|
الحوار المطول مع الاستاذ الخاتم عدلان
|
نقد محبوب ·· ولكنه ( دوغمائي) ·· ومتردد ·· ولا مبرر لاختفائه !!
حوار :عادل سيد أحمد
{ وتيرة النقد ارتفعت ·· فالخاتم عدلان يهاجم - برؤي ومواقف - حزبه القديم ·· ويتحدث في هذه الحلقة ، حول السكرتير العام للحزب الشيوعي الاستاد محمد ابراهيم نقد ·· رد الله · اختفاءه ·
{ ولم ننسَ ان نسأل زعيم ( حق ) حول علاقته بكوادر وقيادات (رفقاء الدرب ) اخوة الامس ·· الزملاء في الفكر ·العلاقة الشخصية والجامعة هل آلت هي الاخري الي قطيعة؟ ·· واخذنا فاطمة أحمد ابراهيم والتجاني الطيب كنموذجين ·
{ ثم كيف ينظر الخاتم لنظام الانقاذ ، الآن ·· هل تبدل ، وتطور ام أنه التكتيكات · والحرب والمكيدة ؟· والحركة الشعبية لماذا باعت حلفاءها ؟·
{ اسئلة كثيرة وحائرة ·· واجوبة قوية ومثيرة ·· ما المطلوب من الحزب الشيوعي السوداني ·· وانت كنت بالامس القريب منه ·· واليوم اصبحت غريمه ·· ان شئت صديقه ·· اللدود ··
وانت قد تربيت وتعلمت الفكر والسياسة علي يديه ·· لا اظنك تنكر ذلك؟؟ ··
-مطلوب من الحزب الشيوعي هو مايريده اعضاؤه ·· منذ خروجي من الحزب الشيوعي ، لم يعد من حقي أن انظر له ·· ولكني من الممكن ان اتحدث بشكل عام عن اهمية تجديد الحياة السياسية في السودان ·· وعن اهمية تجديد البناء التنظيمي والفكري والسياسي ، للاحزاب ·· هذا يشمل الحزب الشيوعي ·· كما يشمل الاحزاب الاخري ولكن كيفية الاستجابة من الحزب الشيوعي ، يحددها اعضاؤه الموجودون حاليا ولكن بعضا من اناس يتحدث حول ان الحزب الشيوعي السوداني لم يسلم من امراض الأحزاب السودانية ، الزعيم الواحد والرئيس او الامين العام من المهد السياسي الي اللحد البرزخي ·
ومحمد ابراهيم نقد سكرتيرا للحزب الشيوعي منذ عام 1971·· وحتي كتابة هذه السطور ؟
-اعتقد ان الاستاذ نقد رجل محبوب وسط فئات كثيرة من المجتمع ·· لانهم رأوا فيه ملامح سودانية ، في موقع ، غالبا لا يتوقع الناس فيه مثل هذه الملامح ·· فلذلك اعجبوا بها كثيرا ·· ولكن الصورة تختلف عندما يتعلق الامر بالحزب نفسه ، حينما تتحول كل تلك السمات الي شيء اخر ·· وهذه مفارقة جديرة بالتأمل ·· لأن شخصية نقد الحزبية تختلف اختلافا واضحا جدا وفيه كثير من التناقض مع شخصيته الجماهيرية · بمعني ان نقد جماهيريا محبوب وتندهش لخصائصه ·
دوغمائي
ولكنه فيما يتعلق بالحزب ·· فان نقد دوغمائي ·· متردد · وتعوزه الجرأة الفكرية · لا يضطلع بالدور القيادي الفكري عندما يتعلق الامر بالحسم ·· اي حسم القضايا الفكرية اي بتحديد رأي قاطع حتي ولو كان مغامرا بان يكون الرأي خطأ ·· وهذه ادت الي ان تستمر المناقشة العامة اكثر من احد عشر عاما ·· وهذه مسألةـ( مضحكة ) مسألة مضحكة في واقع الامر ليست بيزنطة فقط ·· وحتي بيزنطة لم تستغرق كل هذا الوقت في مناقشة اولوية البيضة علي الدجاجة واعتقد ان افتقار قيادة الحزب الشيوعي للجرأة الفكرية هو الذي ادي الي هذا الوضع ·· واعتقد ان في اذهانهم ، بصورة ما ·· ان يخرج عليهم من مكان ما ومنظر يقول ان المشروع هذا كان صحيحا كليا ·· ويفسر - أو يبرر - لهم انفضاض العالم من حوله ، بان العالم هو الخطأ ، وليس المشروع وهذه لا عقلانية في حد ذاتها ·
اعتقد ان الاستاذ نقد لخص المسألتين في نفسه ·· فاذا هو موجود · فهو السكرتير العام ، ويساعده علي ذلك غياب تقاليد المنافسة القيادية ·· ودمغ كل من يعبر عن انتقادات للقيادة بانه متطلع للقيادة وكانما التطلع للقيادة خطيئة ·· التطلع للقيادة هو القوة الدافعة لتطور الاحزاب ·· ان يقال من جيل لاحق للجيل السابق ارتاح ·· فقد اديت رسالته ولكنك تدمغ بذلك ويقال كتعويذة هذا له تطلعات · الانسان بدون تطلع لا شيء لايساوي شيئا·
اختفاء نقد ·· بعد التطورات الاخيرة في السودان ·· هل هو مبرر؟؟ ··
-ليس مبررا مطلقا لأن نقد خرج في وقت تدخل فيه المجتمع الدولي عن طريق ممثليه الدبلوماسيين ، وفرض علي النظام وجود زعامات معينة ، يتصدرها المجتمع الدولي ، ويتشاور معها في كل القضايا ·
مغامرة ولكن
وكان من بين هؤلاء : الاستاذ محمد ابراهيم نقد ·· وكان يمكن ان يصبح - هو المنارة الحزبية التي تخرج رأي الحزب الي الداخل ·· صحيح يمكن ان تكون هناك مغامرة بذلك ولكن العمل السياسي كله مغامرة ·· الاختفاء نفسه مغامرة مشكلة الاختفاء أنه يجعلك عاجزا ويقلل فعاليتك الي اقصي مدي ويزيحك من الحياة السياسية خاصة اذا كانت متحركة وانت تخرج كما يخرج اهل الكهف ولايتعرف عليك احد·
علاقتك الاجتماعية او الخاصة باخوتك الاعداء رفقاء الامس خصوم اليوم ·· كيف تسير ·· ام أن هناك قطيعة اجتماعية رديفة للقطيعة السياسية ؟
-علاقتي الشخصية اتصور انها ممتازة لا اخلط مطلقا بين الشيئين السياسي والاجتماعي لذلك تجدني اذهب للشيوعيين في العزاء ·· كما اذهب اليهم في الافراح وابادر بالتقاط خيوط الصداقة وخيوط الود ، عندما تتراضي وهذا واضح في تصرفاتي معهم·
ولكن العكس ليس صحيحا فعندما خرجت حاول كثير من الشيوعيين ، بتشجيع من القيادة ·· اغتيال شخصيتي ·· وهذه واحدة من الممارسات التي كان يمارسها الحزب الشيوعي للاسف واصبح عاجزا عنها يعني هو حتي لو تخلي عنها فسيكون تخلي العاجز اسلوب اصبح لايفيد كثيرا ولكنهم علي كل حال حاولوا اغتيالي معنويا · ولاكون دقيقا فان فئات منهم حاولت ذلك وهذا ايضا بدوافع البرنويا ودوافع المقولة اللينينية ان الشيوعي اذا سقط يسقط عموديا وهذا هراء محض كانما الحزب الشيوعي هو الأرضية الوحيدة الطاهرة لاداء فرائض السياسة ولكنهم لم ينتبهوا الي ان ارض السودان - ايضا - واسعة وانتماءات السودان واسعة ، ويمكن ان تكون وطنيا ·· وان تكون تقدميا وان تناضل من اجل العدالة من خارج الحزب الشيوعي ·
كيف كانت علاقتك بفاطمة احمد ابراهيم في لندن؟؟·
-ممتازة ممتازة جدا والاستاذة فاطمة انسانة ودودة·· ولم نفقد احترامنا لبعض مطلقا·
والتجاني الطيب ؟·
- لي قصة مع التجاني الطيب ·· فحينما توفيت الاستاذة التومة أحمد ابراهيم شقيقة فاطمة احمد ابراهيم فذهبت للعزاء ، لمنزل الاستاذة فاطمة بلندن ورفعت الفاتحة مع من كانوا موجودين حوالي 15 شخصا·
حكايتي معه
اريد ان احكي لك قصتي مع التجاني الطيب ، وقد كان شهودها 15 شخصا رفعت الفاتحة مع الجميع وصافحتهم - في ايديهم - لم يقف التجاني الطيب بابكر ، بل ظل جالسا في كرسيه وعندما وصلت اليه ، وانا احيي الناس مددت له يدي ·· فاحكم قبضة يديه ·· وظللت مادا يدي ، (ازيك يا استاذ ) ·· وعلي مسمع من الناس جميعا ·· وهو لا يصافحني ·· سمعت اصواتا من خلفي ·· تقول له (الراجل مادي ليك يده ·· ودا ما مكان خلافات سياسية ) فرد التجاني قائلا انا ماعايز اسلم عليهو )·· قلت له سامحك الله ثم ذهبت واتممت تحيتي للآخرين ·
هذا مثال ·· ومحضور كي لايكون احد ، او يضيف او ينقص ، شيئاً ··
مع انني حريص كل الحرص علي الا اخلط بين انتمائي السياسي وقناعاتي الفكرية ·· وبين العلاقات الاجتماعية والعلاقات الخاصة ولعل كافة قيادات واقطاب والعاملين بالعرف العام يحاولون ذلك ·
