دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ولن يقتلك الستالينيون يا خاتم.. وفجورة الشيوعيين والاسلاموين
|
كثير من الخواطر تتبادر الي ذهني
ويسرع الاستاذ الصديق عادل عبدالعاطي
بالكتابة في نفس الموضوع: انه توارد خواطر.. دون تواصل
لقد كلفني الحزب الاتحادي بكتابة نعي للفقيد
وتحديدا تقديم العزاء لاسرة الخاتم ، وللزملاء في " حق".. ولاصدقاؤه.. ولعموم شعب السودان
وان يكون النعي باسم الحزب عامة عبر المكتب القيادي.....
ونؤمن بان تلك هي " الاصول" النابعة من مبادئ وقيم الحركة الوطنية الاتحادية...
وتماما مثلك يا عادل كنت اتابع متمنيا ان تصدر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي نعيا للفقيد ولكن... وحتي بيان المملكة المتحدة تم توقيعه
ب: عضوات واعضاء الحزب ، وليس باسم فرع الحزب !!
لا تلومني يا عزيزي ان الشيوعيين والاسلاموين متطرفيين في كل شئ وخصومتهم هي " فجورة"
حتي لو كانوا من اصدقاء الامس القريب..
اشتكت لي زوجة قيادي شيوعي " سابق" من زملاء الامس الذين رفضوا العزاء في والد زميلهم لمجرد انه ابتعد واصبح صديقا للخاتم
وكان بيت هذا الدكتور مفتوحا علي مصراعيه لجميع الشيوعيين وغيرهم ويتصف هذا الدكتور بالنبل والادب الجم وقد كان مندوب الحزب الشيوعي في التجمع وكنت مندوب الحزب الاتحادي في نفس التجمع وعرفته عن قرب وطنيا ديمقراطيا لا يخشي الصدع بالحق والحقيقة
وعندما صدعت المناضلة فاطمة بالحق في وجه العميل الدو اجو قالوا انها " خرفت" لمجرد انها كانت صادقة ومتجردة وليس كغيرها خانعة متهافته
ولا دري يا عادل لماذا تستشهد بكتابات التجاني الطيب والذي هو في راي المتواضع وحسب
متابعاتي رائد الستالينيون في الحزب الشيوعي
وقد رفض ان بمد يده بالسلام للخاتم في حضوري واخرين!!
وقد كررها ورفض تحيتي عندما قلت للميرغني في حضوره واخرين ان التجمع يجب ان يتسع للجميع بما فيهم " حق" وغيرها..
ورغم "حق التذكرة" لم يسنطيع " مولانا" كسر فاطنة السمحة
وانظر الي الشيخ حسن وهو شارد الذهن في سجنه ... يذكر تلاميذه النجباء
شيخ علي..شيخ وشيخ وشيخ .. وحتي تلميذه المقرب جدا محمد طه محمد قالها قال عنه...... وتبعه العتباني " اين هو" فاستغل الاعلام عندما كان وزيرا :: ليسلع كبيرهم في كل مكان من جسده المنهك بفعل وفاعل
انه "النضال" يا ود عبدالعاطي .. والمعركة في غير معترك.. وام المعارك في قول لرئيس اسير بيد من صنعه من اميركان وطليان
ولي عودة لقصة عادل عرمان مع الجبهجية لبابة الفضل
وما اقسي الفجورة في الخصومة
Quote: هل يقتل ستالينيو الحزب الشيوعي الخاتم عدلان بعد موته؟
عادل عبد العاطي [email protected] "الستالينيون سيقتلوننا" الخاتم عدلان
مدخل:
كانت فكرة هذا المقال تختمر في ذهني منذ ايام؛ وانا اتابع المسعي الحثيث لستالينيي الحزب الشيوعي السوداني لاغتيال الخاتم عدلان بعد موته؛ يمارس عبر اليات مختلفة. وقد قررت ان اعطي نفسا والناس وقتا للحزن؛ حتي يتم دفن رفات الفقيد الكبير؛ ثم ارجع للموضوع من بعد؛ وكذلك لكيما يتبين لي الخيط الابيض من الاسود؛ وحتي اكون علي بينة من الامر؛ فربما هي حساسية فائقة عندى تجاه هؤلاء؛ وربما هو من وسوسات النفس الامارة بالسوء.
