الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2004, 04:39 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم

    تعليق الخاتم عدلان علي محاضرة الدكتور عبدالله ابراهيم التي قدمها بابو ظبي في 11/7/2001 والتي نشرنا نصها في بوست خاص،
    ولاهمية مساهمة الاستاذ عدلان راينا ان نعيد نشرها في بوست منفصل




    *أحب أولا أن أعبر عن شكري الجزيل للأخ عبد المنعم عجب الفيا، على وضعه لفكر صديقنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم، في بؤرة الضوء، سواء محاضرته في أبوظبي التي نشرها عجب الفيا في هذا الموقع بعد نيل موافقة المحاضر على سلامة النص، وهو تقليد حميد اقتضته الأمانة ، أو ورقته بعنوان تحالف الهاربيين حول «مدرسة» الغابة والصحراء، أو كتاباته اليومية في الصحف السودانية. وبالطبع فإنني أوافقه على المجرى العام لحجته الراجحة كما يتضح من مداخلتي الحالية.

    وأبدأ بأن هناك إختلال أعتبره جوهريا في نقاش أفكار عبد الله على إبراهيم، هو غياب الرجل نفسه عن ساحة الحوار. وهو غياب بغير حجة على ما أعتقد، لأن عبد الله، حسب ما ذكر في هذه المحاضرة وفي مواضع غيرها، مطلع على ما يدور في الإنترنت، وخاصة حول أفكاره وآرائه، وقد شاء مرة أن يرد عليها بصورة غير مباشرة في موضع غير موضعها. غياب عبد الله عن المحاورة يشعر بعض المشاركين فيها أنهم ربما يخرقون قواعد « الفروسية الفكرية» إذ ينازلون رجلا لا ينافح عن نفسه بما يملك من العدة والعتاد، بل ربما يشعر آخرون بأنه ألقى سلاحه وهرب من ميدان المعركة كليا. وهذا الغياب نفسه هو الذي دفع آخرين، لا يتفقون تماما مع عبد الله، إلى تبني قضيته، وربما بحماس أكثر من حماس صاحبها نفسه، وهذا يجلب التشويش أكثر مما يحقق الوضوح الذي هو بغية الجميع. وقد وصفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره.

    من أجل تلافي هذا الخلل الذي أشرت إليه أرجو أن نوجه الدعوة لعبد الله أن يشارك في التوضيح والشرح والرد، والدفاع، عما طرحه هنا من آراء، حتى نصل إلى نتيجة ما، بضمير مرتاح وشعور وافر باللياقة الفكرية.

    النص المقدم هنا يصعب أن يطلق عليه مصطلح المحاضرة، فهو ينطوي على إهمال كبير وارتجال فتك بالإبانة فتكا غير رحيم، كما به من التهافت من حيث البناء المنطقي ما قل أن نجده حتى في نصوص العوام. وهي أمور يمكن إقامة الدليل عليها بالإقتطاف المباشر من النص المبذول بين يدينا، والذي تشهد كل عبارة فيه تقريبا على ما نقول. وربما يغريني توفر مثل هذه الأمثلة بكثرة جالبة للملل، على تتبعها وإبرازها، ولكني لا أريد أن أسير في هذا الطريق. أولا لأن فطنة القراء لا تحوجني إليه، وثانيا لأنني مهتم بالمفهومي في نص عبد الله، حتى وإن توارى تحت عويش من الكلام، أكثر من طريقته في التعبير عنه. ولن أتعرض للتعبير إلا في إطار ما أراه فضحا للمفهوم الثاوي تحت طياته.

    أستطيع أن ألخص أهداف محاضرة عبد الله، مع تحفظي حول الإسم، فيما يلي:

    • نحن في السودان الشمالي ننتمي إلى الثقافة العربية الإسلامية، وهي سوية يمتنع معها التمييز بين أي شمالي أو آخر، سواء كان يساريا أو يمينيا، حاكما أو معارضا، غنيا أو فقيرا، مجاهدا من أجل المشروع الحضاري، أو مناضلا من أجل السلام، مشردا عن الوطن أو ناهبا لثرواته، قاهرا لشعبه أو خارجا ضد ذلك القهر، داعية للدولة الدينية أو مناديا بالدولة العلمانية. كلنا سواء: إذا ارتكب قادة الحكومات المتعاقبة، الديكتاتورية اوالديمقراطية، أخطاء قاتلة في حق الوطن، فإننا نكون كلنا قد ارتكبنا تلك الخطايا حتى وإن كانت ضدنا. إذا شن عبود والصادق المهدي وعمر البشير الحرب ضد الجنوبيين فإننا نكون كلنا قد شننا تلك الحرب حتى وإن عارضناها. أيادينا ملطخة بالدماء حتى وإن لم يطرأ لنا يوما أن نقتل احدا ولو في الأحلام. وعقابنا جميعا واحد لأننا مشتركون كلنا في الجريمة وبنفس المستوى. ولذلك فإن مصلحتنا الشخصية، مصلحة كل واحد منا هي ألا يطالب بعقاب أحد لأنه ارتكب ذنبا في الجنوب لأن العقاب سيطالنا جميعا.

    • يقول عبد الله في تسويقه لفكرته السابقة: « أصبحت السياسة تتكلم عن قطاع عريض، تتكلم الآن مش عن حزب كذا وحزب كذا، ومن أخطأ في حق الجنوب. وإنما بتتكلم عن قطاع، عن « ريس»، عن عنصر، ودا مهم لأنو دي الوقت بداية دخول فكرة الريس، العنصر، يعني في تناولنا وفي نظرنا الثقافي والسياسي، يعني نحن كنا بنتكلم عن والله الخطة بتاعت الجمهوريين هي كانت أفضل عن الجنوب وإنو مثلا اليسار كان أحنى بالجنوب، اليسار الشمالي، والجمهوريين الشماليين. لكن السيد الصادق والنظر العام دي الوقت يقول نحن الشمال السوداني، تتعدد اللافتات والشمال السوداني واحد. ودا مهم لأنو نحن دي الوقت بنتكلم عن ريس، كمدخل لدراسة التعقيد الجاري في السودان ودا بزيل المزاعم الخاصة للجماعات السياسية الشمالية من اليمين إلى اليسار إلى الوسط على أنها هي الفرقة الناجية في مسألة الجنوب: أنا أحسن من ديل، أنا كنت قدمت الفكرة الفلانية والموقف الفلاني وكذا وكذا.»

    • الفكرة الثانية المرتبطة بهذه هي أن ما قامت به الجبهة الإسلامية في الجنوب ليس أسوأ مما قامت به كل الأحزاب الأخرى وأن عذرها في ذلك هو الشفرة الثقافية المركبة فينا جميعا، وحقيقة أن القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها وحررته بطريقة خرقاء ومأزومة.

    • يتبع من كون القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها، وبصورة منطقية، أن تصغر وطنها ليتطابق مع ذاتها، وأن تترك ما عداه لمن لا ينتمي إليها، وهي دعوة إلى الإنفصال، يشارك عبد الله فيها عتاة العروبيين الإسلاميين وغلاتهم.

    • بعد أن يتساوى الوطن مع القومية العربية الإسلامية فإن الدعوة موجهة لنا جميعا لدخول برج الإنقاذ حتى وإن كنا نكرهه لأن دخوله يعني أننا لن نراه.

    وإذا كانت هذه هي القضايا الاساسية التي طرحها عبد الله في هذه المحاضرة، فما هي علاقتها بالثقافة؟

    الإجابة على هذا السؤال تدخلني إلى تكتيكات عبد الله في تسويق افكاره، وفي الإيحاء للكثيرين، من خلال هذه التكتيكات، وكما ظهر في تقديم الأخ محمد عبد القادر سبيل، بأنه عالم لا يشق له غبار، وأنه مؤلف للنصوص الكبيرة، وأنه علم من أعلام التنوير في بلادنا. وهي اوصاف تجانب حقيقة عبد الله مجانبة تكاد أن تكون كلية، وخاصة بعد أن سبق عليه كتاب الإنقاذ وزلزله نداؤها من ابواب الجحيم، وهو أمر سأوضحه في نهاية هذه المساهمة.

    التكتيك الأول: إخفاء الموقف السياسي المباشر في طيات الرطانة الثقافية، التي غالبا ما تكون خالية كليا من المعنى. فعندما أراد عبد الله أن ينفي حجج المعارضة السودانية في إدانة الإنقاذ لأجندتها العروبية الإسلامية الأصولية قال:

    « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة « ضحكة» لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.»

    فهذا الحديث المكتسي جلال الثقافة خاو تماما من المعنى. فما معنى أن يكون الإنقلاب العسكري الذي نفذته الجبهة الإسلامية عن طريق التأمر يوم 30 يونيو، مستلا من شفرة ثقافية عربية أو غير عربية؟ الشفرة الوحيدة في إنقلاب الإنقاذ هي «سر الليل» الذي استخدمه الإنقلابيون في تلك الساعات الأولى من الصباح، وهي شفرة فشل في حلها أحمد قاسم فلقي حتفه صباح ذلك اليوم، رغم ما يحمله، حسب عبدالله، من شفرة ثقافية عربية أسلامية أصيلة. وهل يمكن الحديث عن شفرة ثقافية، كما نتحدث مثلا عن شفرة جينية؟ هل إندغمت الثقافة في مفاهيم عبد الله الحديثة جدا في البيولوجيا؟ ومن كان يملك تلك الشفرة: الترابي مجدد العصر، الذي هجره المفتونون به عندما فقد السلطة، أم علي عثمان الذي أكتشف البعض قرابتهم معه بعد أن آلت إليه الأمور؟ وهل الشفرة الثقافية العربية الإسلامية واحدة؟ بحيث يتساوى فيها محمود محمد طه وقاتلوه؟ هل كل مسلم هو بالضرورة أخ مسلم؟ ما هذا الحديث الفج عن الشفرات الثقافية، بينما المقصود معنى سياسي واضح هو الدفاع عن الإنقاذ وجرائمها.

    • لا يستخدم عبد الله الثقافة وحدها في الدفاع عن آرائه السياسية، بل يستخدم كذلك الهراء المحض. وأنا استخدم كلمة «الهراء» هنا، بالمعنى الذي استخدمها به أحمد بن الحسين، عندما فسر الهراء بأنه : « الكلام بلا معاني»:
    ولولا كونكم في الناس كانوا "هراء كالكلام بلا معاني"

    • . فلنستمع لعبد الله مرة أخرى وهو يحاول أن يدمغنا جميعا بما أقترفه نظام الجبهة الإسلامية من خطايا في حقنا، وأقصد نحن كجنوبيين وشماليين:
    « نحن كلنا إذا كنا سودانيين شماليين في هذا اللقاء، لنا إشكال في شفرة ثقافتنا، وفي رموز ودلالات لغتنا وفي شحناتها التاريخية وفي علاقاتها التاريخية بحيث أنه يصبح مفهوم الفريق الناجي ضئيل جدا. وبحيث تكون التبعة والذنب والخطأ هو الخيط الذي يصل بين الجماعات الشمالية كلها.»
    ولاحظ هنا أن الإستنتاج السياسي، وهو تجريم الجميع، واضح جدا ومقيل بلغة لا لبس فيها ولا غموض، لغة سياسية صافية، أما المبررات فهي الهراء المحض الذي لا معنى محددا له، والذي يلوذ بالشفرات والرموز والدلالات والشحنات.

    • لقد تساءلت بيني وبين نفسي: هل أنا مسؤول عن الجرائم التي حاقت بأهلي في الجنوب؟ هل ساهمت فعلا في قهرهم؟ بل هل توانيت في استخدام كل ما أملك من طاقات للدفاع عنهم من مواقعي؟ وأجبت بضمير مرتاح: أنني لست مذنبا. صادقت الجنوبيين والجنوبيات منذ نعومة أظفاري، لم أشعر بتفوق عليهم، وإن شعرت بتفوق الكثيرين منهم عليّ، ولم أحتج في ذلك إلى جهد كبير، لأنني تحررت من أوهام التفوق العرقي وأنا لم أشب بعد عن الطوق، في عام 1969 اقترحت في أتحاد طلاب جامعة الخرطوم أن نبعث لجنة لتقصي الحقائق في الجرائم التي ارتكبت في الجنوب عامي 1965 و1966، وذهبنا في وفد من أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية، هم أبدون أقاو، وحاتم بابكر، وعبد الله حميدة وشخصي، وحققنا في جرائم الملكية في جوبا، وفي مذبحة العرس في واو، وهددنا مدير المديرية الإستوائية، يوسف محمد سعيد، بالسجن لأننا رفضنا لغته المسيئة ومفاهيمه النازية، وتضامنا مع صديقنا ورفيقنا أبدون أقاو، ضد تهجمه الشخصي.
    وعندما عدنا إلى الخرطوم عرضنا الحقائق الدامغة في مؤتمر صحافي غطته كل الصحف في اليوم التالي، وأصدرنا إدانتنا الدامغة للجيش السوداني و قيادته السياسية. وكنا نسعى إلى المواصلة لولا قيام إنقلاب مايو بعد ذلك بأقل من أسبوع. وفي 1970 ذهبت ضمن مجموعة كبيرة من أعضاء جمعيتي الثقافة الوطنية والفكر التقدمي إلى جوبا وواو وملكال، وعشنا مع الناس واقمنا الفصول للطلاب والاسواق الخيرية لصالحهم وحلقات محو الأمية للكبار، وساعدنا النساء والعمال على التنظيم وخرجنا من كل ذلك بصداقات باقية حتى نهاية العمر. صادقت أخوتي الجنوبيين في الجامعة، وصار «بيتر نيوت كوك» أعز أصدقائي وأعتبره عالما، ديمقراطيا، مثقفا، وقانونيا ضليعا، ضمن مثقفين وعلماء كثر يعج بهم هذا السودان. أيدت نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ أن إنشئت، وأشدت ببرنامجها ودافعت عنها في جميع المنابر دفاع من لا يلوك كلماته أو يخشي في نصرة الحق لومة لائم. وناديت في رفق من يفهم ظروفها، والتعقيدات المحيطة بها، والشروط التاريخية التي لا تملك منها فكاكا، وليس المتحامل عليها من مواقع التآمر السياسي مع الطغاة الأصوليين، إلى تحولها إلى حزب سياسي من حلفا إلى نمولي كما يعبر قادتهأ، واقمت مع هؤلاء القادة أنفسهم ومع أسرهم علاقات حميمة وقوية.

    • كيف إذن يحملني عبد الله علي إبراهيم بدوافع تواطئه المذموم مع الجبهة الإسلامية الخطايا التي ارتكبها القتلة والمجرمون والمهووسون في نظام الإنقاذ أو خارجه؟ وقد تحدثت عن نفسي هنا، ليس لتفرد موقفي أو شخصي، بل لإعطاء مثال محدد لا يستطيع عبد الله أو غيره أن ينازعني عليه. مع علمي أن موقفي هذا هو الموقف المشترك، وإن اختلفت التفاصيل، لمئات الآلاف من أبناء وبنات وطننا الكبير الذين لا يكنون لأخوتهم الجنوبيين سوى الإعزاز. وليس سرا أن عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشمال قاتلوا في صفوف الحركة الشعبية طوال هذه السنين، وبلغوا في ذلك شأوا لم نبلغه.

    • هل معنى ذلك أن « الثقافة العربية الإسلامية» وحتى في أكثر صيغها رقيا، خالية من النزعات الإستعلائية، المحقرة للآخر والمقصية له من مجال الكرامة، أو حتى من مسرح الحياة نفسها؟ طبعا لا. ولكن القول بأننا جميعا مشتركون في هذه المفاهيم الحاطة من قدر الإنسان وكرامته، هو القول المرفوض والمردود في تهجمات عبد الله الغليظة علينا جميعا. شخصيا، لا أحمل من هذه النزعات شيئا كثيرا أو قليلا، بل سخرت عمري حتى الآن لمحاربتها ودفعت مستحقات موقفي. وهنا أيضا لا أتحدث عن تفرد شخصي، بل أريد أن أقيم الحجة على عبد الله بصلابة لا يستطيع أن يتخطاها أو يلتف حولها، وأعلم في نفس الوقت أن مئات الآلاف من أبناء السودان وبناته يحملون الموقف ذاته، ومنهم من يعبر عنه بعمق أكثر مما أستطيع، ويدفع مستحقاته بتحمل أقدار من الظلم لم تطالني بنفس الدرجة. كما أعرف أيضا أن عبد الله سار في هذا الطريق لبعض الوقت، وهاهو قد سبق عليه كتاب الإنقاذ، فتنكب ذلك الطريق، وصار يقبل من الثقافة العربية نفسها أكثر جوانبها معاداة للديمقراطية والإستنارة، وتغييبا للإنسان.

    • ليس صدفة أن عبد الله يتحدث عن شفرة ثقافية، غير عابئ بالخلط بين العلوم والتخصصات والفلسفات. فغرضه من ذلك تحقيق سوية غير متمايزة من الشماليين جميعا، ليسوقهم، بالتخليط والتشويش، وبالإبتزاز الصريح المستند إلى الجدار القمعي الحاكم في السودان، والمعتمد في المدى البعيد على مستودعات التجهيل التي أشاعتها الإنقاذ، إلى خطيئة واحدة، وثقافة واحدة ، وتاريخ غفل من الفعلة، وجرائم غاب مرتكبوها في سديم الشفرات. ولا يجد عبد الله صعوبة في كل ذلك، نتيجة للتشويش الفكري الذي يعاني منه هو شخصيا، لإفتقاره للأدوات الدقيقة التي تصنف المفاهيم وتحدد الدلالات وتزيل التناقضات.

    • ماهي هذه الشفرة الثقافية يا ترى؟ ما هي طبيعتها؟ كيف نفك رموزها ومن يملك تلك الرموز؟ أيملكها حسن عبد الله الترابي أم علي عثمان محمد طه أم البشير؟ أم يملكها عبد الله شخصيا ولا يريد أن يجود علينا بأسرارها؟ أمن ضمنها الأصولية الإسلامية والدولة الدينية، والحرب الممتدة، والتطهير العرقي والإسترقاق، وإضطهاد النساء والبتر والقطع والصلب والخلافة عن الله؟ أمن ضمنها الطغيان والدكتاتورية؟ أمن ضمنها النهب الإقتصادي والأثرة والأنانية والشراهة التي تغطي عوراتها بالنصوص المقدسة؟ أمن ضمنها تقسيم البلاد إلى حاكورات يملكها أهل الإنقاذ فيسدون أبواب الرزق على كل من عداهم من أهل هذه البلاد؟ أية شفرة يتحدث عنها عبد الله؟
    • يسهل على عبد الله أن يتحدث عن سوية غير متميزة، لأنه يعتقد أنه يمكن حتى الآن، أن نتحدث عن المجتمع، وهو هنا المجموعة الشمالية العربية المسلمة، في تصنيف عبد الله، وكأنها «جوهر» مستقل عن خصائصه! وهو في ذلك يتخطى إلى الوراء، وفي قفزات نكوصية مذهلة، إرث أكثر من ألفي عام من المنطق الفلسفي والعلمي، وتلك نقطة سنعود إليها في غير هذا السياق.

    • يهمني أن أقول هنا، أنني، ولإنتمائي لشعبي، لا أنتمي لمقولة عبد الله الذهنية حول «الجماعة العربية المسلمة»، بل أنتمي لهوية أوسع هي الشعب السوداني، المتمايز قوميا ونوعيا وطبقيا ودينيا وثقافيا، والذي يشد عراه مع ذلك إنتماء جامع إلى وطن واحد، نحاول أن نوسعه ليشمل الجميع ويحتفي بالجميع. المقولة الذهنية الخاصة بعبد الله، تقوم على فكرة هجرتها البشرية حاليا، هي فكرة النقاء العرقي، بل إن كل قرون إستشعار المخاطر المحدقة، تستيقظ وتدق أجراسها عندما تسمع من يردد هذه الفكرة التي تترتب عنها مناهج في التفكير أورثت البشرية اضرارا فادحة. وقد دفعنا ثمنها في السودان، قبل أن تجيئ حكومة الإنقاذ، ولكن حكومة الإنقاذ حملتها إلى نهاياتها الأكثر دموية وعنفا. وإن أي تحليل يحاول أن يطمس الحدود بين الإنقاذ وما عداها، ويساوي بينها وبين من سبقها، أو حتى يساوي بينها وبين من يحمل هذه الافكار نفسها ولكنه لم يشأ أن يطبقها أو لم يجد وسيلة لتطبيقيها، لهو تحليل معطوب ومتنكب للصواب. ولذلك فإن وضع عبد الله الطيب، أو الطيب صالح على سبيل المثال، في نفس معسكر الترابي والبشير، وإن حمل الرجلان بأقدار متفاوتة مفاهيم عروبية ذاهلة عن حقيقة شعبهما ونفسيهما، من الأخطاء المنهجية الكبيرة التي تورط فيها البعض دون أن يستبينوا الخطل فيما يزعمون.

    • إنتمائي للسودان كهوية جامعة لا ينفي بل يغذي، الإنتماء لهويات أصغر، شريطة ألا تتعارض تلك الإنتماءات، أو تلك الهويات الأصغر، مع المباديء الجامعة للجماعة السودانية، الشمالية الجنوبية الشرقية الغربية الوسطية، وهي مبادئ المساواة والعدالة والرفاه والكرامة والحقوق الإنسانية المملوكة ملكية جماعية. أي أنها لا تتعارض مع الإسلام المستنير، بل تتقف مع جوهره الخير الداعي للحرية، والمتصالح مع العلمانية، وحقوق الإنسان وكرامته. وما العلمانية سوى إدارة الناس لشؤون دنياهم بعيدا عن أي كهنوت. وهي بهذا المعنى حركة مجتمعات لا محيد عنها ولا مهرب منها، طالما أن المجتمعات تسير دون هوادة في إتجاه الإمساك بمصائرها، وإقامة بنائها على أساس من العدل والرشد. وهذا قول يحتاج إلى تفصيل لا يتسع له المقام الحالي. كما لا تتعارض مع المسيحية أو الديانات العريقة المبجلة للطبيعة او للجوهر الإنساني، ولا تتعارض مع علوية الإنسان من حيث هو إنسان، بل تمتد بهذه العلوية إلى آفاق أكثر رحابة باستمرار, وتتسع الهوية السودانية الجامعة لكل الهويات العرقية الأصغر، ومنها الهوية العربية بخصائصها السودانية التي وصفناها. أقول السودانية، وأعتبرها مركز جملتي، لأن الأوطان تصبغ خصائصها وتعطي إسمها لكل الجماعات الوافدة عليها، وحتى وإن كانت وفادتهم تدشينا لعهد جهد جديد، ومرحلة تاريخية متطورة. وهي تعطيهم إسمها، وسماتها، وخيراتها، وتفرض عليهم واجبات حمايتها، وتصوغهم وفق قوانين اجتماعها، في نفس الوقت الذي تتسع لمواهبهم وثقافاتهم وألسنتهم وأديانهم أو تتبناها. وهذا أيضا يحتاج إلى تفصيل لا يتسع له المقام الحالي. ولا ترفض الهوية السودانية الجامعة بالطبع، اللغة العربية، ولكنها لا ترفض كذلك اللغات الأخرى بل تحتفي بها. ونسبة لحاجة الجماعة الموحدة في الوطن إلى لغة مشتركة، فنحن نرشح اللغة العربية لتكون ذلك الوسيط، على أن تتطور هي نفسها لتكون لغة عالمية، علمانية لا يشعر المتحدث بها أنه ملزم، لهذا السبب، بالإيمان بدين غير دينه. أي فك الإرتباط الأيديولوجي بين اللغة والمكونات الثقافية الخاصة بجماعة في الوطن دون سواها، وتوسيع القطاع العلماني في التعبير بطابعه الإنساني الشامل، المتمايز عن الخطاب الديني الأصولي، الذي يحاول في كل مناسبة أن يستر ضعفه ويخفي تهافت منطقه، بالتحصن والتسلح والتصفح، بالنصوص المقدسة التي يحرفها عن مواضعها ويستغلها في استدامة أنماط تفكيره وإحكام أدوات سيطرته على العقول. وهو ما فعلته كل اللغات المتطورة في العصر الحالي، دون أن تكون عاجزة بالطبع عن التعبير عن القيم الدينية لمن يريد أن يعبر عن تلك القيم. ويتبع ذلك رفع الحرج، التأصيلي، الذي ابتليت به اللغة العربية على أيدي بعض ممثليها من حراس القديم، والمتمثل في تحفظها في الأخذ من اللغات السودانية الأخرى، من نيلية وحامية ونوبية بدويت، ومن الدارجة السودانية وترقية تعابيرها ورفعها كل يوم إلى مصاف اللغة الفصحى، كما ترفع الفرق الكروية التي تتميز في أدائها إلى المستويات الممتازة، باعتبار هذه اللغات هي المستودع الذي لا تنضب مياهه للتعبير اللغوي المعاصر والمتطور والذكي والطريف. وباعتبار قربها من الوجدان الشعبي ومقدرتها على التعبير عن أدق خلجاته. ويمتد رفع الحرج إلى الأخذ من اللغات العالمية كل ما تحتاج |ليه لغتنا لتكون بالفعل لغة للعلوم والفلسفة والإزدهار الأدبي والثقافي. ونخص هنا اللغة الإنجليزية، مذكرين بما حدث لهذه الأخيرة نفسها في بداية النهضة الصناعية، إذ تمثلت في ظرف عدة سنوات أكثر من عشرة ألاف كلمة من اللغة الفرنسية التي كانت أكثر تطورا منها، ليس في مجال اللاهوت، بل من حيث قابليتها للتعبير عن النهضة العلمية الكاسحة التي شهدتها بريطانيا في ذلك الوقت. ولا يساعد على تطور اللغة العربية في هذا الإتجاه، خطاب المهووسين من الأصوليين، الذين يريدون أن يوحوا في كل ما يكتبون بأن إجادة اللغة العربية مرتبطة باعتناق الإسلام. كما لا يساعد فيه ما يوغل فيه بعض اليساريين السابقين، من إبداء طقوس تدينهم في كل حرف يكتبونه، تملقا للمهووسين. وليربأ هؤلاء بإيمانهم من هذا الإستخدام غير الوقور. وهم على كل حال لن ينالوا رضا الأصولين ولن يأمنوا شرهم عن هذا الطريق. فأنت لا تأمن شر الإنقاذيين إلا بالإذعان لهم، إذعانا كليا، أو النهوض في وجوههم وكسر شوكتهم. فهم يفضلون الإذعان على الإيمان، في حالة التخيير بين هذا وذاك. وهم ليسوا وحدهم في ذلك، فجنود إبن العاص كانت تصد أفواج الفلاحين المصريين عن دخول الدين الجديد، لأنهم حينها لن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، والصغار هو الإذعان كما تعلمون. نرشح اللغة العربية، ونعتقد أنها يمكن أن تقوم بهذا الدور، دون استبعاد لأية لغة أخرى، وتجيئ المسألة كاقتراح لأن المجال مفتوح أمام تنافس لغوي لا يمكن حسم نتيجته بصورة مسبقة. وهذه أيضا من أمهات القضايا التي لا بد أن يدور حولها الحوار المفتوح والمثقف.

    • « الجماعة العربية الإسلامية »، التي يتحدث عنها عبد الله علي إبراهيم، هي جماعة عربية نقية العروبة، لم تخالطها دماء زنجية أو حامية، ربما لأن الجماعة العربية الإسلامية التي جاءت إلى السودان، أبادت شعبه الأصلي، من بناة الحضارات القديمة، الذين تمتد جذورهم إلى ما وراء التاريخ، والذين اختلطوا بهذه لأرض، يأخذون سيماءها وتأخذ سيماءهم، ويغيرونها بالفعل المديد، وتمتد فيهم وتخالط منهم الدماء. ربما أبادتهم القبائل العربية الباحثة عن الأرض والفضاء والماء والمرعى، والضائقة بمن لا ينتمون إلى شفرتها الجينية من الشعوب.« يسميها عبد الله الشفرة الثقافية» ربما ابادتهم هذه القبائل، لأننا لا نجد عند عبد الله تفسيرا لمقولته الذاهلة، حول النقاء العرقي لهذه القبائل، وحول أختفاء هذه الشعوب التي صارت أثرا بعد عين. إن أقل إتهام نوجهه لعبد الله هنا، هو أنه ذاهل كليا عن النتائج المترتبة على مقولته، وأنه عن طريق الخرق " بفتح الخاء والراء" الفكري القليل المثال أزال شعبا كاملا من الوجود دون أن يشعر أنه مطالب بأن يقول شيئا، ولو قليلا، عن هذه الصور التوراتية لزوال الشعوب. فهل جاءت القبائل العربية بنظرية عرفناها بعد ذلك عند اليهود، وهي قصة شعب بلا أرض، يبحث عن أرض بلا شعب؟ ولكن التاريخ والحقيقة أكثر حكمة من عبدالله، وأحكم منه كذلك جميع المؤرخين وعلماء الأنثربولوجيا والآثار، الذين قالوا، وأطنبوا في القول، أن الجماعات العربية الوافدة إلى السودان اختلطت بشعبه، وأن اختلاطها قد أذاب العنصرين في هوية جديدة، لا يمكن أن نسميها عربية خالصة إلا بمصادرة غافلة عن الحقيقة والواقع، ولا نفعل ذلك إلا لأننا نحقر جزء أصيلا من مكونات الهوية الجديدة، مما يفتح الأبواب لانفصامات النفس وفساد الوجدان وخلل العقل. ولا أحب أن أوحي من قريب أو بعيد، بأن عملية الإختلاط هذه شملت الجميع من العنصرين، بل لا أستطيع أن أحدد لها نسبا كمية دقيقة. كما لا أحب أن أتبع المنهج الشيلوخي في تقسيم الإنسان إلى أرطال من اللحم أو أوقيات من الدم، أضع لها قيما متفاوتة كما يفعل القصابون. ولكني اقول باطمئنان أن هذا الإختلاط وإن لم يشمل أغلبية العناصر السودانية العريقة، فإنه شمل الاغلبية العربية الوافدة، ودون أن يحط من شأن هؤلاء أو يعلي من أقدار أولئك. وهذه هي الحقيقة الهامة فعلا، وهي وحدها كافية لدحض مقولة عبد الله عن النقاء العرقي العربي.

    • والجماعة العربية المسلمة، في تعريف عبد الله، أصولية العقيدة محكومة بالشريعة الإسلامية في اقصى صورها بعدا عن العصر، وهي دعوة دعا إليها عبد الله مرارا وتكرارا، وطالب الآخرين بالإنتماء إليها. والجماعة العربية الإسلامية إنقاذية الإنتماء السياسي، منكفئة على ذاتها، رافضة للآخرين، كارهة للتعددية بكل أشكالها وألوانها. إنها سوية أيديولوجية غير متمايزة، مقولة ذهنية في ذهن "مرهق"، ذاهل عن العصر. أقول لعبد الله ولأمثال عبد الله، إنني شخصيا لا انتمي إلى هذه المقولة الذهنية. فليكف عن تصنيفي على هذا الأساس. إنني أنفي عن نفسي فكرة النقاء العرقي، بل تجري في عروقي دماء الأقوام السودانية العريقة، كما تجري في عروقي دماء عربية لا أنكرها ولا أتيه بها على الآخرين. وعندما أتحدث عن الدماء فإنني أتحدث بكثير من المجاز، لأن الموضوع الوراثة يتعلق بالحامض النووي، وبالمورّثات عموما، والتي تعطي الفرد خصائصه الجسدية، ومصطلح الدم، كمحدد للهوية، مثله مثل مصطلح القلب كمكمن للعواطف، مصطلح مجازي تخطته العلوم. ولا فرق بين دماء عربية أو زنجية، حامية أو سامية، ملكية أو عامية. كما يمكن للإنسان أن يغير دمه كليا ولا تتغير هويته في قليل أو كثير، وهو أمر يحدث أمام أعيننا كل يوم. ولا يقتصر الأمر على الذين يغيرون دماءهم لأمراض تصيبهم، بل إن الناس جميعا تتغير دماؤهم كليا أو جزئيا عدة مرات في العام الواحد. وقد آن لنا أن نتحرر من جهالاتنا "الدموية"! الدم حامل للحمض النووي ولكنه متمايز عنه تمايزا كليا. وإذا كان الأمر لا يتعلق بدماء نقية أو ملوثة، نحسها تجري في عروقنا، بل يتعلق بشفرة جينية، تكاد أن تكون، من فرط دقتها، مفهوما رياضيا، فإن جوهر المسألة يصبح هو قبولنا لأنفسنا وتأمل ذواتنا في مرايانا الخاصة، وليس النظر إليها بمرايا الآخرين. حينها سنكتشف كم هي جميلة هذه الهوية السودانية، وكم هي متمايزة عن الآخرين في نفس الوقت. ولكن مرايانا نفسها تحتاج إلى التطوير والصقل، لترى تلك القوى الهاجعة في بطن هذه الأم الرؤوم المعطاءة، "المملوءة الساقين أطفالا خلاسيين." وحينها سيكتشف السودانيون أن ما يطلبونه، أي يبحثون عنه، " قد تركوه ببسطام" كما نقل عبد الحي عن فتوحات إبن عربي المكية. فقد تميز السودانيون في كل أرض حلوا بها، لأنهم يملكون طاقة التميز والفوت، عندما يتعلق الأمر بالخصائص الجوهرية في الإنسان، أي علمه، وعمله، وأخلاقه وكرامته. أي لم يكن أكثرهم تفوقا، بالضرورة، أولئك الذين يحملون سمات خارجية أقرب إلى تلك المجتمعات الجديدة التي حلوا بها. ومن يتأمل هذا الأمر يعود إلى ذاته راضيا عنها مرضيا.

    • أتحدث عن نفسي في قضية الهوية، لدوافع ذكرتها تتعلق بالإختيار، وهذا زمن الخيارات الحاسمة، ولكني أعتقد أن ما أقوله عن نفسي ينطبق بصورة أو أخرى، وبهذه الدرجة أو تلك على كل هؤلاء المتحاورين حول الهوية، ومنهم عبد الله علي إبراهيم، كما ينطبق على زعمائنا جميعا دون استثناء. ينطبق على الشريف زين العابدين الهندي، الذي قال أننا جئنا إلى هنا وتزوجنا الإفريقيات، ومن هنا جاءتنا هذه "الشناة"، في مناسبة حضرتها شخصيا، وفي قول أورده صديقي الباقر العفيف الذي تناول الهوية وكتب عنها ما لم يكتبه سواه، وحلل كلمات الهندي بما لا يحتمل الزيادة، كما تنطبق على أحمد الميرغني، وعلى أخيه محمد عثمان، وعلى الصادق المهدي، وعلى حسن عبد الله الترابي، وعلى محمد إبراهيم نقد وعلى عثمان محمد طه وغير هؤلاء. وقد طالبت هؤلاء جميعا، بأن يبرزوا " أشجار نسبهم" السودانية الحقيقية، التي يخفونها كما يخفي الإنسان عورته، كما ابرزوا من قبل أشجار نسبهم العربية المؤسطرة والمتخيلة، لأنهم إن فعلوا ذلك، فإنما يقدمون لأهلهم خدمة جليلة، تفتح لهم الطريق إلى التصالح مع أنفسهم، وإطراح الأوهام التي تضر ولا تفيد، عن أصلهم المتميز والمتفوق.

    • ثم يصل عبدالله بعد ذلك إلى قمة محاضرته، وهي في نفس الوقت قاعها، وهي دعوة الجميع إلى دخول برج الإنقاذ. يقول: « في هذا الصدد أري إنو يجب أن نعترف أننا كلنا ننتمي إلى النظم السيئة، مش النظم السياسية. ننتمي إلى الشفرة الثقافية الموصوفة بالسوء. بقول كان البروفسور إدوارد سعيد ضرب مثل، وأنا أستعين بيهو هنا، قال إنو في كاتب فرنسي كان يكره برج أيفل جدا، لا يطيق رؤية برج إيفل، وكان حله لما يضيق به الضيق النهائي، ويصبح برج إيفل بالنسبة له شبح وكذا، يصعد البرج ويجلس في مطعم البرج ويأكل. قيل له: ليه. قال، لانو تلك اللحظة الوحيدة التي لا أرى فيها البرج «ضحكة». فيا أخوانا نظام الإنقاذ أنا بصفه بأنه برج أيفل لينا « ضحكة ». لا نطيقه، مزعج، كلنا عندنا مواقف حتى أنصاره « ضحكة ».»

    • دعوة عبد الله هنا هي أن ندخل برج الإنقاذ « ونأكل» منه حتى لا نراه. وهو يستعين على دعوته هذه، بالأمثلة، ويعاني في طرحها حرجا عظيما تنوء به الجبال، تظهره الضحكات العصبية المستوحشة، وتظهره العبارة المتهالكة، المستعصية على الفهم، ويظهره تداخل الكلام بعضه في بعض، و الزوغان في نهاية العبارة من معناها الواضح الصريح. ما الذي يجبر عبد الله على كل هذا العناء وهو المشفق على الجميع من الإرهاق؟ ودعونا هنا نناقش المثال الذي أورده عبد الله، وهو يقع في مجال المجاز، وإذا كانت لعبد الله مساهمة متميزة فهي في مجال المجاز وحده وليس سواه. رجل وحيد، غريب الأطوار، يكره برج إيفل، وليس غريبا أن يكون الرجل وحيدا وغريب الأطوار، لأن من يكره إنجازا حضاريا مثل برج إيفل يجب أن يكون كذلك. فهو يكره إنجازا حضاريا يمثل مصدر فخر للشعب الذي شيده، وتفخر به البشرية في عمومها لأن من عاداتها أن تفخر بمثل هذه الإنجازات. هذا الرجل يعتقد أن برج إيفل هو مظهره الخارجي وحده، أي هذا الإمتداد الفولاذي الذي يشق عنان السماء، وليس باطنه، بما فيه من عجائب هندسية ورؤية ساحرة، وأماكن للترويح عن النفس من ضمنها المطاعم التي يأكل فيها ذلك الرجل. رجل يجهل حقيقة يدركها كل الناس وليس السواح وحدهم، وهي أنك عندما تدخل برج إيفل فإنما تراه بصورة أفضل، بل يعتقد أنك إذ تدخله لن تراه. ما الذي يقابل هذا الرجل عندما يتعلق الأمر بمن يكرهون الإنقاذ؟ وما الذي يقابل برج إيفل عندما يتعلق الأمر ببنائها الداخلي؟

    • إن حقائق الواقع الماثلة تقول أن الاغلبية الساحقة من شعب السودان تكره الإنقاذ، لأسباب أقوى بكثير من تلك الأسباب التي تحمل بعض الشعوب على كراهية حكوماتها. والاغلبية الساحقة إن كرهت نظاما سياسيا فإنما تسقطه ولا تدخله. وهذا هو الطريق الذي يسير فيه شعب السودان حاليا، بعد أن ساعدته الحركة الشعبية لتحرير السودان على قطع نصف الطريق. ومهما تغيرت الأساليب فإن الغاية واحدة، وهو إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه طوبة طوبة، طال الزمن أم قصر. ولكن ذلك سيحدث عن طريق صعود الشعب السوداني مراقي جديدة في التمسك بحريته وحقوقه، وامتلاكه أدوات جديدة، سلمية في غالبها. وهذا أمر طبيعي فالإنقاذ بكل ما تمثله من فكر وممارسات عملية ليست سوى بثور علقت بهذا الجسم الجميل وهي لا شك زائلة. وهذا من طبائع الأشياء لأن الشعب الفرنسي، وليس ذلك الرجل الغريب الأطوار، إذا كره برج إيفل، فإنه سيقتلعه من " الجذور"، ليزيل الأذى عن خط باريس السماوي. ومن الناحية الأخرى، هل يمكن المقارنة بين الإنجاز الحضاري المتمثل في برج إيفل، و"المشروع الحضاري" المتمثل في الإنقاذ؟ ندخل برج إيفل فنأكل الفروي دوميغ، والكوت دو بوف،والفياند سينيان، وبعضنا يأكل شكروت الألزاس، وما يصاحبها من الأجبان والنبيذ المعتق. فماذا نأكل عندما ندخل الإنقاذ؟ عبد الله نفسه يعطينا مثالا عمليا على ما يمكن أن نأكله، فمن ضمنه الدعوة الصريحة إلى الباطل الصريح ومن على رؤوس البيوت، وخيانة المثقف لواجبات التنوير وإستخذاؤه للطغاة، فقط لأنهم طغوا. وهو طريق لم يختره أولئك الفتية الذين حاضرهم عبد الله في أبي ظبي، أو نشر عليهم افكاره في السودان وفي بلدان الشتات. خيانة النفس، إذن، والتنكر لرسالة المثقف ، هي أفضل وجبة يمكن أن تقدمها إلينا الإنقاذ. ولكن ليس ذلك بالنسبة لها سوى "المقبلات". إذ تجيئ بعد ذلك الوجبة الرئيسة وهي مشاركتها في خطاياها جميعا، المكسوة بالقمع والمتوجة بالإبادة الجماعية للاقوام والشعوب، أما " التحلية" فهي إقامة الرفاه المادي للقلة الغليظة الحس، على خلفية من الإفقار المطلق لشعب كريم. "ثم ثانيا" كما يقول أحد أصدقائي وهو يطرح نقطته الخامسة: إذا كان ذلك الرجل يأكل في برج إيفل ويذهب إلى بيته، فهل يمكن الأكل في برج الإنقاذ والخروج منها بعد ذلك، وكل ليلة؟

    • أقول لصديقي عبد الله: دعوتك مرفوضة يا " أخا العرب"، لأنه مهما بلغ حب الناس لك، فإنه لا يبلغ مبلغا يجعلهم يختانون أنفسهم. فهم لم يحبوك على باطل، بل أحبوك على حق. فهل تسير وحدك في دربك الموحش؟ هل تواصل وحدك " رحلة بائسة"؟ هل تتوغل وحدك في صحراء الإنقاذ؟ هل تخوض وحدك في وحلها؟ وهل صار حتما مقضيا أن تقطع رحلة الألف ميل وقد بدأت بخطوة واحدة؟ الخيار خيارك يا عبد اللهّ. وأقول "وحدك" مشيرا إلى وحشتك في قطيع من الذئاب، وليس إلى خلو المكان من الآخرين، ومنوها بمجدك الذي بنيته على بسط ثوب الإستنارة عندما كتبت عن " الناس والكراسي" مذكرا اللبراليين الذين تعثرت ألسنتهم عن إدانة العدوان البربري على تراث الشعب، الذي قامت به عام 1968 هذه الفئة نفسها التي تدعو الناس إلى دخول برجها اليوم، بتلك اللحظات التي تعثرت فيها أرجلهم في باحات الرقص والمخاصرة في جامعات الغرب، وبذلك الفرح الخجول الذي لا يريدون أن يدفعوا مقابله شيئا.

    • سألت في موقع سابق من هذا المقال عما يجبر عبد الله على مثل هذا المآل، وعما يدفعه إلى تحمل هذا الحرج الكبير. ولو وضع عبد الله في موضع يجبره على الإجابة على مثل هذا السؤال، لتعلق أيضا بمقولة ثقافية ما ، غالبا ما تكون خالية من المعنى. وكما أوضحت أن دوافع عبد الله سياسية بحتة، مكسوة بجلال كاذب ومغشوش، فإني أقول أن بداية التحول الفكري لعبد الله، كانت سياسية أيضا، أو قل أنها كانت سياسية نفسية. وهي تتعلق تحديدا بموقفه من الإنقلاب العسكري الذي حدث صبيحة الثلاثين من يونيو 1989. موقف عبد الله كديمقراطي، وموقفه كعلماني، وموقفه كتقدمي، كان يملي عليه، كما أملى علينا جميعا، أن يرفض ذلك الإنقلاب، حتى ولو لم يكن قادرا على مقاومته. هذا الموقف لم يستطعه عبد الله، ليس لأنه كان طامعا في منصب أو مال أو جاه، ولكن لأنه لم يجد في ذاته قوى وطاقة كافية تسنده ليقف ذلك الموقف. ولذلك عندما دعته السلطة الإنقاذية المغتصبة، إلى المساهمة في إعطائها شرعية أمام الشعب، وخاصة من مثقف تقدمي مثله، له كل هذه الشنة والرنة، فإن عبد الله لم يستطع سوى أن يلبي النداء، وشارك في "مؤتمر الحوار الوطني" وشاهده الناس جميعا، وعلى وجهه ذلك الحرج الأسطوري، وهو يقبل الإنقاذ كبديل للديمقراطية، ويقبل النكوص كبديل للتقدم والتنوير والإنفتاح. وقدفعل عبد الله ذلك والدماء التي أسالتها الإنقاذ ما تزال حارة فوارة، كما أنه في طريقه إلى " المؤتمر" قد مر بالجثة الكبيرة لكيونونة كانت تسمى الديمقراطية الثالثة. تلك خطيئة لم يفق منها عبد الله بعد ذلك، مع أن الطرق كانت أمامه مفتوحة لإنقاذ النفس من "الإنقاذ". عندما خرج عبد الله من السودان، كان يمكن أن يوضح أن موقفه نتج عن غريزة حب البقاء، وهي غريزة مركبة في الناس جميعا، ولكنهم يتعاملون معها بطرق مختلفة، تتراوح بين البطولة والتقية والمخاتلة وتصل إلى قبول الموت المعنوي إنقاذا للجسد. وكان يمكنه أن يعتذر إعتذارا خفيفا، ويواصل الدعوة إلى ما كان يدعو إليه قبل الإنقاذ. ولكن عبد الله لا يجيد الإعتذار، بل لا يقبله حتى وإن كان مستحقا، كما قال في محاضرته هذه، ولذلك اختار أن يحول الموقف الناتج عن ارتخاء الركب، إلى موقف فكري شامل ومحيط. وذاك لعمري اختيار بئيس.

    • في نفس الوقت الذي نشرت فيه محاضرة عبد الله، كنت أعيد قراءة سيرة سقراط، كما جاءت في محاورات أفلاطون، وخاصة كتاب "الدفاع": أبولوجيا. صعقتني المفارقة بين هذا وذاك. فهذا الرجل الذي عاش قبل ألفين وخمسمائة عام لديه ما يقوله لنا حتى اليوم. فعندما قالت عرافة دلفي، وهي إلهة في ذلك الزمان، وناطقة باسم الآلهة وخاصة زيوس، أنه ليس بين البشر من هو أكثر حكمة من سقراط، حار سقراط حيرة شديدة في هذا الأمر. فهو يعلم أنه لا ينطوي على قدر يؤبه له من الحكمة أو المعرفة، ولكنه يعلم في نفس الوقت أن الآلهة لا تكذب، ولم تغب عن فطنته بالطبع أن شهادة الآلهة لم تكن فقط في صالحه، بل تتوجه حكيما على كل البشر. لم يقبل سقراط، لما ركب فيه من هذا العناد البشري المتطاول، حكم الآلهة، لا من حيث قداسته وتنزهه عن الكذب، ولا من حيث أنه جاء في صالحه وحده دوه سواه. فصار يزور أولئك الذين اتصفوا بالحكمة، من حكام ومفكرين وشعراء وأدباء، فاكتشف لدهشته أنه أكثر حكمة من هؤلاء جميعا، لأنه كان يسألهم عما اشتهروا بإتقانه والتخصص فيه، ويظهر لهم من خلال إجاباتهم وبتلك الماكينة العقلية الهائلة التي كان يملكها، أنهم لا يعرفون، معرفة حقة، ما يدعون أنهم يعرفون. وتوصل إلى أنه أكثر حكمة منهم، لسبب بسيط جدا، وهو أنه يعرف أن معرفته متواضعة، وأن الكون لم يكشف له إلا شيئا قليلا من أسراره، وأن عليه أن يمضي دون هوادة في الإستزادة من المعرفة، بينما تربع هؤلاء على حصاة من المعرفة ظنوها جبالا شوامخ. وقال سقراط وهو يشرح ما توصل إليه من علاقة بين المتعالمين الذين يدعون معرفة ما لا يعرفون، والناس العاديين المتواضعين رغم معارفهم وحكمتهم: "أثناء بحثي في خدمة الإله، وجدت أن أولئك الأكثر شهرة والأكثر ذيوعا في الصيت، هم في الغالب الأكثر نقصا، بينما أولئك الذين يعتبرون أقل شأنا هم الأكثر معرفة. ( ترجمة غير رسمية). "رحلة " عبد الله القاسية من بداية محاضرته وحتى نهايتها أثبتت شيئا عكسيا تماما لمسيرة سقراط. فقد وضح أن هذا المفكر الوحيد في السودان، إن كان في السودان مفكر، كما قال مقدمه الكريم، هو الأكثر جهلا بموضوعه من جميع الذين كان يحاضرهم. ولا شك أنهم كانوا يمدون أرجلهم قليلا قليلا، كما فعل أبو حنيفة، كلما أوغل المحاضر في باطله وهرائه، حتى مدوها عن آخرها في نهاية المحاضرة، هذا إذا لم يفكر بعضهم في إطلاقها للريح. وأكاد أرى صديقي محمد الحسن محيسي، المتبحر في كثير من ضروب المعرفة، وهو يفعل ذلك تحديدا. وأحصر المقارنة مع سقراط هنا فقط، فالمقام لا يسمح بالحديث عن محاكمته وموته.

    • وأخيرا، دخل عبد الله في قلوب وخرج من قلوب، وهو بينما يستطيب الدخول فإنه يكره الخروج، ويحاول جهده الجمع بين هذا وذاك، ولا يعتقد ذلك ممكنا إلا لأنه لا يضع للمنطق في تفكيره ورغباته، وزنا كبيرا. وهو يعتقد أنه بالقاء بعض الملاحظات العابرة، لصالح جمهوره القديم، يمكنه أن يكسب هؤلاء وأولئك في نفس الوقت. أنظر إلى إشارته إلى موت جوزيف قرنق "الباسل"، مع أن محاضرته تلزمه أن يقول أن جوزيف قرنق مات من أجل قضية ليست قضيته، مات من أجل جماعة شمالية عربية مسلمة لا ينتمي إليها، مات من أجل وطن يضع عبد الله يده حاليا في أيادي من يريدون تمزيقه، وتقليصه ليكون في حجم مقدراتهم على القهر والتنكيل والسيطرة. أقول لصديقي عبد الله، خيارك الحالي يمكن ألا يكون نهائيا، إذا التفت قليلا إلى الوراء لترى أن مطارديك أصابهم الإعياء والإرهاق "غير الخلاق"، وبالرغم من أنهم لم يكفوا عن المطاردة إلا أن الصمود في وجههم ممكن وميسور، وقد استطاعه كثيرون لم يدقوا الطبول إعلانا عن صمود، فكيف تدق الطبول إعلانا عن هروب؟


    الخاتم عدلان

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-20-2004, 05:51 PM)

                  

07-18-2004, 00:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    شكرا عجب الفيا على مقال الخاتم الرائع ..هذا المقال من اروع ما كتب فى البورد وكما عهدنا فى الخاتم الافق الواسع والثقافة العميقة والتحليل السليم للواقع السودانى ..وهكذا هو دائما ..
    اعيد لك الشكر يا عجب الفيا يا من تقدم لنا كل رائع وجميل ..
                  

