يا للفجيعة!إيمان أحمدقلمي مكسور في هذه الأياموبذهني تتردد ذي الأبيات:"البلاد التي قتلت عاشقيهاالبلاد التي عشقت قاتليها*"نفسها..ذاتها يا صاحب الأبيات..ذات البلاد تأكل أبناءها وتتفلهم في قارعة الطريق!ذاتها تختار أن تنام في حضن قاتليها..ذاتنا نحن نتي" /> ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. ماذا قالوا عنك يا ود عدلان.

ماذا قالوا عنك يا ود عدلان.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 04:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2005, 01:43 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا قالوا عنك يا ود عدلان.

    >



    يا للفجيعة!

    إيمان أحمد

    قلمي مكسور في هذه الأيام
    وبذهني تتردد ذي الأبيات:

    "البلاد التي قتلت عاشقيها
    البلاد التي عشقت قاتليها*"

    نفسها..
    ذاتها يا صاحب الأبيات..
    ذات البلاد تأكل أبناءها وتتفلهم في قارعة الطريق!

    ذاتها تختار أن تنام في حضن قاتليها..
    ذاتنا نحن نتيبس وأفواهنا مفتوحة لجرعة من المعرفة والصمود.

    ذات الأستاذ خاتم يوزع الغذاء حبةً، حبةً علي أبناء الوطن وبناته في الشتات والرحيل...
    يقلب شئون البلاد الخائنةِ يمنةً ويسرة؛ يجادلها بعقلانيةٍ واحترام...
    ويعلمنا الصمود والتواضع، والسعي من أجل المعرفة بتؤدة وثبات.

    ..I have long wanted to say thank you for your encouraging words here
    Re: كيف تعمل الأفكار: إحم ملفاتك العقلية من فيروسات الفكر
    !but I never got the chance to

    ..I am sure you will hear it on the distance
    !Thank you Ustaz Al-Khatim Adlan

    We will always miss you as a dedicated human being, and will always need your
    ....thoughtful writings to shed a light on
    ..... هذه البلاد التي حيرتنا..........!

    فليسترح جسدك في أرض الوطن الذي لم يتسع فضاءه لفكرتك..

    - يبدو أن تراب الوطن أرحب دائما من فضائه -

    وليمنح الله السلام لروحك المحبة للحرية والعدالة والديمقراطية والسلام ......

    وخالص التعازي لأسرتك الكريمة
    إيمان
    ___________

    *الأبيات للشاعر أسامة الخواض
                  

04-29-2005, 01:46 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    Sidgi Kaballo
    وداعا يا صديقي: ستظل محفورا في الذاكرة وتاريخ الوطن


    ولد الخاتم الهادي أحمد رجب والذي عرف بالخاتم عدلان حاملا إسم جده لأمه، بقرية أم دكة الجعليين بقلب الجزيرة عام 1948 وتلقى تعليمه بالمدينة عرب ومدني الثانوية وكلية الآداب جامعة الخرطوم حيث تخرج من قسم الفلسفة ببكالوريوس الشرف في الآداب الدرجة الثانية القسم الأول التي كانت تؤهله لكي يعين معيدا بجامعة الخرطوم ولكن إسمه كان ضمن قائمة من الطلاب الذين تقرر عدم تعيينهم بالجامعة مهما كانت مؤهلاتهم. ولكن أساتذته وإعترافا بنبوغه خصصوا له منحة من قسم الفلسفة لنيل درجة الماجستير فإعتقله جهاز الأمن من داخل نادي الأستاذة عام 1980 ولم يطلق سراحه إلا في الإنتفاضة.
    ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي بعتقل فيها الخاتم فقد أعتقل من قبل ذلك ثلاث مرات: الأولى كانت في مايو 1971 حيث أطلق سراحه في يوليو 1971 وأعتقل في أغسطس 1971 وأطلق سراحه في مايو 1973 عندما صفيت المعتقلات وكان في آخر قائمة أطلق سراحها وأعتقل مرة أخرى في إجتماع مشترك مع لجنة فرع الحزب الشيوعي بجامعة القاهرة في ديسمبر 1975 وأطلق سراحه عند تصفية المعتقل في مايو 1978 . وقضى فترات إعتقاله بسجون السودان المختلفة كوبر، شالا مرتين وبورتسودان.
    إلتحق الخاتم عدلان بالحزب الشيوعي عام 1964 بمدرسة مدني الثانوية وأصلح كادرا قياديا بها ثم إلتحق بجامعة الخرطوم وواصل نشاطه القيادي في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية وإتحاد طلاب جامعة الخرطوم حيث شغل منصب سكرتير الشئون الإجتماعية في دورة إتحاد المرحوم عبد العظيم حسنين 1968/1969. وعمل الخاتم في مواقع حزبية مختلفة من قيادة قسم الجامعة ومكتب الجامعات وهيئة تحرير الشيوعي ومكتب الأدباء والكتاب الشيوعيين ولجنة التحضير للعيد الأربعين ثم في سكرتارية اللجنة المركزية. وإضطر الخاتم للإختفاء لأداء مهامه عدة مرات، كان آخرها من عام 1989 وختى عام 1994 عندما غادر السودان للعلاج.
    كان الخاتم من المقربين للأستاذ عبد الخالق محجوب.
    إستقال الخاتم عدلان من عضوية الحزب الشيوعي في عام 1994 في مؤتمر صحفي عقده مع ثلاث من زملائه في لندن.
    وواصل الخاتم عدلان نضاله السياسي بتكوينه تنظيم حق والذي ظل في قيادته حتى رحيله المبكروالمأساوي عقب إصابته بداء السرطان اللعين.
    تزوج الخاتم عام 1988 من الأستاذة تيسير مصطفى ولهما طفلان حسام وأحمد.
    عرف الخاتم عدلان كمنظر سياسي، وخطيب وكاتب صحفي ومترجم يجيد اللغة العربية والإنجليزية. وعرف أيضا بحسن السيرة والأخلاق والود والإخلاص والوفاء.
    والخاتم عدلان وطني غيور معادي لمشروع الدولة الإسلامية وداعي للدولة العلمانية و للديمقراطية والسلام والعدل الإجتماعي وظل مهموما بمشروع النهضة الوطنية الشاملة.
    عرفت الخاتم عدلان عبر سنين طويلة منذ إلتقينا للمرة الأولى في جامعة الخرطوم وقد عشنا معا في الإختفاء عام 1970 وفي المعتقلات بكوبر وشالا وبورتسودان، وأتفقنا وأختلفنا كثيرا وهو داخل الحزب ودار بيننا حوار مكتوب في سجن بورتسودان حول قضايا الثورة الوطنية الديمقراطية، تذكرناه سويا مؤخرا وهو على فراش المرض، وأتفقنا ليلة إستقالته من الحزب أن نصون صداقتنا وأن لا ندع الخلاف السياسي والفكري يفسد ودا إنسانيا نشأ بيننا وقد حافظنا على ذلك الإتفاق حتى فراقه الفاجع الحار. ولم تتأثر علاقتنا إطلاقا بنقدي الذي وجهته لمساهمته "آن أوان التغيير".
    وسيظل الخاتم محفورا على الذاكرة ما حييت وسيظل لقائنا الأخير بالذات زادا لي في مجمل حياتي، فلقد كنت شجاعا يا صديقي في حياتك وفي مواجهتك للموت. وقد قدمت شبابك ومعرفتك لشعبك دون من، وقد فعلت دائما ما تراه صحيحا مهما كلفك ذلك من تضحيات. وأنا أكتب هذا يا صديقي أتذكر الأصدقاء كمال عووضة وقوي وتوأم روحك محمد الحسن محيسي، وضياء البدوي وميرغني الشايب واقلع، أتذكر عبد القادر الرفاعي ووردي ومحجوب شريف، سليمان الخضر ومأمون زروق ومأمون الباقر وهشام الفيل وأبو الحسن بلة والشفيع خضر وأتذكر أصدقاء سبقوك ما مللت ذكرهم وذكرياتهم خالد وطه الكد ومحمد ميرغني نقد وعبدالله محمد إبراهيم محسي وميرغني المحسي وعلي الماحي السخي وحسن قسم السيد وعمر الدوش وعلي عبد القيوم. وأتذكر صديقات وزميلات الجامعة وأعرف تماما كم هن حزينات الآن علية، بخيتة، إحسان، إنصاف وغيرهن وغيرهم، عالمك كان ثرا ومليئا بالصداقات، وستظل ذكرياتنا عنك ثرة وغنية.
    وكلما أذكر كيف كنت مهتما بصحتي عند زيارتك الأخيرة لنا وتنبيهك لي بأن أحسب العمر الذي يجري وأخفف وزني وأقلل التدخين وودت لو فديتك بعمري يا صديقي.
    وسأفعل بوصيتك الأخيرة بأن أكمل ذكريات السجن وأسجل بطولات وصمود المعتقلين في سجون نميري.
    وداعا يا صديقي فستظل محفورا في الذاكرة وفي تاريخ الوطن فالوطن لا ينسى أبنائه المخلصين أبدا.
    ولتيسير وحسام واحمد وعدلان وصديق وفيصل وعصام وآل مصطفى جميعا وللوالد الصابر الهادي أحمد رجب حسن العزاء والصبر الجميل
                  

04-29-2005, 01:47 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    وائل أحمد خلف الله

    يفقد الحرف وهجه عندما يكون محورا له ذلك الإنسان الشفيف الخاتم عدلان فلا تملك المفردات إلا التواري من هيبته وتغوص كل بلاغة اللغة في غياهب العدم .ولكننا موجوعون حد التعب .
    فالحقيقة لا تحتاج إلى دلك عاطفي فعندما دخلت دنيانا كان الأمل يمتد فينا بلا حدود وعندما غادرت توقف النبض بداخلنا معلنا بداية النهاية لوطن ظل يحتضر طويلا .
    تنتابني الأفكار وتموت الحروف قبل أن تنطق ولكنني احتاج لان أواسي نفسي التي حرمتها التواصل معك لا لشي إلا الجمود.
    لم تكن تشبه أنبياء هذا الزمان الكذبة بل كنت وحدك تصارع في واقع ملي بالالتباس .
    لن نقبل فيك عزاء فأنت باقي في مكان ما تلمح حولك كل شي ولكننا لا نستطيع مشاركتك صنع التفاصيل .
    لقد كان رحيلك الفاجعة التي هزت بعنف سكون بحيراتنا الميتة .
    لقد كنت متفردا في كل شي حتى في الرحيل .
    انتزعت نفسك انتزاعا وكأنك تمارس نوعا من أنواع الضجر ....انتظرنا عودتك ولكن انتبهنا بان ضجرك بلا نهاية .
    كم كنت أتمنى أن أكون قريبا منك ولكنه الإحباط يا سيدي الذي عزلنا حتى عن ذواتنا .
    دوما كنت اختزنك للأيام ففي يوما ما سوف نلتقي ونحكى كثيرا .
    ثقتي في الزمان لم تكن في محلها ولا أدرى أي قدر رماني للثقة بهذا اللعين.
    دعني ألوم نفسي قليلا فبرغم كل ما قيل عن الزمان وجدت نفسي واثقا به حد التسليم ولكنى أعدك بن لا اضرب موعدا حتى ولو بعد ثواني .
    سأمارس الفعل مثلما علمتنا ومهما تكن النتائج .
    يا ليتني لو استعير (لو)الشيطان لارحل معك في عوالم الخلود ...........
    فالشيطان في كثير من الأحايين افضل فعلا منا بنى البشر.................
    مأساته انه لا يستطيع استحضار ذاته ليرافع عنها ........................
    ومأساته أن قوانين الفيزياء التي نتحرك من خلالها لا تتيح له أن يستحضر أبعاده ............
    يا ليتني لوساهمت معك في بناء مشروعك التنويري بعد أن هجرنا كل شي ولكنك لم تمارس اليأس تجاهنا أرسلت لنا الرسل تناشد جذوة الروح التي فينا ولكننا لم نلبى ندائك نداء الواجب .
    نعم خذلناك وفينا شي من حتى ولكننا حتما سوف نواصل المسير على خطاك فخطاك لم تعد مجرد خطى بل هي منارة لكل البحار البعيدة .
    عرفتك قبل أن أراك ووثقت في فعلك قبل أن تكون حروف الهجاء .
    اذكر جبدا عندما كنا في حق كنا ندافع عن رويتنا بأننا ختميه أي أننا اتباعك ............
    كنا نقولها بشكل عفوي ..................
    فختميتنا تعنى قوة المفردة .................
    وختميتنا تعنى جراءة الفعل .....................
    وختميتنا تعنى الحدة الرحيمة التي تنسل بين ثنايا الأحشاء مثلها مثل مبضع الجراح .............
    وكم كانت دهشتنا أن رأينا انك فعلا كذلك .
    لم تكن محكوما يوما بقوانين الجسد فقد كنت دوما محكوما بقوانين الروح .............
    تحس بالأشياء ولا تحدك حدود المادة ..................
    كم كنت رحيما وشفافا وأنت تقدم اعتذارك لكوادر حق الذين أعياهم المسير .
    وكم كنت شفافا وأنت تؤجل أفعالك العظيمة ومشاريعك الطموحة من اجل قضاء حوائج غيرك لانك كنت تدمن فعل الجمال .
    لن نبكى فما علمتنا الانكسار يوما ما ولكننا سوف نرفع راياتك لاجل التحرير .
    لم تكن كسياسي هذا الزمان يدمنون المناورة والتكتيك والتنازلات ولكنك كنت واضح البصر والبصيرة تفرق ما بين التكتيك والمصالح الذاتية .
    كنت أتمنى أن أمارس الاحتجاج على موتك ولكنني لا أستطيع لان فعل الاحتجاج مؤجل على شعبك إلى حين .
    ثق تماما بان سودانك العلماني قادم لا محال ورجال الدين أي كانت مدارسهم سوف يحرقون في الشوارع كما حرقوا أجدادنا في أوروبا القديمة .
    وثق تماما بان دوله الحداثة قادمة شاء الكهنوت أم لم يشاءوا .
    نعدك أن نظل على المبدئية التي تعلمنا منها أن ا لسياسة قضية قبل أن تكون خبزا وسيارة ومنزلا فارها .
    المجد لك في الأعالي أيها الرفيق الإنسان.
    المجد لك أينما تكون فقد علمتنا كيف يكون العطاء .
                  

