات الاجنبية . وقال اننا لا نجتمع، ونتشاور حول امور بلادنا، وكأننا نعيش في حكم آحادي، رغم اننا – حسب رأيه- نعيش في حكومة وحدة وطنية، تعترف بالتعددية، فمن الغريب، الا يجتمع الناس ويتشاوروا والبلاد تحترق . واقترح السيد الصادق، ان يتحول الاجتماع الى هيئة رئاسية للمؤتمر، ويكون بمثابة العقل المدبر له . كما اقترح هيئة تنفيذية ، تتولى مقررية المؤتمر وسكرتاريته، بقيادة باقان أموم . وشدد على ان تتاح الفرصة لكل المشاركين، ليقولوا آرائهم، وبعد ذلك تحدد محاور للحوار، بجميع النقاط المتفق عليها، ويرفع عمل اللجان لجمعية عمومية، تتكون من كل المؤتمرين . كما اقترح ان تكَون آلية، تدعو غير المشاركين في مؤتمر جوبا، الى اللحاق به، على طريقة ( يا بني اركب معنا ). كما تخاطب تلك الآلية، الأسرة الدولية، وتدعوها لدعم هذا الاجماع .



    بعد ذلك تكلم د. حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي، وذكر ان الحوار حول شكل المؤتمر، قد تم بين الاحزاب المشاركة والحركة الشعبية، بصورة عامة في الخرطوم . وذهب في تفصيل تصوره للمؤتمر، فقال يجب ان يتضمن اليوم الثاني، كلمة رئيس الحركة الشعبية، ورؤساء الاحزاب ، واقترح ان يكون الكلام مختصراً، وتقدم اوراق للحاضرين بالتفاصيل . كما ذكر ان المواضيع التي تناقش، والتي يجب ان تحددها السكرتارية ، في رأيه تشمل :إتفاقية السلام الشامل –مصير الجنوب وتقريره باستفتاء ابنائه – أزمة دارفور – الحريات الاساسية كاساس للتحول الديمقراطي – الانتخابات – والأزمة الاقتصادية . واقترح ان تكون لجنة من الاحزاب لكل موضوع، ويكون اليوم الثلث مقصوراً على النقاش داخل لجان المحاور، واليوم الرابع يجتمع مقررو اللجان، ويصيغون قرارات المؤتمر، التي تطرح في جلسة ختامية، تعلن فيها ايضاً ورقة المؤتمر . ويقوم اعلام المؤتمر، بالترويج لقراراته، ودعوة الآخرين ليلحقوا به .



    تحدث عدد من المشاركين، من ضمنهم السيد محمد علي جادين رئيس حزب البعث، فذكر ان تجمع الاحزاب السياسية، كان قد ناقش هذه المواضيع، وخرج بورقة جيدة، وهو يقترح ان تكون تلك الورقة، هي الموضوع الذي يتبناه المؤتمر، ويثير الحوار حوله . تلك الورقة شملت : الاتفاقية وتنفيذها – الوحدة الوطنية – التحول الديمقراطي –أزمة دارفور – الاقتصاد . كما تحدث السيد مبارك الفاضل، وأمن على حديث من سبقوه، ولكنه اقترح ان يختتم المؤتمر، بمخاطبة رؤساء الاحزاب جمهور جوبا، في ندوة شعبية، تعقد بميدان كبير، حتى يسمع الناس العاديين من القادة السياسيين، مما يقوي اواصر الترابط بين الشمال والجنوب . كما شكر الحركة الشعبية، واشاد بعقدها المؤتمر في جوبا، انحيازاً للمناطق المهمشة . بعد ذلك، تحدث عدد من الحاضرين، في مواضيع اخرى، بجانب التنظيم .. ومن هؤلاء السيدة فهيمة هاشم رئيسة مركز سالمة، وركزت على ضرورة ان يتبنى المؤتمر قضايا النساء في السودان ، وما يعانين منه من مصادرة لحقوقهن ، كما امنت ممثلة منبر نساء الاحزاب، على حديثها، ودعت المؤتمر الى اتخاذ قرارات حاسمة، بشأن ضرورة التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تدعم المرأة . وتحدثت السيدة آمنة ضرار، عن جبهة الشرق، فشكرت الحركة الشعبية، وذكرت ان الشرق دائماً مهمش، ومنسي، ودعت المؤتمر، وخاصة الحركة الشعبية، الى اعتبار دور الشرق . وتحدثت السيدة اسماء محمود محمد طه ، فشكرت الحركة الشعبية على الدعوة للمؤتمر، وذكرت انها ترجو للمؤتمر ان يقوم على المستوى المطلوب من الصدق والجدَية، حتى لا يكون تكراراً لتجارب تجمعات فاشلة . وحتى نكون في المستوى المطلوب، دعت رؤساء الاحزاب للإعتذار للشعب السوداني، عن ما حدث له اثناء فترات حكمهم المختلفة. ففي رأيها ، ان الفساد ، والإجرام ، وقتل الابرياء، لم يحدث فقط اليوم .. وانما حدث من الزعماء، الذين يجلسون معنا، وكأنهم لم يفعلوا شيئاً .. وذكرت إن الاصلاح لا يقوم الا على المحاسبة، وان بلادنا ضاعت ، بسبب "عفا الله عما سلف" ، وما لم نحاسب أنفسنا ، في هذا المؤتمر، فاننا لن نقدم شئ للآخرين . وتحدث السيد الحاج وراق، وذكر انه يوافق على اقتراحين هامين: أحدهما جاء من اسماء محمود والآخر من مبارك الفاضل . وهو يوافق على مبدأ الإعتذار، ولكنه يخفف اقتراح اسماء، بأن يعتذر القادة السياسيين الشماليين، للإخوة الجنوبيين، على كل ظلم الماضي .. وان يتم ذلك الاإعتذار التاريخي، في الندوة العامة، التي اقترحها الأخ مبارك الفاضل. تحدث احد السياسيين الجنوبيين، فذكر ان الاحزاب الشمالية، لم تتخذ أي موقف تجاه تلاعب المؤتمر الوطني باتفاقية السلام الشامل وتركت الحركة الشعبية وحدها، تقاوم المؤتمر الوطني، وتطالبه بتنفيذ الاتفاقية .. بل ان مواقف بعض هذه الاحزاب، التي جاءت اليوم الى جوبا، كانت في جانب المؤتمر الوطني .. لهذا فهم يرى ان القادة الشماليين، يجب الا يخاطبوا جماهير جوبا، لانهم لن يستطيعوا الاجابة، اذا سألوهم اين كنتم من قبل، ولماذا لم تخاطبونا الا الآن ؟! تحدث جنوبي آخر فقال انه يخالف المتحدث السابق. وانه يشكر السياسيين الشماليين لحضورهم الى جوبا، ويعتقد ان هذا الحضور، يعني حرصهم على اتفاقية السلام الشامل، وتقديرهم لمساعي الحركة الشعبية . وقال اننا يجب الا نرفض المواقف الايجابية، لأن اصحابها، كان لهم موقف آخر في الماضي . كما تحدث السيد شمس الدين ضو البيت، فشكر الحركة الشعبية لعقد المؤتمر، وطالب بان يكون للمجتمع المدني دور واضح في المؤتمر، والا يقتصر الأمر على الاحزاب السياسية .. وقال ان المجتمع المدني ، هو الذي دعم اتفاقية السلام، منذ توقيعها ، وكتب عنها، وعقد المؤتمرات وورش العمل في شرحها للناس، في جميع انحاء السودان .. وهو لذلك اكثر حرصاً على الاتفاقية، وعلى ما يمر به السودان، ويقوم الآن، بالعمل بنفس الروح، في قضية الانتخابات .



    أختتم الجلسة رئيس الحركة الشعبية بكلمة قصيرة شكر فيها كل المتحدثين وركز على ان المؤتمر ليس لديه اجندة خفية ولا يسعى لعزل أحد ولا هو مؤامرة ضد أحد . كما ذكر باننا لن نحاسب بعضنا في هذا المؤتمر على اخطاء الماضي ولكننا سنتحاور بصراحة من اجل مصلحة وطننا .
                  

10-06-2009, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    بعد إنتهاء مؤتمر جوبا – مرحبا بالسودان الموحد الجديد ..

    بقلم د. عمر بادي


    الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 23:00




    قبل أيام قلائل إنتهى مؤتمر جوبا , و إنتقلت قراراته إلى التحليل و التمحيص ما بين مؤيد له و معارض , كل حسب موقعه من الإعراب السياسي . رغم ذلك كان هنالك إجماع من الحادبين على الوطن ووحدته أنه – أى المؤتمر – يمثل الملاذ الأخير الذي لا بعده ملاذ , لحلحلة قضايا الوطن المزمنة و الشائكة و التي قادت السودان إلى شفا جرف هارٍ . لقد ( تكيفت ) من حضور الأستاذ علي محمود حسنين إلى جوبا و مشاركته في الجلسة الختامية ممثلا للحزب الإتحادي الديموقراطي , ثم ( إتعدل كيفي ) ببيان الأخ حاتم السر بأن الحزب الإتحادي الديموقراطي برئاسة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يؤيد كل قرارات مؤتمر جوبا , و إزداد كيفي طربا بخطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني إلى المؤتمر الثالث للمؤتمر الوطني يحثهم فيه إلى تغيير سياستهم التي إتبعوها لإضعاف الأحزاب السياسية و التضييق عليها , مما أدى إلى تقوية الجهوية و القبلية .

    لقد تذكرت حكمة السيد علي الميرغني في حل قضايا السودان المستعصية في فترات ما قبل و ما بعد الإستقلال و محافظته على وحدة الوطن . نعم , إن في ذلك الكثير من مواقف مولانا التي لم يفهمها الكثيرون ممن إستعجلوا أمرهم , حتى أضحت محسوبة على الحزب ووجوده , و ها هو يلقي بحكمته في مؤتمر المؤتمر الوطني قائلا ان العمل لمصلحة الوطن يجب تقديمه على العمل للمصلحة الحزبية ! هذه غيرية قلما يوجد مثلها , لكن عندما يتعاظم دور الحزب في مواجهة المتربصين بالوطن فإن العمل لمصلحة الحزب يصبح عملا لمصلحة الوطن أيضا , و أظن قد آن الأوان لذلك .

    لقد تطرقت في مقالة لي سابقة بعنوان ( الحركة و البركة ) إلى الإنتخابات القادمة و كيفية خوض أحزاب المعارضة لها , فكثرة عددية الأحزاب تشتت أصوات الناخبين مقابل تجمع أحزاب المؤتمر الوطني و الذي سوف يستفيد كثيرا من ذلك , ثم دعوت إلى أن تنقسم كل الأحزاب إلى كتلتين كبيرتين أو ثلاث , منها كتلة المؤتمر الوطني بجانب كتلة أو كتلتين أخرتين , و في ذلك مصلحة للسودان حتى نخرج من دائرة تكوينات الحكومات الإئتلافية و تلاعب الأحزاب الصغرى في إسقاط الحكومات بالخروج من إئتلاف و الدخول في آخر , و ذكرت فليكن حالنا كحال الدول المتقدمة يكون التنافس فيها بين أحزاب أو تكتلات حزبية قليلة يكون في مقدورها تكوين الحكومات بمفردها دون إئتلاف حتى تستطيع بذلك تطبيق برنامجها الإنتخابي و الخضوع للمساءلة بموجبه . بهذا أرى ان مؤتمر جوبا هو مقدمة للتكتل الحزبي القادم و الذي بموجبه سوف تكون لأحزاب المعارضة القدرة على التعامل الندّي مع تكتل المؤتمر الوطني و التنافس الديموقراطي معه و تداول السلطة .

    لقد تطرقت قرارات مؤتمر جوبا إلى المصالحة الوطنية عن طريق الإعتراف بالمظالم التاريخية التي شملت الجماعات و الأفراد في مناطق مختلفة في السودان , خاصة في الجنوب و دارفور , و الإعتذار عما بدر منذ الإستقلال و إلى الآن . لقد حدث هذا الإعتذار فعلا في الندوة التي أقيمت في جوبا أثناء أيام المؤتمر و تحدث فيها الإمام الصادق المهدي و الدكتور حسن الترابي و السيد محمد إبراهيم نقد و السيد مالك عقار , و كلهم إعتذروا عن أخطاء الماضي لأبناء شعب السودان , حتى السيد مالك عقار شارك في الإعتذار نيابة عن الحركة الشعبية و ذكر أن الكل قد أخطأوا دون إستثناء ! لقد أوصى المؤتمر لرئاسة الجمهورية بتكوين لجنة مستقلة للحقيقة و المصالحة تكون مهمتها تقصي الحقائق و إتخاذ الإجراءات لرد المظالم و الحقوق بالمحاسبة القانونية و بالتعويض , حتى يتم التعافي و المسامحة و تُزال المرارات من النفوس و تبرأالجراح . أرجو أن تقوم رئاسة الجمهورية بتكوين تلك اللجنة و أن لا يكون الرد أنها غير مضمنة في إتفاقية نيفاشا ! إنني أحس أن الإخوة الجنوبيين الذين نزحوا إلى الشمال و تعايشوا مع أهله قد زالت مرارات الماضي من نفوسهم بعد أن عرفوا حقيقة إخوتهم في الشمال .

    في مقالة لي سابقة بعنوان ( ليس من شاهد كمن سمع ) ذكرت فيها أن العزلة هي التي أبعدت الجنوبيين عن إخوانهم في الشمال , و إن تكن للحرب محمدة فهي في نزوح الجنوبيين إلى الشمال جراء ويلاتها , و عندما إحتكوا بالشماليين تعايشوا معهم و إندمجوا و صاروا كمن سبقوهم من قاطني ( الديوم ) الذين أضحوا شماليين ! كيف لنا أن نفشل في ما نجح فيه أجدادنا من العرب المهاجرين إلى السودان عندما تعايشوا مع أجدادنا الأفارقة من مملكتي المقرة و علوة و تصاهروا معهم و أتوا بنا , كيف لنا أن نفشل نحن شماليين و جنوبيين في التعايش معا في وطن واحد ؟ يقول التاريخ أن التعايش السلمي كان قائما بين العرب المسلمين من ربيعة و جهينة و بين أهالي مملكة المقرة المسيحية بموجب إتفاقية ( البقط ) , و عندما قضى الظاهر بيبرس على مملكة المقرة و عاصمتها دنقلا العجوز في عام 1276 , تدفقت الهجرات العربية جنوبا , فحدث التحالف بين العبدلاب العرب و الفونج الأفارقة و قضوا على مملكة علوة المسيحية و عاصمتها سوبا و كونوا السلطنة الزرقاء في عام 1504 . هكذا كان الإندماج السوداني !

    هل يُعقل أن الإخوة الجنوبيين في الشمال و الذين صاروا شبه شماليين أن يصوتوا في الإستفتاء القادم لمصلحة الإنفصال ؟ إنني أقول هنا و كلي يقين ان إعطوني عقدا من الزمان نعيش فيه سويا في جو حر و ديموقراطي و سوف أضمن لكم في نهايته أن الجنوبيين في الشمال سوف يضحوا شماليين بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى ! حتى بالنسبة للجنوبيين في الجنوب و بعد زوال طوق العزلة و إحتكاكهم بالشماليين سوف يتم التقارب و سوف يكونون كأهل دارفور أو جنوب كردفان أو جنوب النيل الأزرق أو كأهل الشرق تجمعهم جميعا الهوية السودانية مع الوسط . دعوني أسألكم , ما هو المعلم الأكثر وضوحا للهوية الأمريكية ؟ إنه قطعا طريقة نطقهم للغة الإنجليزية , و هم لذلك يعلمون المهاجرين الجدد إلى أمريكا كيف ينطقونها بطريقتهم , و هكذا نعرف الأمريكي من البريطاني مثلا بطريقة نطقه للإنجليزية , و أيضا هكذا نعرف السوداني في بلاد العالم بطريقة حديثه بلغتنا العربية السودانية !

    لقد تطرقت قرارات مؤتمر جوبا إلى كيفية التحول الديموقراطي و ذكرت أنها تكون بتعديل كل القوانين ذات الصلة بالحريات لتتواءم مع الدستور الإنتقالي و هي قانون الأمن الوطني , القانون الجنائي , قانون الإجراءات الجنائية , قانون نقابات العمال , قانون الحصانات , قانون الأحوال الشخصية , قانون الصحافة و المطبوعات , قوانين النظام العام الولائية , و غيرها .. إن التحول الديموقراطي لا يكون مع كبت الحريات أو مع عدم العمل بالدستور الإنتقالي , و قد ذكرت التوصية أن يتم التعديل في مدة أقصاها 30/11/2009 , و ربطت شرط تمامه بمشاركة القوى المشاركة في المؤتمر في خوض الإنتخابات . هذا يعني أن مقاطعة الإنتخابات واردة في ظل إنعدام الحريات و الممارسة الديموقراطية و الفرص المتكافئة و الشفافية و المصداقية و النزاهة . إن التعامل مع من إستمرأ السلطة المطلقة لمدة عشرين عاما لا يكون ب ( أخوي و أخوك ) .

    تبقت قرارات المؤتمر عن تدهور الوضع الإقتصادي و أسبابه و تفشي الفساد و الضائقة المعيشية و معاناة المواطنين التي وصلت الرمق الأخير أو التي أوصلت أرواحهم إلى الحلقوم ! و سوف أترك هذا إلى مقالة أخرى .
                  

10-07-2009, 06:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    وانتقد المهدي الموقف العدائي الشرس من قبل المؤتمر الوطني للملتقى وقال في رده لسؤال (اخبار اليوم) حول مقاطعة الاحزاب لمؤتمر جوبا ان حزبه وضع كافة النقاط الاساسية لاتفاقية السلام الشامل واعتبر حجة الاحزاب الجنوبية التي انسحبت من الملتقى بانها باطلة ، مبينا بانهم جاءوا لتخريب الملتقى و(الاساءة) اليه من اجل تحقيق مصالحهم الذاتية.
    وابلغ المهدي الصحفيين ان ملتقى جوبا تناول كافة القضايا الخلافية بما في ذلك الاستفتاء والحدود وقضية دارفور والتحول الديمقراطي لبلورة اجماع وطني عبر التراضي باعتباره الطريق الوحيد للخروج من الازمة بدلا من الصدام.
    وكشف المهدي عن مقترح من بعض المشاركين في الملتقى لاختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة الا انه قال انها فكرة سابقة لاوانها ويمكن النظر في توحيد المرشحين في جولة ثنائية وقال انه التقى اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان والسفيرة البريطانية المقيمة بالخرطوم لحل هامش الملتقى بمدينة جوبا وذلك في اطار تحقيق السلام الكامل بالبلاد.
                  

10-07-2009, 10:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6037
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الأحد 04-10-2009
    عنوان النص : ما بعد جوبا: آفاق المستقبل المنظور

    : تحليل: خالد فضل
    ديباجة موزونة:


    في زمان ومكان فريدين تنادت القوى السياسية الوطنية السودانية ومنظمات المجتمع المدني والنساء السودانيات بدعوةكريمة من قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيسها القائد سلفاكير ميارديت. المكان هو جوبا عاصمة جنوب السودان والعاصمة الثانية للسودان والزمان هو مشارف نهاية الفترة الانتقالية وبما ان السودان على اعتاب اكبر استحقاقات اتفاقية السلام الشامل

    : الانتخابات والاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان واستفتاء شعب ابيي حول الوضع النهائي لمنطقة ابيي في اقل من خمسمائة يوم وفي ظل ازمة لازالت تستعر في اقليم دارفور لابد من حوارشامل لمعالجة الازمة الوطنية السودانية في اطار من الاجماع الوطني وحشد للارادة الشعبية عبر حوار ديمقراطي لا يستثني ايا من القوى الوطنية، يهدف ذلك الاجماع والحوار في المقام الاول الى مواجهة ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية والانقاذ التام لاتفاقيات السلام وكل ما نص عليه الدستور الانتقالي وتأكيد العزم والعمل الجاد لمعالجة جذور ازمة دارفور والانتقال من الشمولية الى الديمقراطية دون تحكم او اقصاء او استبعاد للاخرين واحترام لحقوق وسيادة حكم القانون وارساء قواعد الحكم الراشد المستند على الشفافية والمحاسبة واجراء انتخابات حرة ونزيهة واحترام حق اهل جنوب السودان في الاستفتاء لتقرير مصيرهم واحترام ارادتهم النهائية وفق ما جاء في اتفاقية السلام الشامل، وحق شعب ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في المشورة الشعبية والالتزام بتمثيل المرأة السودانية في كافة المجالات وبعد حوار مستفيض وتبادل حر للاراء وتناول شفاف لكافة جوانب الازمة الوطنية من قادة الاحزاب وجميع المشاركين في المؤتمر في الفترة من 26 سبتمبر الى 30 سبتمبر 2009م توصل المؤتمر الى التالي..



    *كانت هذه ديباجة ما عرف باعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني وهي ديباجة كما يلاحظ القارئ تحمل ملخصاً للروح والرؤية التي أظلت الملتقى منذ انطلاقته وحتى ختام جلساته وهي الى ذلك رؤية موزونة ومعقولة ولعلها تحصداكبر قدر ممكن من الاجماع الوطني حولها فهي لم تخرج عما هو متفق حوله في اتفاقية السلام الشامل.


