دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
العزيزة عالية
قبل يومين من زهده فينا و مغادرة ديارنا الفانية اخبرني من كان ملازما له في لحظاته الاخيرة ان الاطباء ازالوا عنه الستار الذي يحجب عنا وجه الموت المريع و قال انه لم ينصرف عن من حوله مرعوبا من و كأنه لا يأبه او انه كذلك، لا يأبه بمواجهة المصير المحتوم هذا الرجل خليط بين الاسطورة و الحقيقة او انه الاسطورة الحقيقة ملحمة في الحياة و الموت اذا هو اكبر من الحياة و اعظم من ان يطويه الردي ان نحن جهلنا دروسه في حياته فها نحن نستوعب رسالته التي وهب روحه ليكسبها زخما و وضوحا لا يخطئه نظرنا الزائق
رحمنا الله فنحن الراحلون و هو الباقي الا ان كانت الاجساد هي ما يعتد به
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
Quote: أثرت موضوعا هاما هو العلاقة بين السياسة والثقافة. ولا أعتقد أنني يمكن أن أوفي هذا الموضوع حقه في مثل هذه المناسبة. ولكن دعني أورد نقاطا عامة أرجو أن تكون جديرة بالمناقشة. أعتقد أن الخطوة الأهم هي تغيير العلاقة القائمة حاليا بين الثفاقة والسياسة، وتأسيس فضاء مستقل للثقافة، متعال على السياسة، وغير منفصل عنها في نهاية المطاف. وإذا كانت السياسة، في أحسن معانيها، هي توفير الحقوق وصيانتها، فإن واجبها نحو الثقافة هو توفير أفضل الشروط للإنتاج الثقافي، ويأتي على رأس ذلك الحرية والحماية من الغوغاء ومن المؤسسات المتخلفة والقائمين عليها،وضمان العائدات المجزية للمنتجات الثقافية وتوسيع الفضاء البشري المستهلك لها والمتذوق لثمراتها الفريدة. وإذا أنطلقنا من مقولة أن الإنسان خلاق بطبعه، وأن الظروف هي التي تجهض العبقرية، فإن توفير مثل تلك الشروط، جدير بخلق العباقرة. واذكر هنا مقولة لفرجينيا وولف، التي تعرفت عليها مؤخرا، وأقرأها الآن بمتعة خاصة وبدرجة كبيرة من الخجل لنقصي وغفلتي، بفضل أحد زملائي في العمل، هو الأستاذ رضا الظاهر، قالت فيها أن عبقرية النساء لا تقل عن عبقرية الرجال، ولكن ظروف النساء لا تسمح بظهور هذه العبقرية وقد أفترضت أن شكسبير له شقيقة إسمها جوديث، لا تقل عنه عبقرية، ولكن الظروف السائدة في القرن السابع عشر تدفع تلك الفتاة العبقرية، العاشقة مثل أخيها للمسرح إلى الإنتحار في النهاية دون أن تكتب حرفا واحدا. فكم أختا لشكسبير نقبرها في تراب السودان وكم أخا؟ وأذكر كذلك عبارة يكررها الطيب صالح دائما عندما يتحدث عن ابن عمه، وهي أنه أفضل منه. كنت أعتقد أن الطيب صالح يبالغ ويتواضع. ولكني أنتبهت في النهاية إلى المعنى الأعمق في كلامه: وهو أن أبن عمه لو كان حصل على التعليم الذي حصل عليه الطيب، وتوفرت له الظروف التي توفرت للأديب الكبير، كان من الممكن ان ينتج أدبا لا يقل عنه. ولنقل ذلك عن عشرات الآلاف من بنات السودان المشغولات بجلب الماء وأنتزاع اللقمة من براثن العدم، وإلى أبناء السودان، المشغولين بالحرب والقتل والمجاعة، ولنقدر كم شاعرا قبرنا وكم مبدعاأخرسنا صوته إلى الأبد؟ توفير هذه الشروط يمهد لظهور المثقف والمفكر والعالم، المعتدين بأنفسهم، والمتعالين بأدائهم الخلاق عن كل النشاطات الأخرى، بما فيها الوزارة. ويوم يظهر الإنسان الذي يرفض الوزارة لأنه يرى أنه أنفع للتدريس في الجامعة، وللبحث في المعمل، وللظهور على المسرح وللتفرغ للكتابة، عندها تكون العلاقة قد أصبحت صحيحة ومعافاة. إرتياد المثقفين للآفاق الجديدة وتوسيعهم للفضاء المعرفي، وإجتراحهم للرؤى الخصبة الجريئة، يرشح، على المدى البعيد، في كل مسام المجتمع، ويثقف السياسة نفسها شاءت أم أبت. الثقافة أعظم من السياسة ولكن كيف تعرف ذلك عن نفسها؟ |
اقوال للراحل علي فضاء هذا الاسفير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