04-29-2005, 01:49 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    منعم الجزولى

    حتّى الجنازة،

    أبت تفِكْ سِيرَة مَحَامْدَكْ ياصَبى.

    والفِكْرَة فى التابوت، بطولة،

    تَفِجْ شُقُوق الروح،

    وتكتِبلَكْ جَسَارَة حُرْ أبِى.

    يا رجفة الطاغوت امامك.

    حَىْ....تَسِيْح رُكَب النظام.

    ميِّت... صلاتى على النبى.

    يابُؤسَهُ الحَجَّاجْ، إذا خَــتِّــينَا جَم حاكِم غَبى.



    منعم الجزولى

    27 ابريل 2005
                  

04-29-2005, 01:51 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    فضيلي جماع:

    حَسِبْناكَ تَخْدَعُنا !!
    (إلى روح الخاتم عدلان..أفزعت الطغاة حياً وميتاً)!
    ** ** **
    ما لقلبي يحدّثني ‘ أنّ ضوء أبتسامِك..
    منْشطِرٌ..غيْرما كنْتُ أعْهدُهُ فيكَ؟
    هل في ابتسامِكَ معنىً ومبنىَ ..
    وسرٌّ تخبئه بين جنبيك..
    غيرالمعاني.. وغير الحديثِ
    عن الوطن المستريحِ بقلبي وقلبكْ؟
    قلبي يحدثني أنّ صوتكَ
    يا صاحبي غيرُ صوتِكْ!
    يأتي برغم ابتسامِكَ
    محتقناً بالدموعِ
    وشجْوِ الرّحيلْ!
    لم نصدّقْ رحيلَ النيازكِ
    في عَتمةِ اللّيل!
    أنّ الكواكبَ ميّالةٌٌ للعُلا

    آهِ من جَهْلِنا !!
    حسبناكَ تخدعُنا..
    مثلما كنتَ تفْعلُ
    مختبئاً مرّةً في القلوب..
    ومندفعاً تارةً في زحامِ الملايينِ
    من فقراءِ الوطنْ!
    طليقاً تضمّك أكواخُهم
    ضاحكاً من غباءِ الطّغاةِ
    ومن عادياتِ المِحنْ!
    حسبناك أسرجت في غفلةٍ..
    صهوة الحُلُم الأبديِّ
    كما كنتَ تفعلُ..
    أن يصْبحَ المعدَمون الجِياعُ
    ملوكاً على الأرضِ..
    أن يملأوا بالرغيفْ السِلالْ
    وأن يهزموا الزمن المتنكّر..
    في جبّة الدّينِ..
    والمال..والبندقيّهْ!!
    وأنْ يعلنوا أنهم
    سادةٌ .. لا رعِيّهْ !!

    حسبناك - يا آه من جهلنا –
    تتأهّبُ للنومِ من رهَق عابرٍ
    بيد أنك في غمضةِ العينِ
    أسلمت لله ديناً عليكْ
    وعدت إلى حيْثُ
    أعطيْتَ بستانَ عمرِِك
    عُدْتَ إلى وطنِ الحبِّ
    للسادةِ المعدمينْ!
    طليقاً كما كنتَ..
    يا أيها الطفل من بلدي..
    من "ام دكّتْ الجعليين"!

    فضيلي جماع
    لندن- المملكة المتحدة

    27/أبريل/2005
                  

04-29-2005, 01:56 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    معروف سند
    اخي الاكبر الخاتم
    هكذا كنت تختم رسائلك لي ( اخوك الكبير خاتم ) ,, ,, اثرت الصمت ولكني تذكرت انك دوما كنت تحثنا على الكلام,, اذكر اخر احاديثنا عندما قلت لي ( انا دايما بحرص انو اقول لي اولادي انا بحبكم ) في اشاره لانو نحن اهل السودان وخاصه الرجال نحاول ان نخفي عواطفنا وكنت اعرف انك كنت تعنيني تحديدا لان هذه الخاصيه عندي بكثافه اكثر قليلا ,,
    اخي الكبير انا سعيد انك قضيت بضعا من اخر ايامك بيننا ,,تحدثنا كثيرا عن الوطن والناس لم نكن ننام الا قليلا ,,كان شغلك الشاغل هو الناس ,, الناس هم الوطن يا اخي ,, والكرامة الانسانية فوق الاوطان نفسها كما كنت تقول ,,كنت تتحدث طويلا وبحماس عن احمد ابن اختي الصغير ابن العام والنصف وكانه همك الاوحد ,, اشياء صغيره كانت تسترعيك وتشغلك وهذا هو ديدن الفلاسفه ,,اخي عندما اصيب كبدك ,, اصيبت اكبادنا جميعا ,, بل اصيب كبد هذه الامه المنكوبه ,,( الموضوع دا المفروض يكون بيننا وما يطلع بره,, انا الدكتور قال لي في سرطان في الكبد ) ,, لحظتها احسست انني اسقط في قاع بلا نهايه ,احسست انت بمصيبتي فنسيت مصيبتك وواسيتني ( انحنا لا بنستسلم لي مرض ولا بنستسلم لي زول) ثم ربت على كتفي واضفت ( ولا شنو يا شاب ) ,,ولكن الداء اللعين استشرى في احشائك يا اخي ولكنك لم تنهزم ,,
    عندما حانت لحظة الوداع حاولت ان امضي دون ان اودعك ولكنك حاصرتني بحبك وبسطت زراعيك نحوي وقلت : ( تعال النودعك تاني ما اظن نتلاقى ) احتضنتك سريعا وذهبت في حال سبيلي ,,كنت اعرف انه الوداع ,,بالمناسبة عندما ذكر تلك العبارة لم يكن يقصد ان يروعني ,, فقد كان حتي اخر لحظة يطمئن الناس بانه سيتجاوز المرض ,, ولكنني يومها كنت متوجها الى مدينه اخرى لبعض الشان وكان هو يفترض ان يسافر في اليوم التالي ,, وقصد اننا لن نلتقي قبل سفره ,,
    وداعا يا اخي الكبير ,, كثيرا ما نصحتني واوصيتني ,,, دعني انصحك هذه المره ,, انصحك ان تاخذ قسطا من الراحة هناك في ام دكة الجعليين ,,ليس من حق احد ان يزعجك بعد الان ,, بالله يا اخي استرح فقد اضناك التسفار ,, وحتما سنلتقي قريبا ,, رحمة الله عليك يا اخو الجميع ,,( انا لله وانا اليه راجعون )

    اخوك الصغير
    معروف سند
                  

04-29-2005, 02:08 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    Bushra Elfadil

    تمساحة القلب
    الى الخاتم عدلان

    أين في تمساحة القلب المحبّة؟
    قمطرت فاكهة فينا وأبّا
    في زمان لا يدوم
    واشتياقات لأحباب تولوا
    في التخوم
    ربضوا خلف الغمام
    أو تشابوا للنجاة
    وسط أمواج الزحام
    أو تغذوا بالهموم
    في بلاد أبدعت حرثاً وغرساًً
    لا زقوم
    والشجون
    في بلاد سبقت ضوئيتين
    (فرسما) كانت وروم
    والحنين
    لبلاد هطل الليل عليها
    سائلاً
    بمنايا وضريع
    فطرها الفاشيُّ شبّا

    وصديقٍ
    في مضيقٍ
    قال آه
    قلبي المحزون أرخا سمعا
    فتنادت خفقة منه ولبّا

    من خشاش الأرض أهلى يأكلون
    من قرون
    كالسّوائم
    مثل لصٍ
    دخل الطاعون بين اللقمة الأولى وأحلام البطون
    شاهراً سيفاً محلى بالجفاف

    13 ابريل 2005
                  

04-29-2005, 02:27 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)

    Abo Amna


    إن تقييم أي مناضل أو مفكر لا يكون بمقدار اتفاقك في الرأي معه أو مخالفتك إياه ولكن بمقدار مصداقيته واستعداده للتضحية.
    د. نبيه رشيدات


    لمرة لم يعد مهما تذكر رقمها .. ولا ترتيبها فى قائمة الرحيل .. تطوي أيادي القدر كتابا أخر .. ودائما فى المهجر أين يشكل رحيل الفرد شللا مؤقتا لحياة مجللة بهواجس عّد الأنفاس من أجل عودة الروح الى الجسد .. بعودة الجسد الى الوطن .. ولذا عندما يُغيّب جسد عزيز فى أقصى منافي الأرض تتداعى له أفئدة أجساد تنتظر فى أدناها بالحسرة وشيء من النحيب .

    لقد بكينا كل الذين رحلوا كجزء من بكائية الوطن المتجددة والمنتصبة سرادقها منذ زمن أصبح عده ملهاة فى حد ذاته.. بكينا ونبكي وسنبكي ليس من أجل نزول مصيبة الموت " فلكل أجل كتاب ".. ولكننا نفعل ذلك لاننا نتفق فى المهجر أن الوطن موزع بيننا .. فكل رحيل أو فقد يشعرنا برهبة فقد الوطن.. ونفعل ذلك أيضا لأن لفظ المهجر غدا الإسم العائلي لنا جميعا .. فكن من شئت داخل الوطن فذلك قدر لا خيار لك فيه .. ولكنك حينما تغادره هربا من جلاد قد يجعله ذات القدر يحمل ذات إسمك العائلي فحتما ستجد نفسك ضمن عائلة المهجر ولكن هذه المرة بإختيارك الحر.. وهناك ستبكيك حرائر.. وسيبكيك أحرار .. بدموع غزيرة ..

    إنه رحيل أخر .. وليس أخير .. ولعله سيّذكر الجميع بأن خيار الموت فى المنفى قد يكون أحد الخيارات التى على الإنسان السوداني أن يتجرع مرارة التفكير فيها فى ظل دوامة العبث التى تسيطر على الحاضر.. والتى باتت تختزل أحلام وأماني وطموحات المواطن فى مطالب هي أقرب الى مكارم الأسياد على العبيد منها الى مطالب الشركاء فى الوطن .

    نتقدم لعائلة الاستاذ الخاتم عدلان بخالص العزاء داعين الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه .. وان يلهمهم الصبر والسلوان .. وتعازينا كذلك لكافة رفاقه.. والى كل أصدقاءه وأحباءه داخل الوطن وخارجه .