    *اتفاق ملك الشعب:


    *كان الراحل د. جون قرنق حريصاً على توصيل رسالة مهمة للشعب السوداني قاطبة وهو يعلن في اول خطاب له بالخرطوم عقب توقيع اتفاق نيفاشا ومن داخل ساحة دار حزب المؤتمر الوطني عشية وصوله للخرطوم ان الاتفاقية ليست ملكاً لجون قرنق او عمر البشير، الاتفاقية ملك لكل الشعب السوداني ولعل الراحل د. جون كان يقرأ كف المستقبل القريب جداً فقد اختطفته يد القدر في حادث الطائرة المشئوم ولم يتمكن بعد من رؤية حصاد ما ناضل من اجله لاكثر من عشرين عاماً يتحقق ولكنه اكد مسبقاً على ان حقوق ملكية الاتفاقية ليست حكراً على شخصه او شخص الرئيس البشير وذلك كناية عن حزبي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني واللذين كان لهما الفضل في ابرام برتوكولات الاتفاقية الست بعد مفاوضات مضنية قادها الاستاذ علي عثمان محمد طه من جانب المؤتمر الوطني والراحل د.جون قرنق من طرف الحركة الشعبية واسهمت الجهود الاقليمية والدولية المؤثرة في التوصل لبرتكولاتها ومن ثم حظيت الاتفاقية لضمانة دولية واقليمية لم تتوفر لاي اتفاقية اخرى في القارة الافريقية على الاقل كما ان الوسط السياسي السوداني كله بما فيه من احزاب وقوى المجتمع المدني قد باركت الاتفاقية واعلنت التزامها بما نصت عليه ورغم ان بعض القوى كان لديها تحفظات اعلنت في حينها كما في حالة حزب الامة بقيادة الصادق المهدي بيد ان الحزب لم يعارض الاتفاقية في مجملها ولم يقف ضدها او يعرقل تنفيذ بنودها ولعل ابرز جهتين عارضتا الاتفاقية ولم تعلنا التزامهما بها هما حزب التحرير الاسلامي انطلاقاً من بواعث عقائدية ايدولوجية ترى في منح الاتفاقية لحق تقرير المصير للجنوبيين بمثابة نكوص عن رؤية ذاك التنظيم لمفهوم (الخلاقة الاسلامية) التي يجب ان تشمل جنوب السودان ضمن ولاياتها المختلفة، اما الطرف الاخر الذي جاهر برفضه للاتفاقية ومعاداته لها فهو منبر السلام العادل الذي يتزعمه السيد الطيب مصطفى وتبدو منطلقات معارضة ورفض الطيب مصطفى وزمرته في منبر السلام العادل للاتفاقية بانها اقرب للعنصرية والاستعلاء اذ ما فتئ المهندس الطيب مصطفى يصف الجنوب بانه سرطان في جسد الدولة السودانية وما يزال يواصل التهكم والسخرية حتى من مقام الراحل د. جون قرنق باطلاق صفة الهالك عليه. كما يتردد على نطاق واسع ان ثمة شخصيات بارزة في تنظيم المؤتمر الوطني تقف ضد الاتفاقية وتنادي بضرورة الحسم العسكري للحركة/ الجيش الشعبي ومواصلة القتال حتى يتم اجبار الجنوبيين واخضاعهم بالقوة ان دعا الامر.


    كما ان د. قطبي المهدي المستشار السابق للرئيس البشير لم يستنكف هو الاخر عن التصريح بانه لا يطيق رؤية د. جون قرنق داخل القصر متولياً لمسؤولياته كنائب اول للرئيس حسبما نصت عليه الاتفاقية وفي برتوكول اقتسام السلطة على وجه التحديد!! وعند هذه النقطة يمكن التوقف برهة للتأمل في اوضاع الجهات الرافضة للاتفاقية فهي اما جماعات لا ترى الاتفاقية سوى وسيلة لاعادة صياغة هوية البلاد بما يقصي الهيمنة الاسلا مية العربية كما تمثلها سلطة المركز الانقاذى او جماعات لا تمتلك من الحس السياسي ما يؤهلها لفهم مضمون الاتفاقية، ولكن هناك جماعات اكبر عدداً من المجموعتين السابقتين رأت في الاتفاقية سانحة لتجديد انتمائها للوطن والحرص على مصالح شعبه بما يحقق الرفاه وتيسير سبل كسب الارزاق ورغم انها تنتمي ثقافياً ودينياً للمركز المهيمن الا انها استطاعت ان تقدم نفسها بمعزل عن الممارسات السالبة لهذا المركز بل ان زعيم اكبر حزب سياسي سوداني – ذي صبغة اسلامية الامام الصادق المهدي كان قد اقترح ضمن مقترحات عديدة تضمين بعض البرتكولات الخاصة بالتعافي الثقافي وغيرها كما قدم اعتذاراً عن كل الممارسات الظالمة ضد الجنوبيين وطالب بتعميم هذا الاعتذار من جانب كل القوى الشمالية وهذا برهان عملي على ان الاتفاقية قد فتحت بالفعل الامل لحياة جديدة وفق ظروف افضل لكل السودانيين، كما ان زعيم ديني مؤثر وحركي بل المؤسس الفعلي لسلطة الانقاذ الدكتور الترابي كذلك خطى خطوات اوسع بتوقيع حزبه لمذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية كما انه كان اول زعيم سياسي شمالي يزور الاقليم الجنوبي بعد توقيع الاتفاقية طبعاً باستثناء زيارات رئيس الجمهورية او نائبه او غيرهم من المسؤولين الحكوميين ومن مدينة واو اطلق د.الترابي تصريحاً مشهوراً اشاد فيه بحالة الحرية والديمقراطية النسبية التي يتمتع بها الجنوب مقارنة بالشمال وكذا الحال مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد الذي عقد هو واعضاء وفد الحزب الشيوعي السوداني ندوة جماهيرية عامة في احد الميادين بمدينة جوبا قبل عدة شهور منوهاً خلالها لحالة نسبية افضل في الممارسة الديمقراطية بالجنوب ثم جاء التتويج بعقد مؤتمر جوبا الذي صدر عنه الاعلان المار ذكره واشتملت توصياته على ست محاور هي الحوار والاجماع الوطني والمصالحة الوطنية واتفاقية السلام الشامل وتضمنت التوصيات وتناولت تحت هذا المحور فضلاً عن اتفاقية نيفاشا الازمة في دارفور واتفاقية الشرق و القاهرة ومن المحاور كذلك محور التحول الديمقراطي والوضع الاقتصادي والاجتماعي ومحور السياسة الخارجية هذه كانت نقاط او محاور المباحثات بين وفود وممثلي القوى الوطنية التي شاركت في مؤتمر جوبا الذي تخلف عن حضوره حزبا المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الاصل والذي كاد اسمه يسجل غياباً لولا المشاركة المتأخرة لنائب رئيس الحزب الاستاذ علي محمود حسنين والذي اكد ان حضوره جاء بعلم رئيس الحزب وتأكيدا على عدم تخلف حزبه عن هذا الملتقى الوطني الاهم في التاريخ القريب وبالنتيجة يصبح الحزب الوحيد ذي التأثير السياسي الغائب عن الاجماع الوطني هو حزب المؤتمر الوطني وهنا نصل الى نقطة استشراف مستقبل توصيات مؤتمر جوبا في ظل هذا الوضع.



    *طرائق الوصول للاجماع:



    *من الواضح ان المؤتمر ورغم مقاطعة حزب المؤتمر الوطني له وهو كما معلوم الشريك الاساسي في اتفاقية السلام واللاعب المهم في الفترة المتبقية وقبيل اجراء الانتخابات العامة بشكل ادق الا ان المؤتمرين كلهم حرصوا على توصيل رسالة مفادها انهم لا يعملون على زعزعة استقرار الحكم او هدم ما تم من ترتيبات دستورية، او منازعة المؤتمر الوطني فيما ناله من حصص بموجب الاتفاقية ولكن الحرص الوطني يتطلب الاجماع حول حلحلة القضايا العالقة على الساحة السودانية وهذا الحل لن يتأتي ما لم يحدث اجماع وطني حقيقي يتخلص من عقلية الهيمنة التي كانت تشكل الطابع والسمت الاساسي لكل محاولات توحيد او الوصول لحد ادنى من الاتفاق بين مكونات الساحة السياسية السودانية، رسالة المؤتمرين في جوبا واضحة في هذا الخصوص وهي ان الالتزام باتفاقية السلام والدستور لا يتمان (بمضمضة الشفاه) صباح مساء بالحديث المكرر مع استمرار ذات ممارسات ما قبل الاتفاقية والدستور، واذا كان السيد رئيس الجمهورية قد انهى ما يزيد على عام ونصف من فرض الرقابة الامنية القبلية على الصحف فان حرية الصحافة تعتبر في الواقع من ضمن بل من اهم مقومات انجاح عملية التحول الديمقراطي لذلك فلا خلاف حول اهميتها كما ان اي خطوة يخطوها المؤتمر الوطني تجاه انفاذ سليم ودقيق وبحسن نية لاتفاقاته وعهوده المبرمة مع معظم القوى السياسية الرئيسية تقريباً سيقرب من مسافات الاجماع الوطني المتباعدة لذلك فان امتصاص ردود الفعل الاولية الغاضبة من جانب المؤتمر الوطني والتي عبر عنها معظم منتقديه وتولى كبر اعلانها بعض اتباع المؤتمر الوطني من احزاب حكومة الوحدة الوطنية ذات الاثر الضئيل انما يمكن قراءتها من ناحية اخرى بانها بمثابة ترك الباب موارباً من جانب المؤتمر الوطني فقد اشار الرئيس البشير الى الحرية في عقد الاجتماعات في اي مكان ورغم نبرة المرارة في قوله ذلك الا انه يعتبر من دلائل امكانية التحرك الجماعي لاجل استعادة زمام المبادرة سودانياً انطلاقاً من وتأسيساً على مخرجات مؤتمر جوبا وقبلاً من الروح التي ظللته واستثمار الاهتمام الدولي به لدرجة مشاركة الامم المتحدة عبر بعثتها في السودان في تقديم بعض التسهيلات اللوجستية كنقل المشاركين عبر طائراتها وحضور الممثل الخاص للامين العام اشرف قاضي للجلسة الختامية فهذه مؤشرات ايجابية تصب في خانة التأكيد بان المؤتمر يمثل احد افضل ان لم يكن الافضل اطلاقاً لرؤية اكثر تماسكاً لمستقبل البلاد وحق الاجيال القادمة في العيش الكريم مع ضمان التنفيذ لاتفاقية نيفاشا والحل السلمي المتفاوض عليه للازمة الوطنية في اقليم دارفور ومن ثم تهيؤ الساحة السودانية لعملية تغيير ديمقراطي يزيح عن البلاد خطر التشرذم والانقسام والتفتت ولمواجهة مستحقات ومطلوبات بناء دولة مدنية عصرية حديثة يتمتع فيها الشعب بكامل حقوقه ويستفيد من موارده ويتخلص والى الابد من الحلقة الشريرة التي ظلت تكبل خطواته هذا هو خلاصة ما يمكن استخلاصه من هذا المؤتمر التاريخي ان احسنت القوى المناوئة له تفسير مقاصده خاصة من جانب حزب المؤتمر الوطني الذي يعتبر بحكم الاتفاقية صاحب النصيب الاوفر في مقاليد الحكم حتى الآن وتترتب عليه تبعاً لذلك المسؤولية الاكبر في رسم مستقبل البلاد والعباد فما قدمه مؤتمر جوبا يمكن اعتباره برنامج اسعاف وطني عاجل يمكن ان يبقى الحياة في جسد وطن منهك وممزق وعلى حافة الهاوية.
                  

10-08-2009, 04:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    المكتولة ما بتسمع الصياح! ...

    بقلم: د. النور حمد
    الأربعاء, 07 أكتوبر 2009 23:25

    ]
    لم أعلق آمالا عراضا على مؤتمر جوبا، فأجندة من أمُّوه أجندة جد مختلفة، بل إن بعضهم لم يحضره إلا ليستخدمه كورقة ضغط على المؤتمر الوطني لكي يعيد النظر في حساباته وتحالفاته. مؤتمر جوبا في عموم حاله ليس سوى حالة معادة، بعد أكثر من عقد من الزمان، للتجمع الوطني، الذي مات يوم أن أدارت له الحركة الشعبية ظهرها، واتجهت بمفردها لتنتزع من الإنقاذ إقرارا بتقرير المصير، ولتوقع معها إتفاقية نيفاشا. أيقن القائد الجنوبي الراحل، العقيد جون قرنق، عبر تجربته مع التجمع الوطني، أن القوى الحزبية الشمالية ليست مما يُعوَّلُ عليه في أنجاز شيء، فقرر هجرها وإتجه صوب الإنقاذ. فهو وحده الذي كان يقاتل قتالا حقيقيا، وأبناء شعبه وحدهم الذين كانوا يموتون، وأرض شعبه كانت الأرض التي يجري فوقها القتال. فهو إذن واطئ الجمرة. عقد العقيد جون قرنق والمنضمون تحت لوائه من أهل جبال النوبة والأنقسنا، صفقة منفردة مع الإنقاذ. ثم توالت بعد ذلك الصفقات التي تم بعضها، ولا يزال بعضها الآخر ينتظر الإتمام في الأيام القليلة القادمة.

    لقد ثَبَّتَ توقيع اتفاق شامل بين الإنقاذ والحركة الشعبية حقيقة هامة، مفادها أن الحركة الشعبية ومعها القوى الدولية الراعية لاتفاقية نيفاشا، لم تعد ترى في السودان غير لاعبيْن أساسييْن، هما حكومة الإنقاذ، والحركة الشعبية. شرعنت إتفاقية نيفاشا، رضينا أم أبينا، للإنقاذ بجعلها أمرا واقعا، ينبغي التعاطي معه. ومن زاوية رؤيتي الخاصة للأمر، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تهدف إلى إضفاء شرعية على الإنقاذ على حساب القوى الحزبية الأخرى، لكونها تفضل الإنقاذ على تلك القوى، وإنما لأن الولايات المتحدة رأت في الإنقاذ المركب الأنسب والأسرع لفصل الجنوب. ومهما قيل لاحقا من أن الأمريكيين لم يعودوا متحمسين لفصل الجنوب، فإن فصل الجنوب لا يمكن، في تقديري، أن يخرج بحال من الإستراتيجيات الغربية لمنطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط، خاصة إذا استصحبنا أن معاهد البحوث التي تسترشد بها السياسة الخارجية الأمريكية، ومراكز اتخاذ القرار الأمريكية، تتطابق خططها، في غالب حالها، مع المخططات الصهيونية التي جَيَّرَتٍ الإستراتيجيات الأمريكية، ومنذ وقت طويل، لصالح الأجندة الصهيوينة. (ويكفي أن نذكر هنا: هَمَّ المياه، والنشاط الإسرائيلي الأخير في منطقة البحيرات ودول حوض النيل). خلاصة القول هنا: لا مصلحة للمشروع الصهيوني الكوكبي في بقاء السودان موحداً، أو نامياً، أو قوياً.

    حين جاءت الإنقاذ إلى الحكم، وعلى رأسها الدكتور حسن الترابي (أحد ابرز وجوه مؤتمر جوبا الأخير)، جاءت بأجندة تتعدى القطر السوداني، لتشمل خططا طموحة لتصدير الثورة إلى دور الجوار، بل وإلى جزيرة العرب، والعالم من ورائها! وصلت الإنقاذ إلى الحكم وهي تحمل أكثر أنواع "الدوغما" بشاعة، فشهدت حرب الجنوب تصعيدا لم تشهده في كل تاريخها الطويل. وتم تشويه صورة السوداني الشمالي، في نظر العالم، أبلغ ما يكون التشويه. وحين تعلمت الإنقاذ من تجاربها، وتراجعت عن كل تلك الأجندة اللامعقولة، وتلك الحالة الفالتة من سيطرة العصاب الديني، كانت الفأس قد وقعت في الرأس، ولم يبق غير التعامل مع الركام الضخم الذي خلفه الخراب. ولو وعت الإنقاذ تجاربها لعرفت أنها أُكِلَتْ يوم أُكِلَ الجنوب!!

    لم تعرف الإنقاذ طيلة إدارتها لشؤون البلاد، وإدارتها للصراع مع خصومها، سوى الحيلة والمكر. ذكر الصحفي المتميز، ضياء الدين بلال، في مقابلة أجرتها معه قناة الشروق الفضائية، قبل بضعة أيام، أن مؤتمر جوبا جاء رداً على مؤتمر كنانة الذي أشرفت على تنظيمه الحكومة. وذكر، وأرجو أن أكون دقيقا في إيراد ما قاله، إن مؤتمر كنانة مثَّل تدخلا، من قبل المؤتمر الوطني، في الأرض الجنوبية، ولذلك فقد كان مؤتمر جوبا ردا على ذلك التدخل، بتدخل مماثل في الأرض الشمالية. ولا غرابة إذن! فحرثك في أرض الآخر، لابد أن يجر حرثاً من قبل الآخر في أرضك، والبادئ أظلم!

    رؤساء لا يتقاعدون!
    في الوقت الذي كان الناس مشغولين فيه بمؤتمر جوبا، محاولين التنبوء بما يمكن أن يخرج به من مقررات، ظللت من جانبي مشغولا بالسيد الصادق المهدي، والدكتور حسن الترابي. وقد تلخص انشغالي بهما في سؤال واحد، هو: أتُرى سيصلان إلى قرار بالتقاعد عن رئاسة حزبيهما وعن العمل السياسي، قبل الموت، أم سيظلان متمسكين بقيادة حزبيهما، وبحلم العودة إلى الحكم، حتى النفس الأخير؟ ـ بعد عمر مديد إن شاء الله ـ . لمع نجم السيد الصادق المهدي، والدكتور حسن الترابي إبان ثورة أكتوبر 1964، وحينها، كان شخصي المكلوم والمخذول دوما في سياسيي بلده، طالبا بمدرسة أبو عشر الوسطى. والآن لم يبق لي، ولمن هم في مثل سني، سوى بضع سنوات، لنصل إلى سن التقاعد، ولكن السيد الصادق المهدي، والدكتور حسن الترابي لا يزالان على رأسي حزبيهما، يسافران إلى جوبا، ويشاركان بهمة وحماس الشباب، (عيني باردة!) ويحلمان بعود مظفر وميمون إلى دست الحكم!

    لو كنت مثلهما رئيسا لحزبي، ولم أسمح عبر أكثر من خمسة وأربعين عاما، لشخص آخر ليحل محلي، لكان ذلك وحده كافيا لي لكي أقدم استقالتي. هذا إن غضضنا الطرف عن رصد صور الفشل الأخرى والتناقضات التي وسمت تاريخهما السياسي العربيد. هؤلاء قادة لا يشبعون من القيادة، ولا من السكنى في أذهان الناس. ألم تقع أعينهما على قول النبي الكريم: ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع)). فالنفس التي لا تشبع من كرسي القيادة، ومن شهوة الحكم، مشمولة، في هذا الحديث الشريف.

    يدعو كل من السيد الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي إلى التحول الديمقراطي، وينسيان أن التحول الديمقراطي يجب أن يُطَبَّق داخل حزبيهما، اللذين بقيا على رئاستهما قرابة نصف القرن! وبطبيعة الحال فإن نفس القاعدة تنطبق على السيد رئيس الجمهورية، الذي حكم لعشرين سنة، ولا يزال حزبه يرشحه لفترة حكم جديدة! ولا فرق في السودان، فيما يبدو، بين أحمد وحاج أحمد! يعطي الدستور الأمريكي الرئيس المنتخب فترتي حكم مدتهما ثمان سنوات كحد أقصى. وفي ذلك حكمة كبيرة. ولا يسمح للرئيس بالترشح لفترة ثالثة بعد انقضاء الفترتين، حتى لو كان أداؤه مثاليا، وحتى لو أصبح معبوداً للجماهير، بلا منازع. فعطاء الإنسان أصلا محدود، وفترة ثمان سنوات، كحد أقصى، أكثر من كافية لأستحلاب أفضل ما لدى الرئيس من عطاء. بعدها لابد من مجيء شخص جديد، ودم جديد، فليس هناك رجل يملك من الرؤية، ومن الطاقة، ومن القدرات، ما يجعله رجلا لكل المواسم.

    رهاب المعارضة والإعلام النَّبَّاح!

    حين بدأ مؤتمر جوبا، ظهر إعلام الإنقاذ بادئ الأمر بمظهر مهني رزين، فقلت في نفسي: (ما شاء الله، تبارك الله، إننا نتحسن!!) ولكن سرعان ما خاب فألى! فَتَجَمُّلُ الإعلام الإنقاذي لم يطل، إذ خرج (ضنب الوحش) المخفي فجأة، وانطلق الوحش في العض والنهش يمنة ويسرة. انمحت الفوارق في بضع يوم بين قناة "الشروق"، وقناة "النيل الأزرق"، و"قناة الحكومة الرسمية"، (شيالة وش القباحة). أصبح الجميع بين عشية وضحاها في مركب واحد. ذابت مساحيق التجميل بفعل الحرارة الزائدة، وعادت الوجوه إلى طبيعتها الأصلية. لم يستح بعضٌ ممن استنفرتهم هذه القنوات للهجوم على مؤتمر جوبا من القول: إن مؤتمر جوبا يريد أن يقيم حلفا معارضا يخوض الإنتخابات ضد المؤتمر الوطني، وكأن ذلك خطئية! فقلت في نفسي، كما يقول الغربيون: duh!، أي: وما وجه الغرابة في ذلك؟ ألا يعني التحول الديمقراطي في أبسط صوره أن تكون هناك حكومة، وهناك معارضة؟ أم أن التحول الديمقراطي يعني لدى المؤتمر الوطني أن يكون هو الحزب الوحيد في البرلمان القادم، (يجرح ويداوي براه)، مثلما هو الحال الآن!؟

    الانزعاج الزائد للمؤتمر الوطني وحملته الشرسة التي شنها في الأيام القليلة الماضية ضد مجرد انعقاد مؤتمر في جوبا، تقول إن وراء الأكمة ما وراءها. هذا القدر من الانزعاج لا يتناسب مع مجرد نشوء تحالف معارض لخوض الإنتخابات. وعلى أية حال، لم يتشكل حتى الآن تحالف من قوى المعارضة، لخوض الإنتخابات ضد المؤتمر الوطني. كما لم يقرر مؤتمر جوبا مقاطعة الإنتخابات بعد، وإن لوَّح بذلك. وحتى إن حدث أن تشكل حلف، لخوض الانتخابات أو للمقاطعة فهو سوف يتشكل في وقت تقف فيه القوة الأكبر، وهي الحركة الشعبية، قاب قوسين أو أدنى من الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب. فالحركة الشعبية سوف تصبح في كل الأحوال، كما تدل المؤشرات الآن، قوة مناط بها إدارة بلادٍ أخرى، بل وفي وقت قريب جدا! اللهم إلا إذا قلنا أن مصلحة الحركة الشعبية إنما تتمثل في أن تأتيها الانتخابات القادمة، إن تم خوضها بنحالف عريض معارض، بحكومة ضعيفة في الشمال، تكفيها شرور ما هو متوقع من المؤتمر الوطني من عبث بأمن الجنوب واستقراره عقب الإنفصال. فالمؤتمر الوطني، كما يرى كثيرون، قد فرغ بالفعل من دفن كثير من القنابل الموقوتة للحركة الشعبية. ومن الدلائل القوية على رجحان خيار انفصال الجنوب، بدء الدعوة، منذ الآن، لإنشاء كونفدرالية عقب الانفصال! الشاهد، أن الأجندة لمختلف الفئات السياسية، في هذه اللحظة، أجندة غائمة وملتبسة. ويمكن القول أن الرمال المتحركة في السياسة السودانية لم تكن في كل تاريخنا السياسي لفترة ما بعد الاستقلال، بمثل هذه الحالة من الحراك ومن الميوعة.