في خلال ذلك صُدِمت وصُدِم الجميع؛ بممارسة النظام البربرية في اختطاف جثمان الخاتم عدلان؛ والذي اثبت انهم يهابوا الخاتم حيا وميتا؛ وانهم يعيشوا في رعب عظيم ؛ وللوهلة الاولي فكرت ان اترك هذا الموضوع؛ واركز علي فضح ممارسات النظام؛ وخصوصا البواعث النفسية والسياسية التي تقف وراء تلك الفعلة البشعة؛ وبدات في تجهيز عُدتي لذلك؛ قبل ان تاتيني اخبار جديدة غيرت كل الموازين.
اقول الان اني قد وصلت لقناعة راسخة ان ما رايته في الايام الاولي بعد موت الخاتم في غباش؛ انما هو حقيقة واقعة؛ ووصلت لقناعة ان فضح محاولة سرقة الخاتم معنويا؛ ومحاولة اذلاله بعد موته؛ وهما الآليتان التان يمارس بهما ستالينيو الحزب الشيوعي محاولة اغتيال الخاتم عدلان بعد رحيله؛ هو اهم من فضح ممارسة الانقاذ المفضوحة؛ فهؤلاء الانقاذيون في رعبهم خطفوا الجثمان الميت؛ وفضحوا انفسهم؛ وابانوا كم ان الخاتم حي في الناس؛ واولئك الستالينيون يريدوا ان يخطفوا الروح والقيمة الحية؛ فيما سيكون الموت الثاني او قل القتل الحقيقي للخاتم عدلان؛ اذا ما كتب لهذا المخطط الشرير النجاح.
من هم ستالينيو الحزب الشيوعي:
هم اناس اغلقوا الاقفال علي عقولهم؛ وعبدوا النصوص والاوهام والاصنام؛ متحجرين كالغرانيت؛ انتهازيين ومائعين كالزئبق؛ يتخذوا لكل موقف مسوحا؛ بما يوافق هوى اصنامهم البشرية؛ من القيادات الابدية .. قد استعبدوا انفسهم لرجال مثلهم؛ وهبطوا من كرامة البشرية وتفرد الانسان الي انحطاط الحيوانية وحياة قطيع الضان؛ وحقت عليهم اذن مقولة لينين: ان العبد الذي يجد نفسه في العبودية؛ لا تثريب عليه؛ ولكن العبد الذي يدافع عن عبوديته؛ ولا يتمرد عليها؛ فهو من يستحق الاحتقار.
قال عنهم حسن تاج السر؛ عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني؛ وهو يصفهم ويصف الحزب الذي سيطروا عليه؛ فيما نقله عنه التجاني الطيب بابكر؛ التالي:
(الزميل حسن تاج السر، وهو عضو سكرتارية اللجنة المركزية منذ إعادة هيكلة العمل القيادي في النصف الثاني من عام 1971 يصف الحالة في حزبنا في ظل ما أسماه الستالينية علي النحو التالي: عقيدة ايمانية .. عبادة فرد .. شخصنة الحزب في سكرتيره العام .. تفشي الكسل الذهني بين مثقفيه .. معاداة المبادرة .. سيادة أساليب الهيمنة والتشرذم والفتك بالخصوم وتدميرهم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم .. وتسريب الاختلاقات والأقاويل عن القادة الغير مرغوب فيهم للحط من شأنهم وقتل شخصياتهم ... والإنتشاء باخبار السقوط والإرتداد والإبعاد من القيادة .. افتقاد الحق والعدل داخل الحزب .. وأصبحت القيادة نهباَ للكذب والتآمر، وتحول الحزب الي قطيع مسلوب الارادة وانطمست معالم الحزب كمؤسسة ديمقراطية..))