07-18-2004, 01:35 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: الكيك)

    فوووووووووووووق شكرا الفيا وشكرا الخاتم
                  

07-18-2004, 02:40 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: doma)

    التحية لك استاذ عجب الفايا

    والتحية للاستاذ القدير الخاتم عدلان

    لفوق لما نجي

    علي احمد
                  

07-18-2004, 03:20 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: doma)

    شكرا ياعـجـب الفـيا

    كنت قد قابلت الاخ الخاتم قبل حوالي الاسبوع في معرض التشكيلي خالد كودي في قاعة الكوفه، وعاتبته باننا لم نعد نقراء له، وقد اخبرني الرجل بانه يعد بعض المقالات للنشر.
    انا سعيد جدا بهذا المقال الرائع واتمني ان لا يحرمنا الاخ الخاتم من مساهماته القيمه.
    ( يا الخاتم عليك الله ما تصوم ياخي). وكما تفضلتم في المقال فان واجب المثقف هو التنوير، وانا واثق انكم تعلمون اهمية مثل هذه الكتابات الجاده في ترقية وتطوير الحوار.
    مره اخري الشكر لكما عجب الفيا والاخ الخاتم لهذه المساهمات الرائعه.

    عسكوري
                  

07-18-2004, 05:34 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Asskouri)

    شكرا لن تكفيك ثنائي يا عجب الفيا...
    علي نقلك تعليق الخاتم هنا...وضمنا عرفنا ما قاله عبدالله علي ابراهيم...وانا علي يقين انك اوردته قبلا ولكنه قد فاتني وها انا امسك به من جديد...

    ما احوجنا لحوار تتناطح فيه الافكار بادب وتهذيب...يملكنا مشاعلا من الحقائق...وادبا في الحوار...ومزيدا من المعرفه...فشكرا للخاتم ولعبدالله...فما بين هذي وتلك يتحسس المرء موطي قدمه
                  

07-18-2004, 09:42 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الاخوة الاعزاء

    الكيك

    دوما

    دقنة

    عسكوري

    نزار حسين


    تشرفنا بزيارتكم ،وفي انتظار المزيد من اسهاماتكم
                  

07-18-2004, 02:48 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    ألأخوة الأعزاء،
    أشكر الأخ عجب الفيا على تحويل ردي إلى بوست منفصل، وكنت قد أدرجته في السياق العام لما بدأه الأخ عجب الفيا من نقد وتقويم، إعترافا بفضله وحفظا لحقه في السبق. ومع ذلك فإنني أعتقد أن ما قام به كان تدبيرا حسنا. وأشكر الأخوة محمد سيد احمد، والكيك ودوما ودقنة وعسكوري ونزار حسين، على حسن إستقبالهم لما سجلت هنا من آراء. أمل أن ننتقل بعد ذلك إلى الحوار حول ما جاء في المقال من أفكار. والدعوة موجهة بالطبع إلى الأستاذ عبد الله على إبراهيم، وإلى كل الأخوات والإخوة المهتمين بهذه القضايا، وهم كثر.
    للمساهمين وللقراء كل الود والإحترام
    خاتم
                  

07-18-2004, 03:06 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    الاستاذ الكبير الخاتم ... تحية لشخصك الكريم ... ... لقد اتفقت مع الاستاذ عبد الله علي ان كل الدم الذي تدفق علي ارض هذا الوطن يتحمله الشمالين وحدهم ...

    .. نحن جيل جديد لم نري ولم نسمع عن ما تحكونه انتم من ممارسات وافعال تجاه الاخوة في الجنوب ... ولكن وقع علينا اشد الضرر او كل الضرر من عدم استقرار ومعاناة شديدة في كل نواحي الحياة ... لا ذنب لنا في ماحدث للاخوة الجنوبين ... ولكننا دفعنا الثمن معاناة وموت وحطب للوقود...
    هل لنا ان نعتزر ايضا للاخوة في الجنوب ?
    تحياتي لك
    واجمل التحايا للحضور الكريم وللاستاذ محمود

    (عدل بواسطة تولوس on 07-18-2004, 04:34 PM)

                  

07-18-2004, 06:28 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: تولوس)

    الف مرحب الاخ العزيز الاستاذ تولوس ،

    وارجو ان يتمكن الاستاذ الخاتم من الرد علي ما تفضلت به
                  

07-19-2004, 09:00 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: تولوس)



    الأخ العزيز تولوس:

    أشكرك جزيلا على اهتمامك وملاحظاتك. وأقول أنني لم أوافق عبد الله علي إبراهيم على أننا في الشمال، هكذا بإطلاق وتعميم، مسئولون عن الحرب والتهميش الذي حاق بالجنوب والجنوبيين. بل عارضت مقولته تلك معارضة قوية، لأنه يرمي بها إلى تخفيف المسئولية عن الإنقاذ بمساواة الإنقاذ بنا جميعأ ومساواتنا كلنا بالإنقاذ، وتفريق دماء الجنوبيين فينا، وطمس حدود المسئولية بصورة تخفي الجاني وتزيل كل الآثار الدالة عليه. وهذا نفسه ليس جديدا على عبد الله، فقد حاول من قبل أن يرفع عن الجبهة الإسلامية مسئوليتها عن اغتيال الأستاذ محمود محمد طه، وأشار في أغلب كتاباته في هذا الموضوع أن الجبهة ليست مسئولة عن تلك الجريمة، رغم أنه اضطر أن يقول في نفس الوقت، أن الترابي وصف الجريمة المنكرة، جريمة اغتيال الأستاذ محمود، بأن ذلك كان ذبحا عظيماورغم أن الجبهة حاولت في عدة مرات سابقة إستصدار حكم بردة الأستاذ محمود وفشلت في ذلك، وعقوبة الردة كما يعلم عبد الله هي الإعدام، وأن الجبهة نفسها كانت حليفة للنميري وهو ينفذ تلك الجريمة، وأن القضاة القصابين الذين حكموا على محمود كانوا من أعضاء الجبهة، وأن الترابي نفسه، وكل أساطين جبهته كانوا حاضرين في ساحة الإعدام يهللون ويكبرون والغين في الدم الذي أراقوه. ونسبة لأن حصيلة عبد الله من المنطق ضئيلة، وأقول ذلك من وحي كتاباته كلها تقريبا، فإنه لم ير تناقضا، بين شهادته في صالح الجبهة الإسلامية وشهادتها هي الدالة على " كسبها" الكبير المتمثل في تلك الجريمة. كما لم يضع حسابا لكل هذه الحقائق التي ذكرتها.وموقف عبد الله من كتاب مذبحة الضعين، الذي أصدره الأخوان الدكتوران عشاري أحمد محمود وسليمان بلدو، معروف كذلك، وهو تحويل الجريمة المنكرة التي ارتكبت ضد الدينكا هناك، إلى مجرد "أداء" قبلي عادي خاص بالرزيقات. وغير ذلك.
    ما أقوله أنا، وما أشرت إليه في حدود السياق، في مقالتي هذه، هو أن الطغم الحاكمة في الشمال، هي المسئولة عما حاق بالجنوب، وما حاق ببلادنا كلها من حروب وخراب ودمار. ولكني حرصت في نفس الوقت أن اقول أن الجبهة الإسلامية وشلويها الحاكم والملفوظ، ذهبت بالحرب والدمار في الجنوب، إلى حدود لم يسبقها عليها أحد. وأنها على هذا الأساس تتحمل مسئولية أفدح من كل من عداها.
    نتحمل نحن مسئولية أدبية بقدر فشلنافي معارضة هذه الحرب. وهنا يمكن للجميع أن يطرحوا مواقفهم، ومن له فضل معارضة الحرب والتهميش يثبت له ذلك الفضل. وهذا أيضا ما يعارضه عبد الله، لأنه يقول أنه لا توجد فرقة ناجية فيما يتعلق بالجنوب، وهو تزوير فظ للتاريخ السياسي السوداني المعاصر.
    الإعتذار للجنوبيين ليس مسألة شكلية، ولا يتمثل في كلمتين تقالان في محاضرة عامة، بل تتمثل في أن يتحمل المسئولون مسئولياتهم. فلا يكفي مثلا أن يقول الصادق المهدي للجنوبيين أننا أخطأنا في حقكم، في نفس الوقت الذي يدافع عن كل عدوان قامت به الحكومات التي قادها ضد الجنوبيين. يجب أن تكون المسئولية محددة، عن أعمال محددة. ومع أن القائمة في هذا الشأن طويلة، إلا أنني أخص على وجه التحديد ما حدث للشيوخ الجنوبيين في اويل بعد الزيارة التي قام بها الصادق وكان رئيسا للوزراء،إلى تلك المدينة. فقد اغتيل هؤلاء الشيوخ بعد مغادرته المدينة مباشرة. هذه هي الأعمال المحددة التي يجب أن تثبت المسئولية فيها ويتم الإعتذار عنها.
    أما قولك بأن جيلكم لم يشهد ما حاق بالجنوب، فهو قول أدهشني، لأن الخراب الأعظم الذي حاق بالجنوب حدث على يدي الجبهة الإسلامية المعاصرة ما تزال.
    لك الود

    (عدل بواسطة Khatim on 07-19-2004, 09:05 PM)

                  

07-21-2004, 03:37 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    الأستاذ الخاتم سلام وأجمل تحية لشخصك الكريم وأشكرك جدا لتفضلك علي الإجابة علي تساؤلاتي أشكرك جدا
    مما لاشك فيه تعرض أهلنا في الجنوب لمظالم كبيرة ونعم أخطاء كثير من ساستنا الأوائل في قيادة هذا البلد قيادة حكيمة والخروج به الي بر الأمان.... بدليل أنهم صنعوا لنا وطن مشوه لا يحمل في باطنه إلا ما هو ظاهر وواضح ألان..وحقيقة ياخي الاستاذ الخاتم نحن لم نكن وهنا اقصد جيلنا الذي ولد من بعد ثورة اكتوبر لم يكن له يد في ذلك...وحتي وان صنعت منه الانقاذ حطبا للوقود فان الجيل السابق استقل حرب الجنوب وتاجر بها لاسباب تخصه فقط وتحمل بصماته فقط بدليل اتفاقية السلام الاخيرة وكيفية الوصول لانهاء الحرب ... {وانا هنا مبسوط جدا لوقف الحرب مهما كان ثمن ذلك...} واحزن كثير لحالنا وياريت لو أن لنا عصاة موسي حتى نصنع جسرا أو ممرا يقودنا إلي بر الأمان
    الأستاذ الخاتم
    مما لاشك أن الحركة الإسلامية تمخضت لنا بجنينا مشوها أصبح مسخا خلط القليل من الطيب بكثير ظلم ومظالم وان الدكتور حسن الترابي اصابته الغيرة العمياء من نجاح الاستاذ محمود ورواج فكره وزيادة اتباعه .... والرجل معروف بالحقد والحسد وما تراجعه عن شهادة الشهيد ووالجنة و الحور العين التي افتي بتزوجيها لاخواننا الطلاب والمغلوبين علي امرهم فماتو ا مساسوف علي شبابهم وشهاداتهم العلمية التي لم يتهناء بها اولاياء امورهم وزويهم وروية نتاج ونجاح اولادهم... ولكنه هو حب الذات والموت علي ارجل كراسي الحكم او خلافة ووكالة جبريل علي ارزاق الله علي ارض السودان..وأيضا الحركة الشعبية برغم عدالة قضيتها استعملت كثير من المظالم للوصول للعدل المنشود... وعدم احترامها لخيار الشعب والاحتكام للدميقراطية في 6/ابريل اعاد السودان للمربع الاول واتي بالجبهة الاسلامية... ولذلك طال بقاء الإنقاذ في عمر السنين ... ولا اخفي عليك إنا هنا اتهم الحركة الشعبية باستعمال دارفور ورقة من أوراق التفاوض وأشعلت لنا حربا سوف تأتي علي البقية الباقية من السودان شعبا وثروة وتكرر نفس الخطاء الماضي في ابريل 85 وتؤسس فعلا لدولة جنوب السودان بمساعدة الإنقاذ وسياستها الفاشلة...
    اخي العزيز بما اني من احد القبائل العربية في السودان ولكني لست سوي افريقي وانتمائي لافريقيا ليس تغني باغنيات الرائع وردي ... ولكنه انتماء للارض وللنيل ... وونسال اي افريقي هل يشك في انتماء الحبش والزولو لافريقيا وبنفس هذه الثقة الكاملة فاني انا السوداني العربي عرقا انتمي الي افريقيا دما ولونا... وحكاية الهوية هذه سوف تتضح بمزيد من السياسات الصحيحة ووتفعيل قوانين مواكبة لحركة المجتمع نحو التقدم والتحرر

    الأستاذ الكبير.. من خلال محاضرة الأستاذ عبد الله شعرت بأنه يطرح فكرة السودان الصغير.. أو تكوين السودان علي أسس جديدة أو فيدراليه بصورة واسعة تعتمد علي المجتمعات... المهم الفكرة ليست واضحة لي بالكامل ولا استطيع أن اعبر عنها لان صاحبها لم يعبر عنها صراحة ...الرجاء تعليقك علي هذا الأمر لو تكرمت وكما ادعوا الأستاذ د. عبدا لله للتكرم بتوضيح هذا الأمر... من اجل الدراسة ومزيد من إلقاء الضوء عليه
    تحياتي لك الاستاذ الكبير وتحياتي للحضور الكريم واجمل وانبل الود للاستاذ منعم عجب الفيا


                  

07-18-2004, 06:24 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    اهلا وسهلا بالاخ الخاتم ،
    واتمني ان يستجيب الدكتور عبدالله لدعوتك الكريمة ،

    والانضمام الينا ،

    والدعوة موجهة للجميع لاثراء هذا الحوار،
                  

07-18-2004, 06:41 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    (كنت قد كتبت هذا المكتوب لتوي في البوست الأصلي الذي أورد فيه الأستاذ عجب الفيا محاضرة الدكتور عبدالله إبراهيم.. وربما كان المفترض بي منذ البداية أن أكتب المكتوب هنا إلا أني لم أقرأه إلا بعد ان أرسلت مكتوبي هناك.. والآن أنقله هنا)



    مكتوب الأستاذ الخاتم أعلاه قوي بحق.. وقد أبان الفائدة من نقل مثل محاضرة الدكتور عبدالله إبراهيم هنا في هذا المنبر.. وهي ببساطة "لكي نقرأ ردودا مثل ردود الأستاذ الخاتم".. وليس في هذه المقولة ريح مجاملة للأستاذ الخاتم وإنما فيها إشادة بخطوة تتميز بكبير إتزان في الإتجاه الصحيح..

    من أكثر ما أعجبني في مكتوب الأستاذ الخاتم نقطة التشبيه التي ذكرها بين موقف سقراط وموقف عبدالله إبراهيم.. وأحب أن "أجري بالكورة" أكثر في هذا الإتجاه..

    مما يرد عن سقراط أيضا في رأيه عن من كانوا يسمون بـ"الحكماء" في زمانه.. يرد أنه قال "أنا أفوقهم علما بشكل كبير.. لأني أعلم أني لا أعلم شيئا.. وهم لا يعلمون أنهم لا يعلمون شيئا بعد".. ما أصدقها من عبارة!!..

    وفي "أبولوجيا" التي ذكرها الأستاذ الخاتم في معرض رده أعلاه.. نورد أيضا موقفا متفردا لسقراط.. فسقراط في تلك اللحظة التي قال فيها تلك الكلمات الخالدات كان يعلم أن محاكمية الذين يحاورهم قد أضمروا قتله.. ولكنه قرر أن يقف أشرف المواقف في تلك اللحظات.. فطلب من الجمع أن لا يقاطعه أحد حتى يفرغ من كلامه.. ومن ثم راح يسرد في تفصيل شديد نقاط فهمه التي عاش يدعو لها.. وبتوضيح شديد حتى يعلم الجميع ما يقصده سقراط تحديدا.. ولم يشغله في تلك اللحظة شاغل الموت الذي ينتظره.. فأين نحن من وضوح سقراط اللغوي "المبالغ فيه" من تهويمات الدكتور عبدالله اللغوية الخجلة؟.. هذا بغض النظر- كما ذكر الأستاذ الخاتم- عن المقارنة بين شجاعة مواجهة الموقف وحيثياته في القصتين..

    كما أن هناك نقطة أجد أني لا أتفق مع الأستاذ الخاتم فيها، في تفصيلها لا في جملتها، وهي قوله "لأن الأوطان تصبغ خصائصها وتعطي إسمها لكل الجماعات الوافدة عليها، وحتى وإن كانت وفادتهم تدشينا لعهد جهد جديد، ومرحلة تاريخية متطورة. وهي تعطيهم إسمها، وسماتها، وخيراتها، وتفرض عليهم واجبات حمايتها، وتصوغهم وفق قوانين اجتماعها، في نفس الوقت الذي تتسع لمواهبهم وثقافاتهم وألسنتهم وأديانهم أو تتبناها." واختلافي مع هذه النقطة لا يتعلق بمعرض الرد على طرح الدكتور عبدالله بقدر ما يتعلق بموضوع "التأسيس الصحيح لقضية الهوية السودانية".. لهذا قلت في البداية أن هذا البوست سيكون فاتحة لبوستات أخرى ستعقبه (آمل ذلك).. وسيكون أحد إتجاهات تلك البوستات هو "التأسيس الصحيح لمفهوم الهوية السودانية".. وفي هذا أجدني أطالب الأستاذ الخاتم بأن يستمر في الطريق الذي بدأ فيه بضربة موفقة.. ويفصل بشكل أكبر أسس مفهومه للهوية السودانية وطريقة تشكلها.. فقول أن "الأوطان تهب خصاشصها للوافدين عليها" فيه الكثير من عدم الوضوح.. ذلك أن الوطن الذي نسميه "السودان" اليوم، هو حصيلة تقسيم جغرافي لا يد لاهله فيه.. ومن ثم فإن مصطلح (الوافدين) نفسه سيكون من العسير وضع جماعات معينة تحت تصنيفه فيما يخص أرض الوطن السوداني.. وقد أكون لم أفهم الأستاذ الخاتم بشكل كافي في هذه النقطة.. لهذا طلبت منه ان يسهب أكثر في هذه النقطة.. ويستحب ان يكون ذلك في بوست منفصل..

    مع خالص احترامي للأستاذ الخاتم.. وللقراء الكرام



    قصي همرور
                  

07-19-2004, 11:14 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Yaho_Zato)



    الأخ العزيز قصي همرور:

    أشكر لك عباراتك اللطيفة. وأنا سعيد جدا باهتماماتك بتاريخ الفلسفة وأعلامهاوعلى رأسهم سقراط، خاصة في زمن تطأفيه حوافر خيول البرابرة نبتة التفلسف الغضة في السودان. نعم لم أشأ أن أذهب بالمقارنة بين الموقفين إلى ابعد مما يقتضيه السياق، ولكن سيرة سقراط تقول لنا الكثير عن الناس والمباديئ. وقد قال بعض مؤرخي الفلسفة أن دفاع سقراط كان دفاعا سيئا من الناحية القانونية، ولذلك حدثت في محاكمته حالة لا سابق لها، وهي أن الذين وافقوا على عقوبة الإعدام، من أعضاء المحكمة البالغ عددهم خمسمائة من "الأحرار" الأثينيين، كانوا أكثر من العدد الذي وافق على إدانته في البداية. والطبيعي هو أن يكون عدد الذين يوافقون على أقصى عقوبة وهي الإعدام، أقل من عدد الذين أدانوه في البداية. وهذا يعني أن مسلك سقراط بعد صدور إدانته أقنع مزيدا من القضاة، بأن هذا الرجل يجب أن يختفي من الأنظار كليا، فغيروا موقفهم لحظة النطق بالحكم. بكلمات أخرى هناك أشخاص عارضوا إدانة سقراط في مرحلة النطق العام بالحكم: مذنب أم غير مذنب، أو امتنعوا عن التصويت ولكنهم صوتوا مع إعدامه رغم موقفهم ذاك!
    من هذه الناحية كان دفاع سقراط سيئا من الناحية القانونية. ولكنني أقول أن دفاعه كان عظيما من الناحية الإنسانية، لأنه شاء أن يرفع قيمة الحقيقة ولو على حساب نفسه ورقبته.وماذا كان يمكن أن نقول عنه اليوم لو اختار أن يقدم لقضاته ما كانوا يرغبون فيه، وهو التوبة والإعتذار. وحتى بعد ذلك فإنه رفض عرض أصدقائه ومنهم أفلاطون، بتهريبه من السجن، وكان ذلك ممكنا، كما أن كان سيلحق بأثينا ضررا فادحا لأنه كان يمكن أن ينضهم إلى عدوتها اللدودة: أسبارطة. ولكنه اختار أن يتناول الهيملوك، لأنه كان يعتقد أنك يجب أن تتحمل نتيجة أفعالك وأن تقبل القوانين حتى إذا لم تكن موافقا عليها. وربما نتفق معه هنا أو لا نتفق، ولكن ليست هذه هي المسألة، المسالة هي أن المبدأ، طالما ظل صاحبه مقتنعا به، يكون دائما مقدما على الرقاب.
    أما ما قلته عن الهوية، فأوافقك كليا على تناوله في بوست خاص به، وهذا ما سأفعله بمجرد الفراغ مما أنا عاكف عليه حاليا. والتحذير الوحيد هو أنني ربما لا أتمكن من فعل ذلك بالسرعة التي تتوقع.
    وأوافقك على أن عبارتي حول العلاقة بين الأوطان والجماعات الوافدة عليها تحتاج فعلا إلى شرح. وسأقول حولها كلمات قليلة، لأعود إليها مرة أخرى بتفصيل. إذا وفدت جماعة من المكسيكيين على الولايات المتحدة، وهذا مجرد مثال، فإن هذه الجماعة الوافدة تصبح أميركية من حيث هويتها الجامعة مع بقية الأميركيين. وصيرورتها أميركية متعددة الأبعاد: من الناحية السياسية تصبح لها حقوق محددة، لا يملكها أبناء عمومتها الباقين في المكسيك، الجنسية، واجبات المواطنة وحقوقها، الإشتراك في الإنتخابات العامة والمحلية، الإشتراك في الروابط الإجتماعية، بما فيها رابطة ذوي الأصول المكسيكية في الولايات المتحدة. من الناحية الإقتصادية، يكون لها حق العمل والإستثمار والضمان الإجتماعي والمعاش، وغيره، من الناحية الإجتماعية لها حق التعليم والرعابة الصحية، ومن الناحية الثقافية تدخل في نسيج القيم الأميركية، سواء كانت قيم المجرى العام او القيم الجديدة والمعارضة التي تحاول أن تكسب الرأي العام. وسيكون الأمر كذلك حتى إذا قرر نصف سكان المكسيك الهجرة إلى الولايات المتحدة وسمحت لهم الأخيرة بذلك. ولكن أميركا التي استقبلت المكسيكيين لن تكون هي ذاتها أميركا التي سبقت وجودهم، فهي ستأخذ منهم أشياء كثيرة جدا في كل المجالات التي حددناها سابقا، ولكن دون أن تفقد شخصيتها الأميركية. اي أن أميركيتها ستغتني بدخول المكسيكيين، ولكنها لن تنتفي.
    نفس ما نقوله عن الأميركيين يمكن أن نقوله عن العرب الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة، وأنا أقول العرب ولا أريد أن أدخل حاليا في نزاع حول مفهوم العروبة. فهم عندما يذهبون إلى هناك لا يقولون أن أميركا صارت عربية. ولا ينشأ نزاع بينهم وبين الوطن الجديد، إلا في إطار توسيعه ليشمل جوانب في حياتهم وشخصياتهم يرونها ضرورية لوجودهم. ولو قرر نصف سكان الدول العربيةأن يهاجروا إلى الولاياالمتحدة، وواقفت الولايات المتحدة على إستقبالهم، فإنهم لن يزعموا مع ذلك أن أميركا صارت عربية.
    هذه مسائل تحدث بصورة مستمرة، وجوهرها أن الوطن الأميركي يصبغ على الوافدين عليه صفته الجامعة فيكونوا أميركيين، ويغتني الوطن بوجودهم ويأخذ منهم وربما يتبنى لغاتهم وثقافاتهم، كما تبنى من قبل لغة الغزاة البريطانيين.
    في مرحلة تاريخية سابقة ساد المفهوم الإمبراطوري، وهو أن الأراضي التي تفتحها جيوش الإمبراطورية تصبح جزء منها وتأخذ إسمها وتكون بعضا من أقاليمها. ولكن إنهيار الإمبراطورية يؤدي إلى أن تسترد هذه الدول إستقلالها وتستعيد شخصياتها واسماءها، دون أن تتنكر بالضرورة لما أخذته عن ممثلي تلك الإمبراطورية من نظم للحكم أو ديانات أو ثفافات ودون أن تطرد أي فرد لأنه كان ممثلا لتلك الإمبراطورية. إن إنهيار الإمبراطوريات يتمثل أساسا في قطع الصلات السياسية بين الأجزاء السابقة، وتمزيق الغلاف الإمبراطوري الذي كان يوحدها جميعا. وهذه قضايا سأفصلها فيما بعد، مطبقا لها على السودان، وعلى القومية العربية.
    المهم أن مفهوم الوفادة، لا يعني عندي قابلية الطرد بأي حال من الأحوال، وإنما هي مرحلة في الصيرورة السياسية والثقافية والإجتماعية يجب أخذها في الإعتبار في حدود العلاقة مع الوطن الجديد. ومن الطبيعي أن مفهوم الوافد لا ينطبق على الجيل الثاني من هؤلاء الناس أنفسهم، إذ يصيرون جزء عضويا من الكينونة الجديدة، التي لا يمكن تعريفها بمعزل عنهم إلا من قبل أولئك الساعين للفتنة الوطنية. وفي نفس الوقت فإن محاولة الوافدين إعادة تعريف الوطن ليكون حصرا عليهم، لا يقوم بها إلا أولئك الساعين للإبادة الجماعية.
    وأرجو أن يكون في ذلك بعض التوضيح، وليس كله بطبيعة الحال.وآسف لأية أخطاء مطبعية لن تفوت على فطنة القراء

    (عدل بواسطة Khatim on 07-19-2004, 11:32 PM)

                  

07-18-2004, 08:34 PM

برير اسماعيل يوسف
<aبرير اسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 06-03-2004
مجموع المشاركات: 4445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    في البدء التحية و السلام لكل الاخوة المتداخلين في هذا الموضوع الهام و تحية خاصة للاخ عجب الفياالذي يتحفنا دائما بدرر الاعمال , كما اننا نخص بالتحية احد مصابيح النور في السودان الاخ العزيز الخاتم عدلان و نأمل منه ان يسمح لنا بمداخلة متواضعة في ما طرح من افكار قيمة ما احوجنا اليها في السودان و في هذا المنعطف الخطير الذي يمر به السودان و شعبه و سنحاول ان نتناول بعض الافكار بالتحليل و نطرح بعض التساؤلات على الاخ الخاتم عدلان لنري رأيه فيها لاننا نعتقد بأن بعض الجمل تحتاج الي توضيح و تفصيل اكثر.

    تحدث الاستاذ الخاتم عدلان نقلا عن د/عبد الله علي ابراهيم قائلا لنا بأن الاخير يعتبر بأن السودان الشمالي هويته هي (الثقافة العربية الاسلامية) , و لكنه لم يوضح لنا ما هي هذه الثقافة العربية الاسلامية؟ و ما هي مكوناتها/عناصرها؟ و هل هنالك ثقافة عربية اسلامية متفق عليها في شمال السودان؟ ام انها خشوم بيوت ؟ و ما هو الفرق بين العرب كقومية قبل ظهور الاسلام و بين الثقافة التي اكتسبها العرب من قوميات شتي بعد (الفتوحات/الغزوات)؟ و لماذا نسمي الثقافات التي اكتسبها العرب بعد الهجرات /الفتوحات /الغزوات في صدر الاسلام او بعد ذلك بالثقافة العربية الاسلامية؟ الا يوجد اجحاف للامم التي دخلت الاسلام او ادخلت في الاسلام بعد الغزوات و الفتوحات عندما نختزل مساهمات هذه الامم في (الثقافة العربية الاسلامية )؟ و هل عندما دخل العرب السودان مثلا وجدوا هذه البلاد خالية من البشر و يسكنها الجن و بالتالي اصبحت هوية السودان الشمالي هي الهوية العربية الاسلامية, هذا التعبير الفضفاض الكبير و الصغير في ان؟ فهو كبير لانه تصحبه هيلمانة و زوابع و رعود , وهو صغير لانه يجافي للواقع المعاش في السودان الشمالي بالمفهوم الجغرافي الذي طرحه الدكتور عبد الله علي ابراهيم؟ و هذا موضوع نأمل من جهات الاختصاص الغوص فيه لفائدة الجميع. لان كسر رقبة الشمال الجغرافي في السودان ووضعة في علبة الثقافة العربية الاسلامية الضيقة عمل لا مبرر له و لا نقبله من اكاديمي سوداني في قامة الدكتور عبد الله علي ابراهيم , فهذه همبتة في وضح النهار و على رؤوس الاشهاد. فنحن لا نعرف عن ثقافة العرب قبل انتشار الاسلام غير رحلتي الشتاء و الصيف و قول الاشعار و دفن البنات على قيد الحياة و الاتجار بالبشر في الاسواق و منازلة بعضهم البعض لابسط الاسباب ...الخ و الكثير الكثير من الصفات السالبة, لذلك الحديث عن وجود ثقافة عربية اسلامية خالصة و خالية من تلاقح الثقافات الاخري حديث لا يسنده منطق و لا عقل. و حتي الحديث عن الثقافة الاسلامية ووصفهابأنها عربية خالصة لا يسنده دليل , بل كل المنظرين في الاسلام ليسوا لهم صلة دم بالجنس العربي , فلم نسمع بالامام ابو سفيان بن حرب و لا الامام خالد بن الوليد !! و نرجو من الخاتم ان يسترسل في هذه النقطة لاننا نعتقد بأنه قد مر عليها مرور سريع و لم يقتلها بالحوار.

    لا نتفق مع الدكتور عبد الله علي ابراهيم بأن العقاب سيطالنا جميعا سكان الشمال لاننا شيء واحد , فنحن لسنا شيئا واحدا , فهذا ظلم ما بعده ظلم , فما هي علاقة د/علي فضل رحمه الله بعمر البشير من حيث سلوك الاثنين ؟ فنحن لم ندعوا الي اعلان الجنوب ارض محروقة تحشد لها الجيوش و تدق لها الطبول و تعقد لها الزيجات على بنات الحوار , صحيح هنالك بعض الفوارق غير النوعية بين قيادات الجبهة الاسلامية و بين قيادات معظم الاحزاب السياسية الاخري و لكن لا يمكن ان نضعهم في مقعد واحد مهما كانت الاسباب فهذا ايضا عمل لا يخلو من الظلم بهدف الوصول الي نتيجة موضوعة سلفا وهي ان شمال السودان ماركة واحدة . فاذا قبلنا تعبير (الجمهوريين الشماليين) على علاته لاننا لا نعرف حتي الان و ربما نكون على خطأ من امرنا جمهوريا جنوبيا او جمهورية جنوبية, فما هو المبرر لتعبير اليسار الشمالي ؟ فما هي علاقة اليسار بالشمال ؟ و هل كان كارل ماركس من قبيلة الجعليين او قبيلة الشايقية في شمال السودان حتي يقول الدكتور هذا الكلام ؟ و هل استعرب اليساريون الشماليون السودانيون العرب الجدلية المادية و نسبوها للمك نمر حتي نتحدث عن اليساريين الشماليين لكي نصل الي دعوة ان الشمال حاجة و احدة؟ ما هذا المنطق الغريب ؟ اما الحديث عن ان ما قامت به الجبهة الاسلامية ليس اسوأ مماقامت به كل الاحزاب الاخري , فهو حديث لا نملك الا ان نقول لا حول و لا قوة الا بالله , فكيف يحكم هؤلاء الناس بين الناس ؟ فهذا كلام لا يحتاج لاي دليل لتفنيده , فلينظر الدكتور عبدالله الي ما الت اليه احوال الناس في السودان , و لينظر الي عدد القتلي من السودانيين منذ مجيء الانقاذ و ليقول ما يقول بعد ذلك اذا لم يوبخه ضميره, فامرنا الي الله حينها. لا نعرف شيء عن الشفرة التي يتحدث عنها الدكتور عبدالله ,فربما يتحدث عن شفرة البنوك و همبتة المال العام باسم الله من قبل ناس الانقاذ , اما الحديث عن شفرة اخري لا يخلو الا ان يكون هو نفسه شفرة , فندخل انفسنا في شفرات هي اصلا ليست بشفرات و انما امور واضحة و جلية , فلماذا الحديث عن شفرات في ظل وضوح الامور للناس يا دكتور عبد الله؟ فمالمطلوب من الدكتور عبد الله كما نعتقد هو فك الشفرات للناس ان وجدت لا ادخال الناس في شفرات غير موجودة اصلا , لذلك نستغرب لهذا المنهج غير السليم.

    لا ندري ماذا يقصد دكتور عبد الله بقوله بأن القومية العربية الاسلامية خلقت وطنا اكبر منها و لذا يجب عليها ان تصغر وطنها ليتطابق مع ذاتها و ان تترك ما عداها لمن لا ينتمي اليها!! فهذا و الله العظيم كلام لم نسمع به من قبل فهو دعوة اكثر من صريحة للانفصال تحت اسباب لا تقنع احد , فالناس يا دكتور لا تحتاج الي اصل عربي اسلامي او غير اسلامي و انما هي في حاجة ماسة للخبز و الكهرباء و التعليم و الصحة والحرية , و كل هذه الاشياء لا تتوفر في الثقافة العربية الاسلامية لا في السودان و لا غير السودان من الدول العربية , فلماذا الهروب من مشاكل الناس الاساسية و البحث عن مشاكل لا تفيد الناس في شيء؟ فما هي علاقة عمرو بن العاص بتوفير الكهرباء في الحاج يوسف ببحري؟ و ما هي علاقة عمر بن الخطاب بمجانية التعليم في السودان ؟ ناهيك عن علاقة مستعربة شمال السودان بهذه البرامج الحياتية الملحة , اما حديثك يا دكتور عن كبر وطن القومية العربية الاسلامية في السودان , فهو حديث جد محير لان الذين يدعون للقومية العربية خارج حدود السودان يقولون لنا بأنها من المحيط الي الخليج , فايهما اكبر مساحة قوميتك ام قومية من بليبيا و غيرها من الدول العربية؟ اما انك تريد ان تفصل لك قومية عربية اسلامية صغيرونة و على مقاسك فامر مدهش و لا ينسجم مع الواقع في السودان . فالمسألة ليست مسألة كبير او صغير و انما مسألة وجود برامج تلبي طموحات كل الناس بغض النظر عن شيء اخر , وهذه البرامج لا دين لها و لا قومية لها .

    و لا ندري ايضا لماذا طلب دكتور عبد الله على من الناس الدخول في نظام الانقاذ حتي لا يروه من الخارج !! و لماذا لا يطلب الدكتور عبد الله من الناس فكفكة نظام الانقاذ و رميه ارضا و بناء نظام يلبي طموحات كل الملل و النحل في السودان , فايهما افيد للناس يا دكتور عبد الله الفكفكة ام الدخول في الانقاذ و الذي لا يعني شيء غير الهروب الامامي من المشكلات , وهو لا يخلو ايضا من عملية ان يلبد الناس ويندسوا تحت سقف منزل لا يحمي الناس من الزوابع و الرعود , اما اذا ما نزل المطر فهو ساقط لا محالة هذا هو برج الانقاذ الذي نعتقد بأن برج الحمام اقوي منه في كل شيء . اما حديث الدكتور عبد الله عن الهوية و الشريعة الاسلامية حديث يحتاج منه الي تفصيل اكثر , فما هي الهوية في السودان؟ و هل اتفق الناس عن تراضي بينهم على هوية محددة ام المسألة تحتاج لنقاش؟ و هل من حق بعض الناس تحديد هوية السودان بمعزل عن الاخرين ؟ و ما هي الشريعة الاسلامية ؟ هل هي الحدود ام هي شيء اخر غير ذلك؟ و هل الشريعة هي الدين ام الدين المطلق شيء و الشريعة الاسلامية شيء اخر ؟ و هل الشريعة هي الشارع المؤدي الي الدين ام الدين هو الشارع المؤدي الي الشريعة ام لا هذا و لا ذاك؟ و هل الشريعة ثابتة ام متغيرة على حسب الزمان و المكان و احتياجات الناس في زمان و مكان محددين و مختلفين؟ و من من حقه ان يقول هذه شريعة و هذه ليست شريعة ؟

    اما حديث الشريف زين العابدين الهندي عن الشناة التي اتته من زواج الافريقيات , فهو حديث لا جديد فيه و لكننا نقول للهندي ان الشناة هي شناة الطبع و العمايل و الفعايل وليست هي شناة المظهر الخارجي للانسان و انما شناة الاعمال القبيحة و لا نعتقد بأن هذه الاعمال القبيحة التي حدثت للوطن كانت بسبب هذه الزيجات من الافريقيات , فمعظم قيادتنا ما شاء الله عليها اخر (وسامة مظهر و اخر هندام ) و لكن الجوهر خال من الجمال و هذا ماتؤكده اعمالهم في اهل السودان , لذلك قول الهندي هذا قول اخرق لا يفيد السودان في شيء.

    لا يمكن ان تتحدث هذه القيادات يا الخاتم عن (شجرة نسبها) السوداني , لانهم يعتبرونها كشجرة الزقوم , و ان سلطتهم الزمانية و المكانية مربوطة بأخفاء هذه الشجرات , فلا نحلم بتصريح يوضح لنا شجرات نسب هذه القيادات التي ذكرتها , و سيحاولوا ذكر اسم الشجر الكبار لان فيه صمغ السلطة و غيرها كثير , اما مقارنتك يا الاخ الخاتم مابين سقراط و دكتور عبد الله فلا مبرر لها , لان اتباع منهج الجمع بين الشيء و ضده في نفس الوقت منهج عتيق في السودان , هلك بسببه الناس و الزرع و الضرع و الدواب و ربنا يعوضنا في هؤلاء .

    اما حديث الاخ الخاتم عن سيرة عبد الله علي ابراهيم الاولي يوضح لنا كما نعتقد مدي صدمة الخاتم في الرجل و لكننا نقول له هل تؤمن بتقلب البشر في هذه الدنيا ؟ و ما على الناس الا ان يتحملوا مسئولياتهم , و ليكن شعب السودان كله ابي حنيفة النعمان عندما مدد رجليه في الحادثة الشهيرة , و على الخاتم عدلان وامثاله و هم/ن كثر انارة الطريق للناس و تلك مهمة شاقة و لكنهم/ن لها .

    اختم مداخلتي هذه بحديث الخاتم عدلان عن تنافس اللغات في السودان فهو حديث العارفين , و ان كنا لا نعرف ماذا يعني اهل السودان عندما يقولون بأن هذه لغة و هذه رطانة ؟ و ما هي مقاييس اللغة ؟ و ما هي مقاييس الرطانة ؟ فاذا افترضنا جدلا بأنهم يقصدون بالرطانة اللغة التي لا يعرفونها , لماذا لا يقولون لللغة الانجليزية مثلا هذه رطانة؟ ام ان الامر لا يخلو من استحقار و استعلاء لا مبرر له و لك كل الود, الاستاذ الخاتم عدلان و نرجو منك ان تتقبل منا و من معك هذه الخربشات في هذا الموضوع المهم .

    برير اسماعيل يوسف
    المملكة المتحدة
    19/07/2004
                  

07-19-2004, 03:19 AM

برير اسماعيل يوسف
<aبرير اسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 06-03-2004
مجموع المشاركات: 4445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: برير اسماعيل يوسف)

    فوق
                  

07-19-2004, 04:02 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الأخوة تولوس وقصي وبرير
    شكرا لمساهماتمكم القيمة، وأرجو أن تعذوروني لأنني لا أستطيع التعليق عليها بالسرعة التي تتوقعون نسبة للظروف المعروفة. ولكنني في نفس الوقت أعد بالتعليق عليها جميعا، أثناء الفترة الصباحية جدا، بتوقيت هذه البلاد. فأنا من أصحاب البكور، ولكني لا أرى من حقي، لهذا السبب، أن أغير ساعة البلاد كلها، لتوافق أوقات صحوي، كما يفعل حكامنا في السودان. وليصدقني الصديق عسكوري عندما أقول أنني لم اصم عن الكتابة في يوم من الأيام.
    دمتم
                  

07-19-2004, 11:39 AM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    سلامات
    وعوافي
    فوق مع مراعاة فروق الوقت ... حتي لايغتس
    سلمتم
                  

07-19-2004, 01:28 PM

برير اسماعيل يوسف
<aبرير اسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 06-03-2004
مجموع المشاركات: 4445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: ودرملية)

    up
                  

07-19-2004, 10:04 PM

Habib_bldo
<aHabib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: برير اسماعيل يوسف)



    (منسوخ من بوست الفيا ومحاضرة عبدالله علي ابراهيم عن المأزق الثقافي للشمال)
    ولكي لا نشتت الأخ الخاتم بين بوستين والإجابة والرد هنا وهناك نقلت هذه المشاركة هنا ومنتظرين الأستاذ الخاتم ليدلو بدلوه في التساؤلات أدناه) ********* منتظرينك

    اولا بعد التحية والتقدير للأستاذ الخاتم
    حقيقة مداخلة الأخ الخاتم جديرة بالإهتمام وقد وضع يده في نقاط مهمة يمكن أن تشكل المحاور الرئيسية لأزمة الثقافة في السودان، فالنترك المحاضرة الفجة للدكتور عبدالله علي إبراهيم جانباً لبعض الوقت ولننطلق من حيث أنتهى الخاتم عدلان مستصحبين المشاركات الأخرى فهي لا تقل أهمية مما جاء في حديث الخاتم
    دعونا ندمج إتجاهات الحوار هنا ونتناول الموضوع من جوانبه العامة ونتدرج إلى الخاص. إذا سلمنا جدلا بوجود ثقافتين مختلفتين في السودان ولكل ثقافة إشكالياتها ومآزقها وهي ثقافة الجنوب المسيحي وثقافة الشمال المسلم وهل لنا أن نطلق عبارة ثقافة الجنوب المسيحي على كل الجنوب؟؟؟
    وهل يمكن لناأن نطلق عبارة ثقافة الشمال المسلم على كل الشمال؟؟؟
    يقول الأخ الخاتم (الثقافة العربية الاسلامية في الشمال) هل يمكن تعميم هذا المصطلح على الشمال ونضعه بالكامل في بوتقة واحدة ونشرح على هذا الاساس المخل دون الإنتباه لوجود اثنيات أخرى في الجنوب وثقافات محلية غير عربية في الشمال؟؟
    هذه مجرد تساؤلات يمكن أن نفتح من خلالها محاور عديدة حول مفهوم الهوية مثل عبارات أستخدمها الخاتم .. المواطنة أي خصائص الوطن، الوافدين
    وهذا يقودنا إلى تحديد هوية الوطن أولا وتحديد صبغتها الإساسية التي يمكن أن تصبغ على الوافد

    إشكاليات السودان شماله وجنوبه تتلخص في تحديد الهوية السودانية كما لخصها (عبدالمحمود أبو) في محاضرة ألقاها في الرياض مؤخرا
    يقول فيها
    أزمة السودان الدائمة والمستمرة تتلخص في :
    1- الهوية
    2- التنمية
    3- نظام الحكم
    4- العلاقة بين الشمال والجنوب
    5- الصراع بين الأصالة والمعاصرة
    وأعتقد أن مجمل الأزمة هي تلك النقاط الخمس أضف إليها محاولة البعض فرض ثقافة معينة بقوة السلطة أو قوة السلاح دون النظر لخصوصية الأقلية والأقلية مفهوماً هي مسألة نسبية وليست عددية فالأقلية أحيانا تفرض واقعا على الأغلبية وتملي شروطها وتنشر ثقافتها خاصة إذا كانت تلك الأقلية مستنيرة وتمتلك الأدوات الضرورية للقيام بهذا الدور كما هو واقع الفلسطينين داخل إسرائيل مثلا
    أو بريطانيا التي أستطاعت أن تفرض ثقافتها ولغتها في ثلث المعمورة في فترة زمنية محدودة
    لأهمية الموضوع أرجو من الأخ الخاتم وكل الضليعين في هذا الشأن أن يسهموا في هذا البوست بصورة أعمق حتى تتضح الصورة أو بعض ملامحها الأساية مع خالص شكري للأخ عجب الفيا الذي دائما ما يطرح موضوعات لها أهمية بالغة في هذا المنبر

    (عدل بواسطة Habib_bldo on 07-21-2004, 01:59 PM)

                  

07-20-2004, 00:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    هذا مقال ملحمي..

    شكرا لك يا منعم.. والتحية والقومة للأخ الخاتم..


    Quote: • إن حقائق الواقع الماثلة تقول أن الاغلبية الساحقة من شعب السودان تكره الإنقاذ، لأسباب أقوى بكثير من تلك الأسباب التي تحمل بعض الشعوب على كراهية حكوماتها. والاغلبية الساحقة إن كرهت نظاما سياسيا فإنما تسقطه ولا تدخله. وهذا هو الطريق الذي يسير فيه شعب السودان حاليا، بعد أن ساعدته الحركة الشعبية لتحرير السودان على قطع نصف الطريق. ومهما تغيرت الأساليب فإن الغاية واحدة، وهو إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه طوبة طوبة، طال الزمن أم قصر.


    وإذا كان لي أن أضيف فسأقول: ليس فقط إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه، وإنما هزيمة الفكر السلفي المتخلف، والفهم العنصري الاستعلائي البليد..

    وأخشى ما أخشاه أن يكون للدكتور عبد الله علي إبراهيم "كشك" يريد أن يعمل له ألف حساب.. ففي أحد مقالاته وصف دهاء أحد أقاربه في الأبيض، وكان يملك كشكا، ماذا يهمه في التغيير الحكومي الذي حدث فقال: "أهم حاجة كشكي دا"..
                  