    من المتوقع جدا أن يتم قفل ملف الصراع بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في القريب العاجل، ولسوف يضع ذلك الأمور، جميعها، في مربع جديد. فالموقع الذي يختاره الدكتور خليل إبراهيم وحركته في هذا المنمنمة العجيبة، سيخلط الأوراق بالنسبة للجميع. خلاصة القول، إن الإنقاذ بحاجة، فيما أرى، للتعامل بشكل أفضل مع القوى المعارضة، خاصة التي لم تحمل سلاحا. عليها أن تعينها لكي تصبح معارضة سلمية قوية. أم تراني رجلاً مثالياً، لا غير؟! البديل الذي لا مندوحة منه، إن هي لم تفعل، هو احتواء الأجندة الأجنبية لهذه القوى، طال الزمن أم قصر. ومن خطل الرأي أن تكون سياسة الإنقاذ الوحيدة الدائمة هي وضع القوى السياسية المختلفة تحت جناحها، كما فعلت بمجموعة الهندي، ومجاميع حزب الأمة المتشظية عنه، إضافة إلى ما يجري منها الآن نحو السيد محمد عثمان وقبيله. بقي أن أقول إن قناة الشروق أجرت استبيانا لعينة عشوائية حول رأي السودانيين حول مؤتمر جوبا، وكانت النتيجة متعادلة تقريبا!!! لقد نصح الإنقاذ كثيرون قبلي من بني جلدتها، كالدكتور الطيب زين العابدين، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، وغيرهم ممن آثروا الوقوف على سياج ساحة فعلها، ولكنها لم تسمع. فهل جاء الوقت لكي نقول: "المكتولة ما بتسمع الصياح"؟
                  

10-08-2009, 04:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر جوبا... يا سليم الذّوق ..

    بقلم : عزالعرب حمد النيل
    الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 23:02

    ]
    أن تختار الحركة الشعبية مدينة جوبا كي تكون منبرا لانطلاق أول مؤتمر جامع تتبني الدعوة له بعد أن اعتمدتها اتفاقية نيفاشا شريكا للمؤتمر الوطني في الحكم ففي ذلك براعة أعادت إلي الذهن السياسي شراكة الجنوب في القضايا الوطنية الكبرى التي تهم الوطن في حال كونه واحدا دون زعزعة في القناعات ودون انتظار لاستفتاء مجهول النتيجة والعواقب, فإن كانت الحركة قد شاركت في الحكم بعد رهق في الحرب دفعها إلي طاولة المفاوضات وانتهي بها إلي أن تضع البندقية وتنتقل إلي الإسهام في بناء الدولة " السودان الجديد" برعاية دولية فلا يزال المؤتمر الوطني يقفز ب"الزانة" فوق هذه الرعاية مستخدما ميكانيزمات " حد السيف" وسيلة للاستمرار في علاقة الشراكة ظاهريا بغرض الرضا الدولي وممارسة كل ما من شأنه توسيع الشّقة بينه وشريكه المفترض.
    بذل المؤتمر الوطني قصارى جهده لوضع العراقيل أمام الحركة الشعبية بغرض إفشال المؤتمر بدعوي أنه لا يعدو أن يكون تجميعا لأحزاب المعارضة ثم سعي من بعد بتقديم طلب للتأجيل بغية المشاركة ولكن حساباته الداعمة لعدم قيام المؤتمر دفعت به للتلكؤ في إبداء الرأي بالمشاركة من عدمها ظنا منه بأن الحركة الشعبية غير قادرة علي ذلك ولكن المؤتمر انعقد له اللواء بنجاح في غياب المؤتمر الوطني و الاتحادي الديمقراطي الأصل الذي رأي زعيمه الذي وقع اتفاقا إطاريا مع زعيم الحركة الشعبية جون قرنق في 1988 عدم المشاركة في المؤتمر ليعزز بهذا المنطق الملتوي إحدي لاءاته التي تبرّج بها للمؤتمر الوطني في حين انتصرت إرادة الأستاذ علي محمود حسنين الذي ظل يتخذ الموقف الذي يتسق مع جماهير الحزب الذي ينتمي إليه في حين ظلت القيادة ممثلة في مولانا الميرغني تتجه غربا حين تيمم الجماهير شطر الشرق" فبأي آلاء هذه المشاترة تكذبان".
    تجاوزت الحركة الشعبية في دعوتها للمؤتمر ما عرف بأحزاب التوالي وحسنا فعلت فهذه الأحزاب ليست لديها القدرة علي الخروج من جلباب أبيها ثم إنها إذا دُعيت فلن يكون لها لسان إلا لسان من اصطنعته لنفسها.
    الأحزاب الجنوبية كان أمامها أن تستدعي علي الأقل ما لم ترفضه حكومة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة حين سمّت نفسها بكتلة الأحزاب الأفريقية دون أن يردعها الشماليون في الجمعية التأسيسية بأن السودان كله بلد أفريقي وليس الجنوبيين وحدهم
    فارتضت ما اتهمته بها الحركة الشعبية بموالاتها للمؤتمر الوطني حين انسحب بعضها من المؤتمر بزعم أن المؤتمر لم يلتزم بأجندته فبنت بذلك جدارا بينها والحركة ووضعت الأحزاب الشمالية المشاركة في المؤتمر في خانة تصنيفها بموالاة المؤتمر الوطني .
    انعقد المؤتمر تحت ألوية الاجتهاد في جدلية" البحث عن نصير" التي تحكم العلاقة بين الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة فبينما تبحث الحركة وهي تسبح في ثنايا الشراكة الملتهبة "التهابا مرضيا" عن قشة تمسك بها لتدعم تجربتها الخديج في العمل الديواني في حالة كونها جزءا من الحكومة ليقينها بأن علاقة الشراكة مع المؤتمر الوطني أساسها "صنعة لبوس" وتقرّبها كثير من الوشائج مع أحزاب المعارضة. في المقابل فإن أحزاب المعارضة المفردة منها وذات النطاقين تريد استثمار بعض مخرجات نيفاشا حين أعيتها الحيلة ذات نضال كما أنها معنيّة بالدرجة الأولي في ان تبني سبيل الرشاد السياسي للحركة الشعبية عطفا علي ما سبق من علاقات سواء علي المستوي الحزبي الكامل أو علي مستوي العلاقات الفردية أو الشخصية وتوظيف ذلك لخدمة الأجندة الوطنية .
    الأجندة الوطنية – الشعار الذي اتخذه الحاكمون والمعارضون ولكن بزوايا مختلفة ولكن الشعار يغدو عديم الجدوى إذا لم تتبعه الأفعال وهذا ما كتب له الخلود في ذاكرة الشعب إذ كيف يصدّق مثل هذه الشعارات وهو يري المال دُولة بين أرباب السلطة يتبعه التعافي والتعليم وأشياء أخري مفيدة والوطن أكثريته الفقر والمسغبة والإملاق .
    لذا فإن المراقب العادي يريد أن يطمئن علي كل ذلك المجهود الوطني الذي بذل في مؤتمر جوبا أنه سيصبّ في الوطن كلّه عافية "وقمحا وتمنّي" بتغليب الأجندة الوطنية لكي ما يفوّت الفرصة علي المؤتمر الوطني ومزاعمه لذلك يكون مشروعا أن يتوجس البعض من أن يقفز حزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل إلي عضوية اللجنة التحضيرية دون غيره من الأحزاب التي تمثل عضوية تحالف القوي الوطنية المعارضة !!
    كان أمام الأحزاب الموصوفة بأنها كبري بمعايير الحركة الشعبية والمعايير التي يقول بها مَن هم مِن غمار الناس أن تدافع عن مسألة النِسَب المتساوية في التمثيل في المؤتمر بدلا عن ان يدافع عن ذلك الأحزاب قليلة التمثيل هذا بالإضافة للفرص الممنوحة لبعض منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات التي يقوم فيها الاختيار بصورة انتقائية مما يؤدي إلي زيادة حصص بعض الأحزاب علي حساب أحزاب أخري وهذا السلوك موصول بالفعل المضارع لعدم توفّر الضمانات من تكراره في كثير من المناشط السياسية المزمع إقامتها باسم القوي المعارضة .
    بعض القوي المعارضة شاركت في المؤتمر بفؤادين في جوفها "كُراع في الطوف وأخري في المركب" – أحزاب ذات عضوية في المجلس الوطني "بتاع المؤتمر الوطني" باسم التجمع وفي الوقت ذاته لها عضوية في التحالف المعارض , وحزب الأمة القومي يوقّع اتفاقا إطاريا مع حركة العدل والمساواة ومذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية ويتراضي مع المؤتمر الوطني ويبحث عن وزن الذهب في تحالف المعارضة ,والحزب الشيوعي بالإضافة ل"كُراعه" المشار إليها يبحث عن مسارب و"زُقاقات" مع الحركة الشعبية بحثا عن صيغة فوق بنفسجية يمكن عبرها صياغة عمل معارض يقوم علي الثنائية دون ان يتعارض ذلك مع الصيغة التحالفية الجامعة, وكلهم يعلم أنه بذلك إنما يطعن في الظّل فقط أما الفيل فإنه :
    يطأ الثري مترفّقا من تيهه فكأنه آسٍ يجُسّ عليلا .
    تدرك كل الأحزاب السودانية المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن إلا أن أمر المؤتمر الوطني بوصفه مُدركا أيضا لا يهمّنا كثيرا باعتبار أن كثيرا من الفرص قد أتيحت له ولم يغلّب الوطني العام وغلّب قضيته علي طريقته الخاصة وفق إدراكه ولكن المهم تلك الخطي التي يترسمها تحالف القوي الوطنية - أن تتحول مخرجات مؤتمر جوبا إلي قضايا يجتمع ويتفرق عليها هذا التحالف دون الالتفات لصغائر السياسة السودانية التي جعلتنا نعضّ الأنامل من الندم علي ما فات من فرص أضاعها الوطن بل الساسة, ومن الغيظ علي ما ضاع من أمجادنا.


    عن سودانايل
                  

10-08-2009, 09:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الخميس 8 أكتوبر 2009م، 19 شوال 1430هـ العدد 5850

    نص راي



    ]رسالتان في الممنوع من مؤتمري جوبا والخرطوم

    خالد التجانى



    ما بين مؤتمري الحركة الشعبية بجوبا، والمؤتمر العام للمؤتمر الوطني بالخرطوم ما صنع الحداد، ومع ذلك البون الشاسع في ما هو ظاهر من اختلاف في ملابساتهما، وفي طبيعة ائتمارهما، إلا أن القراءة الفاحصة في مجرياتهما ومداولاتهما وما خرجا به من توصيات تنتهي إلى استنتاج وحيد يؤكد شراكتهما فعلاً، ولكنها شراكة تحمل مدلولات سلبية تحمل رسالة ذات مضمون واحد للشعب السوداني مفادها أن التفكير ممنوع
    في تغيير الواقع السياسي المأزوم، وأن الحلم شبه مستحيل بغد أفضل يجنب البلاد مصيراً مشؤوماً تُساق له بأيدي طبقة سياسية مكابرة لم تنس شيئاً ولم تتعلم شيئاً ويعوزها الوازع الوطني العميق والحس السليم باللحظة التاريخية الراهنة واستحقاقات إبعاد السودان من حافة الهاوية.
    قد يرى البعض تهويلاً في هذا الاستنتاج، ونزوعاً لرؤية متعجلة قطعية غير منصفة لا تنظر لغير نصف الكوب الفارغ ، ولكن مهلاً لنقرأ معاً بهدوء مجريات ومداولات وتوصيات ومخرجات المؤتمرين في ضوء الواقع السياسي المأزقي والتحديات المصيرية التي تجابهها البلاد، وحتى لا تكون المواقف السياسية للمؤتمرين في جوبا أو الخرطوم مجرد بيع للكلام في الهواء دعونا نبحث عن ردود على سؤال واحد هل قدم أيٌّ من المؤتمرين أجوبة شافية فعلية وواقعية على الأسئلة الحقيقية بصورة تطمئن السودانيين فعلاً أنهم مقدمون على الخروج من أزمتهم الوطنية؟. بصورة أخرى هل أطلق أيٌّ من المؤتمرين بارقة أمل بأن أسوأ أيامنا قد انقضت. أم أن إعادة إنتاج المؤتمرين للمواقف ذاتها التي أدت إلى انسداد الأفق السياسي يعني أن الأسوأ لم يأت بعد!.
    لا أظن أن هناك من يجرؤ على القول إن أبواب الأمل اتسعت، ببساطة لأن مؤتمر جوبا والخرطوم قيل فيهما ما ظل السودانيون يسمعونه من أطراف اللعبة السودانية من مواقف معلومة نتيجتها العملية ظاهرة بين أيديهم، هذا الواقع المأزوم شديد التعقيد، ولم ينجح أيٌّ من الطرفين في فتح طاقة أمل جديدة عنوانها مواقف سياسية جديدة وجريئة، تتجاوز تكرار المواقف المحفوظة المعلبة وتتحرر من الأجندة الحزبية الضيقة،
    وقادرة على استيعاب التحديات الراهنة واستحقاقاتها، وتسلحه بإرادة حقيقية للتغيير، ومستعدة لتقديم التضحيات اللازمة من أجل المصلحة الوطنية العليا.
    لقد انشغلت الساحة السودانية في الأيام الماضية بالمؤتمرين باعتبارهما حدثين سياسيين مهمين، وأهميتهما تأتي من كونهما انعقدا في ظرف دقيق بين يدي استحقاقات وطنية بالغة الأهمية لجهة أن مصير ومستقبل البلاد، بكل ما يعنيه ذلك، معلق بالنتائج المترتبة عليها، بداية بتحقيق السلام في دارفور، ومروراً بانتخابات عامة يُفترض أن تكون الوسيلة التي تفضي إلى إقامة نظام سياسي يكتسب شرعيته من الشعب وحده، وانتهاءً بالاستفتاء على تقرير المصير الذي تحدد نتائجه مصير السودان كله، وليس الجنوب وحده، وتبعات ذلك.
    وانتظار ما يخرج به المؤتمرون في جوبا والخرطوم تأتي أهميته أيضاً من كون أن البلاد أصبحت رهينة، بكل ما تحمله الكلمة من معان، لهندسة سياسية لمستقبل البلاد انفرد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالتفاوض حولها وأنتجت اتفاقية السلام التي تحولت إلى خريطة للطريق يفترض أن تؤدي إلى تحقيق التحول الديمقراطي وتضمن استدامة السلام والاستقرار، وذلك وفق استحقاقات دستورية واجبة التنفيذ بنزاهة وجدية وروح تعاون وثيق، ولكن كل تلك الترتيبات تتعرض الآن للتبخر في الهواء بفعل التطور الخطير في الصراع بين الشريكين المؤتمنين على قيادة البلاد إلى بر الأمان، وقد تصاعدت خلافاتهما إلى حد لا يمكن لأي عاقل إلا أن يدرك أن البلاد مقبلة على كارثة حقيقية، ما لم يتم تداركها، بفعل معركة كسر العظم الدائرة بينهما، والمشكلة الحقيقية أن الاستحقاقات الدستورية المقبلة لا يمكن أن تتحقق بسلام بدون اتفاقهما، واستمرار النزاع على النحو الذي يجري لا يعني سوى شئ واحد أننا مقبلون على مستقبل مجهول في ظل تخندق كل طرف في مواقفه، فقد أصبحت حال السودان كطائرة مختطفة، وخاطفيها ليسوا سوى طاقم قياداتها، ولك أن تتخيل مصيرها حين يدب الخلاف بين قائدها ومساعده.
    ولذلك كان الأمل ان يكون مؤتمرا جوبا والخرطوم على قدر المسؤولية المناطة بهما، وكان في الوسع أن يكونا سبيلاً لردم الهوة، وطريقاً لإعادة الأمل للعملية السياسية المتعثرة. ولكن النتيجة على أية حال جاءت مخيبة للآمال المعقودة عليهما، ولأن العنوان الحقيقي لمثل هذه المؤتمرات تتمثل في التوصيات والقرارات التي تخرج بها، وحتى لا يظن ظانٌّ أننا نتجنى على المؤتمرين تعالوا نقرأ معاً ونحلل مجريات توصيات وقرارات كلا المؤتمرين لنرى إن كانا يصبان فعلاً في المصلحة الوطنية.
    يتسم المؤتمر الوطني بأنه أكثر الأحزاب حرصاً على عقد مؤتمراته الحزبية في مواقيت معلومة، وهو كذلك من أكثرها عقداً للمؤتمرات من ناحية العدد، ولكن السؤال ما هو إسهام هذه المؤتمرات العديدة في إرساء ممارسة سياسية رشيدة طالما دعا لها المؤتمر الوطني غيره من الأحزاب، ومجرد عقد المؤتمرات بصورة منتظمة لا تعني شيئاً طالما أنها لا تطلق أفكاراً جديداً، ولا ينتج عنها تغيير في السياسات التي يثبت أنها معطوبة بدليل سلسلة الأزمات المتلاحقة التي ورَّطت فيها البلاد، ولا تعزّز الممارسة الديمقراطية القائمة على الحرية الحقيقية، وتمكّن من التداول الفعلي في تحمّل المسؤولية وتجديد القيادات وضخ الدماء في الشرايين المتكلسة بفعل الثشبث بالمناصب.
    فالمؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني، انتهى قبل أن يبدأ، بأن أعاد تكريس الواقع بكل تفاصيله وشخوصه وسياساته، حتى غدا السؤال ما الحكمة من عقد المؤتمرات، وانفاق الجهد والأموال عليها، إذا كانت تنتهي إلى نتائج معلومة سلفاً، ودع عنك محاولات إظهار أن تغييراً حصل بتبديل وجوه هنا أو هناك، لا تعدو أن تكون مجرد تغييرات لموظفين حزبيين بيروقراطيين لا يمثلون بأية حال قيادات قادرة على التجديد، وإطلاق طاقات أمل بتغيير حقيقي، تلك هي وظيفة المؤتمرات في أية ديمقراطية حقيقية.
    لقد جاء انعقاد الدورة الثالثة للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني في وقت عصيب ومفصلي بالفعل، وكان الأمل أن يرتفع إلى مستوى هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، ولكن جاءت فعالياته ومخرجاته مفتقرة للوعي بالآمال المعقودة عليه، وفاقداً للإرادة والعزيمة على إحداث تحول دراماتيكي في مجريات الأحداث تسهم في إخراج البلاد من حالة الانسداد السياسي، وتحول إلى مجرد مهرجان سياسي تقليدي من تلك المؤتمرات التي يُحشر لها الناس ضحى من أجل الزينة، فاكتفى بتكريس واقع معلوم متجاهلاً التحديات الراهنة التي تجابه البلاد، لقد جاءت توصيات وقرارات المؤتمر باردة الحس السياسي، تتحدث عن واقع مفترض لا وجود له، مؤمنة على السياسات والخيارات التي صنعت أزمتنا الوطنية الحالية، وتحاول تصوير الأمور وكأن كل شئ يسير على ما يرام، ولو كانت هذه السياسات والمواقف السياسية التي تمسك بها المؤتمر وأعاد التأكيد عليها ذات جدوى لما وجدت البلاد نفسها في هذه المآزق التي تحيط بها، والتي جعلتها نهباً للإرادات الدولية والتدخلات الخارجية من كل حدب وصوب، بل وأصبح انتظار حل لأزمتنا الوطنية آتياً من الخارج هو الأمل الوحيد وللمفارقة حتى من الحزب الذي يتحدث عن استقلال القرار والسيادة الوطنية.
    لقد انفض المؤتمر دون أن يشهد نقداً ذاتياً أو مراجعة حقيقية للأسباب والسياسات التي أدت إلى هذه الأوضاع التي تحدثت التوصيات عن العزم لإيجاد حلول لها دون أن يجد الجرأة ليشير إلى مكمن الداء ومعرفة كيف وصلنا إلى هذا الطريق المسدود. لا يمكن ببساطة إصدار بيان ختامي منمق الكلمات يصلح للتلاوة في محفل شعري، ولكنه بأية حال ليس بيانا سياسيا يستوعب التحديات الراهنة ويعلن مواقف ذات معنى ومغزى تسهم فعلاً لا قولاً في الخروج من الأزمة.
    والمؤتمرات السياسية الحقيقية مطلوب منها أن تكون ساحة لتجديد الخطاب والبرامج السياسية للأحزاب حتى عندما لا تكون هناك قضايا تستدعي ذلك، دعك من أن تكون هناك حاجة قصوى في حالة بلد يواجه تحديات مصيرية مثل السودان، لأن التجديد ببساطة هو سنة الحياة، ولكن المؤتمر الوطني آثر أن يتشبث بكل تراثه ومواقفه السياسية وما كان في ذلك ضير لو أنها حققت فعلاً الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية التي يستحقها الشعب السوداني ولكنها سياسات ثبت أن كثيرا منها مثير للجدل وعدم التوافق وأدت لإثارات النزاعات والقلاقل من أي وقت مضى في تاريخ السودان الحديث.
    من الواضح أن المؤتمر تقاصر لأن يصبح مجرد تمرين استعداداً لانتخابات يرى المؤتمر الوطني لا مناص منها لتمديد بقائه ممسكاً بمقاليد السلطة، وهو أمر مشروع بالطبع، ولكن أية انتخابات، إن الحديث عن التحول الديمقراطي وكأنه مجرد اقتراع انتخابي أمر لا يمكن أن يحقق الاستقرار السياسي بمعزل عن الأجواء السياسية التي يجري فيها، والأصرار على إجراء الانتخابات على هذا النحو يعني بوضوح أن الطبقة السياسية المتصارعة تستدعي نماذج الاضطرابات التي عاشتها الدول التي شهدت هذا النمط من الانتخابات.
    ربما كان الاكتشاف الوحيد المثير للاهتمام الذي أفصحت عنه فعاليات المؤتمر الوطني هذا الإيمان المفاجئ بالحرية، وبأن الكبت لا يمكن ان يولد نظاما سياسيا قويما، ومع أن قيمة الحرية أمر لا يمكن أن يكتشف فجأة، ولكن مع ذلك نتمنى أن تكون هذه قناعة حقيقية وليست من عوارض حمى الانتخابات، وهذا يعني استعداد المؤتمر الوطني فعلاً لدفع استحقاقاتها، فللحرية تبعات لا يتحملها إلا من كان مؤمناً بها فعلاً، والأمل أن يوطن المؤتمر الوطني نفسه على ذلك، وألا تكون مجرد نزوة انتخابية يحاول بها التقرب من الناخبين.
    لقد افتقر المؤتمر العام للمؤتمر الوطني لروح التجديد ليس فقط على صعيد السياسات ولكن أيضاً في شأن إطلاق زعامات جديدة، مكتفياً بإعادة إنتاج أوضاعه السابقة مع تغييرات هامشية في طبقة البيروقراطية الحزبية.
    وعلى أية حال حتى لا نظلم المؤتمر الوطني، فهو ليس فريداً في نهجه هذا بل هو امتداد ووليد شرعي لطبقة سياسية مأزومة على امتداد طيفها، لا يستثنى من ذلك أحزاب اليمين أو اليسار أو ما بينهما، فالزعامة قدر لا فكاك منه في الإرث السياسي السوداني، وخُذ عندك الأربعة الكبار من زعماء ما يسمى بالأحزاب التاريخية فكلها تتقرب إلى الشعب بدعوى الديمقراطية، وتناضل من (أجل التداول السلمي للسلطة)، ولكنه تداول محظور يدخل في دائرة الممنوع عندما يقترب من حظيرة هذه الأحزاب، فالتداول على السلطة حلال عندما تكون بيد الآخرين، وتغدو حراماً عندما يتعلق بخويصة هذا الزعيم أو ذاك، كيف لا وقد أمضى أقلهم عهداً بزعامة حزبه أربعة عقود حسوماً، ثم نتساءل مع ذلك لماذا نظامنا السياسي يدور في حلقة مفرغة من الفشل المتوارث، والإجابة دائماً حاضرة لتبرير هذا الوضع المقلوب مع كثرة دعاوى الديمقراطية في بلادنا أن الحزب وجماهيره لا تستطيع التخلي عن الزعيم لأن حاجاته لقيادته لا تنتهي ولا يمكن الاستغناء عنه، ثم نزعم ولعنا بديمقراطية و(يستمنيستر) التي أنجبت زعيما مثل وليم هيج ولي زعامة حزب المحافظين وعمره ستة وثلاثون عاماً وتخلى عن الزعامة وهو في الأربعين راداً على من حاولوا اثناءه عن ذلك بقوله (لا يوجد رجل لا يمكن تعويضه ) وقبله قال الزعيم الفرنسي (شارل ديجول) الذي استقال عقب ثورة الطلاب في العام 1968م وهو من هو في التاريخ الفرنسي (إن المقابر ملآى بالرجال الذين كان يُظن أنه لا غنى عنهم).
    نورد هذه الحقائق المرة ليس من باب التبكيت على أحد، ولكن لأن أحزابنا السياسة وزعماءها يحاصروننا ليلاً ونهاراً بالحديث عن التحول الديمقراطي وأهميته، ويزعم كل منهم (وصلاً بليلى ) ولكن الديمقراطية لا تقر لهم بذلك.
    على أية حال نحن لا نحجر على أحزابنا ولا زعمائنا، داعين لهم بطول العمر، فذلك شأنها، ولكن شأننا أن نقول لهم لا تبيعوا لنا الوهم، فالتحول الديمقراطي لا تصنعه نيات حسنة، ولا تحققه قوانين مهما كانت مبرأة من العيوب، ولا تبنيه شعارات براقة لا تعني ما تقول، ولكن تصنعها ممارسات سياسية ديمقراطية حقيقية معلومة، فالديمقراطية لم نخترعها نحن، وما من شيء أوقع البلاد في كل هذه المآزق من بيع الأوهام السياسية تحت لافتات براقة، ومن الأفضل لتطوير نظام سياسي قادر على مخاطبة التحديات الوطنية أن نأخذ في الحسبان حقائق النظام الحزبي الأبوي أو العشائري أو الطائفي المعاش بدلاً من الجري وراء تحول ديمقراطي مزعوم لا يملك أحد في الطبقة السياسية شيئاً من معطياته حتى يحققه، ومنذ متى يستطيع فاقد الشيء أن يعطيه.
    وعلى أية حال إذا كان هذا بعض واقعنا لا فكاك منه، فلا أقل من أن يطمع الناس في تغيير في السياسات التي أفضت إلى واقع سياسي مأزوم لعل ذلك يعيد لهم بعض الأمل الموءود، ولكن هيهات، فتوصيات وقرارات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني جاءت وكأنها تخاطب واقعاً سياسياً في بلد غير السودان الذي باتت أزماته وخيباته مضغة في الأفواه في أركان الدنيا الأربعة، وجعلته مطية للتدخلات الأجنبية من كل حدب وصوب.
    ولقد سبق لنا القول في شأن مؤتمر جوبا في مقالة سابقة مما لا يحتاج إلى التذكير به هنا، فقط نشير هنا إلى أنه مثل مؤتمر الخرطوم لم يطلق بارقة أمل في الساحة السياسية، إذ جاءت توصياته وقراراته مجرد صدى لمواقف الحركة الشعبية السياسية بشأن القضايا التي يشتجر فيها مع المؤتمر الوطني، ولم تزد على أن حشرت إلى جانبها بعض القوى السياسية الشمالية المعارضة التي ما لبثت أن اكتشفت أن الحركة الشعبية (باعت لها الترام) ولذلك سارع قادتها للحاق بمؤتمر الخرطوم وكأنهم يكفرون عن ذنب اقترفوه في جوبا، وهي حالة تكشف عن ضآلة وزنها السياسي وحالة التيه التي تعيشها، فقد أصبحت عاجزة عن الفعل لدرجة أنها لا تجد مناصاً من الاستجارة من الرمضاء بالنار، ومأزقها أنها حتى الآن لا تستطيع التفريق عمن تكون الرمضاء وعمن تكون النار بين الشريكين المتشاكسين.