"التجاني الطيب بابكر؛ مجلة قضايا سودانية؛ العدد الثاني والعشرون، ديسمبر 1999، صفحة 1"
وقد اكد ما جاء عن ستالينية الحزب الشيوعي؛ الاستاذ النقابي عرمان محمد احمد؛ وذلك في مقاله: استالينية الحزب الشيوعي السوداني والالفية الجديدة التالي:
((والحق ان الأوصاف التي وصف بها الرفيق (حسن تاج السر) عضو سكرتارية اللجنة المركزية حزبه هي عين الصواب، وتعبر أحسن تعبير عن واقع الحال داخل هذا الحزب الإستاليني السري، الذي يعرفه كل الأذكياء من أهل السودان، بل ان تدمير الخصوم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم، والحط من شأن القادة غير المرغوب فيهم، وقتل شخصياتهم الخ .. هي ما صار يسميه الرفاق الآن بـ( النضال اليومي) وربما لايدري هؤلاء (المناضلون السريون) ان افعالهم الشنيعة هذه تدخل في دائرة الجرائم الجنائية، وتشكل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان )).. "عرمان محمد احمد: ستالينية الحزب الشيوعي السوداني والالفية الجديدة؛ لندن؛ نوفمبر 1999"
هل ساهم الستالينيون في موت الخاتم:
اى نعم؛ اقول هذا ولا اخشاه؛ واضع صوتي مع صوت الدكتور ابراهيم الكرسني؛ والذي كتب عنهم؛ واصفا لهم بالموظفين؛ وما هم موظفين؛ فالموظف له اخلاق مهنة؛ ويخضع للوائح وقانون؛ ويعمل في الغالب لمصلحة العموم؛ وانما هؤلاء عبدة للبشر؛ وعبيد لهم؛ قد استرقوا انفسهم ولم يحترموها؛ فلا سبيل لان نحترمهم؛ التالي:
((باعدامهم للشهيد محمود تمكن الاخوان (المسلمون) من الخلاص من أحد طرفى "الكماشة" التى تمسك بتلابيبهم ولم يتبقى لهم سوى القضاء على الطرف الآخر الممثل فى الخاتم عدلان. لم يفلح الاخوان فى تصفية الخاتم جسديا, كما فى حالة الأستاذ محمود, لكن, ولحسن حظهم وجدوا من يقوم بتنفيذ هذه المهمة نيابة عنهم, سواء كان ذلك بوعى منهم أو بدونه.
ان الحملة الشعواء التى شنها بعض "موظفى" التنظيمات السياسية ,وليس "مفكريها", بهدف اغتيال شخصيته, والمقاطعة الاجتماعية الشاملة التى فرضها عليه, وللأسف, من كانوا حتى الأمس القريب أعز أصفيائه, ثم بدأوا فى ذرف دموع التماسيح بعد رحيله الفاجع, كانت, على ما أعتقد, هى السبب المباشر فى اصابة الخاتم بمرض السرطان اللعين, حيث أنه يمتلك شخصية غاية فى الرقة والعذوبة طغت عليها شخصيته التى تميزت بالصلابة والصمود فى وجه جلاديه. و لطالما تألم الشهيد على مثل هذه التصرفات الصبيانية ليس على مدى وقعها عليه وانما شفقة ورثاءا على أمثال هؤلاء القوم!!)) "د. إبراهيم الكرسني؛ الخاتم عدلان: رحيل رجل في قامة وطن؛ 24 ابريل 2005"
وقد رصد العديدون هذه الحملة لاغتيال شخصية الخاتم عدلان؛ والتي امتدت لسنوات؛ فكتب عنها الاستاذ احمد امين:
((فى منتصف التسعينات عندما أعلن الخاتم رأيه فى الخط السياسيى للحزب الشيوعى من خلال المناقشات التى بادر بها فى دراسته "آن آوان التغير" وبعد قنوطه ويأسه من التغير من داخل المؤسسة الحزبيه واعلانه منظمة سياسية جديدة بأستقالته من الحزب الشيوعى السودانى، لكن كلعنة كل الايدولجيات ومعتنقيها كانت رؤية التسامح وأتساع الصــدر الفكرى آخر منظومة أخلاقيه فكريه ينتبه لها ذلك الزمان، لكنه واجه العزله الاجتماعيه التى فرضها عليه رفاق الأمس بشجاعه منقطعة النظير فى عتمة وقساوة المنفى، لكنه صبر لأنه كان يثق فى صحة رؤيته وتصوره.)) "أحمد امين؛ رثاءللخاتم عدلان نشر بمنبر الحوار بموقع سودانيزاونلاين.كوم؛ ابريل 2005>>
