|
|
 حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن .
|
جنوب السودان كان ولا يزال يشكل (بُعداً) إستراتيجياً لدولة مصر، فعلى تعاقب الحقب والأزمنة السياسية لم ترفع مصر عينها قط عن جنوب السودان ولا حتى فى حالات الأزمات والقطيعة السياسية بينها وبين السودان (على ندرتها)، فالتدفق الذى شهدته مصر للأعداد المهولة للآجئين من جنوب السودان فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن المنصرم كان نتاج سياسة إبتدرتها مصر منذ زمنٍ بعيد، منذ رقصة صلاح سالم عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، ومسؤول ملف السودان الشهيرة تلك وإرتدائه المثير للضحك للزى الوطنى لقبائل جنوب السودان. وجنوب السودان، أو جنوب الوادى بأسره يشكل (عمقاً) أمنياً وإقتصادياً، فمصر هبة النيل كما قال المؤرخ هيرودتس، والنيل شريان حياة وسبب بقاء دولة مصر، لأن بماء النيل وحده يدور دولاب الحياة فى مصر، وإن كان إعتماد مصر على النيل فى الزراعة وحدها فيما مضى إلآ أنه صار أكبر مصدرٍ للطاقة التى تضئ وتدير مصانع ومعامل مصر، بل وكل عجلات الإنتاج فيها وذلك من بعد إنشاء الإتحاد السوفييتى لمشروع السد العالى العملاق فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر. والنيل يأتى لمصر عبر أقرب جارٍ لها وهو السودان، والسودان عاش ويعيش عدم إستقرار سياسى قد ينسف ويفتت حدود الدولة التى عرفها العالم بذلك الإسم، ففى أعقاب إندلاع الحرب الأهلية الثانية فى العام 1983 وما أعقبها من سنوات الإقتتال الطويلة والتغيرات السياسية المتعاقبة على نظام الحكم فى السودان، ثم التداعيات التى قادت إلى توقيع إتفاقية السلام الشاملة وما تمخض عنها من ظروف سياسية غاية فى الهشاشة والتباين والإختلاف وبالتالى أكثر خطورة على ترجيح كفة خيار(الوحدة الجاذبة) بين شريكى الحكم الحاليين، والذين شئنا أم أبينا باتا يمثلان (أقلّه سياسياً) الشطرى الشمالى والجنوبى للسودان، فى ظل كل هذه الظروف بدا جلياً أن إحتمال إنقسام الدولة القارة إلى دولتين بات أكثر السبناريوهات إحتمالاً وقرباً للحدوث، ومصر لا ولن تترك للظروف أن تقرر ما سيكون عليه واقع الحال أو الأمر فى الباحة الجنوبية لحدودها، إذ أن على مصر لا مجرد إستباق وإستقراء واقع الحال، بل عليها أن تصنع تلك المسارات التى ستقرر لاحقاً مآلات الحال وما تتمخض عنه الأمور إن لزم الأمر حتى لا تؤخذ على حين غرّة، ولا تُخدع مرةً أخرى (كما حدث فى إنقلاب يونيو 89) .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
كان لنظام النميرى علاقة فريدة ومتميزة بالنظام المصرى (عبدالناصر/السادات/مبارك)، فقد شاءت الظروف أن يعاصر النميرى الثلاث رئاسات التى تعاقبت على حكم مصر فى الفترة من 1969 من بعد نجاح إنقلابه ، وحتى العام 1985 عام الإنتفاضة الشعبية التى أطاحت به. ثلاثة رؤساء تعاقبوا على حكم مصر خلال فترة الستة عشر عاماً من حكم نميرى للسودان لكن واقع الحال يقول أن (النظام) بها ظل واحداً، على الأقل فيما يخص نظرة مصر، وسياسة مصر تجاه جارته الجنوبية، فمصر لم تخفى يوماً إعتبار تبعية السودان لها امراً واقعاً، بل وما زالت مصر المثقفين والتكنوقراط حتى تردد حتى الان، وفى ببغائية غبية وغريبة لقب (ملك مصر والسودان) فى إشارةٍ غير بريئة لفترة ما من تاريخنا لم نجد لها نحن من تسميةٍ افضل من مسمى (فترة الإستعمار)!!!!! حادثتان راسختان فى ذهنى تؤكدان تلك النظرة الغريبة، والتى تعتبرنا مجرد (كورس) فى فرقة الإنشاد المصرى، الأولى ما حدث من قطيعة بين مصر والسودان فى أعقاب توقيع إتفاق كامب ديفيد وخروج مصر من الصف العربى وقتها بخطوتها تلك، فحين إنضم النميرى لركب (العروبة) حينها ما كان من السادات إلآ أن فتح علينا جحيم بذاءاته وتطاوله، وفى خطبه الرسمية حتى، إذ قال "تؤولى السودان.... دول عندهم الرغيف زى ديل الكلب" !!!!!
الحادثة الثانية كانت فى أعقاب غزو العراق لدولة الكويت و وقوف النظام السودانى موقفاً (مشاتراً) من مواقف الدول العربية الأخرى، فقد قال مبارك فى أحد خطاباته أيضاً ما معناه، إن كانت حجة صدام فى غزو الكويت منبنية على أحقية العراق التاريخية فى المنطقة، فإن "لمصر حقوق تاريخية فى أماكن أخرى" و لا تخفى الإشارة فى حديثه هنا إلى تبعية دولة السودان امصر و (أحقيّة) مصر التاريخية فى السودان!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
برغم تميز العلاقة بين نظام النميرى والنظام المصرى، إلآ أن ذلك لم يمنع مصر من الإنفتاح والتوغل جنوباً أكثر من (حدود) سلطة وسطوة النظام السودانى، فالأجواء التى أعقبت توقيع إتفاقية اديس ابابا التى أنهت الحرب بين الشمال والجنوب وإنخراط الساسة من جنوب السودان فى ظل نظام مايو وفق الترتيب السياسى الذى تم الإتفاق عليه وإنشاء ما يشبه نظام الحكم الذاتى الإقليمى للجنوب، لم يمنع كل ذلك مصر من محاولة إقامة (علاقة) خاصة ومنفصلة بينها وبين جنوب السودان، ولو بصورة مستترة حتى وذلك فى شكل منح دراسية وتبادل أكاديمى وفنى، فالعدد المهول للطلبة من جنوب السودان فى الجامعات والمعاهد المصرية وبرغم وجود ما يعرف بالعلاقات الثقافية وقتها، والتى كانت تنظم حركة قبول الطلآب السودانيين المستوعبين فى الجامعات المصرية يؤكد أن عين مصر لم تغفل ولو للحظة واحدة عن جنوب السودان، بل لم تغفل لحظة واحدة عن فرضية وإحتمال قيام دولة جنوب السودان ،إذن فمن الأجدى أن تعلّم مصر وتدرّب مصر وتصنع مصر قادة الدولة الجنوبية المرتقبة على يديها، ليس حباً فيهم، بل حباً فى مصلحة ومستقبل مصر التى لا مخرج لها من كل أزماتها إلآ بالتوغل جنوباً بإتجاه المصادر البكر، والأراضى الشاسعة التى ستقوم بإستيعاب ما ضاقت أرضها بهم، وما ستعجز عن حتى مجرد سدّ رمقهم لو بقى الحال على ما هو عليه الان، ولأن مصر موقنةٌ أن السودان (دار أبوها) ، إذن فلا اقل من أن (تشيل ليها شيلة) من الخراب القادم إلينا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
التصاعد فى وتيرة الحرب الأهلية وتوسيع رقعتها وإمتدادها إلى مناطق جديدة من أقاليم السودان المختلفة كان له أثره المباشر فى إزدياد أعداد النازحين واللآجئين، فشهدت القاهرة تدفقاً غير مسبوقاً لأعداد اللآجئين شكل لاجئى جنوب السودان قرابة ال 70% من مجمل عددهم . عوامل كثيرة جعلت من مصر الخيار الأفضل فى رحلة اللجوء ومسلسله، فالقرب الجغرافى لها زائداً عامل وحدة اللغة وسهولة الوصول إليها وقلة تكاليف ذلك الوصول هذا بجانب رخص الحياة فيها مقارنةً بالدول التى كانت متاحة وقتها مثل كينيا وأوغندا وأريتريا واثيوبيا بالإضافة للإستقرار الأمنى الذى تتمتع به مصر، أما العامل الأكبر فهو وجود أكبر مكتب لمفوضية شؤون اللآجئين بالشرق الأوسط وأفريقيا بها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