    الصحافة

    (عدل بواسطة الكيك on 10-08-2009, 03:28 PM)

                  

10-08-2009, 03:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    الخميس 8 أكتوبر 2009م، 19 شوال 1430هـ العدد 5850

    شئ من حتي
    مؤتمر جوبا 9002م

    د . صديق تاور كافي

    ? في الخطاب الذي أصدره السيد/ باقان أموم اكيج الأمين العام للحركة الشعبية ورئيس لجنة السكرتارية المنظمة لمؤتمر جوبا بتاريخ 01/9/9002م بخصوص تأجيل المؤتمر لأسبوعين آخرين والذي نشرت صحيفة «أخبار اليوم» نصه في عددها رقم 1835 بتاريخ 52/9/9002م نقرأ التالي:-
    يطيب لي أن أبلغكم رسمياً بتأجيل عقد مؤتمر كل القوى والأحزاب السياسية السودانية إلى الفترة من 62-92 سبتمبر الجاري بمدينة جوبا حرصاً على توسيع قاعدة المشاركة وضمان انضمام حزبي المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الى فعالياته، مما سيعطي دفعة قوية للاجماع الوطني المطلوب إحداثه لمعالجة الازمة الوطنية الراهنة - انتهى- وهذا التأجيل هو الثاني لذات الأسباب، ومع ذلك فقد كان حزب المؤتمر الوطني هو الوحيد الذي تخلف عن المشاركة في أعمال هذا المؤتمر، مع قناعة الجميع بأهميتها، هذا اذا استثنينا بالطبع «أحزاب؟!!» مثل مسار أو مادبو أو غيرهما من توابع المؤتمر الوطني، فقد اشتركت في مؤتمر جوبا 9002م احزاب من داخل وخارج الحكومة مثل حركة مناوي، جبهة الشرق، مؤتمر البجا، أحزاب التجمع الوطني، وغيرها ممن لهم اتفاقات ثنائية مع المؤتمر الوطني، وبما في ذلك الحركة الشعبية نفسها الشريك الأكبر في الحكومة، ومن خارج الحكومة هناك أحزاب الأمة القومي، المؤتمر الشعبي، الاتحادي الديمقراطي، الوطن الاتحادي، البعث العربي الاشتراكي، الأمة الاصلاح والتجديد، الشيوعي السوداني، حزب العدالة، الخ الخ. وعدد من منظمات المجتمع المدني والشخصيات الناشطة في العمل العام، فضلاً عن حضور كثيف لدوائر الإعلام لمختلفة.
    ولم تكن هناك اوراق معدة مسبقاً للمناقشة، وإنما كانت هناك محاور عامة للنقاش وردت في خطاب السيد/ باقان أموم خضعت هى الأخرى للتعديل مع بدء أعمال المؤتمر، وهى: محور السلام «ويحوي الاتفاقيات وأزمة دارفور». المحور الاقتصادي ومحور العلاقات الخارجية «اضيفا بعد التعديل»، المصالحة الوطنية وتضميد الجراح كحجر زاوية لإحلال السلام الشامل «أصبح المصالحة الوطنية»، التحول الديمقراطي،.. وهكذا. أي أنه لم تكن هناك أجندة ومخرجات بعينها متفق عليها، وإنما كانت هناك اجتهادات من السكرتارية المنظمة «والتي لم تكن كلها من الحركة الشعبية» لاغراض تسهيل أعمال المؤتمر وتوظيف الزمن بما يفيد النقاش والمخرجات، بدليل أن كل شيء كان خاضعاً للمراجعة والتعديل والمشاورة حتى آخر لحظة. والعنوان الوحيد الذي استمسك به جميع الذين شاركوا في مؤتمر جوبا 9002م هو الحوار والاجماع الوطني، لذلك خلا البيان الختامي وتوصيات اللجان الفرعية من أية إدانة لأية جهة، وإنما ركز على الاهداف التي تحقق مصلحة السودان وأهله دونما إقصاء لجهة بعينها، لأن ذلك سوف يحرف المؤتمر عن أهدافه الاساسية في الحوار والاجماع.
    وفي الجلسة الافتتاحية بروتكولياً كان لا بد من كلمة للفريق سلفا كير باعتباره رئيساً لحكومة الجنوب ورئيساً للحركة الشعبية صاحبة المبادرة في الدعوة للمؤتمر، والدور الكبير في الإعداد اللوجستي له، كما كان لا بد أن يخاطب السيد باقان أموم الحاضرين بصفته رئيساً للجنة السكرتارية المنظمة للمؤتمر، بعدها كانت هناك كلمات لرؤساء الاحزاب والوفود المشاركة، وكلها لم تخرج من الرؤى العامة من وجهة نظر المتحدثين. وبعد الاتفاق على المحاور الرئيسة للمؤتمر بالشكل الذي أشرنا اليه، اجتمع المشاركون في صباح اليوم التالي لترتيب كيفية التوزع على اللجان الفرعية وكيفية إدارتها، حيث أتفق أن يتوزع المشاركون بأريحية تامة على اللجان الخمس، وأن تختار كل لجنة من بين أعضائها رئيساً مهمته إدارة النقاش بما يجعله منضبطاً بمحور النقاش ومتقيداً بآداب الحوار الديمقراطي، بعيداً عن المهاترات أو فرض الرأى واحترام الرأى الآخر. وايضاً اختيار مقرر مهمته تدوين ما يدور من نقاشات ومخرجات. كما فُتح الباب لكل من يرغب في الالتحاق بالسكرتارية المنظمة من باب المساعدة في تصريف شؤونها من إدارة أو متابعة أو صياغة. واستمرت النقاشات في اللجان الفرعية لساعات وساعات حتى صبيحة اليوم التالي، وكانت نقاشات جادة لاقصى درجة وخلت من أية مجاملات أو تطييب خواطر، بل كانت حواراً في الهواء الطلق أخرج فيه الجميع ما بجوفهم وعقولهم، دونما رياء أو تملق، وحتى الجهة المنظمة لم تسلم من النقد الصريح والرأى الآخر. ويبدو أن هذه الروح هى التي أغرت الاحزاب الجنوبية الثلاثة لاحداث تلك الفرقعة الإعلامية بعقد مؤتمر صحفي أمام قاعة المؤتمر ذرفوا فيه دموع التماسيح على إتفاقية نيفاشا، وأن الحركة تريد أن تتنصل من الاتفاقية وكأنما هم الذين أتوا بها وليست الحركة الشعبية، وأن الحركة جاءت بأناس يجاهرون بإنحيازهم لخيار الوحدة ودعم هذا الخيار. والغريب أن الذين إدعوا مقاطعة المؤتمر خاطبوا جلسته الافتتاحية واستمر ممثليهم في اللجان الفرعية حتى النهاية.
    وبعد انتهاء اللجان من مناقشتها والاتفاق على المخرجات، كُلف رئيس ومقرر كل لجنة في جلسة عامة ومشتركة لكل المشاركين بعرض نتائج مداولات لجنتهما على الحضور لاخضاعها للنقاش مرة أخرى، ولكن في حدود الاضافة أو الحذف. فقدم د. أمين مكي مدني وحامد على نور مخرجات لجنة السلام، وابراهيم كبج وقبريال دينق مخرجات اللجنة الاقتصادية، مريم الصادق وغادة خميس العلاقات الخارجية، ايزا كينبي وأسماء محمود- المصالحة الوطنية، وادوارد لينو وصديق يوسف- التحول الديمقراطي.
    وفي هذه الجلسة لم تمر كل التوصيات والمخرجات كما هى، وإنما تعرضت للتنقيح والحذف والتعديل والاضافة، حيث استبعدت جميع التوصيات التي تنادي بالتعامل مع المحكمة الجنائية او تستدعي الاجنبي، او تقفل الباب أمام بلوغ الاجماع الوطني.
    وخبطة المؤتمر الكبرى كانت في وصول الاستاذ/ علي محمود حسنين من لندن عن طريق كينيا في رحلة استغرقت سبع عشرة ساعة، مضيفاً زخماً كبيراً للمؤتمر والمؤتمرين، حيث أشار في كلمته إلى أنه يحضر بصفته نائباً لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، وليس بصفته الشخصية. وأضاف أنه لا يتخلف عن هذا المؤتمر إلا جاهل بأزمة السودان الوطنية أو مستهين بها. وفيما قوبل بالتصفيق الحار من الجميع بحضور علي محمود حسنين حُسمت مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأصبح المؤتمر الوطني هو ابن نوح السودان الذي لم يكتف بالهروب من الاجماع، بل لعن كل من ركب سفينة الاجماع الوطني التي تبحث عن خلاص لأهل السودان من المآلات الكارثية المحتملة اذا دفن الناس رؤوسهم تحت الرمال. فوظف إعلامه وتوابعه وتصريحاته كلها ضد هذا المؤتمر، فقد ذهب كمال عبيد امين الاعلام بالوطني الى أن المؤتمر خرق واضح لنيفاشا، وأنه حوار طرشان، وأن التوتر يشوب المؤتمر لأنه عُقد بطريقة مشبوهة بها كثير من العشوائية.. وأن حزبه يعمل على إطفاء الحرائق التي يشعلها مؤتمر جوبا، وأن المؤتمر مدعوم من جهات خارجية لها اجندتها- آخر لحظة- 92/9/9002م.
    أما مندور المهدي فقد قال إن للمؤتمر هدفا واحدا هو إقصاء المؤتمر الوطني.. وقال نحن نعلم جيداً مفاد الملتقى واوراقه ووصفه بالمحاكمة للانقاذ- الرأى العام- 52/9/9002م العدد 7034. أما صحيفة «الرائد» الناطقة بلسان حزب المؤتمر الوطني، فقد اوردت على صفحتها الاولى من العدد 604 بتاريخ 1/01/9002م خبراً بعنوان مؤتمر جوبا يفشل في الوصول الى نتائج.. جاء في متنه «أنهى مؤتمر جوبا «المعارض؟!» أعماله أمس بعد خلافات حادة حول التوصيات وحالة من الشد والجذب بين القوى السياسية المشاركة أدت الى تدخل «أطراف أجنبية؟!» للتوفيق فيما بينها. وافلحت تلك الاطراف بعد جهد كبير في الاصلاح بين الاحزاب، بعد الاصول الى صيغة إتفاق أدنى».
    الغريب أن شعار هذه الصحيفة يقول «الرائد لا يكذب أهله؟!!».
    عموماً كان التوفيق لمؤتمر جوبا 9002م مصدره صدق الرغبة من جميع المشاركين في القيام بفعل يحصن السودان ضد فيروسات التشظي والانقسام، ومحاولة لمسابقة الزمن لانقاذ البلاد من التدحرج نحو الانهيار، فهناك قضايا ومعضلات حقيقية ليست سهلة تتمثل في أزمة دارفور وحالة اللا حرب واللا سلم المرتبطة بشلل الحياة، وثغرات الجدار الوطني التي تكونت بفعل دارفور بالشكل الذي يظهر في الوجود الاجنبي المسلح الكثيف، وهناك بضعة أشهر متبقية على اتفاق نيفاشا 5002م، وما يستتبع من استفتاء على وحدة البلاد أو شرذمتها وتفتيتها، هناك أزمة في أبيي ونصوصها الدولية المفخخة، هناك الانتخابات والتعداد السكاني المُختلف حوله والدوائر الجغرافية ذات التوزيع المريب والغريب. وهناك اتفاقات عديدة في أبوجا والشرق والقاهرة يشكو موقّعوها من عدم التزام الحكومة بعهودها وتملصها عن اتفاقاتها، هناك أزمة حقيقية في جنوب كردفان من خلال بروتكول جبال النوبة في اتفاقية نيفاشا، هناك أزمة اقتصادية طاحنة داخل كل بيت يعيش بشرف ويصر على أن يأكل رزقاً حلالاً مقابل تخمة وبذخ عند كل من التحق بالحكومة وحزبها أو احزابها، هناك اختلالات تنموية جهوية عميقة منعكسة بشكل مباشر على الحس الوطني والشعور بالانتماء للوطني.
    ومؤتمر جوبا 9002 هو وقفة سودانية جادة مع النفس لم تحدث منذ مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد بعد ثورة أكتوبر 4691م، ومخرجاته هى مفاتيح أساسية لأزمة السودان الحالية المتفاقمة لو اكتفى المؤتمر فقط بحضور هذا الحشد السوداني من اقاليم وأحزاب وتكوينات مجتمعية، فلو اكتفى المؤتمر بحضور هؤلاء الى عاصمة الجنوب والتقائهم في جلسة عادية دون أن يقولوا أي شيء، لكفى ذلك عنصراً للنجاح، لأن في ذلك إشارة بليغة الى أهلنا في الجنوب بأنهم منا وأنهم في قلوبنا رغم أوحال السياسة، فما بالك بالإعلان الذي صدر تحت عنوان: إعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني.

    الصحافة

    (عدل بواسطة الكيك on 10-08-2009, 03:38 PM)

                  

10-08-2009, 04:48 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5994
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الخميس 01-10-2009
    : إذاعة وتلفزيون( المؤتمر الوطني) !!

    كمال الصادق


    : نقلت الزميلة رأي الشعب في عددها الصادر ليوم الاثنين: ان وزير الدولة للاعلام والاتصالات قد اصدر توجيها للتلفزيون والاذاعة ووكالة السودان للانباء (سونا ) أمر بموجه هذه الاجهزة الاعلامية بعدم نقل أي اخبار او تقارير عن مؤتمر جوبا للقوى السياسية ، الأمر الذي يعد خروجا بينا وفاضحا على اتفاقية السلام التي نصت على ان تكون هذه الوسائل الاعلامية (الاذاعة والتلفزيون وسونا ) قوميه، وغير منحازة لطرف ضد الآخر وتعطى كافة الاطراف والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوميات السودانية ووولاياته واطرافه فرصا متساوية ومتكافئه في الظهور وعرض الآراء والافكار على عكس ما يحدث اليوم وبصورة خاصة من قبل الاذاعة التلفزيون.وبالمتابعة لهذه الاجهزة التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني بالكامل؛ وليس الحكومة. حتى نكون اكثر دقة نجد ان هذه الوسائل الاعلامية (التلفزيون والاذاعة وسونا ) قد تحولت تماما لبوق للمؤتمر الوطني يبث فيه سمومه على الراأي العام. وفي احتكار كامل لاوقاته واقصاء تام لكل راي مخالف. ويجب على هذه الاجهزة على نحو خاص (الاذاعة والتلفزيون ) ان تنزعا عنهما اللافته القومية وتضع مكانها اذاعة وتلفزيون( المؤتمر الوطني)


    ان التوجيه الذي نقل عن وزير الدولة للاعلام كما ورد في الزميلة راي الشعب ليس مخالفا فقط لروح الاعلام وقواعده واتفاقية السلام؛ ولكنه يصادم ويناقض توجيه السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قبل ايام لهذه الأجهزة بأن تفتح ابوابها وتتيح الفرص التساوية للقوى السياسية لعرض برامجها وافكارها حسب القواعد والاعراف الصحفية المتعارف عليها في مجتمع ديمقراطي استعدادا للانتخابات القادمة..