    --
    يبقي الرحيل معينآ من القلق.يقتاتك بغتة.ترابي هو،يدمن المداهمة تحت وهم الضرورة...
    لم يكن رحيلآ، كان جنونآ مارسته،تماسيت معه. به تواصلت وتثاقفت معه.نظمته واستقيت منه جمال معدوم وروعة منفية؛؛ فاقت الذاكرة من غيبوبتها..أتذكرك أكثر وأكثر..أمقت البعد ولا أقدر علي زحه..أرتبك..أخوووووور..أتصبب عرقآ..يدق قلبي..أخاف أن أخاف..أحتاجك ولا أجدك..أتصبر
    بالمعوذتين وأقول هل من مزيد..يستجيب الاله..يطمئن قلبي
    أقول هامسآـ
    ولكن..من يكاتفني ويربت؟
    من يتعاطي معي الآن أصل الحكاية؟
    وقد أدمنتك شهقة و زفيرآ؛؛؛؛ ***
    --------------------------
    دنيا لا يملكها من يملكها
    أغنى أهليها سادتها الفقراء
    الخاسر من لم يأخذ منها
    ما تعطيه على استيحاء
    والغافل من ظنّ الأشياء
    هي الأشياء!
    تاج السلطان الغاشم تفاحه
    تتأرجح أعلى سارية الساحة
    تاج الصوفي يضيء
    على سجادة قش
    صدقني يا ياقوت العرش
    أن الموتى ليسوا هم
    هاتيك الموتى
    والراحة ليست
    هاتيك الراحة
    ***
    عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
    عن حوت
    قدماه من صخر
    عيناه من ياقوت
    عن سُحُبٍ من نيران
    وجزائر من مرجان
    عن ميت يحمل جثته
    ويهرول حيث يموت
    لا تعجب يا ياقوت
    الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
    القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
    وحكيم القرية مشنوق
    والقردة تلهو في السوق
    يا محبوبي ..
    ذهب المُضْطَّر نحاس
    قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
    يقضي ما بين الناس
    ويجرّ عباءته كبراً في الجبانه
    ***
    لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
    لن تعرفنا
    ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
    أدنى ما فينا قد يعلونا
    يا قوت
    فكن الأدنى
    تكن الأعلى فينا
    ***
    وتجف مياه البحر
    وتقطع هجرتها أسراب الطير
    والغربال المثقوب على كتفيك
    وحزنك في عينيك
    جبال
    ومقادير
    وأجيال
    يا محبوبي
    لا تبكيني
    يكفيك ويكفيني
    فالحزن الأكبر ليس يقال.**

    ------------------------
    أدعو لك بالرحمة.ولي الأرض وحبلها السري..
    و
    سلام
    لكل
    الحاصروك
    عشية
    الوعد
    الأخير... ***
    -------------------------------------
    ** الفيتوري:
    *** Ash
                  

04-29-2005, 02:35 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    ودقاسم

    وكنت أظنّ أن النجم لا يخبو
    عند انتصافات القضايا
    أو قبل إشراق الصباح
    وكنت أنتظر اختراق البرق طيات الدّجى
    ليضيئ عتبات الطريق
    فنلتقي طوق النجاة
    نلقّه عقدا بأعناق الثكالى
    فينحسر النّواح
    وكنت أقول أنّ أبي
    ترجّل باكرا
    فبكيته حتى تبلل شيب وجهي
    وسقيت أفراحي بقطرات النّواح
    فماذا يقول حسام ؟
    وكيف يبكي أحمد ؟
    وما قول تيسير مقابل قول أمي
    تودع بعلها :
    ( رحلت وما تركت لنا جناح )
    وكنت انتظرتك
    حينما امتد الطريق
    موازيا حد الظلام
    فلا اقتحم الظلام ضياء دربك
    ولا راح الظلام ولا استراح
    وقلت أنتظر البشارة
    في عناوين الجرائد
    وابتسامات عمال المدينة
    وهجعة الزرّاع من بعد الرواح
    لكنّ صبح الخوف داهمنا
    إذ انتصب القضاء حيالنا
    وكنّا قد شربنا الخوف
    عبّا كما الماء القراح
    نعاك النائحون من اليتامى
    والمدقعون
    وحاسرات الطرف
    والأغنياء من التعفف
    وعمّ الحزن فقراء الشغيلة
    والجزيرة
    وامتدادات البطاح
    فيا خاتما قد كنت فينا
    ذراع الحقّ
    درعا للجسارة
    للصمود
    وكنت فينا النجم
    طوّقه من الصدق وشاح
    وعشت تسعى بالأماني
    للجموع السّمر
    لأجيال الهزيمة
    والجياع
    مضمدا للمثخنين من الجراح
    والآن غادرت الديار
    إلى اليقين
    معطّرا بالمغفرة
    ولففت جرحك في ثياب الموت
    تنتظر البشارة
    حين يقطف طفلنا
    ثمر الكفاح ..

    محمد قاسم
    الرياض 26- 40 - 2005
                  

04-29-2005, 03:04 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    عبدالله الشقليني

    للأحبـــــــــاء جميعاً

    كتبَ قلمي : ـ

    خَتَمْ الحِجَة
    مُنَاو تَتوَسَدُو فِجَة .
    أَخُو المَبْرُوكة ...
    صُرُو وِجيهَكْ
    وأحزِم بَطنَ الجُوع السَافِرْ
    بَرق الضَاويَة يِجْلِي خِديدَكْ .
    شُوف عَسل العينين
    كَيفِنْ لامِعْ
    و كَيفِنْ ناقِعْ
    ضَفّرَنُو دِميعَات ريدَك
    أَحَي .. بُكَا النايحات
    وحَيّ فَلاحْ الجَارِّي جِسيدُو
    لمَطْمُورة زَاد الجيعَانيِن .
    بَكوكَ فَرحْ
    فِرْحوكَ بِكا

    عبدالله الشقليني
    27/04/2005 م
                  

04-29-2005, 03:05 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    خالد العبيد

    انت الليلة تهدأ
    انفاسك خافتة
    وجبينك في موضعه
    والأوردة الزرق بظاهر كفيك تنام
    وتخضر قليلا زرقتها
    انت الليلة تبرأ من حمى
    تبرأ ممن لم تعرف ان تمنحه اسماً
    ...............
    اغمض عينيك
    ونم حتى في النوم
    هدوءاً
    دعنا نتذكر
                  

04-29-2005, 03:08 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    ست البنات

    الخاتم النبيل

    أبكنو يا البنوت

    يا الخاتم الأصيل

    قوم سكت البتنوح
    ******
    ضاع أمل الغبش

    راجين صفاها يبوح

    مكسور الجناح

    والحقو ديمة بروح
    ******
    الخاتم النفيس

    وين تانى ليهو شبيه

    الدود الأشم

    ما لينا غيرو وجيع

    *****

    وا أسفى علي أبيك المكلوم الحسير مكسور الخاطر يا خاتم !

    ست البنات
                  

04-29-2005, 07:21 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    حيدر ابو القاسم
    صالح إسماعيل مهدي
    طلعت الطيب
    ثروت سوار الدهب


    في أي موضع نرتب هذا الحدث الاليم، فأجنابنا اصطليت بصنوف من أذايا، تسربت من رئة الاماني المحبطة و أخريات من فوهة غليظة تمحق مشروع التفتح و إن كانت وردة، على اي خد نسبل دموعنا فخدودنا تقيحت بلطم الطغاة و وشم الضحايا، على اي لحد يسجى الخاتم و قد فرعت قامته إلى سماء بلا حدود، هل تبين إلى آخره حتى نواريه، هل تكرر مغزى و مذاقا حتى نساويه، هل قدم كل ما عنده حتى نضعه على جنبه و سائر الموتى كما فعل مع ماركس و هيغل.
    أليس مبكرا ألا يدوزن هذا الصوت و إلى الابد فتصوم آذاننا عن فكرة مميزة و عبارة جزلة، أليس مبكرا أن لا نبحر من بعد في انفاقه و آفاقه و شط الوطن مايزال ملغوما، أليس متاخرا أن نصد نداءا حملته الحبال الصوتية لمصطفي سيد احمد في عالمه الآخر و كأنه يطلب انيسا من تاله مسيرا و مصيرا، و كأن وحدة الاضاد تكذب نفسها و تتحول إلى وحدة الانداد، أليس متاخرا إن تركنا مبكرا.
    الخاتم .. فتى الاحلام الجهيضة بإمتياز، حلم بالمشروع الشيوعي و اخلص له و روج لأن يكون و دفع اكلافه العالية من شبابه و صحته و اقتلع من جذوره في تربة الحياة العادية ليكون خاتما آخر هو بالضرورة استثنائي، فكان الخاتم المفرغ او السجين او المختفي او المكلف او المتحدث او المعتكف لاطلاع ام كتابة، فغاب عن دنيا الناس العادين و كانت هذه بداية موته طالما أن الموت رحلة يمكن تاريخها و توقيع معالمها. انهار المشروع الطوباوي و لسان الحال يقول (الزمرناه لله).
    حلم الخاتم داخل حزبه الشيوعي بالتغير و أضاء بكثافة على إنائه و أوانه بل نهض الرجل يبتدر المسير و نظر خلفه إذ بالناس قعود، فانصرف و شانه. حلم الخاتم من بعد بوحدة القوى الجديدة و لكن انكسارات الماضي و إمتدادات ذيول الشمولية و غلواء الصفوة احبطت الفكرة. حلم الخاتم بمقد على دكة المعارضة الجماعية للانقاذ فاوصد التجمع الباب في وجهه. حلم الخاتم بنهضة مشروع التنوير على اكتاف (حق) فحالت آلام التسنين الديمقراطي دون حلمه.
    الخاتم .. قاطع معنى و دلالة، اختار لنفسه و بوعي مبكر عناصر محددة لبناء شخصيته، فكان التفكير المنهجي هو الاساس و الثورية هي الإطار فحتشدت في هذا الاطار و على هذا الاساس مجمل حياته الخاص منها و العام، فحتى عندما فارق الشمولية فقد كانت الثورية تكتنف عالمه اللبرالي الجديد، اما التفكير المنهاجي فهو على طول الخط و كل المراحل، فقد ظل يتمثله دوما في كبير الامور و في التفاصيل، ربما كفل هذا للخاتم التصالح مع ذاته، لكن العالم خارج الذات ليس كذلك و لا يتعامل بصرامة منهجية مع امور حياته، بل يخالطها بعناصر أخرى لا تتألف معه كيميائيا لتعبر الحياة في خاتمة المطاف عن اوضاع عامة و ليس انتقائية. لقد ارهق التفكير المتواصل الخاتم و لطموحه العالي في تطوير نفسه على مدار الساعة و لانشغاله الدائم و النبيل بالهم الوطني و الإنساني عموما فقد صار هذا الارهاق حتميا و لابد انه اسهم كذلك بقدر في (تقصير عمره) ففقد نفسه و افتقدنا فيه كل شيئ، فليته توقف في منتصف الطريق و انسرب إلى بنية الوعي (البرجوازي) ليرى الدنيا بمنظار آخر و يخلد إلى بعض راحة و يحقق لذاته بعض ذاتها، او ليته توقف ليسترخي ذاك العقل المعنى على وسائد اليقين و وسائط الروح حتى نرى خاتما جديدا و متوازنا وفق معطيات جديدة، او ليته تخلص من الاتقال الزائدة، فأحمال جيل باكمله ليس بعبوة ناسفة على أكتاف فرد، او افرد سبيلا (لاعقلها و توكل).

    في فصل من حراكنا السياسي إلتقينا الخاتم فتعاهدنا بصدق ثم اختلفنا فافترقنا بصدق، هذا طبيعي لأنه الصدق مع النفس و لأنه طبيعة البشر فما إجترحناه نحن! كما أن الخلاف مع الخاتم يدفعك لتوضيب معرفتك و تطوير قدراتك، لكن مقابل هذا الخلاف كان هناك كلفة سياسية عالية، كما انطوت على الاثر مساحات من الود، فليتنا لم نختلف و ليتها لم تنطو ـ عموما هذا ملف لن نفتحه بعد الأن، فقد ترجل فارسه فعسانا جميعا وعينا الدرس على قسوته و منه نعتبر.
    ضاقت بالخاتم الدنيا فليسعه ملكوت السماء، و اتسعت برحيله فجوى في جدارنا السياسي و الثقافي، فلتتقدم طلائع هذا الجيل لاداء رسالة جليلة كما شعبنا و كبيرة كما السودان.