لم تتوقف أعداد اللآجئين عن التدفق بإتجاه مصر، فسوء الأحوال فى السودان عموماً جعل من خيار السفر فرصةً ذهبية للكثيرين من الشباب وحتى الذين فى منتصف العمر منهم، فالأزمات الإقتصادية كانت المحرك الأكبر للآجئين القادمين من المدن . فتح مصر أبوابها للقادمين من السودان خصوصاً من بعد مغامرة محاولة إغتيال حسنى مبارك فى أديس أبابا جعلها تبدو وكأنها وطناً بديلاً مؤقتاً للآجئين والهاربين من جحيم الإنقاذ، كل هذا بجانب السياسة الدولية وقتها تجاه اللآجئين عموماً وأعنى به الإستعداد الذى أبدته دول العالم الأول لقبولهم وفقاً لأجندتها الخاصة والتى تنظر لهم بإعتبارهم عمالة رخيصة قد تساهم فى سد الكثير من فرص المهن الهامشية، والتى باتت شاغرة من بعد إحجام العمالة المحلية عن الإلتحاق بها لكن التغير فى المسار الإقتصادى العالمى وبدايات نذر الأزمة المالية التى تجلت نهاياتها فى العام الفائت قادت إلى تغيير سياسات تلك الدول تجاه الوافدين إليها. الأزمات المالية التى مرت بها الأمم المتحدة نفسها كهيئة كان لها اثرها ايضا فى تقليص الدور الذى كانت تلعبه فى تقديم الخدمات للذين هم فى دائرة إختصاصها، وغير ببعيد تصريحات الأمين العام وقتها كوفى أنان عن أن الكثير من الدول قد تقاعست عن تسديد مستحقاتها للهيئة هذا بجانب شبهة الفساد المالى التى حامت حول الهيئة نفسها وفى ظل كل هذه الظروف بدأت مباحثات السلام بين حكومة السودان والحركة الشعبية فتلقفتها الأمم المتحدة ذريعةً لتعليق معالجة ملفات كل اللآجئين السودانيين بحجة الإنتظار لمعرفة ما تتمخض عنه المباحثات لكن المباحثات طالت وطال معها إنتظار اللآجئين فى ظل ظروف قاسية لا يمكن إحتمالها، فكان الإعتصام الشهير، وكان الفضّ الدموى له، ثم لم تعرف أماكن تجمعات اللآجئين فى أنحاء القاهرة المختلفة الراحة ولا الأمان وكثر الحديث والبلاغات عن حالات التعدى والهجوم الذى تمارسه بعض الجماعات من الشباب السودانى فى بعض المناطق بعينها، والتى يستهدفون فيها اللآجئين من جنسيات افريقية مختلفة كالروانديين والبورنديين والأريتريين وغيرهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
فى منتصف يونيو من العام 2006، أى بعد حوالى الستة أشهر من الفض القسرى والدموى للإعتصام قامت مفوضية شؤون اللآجئين فى مصر بدعوة بعض منظمات المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية العاملة فى نطاق اللآجئين وذلك لمناقشة تفشى ظاهرة العنف الموجه ضد بعض اللآجئين من جنسيات أفريقية مختلفة من قبل بعض شباب اللاجئين السودانيين.قالت المفوضية أن ما لفت نظرها للأمر هو تزايد(البلاغات) التى صارت ترد إليها من ضحايا تعرضوا للإعتداء عليهم وسلبهم بعض مقتنياتهم كأجهزة المحمول والنظارات والقبعات وربما بعض المال. فى البداية إنحصرت البلاغات فى منطقة العباسية جوار أو حول محطة مترو الدمرداش ومنطقة غمرة، ثم توالت البلاغات من مناطق عدة مختلفة فى أنحاء القاهرة، والتى تشهد تجمعاً للاجئى السودان مثل الحى العاشر ومنطقة عين شمس وحدائق المعادى ومصر الجديدة.
دعت منظمة أميرا قيادات المجتمع المدنى للآجئين و رؤساء الروابط وبعض السلاطين لمناقشة الظاهرة. كان الإجتماع برئاسة بروفيسور باربارا هيريل بوند القيّمة على أمر المنظمة والأستاذ المتميز الزائر بالجامعة الأميريكية وفى ذلك الإجتماع إنطلق البحث الذى إبتدره قسم دراسات اللجوء والهجرة القسرية بالجامعة الأميريكية لرصد ودراسة الظاهرة والبحث عن حلول ومعالجات لها فى أثناء ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: omar alhag)
|
تحياتي أخ عبد الله
المتعقب لمجريات الأحداث يدرك للوهلة الأولى مدى إهتمام النظام المصري بالسودان ، مصر تعاني من ضغوط داخلية متمثلة في إنفجار سكاني تصاحبه كمية من العطالة الإرادية
واللا إرادية منها لم يفلح سيل الهجرة في الحد منها ، لذلك اتجهت الأنظار نحو الجنوب باعتباره المخرج من تلك الأزمة .
بأي حال من الأحوال لا نستطيع لوم الذين لاذوا بمصر كمعبر إلى الغرب فالوضع في السودان كان وما زال يجبر على أكثر من ذلك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: بكري اسماعيل)
|
العزيز بكرى.
تبادل العلاقات والمصالح هو ديدن البشرية، وما تاريخ
الحضارة الإنسانية إلآ خير دليل على ذلك التبادل و(التوريث)
الإرادى فيما بين مختلف الفئات والأنواع والأنماط البشرية المختلفة
لكن قطعاً هناك اسس ومعايير تحدد سريان وتطبيق ذلك التبادل المصلحى
أولها الإعتراف، وإستخدام تلك الكلمات والنهج السحرى فى طلب ذلك
التبادل المصلحى، يعنى بعيداً عن(الفهلوة) السياسية و(غش الغشيم).
لا أظن أن هناك من يختلف معنا على ذلك. على مصر أن (تقلل) من كم الشطارة
الذى تمارسه على جنوب الوادى، وأن تنظر لنا لا بإعتبارنا (عمقاً) لأشيائها
حتى من قبل أن نكون عمقاً وأصلاً لأشياءنا نحن.
دمت يا بكرى و ممتن للمرور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
استاذ عبدالله
مقدمة لابد منها...
تعرف
الكتابة والافادات والملاحظات اثناء التواجد بمصر قد توحي بان تكون (تجرية حياة لكل من عاش فى تلك السنوات) علي قرار البرنامج الشهير والعلاقة بين مصر والسودان او نكون اكثر تحديدا بين السودانين او المصريين في كثير من الاحيان يغلب عليها طابع ( الندية) وفي احيان كثيرة تجد ان الموقف المصري (مسمرا) افكاره فى حقب زمنية خلالها مر السودان بتجارب سياسية كثيرة خلقت ( اجيالا) جديدة تفكر وتقراء الاحداث بمنأي عن الجيل القديم. وحينا اخر تغلب عليه نظرة الاستهتار والتعالي وخصوصا في فترة حقبة الانقاذ واندلاع الحروب الاهلية في السودان.
منذ التسعنيات شهدت هجرة سودانية مكثفة نحو مصر وهجرة لم تكن في ظروف عادية بل كانومكرهين علي الخروج والحديث هنا لاينفك عنما ذهبت اليه قبلا ( حالـة اللـجوء .... إلتبـاس المصطلـح والمصالــح ..
يتسع ويضيق الفارق المعرفي في اوساط المجتع المصري ( حكوميين ؛ مثقفيين ، معارضين ، عامة المصريين) عن السودان ثقافيا وسياسيا وجغرافيا اما تاريخيا فهو (اس المشاكل).
البشاوات والبكاوات تركوا ارثا من (الذل) علي الطبقات الفقيرة والمستضعفة فى مصر لم يسلم منها(سمر البشرة) علي امتداد وادي النيل وظل ذلك الارث يسلم من جيل الي جيل وصولا الي الطبقة الارستقراطية الحالية والذى القي بظلاله علينا كسودانين(اللاجئن والباحثين عن لقمة عيش) بمصر وبالنظر الي حالات العنف ضد السودانيات /ن العاملات/ن كمربيات او (اوشين) او (مبيت) بجمعيات (حقوقية مصرية) تبرعت بتقديم الدعم و المساعدات القانونية( بدوافع مختلفة) او الشكاوى المكدسة لدي السكرتارية الاجتماعية بمكتب الحركةالشعبية لتحرير السودان (مع ملاحظة ان ذات الطبقة تمارس عنفها مع المستضعفين والفقراء من ابناء الشعب المصري).