Quote: شكرا لك على الأسئلة: أولا: أوجه الخلاف بيننا وحق الأخرى كثيرة وقد أوردناها في كتابنا: حركة حق إلى أين تتجه، الذي صدر عن مؤتمر الحركة عام 2000 بالقاهرة، وقد نشرنا الكتاب،و لكن كانت نسخه محدودة تتناسب ومقدراتناالمالية. ولكن مادة الكتاب وجدت تغطية واسعة من خلال المقالات العديدة التي نشرها بصحيفة الخرطوم عضو الحركة النشط ازهري طه،الموجود حاليا بأميركا. وأتمنى أن تحصل على نسخة من ذلك الكتاب. ولكن أجمل لك الخلافات فيما يلي: - النقطة الأولى تتعلق بالتنكر للعهود والمواثيق. فقد اتفقنا في مؤتمر الحركة بأسمرا، ديسممبر-يناير 1996 -1997، والذي شارك فيه وفد من الداخل مكون من سبعة أشخاص، برئاسة الأستاذ الحاج وراق، وأرجو أن يكون في هذه النقطة رد على من يقولون أن الحركة كانت في الأصل حركتين، أجزنا فيه الخط السياسي للحركة وهو المشاركة الفعالة في عمل المعارضة، السلمي والعسكري. وقد تعهد مندوبو الداخل بإرسال أعداد كبيرة من المناضلين للإنضمام إلى عمل الحركة بالخارج وحددت الأعداد المتوقعة ووضع الجدول الزمني. ولم يكن ذلك يعبر عن إملاء من قبل الخارج، بل جاء بعد إلحاح شديد وحماس للعمل العسكري من قبل الداخل، ربما فاق، في بعض الأحيان، حماس الموجودين بالخارج. ويدل على ذلك تركيبة وفدهم ذاته. والتفاصيل هنا كثيرة ولا داعي للخوض فيها. ولكن الداخل لم يف بعهوده، بل سار في إتجاه معاكس تماما، وبدأ يصدر إدانات للعمل العسكري اتخذت أشكالا عديدة، أخطرها أنه شن حربا غير معلنة على كل أعضاء الحركة الذين كانوا ينادون بضرورة الجد في تنفيذ ما طرحته الحركة من برامج وخاصة المتعلق منها بمحارية السلطة. - هذا يقودني إلى نقطة الخلاف الأخرى التي تمثلت في المذابح التنطيمية والطرد بالجملة لأعضاء الحركة الذين أبدوا اعتراضهم على التراجع عن الخط الأصلي، وعلى أساليب إدارة الحركة التي كشفت عن كثير من مظاهر الإعتباط والتسلط القيادي. وقد ألصقت بهؤلاء جميعا تهمة واحدة هي العمالة إما لأجهزة الأمن أو للحزب الشيوعي. والغريب أن أكثر من عشرين فصلوا من جامعة واحدة، بدعوى أنهم عملاء للأمن! ونذكر من هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر،نايل الطيب، وعصمت الدسيس ووائل خلف الله ومعروف سند، وآخرين يضر بهم ذكر أسمائهم. وقد برأنا هؤلاء جميعا من التهم الجزافية التي ألصقت بهم بعد المناقشات التفصيلية التي جرت مع الكثيرين منهم، لاعتبارات مبدئية تتعلق بحماية الأفراد وحقوقهم، وحقائق سياسية هي أن هؤلاء هم الذين قامت الحركة على أكتافهم في الجامعات وفي أنحاء مختلفة من العاصمة. وهذه هي بالضبط النقطة التي تنبهنا عندها إلى أن أمرا خطيرا وخطأ فادحا يرتكب بالداخل، لأنه من غير المنطقي أن يكون هناك عشرون عضوا في فرع واحد من فروع الحركة عملاء للأمن. ونحن نعرف أن الأمن لا يعمل بهذه الطريقة وإلا لكان جهازا غير كفء وفاشلا في أداء مهامة القمعية، إذ يخصص عشرين من كوادره، ليس لحركة صغيرة ولكن لفرع واحد من فروعها. والتهمة جائرة ايضا لان المتهمين من الوسط الطلابي الذي يصعب فيه إخفاء الإنتماءات الفكرية والسياسية للناس، لمعرفتهم اللصيقة ببعضهم البعض، ولصدقهم وحماستهم في إبداء مواقفهم والدفاع عنها. ومن المفهوم بالطبع أن يدس الأمن عنصرا من عناصره وسط تنطيم حديث ليعرف حقيقته ولكن تجنيد أكثر من عشرين شخصا، أمر لا يقبله العقل. ويضاف إلى كل ذلك أن الإتهامات كانت جزافية، بمعنى أنها لم تكن تستند إلى اية وقائع محددة أو حيثيات مقنعة، بل لم تتخدها هيئات، بل اتخذها فرد بعينه يصحو اليوم فيقرر أن فلانا خالفه في الراي، إذن هو في الأمن. وقد طالبنا نحن بالخارج بإيراد حيثيات تثبت هذه التهم وتقنعنا بأن شيئا غريبا مثل هذا قد حدث بالفعل، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث. وقد التقينا فيما بعد بالكثيرين الذين ألصقت بهم هذه التهم وعرفنا دوافعها الحقيقية، وهي الخروج على التوجه السياسيي الذي ارتضيناه في المؤتمر وإخراس السنة الذين لم يقتنعوا بمبررات التراجع. وعندما نقول ونردد أن بعض ممارسات القوى التي تدعي الجدة والحداثة أكثر تخلفا في بعض الأحيان من ممارسات القوى التقليدية، فإنما نشير إلى مثل هذه الممارسات الظالمة والضارة ابلغ الضرر بحقوق الافراد وسمعتهم والمدمرة لشخصياتهم،و لو إلى حين. - التخلي عن التوجه السياسي، كان يمكن أن يحدث بصورة صحيحة وديمقراطية. فوفد الداخل، كما أشرت، لم يكن يقل حماسا للعمل العسكري، من ممثلي الخارج، ولم تذكر كلمة واحدة تعبر عن خلاف حول هذه المسألة. ولكن يمكن بالطبع أن يغير الأفراد، أو حتى الهيئات مواقفهم، من قضية أجازها مؤتمر. والإجراء الديمقراطي في هذه الحالة هو صياغة الموقف الجديد بكل حججه ومبرراته والتشاور حوله، وربما عقد مؤتمر إستثنائي لحسمه. ولكن قيادة الداخل لم تختر هذا السبيل. بل إستعانت