    الا رحم الله الخاتم و لاسرته و محبيه و اصدقائه حسن العزاء.

    حيدر ابو القاسم
    صالح إسماعيل مهدي
    طلعت الطيب
    ثروت سوار الدهب

    تورنتو ـ كندا في يوم 27 04
                  

04-29-2005, 07:29 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    Tumadir

    وموتك هو رحمة لهذا الوطن

    لان الكل صاح لم ينم

    الكل يترقب الفجور فى الخصومة

    والكل يعرف قدرك
    والكل يلتقى فى نقطة الفصل بين حقب التاريخ وبين الخمود والبقاء وبين الذى كان والذى سيكون

    فنسال الله ان يرحمك


    يا طيب القلب

    يا مستيقظ الضمير

    حتى وانت ...تنام نومك الاخير


    قال: اكرام الميت التعجيل بدفنه


    الرجاء تعريف الميت

    من هو الميت هنا؟؟


    ومن يحق التعجيل بدفنه؟؟
                  

04-29-2005, 08:37 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    اساسي

    بدا صباح هذا اليوم ونبأني انقباض نفسي ان حدثا جلل سيقع في هذااليوم
    منذ دخولي الي المنبر وهذا الهاجس لم يفارقني ابدا
    بعد ان طالعني نعي الدكتور بشري الفاضل للراحل الخاتم عدلان
    وتلبستني حالة من الحزن والسكون
    احسست وقتها ان علي ان اكتب مرثية ما
    الناس يتحدثون بحميمية وصدق عن اشياء تخصهم
    واحس اني فقدت ما يخصني جدا
    والي الان هذا الاحساس لم يفارقني
    كلما طالعت كاتبا ينعي الراحل احس انه يتوجب علي ان ارثي هذا الراحل
    حزينا انا لاني لم اعرفه كفاية
    قد يقول قائل
    ولكن هو له طريق مختلفا جدا عما تؤمن به من قناعات
    ولكن اقول دوما
    اعلامنا كالرايات ايهم اغتدينا ايهم اهتدينا
    الم يكن يؤمن بالسودان الواحد.؟
    حين ينسى النور أن يغلق الباب خلفة ..
    يتسلل الظلام خلسة ..!!
    رحمك الله استاذ الخاتم عدلان
    انا لله وانا اليه راجعون
                  

04-29-2005, 09:09 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    إسماعيل التاج



    ربيع لندن قاسي وبارد.

    ربيع عـدمي.

    ربيع لا يشبه كل مواسم الربيع التي اختالت على هذه المدينة لتحيل ذيل شتاءها تفتحـاً وجمالا.

    ربيعٌ خالٍ من نفحات العدل مــذُ أطــلَ صباح السبت 22 ابريل.

    ربـيـــع، لا يشبه الربيع.

    فالـحـزن حاضر، والحــزن ســيــِّــد المــوقــف.

    ولندن لن تعود كما كانت. فآخر آنبياء المهاجر الأتـقـيـاء يـغادرها إلى غير رجعـة.

    وآخر الأنبياء خاتـم.

    والجميع حاضرون في ريجنت بارك ومسجدها الكبير، نساءاً ورجالاً.

    في مساء الأثنين 25 ابريل 2005.

    والجميع في خشوع.

    كانت الصلاة.

    ومهابة الـفـقــد تــطـلُ على الوجــوه المتباينة سياسياً وجهوياً.

    وحـَّــدَهـا هذا الــحــزن.

    لو كان يعلم أنَّ حزن الجموع عليه سيقود إلى توحد الدم والوطن، لما تخاذل لحظةً في طلب الموت.

    كان الجميع حاضراً.

    والـكــلــمـات لا تـصـف مـقـدار الرجل المسجى أمام أعين الجميع، مـتـلـفـعـاً علم السودان.

    والــكــلمات لا تفيه حـقـه.

    والـكــلمـات مبعــثـرات تــئــن من وطــأة الفجيعة.

    ولـــنـــدن تودعُ خـاتـم أنبياء المهاجر والشتات.

    لـــنـــدن تودعُ خـاتـم أنبياء الطهر السياسي.


    لـــنـــدن تودعُ خـاتـم أنبياء .....
    لـــنـــدن تودعُ خـاتـم أنبياء ....

    والـوطـن يـســتــقــبـلُ خـاتـمـاً للمرة الأخيرة.



    يا وطن.

    يا أرض.

    يا خاتم.
                  

04-29-2005, 11:26 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    حسن ساتي

    رفقا لندن.. رفقا بالخواتم والرفاق..
    ألا إن هذا الموت قد أضر بالدنيا ففضحها..

    بورك في شيخنا حسن البصري صاحب تلك المقولة الحكمة ..

    الخاتم عدلان اسم منحوت في ذاكرة السودانيين كرمز للمثقف والثائر المولع بالصمود والتمرد ، عجمته سنوات الدراسة الجامعية كقيادي شيوعي في صرح علمي هو جامعة الخرطوم التي كانت ترفد حركة السياسة السودانية بالقيادات والوزراء والتكنوقراط والأدباء ، أطاع فيها تعليمات حزبه ، فتعمد الرسوب ليقود الصراع المستعر بين حركتي الإخوان المسلمين والحزب الشيوعي في ذلك الصرح ، ليعود ويحرز أفضل النتائج الدراسية متى ما استكمل فرص الرسوب التي تتيحها لوائح الجامعة في كل فصل دراسي ، ونال نصيبه ضريبة أبية من سنوات أودعه فيها نظام جعفر نميري السجن وهو طالب دراسة مثلما فعل معه نظام الإنقاذ الحالي وهو خريج ، وحين أطلق سراحه برع الرفاق في فنون الإخفاء التي يجيدونها، فأخفوه في (سطوح) منزل مجاور لمباني أمن الدولة الى أن نجح وتسلل هاربا ليسلم نفسه الى المنافي ثائرا ومثقفا وممسكا بخضرة الجزيرة التي جاء منها ريفيا بسيطا.

    يقول عبد الباسط سبدرات وزير الإعلام الحالي إنه هو الذي جند الخاتم في صفوف الحزب الشيوعي ، ويقول لي الخاتم إنه لا ينسى تلك اللحظة التي تسرب فيها نبأ شيوعيته الى قريته فانفض عنه أهل القرية والحافلة تحمله إليها في أول زيارة له ، وهي التي اعتادت أن تصطف لتستقبل طلائع أبنائها حين يأتون في العطلات رهانا على مستقبل آخر أرادته بالاستبطان تلك القرى المتكلسة في ولاءات طائفية وحزبية ودينية ، ويقول لي الخاتم، الذي رحل عنا، في الأسبوع الماضي ذات مساء بارد في لندن: استقبلني والدي بعد نزولي من الحافلة ترهق وجهه حالة أسى ظاهرة ، وفي المنزل قال لي: هل صحيح أنك أصبحت شيوعيا ، قلت : نعم ، وواصل يسأل: وهل تؤمن بذلك: قلت نعم ، وكانت المفاجأة أن قال: إن كان ذلك عن إيمان فقاتل من أجل مبدئك.

    ومضى الثائر اليافع بمبادئه ، وتباطأ في التخرج ليفرخ لحزبه قيادات بديلة في الجامعة ، فلم يصب وظيفة يكافئ بها الأسرة الا في لندن حيث استقر ليعمل مترجما بارعا في هذه الصحيفة، وهي لندن ذاتها التي استقبلت كارل ماركس هاربا من ألمانيا الى أن مات فيها، وهي لندن التي دهست فيها عربة رفيقه في حركة التمرد خالد الكد ، الذي قاد معه الانشقاق ليعلنا في أواخر التسعينات وعبر مؤتمر صحافي انشقاقهما عن الحزب الشيوعي وتأسيس حركة (حق) اختصارا لحركة القوى التقدمية . وهي لندن ذاتها التي تحرك منها بابكر النور وفاروق حمد الله بطائرة بريطانية متجهة الى الخرطوم في يوليو 1971 ليجبرها العقيد القذافي على الهبوط في طرابلس وينزل من على ظهرها قائدي حركة الانقلاب الشيوعي الذي نفذه هاشم العطا لتنتهي المسرحية بعودة نظام جعفر نميري وإعدام معظم قادة الحزب الشيوعي السوداني ، وهي لندن التي أسلم فيها الطبيب الشيوعي عز الدين علي عامر روحه وقد جاءها هاربا من نظام الإنقاذ ، مثلما أسلم روحه فيها أب النضال العمالي علي الماحي السخي ، ومن عجب أن طبيبا آخر هو أمين النور شقيق بابكر النور قد أسلم روحه بلندن قبل أسبوع واحد من رحيل الخاتم عدلان، فإلى هذا الحد تتقصد لندن يا ترى الرفاق من كارل مراكس والى عز الدين علي عامر وعلي الماحي ، وتتقصد حتى المنشقين عنهم فتكون تلك النهاية المؤلمة لخالد الكد بحادث مروري وللخاتم بداء السرطان اللعين ، أم أنها المنافي بتداعياتها التي برع في وصفها شعراء الرفاق الراحلون من ناظم حكمت والى البياتي الذي لخص منشدا:

    تمضي السنون ..

    وهكذا.. ونحن من منفى الى منفى ..

    ومن باب لباب ..

    نزوي كما تزوي الزنابق في التراب ..

    ومثل لندن لم تحسن أميركا استقباله ، فزارها مشاركا في فعاليات فداهمه ألم المرض هناك فدخل المستشفى وغادرها ليعود الى لندن ليلاقي ربه في شهر ربيع الأول وعلى مرمى من مولد الرسول الكريم الذي شاء عمنا عدلان أن يحمل الخاتم إحدى كنياته المحببة لدى السودانيين.

    أكمل الخاتم معظم مشروع الصمود ، ومعظم مشروع التمرد ، ولكن المرض الخبيث حرم السودان من فيوضات مثقف كان يتوق لتقديم مثاقفاته الناضجة في مرحلة يستعد فيها السودانيون لسماع أصوات العصافير وهي تغني للسلام بعد أن بعثرهم الوطن بالحماقات لسنوات في أودية المنافي السحيقة ، مثلما أدمى المرض قلب شريكة حياته تيسير وإبنيه حسام وأحمد فحرمهم من عطاءات أب لم يقنع يوما بما هو دون النجوم.

    بورك فيك وتغمدك الله أخي الخاتم برحمته وأحسن عزاء أهلك ومحبيك ، فقد أحزننا كثيرا رحيلك وأعاد الى واجهة الذاكرة فينا مقولة الحسن البصري.
                  