اما الخاتم نفسه فقد رصد الامر؛ بما عرف عنه من وضوح وصراحة ومبدئية؛ حين قال في لقاء صحفي؛ ردا علي سؤال حول علاقته الاجتماعية بالشيوعيين:
(علاقتي الشخصية اتصور انها ممتازة لا اخلط مطلقا بين الشيئين السياسي والاجتماعي لذلك تجدني اذهب للشيوعيين في العزاء ·· كما اذهب اليهم في الافراح وابادر بالتقاط خيوط الصداقة وخيوط الود ، عندما تتراضي وهذا واضح في تصرفاتي معهم·
ولكن العكس ليس صحيحا فعندما خرجت حاول كثير من الشيوعيين ، بتشجيع من القيادة ·· اغتيال شخصيتي ·· وهذه واحدة من الممارسات التي كان يمارسها الحزب الشيوعي للاسف واصبح عاجزا عنها يعني هو حتي لو تخلي عنها فسيكون تخلي العاجز اسلوب اصبح لايفيد كثيرا ولكنهم علي كل حال حاولوا اغتيالي معنويا · ولاكون دقيقا فان فئات منهم حاولت ذلك وهذا ايضا بدوافع البرنويا ودوافع المقولة اللينينية ان الشيوعي اذا سقط يسقط عموديا وهذا هراء محض كانما الحزب الشيوعي هو الأرضية الوحيدة الطاهرة لاداء فرائض السياسة ولكنهم لم ينتبهوا الي ان ارض السودان - ايضا - واسعة وانتماءات السودان واسعة ، ويمكن ان تكون وطنيا ·· وان تكون تقدميا وان تناضل من اجل العدالة من خارج الحزب الشيوعي) "الخاتم عدلان؛ لقاءصحفي مع جريدة اخبار اليوم؛ 2004"
الستالينيون ومحاولة اغتيال الخاتم بعد موته:
في شهادة للصحفي الاستاذ ابوبكر الامين؛ قال ان الخاتم قد قال له: "الستالينيون سيقتلونا"؛ وربما قصد الخاتم حينها الموت الحسي؛ وظن انهم غير قادرين علي القتل المعنوي او اغتيال الشخصية؛ ولكن لا اظن انه تصور ان تتم محاولة الاغتيال؛ بعد ان يموت الانسان.
لم تمض ايام قليلة علي رحيل الخاتم عدلان بجسده عن دنيانا؛ حتي اتضحت لنا ابعاد المحاولة الكبيرة لستالينيي الحزب الشيوعي؛ في اكمال مسلسل الاغتيال المعنوى للخاتم عدلان بعد موته؛ بعد ان فشلوا في ذلك في حياته.
وحقيقة انه علي رغم معرفتنا بمقدار السؤء والانحطاط الكامن في ستالينييي الحزب الشيوعي؛ واجرام اساليبهم السياسية في العمل؛ الا اننا ما كنا نتصور انها ستصل الي هذا الحد؛ وانهم بعد ان ساهموا في استقحال "غباين" الرجل حيا؛ وكانوا من مسببات موته المبكر؛ كما يقول د. الكرسني؛ فانهم سيواصلوا مسعاهم لقتله بالكامل بعد موته.
وقد قلنا ان محاولة اغتيال الخاتم تمارس عبر آليتين رئيسيتين؛ وهي التبخيس من قدره ومحاولة اذلاله؛ والثانية هي محاولة سرقة تراثه ونضاله؛ وجبره لصالح الحزب الشيوعي؛ وهما آليتان تعملان في تناغم؛ رغم التناقض الظاهري بينهما.
في السطور التالية؛ نقدم قراءة جد اولية؛ لذينك الآليتين؛ عسى ان نرجع لهما بتفصيل اكبر في المستقبل؛ وحالما نستطيع ان نحيط بما لا يمكن تصديقه من الوهلة الاولي؛ من ممارسات ستالينيي الحزب الشيوعي السوداني.
الآلية الاولي: التبخيس ومحاولة الاذلال:
فالالية الاولي للاغتيال؛ والقائمة علي التبخيس ومحاولة الاذلال؛ تمثلت في رفض قيادة الحزب الشيوعي المركزية؛ ممثلة في اللجنة المركزية؛ او سكرتارية اللجنة المركزية؛ او السكرتير العام للحزب – والذي قال انه ليس سكرتيرا عاما؛ وانما هو لقب الصق به زورا- ؛ محمد ابراهيم نقد؛ او التجاني الطيب بابكر؛ اهم قيادي لهم في الخارج؛ اصدار بيان نعي للخاتم عدلان؛ وذلك بعد مرور 5 ايام علي وفاته؛ وفي وقت اصدرت فيه معظم القوى السياسية والاجتماعية؛ بيانات تنعي فيها الخاتم؛ وتتحدث عن دوره الوطني وعن الخسارة الفادحة للصف الوطني بفقده؛ وذلك في اليوم الاول او الثاني لرحيله.