على قضاء حاجتها بالكتمان والتضليل، والمناورة، وسارت فيما اعتزمت ناشرة حوله غبارا كثيفا من الإتهامات، التي امتدت فشملت حتى أعضاء خارج السودان، خرجوا بعد أن تعرفوا على أساليب عمل قيادة الداخل، فخشيت هذه أن يفضحوها، فاستبقت ذلك بدمغهم بالتهمة ذاتها وهي العمالة للأمن. - بدأت قيادة الداخل، ودون علمنا وقتها، عقد لقاءات مع المؤتمر الشعبي ( الموحد ) أي قبل سقوط الترابي عن السلطة، مؤسسة لموقف عروبي إسلامي، يرفع راية الخوف من الإجتياح الزنجي للسودان، ممثلا في الحركة الشعبية والحركات الأفريقية الأخرى التي تركز على هوية السودان الإفريقية. وكان ذلك أساسا جيدا للتفاهم مع تنظيم السلطة. وظهرت تصريحات من الأمين العام للحركة بالداخل تحاول أن تؤسس نظريالهذا التوجه. وامتدح في ثناياها حسن الترابي باعتباره مجددا دينيا وقوة من قوى التجديد الديني والحداثة. ولكن هذا الخيط إنقطع للخلاف داخل المؤتمر الشعبي، كما انقطع لظهور بديل يمكن أن يكون مقبولا أكثر من الترابي، كان في هذه الحالة هو الصادق المهدي. - إتصلت قيادة الداخل بالصادق المهدي الذي كان وقتها موجودا بالقاهرة وأبدت له رغبتها في العمل المشترك تحت رايته. وطرحت عليه إقتراحابصياغة مذكرة وحملة توقيعات، سميت الحملة المليونية، تعبر عن معارضة السلطة من مواقع الصادق المعروفة. وقد رحب الصادق، بطبيعة الحال، بالمبادرة، وربما اندهش لها لأننا كنا على اتصال به، وكتب نص المذكرة التي طافت بها قيادة الحركة بالداخل على كل القوى السياسية للحصول على توقيعاتها. ورفضت أي تعديل حتى ولو بكلمة واحدة وأعلن أمين الحركة، أن هذه المذكرة كتبها السيد الصادق ولن نغير فيها كلمة واحدة. وقد اعرض كل الذين عرضت عليهم المذكرة عن المشاركة فيها وسارت مسيرة متواضعة من قبل المقتنعين بالخط الجديد من أعضاء الحركة. حدث كل ذلك ونحن لا علم لنا به إلا من الصحف. وأضيف الخروج على قواعد التنظيم، إلى الخروج على خطه السياسي. وإذا كنا نحن نقصد أن نقيم تنظيما تابعا لحزب طائفي أو زعيم طائفي، هو الأطول باعا في إضاعة فرص السودان التاريخية في التقدم وفي ترسيخ الديمقراطية، فلماذا كل هذا الجهد، ولماذا كل هذا الطنين عن القوى الجديدة والمشاريع الجديدة؟ - في مواجهة هذه الخلافات الكبيرة حول المنطلقات والخط السياسي، قررنا عقد مؤتمر تطرج فيه هذه الخلافات وتحسم لصالح وحدة الحركة. ولكن قيادة الداخل رفضت ذلك وأغلقت كل قنوات الإتصال بيننا وبينهم. ولكننا احتلنا إحتيالا حتى نوصلهم مقترحاتنا حول عقد المؤتمر، وإمكانية تفادي إنشطار في الحركة تكون نتائجه سليية جدا عليها في مراحل نموها تلك. وهنا اشترطت قيادة الداخل شروطا تجعل عقد المؤتمر أمرا لا طائل من ورائه. وهو أن نوفر نحن كل نفقات المؤتمر، ويأتي خمسة مندوبين من الداخل، على أن تكون قرارات المؤتمر غير ملزمة!! وقد توصلنا إلى أن قيادة الداخل رافضة رفضا كليا، لأية إمكانية في رأب الصدع. ومضت تلك القيادة في التحضير لمؤتمر للداخل يجيز توجهاتها الجديدة، بعد أن خليت لها الساحة من كل المعارضين. وقد حدث هذا بالفعل في فبراير عام 2000. والذي كان منحاه الأساسي المفاصلة مع الخارج، للدرجة التي وصلت إلى تغيير الإسم. فصارت " حركة القوى الحديثة" بدلا عن " الجديدة". وهذا يهزم رسالة الحركة كليا، لأنها تتحدث عن القوى الجديدة وهي وأن كانت تمشل القوى الحديثة إلأ أنها تتخطاها إلى حدود بعيدة. وكان الهدف كذلك ضرب أية إمكانيات للتقارب أو التعاون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وما دمنا نحن قد عقدنا مؤتمرنا ألذي كشفنا فيه كل ذلك وأعلنا المفاصلة مع مجموعة الداخل، في ابريل من عام 2000، أي بعد شهرين من مؤتمرهم، فإن اي حديث عن فصلنا لهم في ذلك المؤتمر، ليس سوى فرية تكذبها الوقائع والتواريخ. وأرجو أن تراجع في ذلك، فضلا عن الكتاب الذي أشرنا إليه، مقالات محمد سليمان الممتازة في صحيفة الصحافي الدولي في مارس 2000، عن تفاصيل ذلك الخلاف، فمحمد سليمان كان هو المكلف بالصلة بالداخل من قبل اللجنة التنفيذية وكان أحرصنا على ألا يحدث مثل ذلك الشرخ. - هذه كلها اسباب قوية للمفاصلة، ولكن دعني أغوص قليلا إلى ما وراء الظواهر. أعتقد أن السبب العميق الذي حرك كل تلك الخلافات وهز كل تلك القناعات هو إستباق معارك على