04-29-2005, 01:00 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    أحمد عكاشة

    (الخاتم عدلان مدينة الوطن الفاضلة()

    ما أبلغ الصمت حين تضيق العبارة وتصبح الكلمة
    مجرد خطوط بائسة لا تعنى شيئا ,,ولكن الصمت هو الم
    النفس القسرى وهجعتة الأخيرة لممارسة الوجود قبل
    أن تذوب في رغبة الإضراب عن مسيرة الحياة بعد
    فقد الرفاق,,, وحصول الأحباطات العظيمة.
    ,,,,نعم ,,هذا زمان (الأحباطات العظيمة) ,,,,,,,
    الآن حدث الموت لصديق عزيز يصعب الدخول إلية من
    جانب واحد فقد كان شخصا هائلا متجسدا في إنسان
    بسيط همة الأول وطن غالى وشعب نبيل بذل فية
    النفس والنفيس بلا وجل أو خمول ,,
    لقد كتب سطرا أنيقا في تاريخنا النضالي سيبقى
    لأجيالنا القادمة أن هنالك من تقدم الصفوف بكل
    ثبات ليقول كلمة (لا) إمام الجلاد ,,, ( وتعالوا
    لنعرف ) خطيبا أو كاتبا للأمة.
    رحل الخاتم!!!!!! و الغول يترنح و الأرض تنهار
    تحت فدمية وتتساقط الأقنعة من وجوهه الدميمة
    المتعددة ,, و(يلوك) العامة خطل شعاراتة وبهتان
    افترائه وكان الشعب وقواة المستنيرة هنالك وكان
    الخاتم...
    رحل الخاتم وليس هذا كل (الأسف)!! ولكن المؤسف
    حقا انة مضى ولم يقل كل ما يريد ,,,, ولكنة
    بالتأكيد هيج الأدمغة وابتدر نعمة فن الاختلاف
    ليلاقى رهط المهمومين بمستقبل فكر الغلابة واليات
    نضالهم وأسلحتهم المنتقاة في دروب الحياة
    المتشابكة ,,,
    غاب الخاتم وفى القلب حسرة عن إنسان يستمع لما
    يؤذية خيرا عما يطرية ويجيد (تكتيكات) الحوار ولا
    يمل البحث والتقصي واستخراج المستخبى من أضابير
    الكتب ومنعرجات التاريخ وركام ميراث الإنسانية
    الفلسفي ليقول قولا سديدا (وان اختلف),,
    حافظ صديقنا الراحل على ابتسامتة المريحة برغم
    الإحن وصادق الذكريات والأصدقاء والأماكن الفسيحة
    والضيقة!!!!!!! ولم تفت عضده زخم (اللندره) ولا
    بوابات الأحلام الزائفة التي تسارعت إليها خطى
    المنفيون طوعا والانتهازيون من كل مشرب,,,
    واشترى عند الناس كلهم بيت الود القديم !!!!!
    ستبتئس شوارع الخرطوم حتما فالخاتم كان عاشقا لها
    فقد حضنت في أيام عديدة مشاوير النضال اليومي
    ومهام العمل الجماهيري الذي كان ,,,,
    أصيلا جدا كان الخاتم هذا أينما حل يبحث عن
    معارفه وأصدقائه مستعينا بذاكرة قوية وقدرة على
    التواصل لايعنية في ذلك كثيرا أن اتبعت خطاه أم
    تفرقت بكم الدروب فالهم الأكبر سودان العزة
    والكرامة,,,,
    أينما حل الخاتم فتح مقرة للقاص والداني ليقتسم
    معا قوت الجسد وقوت العقل والروح من كل منحى
    فقد كان أديبا فذا وناقدا لا يشق له غبار في
    جل ضروب الإنتاج البشرى ,,,,, ولكم كانت مشاريعه
    هائلة!!!!!
    لقد افتقدناك يا صديقنا وستصبح لندن ضيقة بما
    رحبت ولكن عزاءنا أن حواء السودان والدة!!!!
    وان قضيتك العادلة هي عين قضايا المناضلين الشرفاء
    وستبقى الراية عالية خفاقة وسنذوى تلك النتوءات
    الشوهاء المتعفنة من تاريخنا العظيم وسيحطم شعبك
    الأبي والى الأبد بوابات التخلف والانحدار ,,,
    ولك في مرقدك الأخير خالص المودة واسفى لعجز
    اللغة ,,,,,أخيك : أحمد عكاشة
                  

04-29-2005, 02:30 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    شوقي بدري

    العقود الستة التى عشتها على ظهر هذا الكوكب تخللتها بعض الأحزان أغلبها فقد قريب أو حبيب أو رفيق أو زميل درب . ونحن فى مدرسة بيت الأمانة الأولية اختطف الموت زميلنا كامل من أولاد حى الرباطاب . كان سريعا فى الجرى ولعب الكرة وحتى فى كلامه . ولكن سرعة اللورى الذى دهسه كانت أسرع من سرعته . وأتت جدته آمنة الحمرا ومسحت ما تبقى من مخه من حديد اللورى .

    وفى 1963 أتى صديقى كريل ( النقّاش ) من القيقر لتحية أهله فى العباسية وفريق تقلى وترجع جذورهم الى جبال النوبة , واسمه محمد فضل تيّه. وفى الطريق الى القيقر مات فى الباخرة المحلى . كريل كان يعرف أنه سيموت . فلقد كان ظهره العريض القوى مليئا برصاص رش ( خرطوش ) . فعندما كان يهز فى سيرة فى القيقر كان ابن التاجر القبطى سويرس يطلق الرصاص . ولأنه كان مخمورا فلقد قطعت القذيفة يد الأخ المسّاح واستقر قدر كبيرمنها فى ظهر كريل , وعاش بضعة سنين ثم انتقل الى ربه وهو فى العشرين من عمره , تاركا لى ذكرى عطرة . فلقد كان خير صديق ضمّتنا العباسية وأمدرمان فى فترة بداية الشباب .

    قبل مدة قصيرة سمعت خبر موت الفنان التشكيلى حسين شريف الذى صمّم غلاف كتابى حكاوى أمدرمان . ثم كان خبر موت دكتور أمين النور الذى جلس معى فى نفس الفصل الدراسى فى الأحفاد الثانوية فتألمت وبكيت عليهم وعلى نفسى بسبب غربتنا وتشتنا وتشردنا .

    وأتانى خبر وفاة ( عابدين ) كما كنا نعرفه فى فترة الطفولة , وكما تناديه والدته نفيسة وشقيقه النور وكنا جيرانا فى حى الملازمين . ثم انتقلنا للسكن فى منزلهم عندما غادر العم محمد أحمد عبدالقادر أمدرمان ليكون ناظرا لمدرسة خور طقت الثانوية . ولم ألتقى بعابدين منذ فترة الطفولة . وتفاديت مقابلته فى أيام حكم نميرى لأنه كان يمثل السلطة . ونحن والدكتاتوريات لا نلتقى . وكنت أمنّى نفسى بمقابلته لنعيد ذكرى الطفولة , وها هو قد ذهب ويؤلمنى ذهابه فهو جزء من طفولتى .

    هؤلاء الناس عرفتهم وتداخلت معهم وكانوا جزءا من حياتى . ولكن لم أقابل الخاتم . وبالرغم من هذا لم يحدث فى حياتى أن أحسست بأثر خبر موت مثل خبر وفاة الخاتم عدلان . ولأول مرة فى حياتى أحس وكأنما رفسنى فرس لوقع الخبر . وكدت أن أمد يدى وأمسك ذلك الأثر وأهزه وأتطلع فى عينيه . وربما لأننى كنت مقتنعا بأننى سأقابل الخاتم وأحاوره وأجادله . وربما لأننى كنت أحس أنه حتى الموت لا يقدر على أمثال الخاتم .

    لم أكن أحسب أننى يمكن أن أتألم لموت انسان لم أقابله بهذه الطريقة . والخاتم كان دائما قريبا منى . كان قريبا لشقيقى الشنقيطى . وكما ذكر هو فى ردّه على بعض بوستاتى انه يعرف أهلى كثيرا . فلقد سكن وسطهم أيام اختفائه . كما كان( فردة) صلاح العالم . وآل العالم سكنوا فى شارع البوستة على بعد خطوات من منازلنا . وكنت أسمع أخبار الخاتم من الكثيرين . وسعدت وأمتلأت فخرا عندما عرفت أن البروفيسور الانجليزى الذى أشرف على شهادة الدكتوراة قد ذهل لالمام الخاتم بالفلسفة والمنطق والتاريخ وسعة ادراكه ومعرفته .

    ولكن الشيىء المحيّر أن تسرق حكومة أو دولة جثمان شخص أو مواطن وتحرم الآلاف من تكريمه بالطريقة التى يرونها لائقة . فالخاتم قبل كل شيىء شخصية عامة , ولا أفهم كيف يجد أى انسان الشجاعة أو المقدرة أن يدافع عن هذه الحكومة .

    الدولة من المفروض أن تحمى المواطن , وتسهل أمور معيشته من مأكل ومشرب وتعليم وعلاج . هذه الحكومة منذ أن أطلت بوجهها الكريه عملت العكس . لقد ملؤوا السجون والمعتقلات حتى كادوا أن يجعلوا المعتقلات وردّيات . وأتوا ببشر فقط لتشابه الاسم . وذهبوا للقبض على مواطنين بلست قديمة ليكتشفوا أن المواطن قد قضى نحبه منذ زمن .

    اذا لم تكن هذه الحكومة بشعة . لماذا يختفى كرام المواطنين ؟ لماذا يسجن الشرفاء ويترك اللصوص لكى ينهبوا ويتبخطروا فى الشوارع ؟ . لقد ملؤوا السجون بمواطنين لا دخل لهم بالسياسة فقط لأن عندهم وكالات من شركات أجنبية مجزية . ولهذا قلت فى موضوع نشر فى بداية الانقاذ ( الحكومة دى مركب على الله , لا مقداف ولا دفّة . تجبد العيشة وتخلّى البروسة ) .

    ألاستاذ مكى عبدالقادر بعوده الرفيع وعقله وقلبه الكبير . لماذا مات مختفيا فى بلده وهو رجل شريف , لم يجرم ولم يسرق ؟ . وهنالك الآلاف . وحتى اذا وجد أى انسان تبريرا لفعل الحكومة الآن بخصوص جثمان الخاتم , كيف يمكن أن يدافع أى انسان عاقل عن اقتحام الأمن مأتم آل زاهر سرور السادات . ويشيرون الى جثمان أنور زاهر الذى مات مختفيا ويقولون ( وده كان وين ؟ ) بدون أى احترام لحرمة الميت . وشعور أسرة من أعظم الأسر السودانية أخرجت أعظم الرجال والنساء للسودان . رب هذه الأسرة كان أول من دعا للجهاد . وقاد الجنود السودانيين فى معارك فلطسين , وأدخل الذعر والخوف فى قلوب الأعداء . وخلق أسطورة الجندى السودانى الذى لا يخاف و لا يخشى الموت .

    ولقد جرح العم زاهر سرور وأسر . وكان ممثل اسرائيل يتطرق لاشتطات السودانيين فى القتال ويذكر العم زاهر بالاسم . وهذه الأسرة قدمت الدكتورة خالدة زاهر أول طبيبة سودانية . والكثير من المناضلات والمناضلين , أحدهم الكاتب الأستاذ هلال زاهر , والأخ أمير زاهر الموجود الآن فى أمريكا .

    أنور رحمة الله عليه كان لطيفا رقيقا مؤدبا يمتاز بصبر الأنبياء . وكان صهره عبدالخالق محجوب وقيادة الحزب الشيوعى يوكلون اليه المهام التى تحتاج الى صبر وطول بال وتقبل الآخر . لأنه لا يهاتر ولا يسىء حتى اذا أسيىء اليه .

    ويحكى فى سجن كوبر أن أحد السجناء الأميين أعيى الجميع وصنّف بأنه لا يمكن تعليمه . فقرر أنه لن يستطيع تعليمه الا أنور . وبعد شهور من الاجتهاد طلب أنور بصبره المعروف من السجين أن يدخل كلمة غرد فى جملة . فقال السجين( غرد الثعلب) . فألقى أنور الطبشيرة , فقال الجميع ( الغلب أنور ده ما حيتعلم ) .

    أنور على ما أذكر من مواليد 1930 . وكان زميلا لابن عمتى الطيب ميرغنى شكّاك فى مدارس الأحفاد الأولية . وهذا يعنى أنه عند وفاته كان فى الستين . رجل كامل الأخلاق ليس بشاب متهور أو نزق . هل كان يمارس الاختفاء فى وطنه كلعــبة ( استقماءة ) طويلة المدى ؟ . لقد سجن وأهين وطورد بدون جرم . من الذى سيدفع الفاتورة ؟ .

    رجال بهذه المواصفات لماذا يجبروا أن يموتوا بعيدا عن أحبائهم وأهلهم وذويهم وأبنائهم وأحفادهم ؟ . لماذ يموت أنور فى أجزخانة منصور اسحق ؟ . ولماذا يحرم من العلاج والعناية والرعاية والحب والود ؟ . أمثال أنور كان من الواجب أن تقام لهم التماثيل .

    وستكون هنالك فى يوم من الأيام شوارع ومؤسسات وقاعات ومدراس ومكتبات تحمل أسماء هؤلاء الرجال رضيت الانقاذ أم أبت . ولهذا نقول بملىء فمنا نحن ضد الانقاذ , ونحن مع قرارات مجلس الأمن , لأن هؤلاء البشر أشرار . التحية .

    شـــوقى
                  

04-29-2005, 04:24 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    محمد النعمان


    ثمَّ إنك لن تكونَ "خاتمَ" رُسُـلِنا إلى الفكرةِ البديلة.