هذه السمة تميزنا نحن السودانيين فانت في البيت الواحد وحول المائدة تجد الاتحادي والانصاري والاخ المسلم والشيوعي ·· وخلافه ·
متأكد ان هناك تيارا في النظام يحاول ان يفعل ذلك هذا طريق خاطيء وخطير··
ولاشك ان النظام ، طالما توصل الي اهمية السلام فهو مطالب ايضا ان يعم السلام كل انحاء السودان وان يعود السلام كديمقراطية وحريات وحقوق علي كل السودانيين بما فيهم السودانيين الشماليين ·· ولذلك انا اعتقد انه لو حدثت قراءة صحيحة سيصبح التحول الديمقراطي ممكن امكانية كبيرة خاصة واصبحت ان هناك قوي دولية مهتمة بان تصل العملية الديمقراطية ، الي اشواطها النهائية·
ولكن الحركة الشعبية نفسها كأنما
(باعت) حلفاءها فانجرفت وراء فكرة الثنائية واستمرأت الصفقات الثنائية بان تقاسمت مع الانقاذ - وحزبها السلطة والثروة (والمناطق الثلاثة)
إنه اتجاه واضح نحو (الشراكة الثنائية ) الثنائية لها تاريخ وهي ان العامل الدولي والاقليمي في السلام السوداني كبير·· فقد توصلت القوي الاقيمية والعالمية ، ان من يصنع الحرية هو نفسه الذي يصنع السلام ولذلك ، من يصنع السلام هما النظام والحركة الشعبية ·· ولذلك تفاوضت مع هؤلاء·
اللبن المسكوب
بمعني آخر : فإن ادخال الاخرين يمكن ان يعقد المسألة ، ويجعل الاتفاق نفسه مستحيلا اذا كان ذلك صحيحا ، أو غير ذلك · انا لست مهتما بهذا ولكن ، هذا هو الواقع الموضوعي ·· وفي هذا الواقع حقيقة لاتلوم الاحزاب الا نفسها لعدم فعاليتها فبدلا من ان تبكي هذه الاحزاب ، علي اللبن المسكوب ·· يجب ان تتجه الي لعب دور قصرت فيه في الماضي في مجال استعادة العلاقات التي تربطها بجماهيرها ·· في تجديد حياتها ·· في تجديد قياداتها ·· في جريان الدم في شرايينها في اقامة الفرصة لجيل جديد ·· للظهور ·· لشباب جديد للنساء ·· في اشاعة العافية في الحياة السياسية ، كلها في الاتجاه لاعطاء الناس بدلا من الاخذ منهم · التفكير في الوزارة او الوزارتين ·· هذا تفكير خاطيء ، خاطيء كليا يجب ان تتجه هذه الاحزاب · وتستفيد من الجو الديمقراطي العام ، لتعبئة الناس ، لتعميق الديمقراطية ·· ولفتح المجال فعلا ، لديمقراطية راسخة في المستقبل تقوم علي الانتخابات العامة ، والحرة والنزيهة ··
التجمع الوطني الديمقراطي ·· اين هو ·· في داخله احزاب جماهيرية ·· ولكنه يبدو مثل الكم الميت كيف يمكن ان يتحول التجمع الي آلية فعالة ·· تتعامل مع المرحلة بعجلتها وزمنها وسرعتها ·· بديناميكية كاملة ؟·
-التجمع الوطني الديمقراطي لن يتحول الي آلية فعالة ، التجمع الوطني الديمقراطي انتهى·· سيأخذ الناس وقتا لاستبانة هذه الحقيقة ·· ولكن ، اذا كنا نحن نريد ديمقراطية حقيقية ، فيجب أن تتجه الاحزاب فرادي الي اشاعة الديمقراطية في بنيتها · واعادة صياغة برامجها ، وتجديد حياتها هذه هي المهمة الاساسية · ولكن ليس مواجهة المرحلة الجديدة · بنوع من التحالفات ·· والذي هو في حقيقة الامر قد انتهي زمنه واثبت عجزه تماما·
عاجز وكسيح
القوي الاساسية انحسبت من التجمع ·· الحركة الشعبية ، عمليا خرجت منه ·· فماذا بقي للتجمع ؟؟··
علي التجمع ان يواجه نفسه والا يبقي اسيرا لقديم ·· التجمع مات وانتهي ، وليس امام فصائله ومكوناته غير ان تقر بالعجز وتعترف به · وتقر بان صيغة التجمع الحالية كسيحة · وغير مواكبة · والطريق الوحيد هو أن يعمل كل فصيل منفردا بكسب جديد وفق المعطيات الماثلة والمؤشرات الجديدة ·!
http://www.akhbaralyoumsd.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1284
|
|
|
|
|
|
|
|
|