القيادة توهمتها قيادة الحركة في الداخل، وفضلت أن تحسمها على طريقة " الحل النهائي " بدلا عن المنافسة الديمقراطية. وهو منهج في العمل السياسي شبيه تماما بتقاليد " قتل أشقاء الملك " التي كانت سائدة في بعض مراحل المملكة السنارية وفي أنحاء كثيرة من أوروبا في العصور الوسطى. فعندما ينصب الملك، يكون همه الأول، وهم وزرائه وحاشيته، القضاء على اية إمكانية للمنافسة أو المطالبة بالعرش، وخاصة من أشقائه، الذين يملكون نفس مؤهلاته، وربما يفوقونه في بعض الأحيان. وكانت تصاحب تنصيب الملك عادة هذه المطاردة الشرسةالقاسية، لأشقائه لإبادتهم جميعا، على طريقة ما حدث لعائلة بونديا في رواية ماركيز الاسطورية"مائة عام من العزلة " تلطفت هذه الممارسة عبر الحقب، وظلت تمارسها بأشكالها الملطفة هذه، ولكن بأشكالها العنيفة الحرفية أيضا، بعض تنظيمات القوى الجديدة. وفي ممارسات قوات التحالف، عبرة لمن يعتبر. تنصيب "الأمين العام" في مؤتمر فبراير 2000 كان هو نقطة البداية لتلك المطاردة، ولكنها لم تأت ثمارها لأن المملكة وهمية والصراع وهمي والملك يكاد أن يكون بلا حاشية. وهذا سبب آخر يجعلنا نقول أن بعض ممارسات القوى الجديدة ليست أقل تخلفا من ممارسات القوى التقليلدية التي تعتزم إزاحتها والجلوس على عروشها. وهو ما يجعلنا نشير إلى أن وعيها الديمقراطي فج وسطحي إلى أبعد الحدود، إن لم يكن معاديا للديمقراطية بالفعل، مصادقا لها بالأقوال، التي تصبح في هذه الحالة هراء كالكلام بلا معاني كما قال ابو الطيب المتنبي. - تحالف القوى الجديدة الذي ندعو له واسع ومفتوح. قواه كبيرة ولكن مداخله متعسرة. وهذه هي المشكلة، فالتنظيمات التي تقوم من مواقع القوى الجديدة تعتقد قيادة كل منها أنها الأصل والنواة وأن ماعداها إما أن يتبع لها أو يموت وتذكر ما أوردته سابقا من عبارة عبد العزيز خالد لوفد حركتنا: نحن نتعامل معكم كأفراد، ونقبل من نقبل ونرفض من نرفض،بعد الفحص، و... Once in never out وقد نسيت أن أذكر وقتها أن أحد أعضاء وفدنا علق على هذا الموقف بأننا ربما نكون غرقى ولا نعرف ذلك، كما لا نعرف أن السفينة الوحيدة القادرة على إنقاذنا هي سفينة عبد العزيز خالد. وإلا فما الذي يغرينا بقبول عرض كهذا. تقوم هذه التنظيمات وتفصل على مقاس الأمين العام، أو الباشا، أو السكرتير العام، وتبدأ بمجرد تنصيبه عملية مطاردة الأشقاء وقتلهم. وهذه آفة من آفات الوعي وسطحية العلاقة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تداس دوسا غليظا في الممارسة. ولا أمل لهذه التنطيمات بدون تخطي هذه المرحلة. وعملية التخطي شاقة وعسيرة وهذا ما يدفعنا أيضا إلى التركيز بصورة خاصة على مهمة التنوير العقلاني وتعميق مفاهيم الديمقراطية وتوسيع مفاهيم القيادة، بالتركيز على محدوديتها الزمانية وقصور ظل صلاحياتها، المسؤولية فيها أمام التنطيم، فضلا عن إتساع التنطيم لعدد لا يحصى من القادة، المؤهلين دوما للإنتصار على فناء الافراد، باستمرار الجماعات. ولعلك تربط كل ذلك بما قلته سابقا عن دور الفكر والمفكر. بقي أن اقول أن نجاح أي حركة للقوى الجديدة تتمثل في جذب أعداد معتبرة من المستقلين المتعالين على الأحزاب القائمة أو الخارجين منها، فضلا عن فتح قنوات واسعة للجماهير المسحوقة في المدن والأرياف وفي كل بقاع السودان. في هذا الإطار ظلت الحركة الشعبية حليفا موضوعيا لنا، أي أنها بعملها على زلزلة بنية النظام الحالي، وسعت الفرص أمام هذه القوى لتعمل وتنشط وتمتد، وهذا معروف يجب أن يذكره الناس دائما. ويبقى أن تتحول الحركة إلى حليف ذاتي، تحكمه المواثيق المكتوبة والممارسات الديمقراطية والشفافية والإحترام لهذه القوى ولتجربتها وتاريخها، صرف النظر عن وزنها الحالي. ولتفعل ذلك فإن الحركة تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من اساليب عملها وفي صيغها المقترحة للتعاون، في ظل ظروف مختلفة تماما عما ألفته في السابق. كما أن على هذه القوى نفسها أن تتغلب على كثير من شكوكها وتحاملاتها، وأن تقوي من أوزانها حتى يكون التحالف معها أمرا ذا مردود. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل ربما تكون سابقة لأوانها حول الإتصالات التي نجريها ويجريها الآخرون معنا، فكثيرا من هذه المجهودات ينفرط عقدها بالحديث عنها قبل الأوان.