    وحتى نقف على التغطية الدعائية المنحازة للاذاعة والتلفزيون لنأخذ تغطيتهما لمؤتمر جوبا، وكيف انهما لم يحترما عقل المتلقى؛ وذلك عندما ذهبا في تريد ما يردده المؤتمر الوطني بحق مؤتمر جوبا، واطلاق مسمى مؤتمر المعارضة على جوبا، وهو مسمى غير صحيح ومضلل ابتدعه المؤتمر الوطني وركبت موجته الاذاعة والتلفزيون اللذان ظلا طيلة الايام الماضية في حملة اعلامية دعائية منسقه ومنظمة ضد المؤتمر؛ وذلك باستضافتة لقادة المؤتمر الوطني واتباعهم من الاحزاب الاسمية الميكروسكبية، وعدم إعطاء اي فرصة في المقابل للمشاركين في جوبا لعرض رأيهم والرد على الاتهامات الموجهة ضدهم وهذا حق يجب أن يكفله الاعلام بكافة وسائله. الاخطر من ذلك ان التلفزيون الذي كرس وقته في حملة دعائية منظمة ضد موتمر جوبا لم يعط حتى النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب فرصة ليَسمع الرأي العام منه القول ولم ينقل ولا حرفا من خطابه أمام المؤتمر، وهو النائب الاول للرئيس، وكذلك الحال بالنسبة لقادة القوى السياسية المشاكرين في المؤتمر؛ بل ان التلفزيون حاول (وهذا خطير) قلب الحقائق عندما قام في تغطيته اثناء التأجيل بالقول ان الخلافات اجلت المؤتمر رغم ان صوت مراسلها المقيم في جوبا حاول توضيح عكس ما كان يردده المذيع ومن يومها لم نسمع للمراسل اي تغطيه من جوبا.


    والحال كذلك بالنسبة لوكالة السودان للانباء الحكوميه التي لم اجد خطاب النائب الاول في صفحتها الالكترونية كما اعتادت او تغطية لما حدث في جوبا ... كل ما هناك هو نقل من جانب واحد لما يقوله المؤتمر الوطني واتباعه، وفي هذا مخالفة لروح السلام واتفاقه وللقواعد الراسخة في العمل الاعلامي ، مع ملاحظة ان الحركة الشعبية شريك اصيل في حكومة الوحدة الوطنيه!!
    المطلوب الآن وبصورة عاجلة تغيير هذه العقلية الشمولية وتحويل الاذاعة والتلفزيون التابعين للمؤتمر الوطني الى اذاعة وتلفزيون قوميين بحق تابعين لأهل السودان بكل اثنياته وثقافاته ودياناته والوانه وقومياته و قواه السياسية ومنظماته المدنية...
                  

10-08-2009, 10:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    علي الحاج: الإنقلاب الذى قمنا به كان عملاً خاطئاً



    الدكتور علي الحاج محمد، نائب الامين العام المساعد، لحزب المؤتمر الشعبي الذى يتراسه الدكتور حسن عبد الله الترابي، شخصية غنية عن التعريف نسبة لدوره المؤثر في الحركة الاسلامية وبصماته الواضحة في حكومة (الإنقاذ) في بداياتها الاولي، وفوق هذا و ذاك، فهو شخصية مصادمة. اتي الي الحركة الإسلامية علي ظهر (جمل) من منواشي، وعندما اختلف مع قادة (الإنقاذ) ترك لهم (الجمل) بما حمل، و ذهب الي المانيا حيث يقيم الان. أجرينا معه هذا الحوار عبر الهاتف، وكان صبوراً علي اسئلتنا حتي نهاية الحوار، فالي مضابط الحوار:



    اجرى الحوار لاجراس الحرية من واشنطن: عبد الفتاح عرمان



    علي الحاج: مستعد لمحاكمتي علي مشاركتي في (الإنقاذ)

    إجتماع جوبا نقلة نوعية و افضل من الإجتماع في اسمرا

    الاولوية اليوم توحيد السودان و ليس الحركة الاسلامية

    حدثت تجاوزات في عهد الإنقاذ

    البشير أعفي (قوش) خوفاً علي نفسه

    جوبا اصبحت عاصمة المعارضة

    الحركة الاسلامية التي يتراسها علي عثمان هي حركة حكومية!











    * دكتور علي الحاج محمد، ماهو رايكم في المقررات التي خرج بها مؤتمر جوبا الذى شارك فيه حزبكم؟



    و الله انا بصورة عامة، اعتقد بان الحدث في حد ذاته مهم، و لقاء جوبا علي الرغم من انه تاخر كثيراً ولكنه كان إيجابياً و مثمراً بغض النظر عن المداولات التي حدثت، وكذلك بغض النظر عن النتائج. انا اعتقد بان هذه مسالة مهمة جداً، وانا اعتقد بان الحركة الشعبية بدون شك بدأت تعمل بالموجهات التي كانت تعمل بها منذ تاسيسها، لذلك انا اعتقد بان الحدث مهم، وجاء في وقت الشعب السوداني كان في إنتظاره. و الشىء المهم بان احزاب المعارضة التقت في جوبا بحزب هو شريك في الحكومة، فهذه مسالة إيجابية لان الحركة الشعبية بثقلها في الحكومة بعد ان قضت فترة في الحكومة وهذه الفترة مكنتها بان تكتشف اشياء كثيرة في الحكومة لم تكن واضحه لها وهي خارجها. فمن حيث المبدأ، انا موافق علي ما تم في جوبا، وهي كانت فرصة سانحة و يجب علي الجميع التامين عليها و تطويرها في المستقبل.



    - ولكن بعض التوقعات كانت تشير الي ان مؤتمر جوبا سوف يخرج بتحالف لاحزاب المعارضة لمنازلة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة، و هذا ما لم يحدث، كيف ترى هذه المسالة؟



    و الله، كما يقولون بان العافية درجات، اعتقد بان هذه كانت بداية موفقة خصوصاً بان احزاب المعارضة ارادت ان تعطي المؤتمر الوطني فرصة ليغير الوضع الحالي. و مؤتمر و إعلان جوبا اعطي الفرصة للمؤتمر الوطني للتغيير من سياساته و توجهاته المعروفه لدى الناس، و إعطاءه الفرصة لينتهج النهج المبني علي المؤسسيه و الدستورية كما تم الاتفاق عليها في الدستور الانتقالي، و إطلاق الحريات و ما الي ذلك. انا بفتكر بان القوى السياسية حاولت ان تعطي فرصه للمؤتمر الوطني، و اعلان جوبا جاء متسامح، متوازن و متعادل، و الان الكرة في معلب المؤتمر الوطني، و علي مقدرته في التصالح مع الاخرين لان كل مقررات جوبا إستندت علي الدستور الإنتقالي و علي (نيفاشا) و علي الفهم العام للحريات و التداول السلمي للسلطة. و عليه انا اعتقد بان القوى السياسية تحدثت عن الانتخابات، و لم تتحدث عنها الا في ما يتعلق بالمسائل الإجرائية و هذه فرصة للمؤتمر الوطني حتي يتعامل بايجابية مع قرارات جوبا.



    * ولكن المؤتمر الوطني رفض المشاركة في مؤتمر جوبا لانهم قالوا بانكم تريدون من مؤتمر جوبا محاكمة (الإنقاذ) و هدم إتفاقية السلام، بل مضوا اكثر من ذلك و قالوا بان مؤتمركم تم بتمويل من الخارج، ما هو قولكم؟



    انا لا اتحرج من محاكمة (الإنقاذ)، و انا جزءاً من (الإنقاذ)، ولا ارى حرجاً سياسياً في محاكمة (الانقاذ). و بدون شك، من الناحية السياسية (الإنقاذ ) كمشروع ليس هنالك حرجاً في محاكمتها، وانا جزءاً منها. و هذا علي الرغم من ان مؤتمر جوبا لم يقل بمحاكمة (الانقاذ)، ولكني لا امانع في محاكمة (الانقاذ) خصوصاً لانها حققت اشياء ايجابية و اخرى سلبية، و اقول هذا الحديث و انا جزءاً منها، لكن مؤتمر جوبا لم يشر الي ذلك. و اعتقد بان هذه حجة ضعيفة للذين تخلفوا، لان (الإنقاذ) اذا كانت مطمئنة و مؤمنة بما قامت به و ما تصرفت به لذهبت الي جوبا. وانا بالعكس اؤمن بالمراجعة و المحاسبة لان هذه طبيعة العمل السياسي.



    - ولكن ربما يقول البعض انكم مستعدون الان لمحاكمة (الإنقاذ) لانكم لستم جزءاً منها الان و تقفون في صف المعارضة؟



    فليكن هذا، و لكن الواقع موجود الان، كنا جزءاً منها في بدايتها الاولي و خرجنا منها بعد اتخذت طريقاً اخر، ولكن فترة حكم (الانقاذ) كلها تدخل في المحاكمة ليس لدى شك في ذلك، علي الرغم من ان (إنقاذ) اليوم ليست (إنقاذ) البداية، و مشروع اليوم ليس هو مشروع (الإنقاذ). و القضايا التي نتكلم عنها اليوم ليست هي القضايا التي اتت من اجلها (الإنقاذ)، لذلك ان لا اتحرج من المحاكمة. و الحديث عن عدم رغبة الاخرين في المحاكمة فيه كثير من الحرج وتهرب من المسؤولية، لذلك انا اقول لا امانع في محاكمة (الإنقاذ)، و انا لا اقول هذا الحديث اليوم لاني في المعارضة بل مستعد لاى محاكمة علي الفترة التي شاركت فيها في (الإنقاذ)، و لا اود ان اتدثر بثياب المعارضة او الحكومة ولكني اقول يجب ان تكون هنالك محاسبة، هذا علي الرغم من ان مؤتمر جوبا لم يطالب باى محاكمات.



    - هل انتم مستعدون لاى محاكمات في المستقبل، خصوصاً بان بدايات (الإنقاذ) الاولي تم فيها الكثير من التجاوزات، من تشريد لخصومكم السياسيين الي الفصل التعسفي من العمل، الي تجاوزات الاجهزة الامنية، ثم الي القتل و الحرق؟



    نحن مستعدون الي كل جانب، يا اخي، وفي نهاية المطاف هنالك محاسبة سياسية و اخرى جنائية. المحاسبة السياسية، نتولاها نحن جميعاً و هذا في ما يتعلق بالقضايا السياسية الكبرى. وهذه ليست المرة الاولي ان يقوم حزب سياسي بعمل عسكرى، و سبقتنا احزاب اخرى مثل حزب الامة و الحزب الشيوعي و هكذا. انا اعتقد بان المحاسبة السياسية هي بدون شك محاسبة مطلوبة ونحن جاهزون لها. و هنالك محاسبة جنائية، وهي ليست محاسبة عامة و إنما كل إنسان مظلوم و كل إنسان قُتل او عُذب يعرف من ظلمه او عذبه، و نحن نعرف ذلك، و مستعدين اليه ايضاً، ولا نمانع من وجود محاسبة سياسية او جنائية. و يبقي السؤال: من يقوم بالمحاسبة؟ و علي اية حال ليس لدينا مانع من المحاسبة. و إعترافنا بالواقع، و اعترافنا بان هنالك إشكاليات و إعترافنا بان هنالك تجاوزت قد حدثت هو جزء من المحاسبة، وهذه حقيقة يجب ان نقولها.



    - اذاً انت تقر بان هنالك تجاوزات تمت علي المستويين السياسي و التنفيذى علي ايام (الإنقاذ) الاولي، اذا صح التعبير؟



    (الإنقاذ) الاولي او الاخيرة، انا بالنسبة لي التجاوزات السياسية سوى كانت في (الإنقاذ) الاولي او الثانية او الاخيرة هي تجاوزات يجب ان يُحاسب عليها الناس، و انا لا اشعر بوجود إشكالية في المحاسبة.



    * دعنا نعود الي مؤتمر جوبا مرة اخرى، المؤتمر الوطني لم يشارك في مؤتمر جوبا، ماهي البدائل لديكم اذا لم يُنفذ المؤتمر الوطني توصيات مؤتمر جوبا؟



    انا اعتقد بان إعلان جوبا هو إعلان سياسي، وهو إعلان يتخذ من الوسيلة المدنية نهج للمعارضة و نهج لتصحيح الاوضاع، وهو ليس حرباً ضد احد، و الذين إجتمعوا في جوبا لا يحملون السلاح و إنما هم يقاومون مقاومة مدنية و سياسية، و هذا هو الجانب الإيجابي في إعلان جوبا. و هذا هو الجانب الذى يخيف الحكومة، لانها كانت دائماً تخشي من العمل السياسي، وانا اعتقد بان العمل السياسي مُقدم علي غيره. وعدم تجاوب الحكومة مع العمل السياسي يشجع الاخرين للقيام باعمال اخرى غير سياسية، وعدم إستجابة الحكومة للعمل السياسي شجع الاخرين لحمل السلاح، و لمقاومة الحكومة عبر العمل المسلح. و لذلك انا اعتقد بان مؤتمر جوبا هو فرصة و سانحة للتعافي، وعلي كل، المعارضة الان اصبحت في جوبا، وانا يهمني جداً، كسوداني و سياسي كون المعارضة تلتقي في جوبا، و تصبح جوبا عاصمة للمعارضة. وانا اعتبر جوبا الان هي العاصمة السياسية للسودان رضيت الحكومة ام رفضت، و لذلك انا اعتقد هذا الامر في حد ذاته يمثل نقله نوعيه بالنسبة لقوى المعارضة، لانه بدل ان تجتمع المعارضة في اسمرا او اى مكان خارج السودان اصبحت الان تجتمع داخل السودان. و الان اصبحت المعارضة في الداخل، وهذه مسالة إيجابية، و لمصلحة كل السودان يجب ان تكون هنالك معارضة مدنية تعمل من داخل السودان. و لماذا اصبحت جوبا عاصمة سياسية للسودان؟ اصبحت كذلك لان هنالك حرية للعمل المعارض في جوبا، اذا الحرية هي التي تشجع الناس، وانا اعتقد بانه ما لم تكن هنالك حريات تسع كل الناس الموجودين في كل انحاء السودان سوف تكون جوبا عاصمة السودان السياسية الاولي، و التي بدون شك سوف تكتسح كل المدن الاخرى، و سوف تصبح الخرطوم منطقة طاردة و قابضة فيها تشريد و قمع..الخ. وفي هذا الجانب،بدون شك اعتقد بان مؤتمر جوبا احدث قفزه نوعيه.



    * الا تتفق معي بان الحركة الشعبية ارادت من مؤتمر جوبا إستخدامكم ضد المؤتمر الوطني؟



    و الله انا لا اعتقد ذلك، ولكن لنفترض جدلاً بان الحركة الشعبية تريد إستخدام القوى السياسية ضد المؤتمر الوطني ما العيب في ذلك؟!. انا اعتقد بان المؤتمر الشعبي الذى شارك في هذا المؤتمر او اى حزب من الاحزاب الاخرى التي شاركت في المؤتمر هي احزاب واعية و تعلم ما تفعل، و لذلك لا اعتقد بان الحركة الشعبية تريد إستغلال هذه الاحزاب، و لنفترض بانها تريد إستغلالهم فما العيب في ذلك؟! فهذا عمل سياسي. و هنالك مسائل كثيرة جداً مثل الإستفتاء و الانتخابات و غيرها من القضايا لا يمكن تركها للحكومة او الحركة الشعبية، ويجب ان تشارك فيها كل الاحزاب. و لا اعتقد بان الحركة تريد إستغلال القوى السياسية لصالها، و القوى السياسيه بمقدروها ان ترى بنفسها من يريد استغلالها و من لا يريد ذلك.



    - اذا نظرنا الي (إعلان جوبا) نجده قد حوى كل ما تريده الحركة الشعبية، ما قولكم؟



    انا لا اقول ما تريده الحركة الشعبية، بل اقول (إعلان جوبا) هو ما يريده الشعب السوداني، يا اخي. و (إعلان جوبا) تحدث عن الحرية، الديمقراطية، حل قضية دارفور و تحدث عن العدالة و المحاكمات، و قسمة السلطة و الثروة، كل هذه الاشياء وردت في الدستور الانتقالي، وهذا ما يريده الشعب السوداني و ليس الحركة الشعبية.



    * في إجتماعات مجلس شورى المؤتمر الوطني، كانت هنالك بعض الاراء تنادى بفصل منصب رئيس الجمهورية عن منصب رئيس المؤتمر الوطني..هل هذه الاراء تنذر بانشقاق قادم في صفوف (الوطني)؟



    طبعاً هذه القضية تعود بنا الي المشاكل التي حدثت منذ اكثر من عشرة اعوام، و كما تذكر (مذكرة العشرة) في عام 1998م، وما يحدث الان هو نفس ما قلناه من قبل، بان يكون هنالك رئيساً للمؤتمر الوطني و اخر للحكومة، وان يكون الحزب هو الاساس و ليس الحكومة. و ما ظهر في إجتماعات مجلس شورى المؤتمر الوطني يعيد الكرة مرة اخرى خصوصاً بان هنالك قيادات في المؤتمر الوطني رفضت هذه الإتجاه من قبل و رفضته الان. و لكني اعتقد بان الوضع السليم ان يكون هنالك رئيس للمؤتمر الوطني و اخر لرئاسة الجمهورية، ولكن بعد (مذكرة العشرة) اصبح رئيس الجمهورية هو كل شىء، لديه صلاحيات و هو الذى يقرر في كل شىء. و لا اعتقد بان هذا الإقتراح سوف يقود الي إنقسام داخل المؤتمر الوطني، وعلي كل هذا شان يخص المؤتمر الوطني. و المؤتمر الوطني الان مواجه بقضايا شائكة اكبر من فصل منصب رئيس الجمهورية عن رئيس المؤتمر الوطني.



    * برز ايضاً اتجاه داخل إجتماعات مجلس شورى المؤتمر الوطني بمنح منصب نائب رئيس الجمهورية لشخصية بارزة في حزبكم تنتمي الي اقليم دارفور.. هل هذا عربون صداقة من (الوطني) لحزبكم لراب الصدع ما بين (القصر و المنشيه)؟



    و الله حسب علمي، هذا الراى تم تداوله قبل اكثر من شهر داخل اروقة المؤتمر الوطني، او بالاحرى يتم تداوله في رئاسة الجمهورية، او بالتحديد رئيس الجمهورية. وانا اعتقد بان حل الاشكاليات بالمناصب و باشخاص بعينهم هي محاولات فاشلة، لان القضية ليست قضية مناصب او اشخاص تاتي بهم في مناصب لحل قضية بعينها، وحتي لو تم منح دارفور منصب رئيس الجمهورية فهذا لن يحل المشكلة لان المشكلة في الحكومة او المؤتمر الوطني الذى يعتقد بان القضايا سوف تحل بالمناصب، لان كل هذه المحاولات هي محاولات فطيرة، بائسة و يائسة ولن تحل القضية. وعلي كل، ليس مشكلة اهل دارفور الوظائف. وكل هذه المحاولات لكسب بعض الاشخاص ولكنها لم تات بنتائج.



    * يرى بعض المراقبون بان الساحة السياسية مقبلة علي توحد حزبكم مع المؤتمر الوطني قبل الانتخابات القادمة.. ما صحة هذا الامر؟



    انا استبعد ذلك، و ليس هنالك شىء مستحيل لكن بالمعطيات الموجودة انا اشك بان يحدث نوع من التحالف او التقارب ما بين (الوطني) و (الشعبي) لان هناك خلافات جذرية، يا اخي. و هذه الخلافات تتعلق بالشورى و إطلاق الحريات العامة و قضية الفساد نفسها، وانتم تعملون قضايا الفساد الموجودة الان، و لا يمكن للحركة الاسلامية ان تتوحد في ظل قضايا الفساد الموجودة اليوم، بغض النظر عن انها صحيحه او غير صحيحه لكن يجب ان يتم تحقيق فيها. و هنالك قضية محكمة الجنايات الدولية، ما هو الموقف من هذه القضية؟ هذه القضية تتحدث عن تجاوزات قام بها افراد. انا استبعد حدوث اى تقارب و لا اقول بانه مستحيل لكن استعبد ان يتم تحالف لدخول الانتخابات لان الاراء مختلفه تماماً، و عندما اقول اراء لا اعني اشخاص و انما اعني ان نهجنا يختلف تماماً عن نهج المؤتمر الوطني خصوصاً في ما يتعلق بالحريات. وفي قضايا مثل إنتخاب الولاة، وهي القضية التي فجرت الموقف كله، وقادت الي الإنقسام. لاننا كنا نرى حينها، بانه يجب إنتخاب الولاة و الاخرين رفضوا هذا الامر، و قالوا يجب ان يتم تعين الولاة، و كنا نرى في موضوع الجنوب ان يتم منحه حق تقرير المصير و الالتزام بالاتفاقيات الموجودة، فكل هذه اراء ما زلنا متمسكين بها و لن نتزحزح عنها. و كذلك راينا في ان يكون هنالك حكم إتحادى حقيقى و في كل ولايات السودان لم يتغير موقفنا منه. و اذا الجنوب قرر ان ينفصل فهذا حقه، وكل هذه القضايا نحن مختلفون فيها اختلاف كبير مع المؤتمر الوطني. وعلي كل، انا اعتقد بان الاولوية اليوم ليس التقاء المؤتمر الشعبي و الوطني او توحيد الحركة الاسلامية بل ارى بان الاولوية هي توحيد السودان، اعتقد بان هذه هي الاولوية التي خرج بها مؤتمر جوبا.