    لقد عاش غيرك – يا سيدي الخاتمُ – أرذلَ الخياراتِ وأسهلها ، ليكون له أن يموتَ في أرذل العمر.

    أمّا أنتَ فقد اخترتَ – إمتثالاً للتاريخيِّ في الواقع ، وللعقلانيِّ في الذات – أن تعيش شرطَ اليساريِّ القاسي ، في غربته وتجلده ، في صدقه وتنسكه ، في نقده للذات كما في انكشافه المريع ِ ، أيضاً ، لقمع السلطةِ وبطشها.

    وقد اسـتطعتَ – في ثباتٍ ومثابرةٍ – أن تمنحَ فضاءنا السـياسيَّ شاكلة ً راسخة من جسارةِ الفكرةِ وبسالةِ الفعل وجدارةِ الإنتماء إلى خيار ٍ نظيف.

    وها أنتذا تذهبُ في ريعان العمر ، ومجـده.
    فإن كنت قد مِتَ في ربيع المنافي – يا خاتمُ - فإنّ الذي قتلكَ ويقتلنا ، بالحقِّ ، لهو صيفُ هذا الوطن المختطف ، وسيفُ جلاديه المقدَس.

    لقد كنا ، بالطبع ، نتوّقعُ موتك المعلن ، لكننا أيضاً لم ننتظره.

    وكيف كان لنا أن نتقبّـل مستبسـلينَ ذلك المعنى الفظَّ في موتك وأن نعترفَ مستسلمينَ بأن اليسـار ، الضئيلَ في كَمِّه والمتشـظي في فعـله ، كان – في واقع الأمـر – على وشـك أن يخسـرَ ، برحيلكَ ، جـيلاً كامـلاً كـان أن أودع مبلـغَ تحصيله المعرفيّ وزبدة بصـيرته السـياسية في ذهـنك الوقّـاد ثم بعثك إلى الناس نظيفاً ، عفيفاً وجسوراً على النحو الذي صرت إليه؟

    حين إلتقيتك قبل شهـور قـليلةٍ ، هنا بواشـنطون ، كنتَ – كعادتكَ – واضحَ الذهن ، عاشـقاً لأرضك لا مسـاوماً في معاركها التأسيسية ، رائياً دون توهُّم ٍٍ أو انفصام ومنفتحاً على الآخر كندٍّ سياسيٍّ دون شهوةٍ في استقطابٍ مقيت.

    ثمّ رأيناك أيضاً وأنت تعلن – من موقعك كمفكر ٍ عضويّ – أن البروتوكولات التي تمَّ توقيعها بين الحركة الشعبية وإنقلابيي الإنقاذ إنما تتجاوز ، بفحوى بنودها الموقعة ، طرفيّ ذلك التوقيع وتتعدى مصالحهما المحدودة كتنظيمين سيتقـلدان السلطة حصراً. ففي حدود القراءة التي تبنيت نشرها على الناس ، فإن تلك البوتوكولات تنطوي على كسبٍ جذريّ ستشمل نتائج تطبيقاته كافة قطاعات الشعب السوداني.

    كنت تتلفت قلقاً وأنت تبحث عما يرشح ويؤهل القوي الإجتماسياسية التي ينبغي أن تقع على عاتقها مهامُ إنفاذ ما اتفق عليه وأعباءُ حراسته بصمامةٍ واقتدار ، وذلك ضمن مشروع ٍ شامل للتحوّل الإجتماعيّ في السودان.
    تلفتَ ملياً ، يا سيدي ، ولم تستثن ِ أحداً من قطاعات القوى الحديثة وطلائعها.

    ثمّ إنه لم يرعبك أبداً مصطلح العلمـانية ، كما ظلّ يفعل بغيرك الأباطيل.

    فقد تكرّس في خطابك كمصطلح ٍ طلق ومفهوم ٍ ثرٍّ لا يتلجلج كما هو شأنه في سيرك السياسةِ المحترفة.
    لقد ذهبت واضحاً لا متفاصحاً ، يا سيدي ، إلى أن الدولة العلمانية هي شرط الوحدة الموضوعيّ كما إنها هي الضمانة المؤسسية التي تكفل تحقيق تلك القيم التي من شأنها وحدها الاستجابة لتطلعات الشعب السودانيّ في تعدده وتنوعه الإجتماثقافيّ.

    لقد كرّست - يا خاتمُ – عمرك القليل لخدمة قضايا اليسار لأنك قد رأيت باكراً إنها هي ما بمقدوره أن يلبي الطموحات التاريخية لشعبك.
    فإن كنت قد فعـلت ذلك يا سـيدي طوعاً وإختياراً ، فإنه لن يكون لأحـدٍ أن يقول الآن إنك قد "أفنيتَ" عمراً عمـيقاً في الدفاع عن مبادئك والزودِ عن حقِّ ممارستها.
    من كان مثلك ، يا سيدي ، لا ينقضي بالموت فتنفد صلاحيته تماماً.

    لإنْ كنت "خاتماً" ، ذلك الذي ذهب متوّجاً بمحبتنا وبإحترام غريمه وجلاده معاً
    فاسمح لي أن أقول لك بأنك سوف لن تكونَ "خاتماً" لرسل هذا الشعب الذي أبدعك فأبدعتَ ، له وبه ، موقفاً حازماً وفعلاً عارفاً وفكرةً بديلة.
    وما من أحدٍ بيننا سيبتدر درساً تاريخياً في مسائل الثورة والتحوّل إلا وألفاكَ متجذّراً في واعيته ، واضحاً فيها كعلامـةٍ فارقة.

    فلك أن تذهبَ ، إذن ، يا خاتمُ ، حيث شئتَ أو شاءَ غيرك
    فإنك قد كنتَ ، بالحقِّ ، ذلك اليساريّ الضخمَ
    الذي امتحنه شعبه في أسوأ أحوال تاريخه اضطراباً وردّة ،
    وامتحنته المعرفة في أكثر لحظاتها تحوّلاً وارتباكاً ،
    لكنه – من بعدُ – لم يتراخَ و لم يسقط.


    نعمان
                  

04-29-2005, 04:32 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    Khatim 'Adlan: The Living Socialista!

    Mahgoub El-Tigani

    April 24, 2005


    Ustaz al-Khatim ‘Adlan, a prominent socialist politician, organizer, and writer was a leading human rights’ activist for succeeding generations; a radical intellectual who pursued the dissemination of socialist thought and public activities to change the life of the Sudanese poor - workers, peasants, employees, or students.

    Endowed with a distinguished mastery of oration and writing skills, a burning brain, and a friendly soul, al-Khatim influenced student bodies as well as groups of activists and party members whose dedication and continuous support to the Cause of Democracy and Social Progression in the Sudan motivated the devout leader to pursue relentless activities in the public life, behind the bars, or in hiding, despite the tight surveillance of the hunting authorities.

    The brave stands of Mohamed al-Khatim ‘Adlan earned him the hostilities of security forces, conservative leaders, hypocrite politicians, most of all, the Muslim Brotherhood groups. In spite of the political persecution, imprisonment, and forced exile to which he had been subjected since he joined the SCP, ‘Adlan never abandoned his deep rejection to all forms of suppression. In the late 1990s, he established HAQ, his own group that adopted a program for the establishment of peace, democracy, and social progression, independently from the other parties.

    Like the Early Socialist pioneers, of whom Khatim ‘Adlan was perhaps influenced by the intellect and the amicable personality of ‘Abd al-Khaliq Mahgoub (who thoughtfully paid a special attention to the adjustability of the al-Marxiya to the indigenous structures and needs of the Sudanese society), ‘Adlan was destined to forge ahead with his own creative thought in pursuit of a new set of ideals to overcome the political disruptions of the Brotherhood’s destructive rule.

    Sometimes in the mid 1990s, thinker 'Adlan contributed with some of his most critical works on the future of socialism. (This part requires careful research in a separate thesis). Interestingly, ‘Adlan introduced al-Wasatiya concept into the present-time politics of Sudan vis-à-vis the NIF fundamentalist suppressive indoctrinations that abused the religion of Islam by non-democratic rule and did a great harm to the tolerant modes of the Sudanese social life. (This part is worthy of detailed analysis in a separate work).



    Farwell, Socialista!



    May the Almighty Lord shower your soul, Munadil al-Kadiheen, with His Eternal Love and Oft-Living Mercy!
                  

04-29-2005, 04:51 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    الخاتم

    العوض مصطفى

    برْق الليل الضَّّّّّّّّّّّّّّّـلــَّم وعاتِـم
    سحاب العينة السَّاق متراكم
    بحرالنيل السال متلاطم
    كله الحي بي يرحل يومًا ، شقَّ علي رحيل الخاتم
    إلا الجابر خاطري انا يابه إنك ترجع أرضك ونيلك
    جُوَّه تراب البلد الرِّدْتُه ، وجوَّه قلوب الناس الهيلك
    بكرة تشوف قدرك يا خاتم بين الغر البسرجُوا ليلك
    الطيبين شدَّادين حيلك
    بيعرفوك في دابُنْ كنت ، وما بينسوك بيحسُّوا رحيلك
    شوَّافين ما بطِشُّوا وحاتك ، سمَّاعين بيفُرزوا هديلك
    يا ذا الحس والراي الصارم
    نحن وراك أحزاننا بتكبر وبكبر بعدك فينا الشوق
    للإنسان الكُت منتظره ، للقيم المرفوعة وفوق
    بي نسقيه الشَّــقــَّق لمَّن يروىيسوِّي ليه عروق
    بنعيش ليه الوطن الغالي ، وبنعلـِّيه على المخلوق
    متفاءلين ، والجاد بيضوق
    شكرا خاتم ما قصّرت
    شكرا يا متفاني وذوق
    يا الفي الحارة بلاقيك باسم
    مستننك ، أسفا جيتنا ، ماك إياك يا حوض العاشم
    زي ما عاد مصطفى من قبلك ، حزن الناس تاريه مواسم
    أسمح لي خاتم من فضلك
    أمزج حزن الناس بي فرحك ، لما تعود لي أهلك وأصلك
    أفضل وابرك
    يرحل زول ، بي ترحل أُمَّة .. جبر الله يا الخاتم كسرك
    وأحسن فيك عزاء الأمَّة ، وبي أفضاله ينوّرقبرك
    ويتولاك بالرحمة ويغسل متل التوب الأبيض صدرك
    وينقيك – ما أكرم ربك – هو العالم بي جهرك وسرك
    ويلزم صبره جميع الفقدك ، ويطيِّب في الآخرة مقرك
    تتهنابُه محل قبلت ، ما يلاقيك إلا البيسُرَّك

    مسقط 26 أبريل 2005
                  

04-29-2005, 05:15 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    علاء الدين نصار

    2005/26/4
    ورطتنا جميعا...انا صحونا علي صوت الناعي أن مجدا انتقل من جسد واحد نحيف منهك ليتوزع علينا جميعا فهلا نخور تحت وطأته ونحن عصبة من نيف وثلاثون مليون الا قليلا ممن وقفوا في الصف المقابل _المشاتر_؟. الحزن المخيم علي النفوس و المنابر و المحافل صادق بقدر صدق الرجل. و الحزن هو اصدق انواع المشاعر و انبلها فلماذا لا ننتهز لحظ السمو هذه لنخطوا خطوة عريضة في اتجاه تحقيق الحلم الذي عاش له فقيدنا المقيم و مات وهو مشغول به حتي من الموت نفسه؟. دعونا نخلد اسم المناضل الراحل باطلاق مشروع لوحدة الصف الوطني، وحدة تلقي عند الثوابت الوطنية العليا و تقود الشعب نحو الحرية و الانعتاق و اعادة البناء و تمتين الوحدة الوطنية علي اسس العدالة و دولة القانون. وحدة صف تتخطي الحدود الايدلوجية و النزاعات داخل الاحزاب الوطنية. وحدة صف تزيل مررات الماضي و الحكم علي النوايا. تحالف عريض اسمه السودان و هدفه السودان. ترصيخ فهم جديد للعمل الوطني تزول فيه خصوصيات الاشخاص و يعلوا شان الفكرة. لقد ذهب الرجل الي لقاء ربه و ترك بيننا نهجا و فكرا و نواية سليمة، اعطي نموزج علي أن العمل السياسي لا يعني بالضرورة أن يكون المطلع به حاويا او خبيثا يجيد المناورة و الايقاع بالاخر لكي يحقق كسبا و ان كان علي حساب القضية الكبري حين يكون الاهم تحقيق مكاسب آنية خصما علي نجاحات الاخرين. ذهب الرجل و لا مجال للغيرة السياسية تجاهه فهلا تجردنا من محدودياتنا و تواضعنا الي تخليد ذكراه و اعلاء شأن نضالاته و كسوباته الفكرية و تميزه المبدئي بأن نطلق مبادرة باسمه و مسترشدة بفكره لتخليق برنامج وطني استراتيجي يلتزم العلمية و التخطيط الدقيق في سبيل تحقيق مطامح وطنية سامية نهدف لها جميعا لكنا لن نتمكن من تحقيقها في شتاتنا الذي نعيشه و خصوماتنا المفتعلة في اغلب الاحيان و دوافعنا الشخصية و الحزبية الضيقة في احيان اخري. بناءا علي مقترح العزيز محمد سيد احمد بانشاء مركز باسم الخاتم عدلان للدراسات الاستراتيجية اقترح علي الاعزاء في حركة حق أن يبتدروا نشاط المركز المقترح بالمبادرة بمشروع الخاتم عدلان لوحدة الصف الوطني بأن يضعوا المرتكزات التنظيمية له و اقتراح طرق تدارسه و دعوة التنظيمات الوطنية للمساهمة في تكميل الطرح و طرق نقاشه و اجازته و تبنيه و من ثم تمليكه للجماهير و خطوات التطبيق حتي الوصول الي الهدف المنشود.