|
للتاريخ شهادات للراحل المقيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
Quote: موقف الحزب الشيوعي من الخارجين عليه والمنقسمين عنه له جذوره في الفكر اللينيني، والستاليني خاصة، وقد راح ضحيته كثير من الناس عبر الحقب. وهو يتعلق بمكانة الحزب ودوره في التاريخ. فإذا كان الصراع الطبقي هو قابلة التاريخ،كما قال ماركس، فإن الطبقة العاملة هي أداته، والحزب الشيوعي هو عقلها وقلبها معا. أن تخرج على الحزب الشيوعي، معناه أولا أنك تنخلى عن أنبل مهمة في مسيرة المجتمع الإنساني، وهي النضال من أجل خلاص البشرية من الإضطهاد والإستغلال، ومن الملكية الفردية والطبقات، ومن الدولة وأشكال الوعي الخاصة بالمجتعات الطبقية. كما تتخلى عن النضال من أجل المجتمع الشيوعي الذي تسوده العدالة المطلقة، والبحبوحة غير المحدودة، والتي يمثلها شعار " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " ومن تخلى عن مثل هذا الدور، في معمعان من الصراع الشرس ضد المستغلين العتاة، فإنما يعتبر خائنا لنفسه ولهذه المهمة النبيلة التي تحدثنا عنها، لأن الحزب الشيوعي، في اعتبار الشيوعيين ونظريتهم، هو الأداة الوحيدة لتحقيق هذه الرسالة. الحزب الشيوعي، استنادا إلى النظرية والممارسة، هو هذه الشرفة العالية، التي لا يغادرها من يغادرها، إلأ لينحدر إنحدارا مخيفا، ويسقط سقوط عموديا، كما قال لينين، ويأتي من الخيانات ما لاعين رأت ولا أذن سمعت. لأنه ببساطة ينحاز إلى معسكر الأعداء، الذين لا يقلون قبحا عن الشيطان، في صراع لا يعرف الرحمة أو المهادنة. هذه هي الخلفية الفكرية، التي لم تحدث لها أية مراجعة من قبل الحزب الشيوعي، كما أعلم، ونقول بصورة مباشرة أنها مقولة خاطئة وشريرة. كما أن مراجعتها تعتبر أمرا صعبا، لأنه يستدعي مراجعة المشروع كله. ولا بد من الإشارة إلى أن البنية اللينينية متشابكة ومتماسكة، بحيث أن الإخلال باية جزئية من جزئياتها وإزاحة اية طوبة منها، تؤدي إلى إنهيار البنية كلها. وهذا هو مدخل الإيمان، بدلا عن التعامل الناقد والمحاكمة الفكرية، في موقف كثير من الشيوعيين، من حزبهم ومن نظريتهم. ويحدث هذا مع أن لائحة الحزب الشيوعي تنص في مقدمة بنودها أن الحزب تحالف أختياري بين مناضلين شرفاء. بمعنى أنك يمكن أن تدخل بمحض أرادتك وتغادر بمحض إختيارك ايضا، ولا تجد في ذلك حرجا أو عنتا. وعندما تتأمل هذه المسألة، وتستعرض مصائر الذين خرجوا وما واجهوه من حروب، باختلاف درجاتها، تتبين أن هذه المقدمة الجميلة، هي المدخل المزخرف الذي يغري الداخلين بالدخول، وليكتشفوا بعد الدخول أنهم لم يتأملوا في الخروج، ولم يستبينوا الطرق المؤدية إليه. كما يكتشفون أن التحالف الإختياري بين المناضلين الشرفاء، قد تحول إلى حرب تسحب فيها كل الخناجر من أغمادها. مكانة الحزب، وكونه بقرة مقدسة وعجلا ذهبيا، لعبت دورا رئيسا في هزيمة تروتسكي، في صراعه الجبار ضد ستالين. فقد الزم تروتسكي نفسه بالمبدأ التالي: لا يمكن لأحد، كائنا من كان، أن يكون مصيبا ضد الحزب. ولذلك قرر البقاء داخل الحزب الذي كان ستالين قد استولى بالكامل على جهازه الإداري، وشرع في تصفية أنصار تروتسكي، حتى تركه عاريا تحت رحمته. وهذا من دروس التاريخ التي لم يلق عليها كثير من الأضواء. وتروتسكي نفسه هو الذي قال: أنك لا يمكن أن تغير أية مؤسسة سياسية، دع عنك الحزب، إذا لم تكن داخله. ونسي شيئا هاما جدا، وهو أنك لا يمكن أن تنتصر في اي صراع يدور على ارضية الحزب ووفق لائحته، القائمة على المركزية الديمقراطية، إذا كان ما تدعو إليه مخالفا لما تراه القيادة. وهذا هو بالضبط ما يفسر الجمود الذي يحاصر المناقشة العامة، ويدخلها في نفق ضيق، لأن الجميع ينتظرون السكرتير العام ليعيد اكتشاف العجلة، ويضرب ضربة البداية في مسيرة التغيير. وإلا فما تفسير حقيقة أن الجميع يتحدث عن التغيير، ولكنه يتحدث أيضا عن أستعجال الخارجين. والجملة المحذوفة هنا هي أن على الخارجين أن