07-20-2004, 03:22 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الأخ العزيز قصي همرور:

    أشكر لك عباراتك اللطيفة. وأنا سعيد جدا باهتماماتك بتاريخ الفلسفة وأعلامهاوعلى رأسهم سقراط، خاصة في زمن تطأفيه حوافر خيول البرابرة نبتة التفلسف الغضة في السودان. نعم لم أشأ أن أذهب بالمقارنة بين الموقفين إلى ابعد مما يقتضيه السياق، ولكن سيرة سقراط تقول لنا الكثير عن الناس والمباديئ. وقد قال بعض مؤرخي الفلسفة أن دفاع سقراط كان دفاعا سيئا من الناحية القانونية، ولذلك حدثت في محاكمته حالة لا سابق لها، وهي أن الذين وافقوا على عقوبة الإعدام، من أعضاء المحكمة البالغ عددهم خمسمائة من "الأحرار" الأثينيين، كانوا أكثر من العدد الذي وافق على إدانته في البداية. والطبيعي هو أن يكون عدد الذين يوافقون على أقصى عقوبة وهي الإعدام، أقل من عدد الذين أدانوه في البداية. وهذا يعني أن مسلك سقراط بعد صدور إدانته أقنع مزيدا من القضاة، بأن هذا الرجل يجب أن يختفي من الأنظار كليا، فغيروا موقفهم لحظة النطق بالحكم. بكلمات أخرى هناك أشخاص عارضوا إدانة سقراط في مرحلة النطق العام بالحكم: مذنب أم غير مذنب، أو امتنعوا عن التصويت ولكنهم صوتوا مع إعدامه رغم موقفهم ذاك!
    من هذه الناحية كان دفاع سقراط سيئا من الناحية القانونية. ولكنني أقول أن دفاعه كان عظيما من الناحية الإنسانية، لأنه شاء أن يرفع قيمة الحقيقة ولو على حساب نفسه ورقبته.وماذا كان يمكن أن نقول عنه اليوم لو اختار أن يقدم لقضاته ما كانوا يرغبون فيه، وهو التوبة والإعتذار. وحتى بعد ذلك فإنه رفض عرض أصدقائه ومنهم أفلاطون، بتهريبه من السجن، وكان ذلك ممكنا، كما أن كان سيلحق بأثينا ضررا فادحا لأنه كان يمكن أن ينضهم إلى عدوتها اللدودة: أسبارطة. ولكنه اختار أن يتناول الهيملوك، لأنه كان يعتقد أنك يجب أن تتحمل نتيجة أفعالك وأن تقبل القوانين حتى إذا لم تكن موافقا عليها. وربما نتفق معه هنا أو لا نتفق، ولكن ليست هذه هي المسألة، المسالة هي أن المبدأ، طالما ظل صاحبه مقتنعا به، يكون دائما مقدما على الرقاب.
    أما ما قلته عن الهوية، فأوافقك كليا على تناوله في بوست خاص به، وهذا ما سأفعله بمجرد الفراغ مما أنا عاكف عليه حاليا. والتحذير الوحيد هو أنني ربما لا أتمكن من فعل ذلك بالسرعة التي تتوقع.
    وأوافقك على أن عبارتي حول العلاقة بين الأوطان والجماعات الوافدة عليها تحتاج فعلا إلى شرح. وسأقول حولها كلمات قليلة، لأعود إليها مرة أخرى بتفصيل. إذا وفدت جماعة من المكسيكيين على الولايات المتحدة، وهذا مجرد مثال، فإن هذه الجماعة الوافدة تصبح أميركية من حيث هويتها الجامعة مع بقية الأميركيين. وصيرورتها أميركية متعددة الأبعاد: من الناحية السياسية تصبح لها حقوق محددة، لا يملكها أبناء عمومتها الباقين في المكسيك، الجنسية، واجبات المواطنة وحقوقها، الإشتراك في الإنتخابات العامة والمحلية، الإشتراك في الروابط الإجتماعية، بما فيها رابطة ذوي الأصول المكسيكية في الولايات المتحدة. من الناحية الإقتصادية، يكون لها حق العمل والإستثمار والضمان الإجتماعي والمعاش، وغيره، من الناحية الإجتماعية لها حق التعليم والرعابة الصحية، ومن الناحية الثقافية تدخل في نسيج القيم الأميركية، سواء كانت قيم المجرى العام او القيم الجديدة والمعارضة التي تحاول أن تكسب الرأي العام. وسيكون الأمر كذلك حتى إذا قرر نصف سكان المكسيك الهجرة إلى الولايات المتحدة وسمحت لهم الأخيرة بذلك. ولكن أميركا التي استقبلت المكسيكيين لن تكون هي ذاتها أميركا التي سبقت وجودهم، فهي ستأخذ منهم أشياء كثيرة جدا في كل المجالات التي حددناها سابقا، ولكن دون أن تفقد شخصيتها الأميركية. اي أن أميركيتها ستغتني بدخول المكسيكيين، ولكنها لن تنتفي.
    نفس ما نقوله عن الأميركيين يمكن أن نقوله عن العرب الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة، وأنا أقول العرب ولا أريد أن أدخل حاليا في نزاع حول مفهوم العروبة. فهم عندما يذهبون إلى هناك لا يقولون أن أميركا صارت عربية. ولا ينشأ نزاع بينهم وبين الوطن الجديد، إلا في إطار توسيعه ليشمل جوانب في حياتهم وشخصياتهم يرونها ضرورية لوجودهم. ولو قرر نصف سكان الدول العربيةأن يهاجروا إلى الولاياالمتحدة، وواقفت الولايات المتحدة على إستقبالهم، فإنهم لن يزعموا مع ذلك أن أميركا صارت عربية.
    هذه مسائل تحدث بصورة مستمرة، وجوهرها أن الوطن الأميركي يصبغ على الوافدين عليه صفته الجامعة فيكونوا أميركيين، ويغتني الوطن بوجودهم ويأخذ منهم وربما يتبنى لغاتهم وثقافاتهم، كما تبنى من قبل لغة الغزاة البريطانيين.
    في مرحلة تاريخية سابقة ساد المفهوم الإمبراطوري، وهو أن الأراضي التي تفتحها جيوش الإمبراطورية تصبح جزء منها وتأخذ إسمها وتكون بعضا من أقاليمها. ولكن إنهيار الإمبراطورية يؤدي إلى أن تسترد هذه الدول إستقلالها وتستعيد شخصياتها واسماءها، دون أن تتنكر بالضرورة لما أخذته عن ممثلي تلك الإمبراطورية من نظم للحكم أو ديانات أو ثفافات ودون أن تطرد أي فرد لأنه كان ممثلا لتلك الإمبراطورية. إن إنهيار الإمبراطوريات يتمثل أساسا في قطع الصلات السياسية بين الأجزاء السابقة، وتمزيق الغلاف الإمبراطوري الذي كان يوحدها جميعا. وهذه قضايا سأفصلها فيما بعد، مطبقا لها على السودان، وعلى القومية العربية.
    المهم أن مفهوم الوفادة، لا يعني عندي قابلية الطرد بأي حال من الأحوال، وإنما هي مرحلة في الصيرورة السياسية والثقافية والإجتماعية يجب أخذها في الإعتبار في حدود العلاقة مع الوطن الجديد. ومن الطبيعي أن مفهوم الوافد لا ينطبق على الجيل الثاني من هؤلاء الناس أنفسهم، إذ يصيرون جزء عضويا من الكينونة الجديدة، التي لا يمكن تعريفها بمعزل عنهم إلا من قبل أولئك الساعين للفتنة الوطنية. وفي نفس الوقت فإن محاولة الوافدين إعادة تعريف الوطن ليكون حصرا عليهم، لا يقوم بها إلا أولئك الساعين للإبادة الجماعية.
    وأرجو أن يكون في ذلك بعض التوضيح، وليس كله بطبيعة الحال.وآسف لأية أخطاء مطبعية لن تفوت على فطنة القراء
                  

07-20-2004, 05:13 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    الاستاذان الخاتم وعجب الفيا
    زاكيات هي تحياتي
    سدد الخاتم ضربة موجعة لفكرة عبدالله المركزية في محاضرته تلك وأعني الشفرة الثقافية.و لعل الإنقاذ بهذا الفهم كان اشبه بالكشر المفتاح النوبي الخشبي في بيوت شمال السودان فالشفرة الثقافية هي القفل والمفتاح معاً ما أن يحين وقت حتى ينسل المفتاح خرجاً في إنقلاب انقاذي او غيره تاركاً التعاريج الداخلية أي المقابل السلبي لشفرة المفتاح الايجابيةممثلة للشعب كله.بهذا الفهم نصبح انقاذيين سلبياً حتى لو قلنا الروب حسب فهم عبدالله لمآلاتنا. قال الاستاذ عبدالله على براهيم في محاضرته تلك .. لو كنت في اليسار فأنت تنتمي لنظام البشير .
    أرى أن نقسم افكار عبدالله لقسمين قسم نستعجب فيه من موقفه من النظامالقائم في السودان وقسم نحلل فيه أفكاره عن الهوية . واقول نستعجب من موقفه لان نظام الإنقاذ أصبحت اسلاكه عارية للغالبية العظمى من شعبناولذا فان الدفاع عنه بمنعرج اللوا يدعو للعجب. استند عبدالله على حجة نسبها لستيف بيكو القائد من جنوب افريقيا قال عبدالله إن بيكو خاطب البيض الذين جاءوا لينضموا للمؤتمر الافريقي قائلاً أول حاجة تحرروا من امتيازاتكم دا شرطنا لقبولكم في وسطنا. اعتقد ان العلاقة بين بيض جنوب افريقيا وسودها ممن يحملون فكرا مضادا للفصل العنصري هي اعقد بكثير من هذا الابتسار وقد كتب عنها الكثيرون من قادة جنوب افريقيا ولبس هذا مقام البحث عن تلك الكتابات وتثبيتها هنا . واستند عبدالله على هذه الفكرة فقال ان الشماليين السودانيين يجب ان يتحرروا من امتيازاتهم وضرب لذلك مثلا بالكشات فهم انما يمرون أمام بوليس الكشات بوجه شمالي. ولا أدري كيف يتحرر الشماليون من إمتيازاتهم في الكشة ؟ هل ترى يسلمون أنفسهم لبوليس الكشة قرب ميدان أبي جنزير طواعية وهم يتصايحون حررونا من امتيازاتنا أم ان الكشة كانت ستختفي من ضربة البداية لو حلت بالسودان حكومة وطنية تحلم بها انتفاضاتنا جميعها بمجرد انفاذ قانون يساوي بين المواطنين وتطبيقه بواسطة من يحسنون ذلك التطبيق؟.ثانياً هل يتساوى الشماليون جميعاً في موقفهم من الكشات؟ إن كان الأمر كذلك فمن أين جاء منفذوا الكشات أم ان هذه فئة ثالثة لا ترغب في التحرر من امتيازاتها؟
    في صبيحة الثلاثين من يونيو قرات مقالاً لعبدالله نشره في الخرطوم الصحيفة ينتقد فيه الألمان لأنهم سمحوا لجون قرنق بدخول قبة البرلمان الألماني وينعى عبدالله على هذه الدولة الديمقراطية الغربية كونها تسمح لشخص شمولي ويكرس للديكتاتورية مثل قرنق بدخول البرلمان ووقع عبدالله على مقاله باسم منظمة أعتقد انها المنبر الديمقراطى تحت التاسيس وهي جمعية للديمقراطية كان سيدعو لها لولا الإنقاذ لأن سلسلة تلك المقالات توقفت وقتها . لكن الداعية لتاسيس منبره الديمقراطي سعى وديمقراطيته الفريدة معه لمنابر الإنقاذ الشمولية حين دعوه للمشاركة في مؤتمرات الحوار بعد مقاله ذاك بأقل من شهر . وهكذا سعت الشمولية نحو الديمقراطية في حالة جون قرنق وسط سياط عبدالله الإنتفادية بينما سعت الديمقراطية نحو الشمولية وفق ما فعل عبدالله وسط ذهولنا واستغرابنا فالاستغراب هو المرحلة التي يبطل فيها النقد وجوباً أما الهوية فأتمنى أن يتم فيها تحليل خطابات عبدالله منذ تحالف الهاربين وما قبلها وبعدهاوقبل ذلك يجب تفكيكها وترك ما للمنطق والعلم للعلم وما للمجاز والصور الشعرية لاستمتاعاتنا . فأفكار عبدالله حتى النقدية منها تبدو لي بسيطة ان ذهب عنها بهاء اللغة التي أعتقد انه يمتلك ناصيتها. وبعض مقالات عبدالله معلقة في عناوينها الداوية .
                  

07-20-2004, 05:17 AM

فرح
<aفرح
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 3033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Bushra Elfadil)

                  

07-20-2004, 06:08 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    أشكرك جزيلا على اهتمامك وملاحظاتك. وأقول أنني لم أوافق عبد الله علي إبراهيم على أننا في الشمال، هكذا بإطلاق وتعميم، مسئولون عن الحرب والتهميش الذي حاق بالجنوب والجنوبيين. بل عارضت مقولته تلك معارضة قوية، لأنه يرمي بها إلى تخفيف المسئولية عن الإنقاذ بمساواة الإنقاذ بنا جميعأ ومساواتنا كلنا بالإنقاذ، وتفريق دماء الجنوبيين فينا، وطمس حدود المسئولية بصورة تخفي الجاني وتزيل كل الآثار الدالة عليه. وهذا نفسه ليس جديدا على عبد الله، فقد حاول من قبل أن يرفع عن الجبهة الإسلامية مسئوليتها عن اغتيال الأستاذ محمود محمد طه، وأشار في أغلب كتاباته في هذا الموضوع أن الجبهة ليست مسئولة عن تلك الجريمة، رغم أنه اضطر أن يقول في نفس الوقت، أن الترابي وصف الجريمة المنكرة، جريمة اغتيال الأستاذ محمود، بأن ذلك كان ذبحا عظيماورغم أن الجبهة حاولت في عدة مرات سابقة إستصدار حكم بردة الأستاذ محمود وفشلت في ذلك، وعقوبة الردة كما يعلم عبد الله هي الإعدام، وأن الجبهة نفسها كانت حليفة للنميري وهو ينفذ تلك الجريمة، وأن القضاة القصابين الذين حكموا على محمود كانوا من أعضاء الجبهة، وأن الترابي نفسه، وكل أساطين جبهته كانوا حاضرين في ساحة الإعدام يهللون ويكبرون والغين في الدم الذي أراقوه. ونسبة لأن حصيلة عبد الله من المنطق ضئيلة، وأقول ذلك من وحي كتاباته كلها تقريبا، فإنه لم ير تناقضا، بين شهادته في صالح الجبهة الإسلامية وشهادتها هي الدالة على " كسبها" الكبير المتمثل في تلك الجريمة. كما لم يضع حسابا لكل هذه الحقائق التي ذكرتها.وموقف عبد الله من كتاب مذبحة الضعين، الذي أصدره الأخوان الدكتوران عشاري أحمد محمود وسليمان بلدو، معروف كذلك، وهو تحويل الجريمة المنكرة التي ارتكبت ضد الدينكا هناك، إلى مجرد "أداء" قبلي عادي خاص بالرزيقات. وغير ذلك.
    ما أقوله أنا، وما أشرت إليه في حدود السياق، في مقالتي هذه، هو أن الطغم الحاكمة في الشمال، هي المسئولة عما حاق بالجنوب، وما حاق ببلادنا كلها من حروب وخراب ودمار. ولكني حرصت في نفس الوقت أن اقول أن الجبهة الإسلامية وشلويها الحاكم والملفوظ، ذهبت بالحرب والدمار في الجنوب، إلى حدود لم يسبقها عليها أحد. وأنها على هذا الأساس تتحمل مسئولية أفدح من كل من عداها.
    نتحمل نحن مسئولية أدبية بقدر فشلنافي معارضة هذه الحرب. وهنا يمكن للجميع أن يطرحوا مواقفهم، ومن له فضل معارضة الحرب والتهميش يثبت له ذلك الفضل. وهذا أيضا ما يعارضه عبد الله، لأنه يقول أنه لا توجد فرقة ناجية فيما يتعلق بالجنوب، وهو تزوير فظ للتاريخ السياسي السوداني المعاصر.
    الإعتذار للجنوبيين ليس مسألة شكلية، ولا يتمثل في كلمتين تقالان في محاضرة عامة، بل تتمثل في أن يتحمل المسئولون مسئولياتهم. فلا يكفي مثلا أن يقول الصادق المهدي للجنوبيين أننا أخطأنا في حقكم، في نفس الوقت الذي يدافع عن كل عدوان قامت به الحكومات التي قادها ضد الجنوبيين. يجب أن تكون المسئولية محددة، عن أعمال محددة. ومع أن القائمة في هذا الشأن طويلة، إلا أنني أخص على وجه التحديد ما حدث للشيوخ الجنوبيين في اويل بعد الزيارة التي قام بها الصادق وكان رئيسا للوزراء،إلى تلك المدينة. فقد اغتيل هؤلاء الشيوخ بعد مغادرته المدينة مباشرة. هذه هي الأعمال المحددة التي يجب أن تثبت المسئولية فيها ويتم الإعتذار عنها.
    أما قولك بأن جيلكم لم يشهد ما حاق بالجنوب، فهو قول أدهشني، لأن الخراب الأعظم الذي حاق بالجنوب حدث على يدي الجبهة الإسلامية المعاصرة ما تزال.
    لك الود
                  

07-20-2004, 06:59 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 11025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ الخاتم عدلان تحية طيبة وبعد:

    صحيح ان النخب الشمالية باطيافها المختلفة ولاسيما النخب الثقافية -كانت في الاعم- موقفها تابع للسياسي اكثر من تخليص الذمة امام الموقف "زلزال الجنوب ومعاناة اهله" وهي عقدة ذنب تتحلمها القوى السياسية الشمالية ايضا..


    وسؤالي هنا الى اي مدى راهنت حركات التمرد بالجنوب السوداني انانيا ون/ وانانيا تو/ واخيرا الحركة الشعبية/ على الكنيسة العالمية في استحصال دعم لوجتسي متمثل في السلاح وخلافه.. وتداعيات ذلك على المشهد السوداني الجمعي... واستبعاد "الايغاد" لاي دور عربي لحلحلة المشكل علما ان الدور العربي اصلا كان وما زال مقترا على السودان؟؟؟ الا تتفق معي ايضا ان بعض الجنوبيين اكثر انتهازية من الشمال ويبدو هذا واضحا في مكاسب نيفاشا؟؟؟؟
                  

07-20-2004, 02:46 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: محمود الدقم)

    الاخ محمـود
    دعني اخالفك في ما اوردته. علي غير ما تقول الحكومات السودانيه المتعاقبه عن الحركات الثوريه في الجنوب وتصفها بانها تمرد ( وللاسف) استخدمت انت نفس التعبير، فانا ( مثلا) واعتقد ان هنالك كثيرون غيري ينظرون الي ما حدث ويحدث في جنوب السودان بانه ثوره ضد الظلم وضد التهميش وضد الاستلاب. وللاسف ظل كلمة (التمرد) تطلق علي ثوار الجنوب بتعالي لا يدانيه تعالي وهذه الكلمه تحمل في داخلها صلب المشكله، وتعني عدم الاعتراف بالمشكله ابتداء وهذا مربط الفرس في السياسه السودانيه. فبالرغم من أن الحكومات الشماليه عقدت منذ ستينات القرن الماضي الكثير من الحوارات ،( مؤتمر المائده المستديره) ثم اتفاقية أديس ابابا لا حقا بجانب العديد من الحوارات المعلنه وغير المعلنه وصولا لانفاقيات نيفاشا – وهذا اعتراف واضح بالمشكله – إلا ان الحكومات تعود دائما للمربع الاول باستخدام هذا التعبير. ولا يتستقيم عقلا ان تقبل الحكومات وتناقش وتتفاوض مع مجموعه من الناس (ايا كانوا)، ثم تعود وتقول بانهم متمردون. ان مبداء التفاوض يا اخي محمود يعني إبتداء وضمنيا( الإعتراف) بالمشكله وان صاحبها غير ( متمرد) وان له قضيه وحقوق مشروعه يكافح ويقاتل من اجلها. ولان الدوله في السودان منهاره والقضاء تعيس ومنهارهو الاخر ولا يجود دستور ولا قانون في السودان، ظلت الحكومات المتعاقبه في السودان منذ 1956 حكومات تفتقد الشرعيه ( يشمل ذلك حتي الحكومات التي يسمونها ديمقراطيه). لذلك فان استخدامك لكلمة ( التمرد) استخدام غير سليم وتنسحب عليه تبعات كثيره يضيق المجال لحصرها هنا، ادناها انك تعترف بشرعية الحكومات التي قامت في السودان منذ 1956 ( وليس استقلاله). وارجو ان نجد الوقت لمناقشة هذه الناحيه.
    بالعوده لموضوع الدكتور عبد الله علي ابراهيم، اعتقد ان الرجل ليس نسيجا وحده، فكثيرون هم الذين يعرفون النصوص والمراجع ويحفظونها حفظا ولا يترددون في مخاطبة الجماهير بـ ( هللويا) بعضهم درس في اعتي الجامعات، ولكنهم في سبيل السلطه والجاه لايترددون في اظهار جهلهم بل يأتون باشياء لا يأتيها حتي الاميون من البشر، مع فائق احترامي للامين في السودان، فقد اثبتوا انهم اكثر علما وحصافة من الكثيرين ممن يسمون ( حملة شهادات) ( وهم فعلا حملة شهادات وليسوا متعلمين)

    عبد الله علي أبراهيم ( مجسم) رائع للرجال من شاكلته الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه، وهم كثر للاسف عندنا في السودان، وهذه المجموعه هي التي أوردت البلاد المهالك. ولا فائده من الانسان المثقف لمجتمعه إن كان بلا مبادئ اساسيه تحكم حياته العامه بصرامه متناهيه لايحيد عنها مهما بلغ به العنت واشتدت عليه الخطوب. فمثلا لا ينفع ان تكون ( نص) ديمقراطي!! فإما ان تكون ديقراطي 100% أو تصبح شئ اخر، وكما اثبتت التجارب العديده في السودان ان الكثيرون من ( المثقفاتيه) لديهم درجه- للاسف- (عاليه) من القبول بالمساومه في مبادئ الديمقراطيه، ويتطلع الكثيرون منهم ( للوزاره) لا يهم تحت أي نظام وفي أي وضع كانت. وقد اثبتت تجربة نميري ونظام البشير ان الدكتاتوريات في السودان تستمد أفكارها الاولي من ( المثقفاتيه) ويوفر لها الكثيرون منهم الوقود الكافي للاستمرار. وتاتي محاضرة الدكتور هذه في اطار البحث عن وقود لنظام فاشستي فقد كل اسباب بقائه ولا محاله زائلا، ولكن الدكتور ذهب يبحث عن مبررات اخري ( مدد) لا ستمرار النظام، وقد راينا استخدام ( كرت) (العرق) في دارفور ولكن الدكتور لا يتحفنا بموقفه من قضية الصراع العرقى في دارفور او اين يقع اهل دارفور في تصنيفه( للعربواسلاميين).

    مثال اخر ( للمثقفاتيه) يمكن استعراضه بعجله علي ذكر دارفور هو حسن مكي الكادر الجبهجي المعروف. كتب الرجل في الراي العام عن دارفور يقول ( وكيف يعالج الازمه من تسبب في تفاقمها وعمد الي التضليل وحجب المعلومات .... ويمضي ليقول متحدثا عن موضوع اعداد اللاجئين والنازحين ..( أن كانت المعلومات المتداوله حقيقيه فان السلطه الموجوده لا تملك من الناحيه السياسيه أو الاخلاقيه مبررات دفاع من استمساكها بالسلطه) ( حسن مكي الراي العام 20-07-04)

    هذا هو نفس الرجل الذي كتب في نفس الصحيفه ( إذ ليس ثمة بديل للانقاذ إلا الانقاذ)
    ( الراي العام 30-06-02).
    وقد كتب قبل سنوات بعد انشقاق ( القصر والمنشيه) معلقا علي قرارات البشير ( صحيح ان قرارات الرئيس الاخيره لا دستوريه ولا لائحيه ولا تسندها روح مؤسسه ولكن اين كانت المؤسسه حينما كانت قيادة الباطن توقع علي كتاب رئيس الجمهوريه بما تشاء ثم يمهره الرئيس بخطه، ما اراه هو أن الرئيس كان متسقا ومنطقيا مع الطريقه التي كانت تدار بها أمور الحكم في السنوات المنصرمه والتي اصبحت النخب مجرد جوقه للتهريج والاخراج) ( الراي العام 11-05-2000 ) ( التشديد من عندي).
    فبالرغم من اعتراف الرجل بدور التهريج والاخراج عاد واصر بعد حوالي العامين علي نفس الدور: ( لا بديل للانقاذ إلا الانقاذ) غير أنه عاد بعد عامين اخرين معترفا ان الحكومه التي يعمل مهرجا في جوقتها لا تملك المبررات الاخلاقيه والسياسيه.

    مثل هذا الرجل ومن علي تفكير عبد الله علي ابراهيم هم المسئولؤن الاوائل عن ضياع السودان، وبالطبع لكل ادواته ( وعدة شغله) فعبد الله يجيد لعب (العرق) وحسن يجيد دور المهرج والمخرج. ولكنهم يشتركون في الانتفاع من الانظمه الفاسده التي أما يهرجون لها، أو يتبرعون بمدها بأسباب جديده للاستمرار.

    وعلي غير ما يعتقد مثل هؤلاء الكتاب بان هنالك قضية هوية في السودان أن لا اقول بذلك، واعتقد ان المشكله يمكن تلخيصها في ( أن هنالك مجموعه من الناس تريد ان تحكم وتستمر في الحكم ولكنها لا تعرف الحكم ولا تعرف ادواته وتتخذ من الدين والعرق مدعومين بعنف الدوله وسيله للبقاء في السلطه معتمده علي مجموعه الجوقه التي تجيد التهريج والاخراج.

    وهنالك اخرون سنحاول الاشاره لهم لكي لا يتحمل هؤلاء اللوم وحدهم

    ولي عوده

    عسكوري
                  

07-24-2004, 05:28 AM

برير اسماعيل يوسف
<aبرير اسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 06-03-2004
مجموع المشاركات: 4445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Asskouri)

    الاخ/ علي عسكوري
    تحية طيبة

    اتفق معك في العديد من النقاط التي اثرتها هنا في هذا الموضوع الهام , و الذي نعتقد بأن امثال الاخ العزيز الخاتم عدلان وهم/ن كثر يمكنهم/هن ازالة العديد من الاتربة العالقة بمثل هذا الموضوع , و نعتقد بأن توقيت مناقشة مثل هذه المواضيع الكبيرة مناسب للغاية, و لكن يا اخي العزيز دعني اناقش بعض الذي طرحت من افكار.

    اراك يا اخي العزيز حملت كلمة التمرد اكثر مما تحتمل , او بمعني اخر انك رأيت فيها الجانب السلبي فقط , و لكن نعتقد بأن للتمرد معني ايجابي وهو الوجه الاخر لكلمة التمرد , لذلك لا داعي للانزعاج من هذه الكلمة , فاذا كان الناس يقصدون بهذه المفردة خروج البعض من تحت عباءة الظلم و التسلط و الطغيان و دفن الناس وهم احياء , فما هو العيب في هذا التمرد؟ و اذا كانوا يقصدون غير ذلك فنحن لم نعرف حتي كتابة هذه السطور بان الناس في السودان اتفقوا على عقد اجتماعي في ما بينهم/هن و ان هذا العقد قام على ما تعارف عليه الناس في المجتمع الانساني و ان هنالك مجموعة من الناس (تمردت ) على ما اتفق عليه اهل السودان اجمعين , كل هذا لم يحدث , لذلك نعم للتمرد و لا عيب في ذلك , بل العيب هو السكوت عن رد الظلم و القهر و التسلط . و لكن المهم في امر التمرد/الثورة التي اندلعت في جنوب السودان هو النتائج التي ترتبت على هذا التمرد او هذه الثورة , فما هي المحصلة النهائية لهذا التمرد او هذه الثورة التي اندلعت من جنوب السودان لاسباب منطقية و جوهرية؟ هل قامت هذه الثورة من اجل مظالم اهل الجنوب ام قامت من اجل مظالم اهل السودان اجمعين؟ فمعارضة الناس (للانقاذ) او غير (الانقاذ) لا يعني باي حال من الاحوال السكوت عن اخطاء الحركة الشعبية او غيرها من الحركات الثورية في السودان ذات الاهداف المشتركة , نعرف ان هذا الموضوع ليس محله الان و لكن كان يجب الاشارة اليه مثلما اشرت انت بان لك عودة لمناقشة بعض الافكار التي طرحتها بالتفصيل , فهل نيفاشا هي خاتمة المطاف و ان المشكل اصبح شمال /جنوب ,اسلام /مسيحية و ان الجنوب بصورة مطلقة شيء واحد و ان الشمال بصورة مطلقة شيء واحد و ان الحركة الشعبية تمثل جنوب السودان و ما يسمي بالمناطق الثلاث و ان (الانقاذ) تمثل شمال السودان بالمفهوم الجغرافي؟ هذه هي الاسئلة التي نتمني منك و من الاخرين/ات الاجابة عليها و نخص بالذكر الاخ العزيز الخاتم عدلان , لاننا نري سكات مبالغ فيه عن ما الت اليه الامور في نيفاشا, بل من الناس من يحاول تسويقها على انها سدرة المنتهي و لا يعترف العديد من الناس بان نيفاشا لها و عليها و ما عليها اكثر من الذي لها .

    النقطة الثانية التي نريد منك اخي علي ان تسترسل فيها وهي حديثك عن المثقف/المثقفة, المتعلم/المتعلمة , الامي/الامية, الجاهل/الجاهلة, اضفت بعض المفردات من عندي حتي تتم مناقشة هذه المصطلحات بالتفصيل , لان هنالك خلط واضح في هذه المفاهيم, فما هي الفوارق النوعية بين هذه المفردات ؟ و لنبدأ بالامي/الامية , فما هو معني الامي /الامية؟ هل هو/هي من لا يعرف/تعرف القراءة و الكتابة فقط؟ و من هو الجاهل/الجاهلة ؟ فاذا كان/ت احد/احدي الاخوان/ات له/لها دكتوراة في موضوع ما و لكنه/لكنها لا يعرف/تعرف اي شيء عن موضوع اخر مثلا علم وظائف الاعضاء فماذا نسمي هذا الشخص الذي/التي لا علاقة له /لها بهذا العلم لا من قريب و لا من بعيد؟ وهل هنالك ترادف في اللغة العربية ؟ اي بمعني ان مفهومي الجهل و الامية شيء واحد, نرجو من اعضاء و عضوات المنبر و زواره/زائراته الكرام/الكريمات فك هذه الالتباسات في هذه المصطلحات . و ان كنت اتفق مع الاخ علي عسكوري بأن العديد من حملة/حاملات الشهادات العليا و ما فوق العليا في السودان يشبهون/هن حملة/حاملات المباخر و ان اعترف الاخيرون /الاخيرات بطبيعة دورهم/هن في المجتمع , و لكن حملة/حاملات الشهادات العليا و ما فوق العليا يتشدقون/يتشدقن بما تشيب له الرؤوس و عندما تحين ساعة الجد نجدهم/هن يمضمضون/يمضمضن الكلام مضمضة وسط دهشة من يعنيهم/يعنيهن الامر و يستوي في ذلك المؤيد/المؤيدة للحكومة و المعارض/المعارضة للحكومة اي كان نوع الحكومة (ديمقراطية)او عسكرية صرفة/عسكرية حزبية, و الي غير ذلك من المسميات التي لا تغني من جوع وهي كثيرة و لكن بلا عمار.

    النقطة الثالثة في حديث الاخ عسكوري هو اما ان يكون الشخص ديمقراطي 100% اوان يكون اي شيء اخر , و هذا حديث يجافي المنطق , و يجافي النسبية في الامور , و كأنما الاخ علي يتحدث عن الملائكة الذين يفعلون ما يؤمرون , فيا اخي علي عسكوري الديمقراطية في السودان و غير السودان امر مكتسب , فلا يولد الشخص منا ديمقراطي او ديكتاتوري , و في السودان بالذات يكتسب الفرد منا القمع و القهر منذ نعومة اظافره/اظافرها , لذلك لا يمكن ان يكون الشخص ديمقراطي مية المية مهما اكتسب/اكتسبت من معارف و مناهج لها علاقة بالديمقراطية في الكبر , لذلك هذا طلب اكثر من مثالي نرجو اعادة النظر فيه , و ان كنت مقتنعا باننا محتاجين /ات للعديد من التجارب في السودان حتي نصل الي ما يصبو اليه الاخ علي عسكوري , فحينها سيولد الفرد منا ديمقراطي/ديمقراطية بالميلاد لان البيئة التي حوله/حولها قد تغير شكلها و بنيانها من الداخل .

    النقطة الرابعة اخي علي هي حديثك عن (الحكومات الشمالية) و ما اقترفته من كبائر بحق الوطن و شعبه, و لكن يا اخي علي هذه (الحكومات المسماة شمالية) , لم تكن تمثل شمال السودان بالمفهوم الجغرافي, فعملت في اهل الشمال اذا جاز التعبير عمايل ليها اول و ما ليها اخر, و كانت (مطعمة ) ببعض المستهبلين و المستهبلات من اهل جنوب السودان اذا جاز التعبير , فلشمال السودان بالمفهوم الجغرافي افاته و لجنوب السودان افاته ايضا , لذلك هذه العبارة تحتاج منك الي تشريح اكثر فهل من تشريح لهذه العبارة المبهمة؟

    النقطة الخامسة هي قولك ان عبد الله علي ابراهيم (مجسم) للرجال من شاكلته, لكنه اي عبد الله علي ابراهيم (مجسم ) للرجال و النساء معا , فليس المهم هو النوع و انما الاهم هو طبيعة الدور الذي يقوم به عبد الله و خلافه من الرجال او النساء معا , فالمسألة ليست لها علاقة بالرجال فقط او النساء فقط , و خذ على سبيل المثال لا الحصر ما تفعله الان و ما فعلته في الماضي بدرية سليمان , فما هو الفرق بينها و بين ما فعله عبد الله علي ابراهيم؟ كلاهما ينظر ويبرر للشيطان.

    النقطة السادسة هو قولك بأنك لا تقول بأن هنالك قضية هوية في السودان؟ و ان هنالك مجموعة من الناس تريد ان تحكم و تستمر في الحكم و لكنها لا تعرف الحكم و لا تعرف ادواته...الخ , فما هي هذه المجموعة ؟ و ما هي مكوناتها الثقافية و السياسية ...الخ؟ لاننا نعتقد بان اجاباتك على هذه الاسئلة ستوضح لك بجلاء ما هي الهوية المفروضة على السودان حتي الان و لك مني كل الشكر و التقدير .

    برير اسماعيل يوسف
    المملكة المتحدة
    24/07/2004
                  

07-20-2004, 04:04 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    الأخ العزيز برير إسماعيل يوسف:
    أشكرك كثيرا على اهتمامك المبكر بهذه المقالة. وأوافقك على المجرى العام لمداخلتك، وهي أفكار وتساؤلات جادة، ورؤى بها جرأة ونفاذ، وبالتالي فهي ليست خربشات.
    ومن الواضح جدا أن قضية الهوية أصبحت مطروحة في السودان بصورة لا يمكن تجاوزها، وذلك لأن البلاد تمر بمنعطف حاد يتعلق بتعريفها لنفسها وما يترتب على ذلك من أساليب العيش ونظم الحكم والإقتصاد والإجتماع والثقافة. و الخطير في قضية الهوية، أنها قضية وجودية، ولذلك تستعر حولها الأهواء، وتشتعل العواطف وتحتد الإستقطابات والإنحيازات، وتخرج النزعات اللاعقلانية من تلافيف اللاوعي وتندلع الحروب وتسيل الدماء. وقد حدث هذا كله أمام أعيننا، في البلقان وفي أفريقيا، ويحدث الآن بأبشع الصور في دارفور، حيث يسود التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تحدث بدعم مباشر وتخطيط كلي من قبل السلطة الحاكمة، وقادتها الإسلاميين الأصوليين.
    وقد قلت في تعليقي على مداخلة الأخ قصي همرور، وبطلب منه أيضا، أنني سأفرد لقضية الهوية بوستا منفصلا، أتمنى أن يكون قريبا. ولذلك سأقتصر في التعليق على نقطتك الأولى حول هذه القضية، وأورد بعض الملاحظات التي ربما لا تكون وافية، ولكنهافد تصلح مدخلا لما يأتي بعدها.
    أوضحت أن محاضرة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، لم تكن حديثا في الثقافة بل كانت دعوة سياسية لتبرئة نظام الإنقاذ ودخول برجه والإستسلام لقيادته. ولكن عبد الله يغلف دعوته السياسية تلك بالحديث المبجل عن منطلقات ثقافية. بمعنى أن عبدالله يستغل الثقافة في الوصول إلى أهدافه السياسية، مثلما يستغل الإنقاذيون الدين للوصول إلى أهدافهم الدنيوية البحتة المتمثلة في الإستيلاء الكلي على ثروات البلاد ومصادر قوتها جميعا. وهذا ما حدث بالفعل. في هذا السياق، وعندما يتحدث عبد الله عن " الجماعة العربية الشمالية المسلمة"، فإن هذا يمكن أن يقبل منه، إذا اتخذ ذلك منطلقا لتحليل القيم الثقافية السائدة وسط هذه الجماعة. وما دمنا نؤمن بالتمايز الثقافي في بلادنا المترعة بالتعدديات، فإننا لن ننكر على عبد الله الخوض في هذه القضية، من حيث المبدأ. وحينها يمكن أن نتفق معه أو نختلف في تحليله لهذه الثقافات. أماإذا كانت أهداف عبد الله سياسية، ويريد أن يدخل الدين والعرق، كأسس للتمايز السياسي في هذه البلاد التي ما تزال موحدة، فإننا سننكر عليه ذلك إنكارا شديدا. وهذا ما فعلناه. بمعنى آخر، وعندما يتعلق الأمر بالنظم السياسية، فإن العرق والدين، لا دخل لهما في تحديد هوية الجماعات. وما دمنا نريد أن نقيم الحقوق على أساس المواطنة، فإن دين الفرد أو عرقه، لا وزن لهما مطلقا في تحديد تلك الحقوق، زيادة أو نقصانا. ولذلك فإن مصطلح الجماعة العربية الشمالية المسلمة، مفهوم مرفوض كلياعندما يستخدم إستخداما سياسيا، كما يستخدمه عبد الله. ولن يقبل مفهوم عبد الله هذا، إلا دعاة التفوق العرقي والإستعلاء الديني، أو كلاهما، وهو مفهوم لقي هزيمة كبيرة، وإن لم تكن كلية، بما حدث من إتفاقات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان، والنظام الحاكم في الخرطوم. باستخدام هذا المفهوم يرمي عبد الله، إلى تحقيق هدفين: الأول هو تهريب مصطلحات الإسلام السياسي وإدخالها كبرادايم أساسي في أي تعريف للنظام السياسي في السودان، وهو ما يمكن تسميته بتخليد الإنقاذ، والتمكين الفكري للمشروع الحضاري بعد أن انهار ذلك المشروع. والثاني هو إحراج المعارضين لهذا المفهوم الذين لن يجرأوا في تقدير عبد الله، على إنكار الإسلام أو العروبة، في تحديد هوية الجماعات. وكما قلت فإن عبد الله يستند هنا إلى الجدار القمعي للإنقاذ، كما يفعل آخرون غيره، وعلى مستودعات التجهيل وتغييب الوعي التي شيدت عمدها هذه السلطة وأقامت لها المؤسسات. وهانحن نوضح له أن تكتيكاته، وهي تكتيكات الأعداء والمحاربين الأصوليين، لن تجدي نفعا.
    مفهوم الجماعة العربية المسلمة، لا يكون سليما كمفهوم سياسي، حتى لو أنفصل الجنوب. وذلك لعدة أسباب منها: أن الدولة، أو النظام السياسي، الذي يقوم على أساس الدين أو العرق، أو كليهما، لا يمكن أن يكون نظاما ديمقراطيابحال من الأحوال، وذلك لأن الخلافات الدينية المذهبية، داخل الدين الواحد، غالبا ما تكون أكثر دموية وأكثر عنفا وأبعد مدى، من الخلافات بين الأديان المختلفة. وتاريخ الأديان والمذاهب الدينية شاهد على ذلك ، في كل الحقب وفي كل القارات. وعلى كل حال فإن محاكم التفتيش لم تقم إلا ضد مسيحيين آخرين مخالفين للكنيسة وتفسيرها الرسمي للنصوص ومصالحها الدنيوية الأرضية. ولماذا نذهب بعيدا وأمامنا التاريخ الدموي للصراع بين المذاهب والفرق الإسلامية نفسها، التي سالت فيها دماء أكثر من تلك التي سالت في الحروب الصليبية.
    ما يهمنا هنا أن الدولة الدينية، حتى في بلد يدين أهله جميعا بنفس الدين، لا يمكن إلا أن تكون دولة للطغيان. والسبب هو أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم إذا اتخذت صبغة دينية، فإنها لا بد أن تصبح رخصة للإنفراد بالثروة والقوة، وفي الحقيقة فإن الحاكم لم يلذ بالقداسة ويدعيها إلا لأنه يعتقد أنه أحق بالمكاسب الدنيوية من كل من عداه. وإذا أصبحت العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة دينية، فإنها ستقوم على الطاعة و الإذعان، وليس على المنازعة والخروج. وما البيعة سوى تنازل المواطنين عن حقوقهم لحاكم يعترفون له بالطغيان، ويسلمونه صك الوصاية على أنفسهم طوعا أو كرها.
    وما يقال عن الدين يقال عن العرق، وينطبق حتى على تلك الدول التي تحكمها إثنية واحدة، ولاسباب مشابهة لما ذكرناه أعلاه لأنه ستنشأ حينها تمايزات داخل الإثنية الواحدة، ربما تكون أكثر دموية من النزاع بين الإثنيات المختلفة، تعبيرا عن حقيقة أن المجتعات متمايزة على مختلف الصعد، ولا بد أن تجد هذه التمايزات تعبيرات مناسبة عنها، صحيحة أو مفتعلة. المجتمع كسوية غير متمايزة لا وجود له إلا في ذهن عبدالله ومن يفكرون مثله.
    وصول البشرية إلى النظام الديمقراطي في الحكم، لم يكن أمرا يسيرا، بل حدث من خلال تطورات هائلة وتضحيات مخيفة. والنظام الديمقراطي في الحكم يقوم ببساطة على تجاهل الدين والعرق والنوع، في التنظير للحقوق وضمانها لكل الناس. ومواثيق حقوق الإنسان تشهد على كل ذلك.
    وهنا، اي في الموقف من الديمقراطية، يظهر جانب مظلم آخر في شخصية عبدالله علي إبراهيم. فعبد الله رجل غير ديمقراطي، ليس فقط لأنه يقف حاليا في صف نظام الطغيان المسمى بالإنقاذ، بل بانحيازه إلى الزعماء الطائفيين، في مواجهاتهم مع قواعدهم نفسها الباحثة عن مزيد من الديمقراطية والحقوق. وقد طلب من الصادق المهدي أن يحكم بالبركة ولا يلتفت مطلقا إلى المؤسسة، وأثنى على توليته لأبنائه وبناته لقيادة حزب الأمة. كما أنه فعل الشيئ نفسه إزاء الميرغني. وفي مجال التنظير السياسي يظهر عبدالله كصاحب مشروع نكوصي ورجعي متكامل الأركان، وتزداد خطورته، ليس فقط لسمعة الرجل وماضيه، ومشايعة البعض له ونظرتهم إليه بعين الرضا التي تعاني الكلال، بل لأن المرحلة التي تمر بها البلاد محتقنة بصورة خطرة، ومفتوحة على كل الإحتمالات. ودعوات عبد الله تمثل وقودا ممتازا للفتنة.
    أرجو أن أتوقف هنا، على أن أواصل فيما بعد بطرح بعض الأفكار حول الثقافة العربية الإسلامية سواء في الشمال أو في بلدان الفتح العربي الإسلامي.
    دمت
                  

07-21-2004, 04:36 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    الاساتذة الخاتم و عجب الفيا والمتداخلون
    لا أعتقد ان قضية الهوية مهمة من ناحية سياسية والأفضل أن تترك لمقاعد الدرس في الجامعات وللاكاديميين لانها سؤال سيرورة فاذا طلع علينا فريق من الباحثين بالجواب الشافي تشكلت عليه جماعة اخرى من السودانيين ستكون بالملايين هذه المرة من سودانيي الدياسبورا وابنائهم الأميريكان سودانيز والأنجلو سودانيز إلى آخر الإضافات .وهذه القبيلة الجديدة ربما تتخذ من ارض الوطن مدرجاً لمطارها نحو العولمة.وهكذا ستبغي هذه الجماعة رداً فسؤال الهوية في الدول ذات الفسيفساء من الناس الذين في حالة حركة وتشكُل سيظل بلغة عبدالصبور سؤالاً ابديا يطرح كل هنيهة. وحسبنا من الهوية من ناحية سياسية أن نقول جملة واحدة مؤكدة ولا يختلف عليها أحد وهي من كلمتين : نحن سودانيون.وعلى هذا الاساس نصوغ قوانين عالية الدقة والانصاف تستعين بالخيال لتوصيف السودان لنصف قرن ويقوم على تنفيذ هذه القوانين هرم من التنفيذيين المستنيرين المتعلمين جيداً حتى تنحصر الظلامات في اخطاء القضاة فحسب. حينها ستشكل الممارسة هوية الانسان -الذي هو اصلاً سوداني -الجديد وبعد قرن او نحوه سيكون هذا السوداني خلاسياً من جينات بشر العالم باسره.في القرون السابقة تشكل السودانيون من اعراق لا تمر بالحسبان.الجزء المتاخم لمصر من السودان من سلالات لا حصر لها ويجب ألا تخدعنا اللغة أو السحنات أو لون البشرة .وكذلك يمكننا أن نقول عن الجزء المتاخم لأثيوبيا ويوغندا وكافة الحدود.بل إن لدينا تغريبات من قبائل دخلت السودان قبل قرنين او ثلاث وتنكرت وانتحلت شخصية قبائل أخرى عريقة في إنتمائها لارض السودانوذلك لدوافع الكسب في الارض والمرعى وأعرف قبيلة كهذه في بطن الجزيرة.
    ولدهشة من بعرفوني أقول أنا نوبي أسود البشرة أهلى يقولون عن نفسهم أنهم ركابية لكن اسماءهم اسماء دناقلة ومع سواد بشرتي فإن جدتي لابي تركية كردية وقد رأيتها في الستينات ولم اصدق أنها أم أبي الذي لون بشرته كلون بشرتي أما شقيقه الاكبر فلونه كلونها. واسمها صفية باشا ملة.
                  

07-21-2004, 09:06 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 11025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ الخاتم وعجب الفيا وعسكوري وبقية المتداخلون تحية طيبة

    يا سيدي عسكوري عبارة المتمردين وتمرد وتمردو اراك قد حملتها اكثر ما تطيق نعم ان لاهلنا الجنوبين قضية.

    وقلنا هذا في الماضي البعيد في "صحفية السفير" وعلى القنوات التلفزيونية مثل قناة زين الشبابية وغيرها.. ان ابناء جنوب السودان مظلوموين ظلم الحسن والحسين.

    لكن السؤال الذي وجهته للاستاذ الخاتم هو:
    " هل يوافقني الراي ان هناك بعض القيادات الجنوبية راهنت وما زالت تراهن على الكنسية العالمية والمسيحية اليهودية الجديدة في رسم الهوية السودانية ام لا- وكيف ينظر الى مشروع السودان الجديد الذي تقدمته به الحركة ؟؟؟

    ثم يا اخي عسكوري تجدني لا اتفق مع كثير من اطروحات الدكتور ابراهيم ولاسيما الموضوع المثار اما بقية طرحك لتقاعس النخب الثقافية الشمالية من ازمة الجنوب ودارفور فانا اعلم بذلك جيدا وقد كتبت في هذا الامر مرارا وتكرارا علما ان الاحزاب السياسية العلماينة او الاسلامية مسؤولة بشكل او باخر عن التفسخ الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي الذي كاد ان يؤدي ببيضة السودان.
                  

07-21-2004, 11:29 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ العزيز حبيب بلدو:
    أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك، وأقول كما قلت سابقا أن قضية الهوية قضية هامة وتستحق البحث العميق والمتأني، ووعدت بأنني سأفرد لها بوستا خاصا.
    أكتفي بالقول هناأن محاولة الخلط بين هويات ثقافية متعددة للشعب السوداني، متمايزة عن بعضها البعض، متكاملة، أو مختلفة أو حتى متنافرة، ولكنها قابلة للتعايش والتقارب، وبين هوية سياسية جامعة، يرمي ببساطة إلى تمزيق البلاد. الهوية السياسية الجامعة تتمثل في الحقوق المتساوية، السياسية والإجتماعية والإقتصادية والإجتماعية، ومنها المساواة أمام القانون، وبالتالي وحدة ذلك القانون، والعدالة،والمساواة في حقوق التعليم والعمل والصحة والرعاية والمعاش، والسكن والتجول في كل أنحاء البلاد والحقوق السياسية المتمثلة في الترشيح والإنتخاب، والصعود الديمقراطي لكل المناصب في البلاد دون تمييز، وتكوين الأحزاب وحرية الصحافة، وكل هذه الحقوق، التي يجب أن تكون مملوكة ملكية جماعية للناس بغض النظر عن ثقافاتهم وأديانهم وإثنياتهم. ولكن الهوية السياسية نفسها ليست بلا مشاكل وتمزقات داخلية عميقة. وربما تكون العقبة الكبرى أمام توطيد هذه الهوية الجامعة هي الدولة الدينية في اي صيغة جاءت بها. والرديف للدولة الدينية في تمزيق النسيج السياسي للبلاد هو الإستعلاء العرقي. وهذه قضايا صراعية تدور حولها المعارك، وتحدث على اساسها الإستقطابات. وبالإضافة إلى الإنشطارات الداخلية هناك قوى الحذب الخارجي، شمالا وجنوبا، والتي يمكن بدورها أن تمزق النسيج السياسي للبلاد.
    أما على المستوى الثقافي فينتظرنا فعلا حفر لا يقل عما تقوم به فرق البحث عن الآثار. الفرق الوحيد، والجوهري بالطبع، أن ما تعثر عليه فرق الآثار غالبا ما لا يقبل الجدل المستعصي على الحلول، ولكن الجدل حول الهوية الثقافية لن يكون بهذه السهولة مطلقأ. ولكننا، وبعد الفحص والغربلة وإعادة النظر والإستغراق في التأمل، ربما نكتشف أن ما يجمع بيننا، كلنا كسودانيين، وليس كجماعة شمالية، ورغم كل هذا التعدد الهائل، هو أهم بكثير مما يفرق بيينا. وهذا يقتضي أن تكون المباضع التي نعتمدها للتشريح، دقيقة ومتقنة. ولنترك ذلك لوقته.
    لم أطلع على محاضرة الأخ عبد المحمود أبو، وأكون شاكرا لو هديتني إليها.
                  

07-21-2004, 01:16 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    التحية لك أخي ياسر،
    وأوافقك تماما على ما أضفته حول ضرورة "هزيمة الفكر السلفي المتخلف والإستعلاء البليد". وهي معارك يخوضها العديدون من مواقع مختلفة ولكنهم يلتقون في الهدف النهائي. والمشكلة هي أن بعض أصحاب الأكشاك التي حصلوا عليها بجهدهم وعرقهم، يدافعون عن أصحاب القصور الذين حصلوا عليها بالنهب والهمبتة، المحمية بالنصوص المقدسة، والخناجر الطويلة.
    تحياتي لك ولأسرتك
                  

07-21-2004, 01:45 PM

Habib_bldo
<aHabib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
                  

07-21-2004, 02:24 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ العزيز بشرى
    سعيد جدا بمداخلتك. تلخيصك لبعض مقالات عبد الله بأنها " معلقة في عناوينها الداوية" أعجبني كثيرا. وكم أتمنى أن يضع عبد الله في اعتباره أن من بين قرائه من هو مثلك في النفاذ. إذن لتجنبنا غثاثات بلا حصر. وقد حاولت من جانبي أن أجد تفسيرا لهذه الزلزلة التي أصابت عبد الله، بعد الإنقاذ، واستعداداته الكامنة للتصرف وفق توجيهات العدو، وتلبية نداءاته وهو حافي القدمين.
    وقد أصبت تماما عندما قلت أنه يبسط، بل يشوه، العلاقة التي كانت قائمة بين البيض الذين يعارضون الفصل العنصري، والمناضلين السود لإزالة ذلك النظام. فقد قال عبد الله أن ستيف بيكو طالبهم بالتخلص أولا من امتيازاتهم كبيض، لأنهم يدخلون من أبواب لا يدخل منها السود. ولم يلتفت عبد الله أنهم يتحررون فعلا من إمتيازاتهم عندما يتخذون ذلك الموقف من ذلك النظام، لأن النظام نفسه يتكفل بتجريدهم من امتيازاتهم لاتخاذهم تلك المواقف. وهذا يحدث دائما لأن النظم العنصرية والشمولية عموما، تفقد صوابها تماما عندما ينهض من يعارضها من داخل صفوفها، ويفجر الوحدة الداخلية الكاذبة التي تمثل مصدرا أساسيا لما تراه شرعية نظمها. بل إن هؤلاء البيض المعادين للفصل العنصري ربما يكون موقعهم داخل النظام أكثر فعالية من خروجهم منه في فضحه وكشف أسراره ومعرفة توجهاته وتجويد النضال ضده، وهذا ما حدث في كثير من الأحيان.
    ومن الأمثلة على ما يعانيه المنحازون إلى المظلومين من قبل قومهم ما لاقاه بلدو وعشاري عندما أخرجا كتاب مذبحة الضعين. فقد كان الهجوم الذي حظي به هذا الكتاب من عبد الله شخصيا، هجوما عنيفا واستفزازيا. كما أن الكاتبين تعرضا لحملة سياسية وصلت إلى درجة التهديد المباشر والمعلن من المنابر الرسمية في ذلك الزمان، بالويل والثبور وعظائم الأمور. والغريب فعلا أن يطالبهما عبد الله بتسليم نفسيهما للكشة كعلامة على تخليهما عن تلك الإمتيازات. والحقيقة أن الرجلين العاقلين، لو استجابا لدعوة عبد الله، لأعطياه مادة غنية لهزئه وسخريته الجارحة، وهو ما لم يفعلاه. فالقضية ليست الإشتراك في الكشة،بل مقاومتها ومنعها، وإسقاط النظم التي تعتمدها اساسا للتعامل مع مواطنيها. وإن عبد الله ليعطينا فرصة للإطلال على بنية عقلية مخيفة، عندما لا يفرق بين مقاومة الكشة والسعي لإلغائها، والإستسلام لها والسير في ركابها.
    بضربه لهذه الأمثلة العجيبة، وبعض أفكاره مادة غنية للتعجب كما أشرت،فقد عبد الله بلاغته، فالبلاغة رفيقة حميمة للحق.
    ودمت

    (عدل بواسطة Khatim on 07-21-2004, 02:28 PM)
    (عدل بواسطة Khatim on 07-21-2004, 02:31 PM)

                  

07-21-2004, 03:01 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الأستاذ الخاتم
    تحياتي
    ترددت كثيرا قبل أكتب. (.لأن مقالك ,, رصد وشخص وحلل
    كتابات عبد الله علي أبراهيم وو صل لخلاصة عميقة نافذة
    سدد ت رميتها في الصميم ..) -بحيث لم يترك مقالا لقائل
    السؤال هنا لماذ لم يحدد الاستاذ مراميه بوضوح ودقة
    حتي يعرف الناس أين موقعه وموقفه الفكري ...
    لماذا الغموض ؟؟ هل يريد الأستاذ أن يحتفظ بموقعه ووهجه
    القديم والذي ناله أنطلاقا من مواقع ومواقف فكرية
    وسياسية تتعارض وتتصادم مع جديده هذا ـ يحتفظ بالقديم هذاوفي ذات الوقت يروج لدعوته الجديدة ـ
    ؟؟ أم هو
    محاولة لأستلاف أسلوب و طريقة خطاب الترابي القائم علي المراوغة
    وتوجيه الخطاب لاناس في مواقع أجتماعية وثقافية
    مختلفة بحيث يعتقد كل من هولاء أنه أستوعب الشيخ
    ومراميه وأتهام الأخر بأنه لم يستوعب مقاصد الشيخ
    لعجز في قدراته الذاتية وليس عيبا في بنية خطاب
    الشيخ... لماذا لا يلجاء الكتاب الذين لهم قناعة
    معينة لتوصيلها عبر لغة محددة وقاطعة الدلالة؟؟
    قد وقع البعض في مثل هذا في تعامله مع كتب د عبد الله
    وطفق يدافع عن البعض بأعتباره يمثل عندهم رمزا
    لمراحل سابقة ويرون أن أي نقد له يعد طعن في مشروعية
    تلك المراحل والبعض يقع تحت تأثير الأنبهار والأعجاب
    بالدكتور لدرجة تعميه عن نقد أخطائه
    وهنا يلجاء
    لأعادة تفسير كتابة الدكتور بما يتماشي مع الصورة
    الزاهية التي يحملونها للاستاذ ساعدتهم في ذلك اللغة التي
    تعمدها الدكتور بحيث تحتمل الشئ ونقيضه أحيانا...
    أعتقد أن وضوح موقف الدكتور مهم حتي لا ينسحب نحو
    مواقعه الجديدة من لايتفق معه جوهريا فيها...
    أما الاسلامويين الذين يقفون في الضفة يهللون لكتابات
    الدكتور الوطني ويجتذبونه أكثر نحو مواقعهم حتي لا
    يتراجع خطوات للوراء..
    بالمناسبة كتب الدكتور كثيرا عن الشريعة والقوانين
    الأستعمارية كتابات تدعو للحيرة أيضا أرجوا أن تجد
    حظها من النقد والتحليل منك يا أستاذ الخاتم
    وشكرا
    كمال عباس

    (عدل بواسطة kamalabas on 07-22-2004, 02:17 PM)

                  

07-22-2004, 01:38 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص محاضرة دكتور عبدالله ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    محاضرة عبد الله على إبراهيم


    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    أنا كثير الامتنان للأخ الصديق محمد عبد القادر سبيل علي هذه المقدمة المخجلة التي لا، اعترف أنني شاركت في بعض وزرها لتقديم ال سي في بتاعتي لما قلت لمحمد عبد القادر سـبيل ال C.V كده معناه ،ما كنت اتصور أن يقرأ ال C.V وهذه جنايتى عليه وهي مقدمة جميلـة . وأنا شاكر للجمعية الثقافية التي استطاعت في لمحة من بصر أن ترتب هذا اللقاء الجميل لأتحدث إلى مجموعة هامة مثل مجموعتكم عن مبحث هو في طور التحضير والاعداد . بالطبع أنا اتحدث عن ظاهرة الثقافة السودانية وتصبح ظاهرة الشتات أو الدياسبورا ظاهرة في غاية الأهمية ، وأنا دائما أقول يعنى، نحـن ، الآن في حاله يعنى ، فيها ترقد ذاكرة الوطن خارج النطاق الجغرافى للوطن يعنى أى منا دى الوقت لما التقيت مع الأخوة والأصدقاء هنا نتحدث عن اشياء هي تقريبا ذاكرة الوطن أو ارشيف الوطن ، الوجوه والمعالم والحوادث والتاريخ ويمكن هذه الذاكرة لا تكاد تكون متاحة لاطراف كثيرة في السودان الآن في حالة من الجفوة ما بين الذاكرة والارشيف الذي يقبع في المنافى إن شئت أو ديار الغربة أو الاغتراب أو المهجر أو المهاجر ودى يعنى مسألة أنا لا اتوقف عندها بشئ من شق الجيوب وهي ميسورة ، يعنى ميسور انو تلتحم الذاكرة مع الفعل العادى في السودان الآن والفعل التاريخى ولا يحتاج الناس إلى عودة يعنى ليس هنالك شرط بين عودة الناس وعودة الذاكرة . الذاكرة يمكن أن تعود عبر الكتابة المذياع الكتاب المقروء الصورة ، اللوحة ، التسجيلات الذكريات . وافتكر يعنى هذه الذاكرة بدأت في بعض ، لمحت عدد من الكتب يكتبها بعض الناس عن مذكراتهم وذكرياتهم التي تحركت في مهاجرهم الخارجية .