سألتني ذات مرة الاستاذة اماني الطويل ( انتو ليه دايما بتششكوا فى كلامنا وبتفسر عل انو نظراية مؤامرة.
السياسية السودانية( المعارضة / الانقاذ) ساهمت في رسم اغلب ملامح التعامل مع السودانين المتواجدين فى مصر سوى كانوامن الملاحقين سياسيااو بسب الحرب والتمييزاو الراغبين الي الهجرة ابان عهد الانقاذ لدى الحكومة المصرية.
عنوان كبير او مقدمة قد تشرح و (تشرخ) في ان واحد ، التجمع ذهب الي مصر حاملا معه (بذرة شقاقه) وكل الخلافات السودانية السودانية وضعت علي طاولة الحكومة المصرية وكم من اللغاز والمشاكل (مستعصية الحل) وتحت لواء التجمع اتسعت دائرة الهجرة الي مصر.
المهاجرين الي مصر ابان عهد الانقاذ.
طبقات مختلفة تتفاوات معها درجات الوعي والاستنارة الفكرية.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: omar alhag)
|
العزيز عمر، التحايا السامقات.
Quote: العلاقة بين مصر والسودان او نكون اكثر تحديدا بين السودانين او المصريين في كثير من الاحيان يغلب عليها طابع ( الندية) وفي احيان كثيرة تجد ان الموقف المصري (مسمرا) افكاره فى حقب زمنية خلالها مر السودان بتجارب سياسية كثيرة خلقت ( اجيالا) جديدة تفكر وتقراء الاحداث بمنأي عن الجيل القديم. وحينا اخر تغلب عليه نظرة الاستهتار والتعالي وخصوصا في فترة حقبة الانقاذ واندلاع الحروب الاهلية في السودان.
|
لا زالت مصر تحاكمنا بالتاريخ الحديث، لكنها تأبى أن تحتكم إلى نفس ذلك التاريخ، والذى يقول فى مجمله أن أغلب شعوب العالم قد مرّت من بوابة مصر المشرعة لكل الغزاة المحتملين والحالمين، فمن الهكسوس فى التاريخ السحيق، إلى الأمريكان فى الوقت الراهن، وما بينهما من نوبة/عرب/ رومان/ مماليك/فرنسيين وشركس وأرنأووط وألبان الدولة العثمانية، لم يسلم (الظهر) المصرى من إمتطاء الغرباء، وحتى فى تاريخها الحديث، ومن بعد ثورة يوليو التى أجرت الكثير من الإصلاحات فى الكثير من القوانين التى كانت سائدة قبلها، إلآ أن هيكلية وبنية الدولة الإقطاعية لا زالت قائمة إلى يومنا هذا فى الكثير من قرى ونجوع مصر، بل وحتى فى قلب العاصمة نفسها، الشئ الذى يتجلّى واضحاً فى السيكلوجية المصرية التى لا تستطيع أن ترى فى الاخر إمّا أعلى، أو أدنى لكنها لا تفهم مطلقاً معنى(النديّة) وسواسية الوجود البشرى. "الغريب يا صديقى أن أصحاب مصر الحقيقيون هم من يعيشون حالة من الإقصاء والتهميش و(الدونية)، وأعنى بهم النوبة والقبط" !!!!!
Quote: سألتني ذات مرة الاستاذة اماني الطويل ( انتو ليه دايما بتششكوا فى كلامنا وبتفسر عل انو نظراية مؤامرة.
|
أتخيل أن الدكتورة أمانى الطويل تعلم تماماً الإجابة على مثل هذا السؤال، والتى توجد فى(بطن) وقلب المصريين لا السودانيين. فحالة (التلمّظ) التى تبديها مصر وسياسة عدم بذل الجهد فى (غش الغشيم)، والإرث التاريخى السياسى لا يجعلنا إلآ أن ننظر لأشياء مصر بعين الريبة والحذر، فما تم فى ثورة 1924 يستحق التوقف عنده والتفكّر حوله طويلاً وكثيراً.
أنتظر عودتك يا عمر لنحكى عن من أين، ومن أى معطفٍ خرجت جماعتا Lost Boys و Outlaws، والذين أشرت لهما بالمارقين، والصبية الضائعين.
شكراً عمر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
تحت إشراف بروفيسور باربارا هاريل بوند تكون الفريق الذى سيقود البحث برئاسة الباحث جاكوب روثنق من النرويج، ومساعد الباحث أكرم عثمان عبده من السودان، ومساعد الباحث عبدالله شمس الدين من السودان أيضاً، ومساعد الباحث ريدا من فلسطين، هذا بجانب الكثير من المتطوعين من طلآب الجامعة الأميريكية(ستايسى/مارتن رو/ثيمبا) والكثيرين من متدربى منظمة أميرا. كانت مهمة البحث كما اسلفت تنحصر فى دراسة أبعاد الظاهرة وتحليلها ومن ثمّ إيجاد وإستنباط وسائل لمعالجتها متبعين فى ذلك المنهج العلمى، ومستعينين بالكثير من الأدبيات والبحوث السابقة والدراسات التى تناقش ظاهرة العصابات أو الجماعات داخل المجتمعات المدينية ومجتمعات المهاجرين واللآجئين وجيتو المناطق الفقيرة فى أطراف المدن. إستند منهج البحث على تبنى فكرة الكرة المتدحرجة، والتى تحدث الكثير من الأثر فى عملية إنزلاقها وتنقلها فى إطار النطاق المحدد لها وهو أماكن وتجمعات هؤلاء الشباب فى حالتنا هذه. لم يكن أفراد الفريق بالغرباء عن نطاق العمل وسط المنظمات العاملة فى مجال خدمة اللآجئين والمهاجرين لذا لم تكن طبيعة العمل بالغريبة عليهم لكن المعضلة تمثّلت فى إيجاد مدخلٍ يقود إلى تلك الجماعات لذا فقد إنحصرت الفترة الأولى للبحث فى عملية رصد وجمع المعلومات من المصادر ذات الصلة أو القرب من افراد هذه الجماعات، وتلك كانت من أصعب المراحل وأخطرها فى آنٍ، فالتواجد فى أماكن تلك المجموعات، وفى الأوقات التى فيها يتحركون، والتى ستوفر لنا فرصة لقائهم قد تكون مخاطرة ومجاذفة كبرى، خصوصاً من بعد أن رسم لنا كل من إلتقيناه صورة مخيفة ومرعبة عنهم، وبأنهم مجرمون متعطشون لسفك الدماء والضرب والطعن و و و و. وحدث الذى أملناه إذ قيض الله لنا مدخلاً إليهم، وتم اللقاء الأول بيننا وبينهم. لم أصدق أن هؤلاء الصبية الوديعين المؤدبين والمهذبين هم من يروّعون الناس ويقضّون مضاجعهم بحوادث إعتداءاتهم المتكررة ، كانوا شباباً عاديين كثيراً ما تراهم فى تنقلك فى أنحاء القاهرة أو فى أى مدينةٍ أخرى، أو حتى فى تصفّحك للمجلات، أو مشاهدتك للأفلام الأجنبية أو قنوات الموسيقى الغربية، البنطال الواسع الفضفاض، الفانلات التى عليها صور مغنى الراب الأميريكان مثل توباك أو نوتوريوس بى آى جى أو فيفتى سينت، أو رسوم مثل الجمجمة والعظام المتقاطعة، السلاسل الفضية الضخمة على الأعناق وربما قرطٌ أو قرطان على الأذن، الأحذية الرياضية أو البوت فى أغلب الأحيان، وتلك المشية المختالة التى تنبئ عن قدرٍ ليس بيسير من الثقة بالنفس والإعتداد بالشخصية. كانوا عاديين فى مظهرهم هذا، فذلك الشكل أو اللبس وإن كان يمثل (كوداً) خاصاً إلآ أنه بات صورة متكررة للكثيرين من الشباب الذين يعشقون الموسيقى ويتمثّلون بنجومهم من المغنيين من ملوك الراب وموسيقى الهيب هوب فى طريقة لبسهم وتصفيفهم لشعرهم ونمط حياتهم، والأهم فى تمثّلهم بالفهم المباشر الذى تحث عليه موسيقى الراب برفضها للنظم والقوانين ودعوتها لمناهضة ذلك بالعنف والقوة كما تقول بذلك الكثير من الأغنيات المتداولة فيما بينهم. تلك صورة تراها فى أىٍ من مدن العالم المختلفة اليوم مصحوبة بالكثير من (المخالفات) والجنح والتجاوزات الصغيرة لكنها قلّما تصل لمرحلة الجرائم الخطيرة والكبيرة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