هذا الامر ليس غريبا علي ستالينيي الحزب الشيوعي؛ فهم كآل بوربون؛ لا ينسوا شيئا ولا يتعلموا شيئا ولا يغفروا شيئا؛ ومن قبل اسقطوا سيرة رجال عظام من تاريخ حزبهم؛ بل وصفوهم باقذع الالفاظ؛ لانهم اختلفوا معهم؛ اذكر منهم عبد الوهاب زين العابدين وعوض عبد الرازق؛ اول سكرتيرين لحزبهما؛ ومحمد السيد سليمان والحاج عبد الرحمن؛ القياديان العماليان الفذان؛ ولم تنع جريدتهم الميدان المرحوم عمر مصطفي المكي؛ والذي كان رئيسا لتحريرها لسنوات؛ الخ الخ من امثلة الجحود ونكران الجميل والخصومة الفاجرة.
وقد يقول البعض ان محمد ابراهيم نقد كان في استقبال جثمان الخاتم في مطار الخرطوم؛ ونقول ان هذا هو من قبيل دموع التماسيح التي تحدث عنها دكتور الكرسني؛ وهو من قبيل ذر الرماد في العيون؛ اذ هل اسهل –نظريا - اصدار بيان او تصريح صحفي ينعي الخاتم من قبل سكرتير الشيوعيين؛ ام الذهاب للمطار ؟ لكن الذهاب للمطار ورهقه وذرف دموع التماسيح لا يكلف شيئا في الحقيقة؛ بل هو يُكسِب التعاطف؛ اما البيان فهو وثيقة تاريخية؛ وهو في حالة الشيوعيين يفترض منهم الاعتراف بحقائق مرة؛ في حقيقة تعاملهم مع الخاتم؛ وفي الاعتراف بدوره الوطني والثوري والفكري؛ ولذا يهربوا منها الي دموع التماسيح.
اما تلك المؤسسات الاقل قيمة من مؤسسات الشيوعيين؛ والتي نعت الخاتم؛ ونعني بها فرع الحزب الشيوعي السوداني في المملكة المتحدة؛ وفرع ذلك الحزب في هولندا؛ والحزب الشيوعي بالعاصمة القومية؛ فانها قد حاولت جميعها تبخيس قدره؛ حين رفضت كلها ان تلحق باسمه لقبه وموقعه السياسي الذي شغله في السنوات العشر الاخيرة؛ وحتي لحظة موته؛ وهو رئيس اللجنة التنفيذية لحركة القوى الديمقراطية الجديدة "حق"؛ ورفضها كلها ان تعزي رفاقه في تلك الحركة التي بناها وسط صعوبات جمة؛ وبذل لها خلاصة فكره ونشاطه؛ في حين ان الاغلبية الساحقة من القوى الاخري والشخصيات التي نعته؛ قد اشارت الي موقعه ذاك؛ وعزّت رفاقه في حركة حق؛ والذين كانوا معه طوال السنين السابقة؛ وحتى آخر لحظات في سرير الموت.
أننا لا نستغرب اطلاقا محاولات التهميش والتبخيس التي يمارسها ستالينيو الحزب الشيوعي؛ تحاه حركة حق؛ والتي يظنوا انها تهدد مواقع حزبهم المتهاوي؛ وكيف نستغرب وهم الذين تآمروا عليها مع الطائفية المهترئة؛ ليبعدوها من ساحات النضال الوطني؛ وليضربوا العزلة عليها؛ عندما رفضوا دون سبب عضويتها في التجمع الوطني؛ وليقصقصوا اجنحتها ويعتقلوا علاقاتها الدولية؛ وليسعوا وسط عضويتها بالتحبيط وزرع الانقسام والتغويص وغيرها من الممارسات المخزية التي يندى لها الجبين.
الا اننا نستغرب ان يكون هؤلاءالستالينيون من الصلف والجرأة علي الحق؛ بان يحاولوا مغالطة الحقائق التاريخية التي يعرفها اليوم كل طفل؛ وهي ان الخاتم قد ترك حزبهم المتهالك لعقد من الزمان مضي؛ وانه كان قائدا مؤسسا لحركة "حق"؛ ورئيسا للجنتها التنفيذية؛ فيما اسقطوه في بياناتهم؛ وكانهم يمكن ان يطفئوا نور الحقيقة بكلماتهم او عدمها؛ وكان الشعب يعيش في كوريا الشمالية او كوبا؛ محروم من المعلومة وامكانية المعرفة؛ ولا يمكن له ان يصلها الا عبر دعاية حزبهم العضير.