    كان الخاتم ملهما في حياته
    و فناء جسده لم يفني افكاره
    و مواقفه

    و انا لله و انا له راجعون
                  

04-29-2005, 05:40 PM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)

    .
    .
    .
    .
    .
    This is hard ya Kostawi
    All too hard

    But still, thanks for bringing it together in one place

    I can't promise to read it all at once
    I can only take it in doses

    Bless the soul of the remarkable man who had a clear vision

    I am so sad
                  

04-29-2005, 05:49 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: إيمان أحمد)



    أبو ساندرا
    إنها الكائنات استضافتك في خدرهاقمر العشية يصطفيكوتحتويك لدى البكورخيوط فجر وشحتك بضوئهاشمس النهار على جبينك لؤلؤةوعلى ذراعك يستريح النيلمن عنت المسيرة في الهجيرمن يا ترى يبكي لديك عليكمن؟ومن يعزي فيك ... من؟من يا ترى يبكي لديك ...عليك ...من ؟
    حق لجيلنا ان يفاخر فقد أهدته الأيام فرصة العمر عندما تفتح وعيه في أعقاب هزيمة يوليو الأليمة في العام1971 ، وكانت البلاد يومها تنؤ تحت ثقل ديكتاتور متهور ، وكان حزبنا مثخن الجراح ، وفي ربقة الحزن واليأس سطع فجر الأمل في جامعة الخرطوم ، فتى أسمر غض الاهاب ، عميق الفكر ، رصين العبارة ، باسق الوعي وشاهق الشجاعة وصارم الوضوح ،
    كنا نسعى اليه من أطراف المدينة المكلومة بغياب فرسانها ونجوم لياليها ونداوتها ونواديها ومنتدياها بالرحيل الفاجع لعبدالخالق محجوب ورفاقه شفيع الطبقة وفارس الغابات جوزيف ، كنا نسعى اليه في قهوة النشاط التي خط فيها تاريخآ مجيدآ ومواقف جسورة وناصعة ، لكي نلتمس منه الأمل واليقين بيوم نصر قادم نسد فيه الدين ،
    كنا نخط خطواتنا الأولى في المدارس الثانوية في العام 73/74 وخطواتنا الأولى في درب العمل السياسي والإلتزام مدفوعين ومتأثرين بالبطولة والجسارة التي أبداها شهداء يوليو من القادة والضباط والجنود ، ألهمتنا مأثرتهم وأهدتنا البوصلة محددة لنا إتجاه يممنا شطره ونتسائل مفاخرين مع علي عبدالقيوم:{أي المشارقلم نغازل شمسهاونميط عن زيف الغموض خمارهاأي المشانقلم نزلزل بالثبات وقارهاأي الأناشيد السماوياتلم نشدد لأعراس الجديدبشاشة أوتارهاكان هناك الخاتم ، شامخ و واضح وملهم ، ألهمنا -نحن ذلك الجيل المحظوظ- وأهدانا الأمل والبشارة والثقة في قدرة حزبنا على تجاوز المحنة ومن ثم يسهم مع جماهير الشعب وقواه الحية في إقتلاع عرش الطاغوت في مارس إبريل 1985ومن بعد ظللنا نتابع ونطالع مساهماته الغنية بالفكرة والحكمة في الميدان وفي الشبيبة وفي الندوات الجماهيرية والمغلقة وفي دور التحالف ، فقد كان هناك معبرآ بلسان مبين وبقلم أكثر قدرة على الإبانة عن خطنا ورأينا وموقفناتواصلنا معه ومحطناه إحترام وتقدير لم ينتقص منه موقفه من الحزب ، وجادلناه في قراره في حوار مفتوح وعبر الإتصال ، إحترامنا خياراته وإحترم رأينا و أذكر حواري معه في هذا الموقع وصبره عندما وصفته بالإستعجال مشيرآ لما قاله { والحزب أخذ ببعض آرائي مؤخرآ } مؤكدآ له أنه لو واصل لأخذ الحزب بكل منطلقاته فإن حركة التغيير سوف تمضي نحو غاياتها ولن يصح إلا الصحيح يومها قال لي { أخشى عليك يا صديقي } وتمنى أن نواصل مابدأه
    لا أعرف في تاريخ الحزب تسامح مع مغادريه خاصة لو نشطوا ، إلا في حالة الخاتم عدلان حيث لم يفقد إحترام غالبية أعضاء الحزب
    وأعرف أن بعض الزملاء القياديين إحتفوا به عند عودته الأخيرة للوطن وبادلهم التقدير والأحترام
                  

04-29-2005, 05:57 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    نورالدين منان

    الولايات المتحدة22 ابريل 2005
    وهذه الرسالة ارسلت بعد الفاجعة بساعات

    كانت الساعة تشير الى الحادية عشر والنصف من مساء واشنطون عندما جلست امام الكمبيوتر لآكتب رسالة حب وشوق لصديقى الخاتم عدلان.. امسكت بالتلفون للاتصال بلندن .. رأيت ان الوقت فى لندن يقترب من الخامسة من صباح سبت لندن.. جاءنى هاجس غريب.. الوقت متأخر هناك.. القيت بالتلفون جانبا وبدأت اكتب.. تمردت الآحرف.. ماذا اقول.. ليتنى امتلك ناصية الكلام مثل الخاتم لاصب كل قلقى فى ذلك التيار الجارف من الهواجس لينتقل الى من احببناه لآكثر من ربع قرن من النضال وملح المنافى.. كتبت اليك رسالة قصيرة ارسلتها عبر سودانيز اونلاين وكان الوقت يقترب من الخامسة من صباح سبت لندن الحزين.. لم اكن ادرى انك فى النزع الآخير . تغادر الفانية الى دار الخلود.. هناك وراء المكان وخلف الزمان.. حيث يقف الشامخون بافكارهم ينظرون الى القادمين نحوهم.. منهم من ترك وراءه شيئا ومنهم من اخذ معه كل شيئ!! تركت وراءك يا الخاتم كل شيئ جميل.. تركت وراءك جيلا كان لك القدح المعلى فى صياغة وجدانه وتخلقه الفكرى.. او لم تلق بحجر الفلاسفة فى مستنقع افكارهم فظلوا يصطخبون!! ستنداح دوائره لتلامس كل اطراف وزوايا العقل السودانى.. وسيخرج خاتم من كل فج عميق.. لحضور عرس السودان الجديد الذى دفعت مهره من درر فكرك.. المهر غال يا خاتم.. وعرس السودان الجديد سيتخطف اجمل الرجال والنساء فى بلادى..ولكن اجمل الاطفال يولدون ساعة فساعة.. عيونهم اكثر اتساعا.. كنت اكثرنا اندفاعا.. وقوة.. فى بذر بذور الثورة.. تركت وراءك الف زهرة تتفتح لتملأ فضاء الوطن الذى جرحه العدا، حبا ويقينا بأن هناك سودان جديد يتململ فى رحم الغيب.. لقد شهدت بدايات ذلك الطلق الفكرى.. وكتبت مالم يكتبه غيرك من المفكرين وادعياء الفكر فوجهت سهام فكرك الثاقب نحو اصنام الفكر وازلام السياسة اجمعين.. ومتسكعى الفكر الذين لا طاقة لهم فى امتشاق الحسام.. اصابتهم سهامك.. كما لم تصب سهام الكسعى.. .. صوبوا اليك سهاما كثيرة ولكنها ارتطمت على صخرة روحك وفكرك الصلب وارتدت اليهم فى نحورهم.. أتيت الينا من ضهارى الجزيرة.. فتى اغبر اشعث بملامح بروليتارية .. واقتحمت جامعة الخرطوم بعقلك فاهتز ساكنها وارتجف معلنا ميلاد قائد سياسي وفيلسوف مصقع.. شغلت الناس زمانا بعميق افكارك ولغتك الرصينة.. تنقب فى بحور الفكر وتجمع اصدافها ولألئها وتنثرها على محبيك فبقيت علامات مضيئة تقودنا الى وطن حدادى مدادى.. وطن خير ديمقراطى..لا انحنى . إلا لأحضن موطنى.. رائعة الفيتورى جعلتها شعارا للذكرى الاولى لشهداء 19 يوليو قبل اكثر من ثلاثين عاما وها انت اليوم تعود لاحتضان الوطن.. ويحتضنك الوطن الذى احبك واحببته حتى الثمالة.. السودان الوطن الواحد.. السودان وطن الخالد.. يستقبل فتاه العائد.. الخاتم ود عدلان.. نم فى الخالدين . يا خاتم النضال الذى توهج بالف لون.. نم شامخا كما عرفناك.. وستظل ذكراك نشيدا سماويا وناقوسا يدق لأعراس الجديد.. كما ستبقى افكارك ملهمة للكادحين من ابناء الوطن ومذكرة لهم بان الخطر الذى حذرتهم منه مرارا ومنذ اكثر من ثلاثين عاما مازال ماثلا .. سيذكرك القوم كلما ادلهمت الخطوب وتشابكت الدروب.. سيذهبون كما الدخان وانت تحيا.. لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا.. الخاتم ود عدلان..العزاء الحار منى ومن اسماء والصغار لتيسير وحسام واحمد وأل عدلان والشعب السودانى .
    نورالدين منان
    الولايات المتحدة الامريكيةالسبت 23 ابريل 2005
                  

04-29-2005, 06:36 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    عادل عبد العاطي



    الخاتم عدلان كما عرفته !

    لم يهزني ويزلزلني حدث؛ بعد وفاة الراحلة اُمي؛ مثلما زلزلني وهزني حدث رحيل الخاتم عدلان عن دنيانا؛ فقد كنت موقنا كل اليقين انه سيتجاوز المرض؛ وانه سيعود الينا اكثر قوة؛ ولكن يبدو ان الجسم قد خذل الروح؛ او ان الخاتم قد اختار العودة الينا؛ ولكن من مداخل اخرى؛ ومن ابواب لطيفة لا نفهمها في غلاظتنا وفي محدوديتنا.

    عرفتُ الخاتم عدلان لمدة تقارب العشرين عاما؛ بدأت من المعرفة العامة من طالب ناشئ يساري؛ تجاه احد اعلام حركة اليسار في السودان في حينها؛ ثم ما لبثت ان دارت الايام دورتها؛ لتتيح لي معرفة افضل بالخاتم؛ من موقع الصديق والاخ الاصغر؛ حينما خرج الي الخارج في منتصف التسعينات من القرن الماضي؛ واستمرت حتي رحيله الفاجع في السبت الحزين؛ الثالث والعشرين من ابريل عام 2005 .