إجتماع المنظمات الذى دعت له المفوضية بغرض إيجاد معالجة للأمر المستفحل وقتها كان عبارة عن مهزلة و(لعب على الدقون). قرابة الست أو السبع منظمات مصرية، و واحدة سودانية(بحسب زعمها) تنادوا للمشاركة فى تلك(الوليمة) المرتقبة. الإجتماعات كانت تتم بمبنى المفوضية برئاسة نائب الممثل الأثيوبى الجنسية، وبقيادة، تلحين وتوزيع الدكتور أشرف عازر المصرى الجنسية الذى كان يقود العمل الفعلى لعمل تلك الورشة، والحق لله فقد كان الرجل كتلةً من النشاط والحيوية، فبجانب تحضيره وترتيبه للإجتماعات واللقاءات، كان الرجل يقوم بأعمال الترجمة والتوضيح، وكان بمثابة، ليس المتحدث الرسمى بإسم المفوضية فى تلك اللقاءات، بل كان هو المتحدث الأوحد فى أغلب تلك اللقاءات المثيرة للشفقة. وفى اللقاء الثانى لنا اشرت لمسألة أنه لا يمكن إيجاد حل لمشكلة دون أن نعرف اصلها واسبابها ومدى عمق جذورها ، الشئ الذى لا توفره مثل تلك اللقاءات ، وأشرت لأن الجامعة الأميريكية قد بدأت بالفعل فى عمل(بحث) ميدانى مسترشدةً بالمنهج العلمى لدراسة تلك الظاهرة أولاً، ومن ثم إيجاد المعالجات لها ، فقال لى نائب المفوض وهو لا يكاد يخفى نبرة الحنق والسخرية فى حديثه(أنتم فى الجامعة الأميريكية مولعون بالبحوث، وقد راينا الكثير من البحوث دون أن نرى أى مردودٍ لها)!!!! نسيت أن أقول أن عداءً سافراً كان يقوم بين المفوضية وقسم دراسات اللجوء والهجرة القسرية بالجامعة الأميريكية كان السبب المباشر له هو تقرير القسم عن أحداث الإعتصام وبيان تقصير المفوضية وعجزها عن إدارة الأزمة الناجمة وقتها وهى فى مراحلها الأولية، أى من قبل أن يصل الأمر لمرحلة المعالجة الأمنية، والتى راح ضحيتها الكثير من الأرواح البريئة. بل أن للمفوضية صراعات وخصومات مع كل المنظمات التى تعمل فى مجال تقديم العون والخدمات للآجئين وعلى رأسها منظمة أميرا، والقائم على أمرها بروفيسور باربارا هـ بوند، فالعداء بين باربارا والمفوضية يكاد أن يكون شخصياً، فدكتور باربارا، والتى عملت فى مجال اللآجئين منذ بداية السبعينيات كانت ترى أن القائمين على أمر المفوضية ينقصهم ليس الخبرة وحدها فقط، بل الهدف والدافع الأساسى، وهما برأيها العنصران الواجب توافرهما فى كل من يعمل فى نطاق العمل الإنسانى، كانت ترى أنهم مجموع من العاطلين عن الخبرة والتجربة والدافع ولم تنفك تهاجمهم فى جنيف وفى أميريكا كلما أتيحت لها فرصة لذلك، وقد كانت محقّة فيما ذهبت إليه حيث أثبتت التجربة ذلك الأمر.
لم يكن مستبعداً إذن منعنا من حضور تلك الإجتماعات، ولم نكن نحن فى حاجة لمثل تلك الإجتماعات أصلاً، والتى كانت هى أس البلاء والسبب المباشر لما نحن بصدد معالجته الان، وأعنى بذلك النهج والطريقة الفوقية والسطحية فى معالجة مشاكل اللآجئين، فالمفوضية لم يكن ينقصها المال ولا الموارد بقدر ما كان ينقصها(حتى الان) المبادرة الإدارية والوعى بالدور الإنسانى الذى تقوم به، فهل يعقل أن مفوضية تعنى بشؤون اللآجئين يكون عدد المستوعبين فى داخلها من اللآجئين أنفسهم أقل من عشرة موظفين من أصل ما يقارب المائة موظف يزيدون أو ينقصون!!!!!! لكن هذا شأنٌ آخر. المهم أننا منعنا من دخول تلك الإجتماعات، لكن وفى آخر إجتماع نجحت فى حضوره وحدى دون بقية أفراد فريق الجامعة، كان هذا الإجتماع برئاسة الممثل نفسه، وفيه ذكر الممثل سعد العطار أنه ليس معنياً بكل المقترحات وبرامج العمل التى تقدمت بها المنظمات المختلفة لأنه سوف لن ينظر فى أمر أى برنامج أو مقترح ما لم يكن مصحوباً (ببحث ميدانى) لأبعاد الظاهرة، أسبابها ودوافعها !!!!!!. تقدمت بعض تلك المنظمات بمقترحات تساوى قيمتها قرابة المأئة ألف جنيه مصرى، و واحدة قرابة الثمانون ألف جنيه مصرى، لكن المثير للضحك والبكاء فى آن هو برامج التدخل التى إقترحتها تلك المنظمات لوقف ومعالجة الظاهرة. أما تلك المنظمة المتسودنة، والتى درجت على (جمع) الحضور لتلك الإجتماعات من غير العاملين بها، أو كانوا قد عملوا معها فى السابق فى مشاريع أخرى وما زالوا يلهثون ورائها طلباً لمستحقاتهم، أما تلك المنظمة الغريبة، فقد جاءت صاحبتها تسعى ليس على إستحياء طلباً لجهدنا ومخاطرتنا بأنفسنا بحثاً عن الحقيقة من وراء ثورة هؤلاء الصبية الصغارعمراً، والكبار كضحايا لمثل هذه الممارسات والسلوك، جاءت ودون خجل تطلب (تعاوننا) معها فى الأمر وذلك بتمليكنا لها ما نجحنا فى تحقيقه فى تلك الأيام التى ظلوا هم فيها قابعين فى القاعات المكيفة الهواء يعبّون من دماء ومعاناة اللآجئين بُنّاً، عصيراً وبعض معجّناتٍ وشطائر، تصور؟؟!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
اللقاءات الأولى لنا بهؤلاء الصبية الأذكياء الصغار كشفت لنا أن ما بدا من الظاهرة ليس سوى القليل، وأن الكثير كان يختبئ فى تلافيف تفاصيل المشهد الكلّى لحالة اللجوء المزرية والقاسية لأطفال لم يكن لهم يد فى وجودهم الغريب ذاك وسط بيئة معادية وغير رحيمة بهم، فحالة الضياع التى يحسها ويحياها هؤلاء الصبية ليست بمستغربة ولا غريبة على من هو فى مثل ظرفهم وظروفهم اللئيمة والمؤلمة، فبرغم ما تروجه أجهزة الأعلام المصرية وتصريحات المسؤولين المصريين بأنه (ليس لديهم لاجئين سودانيين، وبأن وجود الأشقاء السودانيين فى مصر لا يعد لجوءً لأنهم فى وطنهم الثانى ويتمتعون بكآفة حقوق المواطنة التى يتمتع بها المواطن المصرى، من تعليم وعلاج وكآفة الخدمات، وأن بروتوكول (الحريات الأربع) قد كفل لهم هذا الحق، برغم كل ذلك إلآ أن الواقع يقول بأن اللآجئ السودانى هو لاجئ ضائع بين سندان الحكومة المصرية ، ومطرقة المفوضية، ففى لقاء أجرته معنا محطة البى بى سى البريطانية ذكرت المتحدث الرسمى للمفوضية بأن السودانيين يتمتعون بحقوق كفلها لهم بروتوكول الحريات الأربع بين الدولتين،أى مصر والسودان، فلك أن تتخيل عزيزى إستجارة موظفى المفوضية بإتفاقات و بروتوكولات تبرم بين حكومة الخرطوم، والتى هى من دفع بأفواج اللآجئين لأحضان الغرباء والمنافى، وهى المسؤول الأوحد عن حالة التشرد هذه ومشهد اللجوء القاتم هذا، وتأتى هذه العبير عطيفة لتضع لها فى سلتها، وبكل يسرٍ وممنونية باقة فضل توقيع بروتوكول يحقق للآجئ قدراً من الحقوق والخدمات!!!!، إستغربت قولها ذاك كثيراً، فما دخل المفوضية بالبروتوكولات والمواثبق التى تعقدها حكومة الخرطوم مع من، وما تريد، ثم أليس هؤلاء اللآجئين فى عهدة وإهتمام المفوضية، و أليس حكومة الخرطوم هى طرفاً، وجزءً أصيلاً فى ومن الأزمة، فما دخل اللآجئ بهكذا إتفاق حتى لو كان سليماً؟؟!!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
إفرازات الحرب والظروف الإقتصادية المتردية والدقيقة دفعت بالكثيرين للخروج من السودان بإتجاه الأمل الوحيد المشرع، والمتاح لهم وهو السفر إلى مصر، ومن ثم إلى دول الإتحاد الأوروبى أو أمريكا وكندا، أو أستراليا، لكن وبالطبع فإن الفرص المتاحة لم تستوعب ذلك الكم الهائل المتدفق من الراغبين فى الهجرة واللجوء فكان لابد من تخلّف الكثيرين فى دولة الوصول الأولى مصر رهينين حلم نجاح المحاولة مرة أخرى، وحبيسين ظروف قاسية، وغير مواتية، بل وغير إنسانية فى أغلب الأحيان، فمصر لديها أزماتها التى تتشابه كثيراً مع أزمات السودان، زائداً عليها أزمتها الخاصة، والمتمثلة فى إنفجارها السكانى وشظف العيش الحاد، ففى مصر مثلاً من الممكن أن تنام (دون عشاء) لأنك لا تملك ثمنه، والذى لا يتعدى ربع الجنيه المصرى !!! .