الالية الثانية؛ سرقة فكر الخاتم وتجبيره للحزب الشيوعي:
اما الالية الثانية فتتمثل في محاولة سرقة تراث وفكر الخاتم عدلان؛ ومحاولة تجبيره لصالح الحزب الشيوعي فاقد الاتجاه والفكر؛ في ممارسة اقل ما يقال عنها انها سافلة؛ وذلك في حق رجل اعلن بكل وضوح طلاقه مع كل منهجهم الستاليني؛ وطرح اطروحات هي بالضد من كل ممارساتهم وخطابهم؛ ولم يكف عن نقد ايدلوجياتهم المتكلسة؛ وممارساتهم السياسية القاصرة واليمينية والمدمرة؛ طوال ال11 سنة الاخيرة من حياته؛ او اكثر.
انظر الي بيان هولندا يقول عن الخاتم :
"بحزن بالغ واسى عظيم ينعى الحزب الشيوعى السودانى فرع هولندا الأستاذ الخاتم عدلان الذى انتقل الى الرفيق الأعلى فى وقت كان فيه شعبنا احوج مايكون لأمثاله من الذين نزروا حياتهم له..
نتقدم باحر التعازى لأسرته واهله واصدقاؤه وكل الذين سيفتقدون الخاتم انسانآ عزباً جسوراً ثاقب الذهن ومناضلاً
لم تلن له قناة حتى آخر يوم فى حياته. ان الدور البارز والمهم الذى مثله الخاتم فى حياة حزبنا وشعبنا سيظل نبراسآ ومفخر لنا."
ان هذا البيان البائس الذي يغمط الخاتم حقه وموقعه؛ ولا يشير البته الي تجربته في حق؛ ولا الي الصراع الضاري الذي خاضه ضد منهج حزبهم؛ مصاغ بعناية لاعطاء الانطباع ان دور الخاتم المهم في حياة حزبهم والشعب السوداني متطابق؛ وتهميش الخلاف – بعدم ذكره-؛ حتي يظهر وكأن الخاتم لم يختلف مع حزبهم؛ ويمارسوا في النهاية المراءاة والتزلف دون ان يحددوا هل نقده الجارف للحال في حزبهم؛ والمعلن في "آن اوان التغيير "وغيرها؛ هو ايضا نبراس لهم ام لا ؛ وماذا سيفعلوا بهذا النقد؛ اسيقبلوه ويصبحوا من "جناح الخاتم"؛ ام انها مجرد الرغبة في سرقة الرجل وفكره واثره الجارف علي الحياة الثقافية السودانية.
اما بيان الحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة؛ فهو ايضا لا يذكر تجربة "حق" بتاتا في حياة الخاتم؛ ويغمطه حقه في ذكر موقعه الذي قضي وهو يقوم بواجباته؛ ولكن مع ذلك يذكر فقرة طويلة عن دوره في حزبهم الستاليني؛ ثم يعرج الي بقائه في معسكر اليسار التقدمي؛ ثم عمله من اجل السلام والتقدم الاجتماعي؛ ثم حديث عاطفي طويل عن صبر الخاتم وجلده؛ دون ان يقولوا علي ماذا صبر الخاتم؛ الم يصبر علي اذاهم وكيدهم ؟ ثم انهوا البيان بالشكر له بعبارات قادمة من قاموس المراثي الشيوعي؛ حتي يخرج القارئ غير المتابع بوهم ان الرجل قد كان منهم؛ او انه علي الاقل لم يبعد عنهم الا قليلا ..
اما بيان الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية؛ فهو بعد اسقاطه تماما لحركة "حق" ولموقع الخاتم فيها؛ يصوره بعبارات من الجارقون الشيوعي؛ مناضلا من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ وقد كان؛ ولكن بمفهموم مختلف حقا عن مفهوم حزبهم؛ والذي لا تربطه صلة في الواقع بالديمقراطية ولا النضال من اجلها؛ والذي اساء كثيرا الي فكرة العدالة الاجتماعية.
واذا كان هذا ما قيل رسميا؛ فقد طفحت في الكتابات الفردية للستالينيين من اعضاء الحزب الشيوعي نفس النبرات التي ظهرت في بيانات هيئاتهم: اى محاولة المماهاة ما بين الخاتم والحزب الشيوعي؛ بما في ذلك استعادة اسماؤه الحركية التي كف عن استعمالها منذ استقال من حزبهم؛ وعبر اعلان انتماؤهم لخطه التجديدي؛ او انتماؤه لحزبهم "الحقيقي"؛ بل لقد بلغت الصفاقة ببعضهم حد ان يحاسبوه علي خروجه من حزبهم الجهنمي؛ وان ينهوا كتاباتهم بما يشبه تقديم الغفران له؛ علي ذلك الجرم الشنيع.