ينتظروا حتى يعيد السكرتير العام إكتشاف ما توصولوا إليه هم قبل أكثر من عشر سنوات. وهناك قصص كثيرة في علاقتنا بالتروتسكية عندما كنا بالجامعة وتصنيف عبد الخالق لنا، بأننا مجموعة من التروتسكيين البرجوازيين الصغار، وتلك ايضا قصة أخرى. مفارقتنا الأساسية هي التالية: الحزب ليس بقرة مقدسة، ليس عجلا ذهبيا، وليس منفذا وحيدا للفعالية الفكرية او السياسية للأفراد. وليس من قبيل الصدف أننا قلنا في استقالتنا، لم يعد الحزب موقعا مناسبا لفعاليتنا، بل صار سجنا لها. أعتذر عن المواصلة، مع أنني وصلت إلى عمق الموضوع حاليا، وأعد بالعودة . |
لمحة اخري من اقوال الراحل في القضايا الشائكة مثار الجدل...
حتي لاننسي فتنسوا...لوحة علقها علي جدران الحكايا...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
Quote: أوردت خلفية فكرية مختصرة كثيرا لفداحة الإنسلاخ عن الحزب الشيوعي من زاوية اللينينية ومن زاوية القيادة الشيوعية عموما، وقيادة الحزب الشيوعي السوداني في حالتنا هذه. وأقول أن الخوف من هذا السقوط يكاد أن يصبح طبيعة ثانية بالنسبة لعضو الحزب، فيخشاه خشية الموت. وما دامت القيادة هي التي تصدر الأحكام في هذه الحالات، فإن الخوف من السقوط يصبح خوفا من القيادة مانحة الألقاب وموزعة الصكوك، المحصنة بعصمتها وبحيازتها للحقيقة المطلقة، وبكونها مصدرا للهداية والإستقامة و الثبات. وإذا كان كل خروج يمثل نوعا من السقوط، ويكون مصحوبا دائما بالإنحياز إلى معسكر الأعداء، (ويعبر مصطلح " الإنحرافات " اليمينية واليسارية، عن مجرى السفينة التي تمخر عباب الصراع الطبقي، صيغة أخرى للظاهرة نفسها)، فإن من الطبيعي أن يعبيء الحزب طاقاته كلها من أجل " تصفية" الإنقسام والمنقسمين. وربما تصل هذه المسالة إلى درجة البرانوياالفكرية والتنظيمية، فتحارب القيادة " ظلال الافكار" المنحرفة، قبل أن تظهر للعلن حتى لأصحابها. وهذه العبارة صكها عبد الخالق محجوب، على أعتاب إنقسام عام 1970. وقبلناها جميعا، وأعجبنا بها، لأنها تدفعك إلى التدقيق الفكري في كل ما يقوله الآخرون، دون أن نستبين جانبها التنظيمي، والذي يتمثل في جهاز الرقابة الحزبية، أو في جهاز الرقابة الفردية المركب في كل عضو حزب، والذي يدفعه إلى رفع " البلاغات " عن الزملاء نتيجة لكلمة تفوهوا بها في حالة من حالات الإسترخاء. مما يشيع داخل الحزب في النهاية أجواء شبيهة بأجواء رواية جورج اورويل، 1984، وعين الأخ الكبير التي لا تخطئ ظلال الأفكار وهي تنبت غضة في الدماغ. الإنقسامات التي وقعت في الحزب، وقد رصدها تجاني الطيب في محاضرة مكتوبة كان يقدمها بفرح خاص، وشعور طيب بالنجاة، إلى اعضاء الحزب الجدد، صنفت كلها ضمن مقولة " إنحرافات البرجوازية الصغيرة " المعروفة بالتطويح يمينا ويسارا. هكذا كان انقسام عوض عبد الرازق، ويوسف عبد المجيد، ومختار عبيد، وأحمد سليمان وآخرون،والخاتم عدلان وآخرون. وكانت المهمة في كل هذه الحالات هي تصفية الإنقسام، وإعلان الحرب الدائمة ضده حتى آخر فرد من أفراده. ولكن عدة الحزب التحليلية المماهية بين الإنقسام والسقوط، تجعله عاجزا عن استبانة حقيقة الأشياء، وتجعله عاجزا عن استبانة الاسباب الحقيقية الكلية للإنقسامات، أو على وجه التحديد دور القيادة نفسها، وطريقة عملها وطبيعة اشخاصها، فضلا عن اية خلافات نظرية حقيقية وليست مفتعلة، في دفع الكثيرين خارج الحزب، سواء أعلنوا ذلك وهم الأقلية، أو انسحبوا بهدوء خوفامن التشهير وهم الكثرة الغالبة. أقول أن الأخطاء كلها ليست دائما في جانب المنقسمين، وأقول أن الحقيقة والإستقامة والعزم والجلد، ليست دائما في صف القيادة. وهذا ما يستحق المراجعة الشاملة من قبل الشيوعيين، ذوي الوعي الديمقراطي الحقيقي، لأن ذلك من شأنه أن يعيد لبعض الناس اعتبارهم ويعيد للحياة السياسية بعض عافيتها. وأطرح تحديدا ما يلي: " الإنتهازي عوض عبد الرازق" وهو الإسم الحزبي، لرجل عظيم، لم يكن إنتهازيا بأية حال من الأحوال. بل