فى مثل هذه البيئة الغريبة، وبغياب الدعم المادى والعينى من الأمم المتحدة، كان على اللآجئين مصارعة ذلك الواقع القاسى مجردين من كل أسلحة ومقومات العمل التى تتمثل فى الخبرة والصنعة، والمهارة المطلوبة فى سوق العمل، فأغلب اللآجئين مثلاً لم يأتوا من مجتمعات مدينية، بل جاؤوا من قرى ومدن صغيرة لا يكادون يجيدون شيئاً من طرق وأساليب العمل سوى الزراعة والرعى، وهما سلعتان لا حاجة لهما فى سوق العمل المتاح، إذن فإن المتاح هو بيع القوة العضلية فقط، أى العمالة البسيطة وهى تذخر بها مصر، بل وتفيض عن حاجتها فتصدرهم لدول الخليج المختلفة، وبأبخس المرتبات والدخول حتى.
مع هذا الحال، خرجت المرأة/الأم للعمل بدلاً عن الرجل، فدخلها يعد أعلى، وهى مطلوبة أكثر فى سوق العمل كخادمات فى البيوت، وملازمات لكبار السن والمرضى، وفى حالات نادرة كمربيات للأطفال، لكن الشائع والأعم هو الخدمة المنزلية كالنظافة والغسيل والكى، وربما الطهى فى بعض الأحيان، وبرغم ذلك فإن راتب السودانية كان يعد الأدنى مقارنةً برواتب رصيفاتها من إثيوبيا وإريتريا / رواندا / بوروندى أو أى جنسية أخرى. كانت مهنة خدمة المنازل( يطلق عليها مصطلح أوشين نسبة للمسلسل اليابانى حيث تعمل البطلة كخادمة منزل ) توفر مالاً أكثر من دخل الرجل، لكن ثمنها كان فادحاً على الأسر ككل، بل كانت هذه المهنة أحد أسباب إنفراط الأسرة كمؤسسة وإنحلال الشباب، فمع خروج المرأة للعمل، وبقاء الرجل بالمنزل (مع إنعدام خبرته التربوية) للقيام بدور الرعاية والمراعاة والمتابعة للأطفال، الشئ الذى لا يجيده ولا يملك له صبراً، هذا إن بقى هو بالمنزل أصلاً، فالشائع أن يتحلق الرجال فى المقاهى وأماكن تجمعات اللآجئين الأخرى تاركين الصغار دون رعاية ولا متابعة، فنشأ هؤلاء الأطفال وحدهم لا رقيب ولا حسيب عليهم. لا تعليم نظامى(يلمهم) ولا رعاية ورقابة أسرية ، تتابع وتقوّم ما يعوج من سلوكهم وحياتهم، كان هؤلاء الصبية الضائعون هم ضحية أحلام الكبار، وطموحات الكبار، ففى البدء أحضروهم صغاراً يفّع إلى بيئة غريبة، وفى تلك البيئة الغريبة تركوهم بلا عون ولامعين سوى شوارع قاسية لا تزرع فى داخل المرء إلآ كل ما هو قبيحٍ وقمئ.
سأواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
هذا التحول فى أدوار الوالدين (خروج المرأة للعمل وبقاء الرجل بالمنزل) وإن بدا أمراً ثانوياً إلآ أنه كان أحد أهم الأسباب الرئيسية من ضمن جملة أسباب أخرى أدت إلى جنوح هؤلاء الصبية الصغار، والناظر جيداً إلى وضعيتهم و وضعهم الشاذ فى وسط بيئة معادية وغريبة تماماً عنهم يجد أنهم أول الضحايا، ففى البدء تم إنتزاعهم من وسط بيئتهم الطبيعية، والتى لا شك كانت تزودهم بالشعور والعاطفة المرجوة والمرغوبة لمن هم فى مثل سنهم، وتم الزج بهم عنوة فى برنامج أحلام وطموحات الكبار فى السفر والهجرة إلى بلاد جديدة دون النظر بعين الإعتبار إلى ظرف الصغار، وحقيقة أن الأطفال سريعى التكيف لا تنطبق على حالة هؤلاء الصبية الصغار هنا، فالأطفال يتكيفون مع الأوضاع الجديدة لو كانت هذه الأوضاع طبيعية فى جملتها، لا يفتقدون فيها أهم مقومات حياتهم، والتى لا تقل أهمية عن المأكل والمشرب والملبس، وأعنى بها الجرعة الواجبة والضرورية من الرعاية والإهتمام، والإنتباه لهم فى غدوهم ورواحهم. لكن أن يزرع طفل هكذا فى السابعة أو الثامنة من عمره فى تربة لا تكاد تملك ولو الشئ اليسير من مقومات النمو والترعرع الطبيعية السليمة فهذا ما لا يمكن حدوثه، وإن حدث فرضاً، فإن هذه النبتة إنما تنمو حتماً معوجّة وتكون فى حاجة ماسة لتقويم باهظ الكلفة بحساب الوقت وحساب الموجبات والمتطلبات الأخرى، هذا إن لم تمت وهى فى ريعانها، الشئ الذى حدث لأرواح هؤلاء الصبية حتماً، والكبار فى غفلة و وهم مدينتهم الفاضلة، والتى سيحققها السفر إلى دنيا جديدةٍ ما .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
دون العاشرة، بلا أمل ولا حلم ولا مستقبل، فالكبار كانوا قد قايضوا أحلامهم بأحلام الصغار، وفى لهفة تهافتهم على حلم الرحيل، اضاعوا حلم الصغار قبل أحلامهم حتى. دون العاشرة ، بلا تعليم ولا علاج، ولا مسكن لائق ولا لقمة هنية، بلا كرامة ولا حقوق ولا وطن، ما توفره الكنائس من تعليم لا يتعدى سقف المرحلة الوسطى، ويكون محظوظاً من يجد الفرصة عندهم، المدارس الحكومية المصرية تكاد تنفجر بطلبتها من المصريين ولا طاقة لها بطلآب أجانب، المستشفيات تغصّ بالمرضى المصريين الفقراء ولا حبة، ولا جرعة دواء فائضة تقدم للغريب، سوق العمل يكاد يكون مغلقاً، فلا شهادات ولا خبرة تكون شفيعاً وسنداً للحصول على وظيفة، لا مال ولا أمل ولا مستقبل، والأمم المتحدة تصمّ آذانها عن أنينهم المكتوم، الإعتصام كان آخر فرصة للخروج من وهدتهم هذه، لكنه تبعثر وتبخر فإندلق آخر أمل لهم للنجاة من هذه المصيدة، والشوارع....الشوارع ضاقت بهم وضاقوا بها، والعمر يمضى، والسنوات تمر وهم يدخلون مرحلةً جديدة من عمرهم، مرحلة تزيد فيها متطلباتهم، يبحثون فيها عن حاجات هى أعلى من الحاجات الفسيولوجية العادية والأساسية، باتوا يبحثون عن توكيد أنفسهم، وتأكيدها كما يقول بذلك (ماسلو) فى نظريته حول إحتياجات الإنسان التى لا تنتهى ولا تقف عند حد. جيمس أحد هؤلاء الصبية الضائعين، شاب مثقف له رؤى وأفكار عالية، شدنى فى أول لقاء لنا بسعة أفقه وترتيب أفكاره، قال لى مرة، " فى الحملات(ويعنى بها الغارات التى ينفذونها ضد خصومهم) هذه تتمنى فى قرارة نفسك أن يصيبك أحدهم حتى يخلصك من بؤسك ويريح البشرية من شرورك" وحزنت أكبر، الحزن لم يمكننى من سبر غور كلماته البسيطة والمباشرة وقتها، فقد إعتبرتها جنوحٌ حاد ونشدانٌ للبطولة لكنى لاحقاً تبينت بأن هذا هو إحساس الكثيرين، فالخواء الذى يكتنف حياتهم يجعلها بلا قيمة ولا معنى حتى بالنسبة لهم هم أنفسهم، دع عنك الاخرين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
أسباب وظروف عديدة تكالبت وساهمت فى المصير الذى آل إليه هؤلاء الشباب اليافع البرئ، فغياب أغلب مقومات الحياة السوية، المادية منها والروحية أو المعنوية فرّغ وجودهم من معناه وهدفه، حالة أن يعيش الإنسان دونما هدف أوغاية ومغزى تجعله ينكفئ على غرائزه البدائية وملاحقة شهواته لإرضائها وإشباعها دون أدنى إعتبار للحدود التى تقف حائلاً بينه وبين حقوق الله أو الاخرين، فتبدو الحياة مجرد مغامرة قد تنتهى بين لحظةٍ وأخرى، وفى أى منعطفٍ، الشئ الذى عبّر عنه جيمس فى قولته تلك.