    هذا البحث مقصود انو بشكل خصوصى أن يناقش الثقافة السودانية والمأزق السوداني وتخصصى الأدق فيه هو صورة السوداني الشمالي ، ثقافة السوداني الشمالي والمأزق السوداني الشمالي في الوطن .

    وأنا عالجت هذه المسألة في طرف في وقت أو آخر وأحب كلما يعنى ، الواحد ، كلما وجد نفسه في مناسبة من مناسبات الشتات ، يعنى سواء في كندا أو في العين او كده، إذا اتيحت له الفرصة أن يتحدث في جمع كريم مثلكم ، أن يتحدث عن هذا الشأن ويستمع في نفس الوقت الذي يطرح فيه اطروحاتهالمبدئية .

    أنا بعتقد انو لو نظرنا إلى كلمة قالها السيد الصادق المهدى عن قريب دعا فيها إلى انو الجماعة السودانية الشمالية وقد نتطرق إلى تعريف هذه الجماعـــة
    الشمالية تعريفا فضفاضا . قال أن هذه الجماعة الشمالية ملزمة بتقديم اعتذار إلى الجماعة الجنوبية ، بين قوسين وثنية على طريقة الديانات التقليدية في النزاع السوداني ، يعنى . أنا أخذت دا على ، مع انى مسألة الاعتذار لم نتدارسها بعد وقد تحتاج إلى نظر . على أن العالم كله واقع اعتذار في بعضه البعض يعنى كما ترون ، يعنى ( ضحكة ) البابا يعتذر لكذا و 00 يعنى في سياسات الاعتذار وتأنيب الضمير سائدة ومهمة . يعنى مهم جدا انو الناس يحسوا بوخز التاريخ وتتنبه الأجيال اللاحقة لخزى الأجيال الماضية ، بدون تحميل على مجرى الوزر الجنائى وزر الأجيال المضت لكن علي محمل الترقيق الثقافى والشفافية الثقافية والشهامة الداخلية لكن ما يمتد إلى أنك أنت جدك الزبير باشا ، فأنت الزبير باشا إلا إذا كنت قمت بفعل الزبير باشا لكن إذا ورثت legacy أو تاريخ الزبير باشا بالفعل أنت مدعو الي أن تقى نفسك من شح نفسك بالنظر والتأمل وبالخلوة وبالتفكير .

    فالدعوة بتاعت السيد الصادق المهدى أنا بأخذها من جانب آخر ، صوابها وخطأها دا لسع متروك للنقاش لانو هنا الموضوع جديد عندنا بشكل أو آخر ، لكن باخذها على اساس نحن ، اصبحت السياسة تتكلم عن قطاع عريض ، تتكلم الآن مش ، عن حزب كذا وحزب كذا ومن اخطأ في حق الجنوب . وأنما بتتكلم عن قطاع عن Race عن عنصر ،ودا مهم لانو دي الوقت بداية دخول فكرة الريس، العنصر يعنى في تناولنا وفي نظرنا الثقافى والسياسى ، يعنى نحن كنا بنتكلم عن والله الخطة بتاعت الجمهوريين هي كانت أفضل عن الجنوب وانو مثلا اليسار كان احنى بالجنوب ، اليسار الشمالي ، والجمهوريين الشماليين .

    لكن السيد الصادق والنظر العام دى الوقت يقول انو نحن الشمال السودانـي ، هو الشمال السوداني تتعدد اللافتات والسودان الشمالي واحد . ودا مهم لأنو نحن دى الوقت بنتكلم عن ريس Race كمدخل لدراسة التعقيد الجارى في السودان ودا بزيل المزاعم الخاصة للجماعات السياسية الشمالية من اليمين إلى اليسار إلى الوسط على أنها هي الفرقة الناجية في مسألة الجنوب : أنا أحسن من ديل ; أنا كنت قدمت الفكرة الفلانية والموقف الفلانى وكذا وكذا ، نفى فكرة الفرقة الناجية ازاء مشكلة الجنوب مهم جدا لانو دا بردنا إلى أننا نحن كلنا إذا كنا سودانيين شماليين في هذا اللقاء لنا اشكال في شفرة ثقافتنا وفي رموز ودلالات لغتنا وفي شحناتها التاريخية وفي علاقتها التاريخية بحيث انو يصبح هامش الفريق الناجى ضئيل جدا . وبحيث يكون التبعة والذنب والخطأ هو الخيط الذي يصل بين الجماعات الشمالية كلها . دا أهم فكرة أنا استنتجتها من حديث السيد الصادق والدعوات إلى مثل هذا المنحى كثـيرة .

    نحن مثلا دى الوقت أو كثيرا جدا ، يعنى ، عشان نفصل موضوع ارثنا الثقافي وتبعاته واشكالاته وفظاعاته إذا شئنا من مجرد الانظمة السياسية السياسـية ، يعنى دى الوقت الناس مثلا في المعارضة الشمالية يقولوا ليك نظام الانقاذ : هو الذي والذي والذي فعل والذي كذا ويمثل كذا والأجندة العربية . ودا ما صحيح الصحيح هو انو نظام الانقاذ هو مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث انو لربما كان الأخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الأوائل مــن حـيث البشاعــة ( ضحكــة ) لكن البشاعة ، إذا شئت انو هناك في بشاعة أو انو في عنف أو في ، هو مستل من شفرة اساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها لكن تشكلت بشكل أساس في فترة الحركة الوطنية السودانية ، نحن بنتكلم تقريبا عن العقد الثاني من القرن الماضي والثالث والرابع والخامس حتى نلنا استقلالنا ، الحركة القومية الشمالية تشكلت في واقع عربى اسلامي ، في كلية غردون وما تفرع منها من الكلية الجامعية أو كذا وحركة الخريجين ومؤتمر الخريجيين . وكانت هذه الجماعة ترنو إلى العرب يعنى دعنا نلخص : أمة أصلها في العرب دينها خير دين يحب . هذه كانت شعاراتهم . كل الكلام عن العروبة وكل الكلام عن الاسـلام . وكانت الصلات واشجة مع الحركة الوطنية المصرية وكان الناس يقرأون فؤاد شكرى وطه حسين والعقاد بسطحية وغير سطحية وبشئ من التأثر فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .

    لكن الخطأ في انو كما قالت باحثة امريكية انو الأمة حصل أنها ، أمتنا اخترعت Invented كما تجرى العبارة الآن ، اصطنعت بخيال بتاع القومية العربية الشمالية المسلمة لكنها حين بنت الوطن بنت وطن أوسع منها واستأثرت بوطن أوسع منها . بدأت بالثقافة العربية الاسلامية لكن كانت تزعم لنفسها أنها ستحرر وستحكم وطن أوسع ودا مصدر الخلاف ما بين ضيق الفكرة الوطنية القومية واللواحق التي تبعتها . يعنى الجنوب لم يكن أكثر من : Down Down Colonization, no separation between one nation أكثر من كده مافى ، تصدر الكتب عن الحركة الوطنية ، في كتاب كان مشهور اسمه : الفاكهة المحرمة ، صدر في القاهرة أو مكان ما في فترة الاربعينات كانت الحركة الوطنية الشمالية بتحاول تقول بشكل دقيق انو الجنوب اصبح فاكهة محرمة علينا لانو اصبح مضمار مغلق على البريطانيين . باللغة الانجليزية طبعا معروفة سياسة المناطق المقفولة ، سياسة رديئة ، ومقصور على التبشير المسيحى فنحن عاوزين ايه ، الحركة الوطنية القومية كانت عاوزة تفتح هذه الفاكهة المحرمة وبدل أن تسود العربية تسود الانجليزية ( يقصد العكس ) وبدل أن تسود المسيحية يسود الاسلام . أما الجنوب وكياناته وثقافاته ولغاته وناسه دا غير ذى موضوع ، لم يكن موضوع بحث إلا الابحاث اللى عقدها محي الدين صابر وهي لا تكاد تذكر . فإذا نظرنا إلى المسألة من هذه الزاوية نقول انو في حركة يعنى حصل Invention للسودان باللغة ، بالمصطلح الحديث ، اخترعنا السودان عبر القصيدة وحركة 24 وخليل فرح والمحجوب ومدرسة الفجر وامتداداتها والاحزاب الوطنية كلها دى كانت تنهل من معين القومية العربية السودانية الشمالية تحـاول أن تبنى وطنا أوسع من القومية العربية الشمالية ويسع أقوام صامتين في الهامش مستبعدين بواسطة الانجليز بشكل شرير لكن في الآخر ديل أصبحوا السودان . فهذا الارتجاج أو هذا التناقض بين خيال أساسى شكل السودان واستأثر برقعة أوسع من السكان اللى بتعنيهم مباشرة هذه الثقافة دا أس المتاعب بتاعت النظام السياسى في السودان .

    ولذلك إذا مسكت أزهرى أو مسكت النظم الديمقراطية أو العسكرية أو كدا حتى نظام البشير هي كلها تستقى من القومية العربية الشمالية المسلمة وبالتالى ترتكب اشكال من الأخطاء في الجنوب تتفاقم وتسوء وتنتكس على مر السنين . يعنى ، يعنى إذا كان في زمن ناس أزهرى أو زمن ناس عبود لا تكاد تراها واضحة لكن بمرور الزمن بمقاومة الأقوام وحركة قرنق والبجة وغيرها القماشة بتاعت الوطن وغيرها يصيبها التعب والأرهاق وتبدو الأشياء بالزمن صعبة ومرهقة كما نراها الآن . لكن إذا أى انسان قال والله هناك نظام عادل وكان في نظام سوداني مركزى ، مثلا عبود أحسن من دا ، تبقى خيارات قائمة علــى التـذوق ( ضحكة ) وقائمة على وقائع الزمن اللى انا أحبه أو أكرهه . أنا في الحكم أنا في المعارضة ، أنا طهرونى ، أنا في الغربة ، لكن الحقيقة الجوهرية انو هذه النظم كلها تنهل من معين واحد وتسوء بطريقة مختلفة .

    يعنى أذكر ليك مثل من الدكتور منصور خالد وهو الناقد الأكبر للنظام الحالى على أساس انو ما حصل نظام اسوأ منو ( ضحكة ) فذكر في معرض كتابه : النخبة السودانية ، انو هو يستغرب جدا لتدهور القوات المسلحة في السودان التى انتجت ضباط مثل عمر البشير والمرحوم الزبير وايدام وكده . ونسيت هذه القوات المسلحة التقاليد العسكرية المنضبطة العالية امثال حسن بشير وأحمد عبـد الوهاب ؟ ماذا فعل حسن بشـير وأحمـد عبد الوهـاب فـي الجـنوب ! ( ضحكـة ) إذا كنت انت مختلف 00يعنى ما ممكن حتى لما تحاول تعمل خيارات تجد نفسك أنت ترتكب اخطاء تاريخية بليغة جدا كل الشي العملتوا القوات المسلحة في الوقت داك كانت عاوزة تحرق الجنوب والقصة مروية وبدأ الخلاف .

    فالبشير ورفاقه الأحرار يعملوا في نفس الحكاية . مافى طريقة أنك تفرق بين هذه الأبقار المتشابهة أو في لغة البتان ( الباكستان ) العجيبـــة Same same ( ضحكة ) . إذا ما بديت من هنا بتصبح خاضع لتذوقات وميول وحزازات وقضايا عمر وكدا . لكن ما بتكون فعلا وضعت يدك على المسألة الجوهرية انو كل هذه النظم مستنسخة من شفرة أساسية هي شفرة القومية الشمالية العربية التي حررت السودان يا أخوانا ، حقيقة حررت السودان لكن كان مشكلتها إنها حررت
    السودان بالطريقة ، بالمأزق دا . وما كانت مخطئة لأنو الحقيقة الحركـات القوميـة الوطنية بتشأ دائما في مواضيع بذاتها يعنى هي نشأت في كلية غردون وإذا كان الانجليز حتى الاربعينات وحتى الخمسينات كانوا يصروا انو الجنوب ليس قطعة من السودان وكانوا يبعثوا بطلائعه المثقفة إلى ماكرى فمن أين للقوميين الشماليين في كلية غردون أن يقفوا على جلائل الثقافة الجنوبية وكيف يكون بينهم حوار مع مجموعة غائبة كلية . طبعا الواجب يقتضى من الحركة الوطنية الشمالية أن تستردف ذلك أن تسعى أن تكدح لكن ما كان عندها كدح ثقافى عام هي كانت طبقة سطحية إلى حد كبير جدا وكانت تتعيش على ما يرد إليها من مصر شويه ومن المؤتمر الهندى شوية وشوية اجتهادات سودانية عن المك نمر والمحجوب ورجالات واستبسالات معينة ما كان عندها ممثلين ثقافيين عميقين يعنى فما كان ممكن تصل الجنوب أصلا والسبب انو الانجليز لم يأتوا بالجنوبيين إلى ساحة الوطن ولم تأت الطلائع المثقفة من الجنوب والتربويين لانو الناس الجوا في كلية غردون من قبائل شتى وجماعات شتى واستطاعوا أن ينسقوا فيما بينهم وتذكروا أنهم كانوا يصروا لما يسألوا عن قبائلهم يقولوا سوداني فلو كان واحد من الدينكا أو من الجنوب أو من الشلك كان الناس افاقت على الحقيقة الواسعة دى باكرا من هنا ياتى دور الانجليز أنهم بسياستهم بتاعت المناطق المقفولة واغلاق الجنوب في وجه الشمال جعلوا القومية الشمالية ترتكب الخطأ بتاع أنها تنسى أيضا الجنوب ولم تأتى الطلائع الجنوبية من الطلبة إلى جامعة الخرطوم في الخمسينات أمثال هلرى لوقالى وجوزيف قرنق وتذكروا طبعا هلرى لوقالى وجوزيف قرنق انتموا للحركة اليسارية الشمالية وظل بالذات جوزيف قرنق فيها بخياله يصنع السياسات اليسارية فيما يتعلق بمسألة الجنوب حتى مماته الباسل في 1971م هكذا 00
    أضيف إلى ذلك انو الانجليز كانوا يرسلون الصوماليين من الصومال الشمالى ولذلك بيننا الآن ألفة ومعرفة بالصومال في حنتوب وفي جامعة الخرطوم المحبة القائمة على بين السودانيين والصوماليين منشأها كدا تعرفنا عن طرف منهم تعرفنا على بعض مثقفيهم والآن نتتحدث عن فلان كان في حنتوب وفلان لأنو نشأت الألفة دى ودى كانت ممكن تنشأ مع الجنوب لولا دواعى الاستعمار ، ولكن طبعا لا يصح تعلق مسائلك كلها على الاستعمار ، فعلا فعل هذه الأفاعيل لكن الحركة الوطنية بعد داك كل تاريخ الاهمال ومحاولة الحفاظ على وطن مبنى من خيال محدود لوطن أوسع ودا مثار النزاع الحالى .

    فدى ، يعنى ، ويسوقنى هذا إلى انو هذه النظم نظم شمالية مهما اتشحت بعبارات عسكرية مدنية وطنى اتحادى ديمقراطية ديكتاتورية وكلنا ننتمى إليها بشكل أو آخر يعنى لو كنت أنت في اليسار أنت تنتمى إلى نظام البشير . وفي علاقات الاجناس في بلاد كثيرة جدا المنهج انو ما تقول أنا 00 يعنى مثلا في جنوب افريقيا كثير جدا من البيض من الماركسيين والليبراليين حاولوا يحتكوا بحركة المقاومة العنصرية لكن كان معظم الناس يقولوا ليهم بوجهوهم إلى انو يا اخوانا انتو بيض وعقيدتكم السياسية أو حبكم لينا أو ليبراليتكم لا تمنع من أنك تأخذ امتيازاتك يعنى لو مثلا قلنا انو في النظام العنصرى كان في باب للأفريقيين السود وباب للبيض ، طيب أنا ليبرالى أنا ماركسى أنا يسارى أنا مقاتل مع السـود ، الباب اللى أدخل بيهو وين ؟ ما باب السود . حأدخل بباب البيض ،باب البيض مش زى باب المطار يعنى، حيكتشف يعنى يقوم يعمل ذبذبات في قلبى كده ويكتشف خواطرى السياسية وبقول أنا بنتمى إلى كده، يقول لى لا أنت مع السود أنا بمر بالقناع بالوجه . فالشماليين أيضا يمرون بالوجه لما تحصل كشه في الخرطوم مافى زول فينا بيتعرض لهذه الكشة عشارى ولا بلدو ولا ( ضحكة ) على انو عاطفتهم في الأقليم الآخر . أنت امتيازك دا ، ولذلك حركة استيف بيكو والجماعة ديل اللى هم السود في الحركة كانوا يقولوا للليبراليين البيض اول حاجة تحرروا من امتيازاتكم دا شرطنا لقبولكم في وسطنا ، يعنى بدل ما تجوا تحددوا لنا الخطابات بتاعتنا ونعمل ايه، ونعمل مظاهرة ونعمل كذا ونحتج وكدا. أنتم تحرروا معركتكم مش معانا نحن خلونا نقع ونقوم انكم معركتكم أن تحرروا من امتيازاتكم ودا التحدى الذي ينطرح الآن في العلائق الثقافية بين الشمال والجنوب انو كل انسان يشوف امتيازاته مش يشوف ظلامات الآخر. كلنا بنتمى إلى ظلامات من الفلبين إلى الأكسيمو. لكن كيف انك تتحرر من امتيازاتك كيف تقول أنا كشمالى أنا اتحرر اذا في كشة أنا أقع في الكشة ليه افرز من الكشة أشكال كثيرة ودا التحرر الحقيقى مش تحرر اللسان مش تحرر المقال مش تحرر الحملات العالمية مش تحرر التوقيعات تحرر حقيقى بتاع أنا انتمى إلى الطبقة المميز أنا انتمى إلى القسم المميز. أنا سبيلى إلى ذلك ، أن احرر نفسى واحرر جماعتى من امتيازها اسقاط الامتياز والاندغام في وطن متساوى متكافئ متأخى .

    في هذا الصدد أرى انو في صدد انو يجب أن نعترف أننا كلنا ننتمى إلى النظم السيئة مش النظم السياسية ننتمى إلى الشفرة الثقافية الموصوفة بالسـوء
    بقول كان البروفسير ادورد سعيد ضرب مثل وأنا استعين بيهو هنا ، قال انو في كاتب فرنسى كان بكره برج ايفل جدا لا يطيق رؤية برج ايفل وكان حله لما يضيق به الضيق النهائي ويصبح برج ايفل بالنسبة له شبح وكذا ، يصعد البرج ويجلس في مطعم البرج ويأكل . قيل له : ليه قال ، لانو تلك اللحظـة الوحيـدة التـى لا أرى فيها البرج ( ضحكة ) فيا اخوانا نظـام الانقـاذ أنـا بصفـه بانـو هـو برج ايفل لينا ( ضحكة ) لا نطيقه مزعج كلنا عندنا مواقف حتى انصاره ( ضحكة ) لهم مآخذ ولهم عثرات لكننا في النهاية كلنا في هذا البرج ولأننا لا نريد أن نراهو 00 الحل أن نطلع من هذا البرج ونرى كلنا البرج مش يراهو الوطن الاتحادي كما كذا أو يراه اليسار كما كذا أو يراهو 00 كلنا نراه بالعين الشمالية وبالمقدمة التي ذكرتها .




    أنا طبعا تتواتر الأخبار السارة ويمكن الليلة قرأتم ما نشره الدكتور الطيب زين العابدين وما نشره الدكتور حيدر ابراهيم وفى تفاؤل عظيم أننا بصدد يعنى الخروج من النفق العبارة التي وردت عند الكابتين : أننا نرى الضوء في نهاية النفق وهذا جميل وهذا عمل كلنا نشارك فيه حتى بسلبيتنا حتى باحتجاجنا الصامت حتى بامتناعنا عن كذا أنا افتكر حكمتنا كلها هى التي أملت ظللت تملى على القوى السياسية المختلفة انما نتفق . وأنا عظيم الأمل ونسأل الله أن يعين الأطراف المختلفة على أن تتوج هذه اللقاءات وهذه الاتفاقات بعمل سوداني نهائي يؤمن الوطن .

    أنا بفتكر يعنى لكن نحن ما زلنا على مستوى مسالة الحكومة القومية لا زلنا في مستوى لعبة الكراسى بطريقة ما ، توزيع 00 ولا بأس 00 يعنى أنا دعوتى الي الوفاق الوطنى كانت قائمة على أنو يا جماعة يا أخوانا يا جماعة القوى المنزعجة حول كراسى الحكم والمرهقة المثقلة بهذه المتاعب حقو تتفق مع بعضها يعنى نساعدها في أنها تأتى إلى بعضها البعض لكن دا ما نهايـة المـطاف 00 دائما أذكر فكاهه قال لى الأخ بكرى أحمد عبد الرحيم . مرة قال انو كان بكره شخص كراهية شديدة ما بحبه في العمل معاهو وكدا ومرة ويتفاداهو ويفتكر انو تقيل وما بقدر بتعامل معاهو كلية وكدا مرة ، قابله في السوق فجأة وجها لوجهه- وجه ولجة - كما يقال ، ما عرف يعمل شنو بكرى احتار جدا جدا في انو كيف يتخلص من هذا العبء الثقيل تأمله وتحدث وسأل وفي الآخر طلب منو قالوا ياخى ما نمشى ناخذ صورة ! طبعا الصورة دى أنـت ما بتأخذهـا إلا مـع أعـز ( ضحكه ) مع أعز يعنى الصورة حاجه عندها معنى لكن احتار فأنا شخصيا بفتكر أنو الجلوس في حكومة سودانيه الحكومة المقررة دى هى بمناسبة اخذ الصورة ياخذوا صــورة ( ضحكه ) يعنى يجتمعوا كده الناس البفتكرو بكرهوا بعض ديل ولا يطيقوا بعض نحن نديهم فرصة يأخذوا فرصة يأخذوا صورة ويقولوا ( جيس ) وكدا ( ضحكه ) – إذا تبقت الانسان لذلك ( ضحكه ) . لكن العمل ابعد من كده يعنى بعد كدا تبـدأ المهمة الشاقة في انو أن نتدارس المسائل العميقة بتاعت الشفرة والثقافة حيث يحل فعلا الوئام ونبنى السودان الجديد لكن الجماعة الفى الصورة ديل نحن شفناهم في صور كثيرة جدا ( ضحكه ) صور الاستقلال ورفع العلم يعنى رأينا الصور البتاع 00 وأنا شخصيا لا اثق في أى من هذه الصور منذ بدأت حياتى السياسية يعنى كان ممكن الواحد يبقى وطنى اتحادى لكن تفادى ذلك باكرا ( ضحكه ) وكان ممكن يبقى ختمى وتفادى ذلك باكرا يعنى من بدرى الواحد بفتكر انو هو في ال Beyond ما بعد ذلك ما بعد الصورة ما بعد الصورة التذكارية ولذلك الواحد بثير هذا السؤال اللى بفتكر انو جوهرى في مسألة الثقافة السودانية والشفرة والشماليين ومسئوليتهم على اساس انو الاستتباب الذي يحدث في الوطن يحدث على طريقة ثقافية وروحية وعلى اساس ذوق ووجدان مش اتفاقات مش كوكا دام دا كلام دا لغو وكوكا دام وجنيف وهلـم جرى كما قال الصادق المهدى ( ضحكه ) دا كلو دا مستوى غير المستوى نحن اللى نتحدث عنه لانو كلها وقعت وكلها لكن ما حركت ساكن المسألة الجنوبية فيجب أن نجتهد في طريق آخر لذلك .

    أنا بدأ من انو ما مشكلة الشفرة ما مشكلة الثقافة والشفرة ما مشكلة الثقافة الشمالية 00 خلينا نعرف الشمالى مين ، الشمالى في نظرى هو ، الجنوبى هو البقرر من الشمالى . نحن لا نقرر ، نحن نختلف شديد ، إذا الشماليين قعدوا مع بعض ممكن يختلفوا ابتداء من أنت جعلى وأنا ما جعلى وأنت بجة وكدا لكن افتكر طوال المدة دى التعريف كان واقع بصدد انو الجنوبيين بفتكروا منو المندكورو منو الشمالى لأنهم الأذى واقع عليهم ويعرفوا انو الاذى واقع عليهم من ياتو جهـة . فتعريف بسيط ويمكن عشوائى أنا بأخذ الشمالى على هذا الأساس باخذ الشمالى أيضا في دعواه العروبة والاسلام وهى دعاوى مشروعة جدا وعلى أنو أسود ودا مباحث يمكن الأخ الدكتور العفيفى كتب فيها شئ. أنك أنت لما تقول ومتاعبنا في العالم ومتاعبنا في مساكننا في الوطن انو أنت لما تقول أنا عربى أو تقول أنا مسلم أو تقول أنا أسود .

    خلينا ننظر إلى العالم القوى وهو عالم الولايات المتحدة والغرب الذي مهما قلنا فيه هو يقرر اللغة ويقرر المصطلح وبقرر الميز والحرمية عندنا متاعب شديدة جدا كسودانيين شماليين في القوله أننا كمسلمين طبعا دى بالنسبة للغرب دى هوية ضعيفة إذا قلنا عرب طبعا دى هوية اضعف إذا قلنا سود Same Same فنحن عندنا في الحقيقة دى الوقت بعض متاعب النظم بتاعتنا جاية فعلا من هذا من الخليط دا ، أنا ما بقول هذا تنكرا لهذا الخليط أنا سعيد بيهو بفتكر انو بعمل لى جذور وامتدادات وجذور إلى ثقافة مستطيعة وقادرة وإلى جماعات باسلة ولكن تقدر تشوف المتاعب التي تنشأ من هذه من ما يسمى ب... من الروشته دى بتاعت الهويات واحدة من اصعب مشاكل السوداني الشمالى انو هو يعنى اسود في ثقافة بيضاء إذا اعتبرنا الثقافة العربية واضرب مثل عابر لذلك بانو المهدى عليه السلام في ثورته في آخر القرن الماضى هو ادعى المهدية طبعا زعم المهدى أو كان المهدى على حسب عقائد الناس المختلفة ولما نظر في صورة المهدى طبعا صورة موجودة في التراث العربى والاسلامى هو صورة بيضاء وكانت اكبر مشاكله كيف يطابق بين المهدى الأسود وبين الصورة البيضاء عن المهدى والعلماء أشاروا إلى ذلك ياخى انت ما ممكن تكون أنت المهدى أقرأ النصوص الأصولية في المسألة دى المهم يعنى واحدة من المتاعب اللى أيضا يعنى نحنا عندنا في ثقافتنا العربية الاسلامية وانتماءتنا نجد هذه المتاعب .



    دى الوقت طبعا خرجنا إلى مهاجر وكل الناس عندهم تجارب في الالتفات إلى هذه الاشكالية وأنا ما افتكر الاشكالية دى حقو تؤدى إلى أنك تخلع هذه الهوية أو أنك تخلع تلك الهوية وإنما تتجدد هذه الهوية وتتعمق يعنى كثيرا جدا من السودانيين في العالم العربي يقال لهم يا زول 00 يا زول دى لما مشوا بحثوا في اللغة العربية وجدوا أنـها أصيلـه 00 دا توسع في العروبة يعنى بوجودنا في مناطق نتوسع نكتشف عروبتنا المميزة نكتشف لغتنا المميزة يتأكد لينا فعلا أنو لا مهرب من الانتماء الاسلامى يعنى مش الخلع 00 الصورة يمكن اسواء في المنطقة بتاعت الولايات المتحدة اللى أنا جيت منها لانو هنا الناس الجو كانوا شويه من جماعات مغلوبة على امرها نوعا ما ومضطهدة نوعا ما وأصلا كانت بتزعم تيارات يسارية يمكن ما كانت متناغمة مع الهويات المختلفة فـي السـودان 00 ولذلك يعنى كثيرا جدا في الانترنيت تقرأ عبارات ومتعلقات تلقى احساس شديد جدا بالندامة والخجل من بعض الهويات العربية الاسلامية ال كذا وفي مراجعة شديدة يعنى أنا كنت طوالى بصور كل ما يرد من نقاشات مختلفة بين الأطراف المختلفة تجد انو في مراجعة في تبكيت للنفس في نمو لما يسمى عقدة الذنب الليبرالية Liberal guilt احساس بانو نحن ظلمنا ونحن كذا وكذا ولكن ذلك لا يتم عن طريق الوعى بالأرث وثقله وواجب التحرر منه هو كثيرا جدا ، ما اقرأه في تلك الرسائل في الانترنيت ،هو ما للتحرر منه هو لعرضه هو بمثابة عرضحال للجنوبيين وغير الجنوبيين نحن تعبانين نحن آسفين نحن فعلنا وتركنا وكذا وكذا وكذا لعقد صفقة من نوع ما للتخلص من الذنب والLiberal guilt أو عقدة الذنب الليبرالية .

    والاحساس بالذنب الليبرالى هو واحد من أضعف العواطف وفيه كثيرا جدا من الغشغشة الثقافية غش ثقافي . اكثر من انو حقيقى لانو هو ما فيه فعل هو فيهو تبكيت للنفس يعنى طالما انقطع عن الفعل وطالما أصبح مجرد عرض حال وطالما اصبح نوع من الضيق والتوتر بموروثك ومحاولة انك تعطى الآخر في السودان حس بانك والله انك برضو 00 هو ليس فعلا وللأسف يعنى هذا الفخ بتاع العقدة الليبرالية أو عقدة الذنب الليبرالية يقع فيه ناس كثيرين جدا الآن ودا بضعف عملية التحرير لانوعملية التحرير هى ليست تتخلى عن الانتماء للعروبة للاسلام لكذا وانما تجديد ليها وتوثيق ليها وارتباط بافضل المعانى فيها .
    يعنى مثلا نحن عندنا استهجان لـ accent للكنة في اللغة العربية وتذكروا دائما أنا أضرب المثل بتاع النائب الذي اراد أن يقول القروض فصدرت من لسانه كأنها القرود وكان هذا سبب للتقريع لتقريعه ولتذنيبه واستهجانه وصرفه وكان القضية هي انو إذا نطقت القروض بالدال أو بالضاد ما الفرق هي قروض في النهاية أو قرود(ضحكة ) وهي سيئة وتثقل على كاهلنا بأي صورة نطقت فمثل هذه المسألة ، ودا يقال في البرلمان لأمة متعددة اللغات صعب جدا محرج وأنا دائما في مضاهاة ذلك أعود إلى ما روى عن أنه سيدنا بلال كان يعنى مرة سمعه أحد من الغلاة العروبيين وهو يقول السلاة ينطق الصاد سينا فذكر للنبى (ص) سمع هذا التقريع وقال أن سين بلال صادا ، فدا تجديد لينا بمعنى الانتماء للخير الذي في الاسلام للمعانى الأبعد في الاسلام لحقيقة الاسلام ، في الـUniversality بتاعتو مش العصبية بتاعتو 00 وهكذا كلما نتدرج نجد أن ثقافتنا تسع يعنى مثلا كثيرا جدا من الناس يحاولوا اخجالنا من المتنبئ لبيتين ثلاثة ( ضحكه ) وردن عن ، حول العبيد وكذا وكذا ولكن المتنبئ يمكن أن تقرأه قراءة الشخص الذكى الموفور النبيه الذي اضطرته ظروف زمانه البشعة أن يشحد 00 ودا في كل زمان ومكان ودى الشفرة بتاعت المنتنبئ الاساسية ! الذكاء والبله ، وكيف الذكاء لا يجد المكافأة بتاعتو إلا بابتذال نفسه ، صدف انو النظام الكان بتكلم عنه نظام كافور الأخشيدى لكن وكل الأنظمة في الدنيا حافلة بالذكاء الذبيح وبالذكاء المتملق وبالذكاء المؤود نأخذ هذا عن المتنبئ لأنه كان الصوت الحقيقى لهذا المعنى ، حتى اخونا منصور خالد يعنى تجده يستشهد بالمتنبئ كثيرا لانو منصور خالد واحد من هؤلاء الاذكياء ( ضحكه ) رجل في غاية الذكاء والبراعة لغة انجليزية وعربية وحضور وهو مضطر أن يتنقل من حزب سياسى الي حزب سياسي ، من وزارة إلى وزارة من القصر الجمهورى إلى الغابة نفس الشئ هو المتنبـئ نفسـه 00 لكن تجد انو منصور خالد يقول لك انو منصور خالد يقول ليك انو المتنبئ الذي قال والذي قال والذي قال لكن لا يكف عن الاستشهاد 00كلنا الآن . انتم مغتربون كلكم عندكم قصص عن كيف تركتم الوطن لسبب أو آخر من اسباب سيادة البلهاء والأغبياء وأهل الولاء ، تكتشف في المتنبئ أكثر من مجرد يعنى ننتقل من التخجيل بالمتنبئ إلى التبريز بالمتنبئ ننتقل من المقطع واحد 00 (....) بالطريقة التي نعيشها في زماننا وعاشوها الناس في ازمنة أخرى .

    بهذا أقول يعنى انو المراجعة التي تحدث في كل مكان بعد ما خرجنا واصبحنا ننظر في مرايا انفسنا ومرايا الآخرين هي مراجعات ليست أن نخلع هذه الهويات وإنما لنستظفها ونتعمق فيها ونلتزم بيها يعنى نحن ما عندنا نحن دى الوقت نعتز جدا بالاستاذ البروفسير عبد الله الطيب رد الله غربته وكذا ومعرفته والمامه الموسوعى وكذا ولكنه اعفانا نحن من المعارف التي احتقنت فيه أو اضطربت فيه أو استوعبها كلنا بنقول خلاص دا النموذج يعنى دا المثل بتاعنا ولكن كلنا لا تزعم حتى أنا الجالس أمامكم لا نزعم أننا اقتربنا من تلك المناهل أى اقتراب حتى أنها تشيع فينا اكثر من مجرد ما تدارسناه في المدارس والمقررات والمعلقات وكذا وحيلتنا في ذلك أن نأخذ شيخ من شيوخنا ونقول هذا هو الشيخ الذي يمثل عروبتنا 00

    ونضاهى ونباهى به العالمين وكذا وكذا يعنى أنا اوكد أنه ما فى ثقافة اشكل عليها بحيث أنك تضطر إلى الغاءها أو خلعها أى ثقافة من ثقافة محدودة في مجموعة قبلية نهايك عن الثقافة العربية الاسلامية اللى عندها خبرات عديدة في الحكم وزمان طويل في أنها غالية ومغلوبة ودا في دعوتى أنا مثلا لما أقول السودان الشمالى ومتاعبــه ومآزقه ليس موازية ولا أعنى بأى شئ من الأشياء يا انو أنا إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها لأن عملية الثقافة أنت لا تعتذر عن الثقافة كمعطى لانو ما فى ثقافة زى النهر يعنى أنت ثقافتك لا تستطيع أن تعبرها في مكان واحد مرتين لأنها متجددة ولذلك لا تحس أبدا بأنك يعنى أصبحت آسنة بالدرجة التي تحتاج أنك تعتذر إلى هذا وتعتذر إلى هذا إلا إذا كان أنت تتحمل وزر التفسير الخاطئ ليها والممارسة الخاطئة ليها .

    أنا عظيم التفاؤل يعنى انو شتاتنا السودانى ما موضوع أسف ولا موضوع للنستالجيا ولا للتباكى دا افضل ما ممكن أن نعمل منو يكون مناسبة أن نتأمل نفسنا في مرايانا ومرايا الآخرين وأن نستوثق من شئ واحد هو انو الهويات اللى حملناها دى هي هويات باسلة مستيطعة قادرة مرنة وهي في الآخر آخر القرار هي ما نصنعه من معطياتها من طوبها من اللبنات الأولى من لبناتها ومن شفرتها كيف تعيد تشكيلها وتبنيها على اساس انو تصبح بانية للوطن بدل ما تكون هادمة للوطن .
    هنالك معانى أخرى كثيرة وددت لو استرسلت أو خضت أو فيها منها مثلا ترجمتى الذاتية مع القضايا دى يعنى كيف كتبت عنها في كل مناسبة من المناسبات ابتداء من مسرحيات على كذا كيف كنت بعانى ذلك ولكن احتراما لتجاريكم في موقع مهم جدا من المواقع العربية والاسلامية وخبرات بعضكم الطويلة في هذه البقاع اكتفى بهذا القدر واتمنى أن النقاش يستنطق ما صمت عنه مع الشكر 0000 ( تصفيق ) .


    امسية الاربعاء 11/7/2001
    المجمع الثقافي - ابو ظبي
                  

07-22-2004, 01:45 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردي علي محاضرة الدكتور بجريدة اخبار العرب (Re: Agab Alfaya)

    الانتماء للعروبة لا يلغي الخصوصبة الثقافية

    خصوصية السودان في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية

    قيمة اي كاتب تاتي من تعبيره عن افكاره وارائه بشجاعة وضوح ومن تحمله المسؤلية الكاملة في الدفاع عن هذه الافكار وهذه الاراء .واذا ما تبين له في اي وقت ان رايه في هذه المسالة او تلك لم يكن صحيحا فعليه ان يواجه نفسه بكل شجاعة ويعترف انه كان يري كذا والان تبين له ان الصحيح هو كذا .
    اضطررت لهذه المقدمة لتكون مدخلا لمناقشة ما جاء في محاضرة د.عبدالله علي ابراهيم التي قدمها بالمجمع الثقافي عن مازق الثقافة السودانية والتي اوردت اخبار العرب تغطية موجزة لها في عدد سابق .

    ومصدر خلافنا مع الدكتور عبدالله علي ابراهيم هي، انه يحمل افكارا وخواطر لا يريد التعبير عنها بصراحة ووضوح لاسباب يعلمها هو قبل غيره .لذلك فهو يلجا الي طرح هذه الافكار ،بالمدارة خلف الاساليب اللغوية الفضفاضة .واسلوبه هنا يشبه الي حد كبير اسلوب الدكتور حسن الترابي الذي افتتن به اخيرا بعد ان انفض حيرانه من حوله ،ليقدمه كنموذج للمفكر الاسلامي الذي نجح في الجمع بين الحداثة والتقليد.
    وكثيرا ما يعتمد الدكتور عبدالله علي سمعته التي خلقها له اليسار الماركسي ،في تمرير الكثير من الاراء التي تفوت حقيقتها حتي علي اكثر المعجبين به فطنة وكياسة.ومن عجب ان اليسار الماركسي السوداني لا يزال يراهن علي الدكتور باعتباره فارسه الوحيد في حوبة الفكر السوداني ،بالرغم من انسلاخه عنه منذ اكثر من ربع قرن .

    ولكن الدكتور قد كشف اخيرا، عن افكاره الحقيقية التي ظل يداريها ولا يبوح بها طيلة ،سنوات مشواره في الكتابة ،في شان الثقافة السودانية .ففي المحاضرة التي القاها بالمجمع الثقافي بابوظبي امسية الاربعاء 11/7/2001 ، قطع الشك باليقين ،ووضع النقاط فوق الحروف كما يقولون ،وقال بصريح العبارة ،انه معني بشان الجماعة العربية المسلمة في شمال السودان وان شفرة الثقافية لهذه الجماعة ،هي القومية العربية الاسلامية ،.وقال ان ان اس البلاء ، ومثار النزاع الحالي في السودان ،هو ان هذه الجماعة عندما ارادت " ان تبني وطن ،بنت وطنا اكبر في رقعته ، من رقعتها ".وقال ،ان من بعض متاعب السودان ، هو" هذا الخليط من الهويات ".

    وهكذا لم يعد يجدي الحديث الموارب ،عن التنوع الثقافي والدفاع عن حقوق الاقليات وافتعال المعارك مع جماعة الغابة والصحراء وغيرهم من الافروعروبيين .فالدكتور يوجه الدعوة بهذا الحديث ،الي الجماعة العربية المسلمة ،لتفكيك السوان ، واقامة وطن يخص هذه الجماعة العربية المسلة وحدها .انها دعوة للجماعة العربية المسلمة في شمال السودان ،ان تقول للجماعات الاخري :يلا بلاش لمة !فليفتش كل عن وطن !فليفتش اهل الجنوب وناس جبال النوبة ونوبة الشمال واهل دارفور من غير العرب ،والبجة والانفسنا ،عن اوطان لهم !فهذا الوطن يخصنا وحدنا ،نحن الجماعة العربية المسلمة!!

    وعلي ضوء هذه الدعوة يمكن قراءة كل الاراء التي وردت في المحاضرة .مثل موقفه من نظام الانقاذ ،واعتراضه علي فكرة الاعتذار للجماعات الافريقية عن الانتهاكات التي وقعت في حقها ،وتنديده بمناسبة وبدون مناسبة بكتاب بلدو وعشاري ،عن مذبحة الضعين التي وقعت احداثها في سنة 1987 والتي قتل وحرق فيها عشرات الجنوبيين .

    فقد استهل الدكتور حديثه في المحاضرة بالتعليق علي النداء الذي وجهه الصادق المهدي - لم يحدد اين وجه المهدي هذا النداء- الي الجماعة العربية المسلمة في الشمال ،الاعتذار الي الجماعات الافرقية الوثنية علي حد تعبيره ،عما ارتكب في حقها من ممارسات وذلك لاثبات حسن النوايا .وقال ردا علي ذلك ،انه لا يري ضرورة لهذا الاعتذار ،لان هذا الاعتذار لا يعدو ان يكون نوعا من "عقدة الذنب الليبرالية التي ينبغي التخلص منها .فالمهم عنده ،هو "ان كل انسان يشوف امتيازاته ،مش يشوف تظلمات الاخر ".
    ان موقف الدكتور من فكرة الاعتذار ،ينسجم تماما مع تنديده بكتاب مذبحة الضعين .فالكتاب يكشف المزيد من الممارسات والانتهاكات التي يابي مجرد فكرة الاعتذار عنها .وفي الوقت الذي يرفض فيه الحديث عن مذبحة الضعين ،نجده من ناحية اخري ، في مقاله تحالف الهاربين ،يتخذ من احداث التمرد الاول بالجنوب والتي راح ضحيتها اعدادا من الشماليين ،مثالا يسوقه للتدليل علي عدم رغبة الجنوبيين ،في التعايش السلمي مع الشماليين في وطن واحد ،وليدحض به صورة الجنوبي المسالم البري ،التي وردت في اشعار المجذوب التي عرفت بالجنوبيات .

    ولنفترض ان الجماعة العربية في الشمال اقامت دولتها الخاصة بها علي اساس شفرة الثقافة العربية الاسلامية القومية،فهل ها سيجردهم من انتماءهم للثقافة الافريقية ؟
    اليسوا هم اصلا مزيجا للثقافتين العربية والافريقية؟
    ان الانتماء للثقافة العربية لا يلغي بالضرورة خصوصية كل بلد عربي ،وخصوصية السودان هي في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية .ولكن الدكتور يرفض رفضا باتا اي كلام من هذا القبيل ويعتبره غش ثقافي ، ودسيسة استعمارية روج لها المستشرقون، بقصد تحجيم انتماء السودان للعروبة والاسلام!

    ولما كان الدكتور ،قد اشار ، في بداية حديثه ، الي ان الشفرة الثقافية للسودان الشمالي هي ،القومية العربية الاسلامية ،ياتي ليقول ،ان نظام الانقاذ الحاكم في السودان ،"مستل من هذه الشفرة ". كانما يريد ان يقول ،ان الشعارات التي يرفعها نظام الانقاذ ،كافية لاعطائه المشروعية طالما ان هذه الشعارات ،جزء، لا يتجزأ من الثقافة العربية الاسلامية! لذلك فهو يوجه الدعوة للجميع، للانخراط في هذا النظام، عندما يصف هذا النظام ببرج ايفل .حيث يقول :ان هنالك كاتبا فرنسيا كان يكره برج ايفل جدا ولكنه كان يذهب احيانا الي البرج لتناول وجباته فيه .وعندما سئل عن سر هذا التناقض .اجاب ،ان اللحظة الوحيدة التي لا يري فيها البرج هي لحظة دخوله فيه !!!

    عبد المنعم عجب الفيا
    جريدة اخبار العرب(ابوظبي ) - 19/7/2001
                  

07-22-2004, 01:47 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي الدكتور بشري الفاضل (Re: Agab Alfaya)

    الدكتور بشري الفاضل

    سعيدين جدا بمشاركتك وطلتك بعد غيبة ،

    وسوف اعود للتعليق علي مداخلاتك
                  

07-22-2004, 02:17 AM

kofi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    مجرد تعليق(على الطاير )لرفع البوست القيم,,,

    الدكتور عبداللة تعبير عن ازمة مستنير فقد البوصلة
    وجد نفسة فجأة امام قضية فكرية عويصة (فاناخ) بعير حملة المعرفى امام (خيمة) الأنقاذ ليبيع بقايا مصطلحات لا اعتقد انها من (نحت) غيرة وحملها مفاهيم لزجة لا تقوى على التشريح,,,,
    مجرد جهد (تبريرى) لة (ليغتسل) ولهم لغرض دنيوى زائل,,,
    انظر الى تعريف الهوية عندة وكيف قام بتبسيطها دون التوغل فى مساراتها البعيدة وكيف انة جعل من نفس الهوية العربية (مضادة) لهوية اخرى لم يبن لنا جدلياتها,,,(الشمال اكثر من ثقافة واكثر من اثنية) وما شأن النوبيين والبجاة فى هذة (الديلمة) وكذلك المثقفين والمسننيرين ..الذين دفعوا العمر سباحة عكس التيار (الظلامى).
    وكيف اختصر التاريخ السياسى السودانى كموقف واحد(شمالى) ضد قضية واحدة (الجنوب).. بالشكل الذى نراه الآن فهل كانت ستكون الاحوال على ماهى علية الان لو كان الحزب الشيوعى فى السلطة مثلا,,وكذا اذا نجحت ثورة اكتوبر,,او حتى الأنتفاضة!!!
    لماذا استبعد (الازمة) الاقتصادية والتخلف (مكينة) الازمة الشمالية الجنوبية؟؟ وانا لا اوافق اصلا على هذة الثنائية (شمال وجنوب) وجعل القضية هوية محضة,,,
    هل الهوية العربية الأسلامية حقيقة نتنفسها ام خيال نسكنة؟؟؟ وماعلاقة ماتفعلة الانقاذ بها!!!يعنى عشان اكون مسلم عربى لازم ادمر البلد ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا؟؟؟واكون اقصائى؟؟؟ الهوية العربية نفسها فى ازمة اليس كذلك ؟؟؟
    ياريت الدكتور عبداللة يورينا تجليات الثقافة العربية الاسلامية تاريخيا واثنيا وثقافيا (سودانيا) وغيرة ,,,,
    ياريت يورينا ملامحنا فى الثقافة ألام,,,,,ودورنا البخلينا نتحمل مسئولية التصدى,,,,
    يالهى كيف وصل الدكتور عبداللة الى هذة القناعة؟؟؟؟



    ولعجب الفيا التقدير لهذا البوست وللأستاذ الخاتم تجلة الاستاذ
                  

07-22-2004, 03:35 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: kofi)

    الخاتم
    تحياتى

    مشرق دائما كما عودتنا، عندما تذكر فى المجالس هشاشة الهوية السودانية، يبدو إن المقصود بها هو هشاشة البناء الفكرى لبعض من أتيحت لهم فرص التعليم فى السودان، وقدرتهم المذهلة على الانتكاس والتراجع.
    هاوهو رجل أتيحت له كل أدوات المعرفة ومنابرها الثقافية فى السودان لكى يكون أحد رواد التنوير لكنه أراد لنفسه أن يكون أداة للتشويش والفوضى، والابحار فى ظلام المتافيزيقيا وتدليس وطمس المعرفة.
                  

07-22-2004, 05:31 AM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: أحمد أمين)

    شكرا اخ عجب الفيا على هذا العرض ... ولى مداخلة بسيطة ....

    Quote: دعوة عبد الله هنا هي أن ندخل برج الإنقاذ « ونأكل» منه حتى لا نراه.

    عبدالله على ابراهيم أظنه يؤمن بالحكمة الانتهازية القائلة: If you cann't beat them... join them....
    عبدالله على ابراهيم يلعب لعبة قديمة اجادها العالم كله فيما يبدو ,, انها لعبة خلط الاوراق واعادة تقسيمها بالمزاج ... لعبة يجيدها كل السياسيين المتحزلقين البارعيين .... و د. عبدالله لايقل عن اى منهم ....

    أنا لا استغرب محاولاته المنظمةلتخفيف العبء الاخلاقى على النظام بتحميل الكل من الشمال السودانى لجرائمه .. لف الجرائم و اعادة صياغتها و اعطائها شرعية و تبريرات عبر ما يحاول ان يعيد انتاجه "كثقافة سائدة" ,, وهو يعلم كل العلم انها ليست كذلك ....

    الدكتور عبدالله على ابراهيم يضرب عصفورين بحجر بمقولته تلك : يحمل الكل "الشمالى" مسئولية ما حدث و ما يحدث من جرائم الانقاذ ,, وكذلك يعضد من الطرح النخبوى السائد عن ان ما يحدث فى السودان هو حرب عرقية صرفة ,, او حرب بين شمال/عربى/مسلم و جنوب/افريقى/مسيحى/غير مسلم ) و اللذى يتفق مع تصوير الصراع الاجتماعى/الاقتصادى/ السياسى فى السودان من قبل الاسلام السياسى فى السودان على انه صراع بين معسكر الكفر و معسكر الايمان......و الغريب ان هذه الصورة اللتى تقدم عن الصراع يشترك فيها الاخوان المسلمين و كذلك الادارات الامريكية المتعاقبة و الغرب عموما..... الحقيقة اننى عندما قرأت مقالة محمد عبدالقادر سبيل هنا بالمنبر عن اضمحلال ماسماه بدولة العرب فى السودان ,, لم أفرق كثيرا بين ما يطرحه فى هذا البوست و ما تطرحه الجهات الاجنبية اللتى تتهمها حكومة الانقاذ بتشويه الحقائق ...

    عبدالله على ابراهيم يخدم كل من يحاول تشويه الصراع فى السودان ,, كل القوى اللتى تحاول جاهدة ان تلف حول المشكلة وعدم تسميتها بمسماها الحقيقى وهى ان هناك قوى أجتماعية/اقتصادية/سياسية استفادت و مازالت تستفيد من استعار هذه الحرب و محاولة الحفاظ على مكاسبها من الوضع الراهن،، و بالمقابل هناك قوى فى الطرف الاخر تحاول ان تقلب الاوضاع و تدفع بالسودان نحو السلام و التعايش السلمى و الاقتسام العادل للثروة ...... وفى كل القوتين توجد عناصر شمالية/جنوبية/مسيحية/مسلمة ....وربما يكون صحيحا ان القوىالاولى تضم فى اغلبتها عناصر تعد شمالية ,, ولكن هذا لا يعنى انها الممثل الاوحد للشمالى ،، و الحقيقة ان وضع الصراع خارج النظرة العرقية الصرفة المطروحة حاليا يجر المتاعب على الكل فيما يبدو خصوصا نظام الانقاذ و قرينه "النظام العالمى الجديد"

    أنا لا استغرب محاولة عبدالله على ابراهيم بتقسيم الجرم على الجميع لتصغير كوم الانقاذ من الجرائم و الفظائع حيث اننى اذكر ندوة له من قبل فى واشنطن عندما حاول جاهدا تبرأة الترابى و الاخوان المسلمين من جريمة مقتل الاستاذ محمود محمد طه وعلل ذلك بان الترابى و جماعته كانوا مجرد "Cheer Leaders" وليسوا الضالعين الاساسيين فى تلك الجريمة ,,بل النميرى وحده يتحمل هذا العبء .. ولم افهم انا ولا الحضور هذه الرغبة المستميتة فى تبرأة الترابى و الجماعة من هذه المسئولية و افراد ورقة كاملة لاجل هذا الهدف .. ولكن يبدو ان من علقت به اوساخ الخيانة للوطن و المبادئ يحاول بكل جهده ان يجر الاخرين للاستحمام فى البركة الاسنة ..... بل يحاول تنظيف وجه الخونة حتى يراه الاخرين نظيفا .....

    (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 05:42 AM)
    (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 05:46 AM)
    (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 06:03 AM)
    (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 06:11 AM)

                  

07-22-2004, 06:00 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: أحمد أمين)

    الاستاذ عجب الفايا
    الاستاذ الخاتم
    بقية الاخوة المتداخلين سلام عليكم

    اشكرا كثيرا الاستاذ عجب الفايا لايراده محاضرة الدكتور ابراهيم هنا
    ونقل الرد الضافي المقتضب الوافي للاستاذ الخاتم عدلان

    لي تعليق بسيط حول هذه المحاضرة وتعليق الاستاذ الخاتم

    اننا امام نوعين من الكتابة
    كتابة لاتعرف الامانة الفكرية ولا حتي الامانة في حد نفسها وهي متمثلة في كتابات متوهمي العروبة في السودان
    وكتابة تسعي سعيا حثيثا لقول الحقيقة مهما كلفت من ثمن وهي كتابات
    اهل السودان الجديد وليس بالطبع كلهم فهناك مرتزقة لا يؤمنون بالسودان الجديد ولكنهم فقط يتشدون به امامنا
    والاستاذ الخاتم واحد من هؤلا الفرسان القلائل الذين يجعلنا نحترم كتابتهم القيمة والحيوية والنابعة من واقع اهل السودان المتنوع

    نعم هناك اناسا واحمد ربي العظيم انني واحد منهم لم ينظروا للاخوة في الجنوب نظرة استصغار واستعلاء وتعالي عليهم
    بل هذا الفايروس الخطير لم يدخل لا عقلي ولا قلبي ضد اهلنا الطيبين في الجنوب ولا جبال النوبة حتي
    لم اتهم اهلي في الجنوب بااي شئ لم احاربهم بكلمة واحدة لم احمل ضدهم رصاص وسلاح ولم ادفع قرشا لمحاربتهم
    لم اكرههم لا في سري الذي يعلمه الله وحده ولا في علني الذي يعرفه الناس
    لذلك محاولة الصاق تهما غلاظ اركتبوها هم بمرضهم وضحالة فكرهم العقيم لهي محاولة اثمة لا يمكننا قبولها
    لذلك اشكر العم العزيز الاستاذ الفاضل لتوضيح هذه النقطة للدكتور ابراهيم

    ولكم كثيف الود والاحترام

    علي احمد
                  

07-22-2004, 09:08 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)




    الأخ فرح:
    أنت تعرف كيف تنقل حالاتك العاطفية
    للآخرين،
    وهي فوق الكلام،
    وبعد الحروف.
    سلمت
                  

07-22-2004, 09:44 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ محمود
    أشكرك على مداخلتك،
    لا أعتقد أن الحركة الشعبية لتحرير السودان راهنت على مجلس الكنائس العالمي. ولا علم لي بأن ذلك المجلس زود الحركة الشعبية بالسلاح. والأرجح أن مجلس الكنائس العالمي هيئة غير مسلحة.
    ما أعرفه أن مجلس الكنائس العالمي رأى أن هناك ظلما فادحا يحل بالجنوبيين، وخاصة المسيحيين منهم، وواجه ضغوطا هائلة من الجمهور المسيحي في بلدان كثيرة، فخف لتقديم المساعدة، أو بالأحرى بعض المساعدة الإنسانية، لأهلنا في الجنوب. وهو دور قامت به كل منظمات الأغاثة العاملة في السودان أو المندفعة إليه بجذب المأساة. فعل مجلس الكنائس العالمي ذلك في نفس الوقت الذي كانت فيه منظمة الدعوة الإسلامية تستخدم الإغاثة كسلاح في يدها تطوع به الجنوبيين، وتستغل وقوفهم على حافة الموت لتدخلهم الإسلام قسرا.
    وإليك أن تقارن بين الموقفين.
    إنني أطلب منك أن تتامل هذه المسألة: ظهر نداء في إذاعة بي بي سي، أذاعته مذيعتي المفضلة ناتاشا كبلينسكي، بإنسانيتها المتدفقة، يعرض الموقف في دارفور ويدعو الناس إلى التبرع، ولم نجد أنا وزوجتي وإبناي خطا نرسل منه تبرعاتنا إلا بعد لأي شديد، وبلغت حصيلة النداء ملايين الجنيهات الإسترلينية في ظرف ساعات. هذا مجتمع مسيحي ثقافيا، ولا يسأل عن دين أهل دارفور ليحاول إنقاذ أطفالهم من الموت. لماذا لا ننظر إلى هذا الجانب العظيم من الأديان، ولماذا لا نغلب هذا الجانب الإنساني منها جميعا. لماذا نرسل زكواتنا فقط لإشعال الحروب؟ ولماذا لا نجد في وجداننا مستودعا من المرحمة، للناس جميعا بصرف النظر عن أديانهم وألوانهم وأوطانهم؟
    أما ما ذكرته عن إشراك الدول العربية في مبادرة الإيقاد، فإن الدول العربية هي التي أبعدت نفسها. أولا لدواع سياسية، وهي تفضيلها النظم العسكرية، على النظم الديمقراطية، في بلادنا، حتى ولو اقدمت النظم العسكرية على اغتيال رؤسائها.وهي تنصر المسلمين على " الكفار" بصرف النظر عن موقف كليهما من الحق. وهي تريد السودان منطقة خلفية لبلدان "أهم منه"، ولأهل "أعز من أهله". ولذلك فإنها عندما طرحت مباردتها، بعد أن هلك الحرث والنسل، جاءت خالية من أهم مطلب اتفقت عليه كل الأطراف المتفاوضة، وهو حق تقرير المصير. أي أنها تتصرف من موقع الوصي وليس موقع الوسيط. الدول العربية أبعدت نفسها يا صديقي.
    وأختم بأن أقول لك أنه لا يوجد شعب أو جماعة تخلو من الإنتهازيين العتاة، والجنوب ليس استثناء.
    دمت

    (عدل بواسطة Khatim on 07-22-2004, 09:50 AM)

                  

07-22-2004, 09:46 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الاخ عجب الفيا
    كتبت
    Quote: ومصدر خلافنا مع الدكتور عبدالله علي ابراهيم هي، انه يحمل افكارا وخواطر لا يريد التعبير عنها بصراحة ووضوح لاسباب يعلمها هو قبل غيره .لذلك فهو يلجا الي طرح هذه الافكار ،بالمدارة خلف الاساليب اللغوية الفضفاضة .واسلوبه هنا يشبه الي حد كبير اسلوب الدكتور حسن الترابي الذي افتتن به اخيرا بعد ان انفض حيرانه من حوله ،ليقدمه كنموذج للمفكر الاسلامي الذي نجح في الجمع بين الحداثة والتقليد.
    وكثيرا ما يعتمد الدكتور عبدالله علي سمعته التي خلقها له اليسار الماركسي ،في تمرير الكثير من الاراء التي تفوت حقيقتها حتي علي اكثر المعجبين به فطنة وكياسة.ومن عجب ان اليسار الماركسي السوداني لا يزال يراهن علي الدكتور باعتباره فارسه الوحيد في حوبة الفكر السوداني ،بالرغم من انسلاخه عنه منذ اكثر من ربع قرن .
    يبدو أنك سبقتني فعلا في التعبير عن ما قلته في
    مداخلتي السابقة والتي كتبتها قبل أن أطلع علي
    مقالك هذا ..ولكنها تبدوا وكأنها نسخت نسخا من مقالك
    هذا بالرغم من أن ما ذكرته أنت جاء أكثر تعبيرا
    عما ما حاولت أنا قوله ..
    ..ودعني أقول ثانية لو أطلعت علي مقالك هذا
    من قبل لما كتبت مقالي هذا لأنك عبرت بدقة عما أردت أن
    أقوله ..وهو الخوف من أن يقود أفتتان وأنبهار وتقدير الأخوة
    لتاريخ د عبد الله
    أن يقود ذلك لأتباع أفكاره
    التي يعارضونها جوهريا حينما يطرحها كتاب الأنقاذ مثلا
    الخلاصة هي; القول المأثور والمنسوب للأمام علي
    أعرف الرجال بالحق ولاتعرف الحق بالرجال كمال عباس

    (عدل بواسطة kamalabas on 07-22-2004, 10:14 AM)

                  

07-22-2004, 10:33 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي كمال عباس (Re: Agab Alfaya)

    الاخ العزيز كمال عباس ،

    عندما اعدت انزال مقالي في الرد علي عبدالله ابراهيم الي نشر في جريدة اخبار العرب بتاريخ 19/7/2001،
    لم يكن في بالي مطلقا ،ما جاء في مداخلتك ،وانما جاءت هكذا اتفاقا ،
    وفعلا توارد خواطر وافكار غريب ،
    الاهتمام المشترك كثيرا ما يولد افكارا مشتركة ،
    فلا عليك يا اخي ، وانا سعيد جدا بهذه الارضية الفكرية المشتركة ،

    ولك شكري وتقديري
                  

07-22-2004, 10:56 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    شكرا أستاذ حبيب،
    سأتابعها هناك. لك وللأخ عبد المحمود تحياتي
                  

07-22-2004, 11:19 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    أشكرك عسكوري على المساهمة وأوافقك الرأي على أن النخب التي حكمت السودان ومشايعيها من عبدة القوة والسلطة من المتعلمين والمتعالمين، هي التي فاقمت ما نحن فيه الآن من مشاكل عصية الحلول. وأشكرك كذلك على إشارتك لبعض ما يكتبه الدكتور حسن مكي، ولاحظ أن بين الرجلين صلات فكرية غالبا ما يشير إليها عبدالله وينوه بها. كما أوافقك كذلك على أن الحرص ضروري في استخداماتنا للغة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمهمشين والمظلومين.
    دمت
                  

07-22-2004, 12:09 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    أخي بشرى:

    نحن كلنا سودانيون وهذه حقيقة. ولكن هناك من يعتقد أن سودانويتنا مقولة خاوية لا تعني شيئا ولا تصف أحدا ولا تحدد قسمات أحد، بل تجمع متناقضات لا جامع بينها. وهم داخل هذه السودانوية بعتفدون أنهم أفضل من الآخرين عرقا وثقافة ودينا. وقد قطع هؤلاء الميل الإضافي فطالبوا بإقامة وطن على قدر قاماتهم وأحلامهم وأوهامهم.
    وينكر هؤلاء أنفسهم، أو ينكرون أجزاء أصيلة من أنفسهم، ويخفون انتماءاتهم السودانية وكأنهم يخفون عوراتهم، وذلك لأوهام مركبة في وعيهم ولا وعيهم بأن تلك الإنتماءات مشينة ووضيعة. يخفونها مع أن كل قسماتهم وألوانهم وبعض عاداتهم وممارساتهم، وقصصهم وحكاوى حبوباتهم، وأساطيرهم وأغانيهم، تشهد عليها وتنطق بها. ويتبنون ثقافة بيضاء، تحقرهم وتبالغ في تحقير السواد حتى أن بعض مصدري فتاواهم المنكرة يعتقدون أن الحجر الأسود في الكعبة كان أبيض، ولكن ذنوب الناس التي يتركونها على صفحته عندما تلامسه أيديهم وشفاههم هي التي حولته إلى السواد. اي أنهم يستنكرون السواد حتى في الحجارة، إنطلاقا من إحتقارهم للسواد في الناس.
    وبناء على كل ذلك ينكرون حقيقة الإختلاط بين "جوهرهم" العربي الأصيل وبين كل الشعوب الأخرى التي حلوا بها، والتي لا يتخيلون الإختلاط بها إلا نوعا من التلوث يفرون منه كما يفرون من الطاعون. والكارثة أن هذه المفاهيم التي يولدها الجهل والعقل القبلي البدوي المنغلق، مع كل قسوته الصحراوية، يدعو لها ويؤمن بها أناس يشيعون بين الناس أنهم حملة للإستنارة. وهؤلاء لم تخدعهم في اعتقادي اللغة ولا السحنات أو لون البشرة، ولكنهم خدعوا أنفسهم حفاظا على نظم دكتاتورية ألفوهها في كل تاريخهم وعلى إمتيازات ريعية لا يمكن تحصيلها إلا بالغنائم والعمل العبودي والهمبتة. وبذلك يمكنهم أن يفخروا برخاء أهل المدينة، لأن المال المنهوب من الفلاحين المصريين والفرس،وغيرهم، كان أكثر من حاجتهم للإستهلاك البذخي غير المنتج. وربمانجد تبريرا، في السياقات التاريخية المعروفة، لتلك الممارسات، ولكننا نجد من يؤمن بها ويدعو لها حتى الآن ويعتقد أن المجتمعات التي تقوم على مثل تلك الإقتصادات الطفيلية الناهبة، مجتمعات مثالية.
    تحياتي لك، ولكل ذرية صفية باشا ملة، من النوبة الشامخين.

    (عدل بواسطة Khatim on 07-22-2004, 12:16 PM)

                  

07-22-2004, 10:49 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    العزيز خاتم
    لا انكر أن قصر مسالة الهوية على عبارة نحن سودانيون قول تبسيطي فيما يبدوا ولم اقل بالسودانوية لأن هذا المصطلح يدخلني في دائرة طويلة من الحجج طوال نصف قرن عن سؤال الهوية . هنالك خلاف مقداره 180 درجة بين عجب الفيا وبولا فيما طرحاه في هذا البورد من مداخلات ثرية بالمعلومات والتحليل فيما يتعلق بالهوية ولا اشك في رصانة الأستاذين .وأرسل لي محمد جلال هاشم ورقته عن السودانو عروبية وقد سخر فيها من قولي له في ونسة أنا إنسان ولكني أعيش في السودان وقد استلفت هذه القولة من لوركا الذي كان يقول ولكني أعيش في اسبانيا. لا شك ان لوركا يعني بها كونه إنساناً عالمياً اما شخصي وقد قلتها لمحمد جلال فاعني بها كوني مواطنا سودانيا فحسب ينتظر القوانين الكفيلة بتحقيق سودانويته بلجم هذه الجلافة العربية الاسلامية في اغليها من تربة الوطن. كل العبارات الشعرية التي قيلت عن الهوية قابلة للفحص والوقوف عندها فانظر مثلاً لعبارة صلاح أنا الهجين عنترة .. فعنترة ظل يقاتل بسيفه وقلمه من اجل أن يقبل وفق مفاهيم قبيلة مستعلية على السواد قبيلة يحس هو نفسه أنها متفوقة عرقياً عليه ولا يحدثنا التاريخ الشفهي الذي كتبه العرب أنفسهم فيما بعد الا عن شخصية عنترة العربية هذي . ولذا فلا يمكنني أن أفرح بمثل هذه الصورة الشعريةولا تمثلني.وغني عن القول رفضي لمفهوم عرب العرب وكل من يحاولون إثبات فصاحتنا أو إنتماء بلقيس ولقمان وبلال وغيرهم من الرموز الإسلامية لثرى بلدنا.وعن صورة الغابة والصحراء وطرحهم في هذا المجال سأكتب يوماص ما . ومن ناحية اخرى فإن الجهد الذي بذله مثقفونا عبدالحي وأحمد الطيب زين العابدين وبولا وحسن موسى وعجب الفيا ومحمد جلال وغيرهم العشرات سيفضي بنا في النهاية لواحد من الاحتمالات التي تقول بالسودانو عروبية أو بالسودانوية أو بالآفرو عروبية أو بغيرها .أي سيفضي بنا لعبارة واحدة . فهل تحل تلك العبارة شيئاً من واقع الحال الذي وصفته أنت عن دولة المدينة وعن حال بلادنا ؟ أعتقد أن الإتجاه الآخر لحل مشكلة الهوية هو الذي سيقودنا لمخرج وهوأن نقول لا علينا إلى اي عرق أو جماعة تنتمي أو تظن أنك تنتمي ياسوداني أي أن نعرفه بمواطنيتهلكن سنسجنك لو اتيت بفعل أو قول من شأنه ان يهين الآخر أو الآخرين المواطنين مثلك المتساوين معك والمتساوي معهم امام القانون قي كل شيء ولتذهب ولتحتفل ببهاء عرقك واصلك وفصلك ما شاء لك ولتفرح بذلك طالما ان مايكرفونات غحتفالاتك لا تقودك لمخفر الشرطة مداناص بالإزعاج العام. أن نسعى بوضع القوانين التي تجرم من يستعلي عرقياً بفعل يتاذى منه مواطن آخر هذا هو بالضيط ما تفعله امريكا فيما يتعلق بالتفرقة العنصرية. قال لي أفريكان أميريكان رافقني هنا لشهور في جدة ..نستطيع نحن الأمريكيون الأفارقة ( ولا يقبلون بكلمة غيرها) أن نذهب إلى المحاكم كي نجعل اي عنصري ابيض مفلساً تماماً من ناحية مادية متى ما بدا منه فعل عنصري يجرمه القانون وقال نحن نعلم وهم يعلمون بأن العنصرية باقية هناك في صدورهم وصدورنا لكن فلتظل هناك في الصدور يحرسها القانون كفعل قبيح ومتى ما ظهرت كممارسة ولو باللفظ تجد سياط القانون. أعجبني قوله واعتقد ان هذا هو الحل للتباين بين أكبر كتلتين متجانستين إلى حد ما في السودان.
    لعله في سيرة ابن هشام قد وردت تلك المعلومة التي تقول ان نجاشي الحبشة الذي قدم تلك الخدمات الجليلة للمسلمين كان قد سبق أن بيع عبدا في اسواق مكة وسيرة هذا النجاشي مما يستدعي التأمل . وجاء في سيرة ابن هشام نفسها انه عندما مات علم بموته النبي محمد لحطة موته إذ رفعه الله للنبي في الفضاء حتى رآه النبي محمد وصلى عليه صلاة الغائب . هذا الرفع بالطبع يؤكد كروية الأرض فالصورة التلفزيونية لا تصل إلا مستقيمة وكذلك وصلت صورة النجاشي من الضفة الأخرى باريتيريا للمدينة بالحجاز. إذن مر النجاشي بثلاث مراحل هي العبودية ثم صداقة العرب المسلمين ثم المرحلة الثالثة المقدسة التي تقول بإسلامه ضمناً لكن سيرة ابن هشام ليست موثوقاً بها في كثير مما روت.
    لعل في هذا خروج عن الموضوع لكن قصدت به إن ما يبدو للعيان من هويتنا تدحضه الوقائع لدى البحث التاريخي المشابه للبحث اللغوي الايتمولوجي.
                  

07-23-2004, 08:41 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ محمود:
    أراني علقت على النقاط التي أوردتها في مداخلتك الأولى، ثم أعدتها في مداخلتك الثانية لأنني لم أكن قد رددت عليك بعد. وتبقى نقطة واحدة هي نقطة السودان الجديد التي جاءت في مداخلتك الثانية. ولأن الموضع كبير، فإنني أكتفي منه بنقاط قليلة.
    مصطلح السودان الجديد طرحته الحركة الشعبية، واعطته بمحض القوة والمثابرة، هذا الوزن الذي جعله مفهوما محوريا في السياسة السودانية. ولكن "مفهوم" السودان المغاير، طرحته مع الحركة الشعبية قوى أخرى على الأقل منذ الإستقلال. وحاليا لا توجد سوى قلة من الناس لا تطالب بسودان جديد. وذلك لأن بنية السودان القديم، المفهومية المتمترسة حول نظرية وممارسة أن السودان عربي إسلامي، وأن العناصر المفندرة يجب أن تصهر في هذه السوية القاهرة، والسياسية المعتمدة على الدكتاتورية والحرب، والدولة الدينية المتعددة الوجوه، الموحدة الجوهر، والإقتصادية القائمة على النهب والإستئثار بالثروات لقلة مميزة دينية أو مدنية، والثقافية المعطونة في مداد الإستعلاء والإغتراب عن الذات، هذه البنية لم تعد صالحة للتعايش.فنحن نريد وطنا يتسع للجميع: ديمقراطي علماني سياسيا، وما العلمانية سوى تحكم الناس في شؤونهم دون وصاية من مدعي تمثيل الإرادة الإلهية أو المعارف الغيبية، وعادل إقتصاديا، تعود فيه للمنتجين ثمرات أعمالهم، وتسوده الضمانات الحافظة لحياة الإنسان وكرامته، مزدهر ثقافيا لاحتفائه بكل ثقافاته ومشجعا وداعما لها من الموارد العامة، رافع للظلامات والحيوف التاريخية التي حاقت بالكثير من قومياته المؤسسة، ومتصالح مع نفسه وجيرانه ومع العالم.
    هذا السودان الجديد، هو الصيغة الملائمة للناس جميعا في بلادنا، أي أنه ليس ملكا للحركة الشعبية لتحرير السودان، بالرغم من أن الحركة الشعبية هي التي اعطته هذا الوزن، وهذه القوة، وهذا يحمد لها. ومع أن دورها سيكون كبيرا في بنائه، إلا أنه لن يكلل بالظفر إلا إذا نظرنا إليه جميعا، أنت وأنا وغيرنا من بنات وأبناء السودان في كل أنحاء بلادنا، وفي كل بلاد العالم، على أنه مشروع يخصنا وننتمي إليه، ونعمل بكل أيادينا وأقلامنا للمشاركة في صياغة ملامحه والإنتصار له.
    وهو سودان جديد، لأنه هوية مغايرة، بمعنى أن التغيير هنا ليس كميا فحسب، بل هو تغيير كيفي، يكلل ببناء هوية سياسية إجتماعية جديدة. هل تنفي هذه الهوية السياسية الإجتماعية الجديدة، كل ما سبقها؟ بالطبع لا. إنها لا تنفي كل ما سبقها، بل تثبت كل إيجابي في مسيرتنا الطويلة وتحتفي به وتطوره، وهذا أيضا موضوع مفتوح للأخذ والعطاء. ولذلك فإن اقتراح الأستاذ الصادق المهدي، بأنه سودان متجدد، ليس وافيا بالغرض، لأنه يحصر التحول الكيفي الكبير، إلى تحول، أو تحولات بالأحرى، كمية بحتة، غير معروفة القسمات ولا محددة الحجم او المدى. فدعونا نبني هذا السودان الجديد، القائم على أسس مختلفة عماألفناه حتى الآن، في هذه المجالات التي ألمحت إليها، ودعونا نجعل صفة التجدد صفة أصيلة من صفاته بعد ذلك.وهذا يحتاج إلى استطرادات لا أستطيعها حاليا.
    المهم أن السودان الجديد، في مفهومي، ليس إنقلابا من نوع ما، يتحقق بين غمضة عين وانتباهتها، وليس عكسا بسيطا للعلاقات، بحيث يتحول المسود إلى سيد، والسيد إلى مسود، وليس بحثا عن نقاء معاكس يطرد فيه غير "الأصلاء"، إذ يمتنع معرفيا تقسيم السودان، هذه الهويةالمشرورة في التاريخ وماقبل التاريخ، إلى أصلاء وغير أصلاء، بل هو عملية مديدة، غير قسرية، يتحرر فيها السودان من اختلالاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية الثقافية وغيرها، من خلال وعي الذات، ومن خلال الاختبارات الديمقراطية، ونمو الإقتصاد وإمتداد الرفاه وصحة العقل والجسد، وتطور المعارف، وتمكين المزيد من الناس من الحضور التاريخي في ساحة السياسة والفكر والإبداع.هذا هو في اعتقادي شيء من السودان الجديد، فهو مقولة لا تصوغها إلا الكثرة من شعب السودان ومفكريه.
    وما يزال في السودان الجديد بقية من حتى. ولكني سأتوقف هنا.
    ولك الشكر.
                  

07-23-2004, 09:23 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ الأستاذ كمال عباس.
    أشكرك على المداخلة. وأوافقك الرأي تماما حول تفسيرك للغموض الذي يحيط ببعض كتابات عبد الله. وقد أشرت إلى أنه غامض عندما يتحدث عن الثقافة ولكنه واضح عندما يتحدث عن السياسة: فهو يستخدم مفهوما غامضا، بل مغلوطا، مثل الشفرة الثقافية، ولكنه يستند إليه ليوجه دعوة سياسية واضحة، هي دعوة الناس إلى دخول برج الإنقاذ. وحسنا فعلت إذ شبههته بحسن عبد الله الترابي، من حيث أدائه اللغوي، فهو معجب به فكريا ويعتبره مجددا عصرياوكثيرا ما كتب عن ذلك، عندما كان الأخير في السلطة. ولكنه وجه إليه أسئلة لئيمة: أمنية في جوهرها، عندما سقط عن السلطة، حينما استجوبه بصورة علنية، عن طبيعة علاقته بالحركة الشعبية وما ورد في كتاب جونسون عن أتفاقات تتعلق بالسلاح.
    أما سؤالك المحوري والقائل: لماذا لا يلجأ الكتاب الذين لهم قناعة معينة لتوصيلها عبر لغة محددة وقاطعة الدلالة؟
    فهو مطروح لكل المراوغين ومنتجي الهراء، في كل حقول المعرفة وليس في مجال السياسة وحدها.
    وأجدني أتفق معك كثيرا في تشخيص موقف المدافعين عن عبد الله، عندما قلت:
    " وطفق بدافع عنه البعض باعتباره يمثل عندهم رمزا لمراحل سابقة ويرون أن أي نقد له يعد طعنا في مشروعية تلك المراحل. والبعض يقع تحت تأثير الإنبهار والإعجاب بالدكتور لدرجة تعميه عن نقد أخطائه."
    كما أوافقك كليا على الإستنتاج الحصيف الذي توصلت إليه، عندما قلت:
    "أعتقد أن نقد الدكتور مهم حتى لا ينسحب نحن مواقعه الجديدة من لا يتقق معه جوهريا فيها."
    لم يكن بإمكاني أن أضع القضية بصورة أفضل مما تفضلت به من حكمة وأحكام. أضيف فقط أن المراحل التي يخاف البعض من الطعن فيها، ربما لا تكون ماضية وحسب.
    وبالطبع فإن تناول ما كتبه عبد الله حول الشريعة داخل في مشروعي الحالي، وستساعدني كثيرا إذا أشرت إلى كل المواقع التي كتب فيها عن هذه القضية. كما أناشد كل من يعرف موضعا أهتدي فيه لكتابه عن الترابي، بعنوان Theology of Modernity أن يدلني عليه.
    شكرا جزيلا لك.
                  

07-23-2004, 10:42 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
                  

07-23-2004, 09:39 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاضرة (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ الخاتم وانت تزيل قشور الكلام لتصل للجوهر
    كنت من المعجبين بالدكتور حتى تاريخ محاضرتة البائسة وتحدثت فيها عن المراوغة والافكار المتخلفة
    بالاضافة للغة يمتلك الدكتور سياط من العنف اللفظى اخافت البعض
    استخدم مثال لم انتبه اليه الا بعد تفسيركم للدخول فى برج الانقاذ وهو حديثة عن صديق له يكره شخص ما وعندما قابله فى يوم من الايام طلب منه الذهاب لاخذ صورة تذكارية
    فهل هى دعوة ايضا لالتقاط صورة مع على عثمان والبشير رغم الكراهية
    استاذ الخاتم
    استغرب فى دفاع مثقف مستنير مثل بولا عن عبد الله رجاء متابعة بوست الافروعروبية
                  

07-24-2004, 02:51 AM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة (Re: mohmmed said ahmed)

    لم اكن أعلم ان هذا الخيط خاص بالرجال فقط!!!!!!!!!!

    آآآآه .. ام هو خاص بالشوعيين ( السابقيين منهم و اللاحقيين)...

    Not that I have anything against them. You should have just noted that and spare us the agony of being disregarded (to put it mildly.

    Sorry, I mistook it for a real discussion Post...My Fault

    (عدل بواسطة Outcast on 07-24-2004, 02:56 AM)
    (عدل بواسطة Outcast on 07-24-2004, 03:11 AM)

                  

07-24-2004, 03:09 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ كوفي:
    أشكر لك حرصك على هذا البوست واحتفاءك به.
    أعجبتني ملاحظاتك التي صغتها في شكل أسئلة: هل الهوية العربية الإسلامية حقيقة نتنفسها أم خيال نسكنه؟ وما علاقة ما تفعله الإنقاذ بها؟... ثم أخيرا: الهوية العربية نفسها في أزمة، أليس كذلك؟ ومع أن الإجابات ليست صعبة، إلا أن هناك من يتنكب الطريق لأسباب تتعالى على الفكر والمنطق وتصوغهما.
    لك الود
                  

07-24-2004, 03:14 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    أخي أحمد أمين:
    أشكرك كثيرا.
    التشويش، الفوضى، الإبحار في ظلام الميتافيزيقا وتدليس وطمس المعرفة، هذه هي البضائع الرائجة في سوق الإنقاذ ومرتاديه، خوفا أو طمعا.
    شكرا لك
                  

07-24-2004, 03:21 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الإبن علي أحمد

    دخل إلى قلبي قولك عن أخوتنا من جنوب البلاد: "لم أكرههم لا في سري الذي يعلمه الله وحده، ولا في علني الذي يعرفه الناس"
    هذه بلاغة النفوس الصحيحة، ويا لها من بلاغة.
    شكرا لك ودمت
                  

07-24-2004, 03:37 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخوان كمال عباس وعبد المنعم عجب الفيا:
    لكما التحية والود،
    سبق أن أبديت موافقتي على مساهمتيكما، في بوست عجب الفيا حول الأفروعربية، وفي هذا البوست بالنسبة لكمال عباس. أرجو مع ذلك أن أشير إلى النقطة التالية التي اعتبرها جوهرية:
    الحديث عن أن اليسار الماركسي، هكذا على إطلاقه، يوافق على ما طرحه عبد الله، ليس صحيحا، من وجهة نظري. ثمة بعض الكتاب الذين ينتمون إلى هذا التيار يعبرون عن إعجابهم بعبد الله ويدافعون عنه، بعضهم غفلة، وبعضهم عشما فيه، وبعضهم استكثارا له على الإنقاذ أو هكذا. وهؤلاء جميعا مخطئون. ولكتي أعرف آخرين من اليسار الماركسي يجاهرون عبد الله بالمعارضة ويتصدون له، وهؤلاء يجب ألا نجملهم، ربما بغفلة معاكسة، في زمرة المعجبين بعبد الله. هؤلاء مساهمون أصلاء في معركة التنوير التي نخوضها، ويجب ألا تتشابه علينا الأقلام.بل إن عشمي أن يأتي إلى المواقع الصحيحة حتى اولئك الذين غابت عنهم حقيقته، إذا تركنا بعض المخارج مفتوحة.
    لكما الود
                  

07-24-2004, 12:24 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ الخاتم
    تحية كتبت
    Quote: الحديث عن أن اليسار الماركسي، هكذا على إطلاقه، يوافق على ما طرحه عبد الله، ليس صحيحا، من وجهة نظري. ثمة بعض الكتاب الذين ينتمون إلى هذا التيار يعبرون عن إعجابهم بعبد الله ويدافعون عنه، بعضهم غفلة، وبعضهم عشما فيه، وبعضهم استكثارا له على الإنقاذ أو هكذا. وهؤلاء جميعا مخطئون. ولكتي أعرف آخرين من اليسار الماركسي يجاهرون عبد الله بالمعارضة ويتصدون له، وهؤلاء يجب ألا نجملهم، ربما بغفلة معاكسة، في زمرة المعجبين بعبد الله. هؤلاء مساهمون أصلاء في معركة التنوير التي نخوضها، ويجب ألا تتشابه علينا الأقلام

    الواقع هذا بالضبط ما كنا نرمي اليه ...ندرك
    أن هناك في اليسار واليسار الماركسي من وعوا تماما
    لما ندعو اليه بل أن بعضهم فاقنا في الحدة في التصدي
    لأفكار ومواقف د. عبد الله هذه... ترانا نسعي الي ما
    تسعي اليه في أن
    Quote: يأتي إلى المواقع الصحيحة حتى اولئك الذين غابت عنهم حقيقته، إذا تركنا بعض المخارج مفتوحة.
    الواقع هذا هو دافعنا للكتابة وأعادة التطرق علي
    الموضوع...
    وأنا شخصيا تأخرت في التطرق لأفكار الدكتور رغم
    الأشارات الكثيرة السالبة في كتاباته ..
    أرجوا من الأخ الأستاذ عجب الفيا والذي أعرف قدرته
    علي التوثيق أن يمدنا بكتابات د. عبد الله حول الشريعة
    والترابي
    ولكم ودي
                  

07-24-2004, 03:08 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    عزيزي بشرى

    سيكون جميلا لو كتبت ما وعدت به. ولا شك أن فيض الأفكار لديك سيتحفنا بنص خلاق جديد. وقضية الهوية من القضايا المفتوحة والوجودية. بمعنى أن الجميع مطالبون بالكتابة عنها، فهي ليست تخصصا أكاديميا بحتا كما يحاول أن يوحي بعض هواة التبجيل، وخاصة لأنفسهم. وفي الحقيقة فإن الهوية يشارك في صنعهاباستمرار، كل الفعلة الإجتماعيين، في مؤسسات الإنتاج، وقسمة الثروات،وفي قاعات البرلمانات، وفي ردهات الحكومات، وفي ميادين القتال، وفي اتفاقيات السلام، وفي أشعار الشعراء وقصص القصاصين، وفي حكاوي الحبوبات وفي مقررات المدارس، وفي حفلات الزواج، وتجمعات المآتم، وفي أشحار العائلة، ببداياتها الحقيقية ونهاياتها الإفتراضية المؤسطرة، بل وفي غير ذلك. فالجدل حول الهوية يرمي إلى تساكن حسن، وعيش كريم، وكرامة وافرة للناس جميعا. ولا يمكن إستثناء أحد ونحن نقرر في كل ذلك.
    البحث الأكاديمي يصنف وينظم ويقارن، ويكشف ويدقق ويشير إلى اتجاهات جديدة، ومخارج للإحتقانات المستعصية. وهو لا غنى ولا مندوحة عنه. ولكنه ليس كهنوتا جديدا يقوم عليه قساوسة أو شيوخ.
    فالدعوة في الحوار والمشاركة موجهة للجميع، نساء ورجالا.
    وربما أعود مرة أخرى مدفوعا بطرافة الحوار معك، وصلا لما انقطع منه في السنوات الأخيرة.
    دمت
                  

07-24-2004, 03:14 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    شكرا جزيلا عادل،
    وجدت المجلة، كما وجدت المقالة، وكنت أحسبها كتابا.
    سررتني بسرعة استجابتك.
                  

07-24-2004, 03:35 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    شكرا جزيلا أستاذ محمد سيد أحمد:

    نعم هو نفس المعنى الذي أشار إليه عبد الله بحكاية البرج. وجوهر فكرة عبد الله هي دعوة الناس الذين يكرهون الإنقاذ إلى الإنضمام إليها، لأن الكراهية في نظره لا تبرر العداء والمقاومة. إنها كراهية مكتومة في الصدور، محبوسة وعاجزة، مثل شهوة خدام بلاط الخلفاء، من ضحايا الجراحات القاسية.أي أن دعوة عبد الله، في بعض جوانبها، هي دعوة مفتوحة للنفاق وانفصام الوجدان. وهي دعوة مناقضة للثقافة والتثقيف.
                  

07-24-2004, 03:44 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    إتفقنا إذن يا كمال. وبانتظار مساهماتك القيمة.
    دمت
                  

07-25-2004, 08:32 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    فوق
                  

07-26-2004, 04:06 AM

farda
<afarda
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    *

    الأستاذ الصديق الخاتم عدلان

    لك التحية والتقدير الذي تعرفه،

    يبدو أنه ، والحال هكذا في هذا البوست ، لم تأتِ حتى الآن مداخلة تلجُ من باب الإختلاف مع الإتجاه العام لمقالتك الناقدة لما طرحه ع.ع. إبراهيم في محاضرته المعنية ، فاسمح لي أيها الصديق بإيراد هذه المداخلة القصيرة – من باب الإختلاف – حول ما كتبته عن فكرة "الشفرة الثقافية" التي قال بها المحاضر وقد أخذ نقدك لهذه الفكرة حيزاً كبيراً من مقالتك ، رغم وصفك لها بالهراء واللا معنى.
    أولاً أرى أن تلخيصك المقدم للمحاضرة جاء - منذ البداية ، أو من قولة تيت مثلما عبَّر بولا عن مقالة عجب الفيا- محملاً بالأحكام والنتائج التي كان يمكن أن تـُرجأ قليلاً. وربما لا يجد البعض بأساً في ذلك في مقالة سجالية ومنافحة مثل هذه ، ولكني كنت آمل أن يأتي التلخيص الذي قدمته محايداً ودقيقاً:

    أنظر مثلاً تلخيصك لما أسميته للفكرة الثانية في لمحاضرة ع.ع. إبراهيم:
    "الفكرة الثانية المرتبطة بهذه هي أن ما قامت به الجبهة الإسلامية في الجنوب ليس أسوأ مما قامت به كل الأحزاب الأخرى وأن عذرها في ذلك هو الشفرة الثقافية المركبة فينا جميعا، وحقيقة أن القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها وحررته بطريقة خرقاء ومأزومة." وهذا بالتأكيد ليس تلخيصاً دقيقاً بل مناقضاً لقول تورده بنفسك من كلمات ع.ع. إبراهيم: « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.»
    فعبدالله يقر أعلاه بوضوح بأن نظام الإنقاذ جاء بما لم يستطعه الأوائل من حيث البشاعة (أي أنه لا يقول بمساواتها مع الأحزاب الأخرى، ثم يضيف بعد ذلك بأن الشفرة الثقافية التي تولدت منها الإنقاذ هي في محصلة الأمر قد تأسست في فترة الحركة الوطنية.)
    هاك أيضاً السؤال التالي: ما الفرق بين "الشفرة الثقافية" التي يتحدث عنها عبدالله وبين – مثلاً – توصيفات الحركة الشعبية وحلفائها الشماليين لما نتعارف عليه الآن بـ"السودان القديم"؟ وبما أن كلمة "الشماليين" هذه قد وردت في سياق السؤال ، فلنسأل أيضاً ما الفرق بين التحدث عن "الشماليين" كوحدة واحدة أو جماعة تربطها "شفرة ثقافية" بعينها عندما يقول بذلك ع.ع. إبراهيم وبين نفس المفهوم عندما تستخدمه مثلاً – كمثالٍ أفضل وقريب – الكاتبة روضة على صفحات هذا المنبر؟
    إن قول عبدالله بأن نظام الجبهة
    "مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة " لا يمثل – في محصلته الجوهرية – فكرة جديدة أو قولاً غير مطروق... والحقيقة أن الكثير من المنادين بفكرة السودان الجديد يتفقون معه بشكل أو آخر في توصيفه للقوى المسؤولة عن تشكيل السودان السياسي الذي نتعارف عليه الآن بـ"السودان القديم". ولذا ترى أن أكثر هؤلاء وضوحاً في خطابه السياسي يصر على أن تفكيك نظام الإنقاذ إنما يتطلب تفكيك الأسس التي قام عليها السودان القديم منذ نشأته. أعرف أن عبدالله لا ينادي بتفكيكها تماماً مثلما يقول هؤلاء ، ولكنه بالتأكيد يقوم بنقد استعلائية المستفيدين من هذه "الشفرة الثقافية" واستمرارهم في التمتع بامتيازاتها. أما إنكار وجود هذه "الشفرة الثقافية" من أساسه فهذا ما لا أتفق معه.
    أذكـِّر أيضاً بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي من أعلى الأصوات المعبرة عن هذه الرؤية ، وقد عبرت عنها مبكراً وببلاغة كافية عبر رفضها الشهير لوقف نضالها - بعد سقوط نظام مايو في 6 أبريل 1985 - ضد "الشفرة الثقافية المعنيةالتي تحكمت في مقادير الثروة والسلطة منذ الإستقلال" وبوصفها للديمقراطية الثالثة بأنها "مايو 2".

    وبالفعل ، قد توحي فكرة الشفرة الثقافية التي يقول بها ع.ع. إبراهيم بالفهلوة السياسية المتنكرة في شكل التعبير الثقافي(وربما السبب في ذلك هو تورط المحاضر المعني في "السياسة" بمعناها اليومي) ولكني ، مع ذلك ، أرى أنها تظل تصوراً مشروعاً قابلاً للمناقشة والإختلاف.

    إسمح لي أخيراً أن أعلـِّق على قولك بأن أي غياب ع.ع.إبراهيم عن محاورة الفيا والآخرين
    "هو الذي دفع آخرين، لا يتفقون تماما مع عبد الله، إلى تبني قضيته، وربما بحماس أكثر من حماس صاحبها نفسه، وهذا يجلب التشويش أكثر مما يحقق الوضوح الذي هو بغية الجميع. وقد وصفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره".
    يهمني أن أعلق على هذا القول إذ أنني كنت ممن شاركوا من قبل في التعليق على عدد من المقالات والكتابات التي تناولت قراءات ع.ع. إبراهيم في مسألة الهوية ، وتحديداً دراسته المعنونة "تحالف الهاربين... ". وكنت قد وصفت كلمات ع.ع. إبراهيم بالدقة وقلت تحديداً أنَّ: ما يميز كتابة عبدالله البحثية هنا (والإشارة الى مقاله "تحالف الهاربين...") هي دقـته في تأسيس مصطلحاته واستخدامه الذكي للإحالات التي يشير بها الى النصوص التي يدرسها ، وتوظيفه لهذه الإقتباسات في توضيحه لما توصل اليه من توصيف لمدرسة الغابة والصحراء ورؤيتها" ... ولأنني لا أرى في توصيفي هذا "ما يوحي للبعض" الذي أشرت اليه "بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها" ، بل العكس ، فإنني أخلي مسئوليتي مما أوحي إليهم. وكذلك أخلي مسئولية الأوصاف التي أشرت بها أنا الى كتابة ع.ع. إبراهيم البحثية من شبهة "التخويف" ، إذ لا أرى ما "يخيف" في وصف دراسة نقدية أدبية بالدقة والإستخدام الذكي المنضبط للإقتباسات. أما المجاملة والمبالغة أو الغفلة فأحب أن أظن أنها كلها لا تدخل في منطلقاتنا وليست مما كتبنا في شيء.
    وبالطبع آمل أن لا يأتي ما أقدمه من رأي هنا – أو ما قدمته من قبل – من باب الدفاع عن شيء سوى الإرتقاء بقيم الحوار وإثرائه. ومثلك كنت أتمنى أن يكتب ع.ع. إبراهيم ، لكني لا أرى بأساً إن لم يفعل فقد كتب الرجل ما كتب ومن حقنا جميعاً أن نقرأ ونعلق ونمارس النقد.

    ولك الود ، وسوف آتي بالمزيد متى ما تيسَّر الوقت...

    حافظ خير
                  

07-26-2004, 09:49 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    عزيز حافظ
    معذرة فقط ضاع تعليقي على مداخلتك بخطأ فني مني، رجعت إلى مساهمتك لنقل مقتطف فلم أعثر على ما كتبت من أثر، وشعرت بإحباط شديد. ولم يتبق لي وقت حاليا لإعادة كتابته، وسأحاول في نهاية اليوم. ولك كل الود
    خاتم
                  

07-26-2004, 10:07 PM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    من افيد واجمل ماقراءة في البورد

    لفوق

    ali
                  

08-09-2004, 08:39 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: degna)

    الاساتذة الاجلاء يحمد لكم تناولكم لقضية الهوية باستمرار وخاصة الاخ عجب الفية المهموم بامرها خاصة على هذا المنبر

    اتمنى ان يتواصل الحوار بينكم كما اتمنى الا يتداخل من يعكرون صفو الحوار وسلاسته

    لكم جميعا الاحترام ومزيدا من النقاش والمتابعة لكم
                  

07-27-2004, 04:22 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ العزيز عثمان محمد صالح،
    أشكرك جزيلا على مداخلتك. وأسمح لي أن أرد عليها في الموضع الذي كان سببا في أثارتها، لأنني لا أري سببا وجيها يجعلني أجاري بوست آخر حول نفس الموضوع، على ما أنا عليه من ضيق الوقت وكثرة المشاغل، وكثرة "البوستات" أبضا، سواء في هذا المنبر أو في غيره. كما لا أرى ما يضيرك في إرسال المساهمة إلى البوست الأصلي وهذا ما درج عليه الجميع.
    وأشكرك كذلك على متابعتك لما نكتب وحرصك عليه.
    سأتعامل مع ما كتبت باعتباره وجهة نظرك، وليس وجهة نظر عبد الله علي إبراهيم، لأن المفارقة بين ما يكتب عبد الله وما تنسبه إليه أنت تكاد تفقأ العين. هذه أفكارك أنت إذن، وسأتعامل معها على هذا الأساس. أما أفكار عبد الله فلا تحتاج إلى تأويل أو ترجمة لأنها مبذولة بلغة صابحها وهو من المشمهود لهم من قبل الكثيرين بالبلاغة.
    معالجتي هنا أنصبت على محاضرة عبد الله علي إبراهيم، لأن الجدل كان يدور حولها. ومع أنني أشرت إشارات عامة جدا إلى مفاهيم أخرى يدعو لها عبد الله، إلا أنني لم أطرح حولها آراء تفصيلية حتى الآن. ولعلي أسارع فأقول لك إن ذلك سيحدث، وسأتعامل مع أعمال عبد الله، وخاصة ما كتبه بعد الإنقاذ ،انحيازا لمشروعها الحضاري، وأقول آرائي فيها على كل المستويات التي اختارها لها صاحبها. ولكن ذلك ربما يستغرق بعض الوقت ويستدعي بعض الصبر.
    المحاضرة التي بين أيدينا ألقيت قبل ثلاث سنوات، وعندما فرغها من الشريط الأخ عجب الفيا، أرسلها إلى صاحبها فوافق عليها. وهذا ما قاله عجب الفيا وما أشدت به في بداية هذه المقالة. وكان يمكن لعبد الله أن يقول أن هذا ليس هو النص الحقيقي، أو يقول أنه لا يعبر حاليا عن موقفه، أو حتى يمنع نشره عملا بحقوق النشر. ولكنه لم يفعل ذلك، بل وافق على النص وعلى النشر، واعتذارك عنه ربما لا يكون مقبولا حتى بالنسبة إليه هو شخصيا.
    سأتناول نقاطك إذن نقطة نقطة، إحتراما لك وجزاء لإحسانك الذي لا يكون إلا بالإحسان. وأعتذر لأن تركيبة وقتي الحالية لا تسمح لي برد متكامل دفعة واحدة، وربما تضطرني لقطع الحوار في أي وقت، فأرجو أن تصبر على مثل هذه الإنقاطاعات. فإلى نقطتك الأولى:

    * ليس من باب العدل والإنصاف محاكمةُ بنيان فكـري ، شـيّد أعـمدته كدحُ عـقـود ٍ من الزمن مثابرٌ و دؤوب ، من خلال مقال ٍ وحيد أو من نص محاضرةٍ اُذيعت بلغة عامية ، بُسـّطتْ فـيها الأفكارُ و يُسـّرتْ فـيها المفاهـيمُ وهي تـترجَـمُ من مسـتوى لغوي بعينه إلى آخر أدنى منه منزلة حتى يسهل إستيعابها وتغدو في متناول الغالبية من جمهـور المستمعين. وهـذا هـو الخطأ الذي وقع فـيه الدكتورعـبد الله علي ابراهـيم ويدفع الآن ضريبه باهـظة تشاطره في سدادها أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من
    " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته ، يحاول أن يجترح
    ( قـولاً جديداً) في زمان الكلام المكرور. ما يبعث على الأسى المشوب بالأسف العميـق أن خصلتي التواضع ومحبّة العاديين إرتدتا إلى صدر الكاتب سهاماً!!!. أقـرّر كل هـذا رغم السجال الذي دار بيني والدكتورعـبد الله علي ابراهـيم حول مفهـومي الخلعاء والمتأفـرقـين.

    لا أقوم هنا بمحاكمة كل فكر عبد الله، كما أوضحت، بل حصرت نفسي في معالجة نص من نصوصه، تتبعته واقتطفت منه وهو منشور على الناس في نفس الموقع الذي أكتب منه وفي غيره. فليس من العدل أيضا أن تخرج كلامي من سياقه، أو تنسب إلى ما لم أحاوله حتى الآن.
    قلت -أنت- أن عبد الله أنزل خطابه من مستوى لغوي رفيع إلى مستوى أدني حتى يفهمه البسطاء من مستمعيه. وهذا قول ثقيل جدا. لا يصدر إلا عن عدم إلمام مؤسف، بطبيعة الجمهور الذي كان يخاطبه عبد الله. فهو جمهور مثقف ومطلع وذو ملكات عالية جدا، في نفس الموضوع الذي يتحدث عنه عبد الله. وقد ظهر هذا من مساهمات المساهمين، ومن ردود أفعالهم. أي لم يكن منهم من قال إن عبدالله بسط لنا هذا الموضوع بصورة عظيمة بحيث أننا فهمناه مع أننا لم نكن نظن أننا يمكن أن نفهمه قبل ذلك. بل قالت الغالبية منهم، وهذا ما ظهر لي من رسائلهم الخاصة ومن مساهمات بعضهم في هذا البوست تحديدا، أنهم أصيبوا بإحباط شديد وهم يستمعون إلى عبد الله وأبدى الأخ محمد سيد أحمد أسفه على أنه جاء من الشارقة ليستمع إلى مثل ما تفوه به عبد الله. وأقول مرة أخرى أن عبد الله أخطأ تقييم جمهوره بصورة فيها كثير من الغفلة و سوء التقدير. ونسبة لأني أعرف أن كل متحدث أو محاضر لا بد أن يكون قد رسم صورة ما عن جمهوره، قبل مخاطبة هذا الجمهور، وأن عبد الله في ذلك ليس إستثناء، فإني أعتقد أنه ظن أن هؤلاء الناس الذين ظلوا يعيشون في "ظلال" العروبة كل هذا الزمان قد تسربت إليهم رؤاها، ويسهل بالتالي إقناعهم، كما أن وجودهم في ظل نظم ليست الديمقراطية واحدة من همومها، يمكن أن يسوغ لهم الإلتحاق بالإنقاذ، خاصة وأن الكثيرين منهم لهم " مصالح" متعددة الأوجه داخل السودان. ربما يكون عبد الله قد ظن ذلك، وربما أكون مخطئا في زعمي هذا. ولكن المهم أنه مهما كان تقدير عبد الله لجمهوره فقد كان ذلك التقدير تقديرا خاطئا. فهؤلاء الناس، الذين أعرف الكثيرين منهم، مثقفون رفيعو الثقافة، متابعون بصورة مذهلة لما يدور في السودان، لا تكتب مقالة جيدة، إلا وتداولوها وعقدوا حولها اللقاءات. ويتيح لهم ضيق المجال العروبي بهم وعنهم وعن مواهبهم، وقتا كبيرا للتأمل والإطلاع. ثم أنهم عرفوا العروبة من داخلها، وتمزقت أمامهم الصور التي كانت مثار التبجيل عندما كانوا بعيدين عن تلك المجتمعات. فلم تعد العروبة بهذا الوهج الأخاذ الذي يتحدث عنه البعض. هذا الجمهور ، يا أخي عثمان، لا يحتاج إلى التبسيط، ولا يستحق منك مثل هذه الأوصاف. فأرجو أن تخفف قليلا من غلواء دفاعك عن عبد الله حتى لا تطأ الآخرين وطأ ثقيلا في مواجعهم.
    وحدثني بالله عمن من المفكرين يمكن أن يرضى لافكاره النيرة جدا وغير المسبوقة أبدأ، أن يخرجها التبسيط الحادب على الآخرين، إلى مستوى التشويه والمسخ؟ إن من يرض ذلك لا يكون حريصا على أفكاره، لأنها في الغالب لا تستحق منه هذا الجهد. يمكن للأفكار المعقدة جدا أن تصاغ صياغات تفهمها الكثرة الغالبة، دون مسخ لها أو تشويه. وأنت تعرف بالطبع مقولة الإختصار غير المخل، الذي يحتفظ بجوهر الفكرة ويترك دفائقها، أو يتخلى عن صياغاتها التخصصية، ولكنه لا يشوهها هي ذاتها.
    ولاحظ أنك تحمد لعبد الله تنازله عن الصفوية، وتعدها في نفس الوقت نقطة ضعف. أي تحميه من النقد بدعوى إضطراره للتبسيط، ثم تمدحه عليه بدعوى تنازله عن الصفوية. هل تطمئن فعلا إلى مثل هذا المنهج؟
    أرجو أن تراجع كل ذلك قبل أن نتوغل فيما تقول. واسمح لي أن أقف هنا حتى أنتقل، في مرة قادمة إلى بقية النقاط.

    (عدل بواسطة Khatim on 07-27-2004, 04:23 AM)

                  

07-27-2004, 07:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مآلات فكر الدكتور عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    يقول عثمان محمد صالح، في البوست الذي فتحه في غير هذا المكان عن محاضرة عبدالله علي ابراهيم ، انه يقرا الان في كتاب : الثقافة والديمقراطية في السودان .ولا شك انه تاثر بصفة خاصة بكتابات دكتور عبدالله القديمة التي كتيها عندما كان ملتزما بخط الحزب الشيوعي مثل مقالة :مستقبل اللغات المحلية - اطار نظري التي هي ترداد لكتاب الماركسية وقضايا اللغة التي اصدره الحزب الشيوعي سنة 1976 .وقد عمد الدكتور الي نشر كل مقالاته التي تمثل مراحل مختلفة في فكره بما في ذلك مقالة تحالف الهاربين .والذي يقرا الكتاب دون ان يضع هذه الحقيقة نصب عينيه سيقع في سوء الفهم الذي وقع فيه عثمان محمد صالح ووقع معه فيه الكثيرون .

    هذه محاولة موجزة لتتبع مراحل ومآلات فكر الدكتور عبدالله علي ايراهيم

    * * *

    كان اليسار الماركسى السوداني بحكم نزعته العلمانية والأممية يقف ضد الهيمنة المركزية للثقافة العربية الاسلامية وتهميشها لباقي الثقافات الأفريقية الأخرى وضد كافة النزعات العرقية والعشائرية. وكان الانطباع السائد أن الحزب الشيوعى السوداني وأصدقائه في الجبهة الديمقراطية أنهم دائما المناصريين لحرية الثقافة وحقوق الاقليات وربما شكل ذلك مصدر جذب للعديد من أبناء المناطق المهمشة للانخراط في عضوية الحزب ومنظماته الصديقــــــة . ولا أظن أن موقف الحزب كان انتهازيا بقصد التخفي وراء تظلمات الجماعات الأفريقية هربا من محرمات الثقافة العربية الاسلامية كما ذهب إلى ذلك الدكتور عــبد الله على ابراهيم في ورقــته : تحالف الهاربين ! (1988م) في وصفه دون تمييز للذين يدافعون عن حقوق الاقليات .

    وقد بلغ موقف الحزب الشيوعي ذروته في الدفاع عن التنوع الثقافي بصدور كتاب " الماركسية ومسألة اللغة في السودان " حيث رفض فيه فكرة أن تكون هنالك لغة رسمية للبلاد وذلك منعا للتغول على بقية اللغات . ويقول دكتور عبد الله ابراهيم أنه أصدر هذا الكتاب خلال عمله " كمتفرغ بالحزب الشيوعي السوداني من سنة 1970م إلى سنة 1978م . وقد صدر هذا الكتاب بالرونيو سنة 1976م . " ويقول عنه " انتقد الكتاب نمط ود العرب الذي تسوقه عزته بلغته إلى انتهاك حقوق اللغات الأخرى التي يسميها رطانات في معنى الطنين والعجز عن الابلاغ " . وأظن أن الكتاب وضع في الستينات بتوجيه من زعيم الحزب عبد الخالق محجوب ويبدو لي أننى سمعت هذه المعلومة من د. عبد الله ابراهيم شخصيا لكن في شك منها . وفي تلك الفترة نشر عبد الله ابراهيم مقاله في الرد على اسحاق ابراهيم اسحاق والذي يدافع فيه عن اللغات المحلية الأخرى ضد تغول اللغة العربية التي يطالب اسحاق بأن تكون اللغة القومية . ويكرر في ذلك المقال نفس الأفكار الواردة في كتاب " الماركسية وقضايا اللغة في السودان " .

    هكذا كان موقف الحزب الشيوعي في الستينات وبداية السبعينات وهكذا كان موقف عبد الله ابراهيم المعلن والمنسجم مع خط الحزب . لذلك عندما طرحت فكرة الغابة والصحراء في بداية الستينات كتوصيف لحال الثقافة السودانية لم يتحمس الحزب الشيوعي لهذه الفكرة ظنا منه أنها تكريس آخر لهيمنة الثقافة العربية الاسلامية لا سيما وأنها تجعل من سنار – أول مملكة عربية اسلامية في السودان – مرتكزا في توصيف هذا الواقع المتنوع المتشابك . لذلك عمد مثقفو الحزب واصدقائه في النصف الثاني من الستينات إلى تكوين تجمع مناوئ للغابة والصحراء اختاروا له اسم آبادماك الاله النوبى القديم – كأقوى اشارة على انحياز اليسار الماركسي إلى المكون الثقافي الافريقي المحلي ، وكأشارة إلى أن ماضي هذه الأمة ابعد من سنار ومن دخول العرب السودان . وذلك على الرغم من أن الأمر لم يخلو من المكايدات والمكر السياسي أيضا . وكان لعبد الله ابراهيم الباع الطويل في قيام هذا التجمع بحكم تفرغه للعمل الثقافي بالحزب وعلاقته اللصيقة بعــــبد الخالق محجوب .

    هذه هي الخلفية التي لا يزال تنطلق منها الغالبية العظمى من اليسار الماركسى في النظر إلى الدكتور عبد الله على ابراهيم وتقدمه كمفكر المعى وخير من يمثل هذه الطائفة التقدمية في قضايا الفكر والثقافة . ولكن هنالك مياه كثيرة عبرت من تحت الجسر كما يقولون منذ أن استعفى د. عبد الله ابراهيم من عضويته بالحزب الشيوعى سنة (197 ومنذ وضعه لكتاب " الماركسية ومسألة اللغة في السودان " . ولم يعد همه السودان ككل والدفاع عن حقوق الاقليات ضد تغول الثقافة العربية الاسلامية . وإنما صار همه كله تكريس سلطة وسيادة " الجماعة العربية المسلمة - على النيل والبوادى " إلى درجة نفى الآخرالأفريقي والمطالبة بانفرادها وحدها بهذا السودان .

    وقد أشار عبد الله بولا إلى إلى بواكير هذا التحول في خطاب عبد الله على ابراهيم في ورقة شجرة نسب الغول بقوله : " هنالك مساحة من السديم ، في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معفاة من النظر النقدى ، تستقر فيها احكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان 00 وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلامـــوى لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهرة قرائهما " .

    يقصد صلاح أحمد ابراهيم وعبد الله على ابراهيم وذلك في سياق حديثه عن مقولة صلاح " نحن عرب العرب " التي نشرها في الستينات ردا على كلمة للنور عثمان أبكر بعنوان : " لست عربيا ولكن ! " ويقول بولا أن عبد الله ابراهيم ناصر ، صلاح على النور عثمان أبكر في هذا الموقف وهذا كان مبعثا للحيرة والاسف من جانب بولا.

    إلا أن بولا يقول أن صلاح قد اجتاز مساحة السديم التي ترقد فيها أحكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان ، وأعلنها صريحة : " أنا الهجين عنترة " وذلك في حوار صحفى بالشرق الأوسط نشر في أوائل التسعينات . ولكن المفارقة أن بولا يصف ورقة عبد الله ابراهيم ( تحالف الهاربين ) بالجلال والفرادة ، بالرغم من أنها رفضت صراحة القول بهجنة سكان شمال السودان . تلك الهجنة التي أعطى بولا مقابلها ، لصلاح شهادة اجتياز مساحة الســــــــديم ،! ولا أدرى كيف افلتت مقولات عبد الله ابراهيم في تحالف الهاربين ، التي لا ترقد بل تلعلع فيها أحكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان ، من قبضة بولا النقدية الصارمة ؟ كيف لم يعبر بولا عن أسفه وحيرته ، وذلك أضعف الايمان ، عن الاحكام التي اصدرها عبد الله ابراهيم انطلاقا من مساحة السديم بحق الواقع الافريقي المحلى في الثقافة السودانية حيث وصفه بأنه واقع مطموس ولا وجود له في الوجدان السوداني وأن الدفاع عنه أو رد الاعتبار له ما هو إلا محاولة يائسة " لتحجيم انتماء السودان للثقافة العربية الاسلامية " وأنه " خلع للحضارة العربية و " غش ثقافي " . ومؤامرة علمانية " لتفكيك محرمات الثقافة العربية الاسلامية " .

    المسألة ليست مسألة الوقوف على نص واحد أو تصيد لزلات لسان . أنه مشروع متكامل صاحبه على بصيرة من أمره ، ولا سديم ! وقد وصف محمد جلال هاشم في ورقته الممتازة : " السودانو عربية أو تحالف الهاربين " – رغم اختلافنا معها – وصف هذا المشروع بأنه اسلاموعروبي يهدف إلى تأسيس " عروبة خاصة بالسودان واسلام خاص به دونما ادعاء للأفريقية " . وقد قال محمد جلال أن عبد الله ابراهيم قد استعان في تمرير مشروعه بالكثير من " الحيل والمناورات " !

    وقد أصاب محمد جلال في وضع يده على جوهر الحل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم من خلال مشروعه الاسلاموعروبى ، حيث قال :

    " الحل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم أن يكف ابناء الشمال العربي المسلم عن البحث عن هوية أفريقية لهم ، فمشروعه يقوم على بناء حدود ثقافية بين ابناء الشمال العربي المسلم وابناء الجنوب الافريقي فهذان هما القوامان . والقرصنة متاحه لاقوام أخرى . متاحة للفور والنوبة والبجا كي ينفضوا عن هذا الحلف السنارى ويكونوا أقوام خاصة بكل . وهكذا يتــفرق السودانيـــون آباديد فـي الجهــات الأربعـــة 00 ولا عاصم لهم من هذا الشتات إلا الوسط الاسلاموعربى – أي السودانو عربية . ولكن اليس ذلك هو العروبة ذاتها ؟ اليس ذلك الاستعراب بعينه الذي ترفضه الدولة القومية التي يدعو لها كل المهمشين 00 أنها العروبة ولكنها عروبة لا تستمد مشروعيتها من اعتراف العرب بها ، أنها عروبة خاصة ومفصلة على أهل السودان الذين لا يعرفون غير الاسلام دينا وكفى الله المسلمين شر الهجنة .
    كأنك يا أب زيد ما غزيت ، فالبديل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم اقل بكثير مما تطرحه الافروعربية التي آباها ووجه اليها اقذع أنواع النقد . فمشروعه موجه فقط لعناية " الجماعة العربية المسلمة على النيل والبوادى " فهو يوجه الدعوة صراحة إلى هذه الجماعة للانفصال عن باقي الأقوام والانفراد بالسودان . يقول في المحاضرة التي قدمها بالمجمع الثقافي بابوظبي في أمسية الابعاء 11/7/2001 :

    انه معنى بالجماعة العربية المسلمة في شمال السودان00 أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها "00 "أن من متاعبنا ، ومثار النزاع الحالي هذا الخليط من الهويات 00"

    ومثلما أن الدكتور عبد الله ابراهيم اصولى في عروبيته . فهو أيضا اصولى في اسلاميته !؟

    أن الاسلام الذي يدعونا إليه عبد الله هو الاسلام السلفى – الارثودكسى الـــذي لا يختلف اسلام الحركات السلفية الأصولية وليس الاسلام الشعبى الصوفى كما يقول محمد جلال . وقد توج هذه الدعوة بسلسلة مقالاته التي كرسها للدفاع عن الاتجاه السلفى للشريعة الاسلامية ، تحت مظلة الدفاع عن القضاة الشرعيين ، والتي نشرت متفرقة في صحيفة الرأي العام ابتداء من شهر مايو 2003 يقول الدكتور عبد الله في مستهل الحلقة الأولى :

    " أريد في هذه المقالات 00 أن أرد إلى الشريعة مطلبها الحق في أن تكون مصدرا للقوانين في بلد المسلمين . ولست أرى في مطلبها هذا باسا أو ظلما لغير المسلمين 00 ولست ادعى علما فيما يجد غير أننى أتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب ذوق الشرعيين بها من قضاة المحاكم الشرعية على عهد الاستعمار وما تلاه في ترتيب قوانين التزمت خير الاسرة المسلمة وانتصفت للمرأة ما وسعها " .

    أن دكتور عبد الله لا يطالب هنا بتطبيق شريعة الأحوال الشخصية – الانكحة والمواريث – فهذا ما هو مطبق منذ أول عهد الاستعمار الانجليزي وحتى الآن . بالمنطق البسيط أن الانسان يطالب بما ليس موجود وقائم وليس بما هو قائم . لذلك د. عبد الله يطالب بأن تكون الشريعة الاسلامية مصدرا لتشريع جميع القوانين ، المدنية والجنائية ، وليس فقط مصدرا لقانون الأحوال الشخصية للمسلمين المطبق منذ الاستعمار الانجليزي .

    في حوار اجراه معه الأخ السمؤل ابو سن ، ونشر بجريدة اخبار العرب الاماراتية بتاريخ 11/7/2001 ، ويؤكد دعوته إلى اسلام اصولي مبرا من كل الشوائب ، حيث يقول ردا على سؤال حول سبب هجومه على الآفروعروبيين وجماعة الغابة والصحراء : " هم يقولون أن الاسلام حينما جاءنا جاء صوفيا واخذنا عنه وكأنما الذهن الأفريقي لا يحتمل القضايا الفقهية وهذا أمر غير صحيح ، تركنا الفقه والشريعة واصبح لدينا فقط الاسلام الصوفي لأنه يتناسب مع الايقاع الأفريقي " ويقول في ذات الحوار " .. أنا اتهمهم بأنهم 00 قالوا ، أن اسلامنا ليس هو الاسلامي الاصلي ، وكأنما ارادوا أن يقولو أن اسلامنا خرج عن جادة الاسلام وعربيتنا كذلك ، وأنا أرى أن في ذلك تبخيس لنا فنحن مسلمون حقيقة ، ونحن عرب حقيقة . "

    أن مأخذ عبد الله ابراهيم على الاستعمار الانجليزي ، اقتصاره تطبيق الشريعة على قضايا الأحوال الشخصية ، وهو يرى في ذلك زراية بالشريعة واتهام لها بالقصور ، لذلك فهو يطالب بأن تطبق أحكام الشريعة في جميع التشريعات والقوانين وبواسطة القضاة الشرعيين الذين يرى أنهم اكفأ من غيرهم . ويدلل على ذلك بنجاح القضاة الشرعيين في تطبيق قانون الأحوال الشخصية منذ عهد الاستعمار وإلى اليوم . وبالتالى فهم قادرون على تطبيق قوانين الشريعة الأخرى ؛ المدنية والجنائية بنفس الكفاءة . ويتخذ من نجاح القضاة الشرعيين في تطبيق قانون الأحوال الشخصية ، سببا للتفؤل بنجاحهم بتطبيق التجربة في كافة القوانين .

    يقول ولست ادعى علما فيما يجد ، غير أنني اتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب ذوق 00 القضاة الشرعيين من قضاة المحاكم الشرعية وما تلاه من ترتيب قوانين التزمت خير الاسرة وانتصفت للمرأة ما وسعها " أنه يقدم نموذج تطبيق القضاة الشرعيين لقضايا الأحوال الشخصية كنمــوذج علـــى نجــاح ما سيؤول إليه تطبيق الشريعة الاسلامية في بلد المسلمين .


    أن دكتور عبد الله لا يقتنع بالتقسيم التقليدي للقضاء على شرعي ومدني ويرى أن هذا التقسيم اقامه الانجليز لعدم ثقتهم في صلاحية الشريعة الاسلامية وللزراية بالقضاة الشرعيين وجعلهم تحت تبعية القضاء المدني المستمد من القانون الانجلــيزي .

    في حوار اجراه معه الأخ محمد الربيع محمد صالح ، ونشر بجريدة الاتحاد الظبيانية في 28/9/2000 يقول : هل كنا بحاجة إلى هذا التصنيف ، قضاء شرعي وقضاء مدني ؟ 00 القانون المدني والقانون 00 الجنائي ، قائم على تفويض القاضي بما يمليه الحق والعدل والمساواة والوجدان السليم ، فهل تخرج الشريعة من هذه الاقانـــيم ؟ وقادني هذا السؤال إلى سؤال آخر ؛ لماذا عملنا تقليد وحداثة عندما عمل الانجليز قضاء مدنيا وقضاء شرعيا – تقليد حداثة – هذا يعنى أن هناك قرار آخر يأتي من سلطة ما 00 فالقاضي الانجليزي لا يثق في الشريعة ، ويثق في القانون العام البريطاني الذي ورثناه ، فاصبح القاضي المدني هو السلطة والقاضي الشرعي هو الضحية ، ونحن استسلمنا لما يحدث إلى أن حدث 00 الاضطراب العام بين ذاتيتنا وحداثتنا اذن سبب الاضطراب في حياتنا القانونية هو سيادة القانون المدني الذي ورثناه عن الانجليز ". والمخرج هو أن نرد للشريعة مطلبها في أن تكون لها السيادة في جميع القوانين وليس فقط قانون الأحوال الشخصية ، لتكون السيادة كاملة غير منقوصة ، للقاضي الشرعي . وهذا هو الهدف الذي دفع دكتور عبد الله إلى كتابة مقالاته المشار اليها . في ذلك الحوار الذي اجراه معه محمد الربيع بجريدة الاتحاد ، لم يجد دكتور عبد الله غير الترابي كنموذج للمفكر الذي حاول أن يحل الاشكال الذي أدى إلى الاضطراب في حياتنا بسبب التنازع بين التقليد والحداثة ، ويقول : " د. حسن الترابي حاول رفع الخصومة هذه بعمل هجين من المثقف الحديث والمثقف التقليدي ، بأن " يتأدب الافندي وأن ينفتح الفقيه على الحداثة ، بحيث يصبح القاضي الشرعي ، مثلا عالما في الاحصاء أو الاقتصاد " . وهكذا يكتمل مشروع عبــد الله ابراهيم بأصوليته العربية واصوليته الاسلامية .

    * *

    ونواصل

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-27-2004, 09:44 AM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-27-2004, 04:06 PM)

                  

07-27-2004, 08:39 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    واصل يا أستاذ عجب الفيا
    في توثيق أراء د. عبد الله حول الشريعة.... حتي تتكامل
    الصورة
    ولك ودي
    كمال
                  

07-27-2004, 10:21 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عثمان محمد صالح علي عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
                  

07-27-2004, 01:25 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    ختم الأخ عثمان محمد صالح قوله المنشور فى البوست: حول محاضرة الدكتور عـبد الله علي ابراهيم : رسالة إلى الأستاذ الخاتم عدلان بالقول
    Quote: معلوم أن الهـوية ـ فـرديةً كانت أو جمعية ـ هي إختيار حّر وطوعي لا " كسر رقـبة"، فـكما أن بالسودان مجموعات أفـريقـية تسعى للدفاع عـن هـوياتها ضد نزعات الإستعلاء والهـيمنة والإقـصاء الذي تمارسه ضدها الثقافة العربية الإسلامية فهناك بالمقابل جماعة عـربية إسلامية عريضة تنضوي تحت لوائها مجموعات فـرعـية عـديدة، هـذه المجموعات" معلومة" وليست " تصميماً ذهـنياً".لايقـدح في عـروبة عـرب السودان لون بشرتهم حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم ولا اللحن النوبي للهجتهم العامية ولا المفـردات الغير عـربية التي يعج بها قاموس العامية السودانية ولا النظرة الدونية التي يرمقـهم بهاعرب المشرق أو المغرب العربي، وحتى لو ثبت بالأدلة العلمية القاطعة أنهم أفارقة مئة بالمئة. إنهم عـرب بلاد السودان. مجافاة للعدل ومساس بحقـوق الإنسان إرغام الجماعة العربية الإسلامية في السودان عـلى تبديل جلدتها أو العمل على إدخال تعديلات في عـناصرها التكوينية بدعـوى أن افـرادها هجين أو بحجة أن هـويتهم مشكوك في صحتها أو أنها نتاج وهـم أوخرافةٍ نسجتها حجي أوأنشأتها أساطير أو إخترعـتها تشهيّات أو ولدتها أمنيات أسلاف سعوا لرفع مكانتهم الإجتماعية بربط نسبتهم بسكان شبه الجزيرة العربية. ليس الآخرون من يقـرّر بشأن هـوية عرب السودان،لأن عـرب السودان قـد حدّدوا خيارهـم وعـرّفـوا أنفـسهم بوضوح وإرتضوا لأنفـسهم هـويتها المعلومة منذ قـرون
    . فى حين أتفق مع الأخ عثمان محمد صالح حول أن الهوية "هي إختيار حّر وطوعي لا كسر رقـبة" .. أجد نفسى غير قادر على مواصلة إتفاقى معه إلى أبعد من ذلك السطر، ولا قبله.. وذلك للخلط المنهجى البين.. حين يتحدث عن "الهوية" والتى هى مفهوم "Concept " ثقافى إجتماعى.. وبين الإنتماء العرقى " Race" وهذا خلط لم ينج منه الكثيرين أزعم أن د. عبدالله على إبراهيم والغٌ فيه كذلك.. فالأول لايستدعى الثانى.. فيمكنك أن تتمسك بهويتك الثقافية العربية دون أن تكون عربياً! كما يمكنك أن تتمسك بهوية ثقافية ألمانية دون أن تكون آرياً. فى دولة مثل أمريكا لايمكنك كمواطن أبيض من أصل إيرلند مثلاً أن تدعى أنك أمريكى أسود لأنك تتحدث مثلهم، تربيت وسطهم وتغنى الRAP .. وذلك بحجة الإختيار الحر الطوعى!

    كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان! قطعاً ثقافتنا أو لساننا العربى لايعنى أننا عرب بالمفهوم العرقى Race" هذا من ناحية إستجلاء الخلط المفاهيمى.. أما من الناحية الأخرى –رغم إيمانى بحق الأفراد والجماعات فى الإختيار الحر والطوعى لهوياتهم- إلا أننى أجد أن من واجب المثقف الليبرالى إزالة الأوهام والغباشة حول عروبة "عـرب السودان، حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم"! ومن الواضح أن عثمان محمد صالح يتحدث هنا عن العروبة بالمفهوم العرقى لا الثقافى.. وإلا ما كان فى حوجة لذكر سواد اللون الذى هو صفة عرقية، لاثقافية. أذهب أبعد من ذلك لأقول أن من واجب المثقف الليبرالى كذلك إزالة الأوهام والغباشة حول هوية عرب السودان إذا تناولناها من الجانب الثقافى، يجب على ذلك المثقف إبراز الخصائص الثقافية المكونة لهجين سودان الوسط والشمال المحتوية على عناصر فيها العربى كما فيها الزنجى كما فيها الخليط الذى لاهو بذاك أو ذاك! مما لاشك فيه أن دعوة عبدالله على إبراهيم لإقامة دولة العرب فى الشمال "العربى الإسلامى" لاعلاقة لها بحرية الإختيار التى يتحدث عنها عثمان محمد صالح.. بل هى دعوة إستعلائية أخرى لاتريد الإندماج فى وطن واحد متعدد الهويات الثقافية، المواطنة فيه أساس الحقوق.. أنه يريد وطناً لاتعكره السحنات الزنجية الخالصة.

    عدلان.
                  

07-27-2004, 06:30 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي فردة (Re: Agab Alfaya)

    اولا نرحب جدا بالاخ العزيز حافظ - فردة،
    واسمح لي ان اساهم في الاجابة علي بعض الاسئلة التي وجهتها للاخ الخاتم ،
    تقول ان تلخيص الخاتم لموقف عبدالله انه مناصر لنظام الانقاذ غير صحيح
    ودليلك علي ذلك وصف عبد الله لنظام الانقاذ بانه بشع :
    حيث تقول :
    Quote: فعبدالله يقر أعلاه بوضوح بأن نظام الإنقاذ جاء بما لم يستطعه الأوائل من حيث البشاعة (أي أنه لا يقول بمساواتها مع الأحزاب الأخرى، ثم يضيف بعد ذلك بأن الشفرة الثقافية التي تولدت منها الإنقاذ هي في محصلة الأمر قد تأسست في فترة الحركة الوطنية.)

    وانت تشير بذلك الي قول الدكتور في المحاضرة :
    Quote: يعنى دى الوقت الناس مثلا في المعارضة الشمالية يقولوا ليك نظام الانقاذ : هو الذي والذي والذي فعل والذي كذا ويمثل كذا والأجندة العربية . ودا ما صحيح الصحيح هو انو نظام الانقاذ هو مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث انو لربما كان الأخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الأوائل مــن حـيث البشاعــة ( ضحكــة ) لكن البشاعة ، إذا شئت انو هناك في بشاعة أو انو في عنف أو في ، هو مستل من شفرة اساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها لكن تشكلت بشكل أساس في فترة الحركة الوطنية السودانية ،

    ان وصف الدكتور نظام الانقاذ بانه :"كان الاخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الاوائل من حيث البشاعة (ضحكة ) "
    هو ليس حكما اصيلا قاطعا يمثل راي الدكتور بحيث يمكن الاحتجاج به للدلالة علي انه يقف موقفا معارضا لسياسات الانقاذ ،وانما جرت هذه الجملة علي لسانه ،كواحدة من الاساليب الكثيرة التي استخدمها في تمرير افكاره والتي اشار اليها الاستاذ الخاتم ،والتي تقوم علي المجاراة الظاهرية لراي عام ثم دس النقيض لهذا الراي من خلال هذه المجاراة ،
    دليلنا علي ذلك :الضحكة وبقية الكلام "البشاعة ،اذا شئت هنالك بشاعة او انو في عنف او في " !
    يعني الدكتور غير مقتنع في قرارة نفسه ،بان نظام الانقاذ اتي بما لم تستطعه الاوائل من البشاعة وانما جرت هذه العبارة علي المجاراة :اذا شئت انو في بشاعة ،فكانما مسالة البشاعة دي مختلف عليها !!والضحكة خير تعبير عن هذه الحالة لذلك حرصت علي اثباتها ،لانها شفرة اساسية في الكلام !!
    ولا اظن اننا في حاجة الي التذكير بمواقف الدكتور اليومية في ترسيخ سياسات النظام منذ الاسبوع الاول من الانقلاب الانقاذي وتدبيج البحوث في تمجيد الفكر الترابي والدعوة الي تطبيق الشريعة الاسلامية الخ..

    وتقول :
    Quote: إن قول عبدالله بأن نظام الجبهة "مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة " لا يمثل – في محصلته الجوهرية – فكرة جديدة أو قولاً غير مطروق... والحقيقة أن الكثير من المنادين بفكرة السودان الجديد يتفقون معه بشكل أو آخر في توصيفه للقوى المسؤولة عن تشكيل السودان السياسي الذي نتعارف عليه الآن بـ"السودان القديم".

    عندما يتحدث عبدالله عن الشفرة الثقافية التي استل منها نظام الانقاذ وكل النظم السياسية الوطنية ،لا يفعل ذلك من باب توجيه النقد الي هذه الشفرة والعمل علي معالجتها او التخلص من تسلطها باعتبارها المعوق لقيام نظام وطني معافي ،كما ينادي بذلك دعاة السودان الجديد ،وانما يفعل ذلك من باب تمجيد هذه الشفرة وطرحها كاكتشاف جديد و كمحدد اساسي للسودان الشمالي لتكون المخرج من مازق الجنوب الذي وضعت فيه الحركة الوطنية اهل السودان الشمالي الذين تجمعهم شفرة القومية العربية الاسلامية الشمالية، فالمواطنة عنده تقوم علي ال race العنصر والشفرة الثقافية ،
    فبينما يدعو اصحاب شعار السودان الجديد الي سودان مبني علي التعددية الثقافية والسياسية ،نجد الدكتور يدعو القومية العربية الاسلامية في السودان الشمالي الي الخروج من المازق ،والتخلص من هذا الخليط من الهويات علي حد تعبيره والاكتفاء ببناء وطن علي قدر رقعتها الجغرافية - السودان الشمالي ،

    اليك هذا المقطع من المحاضرة لتري كيف يمجد الدكتور هذه الشفرة الثقافية وكيف يدعو الي ترسيخها والتمسك بها ،هذه الشفرة التي يري ان نظام الانقاذ "الذي اتي بما لم تستطعه الاوائل في البشاعة " مستل منها !!:
    Quote: بهذا أقول يعنى انو المراجعة التي تحدث في كل مكان بعد ما خرجنا واصبحنا ننظر في مرايا انفسنا ومرايا الآخرين هي مراجعات ليست أن نخلع هذه الهويات وإنما لنستظفها ونتعمق فيها ونلتزم بيها يعنى نحن ما عندنا نحن دى الوقت نعتز جدا بالاستاذ البروفسير عبد الله الطيب رد الله غربته وكذا ومعرفته والمامه الموسوعى وكذا ولكنه اعفانا نحن من المعارف التي احتقنت فيه أو اضطربت فيه أو استوعبها كلنا بنقول خلاص دا النموذج يعنى دا المثل بتاعنا ولكن كلنا لا تزعم حتى أنا الجالس أمامكم لا نزعم أننا اقتربنا من تلك المناهل أى اقتراب حتى أنها تشيع فينا اكثر من مجرد ما تدارسناه في المدارس والمقررات والمعلقات وكذا وحيلتنا في ذلك أن نأخذ شيخ من شيوخنا ونقول هذا هو الشيخ الذي يمثل عروبتنا 00

    ونضاهى ونباهى به العالمين وكذا وكذا يعنى أنا اوكد أنه ما فى ثقافة اشكل عليها بحيث أنك تضطر إلى الغاءها أو خلعها أى ثقافة من ثقافة محدودة في مجموعة قبلية نهايك عن الثقافة العربية الاسلامية اللى عندها خبرات عديدة في الحكم وزمان طويل في أنها غالية ومغلوبة ودا في دعوتى أنا مثلا لما أقول السودان الشمالى ومتاعبــه ومآزقه ليس موازية ولا أعنى بأى شئ من الأشياء يا انو أنا إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار

    السودان القديم الذي تتحدث عنه الحركة الشعبية والمتحالفين معها من الشماليين هو نفسه سودان الشفرة الثقافية التي يدعو اليها الدكتور عبد الله في هذه الكلمات الاخيرة من محاضرته !اذن هذه الشفرة الثقافية التي ينافح عنها الدكتور عبدالله ابراهيم نقيض لشعار السودان الجديد - رغم تحفظي علي الشعارات مهما كانت - وليست مساوية له يا فردة !

    ونواصل

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-27-2004, 06:35 PM)

                  

07-28-2004, 11:42 AM

farda
<afarda
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي فردة (Re: Agab Alfaya)

    *
    العزيز الأستاذ الناقد عجب الفيا

    شكراً على تعليقك على مداخلتي القصيرة.
    يؤسفني ، يا عجب الفيا ، أن أغلب ردودي على مداخلاتك تأتي وكأنما هي مغالطات ، أكون فيها دائماً القائل بأن: ليس هذا هو المعنى المقصود! فيبدو الأمر وكأنه مماحكة من جانبي لا غير ، فدعني أؤكد لك أنه ليس كذلك. وقد كان أول تعليق لي على ورقتك هو القول:
    "مقال الأفروعربية أو تحالف الهاربين موجود بالكامل في بوست الأفروعربية لعبدالمنعم عجب الفيا ويمكنك الرجوع اليه. دراسة عجب الفيا – بالمناسبة – تلمس جوانب مهمة في تحليل مقالة صاحب السكة حديد رغم نفـَسها السجالي الحاد النبرة..." وحول هذه المحاضرة ، سأحدد لك مواقع الإتفاق التي أشترك فيها معك: مثلك أرى أن نقد ع.ع. إبراهيم لفكرة الإعتذار التاريخي التي قال بها الصادق المهدي ليست مقبولة وحججه فيها لا تستقيم (خصوصاً وأنَّ فكرته الأساسية – أي ما أسماه "الشفرة الثقافية" – تؤمِّن على أن الأخطاء التاريخية الفادحة تجاه قضية الجنوب هي حصيلة كل الحركة الوطنية التي شكلت السودان الحالي!). مثلك ، لا أشتري الفكرة الإصلاحية والتجديدية التي يقول بها: أي أن " نجدد هذه المعانى (يتحدث عن القيم الإيجابية في ما يسميه الثقافة العربية الإسلامية في شمال السودان) ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار". فأنا أقف على طرف نقيض من مقولة كهذه ، لأن قناعاتي الخاصة فيما يتعلق بسؤال الهوية مختلفة. (فالهُوية عندي هي بحث وابتكار واختيار ، وليست إكتشاف لـ"حقيقة أصلية" كامنة في مكانٍ ما – ومن ثم تجديدها - سواء أن كنتَ تبحث في الأصول والأعراق أو التكوين الثقافي والتاريخي ، وهذه أفكار عبرت عنها بإسهاب في حواري مع بشاشة قبل فترة طويلة) . وبالتأكيد أشاركك موقفك الشاجب لمشاركة ع.ع. إبراهيم في المؤتمر الغريب الذي نظمه النظام عند استيلائه على السلطة فهو موقف مخزٍ ولا يتناسب مع مفكر في قامته.

    ولكن ، يا عجب الفيا، تجد أن مجمل إختلافنا يقع في المنهج وفي طريقة التحليل والقراءة وفي طريقتك في التعامل في النصوص ، وهذه واحدة من "فوبياتي" الخاصة. وهكذا ستجدني أعود لأعلق على مداخلتك أعلاه من ذات موقع الإختلاف:
    تقول أعلاه:
    ان وصف الدكتور نظام الانقاذ بانه :"كان الاخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الاوائل من حيث البشاعة (ضحكة ) "
    هو ليس حكما اصيلا قاطعا يمثل راي الدكتور بحيث يمكن الاحتجاج به للدلالة علي انه يقف موقفا معارضا لسياسات الانقاذ ،وانما جرت هذه الجملة علي لسانه ،كواحدة من الاساليب الكثيرة التي استخدمها في تمرير افكاره والتي اشار اليها الاستاذ الخاتم ،والتي تقوم علي المجاراة الظاهرية لراي عام ثم دس النقيض لهذا الراي من خلال هذه المجاراة ،
    دليلنا علي ذلك :الضحكة وبقية الكلام "البشاعة ،اذا شئت هنالك بشاعة او انو في عنف او في " !
    كنت قد أشرتُ في أكثر من موضع – وأشار غيري– الى الطريقة التي أزعم أنك قد خلطت فيها بين التأويل والإقتباس في تناولك لورقة تحالف الهاربين. لكنك أعلاه ، في تأويل الضحك ، أدخلتنا في ما لا قبل لنا به!
    يا عزيزي أنت قد حررت لنا المحاضرة المسموعة كنص مقروء ، ووافق المحاضر مشكوراً على استخدامك لها ، لكني لن أعتدَّ كثيراً بـ"الإقتباس من ضحكِهِ" هنا والتأويل اعتماداً على ذلك! فلو دخلنا فضاءاً كهذا كان أولى بك أن تصف لنا كل ضحكة وتعبير في قسمات الوجه أو بحة في الصوت، الخ.
    (أقول لك ذلك وأنا أفكر في انتاج فيلم وثائقي قصير يتناول ضحكة الترابي الشهيرة من رؤية تزعم بمرور هذه الضحكة بتحولات شيِّقة جديرة بالتأمل الإنساني والفيلمي!)
    ولكنني بالتأكيد آخذ على محمل الجد الجزء الثاني ، أي قولك بأن عبارة " اذا شئت هنالك بشاعة او انو في عنف" تعني أنَّ
    الدكتور غير مقتنع في قرارة نفسه ،بان نظام الانقاذ اتي بما لم تستطعه الاوائل من البشاعة وانما جرت هذه العبارة علي المجاراة :اذا شئت انو في بشاعة ،فكانما مسالة البشاعة دي مختلف عليها !! . وهذه مسالة لا يمكنني الحكم فيها دون الإستماع الى صوت المحاضر فهي تبدو لي غير مفصحة حين تقرأها مكتوبة وسيصبح جدلاً عقيماً من ناحيتي لو أنني طفقت في تحليل هذه "العبارة اللفظية" الدارجة بأدوات تحليل النصوص "المكتوبة". وربما لذات السبب علق الخاتم أدناه بأن هذه الجملة قد استوقفته طويلاً وأحوجته للنظر في الخطاب العام ليبحث عن اتساق حكمه على العبارة.
    يبدو أنك تتفق معي ، على الأقل ، في أن قول ع.ع. إبراهيم بـ"شفرة ثقافية" هو ذات الخطاب الذي تصف به الحركة الشعبية والمنادون بالسودان الجديد بنية َ "السودان القديم". أما أن
    الدكتور يمجد هذه الشفرة الثقافية ويدعو الي ترسيخها والتمسك بها فأنا أرى أنه يقول بأن إلغاء الثقافة – أي ثقافة – أو خلعها كأنها لم تكن غير ممكن ولا معنى له. لذا هو يطالب بإعادة النظر فيها وتجوديها والإعلاء من شأن قيم التجديد فيها الى آخر ما قال.

    لك تقديري ، وسأتابع...
                  

07-28-2004, 06:18 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي فردة (Re: farda)

    الاخ العزيز/حافظ خير
    لا اري في تعقيبك علي او في ردودي عليك مدعاة للحديث عن مماحكاة او مغالطات ، ان هذا فيه ظلم لي ولك ،
    وقد تفاديت اناالتعليق علي نقاط كثيرة وردت في مداخلتك عني وعن منهجي حتي لا ادخل في مغالطات وحتي لا يبدو كانني ادافع عن نفسي وفضلت التركيز علي النقاط الموضوعية وذلك لملحصة النقاش ،

    حديثك عن الضحكة يمكن ان يكون مبررا لو اني اكتفيت فقط بالضحكة ،
    ولكني ربطها بباقي الجملة ،حتي يستطيع المستمع بخياله ان يوجد مغزي لهذه الضحكة في سياق الكلام ،وان لم يجد ،لن يغير ذلك في مدلول الكلام كثيرا ،ويصبح الكلام عن الضحكة مجرد نافلة لا تقدم ولا تاخر ،
    ولا اجد خيرا مما ورد في رد الخاتم لتوضيح هذه النقطة :
    Quote: يتحدث عبد الله عن « البشاعة » ولكنه يستدرك قائلا: إذا شئت أنو في بشاعة أو أنو في عنف: وهو هنا يخلي نفسه كليا من مسئولية القول، وينسبها إلى مستمعيه. و كأنما يقول هنا: لنفترض، لمصلحة النقاش، أن هناك بشاعة في الإنقاذ، فإن هذا البشاعة مستلة من الشفرة الثقافية التي نشارك فيها جميعا. فهي إذن بشاعة مبررة، بمنطق شفرتنا الثقافية، ولا نستطيع أن نقول عنها شيئا لأننا مشاركون في هذه الشفرة.

    ولعل وصفك لموقف الدكتور من المشاركة في اول مؤتمر عقده نظام الانقاذ بحثا عن شرعية، بانه موقف مخزي لا يليق بمفكر في قامته ،اقوي مدعاة لك للتشكيك في وصف الدكتور للانقاذ بانه ابشع النظم التي مرت علي السودان ،اضافة الي حثيثات اخري كثيرة ،

    ساعود للحديث عن اكثر عن الشفرة الثقافية ،في هذه الاثناء ارجو
    منك المزيد من المراجعة لمدلولات هذا المصطلح في سياق المحاضرة

    ولك تقديري
                  

07-28-2004, 00:57 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي عدلان احمد عبد العزيز (Re: Agab Alfaya)

    الاخ الاستاذ العزيز /عدلان احمد عبد العزيز
    انا سعيد جدا بزيارتك ومداخلتك ،
    تقول :
    Quote: حين يتحدث عن "الهوية" والتى هى مفهوم "Concept " ثقافى إجتماعى.. وبين الإنتماء العرقى " Race" وهذا خلط لم ينج منه الكثيرين أزعم أن د. عبدالله على إبراهيم والغٌ فيه كذلك.. فالأول لايستدعى الثانى.. فيمكنك أن تتمسك بهويتك الثقافية العربية دون أن تكون عربياً! كما يمكنك أن تتمسك بهوية ثقافية ألمانية دون أن تكون آرياً. فى دولة مثل أمريكا لايمكنك كمواطن أبيض من أصل إيرلند مثلاً أن تدعى أنك أمريكى أسود لأنك تتحدث مثلهم، تربيت وسطهم وتغنى الRAP .. وذلك بحجة الإختيار الحر الطوعى!

    كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان! قطعاً ثقافتنا أو لساننا العربى لايعنى أننا عرب بالمفهوم العرقى Race"

    واتفق معك في التفريق بين البعد الثقافي والعرق الrace
    بداهة فكون ان ثقافتنا عربيةاسلامية لا يعني اننا جميعا عرب ،فهنالك العربي وهنالك الهجين وهنالك غير العربي ،
    واتفق معك ايضا ان الدكتور عبد الله لا يفرق بين الانتماء العرقي والثقافي ،ويعتبر اي حديث عن ثقافة غير عربية في السودان هو مؤامرة لتحجيم الانتماء العربي وخلع له ،
    بل يرتد الدكتور ابعد من ذلك حينما يجعل من العنصر اساس المواطنة في الوقت الذي تجازوت فيه التجربة البشرية هذه المرحلة ،
    يقول في محاضرة ابوظبي :
    Quote: لكن السيد الصادق والنظر العام دى الوقت يقول انو نحن الشمال السودانـي ، هو الشمال السوداني تتعدد اللافتات والسودان الشمالي واحد . ودا مهم لأنو نحن دى الوقت بنتكلم عن ريس Race كمدخل لدراسة التعقيد الجارى في السودان

    وانطلاقا من هذا المدخل يقول ان الحركة الوطنية اخطات عندما بنت وطنا اكبر من مساحة هذا العنصر او race وهو القومية الشمالية العربية الاسلامية وهذا هو المازق الذي يقصده حيث الخليط من الهويات ،فالمدخل الجديد الذي يدعو اليه لدراسة التقعيد في السودان علي حد تعبيره ،ما هو الا مفرزة عرقية :
    Quote: فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .

    لكن الخطأ في انو كما قالت باحثة امريكية انو الأمة حصل أنها ، أمتنا اخترعت Invented كما تجرى العبارة الآن ، اصطنعت بخيال بتاع القومية العربية الشمالية المسلمة لكنها حين بنت الوطن بنت وطن أوسع منها واستأثرت بوطن أوسع منها . بدأت بالثقافة العربية الاسلامية لكن كانت تزعم لنفسها أنها ستحرر وستحكم وطن أوسع ودا مصدر الخلاف ما بين ضيق الفكرة الوطنية القومية واللواحق التي تبعتها . يعنى الجنوب لم يكن أكثر من : Down Down Colonization, no separation between one nation أكثر من كده مافى ،

    ونواصل
                  

07-28-2004, 05:12 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة بلا حيثيات (Re: Agab Alfaya)


    * اعيد هنا نشر رسالة عثمان محمد صالح الي الاستاذ الخاتم
    علي امل ان اعود للرد مفصلا ،
    وهي قراءة جاءت مرسلة بلا سند، كما نقول في لغة القانون ،

    * * *

    حول محاضرة الدكتور عـبد الله علي ابراهيم : رسالة إلى الأستاذ الخاتم عدلان

    الأستاذ الخاتم عدلان
    بعد التحية والإحترام،

    أرغـب ، باديء ذي بدء، في إيضاح حقـيقة إهـتمامي بما تكـتـبـون في هـذا البورد وخارجه أيضاً، وهـو إهـتمام تمتد جذوره إلى تلك الأعـوام الطيبة الذكر التي سـبقـت وصول الإسلاميين لسدة الحكم في بلادنا. هـذا الإهـتمام هـو الذي دفعني لمتابعة البوسـت المعنون : الأستاذ الخاتم عـدلان يردّ على الدكتور عبد الله علي ابراهيم ، متابعةً لصيقة.