هو رجل عاش فقيرا، ونبيلا، ومات فقيرا وحيدا حزينا في غرفة واحدة من فندق كان يملكه صديقه. كان عوض عبد الرازق، ضحية ما أسميته " قتل اشقاء الملك " لأن عبد الخالق محجوب، العائد لتوه من مصر، وبتكليف من الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني " حدتو"، الشيوعية المصرية،لقيادة الفرع السوداني للحركة، كان مستعجلا للإستيلاء على دفة القيادة بأسرع ما يمكنه. وليست لديّ أية شكوك في أن عبد الخالق محجوب كان أكثر تأهيلا لقيادة الحزب الشيوعي من عوض عبد الرازق، ولكن الطريقة التي تبناها في الصعود كانت خاطئة وميكيافيلية، وصمت هذا الرجل الكريم بما لم يكن فيه، وعزلته عن حركة دفع الكثير من أجلها. وقد أجبره نبله ألا ينبس ببنت شفة عن هذا الظلم الفادح الذي وقع عليه، وليته لم يفعل ذلك.ليته دافع عن نفسه إلى درجة الإستماتة،كما فعلنا، وليته نازع الحزب على قلوب وعقول الناس بإعلانه عن الأسباب الحقيقية لذلك الصراع. ويمكن لكل من يراجع كتاب " لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني" الذي كتبه عبد الخالق محجوب أن يستبين بالنظرة المدققة الظلم الذي حاق بعوض عبد الرازق. ومن قبيل قتل أشقاء الملك أيضا ما حدث اوائل الستينات لقاسم أمين، الذي أبعد، بمكيدة مدبرة، من السودان، وأتهم بأبشع التهم في ذلك الوقت، وأرسل إلى براغ "للعلاج" من داء يتعلق بالأخلاق!! وأذكر أنه في المؤتمر التداولي في أغسطس عام 1970، الذي عقد لحسم الموقف من سلطة مايو، أن عبد الخالق محجوب، إقترح تكوين لجنة لتقييم الكادر، إستعدادا للمؤتمر الخامس، وهو لم يعقدحتى الآن بالمناسبة، وتأهبا للإنقسام الذي كان يراه ماثلا أمامه، فما كان من الشيخ الأمين محمد الأمين، القائد الأشهر لاتحاد المزارعين، وعضو اللجنة المركزية للحزب، إلأ أن صاح فيه دون أن يطلب إذنا بالكلام: ياخي إنت الله، تقتل الرجل وتحييه؟ ولم يعره عبد الخالق أدنى إنتباه، ولم أكن أنا شخصيا ادري عم يدور الحديث. إنقسامات يوسف عبد الرازق ومختار عبيد لم تكن إنحرافات، بل كانت إختلافات في الرؤى والتصورات، ولو كان ماعون الحزب واسعا، لاستوعبها واستوعبهم وهو ما لم يحدث. إنقسام 1970 كان مختلفا. وقد قلت في مساهمتى نيابة عن فرع الطلاب، الذي كان موقفه إجماعيا من رفض مقولات معاوية سورج حول الموقف من السلطة وقتها، أن ما يردده تيار معاوية من إتهامات شخصية لعبد الخالق، يمكن أن يكون صحيحا كما يمكن أن يكون خاطئأ،ولكن لا علاقة له بالموقف المبدئي من السلطة. ولم يكن البعض راضيا عن إيراد عبارة " يمكن أن يكون صحيحا " كونها ظلا لفكرة غير مستقيمة. صحيح أن إنقسام 1970 لم يكن من الممكن تلافيه، ولكن صحيح أيضا أن المنقسمين لم يكونوا كلهم إنتهازيين، بل كان بينهم مناضلون مستقيمون تماما، من الرجال والنساء، وكانوا يرون في قيادة عبد الخالق عيوبا كثيرة لم تكن معروفة لدى عضو الحزب العادي، بينما كانت معروفة لديهم. أخلص من كل ذلك لأقول أن الحزب الشيوعي، ومهما كانت الصيغة الجديدة التي سيظهر بها بعد حين، مطالب بالمراجعة الشاملة لموقفه من المنقسمين والإعتذار علنا وكتابة للذين ظلموا منهم، تبرئة للذمة، وإحقاقا للحق، وسعيا لإشاعة العافية في بعض أوصال الحياة السياسية السودانية. * خروجي قيل اكتمال المناقشة العامة، وأحتمال أن يكون ذلك الخروج قد أجهضها، استنتاج لا اوافق عليه. ولمصلحة القراء، فإن المناقشة العامة، وهي تطرح للنقاش كل المنطلقات النظرية والسياسية والتنظيمية، دشنت داخل الحزب الشيوعي عام 1991.