بلا عمل، ولا دراسة ولا مال، وفى وسط بيئة غريبة تجعل منك وحشاً يكشر عن أنيابه فى كل مرة حتى يحفظ حدوده وحقوقه، بلا أهل أو (وجيع) ولا مستقبل، لا أحد يهتم أو يسأل أو يراعى، فلا يبقى أمام هؤلاء الشباب إلآ بعضهم البعض، يسندون ظهورهم على بعضهم، يتحركون بصورة جماعية حمايةً لهم من الإعتداءات من المجموعات الأخرى ومن التحرش من قبل الشارع المصرى. الأدبيات والأبحاث التى درست عصابات الشباب تقول بأن المجموعة أو العصابة هى بمثابة (حكومة) وأهل بالنسبة للفرد، وهى تشكّل إنتماءً بديلاً عن الأسرة، أو القبيلة أو الجنس، وفى داخلها توجد بعض القوانين البسيطة التى تنظم العلاقة داخل المجموعة نفسها، لكنها لا تصل بأى حالٍ من الأحوال لشكل وطريقة العلاقات المعقدة داخل المجتمع العادى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: Mannan)
|
إستاذنا وسفيرنا المحبوب منّان.
بل سعيد أنا أن تقرأ لى، وأن ينال ما كتبت رضاك،
وبالمثل أتابع كتاباتك من على هذا الفضاء، والتى
تملأنى طمأنينةً بأنّا ما زلنا بخير، وبأنه ما زال
بالقافلة حدآة لن يضلونا سواء السبيل من بعد متاهتنا
فى رفقة روادٍ كذّبونا، وأضلونا كقوم بنى إسرائيل فى
وسط رغائب الكذب والنفاق والإدعاءات.
شأءت الإرادة أن أتابع الكثير من الأحداث والحوادث إبان
تواجدى فى مصر، وشاء القدر أن يضعنى فى وسط بعضهاوأحسست
مسؤوليتى فى نقل وتمليك تلك التجربة للاخرين وذلك بالكتابة
عنها هنا، فالكثير الذى كتب لم يقل إلآ جزءً يسيراً من تلك
الأيام والأهوال التى مرّ خلالها السودانيين المتواجدين هناك.
لهذا الخيط أولٌ سارفق رابطه هنا حتى تتضح الصورة أكبر، ولأنه
حتماً غاب للوراء فى تتالى الصفحات وتراجعها السريع على البورد
فتوارى عن إلتقاطك له.
أتمنى أن تلقى هذه الكتابة ولو ضوءً يسيراً على غياهب الهجرة والوجود السودانى
فى مصر.
اشكر لك ثقتك، وتشريفك لنا هنا.
ودمت ايها المحترم.
الرابط:-
حالـة اللـجوء .... إلتبـاس المصطلـح والمصالــح .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: خالد العبيد)
|
العزيز خالد.
تبعثرنا وتفرقنا أيدى سبأ،
لكن ما وقر فى القلب من أشياء
سيظل فى قاع الروح يضيئها كلما
إنطفأ مصباح منارتها.
مصر بلد تمدد طويلاً فى طريقنا،
تمدد فى وجداننا بالحكاوى و(المسلسلات)،
وتمدد فى طريق هجرتنا كخلّب الوطن البديل،
لكنه لم يبخل علينا بشحيح عطفه وتعاطفه معنا
فى محنتنا الكبرى، ولم يبخل علينا ايضاً بجرعة
الأسى والقسوة التى تهديها الأوطان لأبنائها فى
تلك الجغرافية الغريبة التى تضمنا.
أتابع أخبارك من على البعد، اقلقنا خبر وعكتك،
قرأت خبر إنتقالك إلى ملبورن، وأثلج القلب نجاحات الصغار
الذين كبروا الان لا محالة على غفلةٍ منّا، وفى غيابناوغيبتكم
الطويلة.
التحايا لرقية وللأولاد.
محبتى لكم، وسأوافيك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
أخى عبدالله شمس الدين
لك الشكر يا أخى فانت الذى ملكتنا معلومة نحتاج اليها قبل ان يطويها النسيان... خاطبنا الرئيس باراك اوباما بأن يستقطع جزءا من العون الأمريكى المقدم لمصر لتعويض اسر ضحايا مصطفى محمود... مازالت الصور البشعة لتلك الهجمة التترية تجتاح خيالى... الأطفال تحت أحذية رجال الأمن... يموت من خراطيم المياه والضرب والركل... واعضاء آدمية سرقت ... وبشاعة لا ترضاها النفس الآدمية البسيطة... وهاربون يقتلون برصاص حرس الحدود ويتعلقون بالأسلاك الشائكة فى لحظة الفرار من الموت فيدركهم الموت بعيدا عن اوطانهم التى لفظتهم... سنتابع الأمر هنا إنتصارا للمظلومين والمقهورين فى الأرض... تابع وسنقرأ لك باهتمام كما قلت لك فقلمك ينكأ جرحا لا نريد له ان يندمل إلا بإعادة الحق لذوى الضحاياالذين لا يملكون من يدافع عنهم غير الضمير الإنسانى الحى..
نورالدين منان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: Mannan)
|
العزيز الفاضل منان.
كان ذلك اليوم من أسوأ ما رأت العين،
فلم نكد نصدق أن ما تنقله وكالات الإعلام
كان حقيقةً، الإعتداء على بشر عزّل على
مرأى ومسمع من كل الدنيا، والأسوأ تلويث
سمعة من مات منهم وإتهامهم بأنهم كانوا
مخمورين وأنهم كانوا تحت تأثير المخدرات،
وبأنهم كانوا يمارسون الفاحشة والرزيلة على قارعة
الطريق، وبأنهم ... وأنهم و... وفى حملة
توزيعهم للنعوت المسيئة هذا، نسوا أو تناسوا
أن يصفوا، أو يصنّفوا لنا فعلتهم هذه، وتحت أى
بند أو جند (إنسانى) يجب وضعها، فهل الفحشاء أقل
حطراً من القتل، هل الخمر أكبر خطراً من بعثرة
أشلاء وأحشاء الصغار يا ترى، وهل كل ما ساقوه
من مبررات ومن حجج يمكن إعتباره مسوّغاً لمثل
الفظاعة والقسوة التى إرتكبوها فيمن إستجار
بهم؟؟!! لقد كانوا هم أم عامر، أكلوا من إستجار
بهم نهاراً جهاراً.
| Quote: خاطبنا الرئيس باراك اوباما بأن يستقطع جزءا من العون الأمريكى المقدم لمصر لتعويض اسر ضحايا مصطفى محمود.. |
أتمنى أن تتضافر الجهود لا أقول لتعويض الضحايا،
إذ لا شئ يعوّض فقدان الروح، لكن أن ترد لهم بعض
من كرامتهم التى حاولت مصر الرسمية سحبها منهم
وذلك بتمريغها فى وحل الإدعاءات الباطلة.