    أطالع هـذه الأيام كتاب الدكتور عبد الله علي ابراهيم المعنوّن: الثقافة الديمقـراطية في السودان. تـقـويمي للكتاب أنه مؤلـَفٌ قـيّم وجـلـيـل ، مخطوطـٌ بعنايةِ وحرص ِ لغةٍ حازمةٍ وبهيّة، وفـيه فـتوحات في الفـكرغـير مسبوقة، وهـو، معلوم، أنه المؤلـَف الذي يضم بين دفـتيه مقالة : الأفـروعـربية أو تحالف الهاربين"، والتي حُـظيت من دون أخوات ٍ لها حـواها المؤلـَف( بإمتياز) الذم والقـراءة المتعسفة، في هـذا البورد. ولقـد خرجتُ من مطالعتي للمؤلـَف، وكتابات آخر تيسرت لي، بنتيجةٍ فحواها أن لاعلاقة الـبتة بين الدكتور عبد الله علي ابراهيم مؤلـّـف الكتاب الذي بين يديّ و( قـرينه ) المغضوب عـليه في البوسـت الآنـف الذكر وغـيره من البوستات !.
    مالذي أود قـوله ؟

    * ليس من باب العدل والإنصاف محاكمةُ بنيان فكـري ، شـيّد أعـمدته كدحُ عـقـود ٍ من الزمن مثابرٌ و دؤوب ، من خلال مقال ٍ وحيد أو من نص محاضرةٍ اُذيعت بلغة عامية ، بُسـّطتْ فـيها الأفكارُ و يُسـّرتْ فـيها المفاهـيمُ وهي تـترجَـمُ من مسـتوى لغوي بعينه إلى آخر أدنى منه منزلة حتى يسهل إستيعابها وتغدو في متناول الغالبية من جمهـور المستمعين. وهـذا هـو الخطأ الذي وقع فـيه الدكتورعـبد الله علي ابراهـيم ويدفع الآن ضريبه باهـظة تشاطره في سدادها أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من
    " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته ، يحاول أن يجترح
    ( قـولاً جديداً) في زمان الكلام المكرور. ما يبعث على الأسى المشوب بالأسف العميـق أن خصلتي التواضع ومحبّة العاديين إرتدتا إلى صدر الكاتب سهاماً!!!. أقـرّر كل هـذا رغم السجال الذي دار بيني والدكتورعـبد الله علي ابراهـيم حول مفهـومي الخلعاء والمتأفـرقـين.

    وبما أن" المحاضرة" المنكوبة قـد فـرضت نفـسها على مناخ الجدل الدائر فـرضاً، أجد نفـسي مضطراً لتـلخـيص أفكارها الأساسية ( في حدود إستيعابي المتواضع، وأنا أحاول تتبع طريقة الدكتورعبد الله علي ابراهيم في التفـكـير، كافّـاً البصر عـن التفاصيل) مستخدماً في ذلك تعابيري الخاصة ، باثـاً في ثـنايا الـتـلخـيص قـراءتي للأفكار. الأفكار هي التالية :

    * نظام الإنقاذ لم يهبط عـلينا من السماء. إنه مُـسـتـلٌ مـن شـفـرة ثـقـافـة الإستعلاء الدارجة في شمال السودان. الشفـرة هي مشروع التعـريب والأسلمة ، وليس سر الليل الذي مكـّن الإنقلابيين من الوصول إلى السلطة .

    * ( القاسم المشترك الأعـظم ) بين أنظمة مابعد الإستعمار، في السودان، هـو ( ولادتها ) جميعاً من ( رحم ذات الشفـرة الثقافـية) المشار إليها أعلاه ولهذا شـبّـه لدكـتورعبد الله علي ابراهيم سلطة الإنقاذ ببرج إيفـيل بإعـتبار" الإنقاذ" ( الذروة لسـامقـة ) التي وصل إليها مشـروع العـنف والإستعلاء الـُمستبطن في تلافـيف تقافة الجماعة العربية الإسلامية .

    * لم يطالب الدكتور عبد الله علي ابراهيم أحداً بالإندماج في مؤسسات سلطة الإنقاذ. طالبنا نحن الشماليين بالدخول إلى( الثقـافة العربية الإسلامية ) حتى نري ( صورتنا) في( مرآة تلك الثقافة ) والتي تمثـل سلطة الإنقاذ ( برجها البغـيض ) ، لا الإستغراق في تأمل تلك ( الصورة المُـتـوهـّمة ) التي يخترعـها الذهـن السياسي المعارض وهـو يسعى لتبرئة ذاته وإلقاء حمولة الأوزار كلها على كاهـل الإنقاذ وأهـل الإنقاذ .
    قـراءة خاصة :
    (( إن لسعينا جميعاً لدفـن" الإنقاذ" مقـصدين إثـنين : (1 ) منجاة لـنا مـن شـرور طاغـوتها (2 ) وأد ( صورة الذات ) التي نشيح عـنها ببصرنا لفـرط ما فـيها من دمامة منـفـّرة لا نرغـب في أن يطلـّع عـليها الآخرون .
    سلطة الإنقاذ( تحاكمنا! ) جميعاً، نحن المناوئين لها،لأن سـؤآتـنا التي ليس لها من ساتر ٍ يسـترها سوى قـماشة من( الحرير الشفاف)، هذه السؤآت تظهر للعيان أوضح فأوضح، كلما إمتدت" بالإنقاذ" سنوات البـقـاء، و ينكشـف زيف الصورة الرومانسية والغير واقعية التي رسمتها النرجسية المفـرطة في مدحها للذات، عـن شعب ٍ( كريم الخصال ، متسامح ، طيب القـلـب ، خـلـوق)، فـيـتـنامى خجـلـنا ويـتـزايد غـضبنا من الإسلاميين وتكـثـر لعـناتـنا الثقال" للإنقاذ" فـنصب عـليها جام حقـدنا وننهال عـليها ذماً لأنها أزاحت التراب عـن مكمن" سرنا المدفـون" و جعلتنا في آخر الزمان بلا ورقة توت و"مرمطتنا " أمام العالم المتحضر . إنها صورة شـعـب تعـيس الحال ، مغلوب عـلى أمره ، هـزمته شرور نفـسه ، و لايعرف ماذا يصنع إزاء تلك الشرور . لامنجاة، إذاً ، من المحاكمة التاريخية الصارمة لأنفـسنا يساريين كنا أويمينيين أو .عـلينا أن نواجه" صورة الذات" بجسارة و( نحاكمها) بحزم، في ذات الوقـت الذي( نحاكم ) فـيه سطة الإنقاذ( برج إيفـيل ثقافـتنا!!)، إن كـنا نبتغي حقاً بناء (سودان جديد) خالٍ من ثقافة العنف والإستعلاء واللامساواة. وأقـول إستطراداً ليس رغبةً في تعذيب الذات بل إعـترافاً بالأمر الواقع : لا أفـريقـية أصلي النوبي بقادرةٍ على أن تجد لي" مخرجاً" من تاريخ العنف والإستعلاء وتكريس اللامساواة الذي يسم الثقافة العربية الإسلامية السائدة في الشمال ، وهـو التاريخ الذي تمثل الجماعة النوبية التي أنتمي إليها ــ وللمـفارقة ــ جزءً منه و ضحية له، في آن واحد ، ولا الإنتماء اليساري هـو" طوق النجاة"، ولا " الهجـرة السياسية إلى الجـنـوب " مناصرةً لأقـلياته أو أقـليات أخرى والدعـوة من الأحراش البعيدة" لفـتح مكة"، ستمسح عـن جبيني ـ إن فـعلت إنتمائي " الشمالي"، وقـس عـلى ذلك . بتعبير مختصر :المأزق جماعـي ! ))

    * مأزق الجماعة العربية الإسلامية في السودان أنها عـندما حررت السودان وحاولت بناء وطن بعد رحيل المستعمر، مدّت طموحاتها ( مدفـوعة بروح التميز و الإستعلاء) أبعد من حدود مضاربها في الشمال فأنشأت وطناً سعت( لتشكيله) حتى يتطابق مع ( هـويتها العربية الإسلامية ).

    تستبطن الفكرة أعلاه دعـوةً حميدةً لعدم خـفـض قـوام الوطن حتى " يتساوى" مع قـوام الجماعة العربية الإسلامية والتي هي جـزء من كل. بتعبير ٍ ثان ٍ: الفـكرة دعـوة ( لفـك الإرتباط) ــ القائم حالياً والجالب للمتاعـب والشقاء، مرسّـباً الغبائن والإحن والأحقاد التي تدفـع أقـوام السودان إلى سكة التباعـد والتباغـض والإحتراب ــ بين( فكرة الوطن الجامع) لأقـوامه المختلفة و( هـويّة مخصوصة ) في الشمال أوفي الجنوب ، عربية إسلامية كانت أو أفـريقـية أو مزيج بين الهويتين، تـنـزع نحو الهيمنة والتمدّد على حـساب الهـويات الأخـرى وتـزعم لنفـسها أحـقـية تمثيل هـوية البلاد الجامعة وتـسعى ليتطابق الوطن مع رموزها وحـَمـَلة تلك الرمـوز. وهـذا لعـمـري تـبـشـيرٌ بمـبدأ للتسـاكـن و التعايش بين أقـوام السودان المخـتـلـفة ديمقـراطي النزعة بما لايحتاج إلى دليل، ولـيـس دعـوةً للإنـفـصال وتجـزئة الوطن !.
    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
    ـ
    أخـتتم قـولي بكلمات قلائـل عـن موضوع الـُهـويّة :
    * معلوم أن الهـوية ـ فـرديةً كانت أو جمعية ـ هي إختيار حّر وطوعي لا " كسر رقـبة"، فـكما أن بالسودان مجموعات أفـريقـية تسعى للدفاع عـن هـوياتها ضد نزعات الإستعلاء والهـيمنة والإقـصاء الذي تمارسه ضدها الثقافة العربية الإسلامية فهناك بالمقابل جماعة عـربية إسلامية عريضة تنضوي تحت لوائها مجموعات فـرعـية عـديدة، هـذه المجموعات" معلومة" وليست " تصميماً ذهـنياً".لايقـدح في عـروبة عـرب السودان لون بشرتهم حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم ولا اللحن النوبي للهجتهم العامية ولا المفـردات الغير عـربية التي يعج بها قاموس العامية السودانية ولا النظرة الدونية التي يرمقـهم بهاعرب المشرق أو المغرب العربي، وحتى لو ثبت بالأدلة العلمية القاطعة أنهم أفارقة مئة بالمئة. إنهم عـرب بلاد السودان. مجافاة للعدل ومساس بحقـوق الإنسان إرغام الجماعة العربية الإسلامية في السودان عـلى تبديل جلدتها أو العمل على إدخال تعديلات في عـناصرها التكوينية بدعـوى أن افـرادها هجين أو بحجة أن هـويتهم مشكوك في صحتها أو أنها نتاج وهـم أوخرافةٍ نسجتها حجي أوأنشأتها أساطير أو إخترعـتها تشهيّات أو ولدتها أمنيات أسلاف سعوا لرفع مكانتهم الإجتماعية بربط نسبتهم بسكان شبه الجزيرة العربية. ليس الآخرون من يقـرّر بشأن هـوية عرب السودان،لأن عـرب السودان قـد حدّدوا خيارهـم وعـرّفـوا أنفـسهم بوضوح وإرتضوا لأنفـسهم هـويتها المعلومة منذ قـرون .

    مع فائق التقـدير والإحترام،
    عـثمان محمد صالح
    25 يوليو2004
                  

07-28-2004, 07:00 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    أخي العزيز حافظ:
    أشكرك كثيرا على مداخلتك، وآسف لتأخير الرد للظروف التي شرحتها يوم أمس. وأشكرك خاصة على دخولك من باب الإختلاف كما ذكرت، لأن الإختلاف هو دعوة العقل إلى اليقظة والحضور، وفرصة الباحث لإعادة الفحص والتدقيق، وألتزام الحق عندما يظهر من زاوية أخرى وفي ضوء جديد. فلا تثريب عليك يا أخي، حلوة دي؟!، وأنت تطرح نقاطك اللماحة حول ما عنّ لي من القول.
    ودعني أدخل هنا من باب الإتفاق معك، معلقا على نقطتك الآخيرة والتي أعلنت فيها براءتك مما ذكرته أنا حول نتائج غياب عبد الله، وتصدي " آخرين " للدفاع عن آرائه، ربما بحماس أكثر منه، ثم أستطردت لأقول: " وقد صفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره". والحقيقة أن نصوص عبد الله وصفت بمثل هذه الأوصاف. وأنا لم أسم أصحابها لأن تلك كانت نقطة جانبية، كنت أرمي من ورائها إلى عدم حماية نصوص عبد الله بأية مبررات غير محتواها من الصواب. كما كنت أريد أن أزيل الخلل الذي يجعل آخرين يدافعون، وأقصد الدفاع بمعنى الحمية والإنحياز إلى الأخ والأستاذ، عن عبد الله مع أن الرجل موجود ويقرأ ما يكتب هنا أو بعضه، وخاصة ما يخصه بصورة مباشرة ويرد عليه في بابه اليومي، حسبما نقرأ، وحسب شهاداته هو شخصيا. وهو خلل ما يزال موجودا حتى الآن. وأقول لك بكل صدق ووضوح أن مداخلاتك لا تندرج فيما أشرت إليه من الدفاع والمحاماة كما لا تنطوي على ذرة من التخويف وأعتقد أن هذا يحسم المسألة في حالتك. وبالتالي فإني أنفي عنك ما نفيته عن نفسك.
    ثم أنتقل لفكرتك الأولى حينما تقول فيها أن مقالتي جاءت، من قولة تيت، محملة بالأحكام والتي كان يمكن أن تنتظر قليلا. وأحب هنا أن أشير إلى نقطة منهجية، وهي أنني لا أشرع في الكتابة إلا بعد أن أكون قد وصلت إلى بعض النتائج الأساسية لما سأكتبه. أي أنني، وفي مقالة قصيرة نسبيا، سميتها أنت منافحة، وهو وصف لا أرفضه، أعطي ا لقاريئ استنتاجاتي، ثم ألتفت لإقامة الدليل على ما أقول، ومن حق القاريئ أن يحكم بعد ذلك على ما إذا كنت قد نجحت في إقامة الدليل أم لم أنجح. أي أن مثل هذه البداية، تجعل القاريئ منذ البداية شاهدا على مراحل إقامة الدليل على النتيجة التي اعطيت له بكل وضوح منذ البداية. وأنا أفعل ذلك لأنني أعرف ما أقول وأعرف الحجج ا لتي أسوقها دفاعا عنه، ولأ أشرع في الكتابة إلا بعد أن أكون قد استكملت هذه المراحل. وربما يكون هذا المنهج هو الذي يمنعني حتى الآن من معالجة كثير من القضايا التي ظللت أفكر فيها منذ سنوات بعيدة وما أزال. ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يعترض على هذا المنهج، من حيث المبدأ. وأنا أعلم ، وأنت تعلم ذلك أكثر مني، أن مثل هذا المنهج ربما لا يكون ممكنا في مجالات إبداعية أخرى، كالشعر مثلا، إذ أنك ربما تبدأ نظم القصيدة، وكتابة أبياتها الأولى دون أن تكون عارفا لما تقول بعدها، ويمكن أن يكون هذا صحيحا بدرجة ما على الرواية. وهكذا. المهم أنني لا أرغب في دسدسة أستنتاجاتي، أو تغليفها أو إشاعة الغموض حولها، أو جعلها حمالة للوجوه كما يفعل عبد الله على أبراهيم.
    واستطرادا أقول لك أن طرح الآراء بوثوقية أو إصدار أحكام قاطعة، ليس مرفوضا من حيث المبدأ. والإنسان، في أحسن الحالات، لا يكتب إلا ما يعتقد أنه الحق، والعنفوان الذي يكتب به الناس يعبر عن أعتقادهم هذا بصحة مواقفهم. وأعتقد أن الكتب التي غيرت وجه التاريخ، وفي كل مجالات المعرفة، كتبت بروح من الحماسة الكبيرة. ليس في ذلك خطأ مطلقا. الخطأ هو أن أكتب بوثوق وقطعية، ولا أتراجع حتى لو أتضح لي من خلال البرهان، أن ما كتبت كان خاطئا. هنا تكون المشكلة. وهي مشكلة يقع فيها أولئك الذين يدعون قدسية لنصوصهم، أو معرفة متعالية على إدراك البشر العاديين، أو الذين يحيطونها بدغمائية مصفحة بالأيديولجيات الشمولية التي لا ترى الأشياء إلا من خلال مناظيرها هي. وتصوغ أفكارها بالتالي بصورة غير قابلة للدحض، على هدي المقولة المشهورة لكارل بوبر. وما دمت قد تعرضت لنصوص الأخ عبد المنعم عجب، فأحب أن أقول إنصافا له أن نصوصه ليست مما يمكن أن تنطبق عليه الأوصاف الواردة أعلاه. ولذلك لا أعتقد أنه يمكن الأعتراض عليها من حيث المبدأ، أي بدون الدخول في حوار معه لإثبات أن ما يقوله ليس صحيحا. ولذلك أعتقد أن موقف الأخ الدكتور عبد الله بولا، المتمثل في الإمتناع عن مناقشة عجب الفيا، لأنه يصوغ آراءه بصورة واثقة أو وثوقية، موقف غير صحيح، وأستباقي. فالمطلوب من عبد الله بولا إذا كان لديه ما يخالف فيه عجب الفيا، وهو فعلا لديه، أن يفند آراءه، وإذا أصر عجب الفيا، رغم وضوح بطلان آرائه بصورة كافية على إبقاء تلك الآراء كما هي ، وعدم التنازل عنها، فإن حجة بولا عليه تكون واضحة جدا. والقول نفسه ينطبق على بولا بالطبع، في حالة أثبات عجب الفيا أن آراء بولا ليست صحيحة.
    أما نقطتك الثالثة وهي أن عبد الله يفرق بين الإنقاذ وما عداها لأنه نسب إليها البشاعة وقال إنها أتت بما لم يستطعه الأوائل. فلا أكتمك القول أنني توقفت عند هذه النقطة كثيرا قبل الكتابة. ولكني رجحت أن ما قاله عبد الله هنا، مقروء مع ما قاله في أماكن أخرى من نفس المحاضرة، يرجح قولي بأنه لا يساوي فقط بين الإنقاذ والأحزاب الأخرى القريبة منها، بل يساوي بيننا جميعا وبين الإنقاذ. فالنص الذي نقلته أنت يقرأ كما يلي:

    : « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.»
    يتحدث عبد الله عن « البشاعة » ولكنه يستدرك قائلا: إذا شئت أنو في بشاعة أو أنو في عنف: وهو هنا يخلي نفسه كليا من مسئولية القول، وينسبها إلى مستمعيه. و كأنما يقول هنا: لنفترض، لمصلحة النقاش، أن هناك بشاعة في الإنقاذ، فإن هذا البشاعة مستلة من الشفرة الثقافية التي نشارك فيها جميعا. فهي إذن بشاعة مبررة، بمنطق شفرتنا الثقافية، ولا نستطيع أن نقول عنها شيئا لأننا مشاركون في هذه الشفرة.
    وهذا ما يظهر لك من المقتطف التالي:
    فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .
    أرأيت: النظم كلها مستقاة من الشفرة بتاعة العروبة والإسلام والعزة فيه... وليس في هذا خطأ. أي أن عبد الله بصريح العبارة يجد للإنقاذ شرعية متكاملة داخل البنية الوطنية السودانية، وينسب لها معنى العزة، ولا يرى خطأ في ذلك بل يعتقد، إيحاء وليس صراحة، فعبد الله تعوزه الصراحة، أن الإنقاذ أخذت من الإسلام والعروبة معانيها الخيرة. وكل من يعرف الإنقاذ يعرف أن هذا باطل محض.
    فإذا أضفت هذا القول لما جاء على لسانه من عدم وجود فرقة ناجية في الجنوب، وأنتقاداته للمعارضة لأنها تنتقد الإنقاذ، وحرصه على هذه الشفرة الثقافية نفسها، بل وحرصه على دخولنا إلى برج الإنقاذ، فإن الشك يصبح يقينا.
    وأنت تقول:
    وبالفعل ، قد توحي فكرة الشفرة الثقافية التي يقول بها ع.ع. إبراهيم بالفهلوة السياسية المتنكرة في شكل التعبير الثقافي(وربما السبب في ذلك هو تورط المحاضر المعني في "السياسة" بمعناها اليومي) ولكني ، مع ذلك ، أرى أنها تظل تصوراً مشروعاً قابلاً للمناقشة والإختلاف.
    وقد لمست هنا نقطة جوهرية هي الفهلوة السياسية التي يتورط فيها عبد الله، وهي ليست مجرد إيحاء بل منهج متكامل في الفهلوة، أرجو أن تتابع خيطه في كل كتابات عبد الله. والسؤال المهم يا حافظ: لماذا يتورط الإنسان في الفهلوة السياسية عندما يتعرض الى السياسة بمعناها اليومي؟ ألا يمكن أن نتعرض للسياسة بمعناها اليومي، ولا نتورط في الفهلوة السياسية مطلقا؟
    لا أعتقد أن سبب الفهلوة السياسية، أو الإيحاءات بها، هو التعرض للسياسة بمعناها اليومي، فأنا أتعرض للسياسة بمعناها اليومي، ولا ألجأ إلى الفهلوة. سبب الفهلوة آخر، وهو أن الأهداف التي تدعو الناس إليها ليست أهدافا يناسبها السفور لعيب فيها، أو لرفض من قبل الناس لها، أو لخجل منها من قبل المتعاملين بها، وهذا كله ينطبق على موقف عبد الله من الإنقاذ.
    النقطة الرابعة: هي مصطلح الشفرة الثقافية، وقد أبديت أعتراضي على هذا المفهوم. وسأفصل القول متى ما أتيحت لي الفرصة لأفعل ذلك، ومضطر للتوقف هنا حاليا. ولك من الود أخلصه.
    دمت
                  

07-28-2004, 12:47 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)

    الشفرة الثقافية. هذا المصطلح مركزى فى محاضرة د. عبدالله على ابراهيم، محل النقاش الآن. هل نحت، أو إخترع الدكتور هذا المصطلح؟ أم أنّه مصطلح دارج وشائع فى العلوم الانسانية؟ وهل يمكن ترجمته الى Cultural Code ؟
    ماذا يعنى هذا المصطلح؟

    أمّا غياب الدكتور فقد يعود الى العطلة الصيفية. فقد إختفى العمود الذى يحرره فى جريدة الصحافة وغيرها من مظان نشاطات الدكتور الكتابية. وبالحق سوف يعود اشتراكه المباشر فى هذا النقاش بالنفع عليه وعلى الجميع ممن يطلبون من المثقف أن يكون على قدر المسئولية التى يلقيها على عاتقه انتماؤه الى قيم الحداثة، والتقدّم، والفرادة.
                  

07-31-2004, 08:39 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي عادل عثمان (Re: Adil Osman)

    الاخ العزيز عادل

    لا اعتقد ان الشفرة الثقافية في حاجة الي تعريف اكثر من التعريف الذي اورده الدكتور عبدالله في المحاضرة ،

    وهو ببساطة يقصد بها :الثقافة العربية الاسلامية ،
    او بالاحري القومية العربية الشمالية علي حد تعبيره
    وبالتالي كلمة شفرة هنا كلمة زائدة لا محل لها من الاعراب
    والدكتور معروف بولعه بابتكار التعابير الجديد ة ،
                  

08-01-2004, 07:35 AM

farda
<afarda
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Adil Osman)

    *
    العزيز عادل عثمان

    أظن أن ما توحي به صحيح. تعبير الشفرة الثقافية (Cultural Code) ليس من بنات أفكار ع.ع. إبراهيم فهو مستلف (ربما بتصرف) من استخداماته الوفيرة والشائعة الآن في الدراسات الثقافية (Cultural Studies) ودراسات الميديا (media studies). المصطلح أسس له الفرنسي رولاند بارت في سياق أكثر تخصصاً وتفصيلاً ، فهو واحد من خمس "شفرات" (Codes) يعتبرها بارت العناصر الفاعلة في والمكونة لأي نص سردي (بالمعنى المصطلحي لـ "نص" (Text) و"سرد" (Narrative)...). ويبدو أن الدارسين والباحثين في مجال الـ Cultural Studies قد قاموا بتبنيه وتطويره.
    الحقيقة أن تأسيس وتوصيف رولاند بارت لمصطلح الـ"Cultural Code" يقترب كثيراً من الطريقة التي يستخدمه بها ع.ع. إبراهيم. أنظر هذا المقتطف من مقدمة أكاديمية تشرح استخدام الشفرة الثقافية كواحد من الشفرات الخمس كما يقول بها بارت:

    The Cultural Code designates any element in a narrative that refers "to a science or a body of knowledge". In other words, the cultural codes tend to point to our shared knowledge about the way the world works, including properties that we can designate as "physical, physiological, medical, psychological, literary, historical, etc.". The "gnomic" code is one of the cultural codes and refers to those cultural codes that are tied to clichés, proverbs, or popular sayings of various sorts
    .
    بينما يقول ع.ع. إبراهيم:

    نظام الانقاذ هو مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث انو لربما كان الأخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الأوائل مــن حـيث البشاعــة (...) لكن البشاعة ، إذا شئت انو هناك في بشاعة أو انو في عنف أو في ، هو مستل من شفرة اساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها لكن تشكلت بشكل أساس في فترة الحركة الوطنية السودانية.

    وافتقدناك بالأمس في مروي سابقاً ، أديس حالياً، في الإحتفاء ببكري أبوبكر.
                  

07-28-2004, 03:18 PM

abdelgafar.saeed
<aabdelgafar.saeed
تاريخ التسجيل: 04-17-2003
مجموع المشاركات: 505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    ليبقى هذا الموضوع عاليا
    لاهميته

    شكرا للاخ الاستاذ الخاتم
    والاستاذ عجب الفيا
                  

07-31-2004, 08:41 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: abdelgafar.saeed)

    الاخ عبد الغفار سعيد

    شكرا علي حسن المتابعة
    ودائما نشوفك في العلالي
                  

07-28-2004, 10:43 PM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    أخي العزيز حافظ خير:
    أواصل معك من حيث أنتهيت في آخر مداخلة.
    قلت أنني لا أوافق على استخدام مصطلح الشفرة عندما نتحدث عن الثقافة. وبالنسبة لي فإن فحص المفاهيم وضبط المصطلحات يمثل إهتماما رئيسا. ولذلك لا أقبل المصطلحات على عواهنها، ولا أتردد في سؤال أصحابها عن معانيها إذا كانت غامضة، ولا أجد في نفسي حرجا أن أقول أن هذا المفهوم أو هذا المصطلح، مجهول لدي وأطلب تثقيفي بمعناه ممن أحاوره. وأعتقد أن حياتنا الفكرية السودانية تشكو نقصا خطيرا في هذا المجال. أولا من ناحية تبني المصطلحات والمفاهيم غير المفحوصة، إذا سمحت باستخدام هذا التعبير، وثانيا بالحرج الذي يشعر به الكثيرون منا إذا بان جهلهم بمعنى مفهوم ما لم يسمعوا به من قبل، وثالثا باستخدام البعض منهم للمفهوم غير المفحوص ولا المدقق، وإعطائه معان ذاتية، غير متفق عليها. وهذا كله يجعل الحوار غير مثمر، لأنه يكون فعلا حوار طرشان.
    هذه قضية عامة قلتها على سبيل توضيح أنني لا أماحك عندما أعترض على مثل مفهوم الشفرة الثقافية.
    والشفرة كما يعلم الجميع، معناها القاموسي هو التالي: هي نظام من الأرقام والكلمات أو الرموز يستخدم عوضا عن معان خفية لخدمة أغراض السرية، وينطبق عليها هذا المعنى إذا ترجمت code or cipher. وهذا يعني ما يلي: هناك معان متفق عليها، يراد إخفاؤها، والإخفاء بغرض السرية. وكل هذا لا ينطبق على الثقافة. فنحن والإنقاذ، مثلا، على طرفي نقيض في فهمنا لما يمثل الثقافة السودانية، ولذلك لا يمكن أن نتفق حول شفرة ترمز إلى معان متفق عليها. نقطة إتفاقنا الوحيدة مع الإنقاذ، هنا، هي أن كلا الفريقين لا يريد إخفاء ما يعتقد أنه الثقافة السودانية ولا يرغب بالتالي في ابتداع شفرة ما. أي أن المسألة فيما يتعلق بالثقافة هي الإشهار وليس الإخفاء.
    وحتى لا ابدو متعسفا، وقاموسيا أكثر مما يلزم، أقول أننا يمكن أن نستخدم عبارة رمز، إستخداما مجازيا، وفي المجالات الثقافية غير الأيديولوجية أو السياسية، فنقول مثلا أن الوشم على الوجوه من رموز الثقافة السودانية. هو رمز وليس شفرة لأن المقصود به الإشهار وليس الإخفاء. فأنت لا تضع الحبيبات الجلدية على جبهتك، أو الشلوخ الأفقية أو الراسية على خديك، بقصد الإخفاء بل بقصد الإشهار والتمييز، ضمن أغراض أخرى يتوسل بها هذا الإنسان العجيب الذي يحول وجهه مسرحا للمعاني.
    ما هي مميزات الثقافة التي تمنع استخدام مصطلح الشفرة؟
    سؤال معقد جدا. ولكنه ليس مستعصيا على المعالجة. فمعروف أن مصطلح الثقافة مصطلح خلافي، إشكالي، بروليماتيك. وقد ذهب الناس مذاهب شتى منذ تعريف تيلور الذي وصفها عام 1872 بأنها كلوية( بضمة على الكاف وشدة مفتوحة على اللام) معقدة تشمل المعرفة، العقائد، الفن، الأخلاق، القانون، التقاليد وغير ذلك من المهارات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع. ذهب الناس مذاهب شتى، فمنهم من يوسع المصطلح ليشمل المجتمع كله والحضارة جمعاء، ومنهم من يركز على الكلوية الإجتماعية المكونة من قاعدة تتمثل في علاقات الإنتاج وبناء فوقي يتمثل في الأفكار والقانون والنظم الفكرية، ومنهم من يحصرها في الإنتاج الفني والإبداعي، ومنهم من يربطها بفكرة أخلاقية عليا، يسعى المجتمع إلى تحقيقها دون أن يبلغ من ذلك وطرا، ومنهم من يقول أنها ملتصقة عضويا بصيرورة المجتمع وتحولاته، وبالتالي فهي صائرة ومتحولة. المهم ان هؤلاء جميعا، والذين لا يمكن أن ندخل في تفاصيل حول مدارسهم وأفكارهم يتفقون على أنها كلوية وأنها معقدة، وأن الخلافات حولها ربما تستمر إلى الأبد. كيف إذن ونحن نعجز عن الإتفاق حتى على التعريف، أن نقفز في الهواء لنضع لها شفرة متفقا على معانيها وقيمها الرياضية
    واللغوية؟
    أعتقد أن ذلك مما لا سبيل إليه.
    ولكن لماذا يستخدم عبد الله مصطلح الشفرة الثقافية. والسبب في اعتقادي بسيط جدا، وهو أن عبد الله، يستخدم إيحاء الإتفاق الموجود في مصطلح الشفرة، لتهريب مفاهيم غير متفق عليهامطلقا، وتنصيبها أركانا ركينة من ثقافتنا السودانية. ومن هذه الأركان ما تمثله الإنقاذ من قيم، وعلى رأسها نظامها السياسي المتمثل في الشريعة الإسلامية،والتي يدعو إليها عبد الله بصورة تنازل عنها حسن الترابي، وهو يتمرغ في الإبتلاءات. وهنا جلس عبد الله مطمئنا إلى يمين الترابي. أي أن عبد الله يقوم "بأكبر عملية تهريب فكري" يمكن للمرء أن يتصورها. وهو مثله مثل كل المهربين يلجأ للغش، ودس السم في الدسم.
    بالنسبة لي شخصيافإن الإنقاذ ليست حدثا ثقافيا، بل هي حدث معاد للثقافة، ليست حدثا حضاريا، بل هي حدث معاد للحضارة. وأنطلق في ذلك من تعريفي الذي لا أكتمه للثقافة والذي يربطها بالحرية الفكرية والسياسية، وبالديمقراطية الشاملة، والمساواة في القيمة الإنسانية، وبين النساء والرجال، وأمام القانون، وف العدالة الإجتماعية بأبعادها المتعددة، النوعية و الإثنية والطبقية وغيرها. أربطها بهذه العائلة المتآخية من القيم والمفاهيم، دون أن أخلط بينها، ولكني أقول أن الثقافة لا تزدهر، ولا تقوم لها قائمة، إلا على مثل هذه الخلفية الإجتماعية التقدمية. وبما أن الإنقاذ كانت هي التقويض الفظ لكل هذه القيم، فإن الإنقاذ لم تكن حدثا ثقافيا، بل كانت حدثا معاديا للثقافية، لم تكن مشروعا حضاريا، بل كانت مشروعا للنكوص والذهول عن العصر. ويجب أن توصف على هذا الأساس. والدليل على كل ما نقول هو ما آل إليه أمر الثقافة حاليا. ولذلك فإنني سأقاوم بكل ما أملك أي تعريف يماهيني بالإنقاذ واعتبره عدوانا دونه العدوان بالأسلحة.
    آسف، أنا مضطر لقطع الحوار هنا لأعود إليه بأسرع ما يمكنني، منوها إلى أن الحوار معك له دائما نكهته الخاصة.

    (عدل بواسطة Khatim on 07-28-2004, 10:54 PM)

                  

07-29-2004, 10:50 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي - عثمان محمد صالح - 1 (Re: Agab Alfaya)

    في رسالته التي وجهها الي الخاتم عدلان حول محاضرة عبدالله ابراهيم في بوست يحمل نفس العنوان ،يقول عثمان محمد صالح :
    Quote: أطالع هـذه الأيام كتاب الدكتور عبد الله علي ابراهيم المعنوّن: الثقافة الديمقـراطية في السودان. تـقـويمي للكتاب أنه مؤلـَفٌ قـيّم وجـلـيـل ، مخطوطـٌ بعنايةِ وحرص ِ لغةٍ حازمةٍ وبهيّة، وفـيه فـتوحات في الفـكرغـير مسبوقة،

    كتاب الثقافة والديمقراطية في السودان للدكتور عبدالله علي ابراهيم ،علي غير ما يوحي به العنوان ،ليس مؤلفا او بحثا يعالج فيه الكاتب موضوعا واحدا متسلسلا هو الثقافة الديمقراطية في السودان ،،وانما مجموعة مقالات كتب ونشر اغلبها في السبعينات بالصحف والبعض نشر في الثمانينات . ولا تمثل هذه المقالات وحدة او مرحلة فكرية واحدة ، وانما تمثل مراحل مختلفة من مآلات فكر الدكتور عبدالله ابراهيم .
    صدر الطبعة الاولي للكتاب سنة 1996 عن دار الامين بالقاهرة ،وهي الدار التي عملت فيها فترة من الزمن في اول التسعينات ، عندما كان اسمها ،ميدلايت ،وقد اصدرت تحت هذا الاسم القديم رواية :طائر الشؤم : لفرانسيس دينق بترجمة دكتور عبدالله النعيم ،والتمادي في نقض المواثيق لابيل الير وغيرها من الكتابات ،

    ويقول :
    Quote: وهـو، معلوم، أنه المؤلـَف الذي يضم بين دفـتيه مقالة : الأفـروعـربية أو تحالف الهاربين"، والتي حُـظيت من دون أخوات ٍ لها حـواها المؤلـَف( بإمتياز) الذم والقـراءة المتعسفة، في هـذا البورد.

    حظيت مقالة تحالف الهاربين بالاهتمام اكثر من غيرها لانها تمثل اول تحول في فكر الدكتور عبدالله علي ابراهيم عن الخط اليساري الذي كان ملتزما به ابان عضويته للحزب الشيوعي .
    وبالرغم من ان المقالة هي الاخيرة من حيث تاريخ النشر الا انها تصدرت الكتاب وطغت علي ما عداها من كتاباته السابقة . وقد قدمت في الاصل كورقة في ندوة :" الاقليات في الوطن العربي - دراسات في البناء الوطني والقومية العربية " والتي نظمتها الجمعية العربية للعلوم السياسية وجامعة الخرطوم في 28 فبراير ا مارس 1988 .
    واعيد نشرها بمجلة المستقبل العربي المجلد الخامس - العدد الثاني 1989.
    والتوجه اليميني الذي حملته الافكار الواردة في هذه المقالة تقف علي طرف نقيض من الافكار اليسارية الواردة في بقية المقالات المنشورة في ذات الكتاب .
    كانت تحالف الهاربين تدشينا للمشروع العروبي الاسلاموي الذي ظل الدكتور ينظر له ويبشر له منذ ذلك التاريخ والي الان كما تجلي في محاضرة ابو ظبي وسلسلة مقالالته عن تطبيق الشريعة الاسلامية التي نشرها بجريدة الراي العام السنة الماضية وبحثه الذي كتبه عن التجديد في فكر الترابي وغير ذلك من كتاباته الصحفية ،

    وقد لخص الدكتور ايلياء حريق ،وهو من رموز الفكر القومي العربي ، التحول الجديد للدكتور عبد الله في المقدمة التي كتبها للكتاب بقوله:

    " .. ورغم كل ما حدث ويحدث في ها الوطن العربي الترامي الاطراف ،فان الحقيقة هي ان القومية العربية ،تشكل رصيدا وخزانا هائلا من الطاقة البشرية الكامنة والمهياة للانتفاضة الكبري علي اسس واعية رحبة وديمقراطية ،ولا يشوبها ادعاء المدعين بالافول والممات .وما الافكار النيرة التي يعبر عها الدكتور ابراهيم في هذه المجموعة من المقالات الا شاهدا علي تلك الحيوية والطاقة .."

    هذا ما قاله دكتور ايلياء حريق في مقدمة كتاب الثقافة والديمقراطية لعبدالله ابراهيم !!
    وهو لا يختلف في مجمله عن قراءاتنا لمآلات فكر الدكتور عبدالله سواء في بوست الافروعربية او بوست محاصرة ابوظبي او غيره من البوستات. ام تري ما قاله حريق ، ذم وقراءة متعسفة هو الاخر ؟

    والقومية العربية التي صنف اليها ايلياء حريق فكر الدكتور عبدالله ،هي الشفرة الثقافية التي تحدث عنها الدكتور عبدالله في محاضرة ابو ظبي ،حيث استعمل تعبير "القومية الشمالية العربية الاسلامية " وكان قد استعمل تعبير "الجماعة العربية الاسلامية علي النيل والبوادي " في تحالف الهاربين ،
    ويواصل عثمان محمد صالح حديثه :
    Quote: ولقـد خرجتُ من مطالعتي للمؤلـَف، وكتابات آخر تيسرت لي، بنتيجةٍ فحواها أن لاعلاقة الـبتة بين الدكتور عبد الله علي ابراهيم مؤلـّـف الكتاب الذي بين يديّ و( قـرينه ) المغضوب عـليه في البوسـت الآنـف الذكر وغـيره من البوستات !.

    للاسف هذه هي الحقيقة !،
    فالصورة الالمعية المرسومة للدكتور كمفكر يساري مستنير ،والتي تجلت في بعض المستويات في كتاباته السابقة التي ورد بعض منها في كتاب
    الثقافة والديمقراطية ، لا تتفق ولا تتناسب بل تتناقض تناقضا جذريا مع المشروع العروبي الاسلاموي ،الذي يطرحه الدكتور الان ،

    ونواصل

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-29-2004, 06:05 PM)

                  

07-29-2004, 08:35 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي - عثمان محمد صالح - 2 (Re: Agab Alfaya)

    نواصل الرد علي رسالة عثمان محمد صالح الي الخاتم عدلان،
    يقول :
    Quote: ليس من باب العدل والإنصاف محاكمةُ بنيان فكـري ، شـيّد أعـمدته كدحُ عـقـود ٍ من الزمن مثابرٌ و دؤوب ، من خلال مقال ٍ وحيد أو من نص محاضرةٍ اُذيعت بلغة عامية ، بُسـّطتْ فـيها الأفكارُ و يُسـّرتْ فـيها المفاهـيمُ وهي تـترجَـمُ من مسـتوى لغوي بعينه إلى آخر أدنى منه منزلة حتى يسهل إستيعابها وتغدو في متناول الغالبية من جمهـور المستمعين.

    لو كان المطروح للنقاش في واحد من البوستات تقييم ومحاكمة لمجمل الانتاج الفكري للدكتور عبدالله ،كان الاحتجاج بالاعتماد علي نص واحد او نصين يكون وجيها جدا ،لكن المطروح للنقاش هي نصوص محددة وردت في عناوين البوستات التي تتحدث عنها،
    ومن اصول البحث العلمي في قراءة النصوص ،هو قراء النص موضوع الدراسة وفق معطياته الداخلية دونما اسقاطات من خارجه ،والآ تتم قراءة النص المعين بنصوص سابقة عليه الا في حدود تدعيم او تعزيز الدليل علي ما يقوله النص موضوع الدراسة في نقطة معينة ،
    وهذا هو بالظبط ما فعلناه في قراءتنا لنص :تحالف الهاربين " ونص "محاضرة ابوظبي " و في كل، لم نلقي القول علي عواهنه ولم ناتي بكلمة واحدة لم نقم عليها الدليل من داخل هذه النصوص ،

    اما الحديث عن ان المفكر الدكتور عبد الله قد تنازل عن سمته العال الي مستوي غالبية جمهور المستمعين ،ليكون مفهوما لديهم ،فلا يؤدي الا الي نتيجة واحدة وهي ان جمهور المستمعين قد فهم ما قاله الدكتور في تلك المحاضرة ،وعليه فان ما ورد في مداخلات هذا الجمهور هو مؤشر علي صحة ما فهمه من حديث الدكتور في المحاضرة .واذا كان معظم هذه المداخلات تلتقي مع ما خلصنا اليه من قراءة ،فان ذلك مدعاة الي ان ننظر الي هذه القراءة بعين اكثر موضوعية .
    ان حمهور المستمعين الذين يتحدث عنهم عثمان كلهم حملة شهادات عليا وخريجي جامعات وبينهم الدكتور والمفكر والكاتب والصحفي والقاري الحصيف .فاذا لم يكن هؤلاء هم جمهور المفكر الالمعي الدكتور عبدالله ابراهيم فمن اي كوكب ياتي له بجمهور لكي يفهمه ؟
    ويقول :
    Quote: وهـذا هـو الخطأ الذي وقع فـيه الدكتورعـبد الله علي ابراهـيم ويدفع الآن ضريبه باهـظة تشاطره في سدادها أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من
    " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته ، يحاول أن يجترح
    ( قـولاً جديداً) في زمان الكلام المكرور.

    ان خطا الدكتور كما يقول عثمان ،هو نزوله من برجه العاجي وسمته البلاغي ،الي مستوي عامة الشعب لكي يكون مفهوما! هذا هو الخطا الذي جعل الدكتور يدفع الثمن ،ثمن تطاول رعاع الشعب عليه من امثال عجب الفيا والخاتم عدلان ومحمد سيد احمد ومحمد محيسي وعثمان حامد سليمان كل جمهور المستمعين !
    يا سبحان الله !
    مذ متي صار الاستعلاء علي خلق الله والسكن في الابراج البلاغية العالية سمة من سمات اليساري المخلص ،
    ومذ متي صار التباهي بالنخبوية والصفوية سمة من سمات الطليعي والمثقف الثوري الجذري ؟
    ان النخبوية والصفوية تتعرض الان من الدراسين في العلوم الانسانية لاقسي انواع النقد ،اما عندنا فتقدم كمدعاة للتباهي والتفاخر!

    وهل اجتراح الكلام غير المكرور لا ياتي الا في ثياب البلاغة البراقة الخادعة ،كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي اذا جاءه لم يجده شيئا ؟

    كان تلاميذ الترابي دائما يتباهون ،بشكوي الناس من عدم فهمهم لكلام الترابي ،وكانوا يتخذون من ذلك علامة علي نبوغه الفكري واية من آيات البلاغة التي لا تجاري ،لذلك لم اتجني علي الدكتور عندما شبهت اسلوبه باسلوب الترابي ! ولا غرابة في يفتتن الدكتور بالترابي ويتخذه مثالا للمفكر الاسلامي المجدد.

    الحقيقة ان خطا الدكتور عبدالله ليس في نزوله لمستوي ذلك الجمهور في ابو ظبي وانما الخطا في سؤ تقديره .لقد ظن الدكتور خطا ان هؤلاء الناس مجرد اناس مغتربون في بلد عربي بترولي ،انحصرت اهتمامهتهم في جمع المادة ،ولم تعد تشغلهم القضايا الكبري ،فمن السهل جدا ان يتاثروا بالمناخ العروبي الذي يعيشون فيه،فتحول همهم كله الي اثبات عروبتهم غير المعترف بها عربيا! فاراد ان يطرح عليهم افكاره الجديدة بهذا الاسلوب الواضح المباشر بلا حيل بلاغية !
    Quote: ما يبعث على الأسى المشوب بالأسف العميـق أن خصلتي التواضع ومحبّة العاديين إرتدتا إلى صدر الكاتب سهاماً!!!. أقـرّر كل هـذا رغم السجال الذي دار بيني والدكتورعـبد الله علي ابراهـيم حول مفهـومي الخلعاء والمتأفـرقـين.

    ان الكاتب ياسف لنزول المحاضر من برج صفويته الي مستوي هذا الجمهور التعيس الذي قابل الحسنة بالسيئة ،فصوبوا اليه سهام جهلهم الوضيع !
    اي اساءة يمكن ان تلحق باليسار اكثر من ذلك ممن يدعي انه يدافع عن اليسار وعن رموزه ؟ ان اي سكوت علي هذا الكلام هو تواطؤ وتاكيد له ،
    ولكن لا عجب فقد اختلط الحابل بالنابل !

    والاعجب من كل ذلك ،ان يعترف عثمان انه كان واحد من هؤلاء الرعاع ممن صوبوا سهام جهلهم الي الدكتور :
    Quote: أقـرّر كل هـذا رغم السجال الذي دار بيني والدكتور عـبد الله علي ابراهـيم حول مفهـومي الخلعاء والمتأفـرقـين.

    ان مفهومي الخلعاء والمتافرقين ،هما خلاصة مشروع عبدالله ابراهيم العروبي الاسلاموي .فالخلعاء عنده هم من قالوا ان هنالك الي جانب
    الثقافة العربية ،ثقافة افريقية وعروق افريقية يجب الاعتراف بهاورد الاعتبار لها ،والمتافرقين هم كذلك .ولكن الدكتور يري في بهذه النظرة دعوة لخلع الثقافة العربية الاسلامية ومؤامرة علمانية لتفكيك الحضارة الاسلامية وتحجيم انتماء السودان للعروبة والاسلام .وهذه هي الفكرة الاساسية في "تحالف الهاربين " التي اكدها في محاضرة ابوظبي .وهذه هي خلاصة قراءتنا لافكار الدكتور في هذين النصين .فاذا كان عثمان قد اتفق معنا في رده علي الدكتور الذي سنورده ادناه ،فلا يوجد مبرر يجعله يستنكر ما خلصنا اليه من قراءة .
    يقول الدكتور في محاضرة ابوظبي تاكيدا لمفهومي الخلعاء والمتافرقين :
    Quote: في دعوتى أنا مثلا لما أقول السودان الشمالى ومتاعبــه ومآزقه ليس موازية ولا أعنى بأى شئ من الأشياء يا انو أنا إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها

    اذن نفس الحديث عن الخلعاء والمتافرقين الذي انتقده عثمان محمد صالح ،فما الجديد اذن ؟ حلال عليك وحرام علينا يا عثمان ؟ !
    وها هو كلامك :

    * * *

    تعـلـيق عـلى" مقال" للدكـتـور عـبد الله عـلي إبراهـيم

    الدكتور عـبد الله عـلي إبـراهـيـم
    تحـية طيبة وإحـتراماً وبعـد،
    إطـلعـتُ بإهـتـمام وتـركـيز عـلى مضـمـون مـقـالك الحـامـل لـعـنـوان : السيد علي الميرغني: يا لحاق بعيد

    أسـمح لي ـ أدناه ـ ـ بتعـلـيـق مـقـتضـب عـلـي بعـض ماورد في طيّـات المقـال مُـبـتـدِراً ذلك بمـا يـشـبه التـقـديـم :
    .* لـسـتُ من دعـاة" أفـرقـة" ( africanization) السـودانيين الذين يعـتـقـدون في إ نحـدارهـم من أصول عـربية ولا في إخـراجـهـم من مّلة المـسـلمـين : هـذا أراه" معادلاً" مـسـتقـبلـياً ـ إن كُـتبَ له التـحـقـق ـ لسـياسات الماضي و الحاضر القائمة على فـرض الأسلمة والإسـتعـراب بقـوة سـلاح السلطة ، وهـي سياسات مـعـلوم أنـهـا أدخـلـت البلاد في نـفـق ضـيـق إذ سـعّـرت نـزاع الهـويات المتصارعـة و عـسكـرتـه ، لكـنني أعـتقـد بأن وصـفـك للباحـثـيـن عـن الهـوية الأفـريقـية بالخـلعاء ـ عـلى ما فـيه من ظلال سـلبية ـ فـيه إمـحـاء للفـوارق الأثـنـية بـيـن الداعـيـن لرد الإعـتـبار للمكـّون الأفـريـقي( المُهـمـَل أو المنسيّ أو المقـصيّ أو الـمـُسـتـبـعَـد أوالمقـمـوع أو الـُمـحـَارب) في هـوية البلاد. فـيه أيـضـاً نـزوع لإنـهـاء الجـدل الدائـرو حـسـمـه" بسـلاح المذمّة : "الخـلع"، وكأن موضـوع الهـوية الإسـلاعـربية أمـر مـبـتوت لاخـلاف حـوله ولانزاع . قـد يـبدو الأمـر كذلك بالنسـبة لطائـفة من أهـل ا لسـودان وقـبائـله ، لكـن المجـمـوعات الأثـنـية الأخـرى تمـتـلك( الحـق الطبيعي) في الإحـتـفاظ بهـويـتها الأفـريقـية( لا يضير هـذه الهـوية ولايعـيـبـها ولايـنـتـقـص من قـدرهـا ولايـسـحـب من تحـت أقـدامها بساط" لـتـفـرّد" و" الشـعـور بالذاتـية" أثـر الثقافة العربيةـ الإسـلامـية عـليهـا) و الدعـوة والعـمـل عـلى إنشاء سـودان يتساوى فـيه الناس في المـواطنة بغـض النظر عـن الإنـتـماءات فـطرية كانت أو مكـتسـبة ولا( تـتطابق) فـيه هـوية الدولة ولاتوجّه سياساتها وعلائقـها مع العالم الخارجي مع هـوية إحـدى المجموعات التي تسكـن القـطرعـربية الأصول كـانـت ( حـقـيقـيةً كانت هـذه الأصول أو مـتوهـّمة ) ،أ و أفـريقـية صافـية أو هـجـين..الخ.* نزعـة التأفـرق( africanism)الملحـوظة في أوساط الشباب المنحـدرين من أصـول عـربية ـ إسلامـية هي ــ في أحـد جـوانـبها ــ" ظاهـرة جـيـلـية"،" صـرعـة فـكـريـة" شكـل معاصر للتمـرد( يـمـتـد من مـودة " الطـاقـية النيـجـيرية" و ينتهـي بالإنضمام للحركة الشـعـبية لتحـرير السودان) بـيـن جـيـل الشـباب، يعادل اشكال الـتمـرد التي إلـتحـفـت بها الأجـيال السابـقـة في سـعـيهـا للخـروج من أغـلال" المحافـظة(conservatism) و مـظلة الإنتماءات الطائفـية عـن طريق الإنـتـماء للحـزب الشـيوعي السوداني أو تنظيم الأخوان المسلمين( عـلى سبيل المثال الصارخ الوضوح لا الحـصـر)..
    مـع فـائـق التـقـدير و الإحـترام
    عـثمان محمد صالح
    فـنـراي ـ هـولنـدا
    2 أبـريـل 2004

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-29-2004, 10:39 PM)

                  

07-30-2004, 01:23 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد علي - عثمان محمد صالح - 3 (Re: Agab Alfaya)

    يقول عثمان محمد صالح في رسالته الي الخاتم عدلان :
    Quote: وبما أن" المحاضرة" المنكوبة قـد فـرضت نفـسها على مناخ الجدل الدائر فـرضاً، أجد نفـسي مضطراً لتـلخـيص أفكارها الأساسية ( في حدود إستيعابي المتواضع، وأنا أحاول تتبع طريقة الدكتورعبد الله علي ابراهيم في التفـكـير، كافّـاً البصر عـن التفاصيل)

    وصف المحاصرة بالمنكوبة ، لان المفكر الكبير اضطر فيها ان ينزل من المستوي الرفيع الذي لايفهمه فيه الا الخاصة من امثال عثمان محمد صالح وذلك مجاراة لعقول رعاع المغتربين الذين يمثلون عامة الشعب الذي لا قبل له بفهم افكار الدكتور !
    ولذلك فان عثمان مضطر هو الاخر للنزول من برجه ليلخص افكار الدكتور في حدود استيعابه المتواضع !!
    يا له من كهنوت يتواي منه حتي كهنوت القرون الوسطي خجلا !
    اسمعه يقول :
    Quote: وأنا أحاول تتبع طريقة الدكتورعبد الله علي ابراهيم في التفـكـير، كافّـاً البصر عـن التفاصيل

    يقولون ان الشيطان يكمن في التفاصيل ! والتفاصيل هنا هي الحجج التي تبرز خلل الكلام او صحته ،
    لكنه يترفع عن ذكر التفاصيل ،اي يري انه في حل من ايراد الادلة والشواهد النصية والحجج لاثبات صحة قراءته ،طالما انه هو الوحيد الذي يفهم الطريقة التي يفكر بها الدكتور عبدالله ،
    وهذه حيلة مكشوفة لتبرير المديح المجاني والتاويل القائم علي التمني وحسن النوياوالعواطف وليس علي القراءة المنهجية الصارمة ،
    Quote: الأفكار هي التالية :

    * نظام الإنقاذ لم يهبط عـلينا من السماء. إنه مُـسـتـلٌ مـن شـفـرة ثـقـافـة الإستعلاء الدارجة في شمال السودان. الشفـرة هي مشروع التعـريب والأسلمة ، وليس سر الليل الذي مكـّن الإنقلابيين من الوصول إلى السلطة .

    ولكن ما هو البديل الذي يطرحه دكتور عبدالله ابراهيم ؟
    اليس هو الشفرة الثقافية التي استل منها نظام الانقاذ ؟
    اليس هو مشروع الاسلمة والتعريب ؟
    الم يصف الباحثين عن هويات لهم خارج هذه الشفرة الثقافية بالخلعاء والمتافرقين ؟
    لم تستنكر عليه ذلك انت سخصيا ؟
    فالدكتور عبدالله عندما يتحدث عن الشفرة الثقافية التي استل منها الانقاذ لا يفعل ذلك من باب نقد هذه الشفرة والتمرد علي سطوتها وانما من باب تكريسها كاساس لهوية الجماعة القومية الشمالية العربية المسلمة،يقول :
    Quote: في دعوتى أنا مثلا لما أقول السودان الشمالى ومتاعبــه ومآزقه ليس موازية ولا أعنى بأى شئ من الأشياء يا انو أنا إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها


    اما عن الاسلمة يقول الدكتور في سلسلة مقالاته في الدفاع عن تطبيق الشريعة التي نشرت متفرقة في صحيفة الرأي العام ابتداء من شهر مايو 2003 يقول الدكتور عبد الله في مستهل الحلقة الأولى :

    " أريد في هذه المقالات 00 أن أرد إلى الشريعة مطلبها الحق في أن تكون مصدرا للقوانين في بلد المسلمين . ولست أرى في مطلبها هذا باسا أو ظلما لغير المسلمين 00 ولست ادعى علما فيما يجد غير أننى أتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب ذوق الشرعيين بها من قضاة المحاكم الشرعية على عهد الاستعمار وما تلاه في ترتيب قوانين التزمت خير الاسرة المسلمة وانتصفت للمرأة ما وسعها " .

    يقول عثمان :
    Quote: مأزق الجماعة العربية الإسلامية في السودان أنها عـندما حررت السودان وحاولت بناء وطن بعد رحيل المستعمر، مدّت طموحاتها ( مدفـوعة بروح التميز و الإستعلاء) أبعد من حدود مضاربها في الشمال فأنشأت وطناً سعت( لتشكيله) حتى يتطابق مع ( هـويتها العربية الإسلامية ).

    تستبطن الفكرة أعلاه دعـوةً حميدةً لعدم خـفـض قـوام الوطن حتى " يتساوى" مع قـوام الجماعة العربية الإسلامية والتي هي جـزء من كل.

    وهنا يظهر لنا جليا ان عثمان يقرأ عبدالله بالتمني ،هو يتمني لو كان هذه هو ما يقوله الدكتور لان هذا يرضي الصورة التي يرسمها له كمفكر المعي ، يساري .ونحن كلنا كنا نرجو لو كان هذا هو راي الدكتور ،ولكن هذا ما لا تسعفنا عليه النصوص او التفاصيل التي يتهرب منها.
    من المؤسف ان دعوة الدكتور ليس كما وصفها عثمان بانها تستبطن دعوة حميدة لعدم خفض قوام الوطن ،بل هي دعوة صريحة الي الجماعة العربية الاسلامية الي اقامة وطن علي قدر رقعتها الجغرافية الثقافية .
    يقول الدكتور في المحاضرة :
    Quote: اخترعنا السودان عبر القصيدة وحركة 24 وخليل فرح والمحجوب ومدرسة الفجر وامتداداتها والاحزاب الوطنية كلها دى كانت تنهل من معين القومية العربية السودانية الشمالية تحـاول أن تبنى وطنا أوسع من القومية العربية الشمالية ويسع أقوام صامتين في الهامش مستبعدين بواسطة الانجليز بشكل شرير لكن في الآخر ديل أصبحوا السودان . فهذا الارتجاج أو هذا التناقض بين خيال أساسى شكل السودان واستأثر برقعة أوسع من السكان اللى بتعنيهم مباشرة هذه الثقافة دا أس المتاعب بتاعت النظام السياسى في السودان .

    ويقول :
    Quote: فنحن عندنا في الحقيقة دى الوقت بعض متاعب النظم بتاعتنا جاية فعلا من هذا من الخليط دا ، أنا ما بقول هذا تنكرا لهذا الخليط أنا سعيد بيهو بفتكر انو بعمل لى جذور وامتدادات وجذور إلى ثقافة مستطيعة وقادرة وإلى جماعات باسلة ولكن تقدر تشوف المتاعب التي تنشأ من هذه من ما يسمى ب... من الروشته دى بتاعت الهويات

    ويقول :
    Quote: فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .

    لكن الخطأ في انو كما قالت باحثة امريكية انو الأمة حصل أنها ، أمتنا اخترعت Invented كما تجرى العبارة الآن ، اصطنعت بخيال بتاع القومية العربية الشمالية المسلمة لكنها حين بنت الوطن بنت وطن أوسع منها واستأثرت بوطن أوسع منها . بدأت بالثقافة العربية الاسلامية لكن كانت تزعم لنفسها أنها ستحرر وستحكم وطن أوسع ودا مصدر الخلاف ما بين ضيق الفكرة الوطنية القومية واللواحق التي تبعتها . يعنى الجنوب لم يكن أكثر من : Down Down Colonization, no separation between one nation أكثر من كده مافى ،

    اذن الخطا ليس في الشفرة الثقافية التي استل منها نظام الانقاذ وسائر النظم السياسية التي حكمت السودان ،وانما الخطا هو ان القومية العربية الاسلامية بنت وطن اكبر في مساحته من مساحتها ,الخطا هذا الخليط من الهويات الذي هو اس المشكلة التي تواجهها النظم السياسية في السودان .ان مشكلتنا ليس الاستعلاء الذي يكمن في الشفرة الثقافية كما يقول عثمان وانما في هذا الخليط من الهويات .
    هذا هو المازق الذي وقع فيه السودان الشمالي ،والخروج من هذا المازق يكون في بناء اوطان خاصة بكل قومية او عنصر ،ولذلك من الافضل للقومية العربية الاسلامية واي قومية اخري ان تقيم وطنها علي قدر مساحتها علي اساس وحدة العنصر والثقافة:
    Quote: اصبحت السياسة تتكلم عن قطاع عريض ، تتكلم الآن مش ، عن حزب كذا وحزب كذا ومن اخطأ في حق الجنوب . وأنما بتتكلم عن قطاع عن Race عن عنصر ،ودا مهم لانو دي الوقت بداية دخول فكرة الريس، العنصر يعنى في تناولنا وفي نظرنا الثقافى والسياسى

    ويقول :
    Quote: لكن السيد الصادق والنظر العام دى الوقت يقول انو نحن الشمال السودانـي ، هو الشمال السوداني تتعدد اللافتات والسودان الشمالي واحد . ودا مهم لأنو نحن دى الوقت بنتكلم عن ريس Race كمدخل لدراسة التعقيد الجارى في السودان

    وهذا التعقيد لا تحله الاتفاقات السياسية والانظمة السياسية ،بل يحله التعامل مع المشكل علي اساس اثني وثقافي:
    Quote: ولذلك الواحد بثير هذا السؤال اللى بفتكر انو جوهرى في مسألة الثقافة السودانية والشفرة والشماليين ومسئوليتهم على اساس انو الاستتباب الذي يحدث في الوطن يحدث على طريقة ثقافية وروحية وعلى اساس ذوق ووجدان مش اتفاقات مش كوكا دام دا كلام دا لغو وكوكا دام وجنيف وهلـم جرى كما قال الصادق المهدى ( ضحكه ) دا كلو دا مستوى غير المستوى نحن اللى نتحدث عنه لانو كلها وقعت وكلها لكن ما حركت ساكن المسألة الجنوبية فيجب أن نجتهد في طريق آخر لذلك .

    وهل يوجد طريق اخر بخلاف الحل السياسي غير الانفصال او الاسلمة والتعريب ؟

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-30-2004, 01:28 AM)

                  

07-30-2004, 10:53 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 4077

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    التحية والتقدير للاستاذان
    خاتم عدلان
    وعجب الفيّا

    علي هذا البوست الهادف

    وتحية لكل سابح في بحر الفكر





    من مميزات هذا الفضاء السايبري على مافيه من "منقصات" ان جعلنا في وضع نستمتع ونتابع حواراتنا كجيل تالي مع جيلكم ننحت معكم مواضع الخلل ونسعى معاً إلى تلمس بؤرة الإشكال في ازمتنا المؤسسية الخانقة ووصف الحلول لذلك .
    لقد كان قراءتكم الكاشفة لكثير من الأفكار الضبابية ل د.ع ع إبراهيم من أروع ماقرأته في عالم القراءات , فقد مزجت فيها الرؤية المعرفية بالتجربة الشخصية مزجاً أخرجت الخلاصة التي لو شربتها الدولة السودانية لتحولت إلى كتلة متماسكة ومتجانسة وليس كياناً متجزءاً مفككاً كما هي الآن .
    أنا أؤمن بالرؤية المعرفية المستقلة للمثقف اكثر من رؤيته من خلال النظارات الحزبية أو الجماعية "نسبة الي الجماعة" . يوجد القليل من قامات فكرية مستقلة داخل الأحزاب السودانية و التي تتحمل مسؤولية الكثير من الازماتنا السودانية والتي اصّلتها النظام الحالي و حوّلتها الي "كوارث " . ولذلك أرى من الضروري بناء وإنماء الكيان الفردي المستقل للمثقف بصورة يتجاوز الجلباب الحزبي و"الجماعي" , لأن البناء المعرفي تتم أساساً في ميدان العلوم والثقافة ولهذا نلاحظ أن التيارات الفكرية في الغرب قامت على أكتاف رجال كرسوا حياتهم للفكر والتنوير فجاءت انتاجهم الثر ونقدهم الفكري الماعون الذي ينهل منه السياسة والأحزاب , أما لدينا فإن الفكر رهينة عند الأحزاب فحولتها إلى إيديولوجيا توجه حسب الرغائب والأهواء ولما كان الأهواء البشرية حتى لدى أصفى اصفيائها لا تخلو من الأخطاء والتجاوزات , ولذا ادّ إرتهان الفكر عند أحزابنا وربطه بأجندته إلى خلط حابل الحقائق المعرفية بنابل الأجندة السياسية فكان حصاد دولتنا من ذلك حصاداً مراً.
    إن القامات الفكرية التي التزمت الموضوعية العلمية وأبتعدت عن المزايدة السياسية في جل مواقفها وقراءاتها من أمثالكم وأمثال منصور خالد وآخرون هم الأمل الوحيد في مسيرة لملمة هذا الوطن في مواجهة سيل من رؤى وأفكار "مشفره" تصب جلها في مآل التجزي والتشذي وأولهم أفكار هذه الحكومة المجرمة , فهي بصلة فاسدة أفسدت الكثير ولكنها ومن حيث افسادها كشفت الكثير من العلاجات التي بها تعالج هذا الفساد.
    ان قراءتكم لمحاضرة ع . ع إبراهيم أكدت وكشفت الكثير من الحقائق والخفايا طالما نحتها وفككها وشرحها الأستاذ عجب الفيا من بين مسامات اللغة التي يغلف بها هذا الرجل أفكا ره دون أن يتكلف عناء الإفصاح عنها وقولها بصورة واضحة.

    لقد قال ع. ع إبراهيم في ذات مقال إن البيئة الإفريقية بيئة "خليعة" الفرار إليها فقد لإشباع الغرائز وقد نسي الرجل وهو عالم إجتماع إن الخلاعة لا يمكن أن تكون سمة حصرية لبيئة أو مجتمع معينة , وإنما هي ظاهرة مرتبطة بكل أنواع البيئات البشرية بشكل من الأشكال كما هي "المحافظة" ولا يمكن أن تكون المسألة مطلقة هكذا فلننظر مثلاً إلى بيئة الكوسا حيث ولد وترعرع الأسطورة الإفريقية مانديلا حينما يقول عند عودته إلى قريته وأمه بعد طول الغيبة إذ يقول :

    "ايقظت امي من النوم فبدت لي وكانّها رات شبحا وغمرتها السعادة . احضرت معي فواكه وشيئا من لحم وسكر ودجاج , فاشعلت امي النار لاعداد الشاى ولم نتبادل الاحتضان والقبل لان ذلك ليس من عاداتنا و ورغم سعادتي بالعودة انتابني شعور بالذنب لرؤية امي تعيش بمفردها في تلك الظروف التعيسة, حاولت اقناعها بالانتقال للعيش معي في جوهانسبيرج ولكنها اقسمت الا تغادر الريف الذي كانت تحبه—ربما ليس للمرة الاولي – عما اذا كان المرء محقا في التقصير نحو اهله وافراد عائلته للنضال من اجل رعاية الاخرين؟ هل في الدنيا افضل واهم من ان يتولي الانسان رعاية امه العجوز؟
    ثم يضيف " لم يتطرق الي ذهني الشك في انني كنت علي صواب فيما اخترت, ولكن ذلك لا يعني ان النضال السياسي في مرتبة اخلاقية اعلي من مرتبة رعاية الانسان لاهله وافراد عائلته-فالحقيقة ليس كذلك ولكن الواقع انهما امران مختلفان لا اكثر ولا اقل".


    ويقول وهو ابن خمس سنين عن طفولته:
    "كانت العادة ان يلعب الفتيان بمفردهم ولكننا احيانا نشرك فتيات القرية في اللعب ايضا"




    إي إنفلات واي خلاعة على الإطلاق (واعني هنا المنظور العبدلاّبي لمفهوم الخلاعة) هنا في هذه البيئة القبيلية الافريقية المحافظة , إذا كان التعبير عن أكثر الوشائج الإنسانية جياشة وهي تلك التي بين الأم والإبن تتم بنوع من الجفاء ظاهري وإن كان دفئها وتدفقها في العمق الوجداني .
    أن النظر إلى "الآخر" بمرآتنا ووفق آلياتنا ومحرماتنا ال" نحنوية" لايؤدي إلى فهم الأخر فهماً سليماً ومنصفاً ولذلك المدخل السليم هو أن نأخذ الآخر ونتعامل معه من حيث "هو هو" دون إسقاط أو تفكيك مكوناته وتجزيئه ثم الأخذ من هذه المكونات من الزاوية التي نريده . وعندما يصدر أمراً كهذا من عالم إجتماع فان ذلك يدخل ضمن مفهوم القراءة الايديولوجية لمكونات مجتمعية وهي قراءة متحيزة وذات أهداف مستبطنة لا يرجو منها أن تكشف أي حقائق أو تفرز أي قراءة علمية.
    ظاهرة انتشار افكار د. ع . ع إبراهيم "الصرعة" هذه تنسجم تماماً مع مقولته عن جماعته :
    Quote: "أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها "



    الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا , ومن ثم اسّ البلاء واساس " العراك" في ميدان "الهيمنة" هذه وليست في رقعة الجماعة كذات ولا مع "شفرتها" ان هي عرفت حدود "الآخر" وحدودها. كما ان جذور "الهيمنة" لا تكمن فقط في "شفرة" الثقافة العربية او الاسلامية وانما تعود الي عوامل اخري ربما تتناقض بعدها مع الشّق الثاني من شفرتها . أفكار د. ع ابراهيم اخذت مساحة إنتشار أكثر من كم الحقائق التي فيها كما أن غيابه من ساحات الحوار على رغم تواجده الشبه دائم في في اعمدة الصحافة والذي يؤكد توفر الوقت لديه للرد على مايقال من تحليلات عن أفكاره يجعلنا في محل إتفاق معك حول استنتاجك عن أسباب غياب الرجل وصومه عن الدفاع عن أفكاره. كما لا اري من جدوي في محاورة الرجل في أفكاره دون أن يدلو بدلوه لأن في ذلك شكل من أشكال حوار الطرشان . أن فضاء الحوار الذى أتى بالأساتذة الكبار مثل حاتم عدلان ومنصور خالد ودكتور بولا ويضم في عضويتها عمالقة القصة والفكر مثل يحيى فضل الله ودكتور أبكر أسماعيل والاستاذ الفيا وآخرون , إذا فضاءاً كهذا , فضاء اقل مستوى من قدرات دكتور ع .ع ابراهيم الفكرية فإن ذلك أيضاً نوع من أنواع المجافاة للحقيقة ولا أرى أن ع . ع إبراهيم لا يحاور ولا يرد على الذين يناقشون أفكاره لانهم أقل مستوى كما يعتقد الأستاذ أسامة الخواض وآخرون , و لو أفترضنا أن ذلك صحيحاً "من وجه نظرهم طبعاً" فإن الحوار لا يشترط أن يكون الطرفان بذات المستوى من الفكر و إنما يشترط فقط وجود فكر ونقيضه أو رأي والرأي الأخر . لو أخذنا وجه نظر الخواض ووضعناه في دائرة التنفيذ فهل يستطيع العالم الثالث بمستوى تراكمه الفكري أن يفتح حواراً مع الفكر الغربي وهل يعني ذلك حدوث قطيعة بين أي فكر يرى أنه في برج عالٍ وبين أفكار أخرى"يراه" في أسفل البرج ؟ , وهل النداء الذي اطلقه النخبة الأمريكية المثقفة لفتح حوار مع المثقفين السعوديين هو حوار بين كتلتين متساويتن في التراكم المعرفي أم بين فكرين نقيضين يسعيان إلى التواصل بغض النظرعن حجم الكم المعرفي لأي منهما؟
    انا لا اتفق مع المنظور المشائي في هذا الموضوع .

    وفي الختام احيّ الأستاذ عجب الفيا على تفرده في تناول "مواجع" الفكر وبذل جهد مقدر وإطّلاع وافي مما يأتي دفوعاته الفكرية قوية وتفتح حواراً غزيراً , كما أحيي الأستاذ عدلان لإعطائه لنا كل هذا الوقت والجهد وكشفه لتلك التجارب الشخصية الثرّة في مسيرته التاريخية , له منّا الشكر والتقدير








    قال عثمان محمد صالح

    عن د. ع ع ابراهيم

    Quote: أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من
    " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته



    لو كان دريدا أو لا كان , و لو كان أبن جنّي أوأبن حيّان , او مؤسّساً لتيار أو مدرسة فكرية عالمية , او حائزاً لجائزة من الجوائز الكونية مثل نوبل , ماذا يكون رايك فيه؟
    لم يقل أي من قاماتنا الفكرية الذين انتقدوا أفكاره من دكتور بولا إلى خاتم عدلان إلى عجب الفيا إلى غيرهم من التيارات الشارع الفكري السوداني العريض , أن أفكار الرجل يدخل في باب الأشياء العصية على الفهم البشري.

    الشفرة وما ادراكما الشفرة ؟

    أي شفرة تلك المقفولة داخل سياجها الحديدي الخروج منها أو الدخول إليها سيان طالما أنت منبت من تلك الشفرة هل حتمية الشفرة وإستحالة الخروج منها أو التعديل فيها هي نتاج الظاهرة الإسلامية أم الثقافة أو التراث العربيين .
    واين موقع احمد ديدات الجدلية الاسلامية "الافريقي" وعفلق القومية العربيةالثورية "المسيحي" من شفرة تلك "الجماعة العربية المسلمة حول النيل والبوادي" لو قدّر لاي منهما او احدهما ان يكون ضمن دائرة شفرتها؟ هل يكونان داخلها ام خارجها ام من كل نص نص!.




    الحتمية الشفيرية هذه ليست بالطبع نتاج الظاهرة الاسلامية التي انتجت تجربة ديمقراطية ناجحة في سنغال وتركيا وباكستان واندونسيا وعملاقا اقتصاديا علميا في ماليزيا. فظاهرة كهذه ليست سببا في انغلاق الشفرة علي ذاتها واستحالة انفتاحها علي غيرها او الخروج من داخل سياجها يساريا كنت او يميني , من عصير سنار او من غابة الابنوس.

    أي شفرة منغلقة تلك التي يلمح اليها د. ع ع ابراهيم واي فكر تلك التي يريد بناءها في ساحة ضيقة كساحة جماعته العربية المسلمة حول النيل والبوادي. وهل تلك الشفرة تضم الافارقة النوبيون المسلمون ام هم خارجها وان كانت داخلها فكيف يكونوا عربا , وابن جنّي مؤسس علم اللغة وناحت علاقة اللفظ بالمعني النحوي لم ينكر يوما انتماءه الرومي بل وتغنّي به شعراً:

    فان اصبح بلا نسب فعلمي في الوري نسبي
    علي انّي أءول الي قروم سادة نجب
    قياصرة اذا نطقوا ارم الدهر ذو الخطب
    اولاك دعا النبي لهم كفي شرفا دعاء نبي*

    (* ويقصد بدعاء النبي دعاءه لقيص الروم لتثبيت ملكه عند اعظامه لكتاب النبي).




    صحيح ان القوي المدنية والشعبية في السودان تتحمل المسوؤلية الاخلاقية فيما حصلت في الجنوب وما تزال في دارفور وربما غدا وبصورة اعمق في الشرق, وذلك بصمتها على ما يرتكب باسمها من جرائم وموبقات , سواء كانت سبب هذا الصمت يعود الي الخوف من قولة حق في وجه سلطان جائر او طمعا في نعيم زائل او غباءً وجهلاً بمآلاته او ايّ كان الامر. فالصمت المجتمعي المميت والتغاضي والتعامي عمّا يرتكب شجّعت ومازالت تشجع الطغمة الحاكمة في التمادي في تدوير "طاحونتها" البشرية القاتلة , وهم بصمتهم تلك يفتحون ابواباً لرياح عاصف يكونوا هم اوّل الضحايا . علي ان ذلك لا يعني باي شكل من الاشكال غياب اصوات رفعت راية الرفض في وجه "الطواحين" وان ذلك لا يعني ان د. منصور خالد وياسر عرمان وخاتم عدلان , او حتي عثمان ميرغني الصحفي المحسوب علي النظام في ذات الموقف الاخلاقي مع علي عثمان طه( بل الاخير في موقف "جنائي " لا يحسد عليه) بسبب انتمائهم البيولوجي والطبيعي لشفرة د. ع ع ابراهيم. ان اقراراً كهذا حتما لن يحل اشكاليات الصراع الدموي المرشح للتصعيد , و ان اسباب الصراع كما اوضحنا في مكان آخر ليست مرتبطة بالشفرة من حيث الشفرة وانما هي ايضا ضحية تعرضت الي الاستغلال وسوء الاستخدام . والمطلوب وقف استخدام الشفرة للهيمنة علي الآخرين وليست الشفرة ذاتها. فتجارب الهيمنة واستغلال البشر موجودة في التاريخ وحصلت مع شعوب اخري ليست ممن يمتلكون ذات شفرة د. ع ع ابراهيم , وما مشكلة نظام الفصل العنصري علي اختلاف طبيعتها ودلالاتها سوي دليل نفي لحتمية الشفرة اذ كيان الدولة لم تتاثر مع تقويض اركان نظام الفصل العنصري وتدميرها دون حاجة لتدمير الشفرة ودون ان يدعي احداً ان الاشكالية الجوهرية كانت في الشفرة. غاية الاشكال في حالتنا السودانية هي مشكلة الهيمنة والتي استخدمت فيها المتاح من الوسائل والتي تجسدت في شفرة د. ع ع ابراهيم, ولو قدر ان توفر غيرها مع ذات الافراد لاستخدموها في مسيرة ذبحهم للطموحات وكبتهم للحريات ونهبهم للثروات وتعريض الوطن للمهلكات.
    ان الاتجاه "التعويمي" في تشتيت المسؤولية يقصد من ورائها "اعادة نشر" لقوي الشمال وذلك بجمع الفاسد المجرم والصحيح المعافي في سلة واحدة هي سلة الشفرة المغلقة , وهي دعوة "نكوصية" بالضرورة يعيد انتاج الازمة وبصورة ربما اكثر قسوة لان "الكوم " في هذه الحالة تضم "اليساري العمالي" و"الليبرالي الراسمالي" و"الاصولي البنلادني" داخل سلة واحدة هي سلة الشفرة وطبعا من الطبيعي ان يكون علي راس شفرة الاصولي المتشدد , اليست شفرة جماعة عربية اسلامية ! .

    اقدم هنا مثالا حيّا من عمق نضال المؤتمر الوطني الافريقي في صراعه الطويل ضد نظام الفصل العنصري لمقابلة فرضية الشفرة الحتمية عند د. ع ع ابراهيم:

    في جنوب افريقيا العنصرية والتي وصلت حد تقصيم البشر الي كانتونات حسب الوانهم واشكالهم , ولد المحامي الافريكاني"ابيض" برام فيشر وهو حفيد رئيس وزراء سابق. ولكن ابت نفس فيشر اّلا ان يكون سيفا مسلطا في وجه النظام العنصري الذي ينتمي اليه "شيفريا"
    يقول مانديلا عن رفيق النضال والمنافح القوي عن حقوق الافريقيين : "كان برام نقي المذهب , وقرر بعد محاكمة ريفونيا ان العمل السري هو افضل وسيلة يخدم بها النضال. فقد تالم لدخولنا السجن وبقائه هو حراً طليقا. نصحته اثناء المحاكمة الا يختار ذلك الطريق مؤكداً انه يقدم في قاعات المحاكم اعظم خدمة لنضال .فهو افريكاني , ابن قاضي قضاة , يكافح من اجل حقوق المستضعفين. ولكن برام لم يحتمل ان يري معاناة الآخرين بينما هو يعيش في حرية , مثله كمثل القائد العسكري الذي يصر علي القتال جنبا الي الجنب مع جنوده في ساحة المعركة. فلم يكن برام ليطالب غيره بتضحيات لم يكن هو شخصياً مستعداً لتقديمها"
    ثم يضيف مانديلا ذاكراً سيرة هذا المناضل الذي سبح ضد التيار "للشفرة" العنصرية :

    " اختفي برام فيشر بعد ان اطلق صراحه بكفالة عام 1965 , ثم حكم عليه بالسّجن المؤبد بتهمة التآمر لارتكاب عمليات تخريب . وعندما اثبتت الفحوصات الطبية اصابته بالسرطان اذعنت الحكومة لحملة في الصحف واطلق سراحه لاعتبارات انسانية. ظل برام تحت الاقامة الجبرية في بيت اخيه في بلومفونتاين , وتوفي بعد اسابيع من اطلاق سراحه"


    ثم تاتي الشهادة القوية من الاسطورة في حق هذا المناضل والذي بمعيار الشفرة المغلقة عند د. ع ع ابراهيم يفترض ان يكون عدواً له.
    يقول مانديلا:

    "لقد قدم برام حفيد رئيس وزراء مستعمرة اورانج ريفرorange river) ) بكل الاعتبارت اعظم تضحية ممكنة. فمهما عانيت انا في سبيل الحرية فقد كنت استمد قوتي من انني اناضل الي جانب اهلي ومن اجلهم.اما فيشر فقد كان انساناً حراً , حارب قومه لضمان حرية الآخرين " انتهي ((من كتاب مانديلا : رحلتي الطويلة من اجل الحرية))

    صحيح هنالك اختلافات في شكل النضال ونوعية القضايا المطروحة هنا وهنالك , وصحيح ايضا انه لا يوجد من قدم تضحيات التي قدمه فيشر دفاعا عن حرية "الآخر" ولكن في عموميات المعاني والدلالات هنالك الكثير الذي يدعو الي التأمل. ان الشفرة التي تضع د.منصورخالد مستشار جون قرن المدافع عن حقوق الشعب الجنوبي المغتصب في نفس سّلة علي عثمان طه مؤسس الجنجويد وقاتل اكثر من50الف ومشرد اكثر من مليون ونصف شخص في دارفور هي شفرة تتجاوز الواقع وتلقي ظلالاً اكثر ضبابية لمشاكل السودان الموغلة في الضباب .






    اذا كانت من مكونات الشفرة العبدلابية الاسلام والعروبة

    فان:

    الاسلام والعروية ليست وجهان لعملة واحدة في اعتقادي , الاسلام عالمية والعروبة محلية اقليمية , وهي كما التركمانية , او الاردية , او الهوساوية قد تكون وجه من وجوه الاسلام وقد لا تكون.وان كنت لا انكر لها افضلية اللغة التي فيها الكثير من شفرات ثقافتها, ولكن ليست الي درجه التي تجعل العروبة تتماهي في الاسلام وتدس الكثير من سموم ثقافته , تلك السموم التي اتت بفقه الانتحار بديلا للنضال الشريف , وانتجت فقه المستبد العادل بديلا للحريات والقانون.
    هنالك جماعة عربية مسلمة حول النيل والبوادي واخري عربية مسلمة وافريقية غير مسلمة وافريقية مسلمة . وغاية اشكاليات الصراع الحاصل في السودان هو هيمنة الجماعة العربية المسلمة حول النيل والبوادي وثقافتها علي الجماعات الاخري , واذا كان لهذه الهيمنة مسبباتها التاريخية , فهل هناك أي مبرر لمحاولة قلب الطاولة والعودة الي المربع الاول بالتفافات ثقاقية بعد ان وعت الجماعات الاخري حقوقها ومشت خطوات هامة في طريق اخذها لتلك الحقوق سواء كان ذلك من خلال ساحات العراك العسكري او من خلال فضاءت الحوار الفكري . ان الفكر التراجعي يريد ان يعود بنا الي المربع الاول ولو ادّ ذلك الي تفصيل لكل جماعة قماشا علي مقاسها والعيش داخل سياج شفرتها , الا يعني هذا دعوة صريحة الي فصل الجماعات حسب ايقوناتها الثقافية , ام ان د. ع ابراهيم لا يعتقد ان لجماعات الاخري ايقونات ثقافية ؟.

    ان القراءة التجزيئية للمجتمع المتجذر اصلا وبرؤية ذات ظلال ايديولوجية وعرضها بصيغة الي "النحو" اقرب منه الي "المنطق" أي التركيز علي "اللفظ" اكثر من " المعني" , ان قراءة كهذه يخلق اشكاليات استقطابية في ساحات الفكر قد تفعل فعلا ما سوتها الاستقطابات السياسية. الفكر في صيغته الحداثية والتي منه ينهل د. ع ع ابراهيم وجهته كونية انسانوية
    اكثر من تقنين المركزيات, سواء كانت تلك المنغلقة داخل سياجاتها الشيفرية او تلك المنفتحة ولكنها شافطة لغيرها .

    افضل السبل لبناء نهج فكري سليم هو ترسيخ ثقافة النقد و منهج الشكك وليس ثقافة "الايمان" او "الاعتقاد" بان افكاراً "عصيّة" علي الفهم او مفكراً يتعالي في برجه فوق قدرات الاخرين , وان منهجي الشك والنقد وحدهما يستطيعان "شك " الاوراق الفكرية والثقافية السودانية "المشتتة" ويعيدان جمعهما داخل نسق "وظيفوي" دون ان يكون حتميا "صندقتها" في شيفرات او سياجات مغلقة علي بعضها.

    ان القراءة العبدلابية يعني استحالة كون دولة واحدة في ظل اشكالية الشفرة المغلقة بين الجماعات , واعتقد بانه من هذا المنطلق اتت استنتاج د. ع ع ابراهيم : "
    Quote: " أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها "


    لاحظوا مفهوم عملت دولة:
    Quote: " بنت وطنا
    " مع ان الدولة موجودة اصلا وهي ملكية عامة. وانما المؤسسات التابعة للدولة هي التي تعرضت الي "الهيمنة" كما ذكرنا , ومن ثم غاية اهداف الجماعات الاخري التي تنادي بتغييرات بنيوية انما تصب في خانة تغيير"تعديل" عمليات الهيمنة علي تلك المؤسسات الدولتية , ولا تنادي باجراء تعديلات علي جغرافيا الدولة ذاتها , ولكن مفهوم الدولة لم تترسخ لدي كثيرون منّا. فالغالبية تربط الدولة بالجهة او الحزب او الجماعة ..الخ بينما هذه كلّها جزئيات داخل كيان الدولة شأنها شان غيرها من الموجودات داخلها , سواء اقرت الجهة المهيمنة بذلك "فعلا" وليس "قولا" ام لم تقر.
    في ختام مداخلتي هذه ارجو من الاخ عثمان محمد صالح ان لا ينحو المنحي الذي ذهب اليه في محاولته ادخال فكر د. ع ع ابراهيم داخل سياج مغلق عصيّ علي فهم , كما ادخل د ابراهيم "الجماعة العربية المسلمة" داخل سياج مغلق لا يستطيع من ينتمي اليها الخروج منها شاء ام ابي و ولا يستطيع بداهتا "الآخر" دخول اليها شاء ام ابي . اذا افترضنا ان ذلك ممكنا "اعني انغلاق الجماعة" , فان "اغلاق" الفكر بدعوي
    Quote: " مسـتوى لغوي
    " وجعله فوق الادراك والفهم يفقد معناها ويجعلها غير قابلة للتداول . الا اذا كنت فعلا تعني ان فكر د. عبدالله ليست لهذا الجيل وانما لاجيال اخري مستقبلية في رحم الغيب تاتي لتفهمه وتقرأءه. كما ان في قولك لعدم فهم الاخرين لافكار الرجل تصريحاً ضمنياً بانك "فاهم" للذي اصبحت عصيّا علي الاخرين فهمه وفي ذلك نوع من تقليل لشأن الاخرين دون ان اعني بانك تقصده. او ربما ذلك يعني وجود "شفرة " ما لافكار الرجل وجدتها انت او "اعطاك ايّاه" ولم يكن هذه الشفرة متاحا ل "لاستاذ عدلان" او "لاستاذ عجب الفيّا" ! .
    في كل الاحوال احترم واقدر آراءك واقدّر لك تصويبك ل د. ع ابراهيم في معرض استخدامه لكلمة "الخلعاء". ولكنني اختلف معك في ما تراه "سوءً" من ظاهرة تعدد القراءات بخصوص افكار د. ع ابراهيم , لانني اعتقد بان مسألة تعدد القراءت هي التي اوحت لكبار المفكرين مثل فوكو واخرون الي استنتاج بان المعني موجود في ذهن القارئ وليس في كتاب الكاتب, و اذا كان في هذا شئ من الحقيقة فان ذلك مبررا فكريا كافيا للذين يقراؤن افكار د.ع ابراهيم بطريقة مغايرة لما تقرأه انت وان كان لهم من الدفوعات ما يجعلهم يتجاوزن فكرة موت المؤلف في معرض تناولهم للفكر العبدلابي , مثلما ان ذلك مبرراً لك لاستمرار في القراءة وفق تصورك الذهني كقارئ.
                  

07-31-2004, 08:56 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي د. بشار صقر (Re: د. بشار صقر)

    الدكتور بشار صقر
    سعادتنا كبيرة بحضورك معنا ،

    واحييك واشد علي يديك علي هذه المساهمة القيمة التي اضاءت لنا الكثير،

    واضم صوتي الي الاستاذ عدلان عيد العزيز للاشادة باشارتك الحصيفة في الرد علي الفكرة المحورية للمحاضرة وهي مقولة ان القومية الشمالية العربية بنت وطنا اكبر في رقعته من رقعتها ،
    ولعل قولك فيه توراد خواطر فقد خطرت لي هذه الفكر ة اثناء ردي علي عثمان لكن تسربت من ثقوب الذاكرة اثناء الكتابة ،فهذا الوطن لم تبنيه الحركة الوطنية الشمالية بعد رحيل الاستعمار الانجليزي كما ذهب الي ذلك الدكتور عبدالله ،وهذه حقائق تاريخية وليست ايدلوجيا ،

    تقول لله درك :
    Quote: الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا , ومن ثم اسّ البلاء واساس " العراك" في ميدان "الهيمنة" هذه وليست في رقعة الجماعة كذات ولا مع "شفرتها" ان هي عرفت حدود "الآخر" وحدودها. كما ان جذور "الهيمنة" لا تكمن فقط في "شفرة" الثقافة العربية او الاسلامية وانما تعود الي عوامل اخري ربما تتناقض بعدها مع الشّق الثاني من شفرتها . أفكار د. ع ابراهيم اخذت مساحة إنتشار أكثر من كم الحقائق التي فيها
                  

07-30-2004, 12:12 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    راجعت سيرة د. عبد الله على إبراهيم المنشورة فى موقع جامعة ميسورى الأمريكية على الانترنيت بغية التعرّف على تأريخ تعاونه مع سلطة الانقاذ منذ 1989 أو إسباغه الشرعية عليها. فوجدت بعض النشاطات العادية، والتى لا تشى بالضرورة بايمانه بالانقاذ أو سعيه لاقناع الاخرين بها كمشروع للحكم فى السودان. وإليكم ما وجدت:

    1989 -- Member of the National Dialogue Committee for Peace and Cessation of the Civil War in the Sudan, and rapporteur of the sub-committee on culture, education and information.

    1989 عضو لجنة الحوار الوطنى من أجل السلام وإيقاف الحرب الأهلية فى السودان. ومقرر اللجنة الفرعية للثقافة والاعلام والتعليم.

    1990 -- Member of the Academic Committee for establishing and structuring the College
    of Cultural Sciences, Nile Valley University, Northern Region, Sudan

    1990 عضو اللجنة الأكاديمية لانشاء كلية العلوم الثقافية فى جامعة وادى النيل بالاقليم الشمالى، السودان

    1999 -- Invited by al-Wasat, a pan-Arab magazine to write an article on the developments in Sudan that led to the demise of Hasan al-Turabi, the leader of Islamic revival.

    1999 دعته مجلة الوسط اللندنية لكتابة مقالة عن الأحداث التى أدّت الى إبعاد حسن الترابى، فائد التجديد الاسلامى، من السلطة فى السودان

    وتجدون سيرته كاملة فى هذا الموقع http://www.missouri.edu/~histwww/Pages/Ibrahim.html

    (عدل بواسطة Adil Osman on 07-31-2004, 05:26 AM)

                  

07-31-2004, 07:01 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)


    لايفوت على فطنة القارئ أن الإشارة اللطيفة الى "الأُستاذ عدلان" الواردة فى المساهمة الدسمة للأخ د. بشار.. إنما المعنى بها الأستاذ الخاتم عدلان وليس عدلان عبدالعزيز..

    الأخ د. بشار شكراً على تلك الإضاءة القيمة فقد أصبت فكرة د. عبدالله على إبراهيم المركزية فى مقتل..
    Quote: " أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها
    وذلك عند تنبيهك الحصيف أن:
    Quote: الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا


    لك الود..

                  

07-31-2004, 09:01 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاستاذ عدلان احمد عبد العزيز

    للمرة الثانية نرحب بحورك معنا ،

    واتفق معك في الاشارة الذكية للدكتور بشار صقر ،
    الي ان الوطن كان موجود اصلا ،ولم تبنه هذه الجماعة ،
                  

08-01-2004, 09:56 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الاخوان عبدالمنعم ،الخاتم وبقية المشاركين ،،، سلام

    المعلوم أن د. عبد الله علي إبراهيم بني مجده الفكري والثقافي وهو في أحضان الحزب الشيوعي والفكر الماركسي وكان محل إحتفاء وإعجاب شديد من قبل جماهير هذا الحزب والمتعاطفين معه، قبل أن يتحول إلي موقع فكري يكاد يكون مناقضاً لموقعه الأول.
    من حق د. عبد الله – كما من حق أي أحد أن يعتقد ما يشاء – ولكن مأزق د. عبد الله أنه في أحاديثه وكتاباته ومواقفه الأخيرة يبدو كمن يمسك "العصاية من النص" فهو لا يستطيع إخفاء تحوله الفكري ولكن في نفس الوقت يلجأ لعدم الوضوح ويحاول إرضاء القاعدة الجماهيرية التي كانت تحتفي به وتكن له الإعجاب.

    طارق
                  

08-03-2004, 00:17 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    يا اهلا وسهلا بالعزيز بطارق

    لم تقل الا حقا واتفق معك في ما ذكرت ،
                  

08-03-2004, 03:01 AM

samo
<asamo
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    u
                  

08-04-2004, 05:29 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)



    الأخ العزيز عدلان عبد العزيز
    لك التحية والود، وأحب أن أعتذر لك وللأخوة الآخرين المتداخلين، عن هذا التأخير الذي إضطررت إليه إضطرارا، بحكم العمل والإرتباطات وكثرة البوستات. ولكني أعد بالتعليق على كل المداخلات، فليصبر الأخوة دون أن يدور بخلدهم أنني أهمل الرد عليهم أو أقلل من ضرورته.
    أشرت ،ياعدلان، إلى أن الهوية الثقافية لا تعني ولا تستلزم وحدة الهوية العرقية. وهذا صحيح إذا كنا نتحدث على مستوى الهوية الثقافية وحدها. فالثقافة طليقة من القيود، وقابلة للإنتشار عبر القارات وعبر الإثنيات، وهذا مما لا شك فيه. كما أن الثقافة، مثلها مثل كثير من القيم المعنوية تتكاثر بالأخذ ولا تنقص، ولذلك فهي قابلة للإستملاك، وغير قابلة للمصادرة. وأذكر أنني كنت أقارن مع شاب أرتري بين العربية والتنفرنجية، وما بينهما من أوجه شبه لا حصر لها. وعندما قلت له أنتم سرقتم لغتنا، قال لي بتلك الدعابة الأرترية الناشفة: ما دمت قد وجدت المسروق فلماذا لا تسترده؟!
    وكان يمكن لصديقي الأرتري أن يقول لي أن العربية ليست مشتقة أو مسروقة من اللغة العربية، وأنما ترجع اللغتان إلى أصل واحد هو الجئزية القديمة التي انطلقت من اليمن شرقا وغربا، ولكنه لم يشأ الدخول في مغالطات فقال خذوا لغتكم ما دمتم قد وجدتموها. وهو يشير كما قلت إلى خصائص القيم المعنوية من حيث إستعصائها على الأسترداد ومن حيث قابليتها للإستملاك ومن حيث زيادتها بالعطاء. واللغة العربية، والإنجليزية، كمكونين أساسيين من مكونات الثقافة،مثلان بارزان على ما نقول.
    ولكن إذا تخطينا البعد الثقافي للهوية، فإننا يمكن أن نتحدث عن بعد إثني للهوية. لأن الإثنية تعتبر عاملا مهما من عوامل الهوية أيضا. وأنت مصيب ايضا عندما قلت:
    (كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان!)
    هذا صحيح، ولكن لماذا لا يدعون ذلك؟ هل لأنهم فعلا لا تجري في عروقهم (الدماء) الأسيانية، أم لأسباب أخرى؟ أعتقد أن الاسباب مختلفة. وهي أن الدولة القومية تضفي على أهلها هويتهم الجامعة، فيصبحوا كلهم برازيليين أو أرجنتيين أو مكسيكيين على سبيل المثال، وبصرف النظر عن اصولهم العرقية. بمعنى آخر فإن الذين تجري في عروقهم الدماء الأسبانية، ماداموا قد أقاموا في تلك البلاد وتجنسوا بجنسياتها ونالوا من خيراتها وقاموا بواجباتهم إزاءها، وأنشاوا أطفالهم على حبها، لا يقولون أنهم أسبان، بل يقولون، عندما يتحدثون عن هويتهم الجامعة أنهم برازيليون وارجنتينيون ومكسيكيون. كان يمكن لهؤلاء أن يقولوا أنهم أسبان لو كانوا يؤمنون بالمفهوم الأمبراطوري والمركزية الأمبراطورية في علاقة الشعوب ببعضها البعض. ولكن لأن مفهوم الدولة الوطنية متجذر هناك ولا يوجد من يدعو إلى قيام الدولة الهسبانية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، فإنهم لا يرون معنى لأن يقولوا أنهم أسبان. ولكن بعضهم، إذا شاءوا، يمكنهم أن يقولوا أنهم أسبان عرقيأ، على أن تكون هذه هوية صغرى داخل الهوية الكبيرة، خاضعة لها وغير متناقضة معها، ولا متعالية عليها.
    المشاكل التي يثيرها العروبيون عندنا كثيرة جدا، ولكن أهمها على الإطلاق أنهم يضعون العروبة في مكان أسمى من الهوية الجامعة التي لا تكون شيئا آخر غير السودانوية، أي ببساطة، وحتى نبتعد ما أمكن عن مصطلحات يمكن أن تغيب المعنى المراد هنا، غير انتمائنا إلى وطن واحد وتساوينا داخله في الحقوق والواجبات. نقول السودانوية لأن الوطن الذي يضمنا إسمه السودان. وضع هوية صغرى، هي العروبة، في مكان أسمى من الهوية الجامعة وهي الإنتماء إلى السودان،هو المصدر الأساسي للإستعلاء والإستبعاد والإستعباد والإستئثار بالخيرات دون الآخرين. وهذا ناتج في نظري عن عدم تجذر مفهوم الدولة القومية عندنا، و عند العرب عموما، نتيجة لمستوى الوعي العام بهذه المسائل، ونتيجة للصراع الشرس من أجل مصادر الثروة والقوة على خلفية الندرة الإقتصادية القاهرة.
    الوعي الإمبراطوري هو الذي جعل ذلك الخليفة الأموي،يقول للسحابة التي لم تنزل في حاضرته: إذهبي حيث تشائين فإن خراجك سيأتيني. هذه المركزية التي تخضع السحاب هي المسئولة عما نحن فيه. وأذكر أن أستاذنا في التربية الدينية كان مزهوا جدا وهو يقول لنا هذا القول، لأن سلطة الخليفة، في نظره، من القوة بحيث أخضعت السحاب. الخليفة والأستاذ، لم يفكرا في الخيرات التي يمكن أن تعود على فلاحي الإمبراطورية من هطول تلك السحابة، ولكنه فكر في الخراج! هذه المركزية الإستتباعية هي التي تجعل البلدان تفقد صفاتها وتتبع للإمبراطورية وتجعل الشعوب تعرف نفسها كأجزاء من كلوية أمبراطورية يتخيل الجميع أنها لن تنتهي مطلقا.
    الثورات الوطنية خلصت الشعوب من الأوهام الأمبراطورية، وإن كانت قد خلصتنا نحن على المستوى العملي الذي مكننا من بناء دولتنا، فإنها لم تحرر وعينابعد من أننا لسنا إلا سودانيين. وأن أصولنا العربية أو الزنجية أو الحامية، أو ما تريد، إذا كنا حريصين على الإستمساك بها لأغراض ثقافية أو غيرها، فأنها لا تتعالى مطلقا على إنتمائنا السوداني الجامع.
    المشكلة الثانية التي يدخلنا فيها العروبيون هي القول بأنك حر حرية مطلقة في اختيار إنتماءاتك الإثنية. أي أنهم مستعدون لإلغاء علوم بكاملها تبحث في القوميات والإثنيات والهجرات والتداخل وغير ذلك، وهي علوم التاريخ والأنثربولوجيا والإجتماع، والتي حققت كشوفا لا يستهان بها في كل هذه المجالات. وفي الحقيقة فإن الإكتشافات في مجال الحمض النووي ترفع هذه المسائل كلها إلى مستوى علمي عيناني بياني لا يمكن الشك فيه.
    لا يمكن بالتالي أن نصور الهوية العرقية بأنها اختيار ذاتي محض، يكون صحيحا حتى إذا برهن العلم، وبنسبة 100%، كما قال الأستاذ عثمان محمد صالح، والذي أعبر عن أحترام كامل لشخصه ومساهمته، بأنها خاطئة. لا يمكن ذلك لأنني إذا كان ذلك صحيحا، يمكن أن اقول أنني أنتمي إلى بيت وندسور الحاكم في إنجلترا وأذهب إلى الملكة اليزابيث الثانية لأطالبها بأملاكي وبأملاك اسرتي في بريطانيا، والكشف عن السجلات الكاملة للمتلكات الملكية حتى لا يكون هناك أي غش ( ثقافي وقانوني وحسابي) في هذه المسألة؟ وعندما تسألني الملكة المذعورة عن براهيني سأقول لها ببساطة، أن هذه المسألة لا علاقة لها بالبراهين، إنها اختيار حر مائة في المائة، وإذا كان مؤرخوك يقولون أن السودانيين، لا تربطهم اصول مشتركة مع عائلة وندسور، فإن آراءهم لا يعتد بها مطلقا، في مسألة تقوم على الإختيار الحر بنسبة مائة بالمائة!
    وبالطبع لا يمكن أن يكون الأستاذ عثمان قد فكر في ذلك أو يرغب في توصيل مقولته إلى هذه الأبعاد المثيرة للمطامع الوراثية، ولكن نظريته تلزمه بذلك حتى إذا لم يفكر هو شخصيا فيه. وأقول: ليت نظريته كانت صحيحة! ولكنها ليست كذلك للأسف.
    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de