أي أنها ظلت مستمرة طوال 12 عاما ولم تحسم حتى الآن، اية قضية من القضايا. وقد مات كثيرون ممن شاركوا في هذه المناقشة دون أن يعرفوا نتيجتها. وأنا لا أعرف اية تجربة حزبية مشابهة لما يحدث حاليا في الحزب الشيوعي السوداني. ثمة مناقشات لا تقل أهمية عن هذه، دارت في أحزاب شيوعية أخرى وحسم أمرها في وقت قصير لا يتعدى العام أو العامين. ودعني أكون صريحا معك: إستمرار المناقشة العامة كل هذه الفترة، التي تذكر بأهل بيزنطة ودجاجتهم وبيضها، يحقق لقيادة الحزب عدة أهداف. فهو يبقيها في مكانها لأطول فترة ممكنة، ويحبط العناصر التي تميل إلى التغيير الجذري والناجز، فتخرج أو تنزوي، ويميع القضايا من خلال أخذ ورد ومماحكة لا تنتهي، ويجعل الحصيلة النهائية هي بالضبط ما يريده ويرضاه السكرتير العام للحزب، الذي لا يريد أن يترك المبادرة الفكرية لأحد، حتى ولو كانت هذه المبادرة أمرا واقعا لا يمكن أخفاؤه باية الاعيب أو حيل. ودعني أقول لك شيئا أخر: إن الإستطالة الأسطورية لهذه المناقشة، تعبر عن جبن فكري عميق، تتميز به القيادة الحزبية، التي ما تزال تنتظر أن يظهر " مركز " شيوعي ما، في مكان ما من العالم ، ليصدر فتاواه حول مآلات الشيوعية العالمية، ويكفيها شر التنظير، ويقيها شر " الإنحرافات " اليمينية واليسارية. وقد عبر عن هذا التوجه خير تعبير الدكتور محمد سليمان محمد، عندما قال في الرد علىّ اطروحتي، في اجتماع في لندن، أن مسألة حسم هذه المسائل النظرية أكبر من أمثالي، وأن هناك جهات عالمية تتوفر الآن على دراسة هذه الظواهر لتخرج منها بالراي السديد. وهذا هو الحل البيروقراطي القديم للقضايا الفكرية، الذي لا استغرب صدوره عن أمثال محمد سليمان، كما لا أستغرب تبني قيادة الحزب الشيوعي له و إن لم تصرح بذلك. خروجي لم يتسبب في إجهاض المناقشة، بل إن إجهاض المناقشة العامة، برفض ورقتي وتصنيفها بأنها إنحراف آخر، هو واحد من العوامل التي أخرجتني وأخرجت الكثيرين ممن لم يعلنوا خروجهم.
|
صفحة اخري من كتاب حياتة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
ما لهذا السديم يهل بكل قسوته علي هذا الصباح هكذا انسحاب النجوم من مجرتها بغتة فنام الليل يحتضن الابالسة وهي تقرقر في سرها ثم تمشي خلف موكبك الاخير لا لم تمت بعد ايها الصادق الوفي لا لم تمت بعد ان في الوقت متسع لعلها الاحلام التي راودتك ذات شمس الحقيقة ذات الصباح المضطرب من هول ماساتنا تستفيق في جرحنا الابدي في خلايا البلاد الممزقة مثل جبة المجنون مثل بنت قاومت اغتصابها علي ساعد الجنجويد علها يا صديقنا المرتحل علها تستفيق كيف نبكيك وانت لم تزل في وقفتك النبيله في صمودك الازلي حين انكسار الجموع الغفيرة حين التباس الحقيقه في برج قادتنا في ساعه الرمل التي تهبنا الانتظار الطويل لا لم تمت بعد ايها الطود الثابت في مجرة الكون في ثلمة الروح في فنار الموانئ التي ترتجيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: Alia awadelkareem)
|
العزيزة عالية..
لا استطيع لحد اللحظة ان استوعب كل الذى حدث ..معلق على استارزمان الحزن النزف الجراح.حزين انا كحزن اليتامى ..وهم فى عفوية الطفولة البراءة .والصفاء..حزنى مسادير والوية واطواق ..وزمن مثقل بالدموع والجراح..كل منا يحسة بلسعة الوجع الحزن ..وتقهره الدموع..كل يراه بصورته .وبمعرفته له ..لا نختلف بل نتفق على عمق سراديب الجراح... احس بوجعك الدفين..وبرقع الحزن الذى كسى كل ملامحك ..وغطاك بثقل مواجعه الدموع والجراح..
حزنى معك .. وليرحمه المولى .هذا الرمح المدى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هي صفعة اخري علي وجة البلاد ..نعي رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا لفقيد البلاد الخات (Re: عصمت العالم)
|
Quote: لا استطيع لحد اللحظة ان استوعب كل الذى حدث ..معلق على استارزمان الحزن النزف الجراح.حزين انا كحزن اليتامى ..وهم فى عفوية الطفولة البراءة .والصفاء..حزنى مسادير والوية واطواق ..وزمن مثقل بالدموع والجراح..كل منا يحسة بلسعة الوجع الحزن ..وتقهره الدموع..كل يراه بصورته .وبمعرفته له ..لا نختلف بل نتفق على عمق سراديب الجراح...
|
العزيز عصمت العالم
اولا مرحب بيك في س.اون لاين
وثانيا شكرا لانك هنا تواسيني
انة فقد البلاد
انة البلاد التي فقدت
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
|