ولكى نقول لهم ولذويهم بأننا ما نسيناهم، وبأننا
لم نتركهم بلا نصرة، ولا ذكرى تليق بهم.
شكراً استاذنا منان على المشاركة، وعلى الجهد الذى تبذلون.
محبتى لك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
يعيش أفراد تلك الجماعات فى مجموعات صغيرة متنقلين فى أغلب الأحيان من مكانٍ إلى آخر وذلك لإعتبارات حياتية وأمنية حيث يتشاركون مواردهم القليلة المتاحة، وحيث يشكلون حماية لبعضهم البعض، ففى الكثرة ضمانٌ لعدم تعرضهم للهجوم والإعتداء من قبل الجماعة الأخرى التى ترصد تحركاتهم وترقبها فى إنتظار الوقت المناسب للإنقضاض عليهم وتكبيدهم خسائر فادحة، وإن كانت أغلب حالات الإعتداء لا تتجاوز الجروح والقطعات على الجسد فيما مضى، إلآ أنها قد إتخذت شكلاً جديداً حيث وصلت حد القتل كما حدث فى حادثتى منطقة عين شمس والجامعة الأميريكية حيث فقد شابان صغيران حياتهما نتيجة ذلك الصراع ا لغريب بين الجماعتين المتحاربتين. تتمتع كلا الجماعتين بحس أمنى عالٍ، وبشبكة أمنية دقيقة المعلومات حيث تقوم برصد كل تحركات المجموعة الأخرى ونشاطاتها وفعالياتها كالحفلات والرحلات والإجتماعات التى تتم فى أماكن مفتوحة كالحدائق والميادين والفضاءات المنتشرة فى مدينة القاهرة، وفى مرة قامت مجموعة بمهاجمة الأخرى وهم فى طريق عودتهم من رحلة نيلية فى شارع كورنيش النيل قبالة مبنى ماسبير، وفى وضح النهار حيث يكثر الوجود الأمنى المكثّف، وتحت أعين المئات من عناصر الأمن المختلفة التى تزرع شوارع وجنبات تلك المنطقة الحيوية والهامة فى قلب القاهرة.
الفتيات هم السبب المباشر (لأغلب) النزاعات والخلافات التى تنشب بين الجماعتين، ولا أقول أنهن السبب الأوحد، فالخصومة والعداوة واقعة فى الأساس بين المجموعتين لكن هناك عوامل صغيرة وبسيطة تؤجج نار الصراع المحتدم بينهما، فلو كان الذكور يلتزمون (بخط) وتوجيهات وقوانين الإنتماء إلى إحدى المجموعتين، وبالتالى الإمتثال التام لموجهات ومحظورات، وأوامر المجموعة، فإن الفتيات يبدين ميلاً أقل لهذا الإلتزام فنجد أنهن يتحركن فيما بين المجموعتين، ويشاركن فى نشاطات المجموعتين، والتى تنحصر فى أغلبها فى إقامة الحفلات الخاصة والعامة، وتنظيم الرحلات واللقاءات الإجتماعية. هذا التنقّل فيما بين الجماعتين يزيد من تأجيج الصراع، فالمعروف أن (معظم) هؤلاء الشباب ينخرط فى علاقات عاطفية مع الفتيات اللآتى يتحلّقن معهم، و رؤيتها مع أحد أفراد المجموعة الأخرى يعد خيانة مزدوجة تستوجب الرد، والذى لا يكون موجهاً ضد الفتاة نفسها، بل ضد المجموعة الأخرى، أو الفرد من المجموعة الأخرى والذى يعتبر نذلاً يحاول إغوائها وإستمالتها إليه أو إلى مجموعته، فلم نرى أى من أشكال العنف الموجه ضد الفتيات ربما (للكود) الأخلاقى العام الذى يحرّم الإعتداء على الفتيات وضربهن، وربما لأن الفتيات يعتبرن(ملكية) خاصة تقع على عاتق الرجل مسؤولية (حمايتهن) والحفاظ عليهن من الإنسراب إلى مناطق نفوذ الجماعة الأخرى، برغم أن الفتيات فى المجموعتين يتميزن بالإستقلالية التامة، وبقوة الشخصية والمشاركة فى الآراء والقرارات التى تنظم عمل وأداء المجموعة، الشئ الوحيد الذى لم يثبت مشاركة الفتيات فيه هو تلك (الحملات) التى يشنونها على مناطق وضد بعضهم البعض، فهذا الأمر يعتبر عملاً ذكورياً بحتاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
الشائعة هى قوتٌ يومى فى مجتمعات اللآجئين المنغلقة على ذاتها، وهى- أى الشائعة – بمثابة وقودٌ معنوى هام يساعد على تحمّل قسوة الوجود والحياة فى (جيتو) اللجوء والهجرة فى المناطق الطرفية لمدينة القاهرة. والشائعة كانت سبباً اساسياً اسهم بشكل مباشر حتى فى بقاء وإستمرارية الإعتصام، فالشائعات التى كانت تنطلق صباح مساء عن قرب (حل) أزمة الإعتصام وذلك بحمل جميع المعتصمين بواسطة جسر جوى إلى أمريكا كما حدث من قبل مع صبية السودان الضائعين، شرط تواجد اللآجئ فى الحديقة لحظة وصول المسؤلين عن تلك (العملية)... هذه الشائعة جعلت الكثيرين يخلون مساكنهم حتى يتواجدوا بالحديقة، ولكى لا تفوتهم طائرة الأمم المتحدة التى ستحمل الجميع إلى أرض ميعادهم، وإلى وطنهم المرتقب!!!!!.
تقول الشائعة أن هناك الكثير من تلك الجماعات، وأنها تكونت منذ زمنٍ بعيد، وأنه توجد حتى جماعة نسائية بينها تعرف بإسم (الفتيات الخمس) Five Girls ، وأن هناك جماعة أخرى تعرف بإسم (ويسترن يونيون) Westeren Union مكانها عين شمس بجوار مكتب الويسترن يونيون لتحويل العملات. وبأن جماعتى (الصبية الضائعين) Lost Boys و(الخارجين على القانون) OutLaws كانوا فى الأصل مجموعة واحدة من قبل أن تنقسم من بعد نشوب الخلافات بينهما، لكن الشئ الثابت هو وجود مجموعتين فقط تتوزعان مناطق النفوذ والسلطة فيما بينهما برغم إمتداد حدود تلك السلطة إلى أحياء بعيدة عن بعضها البعض، فالمعروف مثلاً أن جماعة الصبية الضائعين Lost Boys تتمركز فى منطقة العباسية وفى الأحياء التى تحيط بكنيسة حى السكاكينى حيث سجلت أول حوادث الإعتداءات، وحيث كان القس والأب (سايمون) هو أول من نبه لوجود حالات من الإتفلات والخلافات بين الشباب يشارك فيها بعض من الطلبة فى كنيسته، وأنه قد حاول مراراً إصلاح ذات البين بينهم إلآ أنه قد فشل فى ذلك، وفى إحدى هذه المرات إندلع القتال داخل الكنيسة نفسها مما إضطره للإستعانة بالشرطة لفض النزاع والمشاجرة التى إندلعت وإستخدم فيها المدى، السكاكين الكبيرة والسواطير.
حى السكاكينى بالعباسية يستمد مكانته من العددية الكبيرة التى تقطنه من اللآجئين السودانيين، ومن لاجئين جنوب السودان تحديداً إن اردت الدقة، هذا الوجود والتكدس السودانى يوفر كما اسلفت حالة من الإطمئنان لكافة اللآجئين ويشكل حمايةً لهم ضد أعمال(البلطجة) Thugs التى تذخر بها أحياء مصر الشعبية ، و توفر الكنيسة القائمة به فرص تعليمية نظامية ومجانية لأبناء اللآجئين، بل أن وجبةً تمنح للطلبة الدارسين هذا بالطبع بجانب الخدمات العينية والمادية التى تقدمها الكنيسة لرعاياها ما همّ ماهية ديانتهم. والكنيسة بجانب بعدها الروحى تشكل حصانة يحتاجها من هو فى أدنى سلسلة الوجود البشرى هناك وأعنى بذلك اللآجئين من كآفة الدول، ومعروف تاريخياً علاقة الكنائس برعاياها فى جنوب وغرب السودان إذ لا ينحصر دورها فيما تقدمه من خدمة دينية فقط، بل يتعداه إلى الخدمات الإجتماعية والمناشط التى تغطى كافة أوجه النشاط الإنسانى، لذا لم يكن فى الدور الذى تقوم به كنيسة حى السكاكينى أى غرابة، حتى أنك تحسب نفسك فى مدينة جوبا أو كادقلى أو تالودى وأنت تقف إلى جوارها حيث السوق الشعبى الذى يبيع كل شئ سودانى، حتى الأسماك الجافة(الكجيك)، والمفضلة عند جنوبيى السودان من القاطنين منهم بجوار مجرى الأنهار الكثيرة التى يذخر بها الجنوب.