هذا كله دفع بعض هؤلاء الستالينيون؛ الي تقديم اقتراح بتاسيس "مركز الخاتم عدلان للدراسات والبحوث "؛ ولمِن قدموا هذا الاقتراح؛ هل لاسرة الخاتم ام لرفاقه في حركة حق ؟؟ كلا بل لانفسهم؛ وبدوا في السير حثيثا لتاسيس هذا المركز الذي سيقوم علي التزييف وسرقة اسم الرجل؛ فمالهم هم ومال تراث الخاتم وفكره؛ اما كان الاحري بهم؛ ان يقيموا مركز عبد الخالق محجوب للدراسات والبحوث؛ هذا الشهيد الذي يخفي سكرتيرهم العام وصيته السياسية الاخيرة؛ والتي طالب الخاتم بكشفها؛ وصمتوا هم وكأن علي رؤوسهم الطير؛ او ان ينشئوا مركز الشفيع احمد الشيخ للدراسات العمالية؛ او مركز قاسم امين للتدريب النقابي ؛ الخ الخ ؛ لا ..لن يفعلوا اي من ذلك؛ بل سيحاولوا سرقة اسم الخاتم وتراثه؛ والاستيلاء عليهما؛ كما فعلوا بمنظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني المختلفة؛ والتي دمروها وحرفوها عن مهامها.
لقد رد الاستاذ بشري الفاضل – بلطف شديد – علي محاولات الاختطاف هذه؛ لاسم وتراث الخاتم؛ تمارس بليل وعلي عجل وقبل ان يواري جسده التراب؛ من قبل نفس من حاربوه في الامس القريب؛ وفي وقت مشغولة فيه اسرته ورفاقه بقضية ترحيل جثمانه ودفنه والبكاء عليه؛ فكتب لهؤلاء:
"فكرة مركز البحوث باسم الخاتم فكرة رائعة طبعاً لكن يجب التاني في طرحها عسى أن تنقضي فترة سخونة الوجع ويتكلم فيها رفقاء دربه ومريدوه بتخطيط رصين يليق بمقامه فلتقم بكتابة تفاصيل اوفى حول المشروع ومصادر تمويله وأهدافه وتقدمه بعد شهور من الآن لجهات عديدة لها صلة بالخاتم وجهات على امتداد الوطن مع جلب دعم خارجي للمشروع وتوطينه في ارض الوطن الديمقراطي "
الخاتم اكبر من الموت واقوى من التزييف:
يطرح السؤال نفسه؛ لماذا يعمد ستالينيو الحزب الشيوعي؛ الي محاولة هذا الاغتيال المفضوح للخاتم بعد موته؛ والكثيرون يعرفوا تراث الخاتم وهو تراث مسجل ومحفوظ؛ للعشرة سنوات الاخيرة علي الاقل ؛ منذ ترك صفوف حزبهم؛ وليس هو شيئا مجهولا كوصية عبد الخالق محجوب السياسية الاخيرة؛ والتي تخفيها قيادتهم عنهم وعن الشعب.
نقول ان هناك سببان؛ ذاتي وموضوعي؛ اذا استعرنا مصطلحات الماركسيين. اما السبب الذاتي فيمكن البحث عنه في انثربيولوجيا الثقافة؛ والتي تتيح امكانيات واسعة لفهم الشخصية ذات التكوين الستاليني؛ او قل شخصية الانسان ذو البعد الواحد؛ او الشخصية التابعة والمنغلقة عابدة الطوطم والاصنام.
فمما لا ريب فيه ان الخاتم عدلان في حياته قد حقق انتصارا فكريا ساحقا علي هؤلاء الستالينيين؛ والذين لم يغفروا له ذلك مطلقا. ورغم انهم قد نجحوا في تحجيم حركته سياسيا؛ بالتحالف مع كل القوى القديمة؛ الا ان الخاتم بجهده الفردي قد ارتفع وتسامي حتي كاد ان يتحول قائدا وطنيا جديدا؛ مثله مثل علي عبد اللطيف؛ ولا ريب ان الستاليينيين قد اندهشوا لحجم الحزن والصدمة الذي شمل الاجيال الجديدة لموت الخاتم؛ والذي كان اوسع بكثير من مجال تاثير حركة "حق"؛ ولذلك فانهم مثلهم مثل بعض البدائيين الذين كانوا ياكلوا قلوب اعدائهم القتلي الشجعان؛ حتي يكتسبوا شجاعتهم ويرثوها؛ قد عمدوا الي محاولة سرقة روح الخاتم وسيرته واختطافها وابتلاعها؛ عسي ان يكتسبوا بعض القوة من لحم ودم وفكر ذلك المحارب الذي قضى؛ وهيهات.