    - علي ذكر الحركة الاسلامية، هنالك حوار صحفي اجرى مع المفكر الاسلامي د. الطيب زين العابدين، قال فيه بان الحركة الاسلامية (إتفرتقت) هل توافقه الراى؟



    ايوه، الحركة الاسلامية بمفهومها القديم ليس لها وجود، و لكنها (اتفرتقت) علي اسس و ليس علي اشياء شخصية. انا اعتقد، نحن كحركة اسلامية مع الحريات ومع الحكم الاتحادى ومع إنتخاب الولاة و الايفاء بالعهود و المواثيق، و الحركة الاسلامية ضد الفساد، واذا كان هنالك من يدعي بان هنالك حركة اسلامية ولا تقول شيئاً عن الحريات و الفساد و ما يجرى في الساحة السياسية فهذه ليست الحركة الاسلامية.



    - ولكن ماذا عن الحركة الاسلامية الموجودة الان برئاسة الاستاذ علي عثمان محمد طه؟



    والله هذه حركة حكومية، الحركة الاسلامية هي التي تحكم و لكن هذه حركة محكومة، و حركة حكومة. الحركات الاسلامية لا تقوم في كنف الحكومة، و لم نسمع من قبل بحركة تقوم في كنف الحكومة.



    - ولكنكم قبل ان تخرجوا من الحكومة كنتم في الحركة الاسلامية و كنتم في الحكومة، فما العيب في ذلك؟



    وقتها، الحركة الاسلامية كانت هي الحاكمة ولم تكن محكومة بحكومة، لانها كانت تحكم و اتت بـ(الانقاذ) و لم يقم بذلك عساكر. و بالتالي كانت حركة حاكمة و ليست محكومة كما هو موجود الان. و الخلاف الذى دار الان حول ان لا يكون رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الوطني هو خلاف قديم، وقلنا من قبل اذا اصبح رئيس الجمهورية رئيساً للمؤتمر الوطني سوف يصبح الحزب مثل الاتحاد الاشتراكي، وانتم تعلمون ماهو الاتحاد الاشتراكي.



    * الازمة في دارفور طالت و إستطالت، في وجهة نظرك ماهو المخرج منها؟



    الازمة ليست ازمة دارفور و إنما ازمة السودان، الحديث عن ان هنالك ازمة في دارفور كلام خاطىء، و من الناحية السياسية هو كلام مبتور لان الازمة هي ازمة السودان و ازمة مركزية. و لذلك الحلول في المركز و ليس في دارفور، و الحديث عن الحوار الدارفورى-الدارفورى و ما الي ذلك هو ملهاة زمنية لان المشكلة هي مشكلة كل السودان، و لنتخذ من دارفور مثال و نموذج لما يحدث في كل السودان. فالقضية في المركز، و المركزية اليوم قابضة علي كل شىء، و المركزية نفسها دخيله علي السودان اتت مع الاستعمار، انا اعتقد بان هذه هي القضية. ليس هنالك قضية في دارفور اليوم حتي يذهب الناس لحلها و انما قضية مركز، ومؤتمر جوبا اشار الي هذا ايضاً. و البعض يقول قضية الجنوب، الشرق و الغرب و هذا شىء خاطيء ليس هنالك قضية في هذه المناطق و انما القضية قضية مركز، ولذلك لا بد من وضع حد للمركز او للمركزية. وهنالك خلط ما بين المركزية و الوحدة، و هذا ليس صحيح لانه ربما اكون وحدوياً ولكني لست مركزياً. و المركزية ليست صنواً للوحدة، و الوحدة مطلوبة و المركزية مرفوضة. و المركزية هي، ان يكون شخص واحد يقرر للاخرين ماذا يفعلون، فانا ضد هذا و ارفضه تماما. ونحن شاركنا في الحكم الاتحادى، و الحكم الاتحادى اتت به الحركة الاسلامية ليس هنالك شك. و الحكم الاتحادى و الذى يتحدثون عنه الان، و تقسيم الولايات كل هذا اتت به الحركة الاسلامية، و نُحاسب عليه في المستقبل. و حق تقرير المصير الذى انجزناه في فرانكفورت في 1992م عليهم ايضاً ان يحاسبوننا عليه لاننا اتينا به ايضاً. و اتت الحركة الاسلامية بحق تقرير المصير لاننا ادركنا باننا لا نستطيع فرض الوحدة علي الجنوب، ولا نستطيع فرض اى شيء علي الاخرين، و لا اكراه في الدين، ولا اكراه في الوحدة، و لا اكراه في الحريات و لا اكراه في اى شىء اخر، وهذا هو الدين. و يُحمد للحركة الاسلامية انها فطنت لحق تقرير المصير باكراً منذ يناير في عام 1992م و ما عرف وقتها بـ(إعلان فرانكفورت). و لذلك انا اعتقد بان هذه قرارات الحركة الاسلامية، و لم تكن قرارات افراد. وهنالك افراد يقولون هذه كانت قرارات افراد لكن هذا كله حديث غير صحيح. و مؤتمر جوبا الان تجاوز كل هذه الاشياء، وحكاية (دا الناس ما قالوه قبل كده!) انتهت، و انا مع حق تقرير المصير و مع الحريات، و لا يمكن ان ناتي بالوحدة الا باختيار اهل الجنوب، و لذلك انا اعتقد بان الحريات اساسية و اهم من كل شىء.



    * الي ماذا تعزو التغييرات الاخيرة التي حدثت في قيادة جهاز الامن و المخابرات الوطني؟



    و الله هذه التغييرات في اشخاص، وانا اعتقد بان المشكلة ليست في الاشخاص و انما في قانون الامن الوطني الذى لم يتغير، حدث تغيير شكلي وهو تغيير اشخاص و لم يحدث تغيير في قانون الامن و يجب ان يتم تغيير القانون نفسه. وانت ذكرت لي بان الرقابة رُفعت عن الصحف، و لكن قانون الامن الوطني لم يتغير و بالتالي ليس هنالك معني لتغيير الاشخاص. و الرئيس خاف من رئيس الجهاز لان رئيس الجهاز اصبح يتخذ قرارت تخالف قرارات رئيس الجمهورية، وعلي اي حال هذا شان الرئيس، ولكني اعتقد بان الرئيس غير قيادة جهاز الامن لمسالة شخصية بحته و خوفاً علي نفسه. وانت تعيش في الخارج و تعلم بالمعلومات التي تقول بان رئيس الجهاز مختلف مع الرئيس، و كان يمكن ان تحدث اشياء كثيرة، و الامثلة كثيرة، علي اي حال هذا شان يخصهم.





    * اذا عادت بك الايام الي ليلة الثلاثين من يونيو عام 1989م، هل كنت سوف تنصح بالانقلاب علي الحكومة الديمقراطية وقتها؟



    بالمعطيات التي كانت موجودة وقتها اقول نعم، ولكن بالممارسة، اليوم اقول لا. و بالمعطيات التي كانت موجودة وقتها اتخذنا القرار بالانقلاب، وهو قرار لم يات من فراغ، ولكن بالممارسة و النتائج التي رايناها اكتشفنا بان قرار الإنقلاب كان قرار خاطىء. وهذان وضعان مختلفان، لان القرار بان الانقلاب وقتها كان صائباً، و لكن بعد الممارسة اكتشفنا باننا كنا علي خطأ. و انا هنا لا اعتذر ولكن اقول بان فترة الديمقراطية الاخيرة النتائج كانت سلبية بالنسبة لنا في الحركة الاسلامية، بل كانت سلبيه حتي للحركة الشعبية، ولكن الان الاوضاع و القبضة الامنية في دارفور و الشرق و كل انحاء السودان قوية و لم نكن نرِد ذلك، ولذلك انا اقول بما نراه الان من نتائج الانقلاب كان عمل خاطىء.



                  

10-09-2009, 08:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6088
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الجمعة 09-10-2009
    عنوان النص : القوى السياسية توقع على مقررات مؤتمر جوبا السبت
    : جددت دعوتها للوطني للانضمام
    الخرطوم ـ سامية إبراهيم:
    أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أنّ الأسبوع القادم سيشهد توقيع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر جوبا على الإعلان الصادر من المؤتمر.
    وقال الأمين العام للحركة باقان أموم أمس في مؤتمر صحفي بالأمانة العامة عقب اجتماعه بسكرتارية المؤتمر سنحدد يوم السبت القادم مكان وزمان التوقيع على الإعلان وكشف باقان عن أنّ اجتماع السكرتارية الهدف منه الاتفاق على برنامج عمل لفعاليات المؤتمر يبدأ من الأسبوع القادم، ويهدف لتوصيل قرارات وتوصيات المؤتمر وتنزيلها لتحقيق الديمقراطية والحرية وبناء السلام.
    ووصف باقان إعلان جوبا بالإجماع الوطني والطريق المفتوح بدون أجندة خفية أو إملاءات داخلية أو خارجية ولايهدف لإقصاء جهة أو تحالف ضد أي جهة إنما يدفع القوى السياسية والمجتمع المدني والحركة النسوية في اتجاه الخروج من الأزمة عبر قواسم مشتركة ليتجاوز الشعب السوداني الأزمة.
    وأكد باقان تأييد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) لإعلان جوبا ورجوع حزب يوساب (2) المنسحب من المؤتمر،وهناك حوار مع حزبي المنبر الديمقراطي لجنوب السودان والجبهة الديمقراطية المتحدة اللذين تحفظا سابقاً على قرارات مؤتمر جوبا.
    وكشف باقان تكوينهم لوفود مشتركة من مختلف القوى السياسية لإبلاغ المؤتمر الوطني بإعلان مقررات جوبا عقب التوقيع مباشرة، ولم ينفِ أموم وجود خلاف ما بين الوطني والحركة حول قانون الاستفتاء واتهم الوطني بالمماطلة والممانعة لإجازة قانون الاستفتاء الذي وصفه بالقضية الشائكة والخطر الحقيقي وقال: (نأمل أن يتراجع الوطني عن هذا الطريق الخطير)، وأضاف باقان نأمل أن تتم إجازة القانون في البرلمان، وأشار باقان إلى استعداد الحركة لإجازة قانون الاستفتاء والقوانين الخاصة بالحرّيات.
    وأكّد باقان أنّ تحقيق الوحدة لا يتم بخيانة حق تقرير المصير، وأضاف قائلاً الوحدة لا تتم بفرضها بالقانون، وإنّما تتم بعمل سياسي واجتماعي في جنوب السودان وشدد باقان ألا أحد يستطيع حرمان الجنوبيين في أي مكان من ممارسة حق تقرير المصير.


    ------------------------------------

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6111
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الجمعة 09-10-2009
    من البيان الأول للإنقاذ إلى إعلان مؤتمر جوبا 1/4

    : عبد الجبار محمود دوسه

    الشعب السوداني بأكمله داخل السودان وخارجه توجه بكل أحاسيسه ومعنوياته نحو مدينة جوبا التي هاجر إليها قيادات القوى السياسية التقليدية والحديثة للمشاركة في مؤتمر يتناول القضايا المصيرية ويحاول معالجة المأزق السياسي السوداني الذي نما والتصق بضمائر النُخب وجسد الوطن كما يلتصق الصدأ بالمعدن، وتراكمت سماكته عبر عشرين عاماً كما تتراكم الأسانة على طبقات البرك المائية. لم يقتصر التوجه على الشعب السوداني فحسب، بل شاركه في ذلك دول المحيط الإقليمي والدولي من خلال تصريحات كبار المسئولين التي نقلتها أجهزة الإعلام الدولية. لعل الناظر لولع هذا التوجه يدرك بأنه نتاج طبيعي لجمود عجلة الحراك السياسي المتنوع الذي صاحب عهد الإنقاذ والذي أفرز حالة من الأحادية في كل شيء،فكان لا بد لمثل هذا المؤتمر أن يجذب أنظار الجميع ويأسر قلوبهم ويدفع بالكثير من الآمال والأماني في دواخلهم، مستندين إلى الواقع المزري الذي ظلّ يهيمن ويعصف بأي بارقة أمل في أن يغير نظام الإنقاذ من نهجه في التفاعل مع أي مشروع صادق يستهدف تقويم النظرة الأحادية في إدارة الدولة السودانية.

    لقد نجح مؤتمر جوبا في استقطاب الأنظار إليه وكان ذلك طبيعياً لما ذهبنا إليه أعلاه، وانعكس هذا النجاح في نوعية القضايا التي طُرحت من حيث عناوينها وربما إلى حد كبير مضمونها، ولما كان الطرح قد أصاب هذا النجاح لم يكن لأكثر المتشائمين في الساحة أن يتصور بأن الإعلان الصادر سيأتي بالصيغة التي أقل ما يمكن أن نقول عنه بأن التوفيق لم يحالف المؤتمرين فيه، فالوسائل والآليات ليست واضحة وبالتالي فالإعلان يبدو وكأنه جملة توصيات ستبقى حبيسة أدراج الإنقاذ التي دأبت على التعامل مع كل دعوة لمعالجة قضايا الوطن بفهمها ونهجها. لا بد أن القيادات التي أمّت المؤتمر مدركة وبشكل أكبر لما ينبغي أن يشكّل مصفوفة متكاملة للمعالجات للقضايا المصيرية للوطن في مؤتمر بهذا القدر، ذلك أنه مؤتمر أملته مقتضيات مصيرية ويجيء انعقاده في ظروف حرجة، وينتظر مخرجاته شعب أنهكته السلطة الأحادية فكاد أن يصاب ببكم من فرط كبت حرية التعبير عنه، وبات قاب قوسين من أن يتمكن منه الصمم من فرط ما ظلّ يسمعه من طنين لا يُطرب ولا يلبّي ابسط قواعد التنوع اللحني، أمّا عن حالته الإقتصادية فالفقر المدقع الذي يلفّه هو أبلغ من يعبّر حتى وإن لم يتكلم.

    دعونا نأخذ سياحة تحليلية لمسيرة عشرين عاماً منذ أن سطت الإنقاذ على السلطة في عملية نهب مسلّح، فنتناول بشكل مقتضب في هذه السياحة عوامل القوة التي مهّدت للإنقاذ في أن تتجاوز كل الصعاب التي واجهتها ضمن أزمة الحرب المستمرة في جنوب السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ومشروعات استعادة الشرعية الدستورية التي سلبتها بانقلابها والتي تبنّتها الأحزاب السياسية المعارضة من خلال تأسيس التجمع الوطني الديموقراطي، مروراً بالإمتعاض الشعبي الصامت لمرحلة التمكين من خلال تأصيل سياسات القهر والتعذيب وما أطِلق عليها بهتاناً إحالات للصالح العام وسياسات إفقار الشعب واحتكار الثروة، ثم أخيراً مشروعات الثورات المسلّحة التي اندلعت في دارفور والشرق، والثورة الناعمة التي تمضي في أقصى الشمال. مثل هذه السياحة وإن كانت مقتضبة التحليل، إلا أنها بلا شك تمكننا من أن نبلغ قدراً من المعقولية والمنطقية فيما ذهبنا إليه من القول بأن مخرجات مؤتمر جوبا لم يحالفها التوفيق. وسنمضي من خلال سلسلة مقالات أن نُلامس الأحداث التي ظلّت تجذّ أوصال الوطن منذ البيان الأول للإنقاذ وحتى مؤتمر جوبا، ونطرح ما نعتقد بأنه الإعلان الأكثر مؤاءمة مع حجم الطموحات التي كانت مرتجاة من المؤتمر.


    تدركون أن تحقيق أي هدف يتطلب بالضرورة وسائل ناجعة وآليات متوافقة كعوامل اساسية لتحقيق النجاح، من طبيعة الفطرة أن تتباين الظروف الزمانية والمكانية، وأن يكون لها قدراً من التأثير سلباً أو إيجاباً على تحقيق الهدف، وقد يكون للعوامل الإقليمية والدولية دوراً بقدر في ذلك، ولكن يظل الأمر الحاسم في مدىَ توافق الوسائل والآليات التي وُضِعت لتحقيق الأهداف، يصقلها ويصهرها نوع الإستراتيجية الموضوعة تخطيطاً وتنفيذاً. فالإنقاذ اعتمدت عمداً أو غفلة في وسائلها المجملة لتحقيق نجاحاتها في تجاوز كل تلك العقبات التي ذكرناها حيث اعتمدت نهجاً من الصهر بين الوسائل التالية:-
    1- إستغلال النزعة النفسية في دواخل الإنسان السوداني في الملل والرغبة في تغيير الحكومات أياً كان نوعها.


    2- العزف على الوتر الديني بحسبان توافر كوامنه على إصدار نغمة لها مخزون من القدرة على تفعيل التخدير المعنوي في تحييد الغالب البريء من الشعب وتثبيط همم المنتفضين منهم، إضافة إلى توافر القدرة على استثارة هيجان المندفعين لاستغلالهم في البطش الأعمىَ كحملات ما عُرفت بمتحركات الجهاد في جنوب السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
    3- إستغلال عقيدة الإنتماء المتماسكة للمؤسسة العسكرية.
    4- تفعيل أقصىَ صيغ البطش والقهر والتعذيب في ظل تجذّر حُلم الإنسان السوداني وخلو سريرته من تبنّي أنماط العنف المعاكس المتمثل في صيغ الإنتقام، واستغلال هذا الموروث المعروف بنجاحاته في إخماد كوامن القدرة على تفعيل صيغة تنظيم المناهضات الشعبية المدنية في السودان على وجه التحديد، والتي عادة ما تتوّج بالعصيان المدني ومن ثمّ إسقاط الأنظمة الدكتاتورية، وهي صيغة مطوّلة لما يُعرف اختصاراً بالإستخدام المفرط للعَصىَ.


    5- إعتماد النظرية القائلة، بأنه إذا رَغِبتَ في هزيمة العدو، عليك بتقسيمه، وهي صياغه مرادفة لما يُعرف بفرّق تَسُد. بيد أن الأولى تستخدم لبناء إستراتيجية عسكرية لإدارة المعارك، والثانية تستخدم لبناء إستراتيجية سياسية لإدارة المجتمعات.
    6- الإفقار والتجويع للشعب ثم تقديم الجزرة لمن أنهكه الصمود فانهار.، وبالتالي تكون الجزرة دائماً مقابل مهام موالية حتىَ يبلغ الأمر بأن ينطبق المثل، جوّع كلبك يتبعك، او الكلب بيحب خناقه، هذا طبعاً مع الإعتذار الكامل لإيراد هذه العبارات رغم شيوع استخدامها في إطار تداول المثل.
    7- إستغلال مناخ الإفساد بكل أنواعه والذي طغىَ علىَ الحياة اليومية بغياب الضمائر وتراجع تطبيقات مبدأ الرقابة والمحاسبة، فينغمس فيه من ينغمس ومن ثم تُفرض علىَ المنغمسين المهام القذرة فلا يملكون سوىَ الطاعة.
    هذه هي بقرات الإنقاذ السبع العجاف اللائي أكلن البقرات السمان لموروثات الشعب السوداني من أعراف اصيلة وتقاليد سمحة وقواسم أخلاقية مشتركة. وقد نجحت الإنقاذ بامتياز في استغلال هذه الوسائل بتوافق وتوازن في تحقيق اهدافها فيما قبل وأثناء وبعد مرحلة التمكين، مع تغييب تام لكل أثر من آثار التقيّد بأي ضوابط عرفية. ولا أسلب بالطبع منهجية التحليل أحقية وجود وسائل أخرى أعتبرها في وجهة نظري متواضعة وذات تأثير ضعيف بينما قد يعتبرها آخرون أساسية ومؤثّرة. دعونا نسبح في فضاء كل وسيلة من هذه الوسائل لنضعها في مدار محدد ضمن نفسها وضمن المجرّة الجامعة للوسائل لنحدد بشكل مختصر فاعلية الوسيلة في تزويد ماكينة الإنقاذ بأسباب نجاحها في البقاء حتى الآن. ذلك ما سيكون محل مقالنا في الحلقة الثانية.
                  

10-09-2009, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    رسائل مؤتمر جوبا: أى مستقبل للوحدة السودانية؟ ...
    حلمى شعراوى
    الخميس, 08 أكتوبر 2009 23:00


    المؤتمر الذى عقدته "القوى السياسية الوطنية" فى السودان فى العاصمة الثانية للبلاد "جوبا" فى 26-30 سبتمبر 2009، اتخذت معظم جزئياته دلالات بالغة الاهمية ستطلق أفقا واسعة للتأملات والتوقعات بالتأكيد. كما تبعث الكلمات نفسها فى إعلام المؤتمر وأوراق المتحدثين بدءا من خطاب رئيس الجنوب سيلفا كير ميارديت ومرورا على الخطابات المختلفة بل وقراراته الهادئة برسائل ذات قيمة بالغة بدورها.

    ولا أعرف لماذا سعيت عند قراءة أوراق مؤتمر جوبا 2009 إلى التقاط دراستين بالغتى الدلالة فى المسألة السودانية؛ أحدها لأستاذنا الراحل محمد عمر بشير عن "جنوب السودان: خلفية الصراع الصادر 1968، وكتاب الدبلوماسى المفكر فرنسيس دينق عن صراع الرؤى: نزاع الهويات فى السودان 1995. ولامست مباشرة ما أثار خواطرى عن مؤتمر جوبا 1947 لأرقب القفزة التى تكون قد حدثت بعد مرور حوالى الستين عاما.