يقول افراد مجموعة (الخارجين على القانون) Outlaws أن أصل تسميتهم جاء من بعد رفضهم للقانون الذى إستنه أفراد مجموعة (الصبية الضائعين) Lost Boys والذى يقول بأن لهم الحق فى نزع وأخذ كل ما يريدون ويشتهون من كل من يأتى لحى العباسية من الأحياء الأخرى(طاقية، موبايل، ولاعة، فانلة، بوت و و و و ) فقال لهم بعض الصبية القادمين من أحياء المعادى وعين شمس. "نحن لا نعترف بمثل هكذا قانون، ونحن نرفض تسليم أشياءنا لكم) وعندها أطلق عليهم أفراد مجموعة الصبية الضائعين lost Boys إسم(الخارجين على القانون)Outlaws ، أى الخارجين على قانونهم الذى يخوّلهم إنتزاع أشياء الاخرين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
الاستاذ عبدالله
نال مني المرض اولا
ثم الشركة السودانية للاتصالات سودا كارثة تل
الطريف في الامر زرت بمستشفي القصر العيني ابن صديقي (... روبن) فوجدته ممدا علي السرير علي اثر التقطيع الذى ناله بساطور حاد بضاحية المعادي فسالته(بصورة لا تلفت انتباه من هم حولنا) الي مجموعة تنتمي فاجاب
( مجموعة كليفورنيا) وهي غير عدائيةفهمنا الاول تنظيم الحفلات والرقص فقط.
وجود ظاهرة العصابات افرز عدد من الجماعات لاغراض مختلفة فتارة لحماية انفسهم( السير في مجموعات) تارة لإاغراض اخري.
رمضان كريم ياشاب
كما وعدتك بان ابداء معك المشوار العصابات وتفاصيل التفاصيل
(ونظريةغض الطرف)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: omar alhag)
|
رمضان كريم عليك وعلى الأسرة يا صديقى.
أتمنى أن تكون قد بلغت الصحة والعافية الان؟
أما عن سوداتل فلا حديث أبلغ مما يفعلون بمشتركيهم،
يسومونهم سوء العذاب، وبحرّ مالهم!!!!.
أنتظر عودتك للحديث عن شجون السودانيين بأرض الكنانة
ويحيرنى إحجام من هم ما زالوا هناك عن الإدلاء بدلوهم فى
طاولة تشريح الظاهرة هذه لكنى أجد كل العذر لهم فى ذلك
فالأمر لا يخلو من ......
غلى لقاء على هذا الخيط.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
اللقاءات الكثيرة التى تطلّب عمل البحث إجراءها مع مختلف القوى السياسية السودانية، والتى إتخذت من مصر مسرحاً وملاذاً لها أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن مسألة تفشى وإتدلاع هذه الظاهرة كان خارج إطار إهتماماتها، بل أقول صدقاً أننا صرنا نرد على أسئلة وإستفسارات بعض ممن إلتقيناهم من ممثلى تلك القوى والكيانات السياسية فيما يتعلق بها، فى حين أننا ما إلتمسنا إجراء تلك اللقاءات إلآ لنستزيد من معرفة إفترضناها فيهم بما يدور من حولهم من جلبة وأصداء عالية كانت تتركها بعض من تلك الحوادث المؤسفة فى سماء وأوساط الوجود السودانى بدولة مصر، بل أن كثيراً من الشخصيات السودانية هناك كانت بعيدة كل البعد، وغافلة عما يجرى من حولها من تقتيل وإصابات تدور رحاها بين وداخل تجمعات الصبية السودانيين. الحركة الشعبية كانت الإستثناء الوحيد من بين كل هؤلاء، ودون محاولات الخوض فى تفسير أسباب إهتمامها بالظاهرة وعزو ذلك إلى أن الأغلبية من منتسبى تلك الجماعات كانوا ينحدرون من قبائل من جنوب السودان، أودون الإشارة إلى أن بعض الأصابع كانت قد أشارت لعلاقة إحدى المجموعتين بالحركة الشعبية الشئ الذى لم يثبت من قريبٍ أو بعيد، إلآ أن الحركة الشعبية قد أثبتت أنها كانت على قدر المسؤولية فى التعاطى مع الظاهرة بإعتبارها شأناً سودانياً عاماً لا حالة (جنوبية) تستدعى وقوفها وحدها فى محاولة إيجاد الحلول لها، بعكس السفارة السودانية ومكتب المؤتمر الوطنى هناك، وأنا لا ألقى قولى هذا جزافاً ولا تحبباً فى هذا أو ذاك من الكيانات أوالأفراد، بل إن مضابط اللقاءات التى أجراها العاملين بالبحث تؤكد وتثبت ما ذهبت إليه دون مواربة. ولا محاباة لأىٍ كان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـالة اللـجوء ـ متـاهـة المارقيـــن... والصبيــة الضائعيـــن . (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
منذ أول لقاءٍ لنا بالحركة الشعبية أبدى السيد (تانقون) ممثل الحركة بدولة مصر تعاوناً وشفافية فريدة فى إطلاعنا على كافة المعلومات التى توفرت لهم عن نشاطات تلك المجموعتين وأبدى إنزعاج المكتب من تفشى الظاهرة وتناميها، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حيث أطلعنا على الجهود والوساطات التى قام بها المكتب بين أفراد المجموعتين فى محاولةً منهم لإحتواء الأمر وذكر أن فشل تلك المساعى لم ولن يثنى المكتب عن بذل المزيد من المحاولات للوصول لحل ومعالجةٍ ما، وذكر أنهم بصدد عقد إجتماع لرؤساء الروابط والسلاطين وأولياء الأمور لمناقشة الأمر ودعى فريق البحث لحضور ذلك الإجتماع حتى يكونوا على بينة مما يجرى، وحتى يستفيد الجميع من الوسائل المنهجية والأكاديمية لفريق عمل البحث.
تحدث الكثيرين من رؤساء الروابط والسلاطين وقيادات الشباب وأولياء الأمور فى ذلك الإجتماع، تحدثوا بأسىً موجع عن تنامى تلك الظاهرة السالبة والدخيلة على الوجود السودانى بدولة مصر، وأجمع الكل على أن أفضل الحلول هو (ترحيل) وإعادة هؤلاء الشباب الجانحين إلى السودان، بل أن بعضهم إشتط وطالب بإعادتهم رأساً إلى الجنوب حتى تعاد تربيتهم هناك وفق المناهج الثورية العسكرية، والتى ستعيد صياغتهم وتعليمهم معنى الضبط والربط والإنضباط الشئ الذى إفتقدوه هنا وهم يعيشون حياة الدعة والبطالة والتسكع. برغم الإشارات الذكية والتلمّس الموضوعى لأس المشكلة من قِبل بعض المتحدثين إلآ أننا قد إختلفنا معهم فى وسيلة المعالجة التى إقترحوها وذلك بإرسال هؤلاء الصبية إلى السودان جنوبه أو شماله، وذكرت بأن إعادتهم بتلك الطريقة والوسيلة إنما تعنى (تصدير) المشكلة إلى بيئة جديدة مختلفة دون محاولة لمعالجتها وحلها أولاً، وذكرت بأن فى ذلك (تجريم) وإقصاء لهم ونبذ من قِبل المجتمع الذى إليه ينتمون برغم سلوكهم الجانح والشاذ وخروجهم على مألوف نمط وطريقة تعاليمه و(أخلاقياته)، وإنتهى ذلك الإجتماع بتوصية لتكاتف الجهود وتقديم كل ما يلزم لباحثى الجامعة الأميريكية حتى تتكلل مساعيهم بالنجاح فى وضع حد لظاهرة العنف فى وسط صغار اللآجئين السودانيين بدولة مصر.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالله شمس الدين مصطفى
omar alhag
خالد العبيد
Mannan
Haydar Badawi Sadig
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست