|
معرض بيروت للكتاب 2009
|
حياة العاصمة اللبنانية، بل هي الأبقى و«عنوان كبير من عناوين الاستقرار والتقدم معاً»، كما قال رئيس الوزراء سعد الدين الحريري، الذي افتتح أمس الدورة الثالثة والخمسين لـ«معرض بيروت العربي والدولي للكتاب» في بيال، وسط حضور كثيف لأنصار الكتاب. هذا المعرض الذي اخترق كل الظروف الصعبة، التي مرّ بها لبنان، في الماضي وخلال السنوات القليلة الماضية، يتابع مسيرته بدأب وإصرار، بل إن الاستقرار، الذي حلّ مع تشكيل الحكومة والوفاق القائم، جعل المعرض هذا العام أكثر زخماً، إذ ازدادت مساحة المعرض أكثر من الربع، كما ازدادت دور النشر بالنسبة نفسها، حتى بلغت هذا العام 225 داراً، وبلغت الدول المشاركة رسمياً ستاً، في حين بلغت الدور المشاركة بناشريها تسعاً. كانت كلمة الحريري راعي الافتتاح مقتضبة، إذ اقتصرت على تحية النادي الثقافي العربي ودور النشر والكتّاب والمفكرين، وقد اعتبر المعرض «مناسبة للتفاعل الديموقراطي»، و«ثروة ثقافية علينا أن نعرف كيف نحافظ عليها». كانت الكلمة بعيدة عن السياسة، بخلاف ما كانت عليه الحال في سنوات سابقة، فلم يكن الافتتاح منبراً للمواقف السياسية، ما يعيدنا بعض الشيء إلى العنوان الثقافي الأصلي للمعرض، أي إلى البدايات، حيث كان المعرض في دورته الأولى برعاية قسطنطين زريق، وفي دورته الثانية برعاية ميخائيل نعيمة. في أي حال، لا يزال المعرض، منذ بداياته، يشكل عصب الأنشطة الثقافية في لبنان، وإن غابت عنه في سنيّه الصعبة نجوم الثقافة العربية، وما زالت تغيب لسبب آخر هو ضعف الإمكانيات. لا يزال ينتظره الجميع، حتى بعض العرب ينتظرون عميد معارضهم هذا، فالكتاب يؤخذ منه طازجاً، والدور المشاركة تكشف عن جديدها فيه، وحرارة التواقيع على ارتفاع هذا العام، والندوات حول جديده تزداد سنة بعد سنة. بل إن جاذبية معرض بيروت تأتي أولاً وآخراً من الحرية التي تفتقدها معارض عربية أخرى. في الافتتاح، الذي قدمه علي بيضون، أكّد رئيس النادي الثقافي العربي عمر فاضل أن «الكتاب تحول إلى مجد من أمجاد بيروت»، وأشار إلى ملتقى الروائيين العرب واللبنانيين، الذي يعتبر أهم أنشطة المعرض، ولم ينس ذكر الشهيد الرئيس رفيق الحريري، والتذكير باهتمامه بالمعرض، لافتاً إلى كتاب أيمن تراوي، كحدث في المعرض، وقد بلغ وزنه 1025 كلغ، فدخل موسوعة «غينيس»، وهو يمجّد إنجازات الحريري بالصورة والنص. ورأت سميرة عاصي، نقيبة الناشرين اللبنانيين، أن للمعرض وقعاً خاصاً بوجوده في إطار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، ووجهت «نداء إلى السياسيين العرب، خصوصاً اللبنانيين، كي ينتبهوا إلى دعم الصناعة الورقية بعدما جعل عالم الاتصالات والمعلومات الحاسوب مكتبة عالمية». معرض بيروت، الذي كان يحدد بدء تقويم سنة الكتاب العربي ذات يوم، يمكنه أن يحافظ على دوره، إذا تحولت الرعاية الرسمية سنوياً إلى دعم مالي ثابت، يتيح للمسؤولين عن المعرض رفع مستوى الأنشطة الثقافية العربية والدولية، كي نستعيد دور بيروت الثقافي الريادي، ودور الكتاب في أن يكون سلعة لبنانية في الخارج، ورسالة حضارة منفتحة على العالم.
|
|
|
|
|
|