    أعرف أننى اختلفت مع كثير من أصدقائى السودانيين فى الشمال حين قلت كثيرا أننى أشعر مع أية متابعة متواضعة أن الجنوبيين عند اللحظات الحاسمة أبدو مواقف إيجابية تجاه الوحدة الوطنية على عكس ما يشاع بل وما حدث من "كفاح مسلح" عقب ما اعتبروه نقوصا من قبل "القوى الحاكمة" أو المتحكمة فى الشمال، هكذا بدأ لى الأمر مع الجنوبيين- منذ مؤتمر جوبا 1947 كما بدأ بعد انتفاضة أكتوبر 1964، وأبريل 1985 ثم تجسد فى انقلاب الانقاذ 1989.

    وهو ما اسماه الحكيم الجنوبى الليبرالى بالاتفاقات المجهضة.. وكل ذلك يجعل المراقب يتطلع بكل التعاطف مع ما يصدر عن مؤتمر جوبا 2009 لأنها ترسل برسائل جديدة نسبيا على الرسائل السابقة بشان مستقبل السودان الذى يتعرض لأخطر القرارات الآن.

    المقارنة الكاملة بين جوبا 1947 والوضع الآن ستبدو ظالمة، لكنها تظل قائمة، فثمة اتفاق الآن وفى النهاية من قبل الجنوبيين على مصير الوحدة مهما لعبت الشكوك المتبادلة دور "الاحتمال" لغير ذلك، وإن كان المفوض الشمالى فى جوبا 1947 لم يملك إلا "الإغراء" بمستقبل الوحدة، السياسى فإن المفاوض الجنوبى اليوم هو الذى يملك الإغراء بتوفير ظروف الديمقراطية للشماليين، ومن موقع قوة ملحوظ فى خطاب "سيلفا كير".. قوة ناشئة من وجود فترة عامين تقريبا قبل الاستفتاء مقابل احتياج شمالى لحسم الموقف السياسى الديمقراطى الآن!

    وفى الحالتين 1947، 2009 يظل العامل الخارجى حاضرا. لكن ثمة فرق بالتأكيد بين "إدارة استعمارية" فى جوبا الأولى، وإدارة تتسلح أولا بنجاح نضال عسكرى وسياسى فى جوبا الثانية وتملكك أساليب للعودة لنفس المنطلق! أما عن الخارجى، فاللجوء إليه سمة مشتركة وإن كانت الخرطوم تبالغ الآن فى التلويح بوجوده عام 2009 فإن علاقات الخرطوم الخارجية نفسها لا تغطى هذه الحملة الغريبة على "تمويل اجتماع فى جوبا"!

    لا شك أن مؤتمر جوبا 2009 يعتبر نقله تاريخية فى حياة السودان، لأن وفاقا سودانيا بين كل هذه الأطراف الشمالية تحت رعاية جنوبية وإن كان ليس اجماعا يعتبر الخطوة الرئيسية فى التاريخ الحديث للسودان، لا يضعفها إلا عناصر كامنة قد تكون تدميريه فى نفس الوقت. لأن مشاكل من نوع سلوك حزب المؤتمر الشعبى بقيادة الترابى، أو "الاقصاءات" التى قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان، أو الفشل فى التوصل لصيغة لحضور "أهالى دار فور"، كلها مطبات ينوء بحملها "الدينكا" وحدهم، ولا تكفى لمعالجتها التطمينات الصادرة فى خطاب "سيلفا كير" عن عمله الأكيد لجعل الوحدة جذابة، أو أن تقارب صيغة شمال/ جنوب ملزمة حتى إذا حدث الانفصال، كما أن أجواء الاطمئنان الشمالى إلى صيغة الكونفيدرلية لو حدث الانفصال تبدو رافعة إيجابية لفرص نجاح المؤتمر.

    الأزمة الآن حول موقف الخرطوم.. وحلفاء كل الأطراف التى كانت فى جوبا. كيف سيمضى موقف هؤلاء جميعا، مع "روح مؤتمر جوبا"؟

    هل ترغب حكومة الخرطوم حقا فى الوصول إلى انتخابات 2010 واستفتاء 2011 بروح جديدة لصالح مستقبل ديمقراطى ووحدة وطنية حقيقية للسودان؟ فتتفاهم مع قوى جوبا تفاهما وديا، بحوار على الداخل وليس على الخارج أو الثروة، أم ستراها تراهن على ضعف مواقف معظم أطراف مؤتمر جوبا الحالية لتجهض محاولة الوفاق، وتضيف فشل جوبا الأخير لمحاولات الاجهاض السابقة جميعا بما سيسمى ويحسب على الشمال كله وليس "نظام حكم" مختلفا عليه؟

    مثل هذا السؤال خاص أيضا بالأطراف الخارجية الدولية والإقليمية؛ هل يكسب الرهان الأمريكى وحده بسياسة ضبط سلوك الخرطوم عبر التظاهر بدعم الوفاق الديمقراطى فى جوبا حتى يستبعد المنافسات التى تهب دائما على الخرطوم دوليا وإقليميا؟ خاصة وأن الإدارة الأمريكية تملك من وسائل "الدبلوماسية الناعمة" الكثير التى تلوح به فى كل اتجاه وتجعلها مؤثرة فى الخرطوم وجوبا على السواء؟

    أم ترى نستطيع كتلة الوفاق هذه أن تكون مجالا للإغراء تلجأ إليه الأطراف الخارجية بما سيكون فرصة لدعم موقفها الداخلى نفسه؟ وهل يعتمد الأمريكيون مخططا ديمقراطيا حقا حتى نثق فى موقفهم فى اتجاه تحالف جوبا، أم أنهم يثبتون دائما أنهم غير راغبين فى المسألة الديمقراطية هذه كمحك فى معظم الإقليم الشرق أوسطى والأفريقى على السواء؟

    وقد لوح المؤتمرون فى جوبا فى وضع اختيار للحكم- وأصدقائه بالحديث الحاد عن إجراءات ديمقراطية قبل نوفمبر 2009 لضمان أجواء انتخابات 2010، فهل يمكن تصور ذلك.

    الحكم فى الخرطوم الذى أبدى عدم حماسه فى أى أزمة لمواجهة مضارها على الخرطوم، لن يقبل استسلاما لتهديد موعده بعد شهرين! كما لن تحل مشاكل "أبيي" والإحصاء العام، وتهدئة المتحاربين، وصعوبات دار فور خلال الشهرين أو حتى أبريل 2010 ولذا فإنى أتصور أن حل التهديد بمقاطعة الانتخابات لن يسههم فى معالجة القضايا الأخرى من قبل الحكم القائم مما لا يجعل الوحدة "جاذبة بل لافتقاد الآمال كما حدث فى جوبا 1947، ومن ثم تفتقد فرص الاستقرار. إن توجه خطاب جوبا إلى سدة الحكم فى الخرطوم وحدها إنما يعبر عن ضعف حقيقى للقوى السياسية من جهة وإبقاء عنصر القوة والرهان فى الجنوب وحده. ولا يساعد فى انقاذ الموقف فى "الأشهر القليلة" القادمة إلا أن نأمل فى تصور جديد يقول إن سيلفا كير يتعامل مع قوى سياسية محترمة يراهن بها على جوبا جديدة 2009، بينما يعيد الرئيس بشير السودان إلى أجواء عدم الثقة المتبادلة مثلما حدث فى جوبا 1947 .

    بقى الحديث عن أطراف أخرى إقليمية لا نعرف لها دورا حاسما ولا تتيح الخرطوم وجوبا فرصة لموقف هذه القوى المتواضع، لا من القاهرة أو الرياض أو طرابلس أو أبوجا.

    الكل يراهن فى النهاية على انتظار رد فعل الخرطوم، التى قد تعتبر أن مؤتمر جوبا مجرد مناورة جنوبية وليس أكثر لأن "السلطة الجنوبية" ملتزمة فى النهاية بتطبيق الاتفاق المشترك لنيفاشا مهما كانت قرارات جوبا؟ أم تراهن حكومة الخرطوم على ضعف أحزاب الشمال والصراعات فى الجنوب لتكشف هذا الضعف خلال تحدياتها المتوقعة؛ واعتبارها لعنصر أمانها وحده بينما يمكن أن يكون "وفاق جوبا" جاذبا لانتعاش حقيقى للقوى السياسة الديمقراطية فيضع الحكم الانقاذى فى مأزق يجبره على "انقاذ" الوحدة الوطنية فى السودان.
                  

10-11-2009, 08:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    مؤتمر جوبا .. ما له وما عليه (2-4) ..


    بقلم: د. عمر القراي
    الأحد, 11 أكتوبر 2009 10:30



    حسناً فعلت اللجنة المنظمة ، إذ لم تبدأ جلسة اليوم الثاني، وهي الجلسة المحددة لسماع خطابات رؤساء الأحزاب، الا في مساء يوم 27/9/2009م ، مما منحنا فرصة التجول في مدينة جوبا الجميلة ، واللقاء ببعض سكانها، وزيارة معالمها، في نهار وعصر ذلك اليوم . من ابرز معالم جوبا، ضريح المناضل الفذ والمفكر الوطني د. جون قرنق ديمبيور، مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان .. وهو يقع على مساحة واسعة، وسط سور كبير، لا يبعد كثيراً من مركز ناياكورون الثقافي، الذي عقدت فيه فعاليات المؤتمر. وفي الطريق اليه، وفي معظم المدينة، شاهدنا الحركة الدائبة، في رصف الطرق، وتوسيعها، وبناء المنشآت والفنادق الراقية .. ولعل لقاءنا مع بعض اخواننا، الذين يعملون تجاراً في جوبا، كان بالاضافة الى قيمته الروحية والانسانية، مهماً فيما نحن بصدده من أمرالمؤتمر.. لاننا تحدثنا معهم، عن الوضع الاجتماعي، ومدى قبول الناس لهم، كشماليين يعملون في الجنوب، في مجال حيوي كالتجارة . ولقد اكدوا جميعاً، مدى تقدير اهالي جوبا، والمناطق الاخرى التي عملوا فيها، في الجنوب لهم ، كما اشادوا بصدق المواطن الجنوبي البسيط، وحبه للسلام، وشعوره بالقرب من السوداني الشمالي، اكثر من مختلف الجنسيات، المتواجدة الآن، والتي يعمل افرادها معهم في نفس المجال. كما ذكروا مقدار الطفرة التنموية، والعمرانية، التي حدثت في وقت وجيز، وعقدوا مقارنات مقنعة ، ومنهم من عاش في الجنوب، قبل وبعد اتفاقية السلام . سألناهم عن مستقبل الوحدة أو الانفصال، في تصور المواطن الجنوبي، فقالوا ان المواطن الجنوبي، مدرك ومتمسك بمكتسباته في اتفاقية السلام، وهو اقرب للوحدة، ولكن المثقفين الجنوبيين، والذين يمكن ان يحركوا هذا المواطن، هم الذين يريدون الانفصال، بسبب ما يدركون من سوء معاملة أهلهم، بواسطة الحكومة في الشمال .



    في مدرج واسع، في مركز ناياكورون الثقافي، بدأت الجلسة الثانية للمؤتمر بالخطاب الرئيسي، وهو خطاب السيد سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية . بدأ السيد سلفا خطابه بشكر الحاضرين، وكيف ان ذلك يدل على حرصهم على السلام والديمقراطية والوحدة .. ولكنه ذكر ان كل واحدة من هذه المعاني الرفيعة، لها شروطاً لا تتحقق الا بها، وان واجبه هو، وواجب المجتمعين، تحديد تلم الشروط . كما تساءل عن المظالم التاريخية، التي نتحدث عنها كثيراً، ما هي ؟ وذكر انها تتمثل في رفض التعدد والتنوع، الذي يقوم عليه السودان . كما انها تنعكس في التغريب السياسي، لمجموعات بعينها من ضمنها النساء . وذكر ايضاً التخلف الاقتصادي الذي ضرب معظم اقاليم البلاد، وما يمثله من حرمان لقطاعات كبيرة من المواطنين في الشمال وفي الجنوب . كما جعل تركيز السلطة في المركز، سبباً رئيساً في كل هذه المشاكل. وبعد ان عدد المشاكل التي يعاني منها السودان، ذكر القائد سلفا ان الفشل في حل هذه المشاكل، عبر تاريخنا هو الذي ادى الى اشعال الحروب، وما حدث فيها من مآسي، خلفت مرارات في النفوس، تولد عنه عدم الثقة، والتوتر، والغضب .



    وأكد القائد سلفا ان خط الحركة الشعبية لتحرير السودان، منذ نشأتها، كان البحث عن اجماع وطني، حول القضايا التي تعتبرها حلولاً لمشاكل الوطن . ولهذا لم تتردد الحركة في التفاوض مع من كانت تعتبرهم اعداء .. وفي هذا الصدد ذكر مفاوضات الحركة مع المرحوم نميري في عام 1984م ، رغم معرفتها بمسئوليته عن الغاء اتفاقية اديس ابابا. وتفاوضها مع بعثة المجلس العسكري الانتقالي، الذي كان يقوده سوار الدهب، رغم اعتباره امتداد لنظام نميري .. وحوار الحركة مع السياسيين والمهنيين في كوكدام ، ثم ما تم من لقاء مع السيد الصادق قبل ان يصبح رئيساً للوزراء . وبعد ذلك اللقاء مع الميرغني 1986م، ثم المفاوضات مع المؤتمر الوطني وما تم اثنائها من حوار مع د. الترابي .. ولقد خلص من ذلك، الى ان الحركة الشعبية، اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، انها لم تدخل الحرب بغرض الحرب، لأنها كانت دائماً، تتحاور بحثاًُ عن فرص السلام .



    ثم تحدث عن إن المفاوضات مع المؤتمر الوطني، وما تم عليه الاتفاق، في بروتوكول مشاكوس قد حوى استقلال جنوب السودان، على اعتبار وضع كونفدرالي، والحق في تقرير المصير، ومشاركة جنوب السودان في الحكومة الوطنية بحسب حجمه السكاني، والعلمانية في جنوب السودان، مصاحبة بضمان قاعدة واسعة من الحريات الدينية ، في جميع انحاء البلاد، والمشاركة في اتخاذ القرارات، على مستوى مؤسسة الرئاسة في المسائل الكبرى، المتعلقة بإتفاقية السلام، أو مؤثرة عليها. ولكن هذه المسائل جميعاً ، لم تكن كافية بالنسبة للحركة الشعبية ، لانها لا تسعى لتحقيق وضع مريح للجنوب، فحسب ، وانما همها هو السودان كله . ولو كان الامر بخلاف ذلك، لتوقفت المفاوضات عند بروتوكول مشاكوس . ولكن المفاوضات استمرت بدفع من الحركة الشعبية في جولة ثانية، ناضلت فيها لتضمن مسائل اخرى شملت لا مركزية الحكم في جميع السودان ، التوزيع العادل للثروة والموارد على جميع الولايات ، استيعاب وترسيخ وثيقة الحقوق في الدستور، وقيام اول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ السودان، أثناء الفترة الانتقالية، حتى يتمكن الشعب السوداني من اختيار قادته ، واخيراً الاتفاق عى المصالحة الوطنية، وتضميد الجراح.



    بعد ذلك تحدث القائد سلفا عن غسل الارواح، واخلاء الصدور، مما علق بها ، ومن اجل ان يتم ذلك لا بد من الاعتراف بالخطأ ثم طلب المغفرة . وذكر في هذا الصدد ان الحركة الشعبية قد اخطأت، وقامت بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، اثناء الصراع . ولكنها مستعدة لحمل صليبها على ظهرها، من اجل الغفران .. وتقويم سجلها من اجل ابراء الجراحات النفسية والجسدية . وذكر ان الحركة الشعبية بدأت هذه العملية، حين انتهز القائد العظيم جون قرنق دمبيور ، فرصة مؤتمر الزعماء في نيوسايت، ليعتذر للزعماء والمواطنين، عن أي خطأ ارتكبه جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان، اثناء حرب التحرير ،وطلب منهم الغفران .



    ثم ذكر انه استعاد هذا التاريخ ، ليؤكد ثلاثة مسائل، يعتبرها جوهرية هي :



    1- اصرار الحركة الشعبية لتحرير السودان لجعل اتفاقية السلام الشامل، أداة لتحول كل السودان، سياسياً، ودستورياً، وثقافياً، واقتصادياً .



    2-، تأكيد التزام الحركة الشعبية ببناء إجماع حول المسائل الوطنية . لانه لا الحركة الشعبية، ولا المؤتمر الوطني، يستطيع ان يقرر وحده، مستقبل السودان ، ولا ينبغي ان يترك له ذلك .



    3- ترى الحركة الشعبية لتحرير السودان، ان اتفاقية السلام الشامل، هي الفرصة الوحيدة، التي يملكها السودان ليحقق السلام والاستقرار.



    كما ذكر ان بعض المراقبين، حين رأوا عدم تنفيذ اتفاقية السلام، ظنوا ان الحركة الشعبية تخلت عن الاصرار على تطبيقها، واكتفت بما حققت، وانزوت في مخبأ مريح . وأكد خطأ هذا التصور، وكيف ان الحركة الشعبية، قاومت بكل ما تملك من آليات، متاحة لها وفق الاتفاقية نفسها، في مواجهة تلكؤ شريكها المؤتمر الوطني، الذي لم يكن راغباً في تنفيذ بنود الاتفاقية .. وكيف ان الحركة عبرت عن احتجاجها، بان انسحبت من حكومة الوحدة الوطنية في اكتوبر عام 2007م ، مع ان القضايا التي طالبت المؤتمر الوطني بتنفيذها، لم تكن في معظمها متعلقة بالجنوب ، وانما كانت ذات طابع وطني عام ، ذكر منها الغاء القوانين المتعارضة مع الدستور، والمصالحة الوطنية ، واستقلال القضاء ، والممارسات غير الدستورية للاجهزة المناط بها تنفيذ القانون .



    بعد ذلك، تحدث عن الصراع الدائر في دارفور، وكيف انه تحدي لكل الأحزاب السودانية والمنظمات والاعلام المستقل ، والشريكين اللذين وقعا اتفاقية السلام الشامل . كما ذكر بالتفصيل مجهودات الحركة الشعبية لحل المشكلة، ومحاولتها لتوحيد المجموعات المسلحة، وتقريب وجهة النظر، واشراك المؤتمر الوطني، وحثه المستمر على حل القضية، باعتبار انها قضية سياسية في المكان الأول، ولا يمكن ان تحل الا حلاً سياسياً، لا يغفل مطالب أهل دارفور، والحركات المسلحة .



    ثم ذكر القائد سلفا ان تنفيذ بعض بنود إتفاقية السلام الشامل، قد تم بالتفاوض مع المؤتمر الوطني، وبعضها لزم المؤتمر الوطني الصمت عنها ولم ينفذها، والاخرى رفض ان ينفذها بل قاومها مقاومة سافرة . وذكر ان هذه المقاومة، لو استمرت، لن تحرف اتفاقية السلام عن وعدها بالسلام والديمقراطية فحسب، بل ستهدد الانتخابات في عام 2010م والاستفتاء في عام 2011م . وذكر ان البديل عن تنفيذ الاتفاقية هو الحرب، وانه كشخص كان مسئولاً عن قيادة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، تحت إمرة القائد العظيم جون قرنقن يعلم اكثر من غيرهن ما تسببه الحرب من مآسين تجعله لا يتمناها للجنوبن ولا لأي اقليم من اقاليم السودان.



    وتحدث القائد عن ما تم في الجنوب بعد الاتفاقية ، وذكر ان من ياخذ معلوماته من الصحف الصادرة في الخرطوم، يظن ان الجنوب عبارة عن حرب بين الدينكا والنوير، وعصابات نهب مسلح في جوبا، وموظفين ينهبون اموال الحكومة ! وذكر انه لا يريد ان يقلل من الصراعات القبلية، ولا من جرائم المدن، ولا من الفساد الذي يبدو هنا وهناك .. ولكنه مع ذلك، يريد ان يرفع تقريراً مختلفاً، يقوم على الحقائق، التي تحجب بقصد عن المواطنين في الخرطوم . فقد وضعت حكومة الجنوب قوانين، واجازت لوائح، وحاربت الفساد دون تردد .. وتم في فترة اربعة سنوات فصل وزيري مالية، بسبب تصرفات لا تناسب مناصبهما. ومع ذلك، لم تجد الصحف في هذا امراً مثيراً لتنشره ، مع انه لم يحدث في أي مكان آخر . كما ذكر ان الحركة الشعبية لم ترث بنية تحتية، أو هياكل قابلة للاصلاح، أو خدمات اجتماعية يمكن الاعتماد عليها . وضرب مثلاً بان الجنوب، الذي يساوي في مساحته كينيا ويوغندا ورواندا، لم يكن به كيلومتر واحد من الطرق معبد . كما ذكر المعدلات الضئيلة في مجال الصحة والتعليم، كمؤشرات حقيقية على التأخر .



    ثم تحدث عن ما قامت به الحركة الشعبية لتحرير السودان ، من اصلاحات في مجال الأمن وبرنامج نزع سلاح المليشيات بالتعاون مع الأمم المتحدة ، وما قابلت الحركة من عراقيل من فئات خارجية وداخلية، اشار فيها الى المنشقين من الحركة، وتجار الحروب، كما اشار الى جيش الرب .. ثم تحدث عن ايمان الحركة الشعبية بحقوق المرأة، وكيف خصصت لها في الدستور الانتقالي لجنوب السودان 25% من المقاعد كإجراء تفضيلي.



    ثم ذكر ان الحركة الشعبية لتحرير السودان، راغبة في الانتخابات، ومستعدة لها .. وناشد المؤتمر الوطني كشريك في الحكومة، ان يساعد بالغاء القوانين التي تعارض الاتفاقية والدستور، حتى يتم التحول الديمقراطي بصورة سهلة . كما انه ذكر الاحصاء السكاني، واعتبره شوكة في خاصرة الانتخابات . وذكر ان الحركة الشعبية لاحظت مفارقات كبيرة في عملية الاحصاء، وتقليل الرقام وتضخيمها من مكان الى آخر، كما انها ترى ان هنالك سوء نيّة في ابعاد السؤال عن الدين والعرق ، وكنتيجة لكل ذلك ، توصلت الى رفض نتيجة الاحصاء، وطالبت باعتبار ما نصت عليه الاتفاقية أو أي معايير اخرى اساساً لتقسيم الدوائر الانتخابية . وذكر انه بدون تعديل الاحصاء والغاء القوانين المقيدة للحريات، فان العملية الانتخابية تصبح في خطر .



    ثم ذكر ان الاستفتاء سيحدد اما الوحدة او الانفصال، وان أي من الخيارين يجب الا يدهش احد، وان يحترم بواسطة الجميع . ولكن طرفي الاتفاقية، كما ذكر، تعهدا بان يعملا على ان تكون الوحدة جاذبة . وذكر انهم في الحركة الشعبية لا يزالون عند ذلك العهد ، وانهم قاتلوا وقتلوا من اجل الدفاع عن الوحدة ، ومع ذلك، فان القرار ليس في يد الحركة، ولا في يد المؤتمر الوطني، انه خيار شعب الجنوب . ولقد أكد القائد انهم في الحركة الشعبية، يعتقدون ان الوحدة هدف نبيل ولكنهم قد طرحوا السؤال: أي وحدة ؟ وذكر ان كثير من المغنون للوحدة، لا يعرفون متطلباتها التي حددتها الاتفاقية والدستور ..وان المؤتمر الوطني، يستطيع ان يجعل الوحدة جاذبة، لو اراد ذلك بأن ينفذ التحول الديمقراطي الكامل ، والوفاء بتوقعات الشعب من السلام، في بناء بنية تحتية مادية واجتماعية، وضمان ان السودان قد تحول من نظام الحزب الواحد، الى ديمقراطية تعددية كما توفرت عليها اتفاقية السلام الشامل . كما ان الوسيلة الوحيدة للعنف الرسمي : القوات المسلحة، تعاد هيكلتها حسب نص المادة 145 من الدستور الانتقالي . لقد أكد القائد سلفا ان تنفيذ اتفاقية السلام هو الذي يجعل الوحدة جاذبة، واثار عدة تساؤلات لتوكيد ذلك منها : (ما هي القيمة المضافة، في وحدة في داخل نظام، يعمل بعيداً عن مبادئ حقوق الانسان، والحكم الصالح ، المعتبرة دولياً ؟ نظام يقبل أي سبب، يخلق بواسطة الكراهية الدينية ، نظام يفرح من الحكم الاقصائي ، نظام يسعى لأن يؤثر على احصاء الجنوبيين، في الجنوب والشمال ، فقط ليقلل من اعدادهم ؟ ).



    ثم ذكر انه حتى لو تم الانفصال، فإن السودانين يجب ان يعيشا في حسن جوار ، وذلك لان الأواصر التاريخية بينهما، لا يمكن محوها بقرار سياسي .. ولهذا فانه يقترح للقطرين ان ان يتفقا على ترتيبات غير عدائية، لإزالة الخوف المتبادل . كما يجب ان يخلقا آليات، لضمان حقوق التوظيف، والتجارة والعمل، وحرية حركة البضائع، والخدمات، لمواطني الدولتين . وأن تتم رعاية الحقوق الدينية والثقافية للسودانيين غير المسلمين، في القطر الشمالي، والسودانيين المسلمين في القطر الجنوبي . وفوق كل ذلك، فإنه يرى ، أن سودان مستقر، أو سودانيين، مستقرين، لابد أن ينشأ كل منهما بحزم على الديمقراطية، وسيادة حكم القانون، ومبدأ ان تعيش وتترك الآخرين يعيشون .



    ولقد قوبل خطاب القائد سلفا كير بالتصفيق والاستحسان، وتجاوب الحاضرون مع ما اثاره من قضايا، كانت مثار جدل داخل اللجان، التي بدأت عملها في اليوم الثالث للمؤتمر . بعد ذلك استمعنا الى خطابات طويلة من رؤساء الاحزاب الكبيرة، وخطابات قصيرة، من رؤساء الاحزاب الصغيرة ، نسلط الضوء على بعضها لاحقاً .
                  

10-12-2009, 07:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    اعلان جوبا.. محاولة نظرة جديدة!!

    تقييم المستخدمين: / 0
    السودانى

    السبت, 10 أكتوبر 2009 09:31
    تقرير: نبيل سليم

    تباينت آراء المشاركين والمداخلين في ندوة "مؤتمر جوبا وآفاق المستقبل بين المرحبين والمتفائلين بمخرجاته وبين آخرين يعتقدون أن المؤتمر لم يأت بجديد وخرج بتوصيات باهتة

    "الوصول لإجماع وطني يتطلب حواراً شفافاً دون إملاءات او شروط، ودون عزل او إقصاء لأحد، قد بدأت هذه العملية للمرة الاولى منذ توقيع إتفاقيات السلام، وعلى رأسها إتفاقية السلام الشامل، فى هذا المؤتمر بجوبا. ومن الضرورى ان يتواصل هذا الحوارالحر الديمقراطى بين كافة القوى الوطنية، ومنظمات المجتع المدنى، والنساء، لأجل ذلك يجدد المؤتمرون الدعوة لحزب المؤتمر الوطنى، وكل من لم يشارك فى هذا العمل الوطنى الكبير، لاسيما وإن بلادنا احوج ماتكون لمثل هذا الحوار فى ظرف بلغت فيه تعقيدات الازمة الوطنية شأواً بعيداً".
    هذه مقتطفات من إعلان جوبا في خاتمة أعماله الذي رعته الحركة الشعبية لتحرير السودان وشاركت فيه معظم القوى السياسية التاريخية والحديثة "زمان ومكان فريدان" للحوار، إلا أن أغلب المشاركين في الندوة التي نظمها منبر الشباب الديمقراطي – وهو أحد المنابر الحوارية التي أنشأها مركز الدراسات السودانية- بعنوان "مؤتمر جوبا وآفاق المستقبل" أن أهم ما خلصت إليه قيادات القوى السياسية التي شاركت في المؤتمر اعترافها بأهمية الحوار لحل الأزمه السودانيه ونبذ العنف.
    مؤتمر مفصلي
    وابتدر الحديث في الندوة الناشط في حقل منظمات المجتمع المدني والمشارك بالمؤتمر د.عبد الرحيم بلال الذي اعتبر أن المؤتمر عقد في مرحلة حرجة ومفصلية تحتاج لوقفة السودانيين. مشيراً إلى أهمية وضع المؤتمر في سياقه التاريخي، رابطاً بينه وبين مؤتمر جوبا الذي عقد في عام 1947م ومؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية الميرغني قرنق باعتبار أن الجهة الداعية له تعد جزءً من النظام الحاكم.
    ونوّه لأهم مخرجات مؤتمر جوبا والمتمثل في دعوة المؤتمرين للتنفيذ الكامل لإتفاقية السلام والتحول الديمقراطي، وأضاف: "مستقبل السودان يكمن في التطبيق الكامل لاتفاقية السلام الشامل".
    نفي للإتهامات
    وكشف أن أكثر ما أدهشه خلال زيارته لجوبا تمثلت في دعوة الجنوبيين للوحدة الذي ظهر من خلال الأغاني التي تغنوا بها وتعبير وجوههم، مبيناً أن اللغة التي كانت سائدة أثناء انعقاد المؤتمر هي اللغة العربية. ونفى الاتهامات الموجه للمؤتمر بإعداد أوراقه قبل انعقاده من خلال مشاركة عدد الكبير من مناديب الأحزاب بأوراقهم خلال عمل اللجان التى كان هو مشاركاً فيها، أو للإنتقادات الموجه للمؤتمر باعتباره محاولة من الحركة الشعبية للضغط على شريكها لتنفيذ اتفاق السلام الشامل وتكوين تحالف من القوى السياسية، مضيفاً أن الحديث عن الانتخابات لم يرد نهائياً في أعمال المؤتمر إلا في كلمة رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) هالة عبد الحليم التي دعت المؤتمرين لترشيح رئيس الحركة الشعبية الفريق أول سلفاكير ميارديت كمرشح مشترك للقوى السياسية في انتخابات رئاسة الجمهورية.
    أمر غير متوقع
    ونوه إلى أن المحاكمة التي تمت لقيادات الأحزاب السياسيه الشمالية خلال ندوة سياسية نظمت بالمجلس التشريعي لجنوب السودان من قبل بعض المثقفين الجنوبيين، وتحميلهم مسؤولية الأوضاع الحالية بالبلاد لم يكن أمراً متوقعاً، وهذا ما جعل الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم للقول:"نحن لم نأت لكي نحاسب بعضنا البعض"، ويضيف بلال أن تلك القيادات تقبلت النقد التاريخي الذي وجه لها بصدر رحب. ونوّه للتركيز الذي حظيت به قضية دارفور خلال المؤتمر والتي حظيت بنقاشات ومداولات أكثر من اتفاقية السلام الشامل، واستدل بذلك حينما تناولها إعلان جوبا في (32) سطراً مقابل (25) سطراً لاتفاقية السلام، وعزا التأجيل الذي صاحب انعقاد المؤتمر بسبب الاضطرابات الأمنية، وليس لاختلاف المؤتمرين.
    توصيات باهتة
    لكن الكاتب الصحفي د. يس حسن بشير كانت لديه وجهة نظر مغايرة لبلال خلال حديثه بالندوة، حيث اعتبر مشاركة الحركة الشعبية التي تعد أحد أذرع الحكم بالبلاد قد أربك المؤتمر وأدى لصرف النظر عن قضايا مهمة كالتنسيق حول قضايا السودان ومواجهة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة، معتبراً الأزمة الأساسية هي وجود المؤتمر الوطني على سدة الحكم وقال: "للأسف الشديد لم يطرح المؤتمرون هذه القضايا، التي تعتبر أساس الأزمة السودانية".
    ووصف توصيات المؤتمر بأنها "باهتة وحاولت عدم إغضاب المؤتمر الوطني، وهو ما يظهر في تكرار المؤتمرين الدعوة للإجماع الوطني"، معتبراً أن شعار الإجماع الوطني الذي طرحه المؤتمر هو شعار لا وجود له على الواقع باعتبار ان الاختلاف هو الذى يقود الى الاتفاق حول مصالح الوطن، وقال إن مطالبة المؤتمر بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل تم دون تحديد الجهة المطلوب منها تنفيذها أو الكيفية التي ستتم بها.
    وذكر أن المؤتمرين حددوا سقفاً زمنياً لتعديل القوانين عبر تدابير سريعة في موعد أقصاه الثلاثين من نوفمبر القادم وأضاف:"كان من المفترض المطالبة بإزالة هذه القوانين وليس تعديلها"، وتساءل عن الجهة المقدم لها تلك الشروط، مشيراً لأهمية أن تكون رؤى تلك القوى السياسية واضحة "وضوح الشمس" حسب قوله.
    ليس إضافة
    وعاب على المؤتمرين عدم طرحهم لمسئولية السياسة الخارجية للسودان باعتبارها مجمدة كاشفاً عن إدارتها من القصر الجمهوري، معتبراً عملية المصالحة الوطنية لا تتم بشكل ميكانيكي وإنما عبر معالجة القضايا العالقة وإحداث تنميه حقيقية يشعر بها المواطن الجنوبى البسيط وأردف:" هذا ما فقدناه فى السنوات الأربع الماضية من عمر الفترة الانتقالية"، وبيّن أن طرح هذه القضايا فى مثل هذه الأجواء المشحونة لا يساهم في عملية المصالحة.
    واعتبر بشير ان المؤتمر لا يمثل ايما اضافه فى مستقبل السودان، مؤكداً أن الوضع سيكون كما هو عليه الآن، نظراً لكمون المشكلة السودانية في ضعف الإرادة والقدرة على العمل.
    وطالب الأحزاب بالرجوع لقواعدها لأن المواطن فى درجه عاليه من الإحباط ومغيب تماماً عن القضايا التى تم طرحها الآن ولا يعرفون عنها شيئًا،معتبراً أن الأحزاب في عصرها "أي جيل البطولات التى حققت أكتوبر" كان بسبب ارتباطها بالمواطن، وأردف:"المواطن اليوم إذا سألته عن مؤتمر جوبا سيجيب عليك بالضحك" مرجعاً ذلك لعدم طرح قيادات الأحزاب قضاياهم فى مثل هذه المؤتمرات، وطالب الأحزاب بالتحلي بالقدرة على المواجهة حتى تتمكن من إحداث نوع من التغيير ومواجهة قضاياهم وبعد ذلك يكون لهم المقدرة لمواجهة المؤتمر الوطنى.
    نقاش ساخن
    وشهدت الندوة نقاشاً ساخناً بين الحضور، واختلف عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني تاج السر عثمان مع الأطروحات التي قدمها د. يس حسن بشير، مبيناً أنه بمثابة بداية لمشوار طويل لحل مشاكل السودان، لكنه أوضح أن ما يعاب على المؤتمر عدم طرحه لتقييم نقدي وهو ما يوجب علينا أن نجيب على التساؤل "كيف وصلنا لهذه المرحلة ولماذا فشل الشريكان في إدارة البلاد طوال الفترة الماضية".
    وشبه عضو حزب التحرير المؤتمر بالاجتماع الذى قادته قريش لقتل سيدنا محمد (ص)، مبيناً أن مؤتمر جوبا محاوله لترسيخ الانفصال، وقال الدور الايجابى فيه:"هو تحويلنا من الظلام الدامس الذى نعيش فيه الى الدرك الأسفل،بتبني الانفصال نظراً لتكريس المؤتمر لإنفصال السودان". وحينما طالب ضباط الندوة منه الاكتفاء بحديثه نظراً لتجاوزه للزمن المخصص لكل متحدث والبالغ قدرها دقيقتين لكثرة الحضور من قيادات الأحزاب الشبابية والناشطين في العمل المدني والإعلاميين، فبادر عضو حزب التحرير باتهام القائمين على أمرها بضيق صدرهم لعدم إعطائه فرصة كافية لتقديم رأيه حول المؤتمر.
    مخرجات المؤتمر
    وكان المؤتمر قد اشترط لخوضه للإنتخابات بإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وحل أزمة في دارفور وهدد بمقاطعة الانتخابات العامة في حال عدم توفر تلك الشروط.وحول معالجة الأزمة في دارفور طالب المؤتمر بتمثيل أهل دارفور في السلطة حسب نسبة ثقلهم السكاني ودفع التعويضات الفردية ومساءلة مرتكبي الجرائم في دارفور أمام قضاء عادل ومستقل ونزع سلاح المليشيات والوقف الفوري لإطلاق النيران ودعوة المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان الإقليم، كما شملت عدداً من الموجهات المتصلة بالوحدة والمصالحة الوطنية والسلام والأوضاع الاقتصادية، كما بحث المؤتمرون آلية تنفيذ القرارات الصادرة عنه، وكرر مقرر المؤتمر الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم أمس الأول التصريحات التي ذكرها في جوبا خلال انعقاد فعاليات المؤتمر بتأكيده على "تمتع المؤتمرين بالقوة والإرادة لتنفيذ توصيات المؤتمر"، كاشفاً عن عقد اجتماع لسكرتارية المؤتمر تمهيداً لتحديد ميقات ومكان الاحتفال الذي سيتم تنظيمه خلال الأسبوع الجاري للتوقيع على مقررات وإعلان جوبا، بعد فوز المقترح الخاص بالتوقيع على الإعلان والتوصيات في الجلسة الختامية للمؤتمر.
    ويرى بعض المراقبين أن شروط البيان الختامي المستند على المقاطعة الجماعية، ستنسف أهم بنود اتفاقية السلام وهو إجراء الانتخابات في مطلع العام المقبل، ومن ثم إجراء الاستفتاء بحلول عام 2011م، ووصف رئيس لجنة السلام والمصالحه الوطنية بالمجلس الوطني والقيادي بالحزب الاتحادي الأصل د.على السيد - فى تصريحات صحفيه منتصف الاسبوع الماضي- أن الاحاديث المنسوبة للمؤتمر الوطني عن الديمقراطيه عارية من الصحه ويريد فقط تمرير مشروعات قوانينه دون الالتفات للكتل البرلمانيه الاخرى، متوقعاً أن يجيز البرلمان خلال الدورة الحالية والاخيرة قانون الأمن الوطنى وقانون الاستفتاء موضحاً انها دورة قصيره "لتزامنها مع عيد الأضحى" في ما سيتجاهل البرلمان بقية القوانين، نكاية بالقوى السياسيه التى اشترطت فى مؤتمر جوبا تعديل تلك القوانين فى موعد أقصاه نهاية نوفمبر المقبل.

                  

10-12-2009, 03:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    تحدث القائد سلفا عن غسل الارواح، واخلاء الصدور، مما علق بها ، ومن اجل ان يتم ذلك لا بد من الاعتراف بالخطأ ثم طلب المغفرة . وذكر في هذا الصدد ان الحركة الشعبية قد اخطأت، وقامت بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، اثناء الصراع . ولكنها مستعدة لحمل صليبها على ظهرها، من اجل الغفران .. وتقويم سجلها من اجل ابراء الجراحات النفسية والجسدية . وذكر ان الحركة الشعبية بدأت هذه العملية، حين انتهز القائد العظيم جون قرنق دمبيور ، فرصة مؤتمر الزعماء في نيوسايت، ليعتذر للزعماء والمواطنين، عن أي خطأ ارتكبه جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان، اثناء حرب التحرير ،وطلب منهم الغفران .



    ثم ذكر انه استعاد هذا التاريخ ، ليؤكد ثلاثة مسائل، يعتبرها جوهرية هي :



    1- اصرار الحركة الشعبية لتحرير السودان لجعل اتفاقية السلام الشامل، أداة لتحول كل السودان، سياسياً، ودستورياً، وثقافياً، واقتصادياً .



    2-، تأكيد التزام الحركة الشعبية ببناء إجماع حول المسائل الوطنية . لانه لا الحركة الشعبية، ولا المؤتمر الوطني، يستطيع ان يقرر وحده، مستقبل السودان ، ولا ينبغي ان يترك له ذلك .



    3- ترى الحركة الشعبية لتحرير السودان، ان اتفاقية السلام الشامل، هي الفرصة الوحيدة، التي يملكها السودان ليحقق السلام والاستقرار.



    كما ذكر ان بعض المراقبين، حين رأوا عدم تنفيذ اتفاقية السلام، ظنوا ان الحركة الشعبية تخلت عن الاصرار على تطبيقها، واكتفت بما حققت، وانزوت في مخبأ مريح . وأكد خطأ هذا التصور، وكيف ان الحركة الشعبية، قاومت بكل ما تملك من آليات، متاحة لها وفق الاتفاقية نفسها، في مواجهة تلكؤ شريكها المؤتمر الوطني، الذي لم يكن راغباً في تنفيذ بنود الاتفاقية .. وكيف ان الحركة عبرت عن احتجاجها، بان انسحبت من حكومة الوحدة الوطنية في اكتوبر عام 2007م ، مع ان القضايا التي طالبت المؤتمر الوطني بتنفيذها، لم تكن في معظمها متعلقة بالجنوب ، وانما كانت ذات طابع وطني عام ، ذكر منها الغاء القوانين المتعارضة مع الدستور، والمصالحة الوطنية ، واستقلال القضاء ، والممارسات غير الدستورية للاجهزة المناط بها تنفيذ القانون .
                  

10-15-2009, 09:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نجاح مؤتمر جوبا بعزم و ارادة السودانيين ...وباخطاء سياسية واعلام المؤتمر الوطنى الموجه (Re: الكيك)

    زعماء القوى السياسية يوقعون على «إعلان جوبا»
    ويدعون «الوطني» إلى اللحاق بالاعلان

    الخرطوم: جعفر السبكي

    وقع قادة «28» من القوى السياسية المشاركة في مؤتمر جوبا امس على "اعلان جوبا للحوار والاجماع الوطني،" وجددوا الدعوة للمؤتمر الوطني بالانضمام الى الاعلان للوصول الى اجماع وطني عريض لاخراج السودان من ازماته وتحقيق السلام.
    وشارك في التوقيع على الاعلان امس،بقاعة الصداقة،كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي،وسكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد،ورئيس حزب الامة الصادق المهدي،ورئيس حزب الامة - الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي،ونائب رئيس "الحركة الشعبية" الدكتور رياك مشار،كما اعتمد توقيع نائب رئيس الحزب الاتحادي علي محمود حسنين الذي مهره بجوبا نسبة لسفره خارج البلاد.
    وقال الصادق المهدي عقب مراسم التوقيع ان هناك تحديات كثيرة تواجه البلاد تتمثل في دارفور، الانتخابات، وتحقيق المصير،ورأى انه لاحل الا بالاجماع الوطني، مناشدا الاحزاب التي لم تشارك بالاسراع بالانضمام .
    وأكد المهدي ان زمن الحلول الفردية والثنائية فات ولم يبق الا الحل القومي باعتبار ان اعلان جوبا اوسع اجماع وطني واجماع للقادة السياسية السودانية، واضاف «لاول مرة البوابة الجنوبية تكون مدخلا للحل القومي بجهد سوداني 100%».
    من جانبه، دعا رياك مشار، المؤتمر الوطني الى الانضمام للاعلان لتحقيق اجماع وطني جامع يضع اسس لبناء سودان جديد، ورفع المظالم وتحقيق الوحدة الطوعية، وجعل خيار الوحدة جاذبا.
    واكد ان "الحركة الشعبية"على استعداد للعمل مع كل القوى السياسية لتحقيق وتنفيذ توصيات جوبا، وقال : نناشد الاحزاب التي لم تشارك ونخص المؤتمر الوطني شريكنا في اتفاق السلام بالانضمام وتوسيع الحوار؛ لأن الحركة اعتمدت اسلوب الحوار كوسيلة لتحقيق الاجماع،ووصف التوقيع على الإعلان بأنه يوم تاريخي ومهم .

    الصحافة


    15/10/2009
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de