اما من الناحية الموضوعية؛ فان الحزب الشيوعي يعاني من افلاس فكري حاد؛ ومن فقدان اتجاه بعد ان حار به الدليل؛ سقطت مرجعيته في موسكو ولم يكتسب مرجعية سودانية ديمقراطية؛ لان قادته من التيار اليميني المهزومين قد اقعد بهم التردد؛ وجرفتهم مناهج التسوية؛ وفقدوا ثقتهم في الشعب؛ وفقد الشعب الثقة فيهم؛ فلماذا لا يسرقوا جهد الرجل وينتحلوه؛ ولماذا لا يسطوا علي افكاره ويخرجوا بها من ازمتهم؛ ألم يكن لينين من قبل ينتحل افكار غيره؛ ام ألم يكن ستالين يسرق افكار غيره ونصوصها؛ ثم ينسبها لنفسه؟
ان ستالينيو الحزب الشيوعي يعتمدوا في خططهم الشريرة هذه؛ علي الطيبة التي يتمتع بها الشعب السوداني؛ وميله للمصالحة والتسامح؛ وعلي ضعف الذاكرة التاريخية في السودان؛ وعلي حالة التشتت التي تعاني وستعاني منها حركة حق واسرة الخاتم؛ بعد ذلك الفقد العظيم؛ وعلي حقيقة ان حق قد انهكت كثيرا في ذلك الصراع الذي شن ضدها؛ والذي كان الخاتم درعه الاول؛ ولذلك فان كوادرها ستكون اقرب الي روح المصالحة؛ بعد تيتمها في الخاتم؛ وستحاول ان تتعايش مع الستالينيين باسؤا الاحوال؛ ولذلك فانهم لن يقاوموا كثرا جريمة سرقة الخاتم؛ وخصوصا ان اغلبهم يتمتع باخلاق رفيعة وطيبة سودانية لا تجدى في مواجهة الستاليننين؛ الذين يقتلونك اذا لم ينتصروا عليك؛ ثم بعد ذاك يسرقوك.
الا ان مخطط الستالينيون مع ذلك مفض الي فشل كبير؛ وذلك ليس فقط لان بذرة الخاتم قد زرعت في القلوب؛ ولان الف خاتم سيجئ لكيما يواصل الدرب؛ وليس لان تراث الخاتم وتاريخه مسجل ومعروف؛ وكذلك تاريخهم؛ الامر الذي سيصعب عليهم عملية الاغتيال الجديدة هذه؛ ولكن لان افكار الخاتم ونهجه وسيرته؛ لهي اكبر بملايين المرات من اوعيتهم الضيقة؛ ولان الفكر لا ينفصل عن المفكر؛ ولان الجرذ اذا ما رفع فوق جسمه راس الاسد المقتول؛ فانه لا بد ساقط تحت تاثير ذلك الثقل؛ ولانه سيظل دائما جرذا؛ ولن يصل مقام الاسد؛ كان ذلك الاسد حيا ام ميتا.
نقول لهؤلاء اذن؛ انكم لن تفلحوا في قتل الخاتم بعد موته؛ وان كنتم ساهمتم في انهيار جسده؛ الا ان فكره عصي علي القتل؛ والخاتم اكبر من الموت المعنوي؛ وان طاله الموت المادى؛ فهو قد تحرر من قيود الجسد؛ واصبح الان يتحدث فكرا وسيرة ومنهجا؛ ويخاطب كل منا في ضميره؛ وهو اكبر من التزييف؛ لانه لا يزيف الا المزيف؛ والذهب لا يستحيل حديدا؛ كما ان الحديد؛ مهما ذهبته من الخارج؛ لن يكون ذهبا.
ولن يقتلك الستالينيون يا خاتم؛ ما دمت حيا فينا ..
عادل عبد العاطي
|
(عدل بواسطة فخرالدين عوض حسن on 04-30-2005, 07:25 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|