    كان اول معرفتي بالخاتم عندما قرات في العام 1983 كتيبا بعنوان " قراءة وتعليق في مطبوعات الاخوان المسلمين" ؛ قيل ان الخاتم كان احد مؤلفيه؛ وقد ترك فيّ الفصل المنسوب للخاتم اثرا عميقا؛ لما تميز به من قوة الحجة والمنطق ومن سلاسة اللغة؛ ثم تطور الاعجاب بما سمعت من اقوال وشهادات عن نضاله الطلابي وعن كفاحه ضد النظام المايوى؛ والذي قضي في سجونه ما مجموعة 8 سنوات؛ حتي خرج من اخر اعتقال له؛ مع انتفاضة مارس ابريل 1985.

    ثم كان الاحتكاك الثاني؛ عندما انتقلت طالبا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم؛ وقد حضر الخاتم متحدثا في احدى ندوات الجبهة الديمقراطية هناك؛ وكان ذلك في اكتوبر 1985 كما اذكر؛ وقد كان لي شرف ان اكون في "تيم الحماية" والذي التقط الخاتم من مكتب احد المحاميين بالقرب من الجامعة؛ ورافقه الي الجامعة؛ ووقفنا حراسا له في تلك الندوة؛ ثم صاحبناه حتي خرج بعد الندوة وانتهت مهمتنا حينها. هنا ايضا ورغم انشغالي بالمهمة المكلف بها؛ الا ان حديث الخاتم قد اثرني تماما؛ واتضح لي انه ليس كاتبا قديرا فحسب؛ وانما خطيب مفوه قد ملك نواصي الكلم؛ وما وضوح العبارة – كتابة او خطابة - الا من وضوح الفكرة.

    ثم تابعت كتابات الخاتم في جريدة الميدان وفي جريدة الشبيبة؛ في فترة الديمقراطية الثالثة؛ وكانت سلسلة مقالاته بعنوان : "نزع الحجب"؛ واخرى بعنوان "يذهب الزبد جفاء"؛ وبرنامجه الانتخابي وسيرته الذاتية التي كتبها ايام الانتخابات البرلمانية في عام 1986 ؛ وقد كان مرشحا في دوائر الخريجين؛ هي من قمم الادب السياسي الذي يحرض علي المعرفة والتفكير؛ ويعلم الانسان ان الادب يمكن ان يكون في السياسة؛ وان الفكر يمكن ان ينقل باسلوب سهل ممتنع؛ وكانت قراءة الخاتم متعة حقيقية في ذلك الوقت؛ ومدرسة حقيقية في السياسة والصحافة والكتابة.

    ثم لما بدأ التمرد علي واقع الحال في الحزب الشيوعي؛ هذا التمرد الذي فرضته مراقبة العديد من الاخطاء والتجاوزات والتنازلات؛ سمعنا "تِحِت تِحِت" ؛ ان هناك خلافات في قيادة الحزب؛ وان الخاتم عدلان وفاطمة احمد ابراهيم هم قادة الجناح الثوري والمطالب بالتغيير؛ وقد كنت – وبعض الزملاء حينها – نتحرق شوقا الي ذلك اليوم الذي يعلن فيه هذا التيار الثورى عن نفسه؛ وكنا علي استعداد تام لدعمه والسير خلفه؛ الا ان ذلك اليوم لم يأت حتى خروجي من السودان بنهاية عام 1988؛ ووصول انقلاب "الانقاذ" الي الحكم في يونيو الكالح من عام 1989.

    بعدها مرت مياة كثيرة من تحت الجسر؛ وانشغلت في بولندا بالدراسة والنشاط العام؛ وكان الخاتم مختفيا داخل الوطن؛ وكنا نمر بصيرورة من التغيرات؛ اضافت اليها تجربتنا في شرق اوربا؛ ورؤيتنا لانهيار الستالينية المحدثة امام اعيننا؛ فلما فتحت ما تسمي ب"المناقشة العامة" في الحزب الشيوعي؛ بمقالات لمحمد ابراهيم نقد في مجلة "الشيوعي" العدد 156؛ كان موقفنا واضحا في رفض خطها المائع؛ وفي الدعوة للاصلاح الديمقراطي والثوري داخل الحزب؛ وقد نشرنا ارائنا تلك في مجلة "قضايا سودانية" ؛ ولم نكن نعلم ان الخاتم وبعض رفاقه كانوا يطرحوا مثل تلك الاراء داخل السودان؛ وعند خروج الخاتم للخارج في اول 1994؛ كتب مقالا ل"قضايا سودانية"؛ يسجل فيه قرائته لما نشر بقضايا سودانية؛ وكان تعليقنا من الاشياء القليلة التي لفتت انتباهه؛ وقد قرظنا عليه؛ مما جعل البعض يظن انه كانت لنا سابق اتفاقات؛ وما كانت لنا وما كان يمكن لها ان تكون.

    ثم تتالت الاحداث ووصلتنا بعدها مساهمات الخاتم في الشيوعي 157 والتي عنونت " آن اوان التغيير" ؛ وكذلك اطروحاته حول مجابهة السلطة؛ وكانت كلها تقع منا موقع التاييد؛ وان كان موقع التاييد الناقد كما ظهر في تعليقنا علي محتويات الشيوعي 157؛ حتي فؤجئنا بنهاية ذلك العام بخروج الخاتم من الحزب في مؤتمر صحفي بلندن؛ وتاسيسه مع بعض رفاقه الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم.

    الي ذلك الوقت لم يكن لنا اى اتصال مباشر او غير مباشر مع الخاتم؛ وانا هنا اتحدث عن نفسي وعن فرع الحزب الشيوعي ببولندا؛ والذي كنت عضوا فيه؛ رغم اننا قد صنفنا مباشرة باننا من "جناح الخاتم" ؛ ثم بدأت حملة التشنيع واغتيال الشخصية تجاه الخاتم؛ وبدا اهتمام القيادة بفرعنا؛ حيث تواترت زيارات القياديين الشيوعيين لنا؛ في محاولات لجس النبض اظنها؛ ومعرفة حجم وتاثير "جناح الخاتم " في فرعنا؛ ولا ريب انهم قد رجعوا وعندهم قناعة كاملة بان البعض منا هو مع "جناح الخاتم" قلبا وقالبا؛ وشخصي الضعيف في اولهم؛ رغم اننا حينها لم نكن نعرف ما هو هذا الجناح المزعوم؛ ولا صلة لنا مع الخاتم او"جناحه".

    كان موقفنا – او الغالبية منا – في بولندا؛ هو الرفض التام لحملة اغتيال الشخصية؛ وقد انتدبنا احدى الزميلات؛ ماجدة ن.؛ عند سفرها للندن في عام 1995 لزيارة الخاتم ومعرفة وجهة نظره؛ وقد عادت الينا بحوار مسجل علي شريطين كاسيت – اتمني ان يكون الاخ امجد ابراهيم محتفظا بنسخة منهما - ؛ بدد فيها الخاتم كل الاتهامات؛ وشرح وجهة نظره بافضل ما يكون؛ وقد نسخنا هذين الشريطين ووزعناهما علي اعضاء الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية ببولندا؛ مما عزز لدى القيادة ومن والاها من "الاقلية" في الفرع؛ اسطورة اننا من "جناح الخاتم"؛ وخصوصا بعد استقالة الزميلة ماجدة ن؛ والزميل امجد ابراهيم؛ وتراجع عدد من المرشحين؛ واننا كقيادة للفرع – انا والاخ ابراهيم ميرغني – لم نبذل جهدا للامساك بهم؛ حيث ان حيثياتهم كانت مقنعة تماما بالنسبة لنا؛ وربما كان صغر سنهم وثوريتهم الدافقة واحدة من الاسباب التي دفعتهم لتلك الخطوات الجريئة.

    من ناحية اخري فاننا كاعضاء قدامى؛ لم نزل نؤمن بقدرة الحزب الشيوعي علي التغيير؛ اى نؤمن بالاوهام؛ قد رفضنا خطوة خروج الخاتم من الحزب؛ واعتبرناها مستعجلة وسابقة لاوانها؛ وانه لم يناقشها مع من يتفق معه في الراى داخل الحزب؛ وهذا منهج ستاليني بحت؛ لا يعرف ان المسؤولية فردية وان القرارات المصيرية هي مسؤولية الانسان الفرد؛ وان الانسان يدخل الحزب وحده ويخرج وحده؛ وياتي للعالم وحده ويخرج منه وحده؛ ولكن انى ذلك في الحزب الشيوعي؛ فكان ان بقيتُ بعد ذلك حوالي العامين في صفوف الحزب لبشيوعي؛ منافحا عن خط التغيير؛ مُعتبرا طول الوقت من قبل القيادة ومواليها داخل الفرع؛ انني من "جناح الخاتم " المتبقى داخل ذلك الحزب؛ حتي استقالتي منه في مايو1996 .

    كانت استقالتي تسير في نفس الاتجاه الذي ذهب فيه الخاتم قبل عام ونصف؛ وكانت اطروحاتنا متقاربة الي حد كبير؛ والقارئ لوثيقة الخروج التي اطلقها الخاتم ودعوته لتاسيس كيان جديد؛ ونص استقالتي؛ سيجد اتفاقات كثيرة؛ كما ان محاولة اغتيال شخصية الخاتم المقززة التي مورست وقتها؛ لم تكن بعيدة عن قرار استقالتي؛ وكان الخاتم عدلان ورفاقه في ذهني؛ حينما كتبت الكلمات التالية في خطاب استقالتي:
    ) لقد حزّ فى نفسى ؛ الهجوم العنيف والتسخيف الجارح لاراء واشخاص زملاء كانوا حتى الامس القريب ابناء الحزب المخلصين ؛ ومهما كانت درجة الاختلاف معهم فانها لا تصل الى درجة وصفهم بالخيانة والعداء للحزب والتشكيك فى ذمتهم المالية ؛الخ الخ ..اننى اتبرأ من كل كلمة زيف قيلت فى حق زميل سابق واعلن انها لم تمثلنى ولا تمثلنى .. ولن يكون هذا موضع فخر لاى حزب يعامل اعضاؤه السابقين بمثل هذه المرارة والكراهية ..ان هذه الاقوال والاتهامات فى نظرى لا تضر الا قائليها ومروجيها).

    خلال هذا توطد شكل من اشكال التواصل بيني وبين الخاتم؛ وارسل لي مشكورا كل ادبيات الخلاف بينه وبين قيادة فروع الخارج للحزب الشيوعي وموقف السكرتارية المركزية المعيب وقتها؛ في الانحياز لقيادة الخارج ضده؛ ثم في تسميتها لاستقالته انقساما؛ وكذلك ارسل لي اعلان خروجهم من الحزب؛ وووثائق التاسيس للحركة السودانية للديمقراطية والتقدم؛ ومن بعد حركة القوى الديمقراطية الجديدة؛ وبعضا من مقالاته الخ ؛ وابتدرنا حوارا عبر الخطابات والتلفون؛ تحدثنا فيه عن مواطن الاتفاق والاختلاف بيننا؛ ورغما عن تصنيف البعض لي لعدة سنوات باني من "جناح الخاتم"؛ فانني بعد خروجي من الحزب الشبوعي لم انضم للحركة التي كان يقودها.

    في نقاشالتي مع الخاتم وقتها سجلت له اعتراضاتي الاساسية علي "حق"؛ وعلي دعوته لي للانضمام اليها؛ وقد كانت حُججي ان "حق" تعيد انتاج تجربة الحزب الشيوعي؛ حيث الخاتم فيها الرئيس والمنظر والمنفذ الخ ؛ وانها ضعيفة التاثير وغير فعالة؛ وان وجوده علي قيادتها – بتاريخه الشيوعي – سيظهرها وكانها انقسام عن الحزب الشيوعي؛ وسيبعد عنها اقساما واسعة من الناس؛ تبحث عن الجديد ولكنها قد تتحسس من قيادته؛ ومن اني لا اريد ان اخرب علاقتي بالشيوعيين؛ وهذا سيتم اذا ما انضممت لحركتهم الخ الخ .. وقد كان الخاتم متفهما وديمقراطيا تماما في الحوار؛ وردّ وتوسع في رده علي كل نقاطي؛وعندما لم يقنعني لم يقطع علاقته معي؛ بل واصلها موضحا اننا يمكن ان نناضل من اجل نفس الهدف؛ من مواقع مختلفة؛ وظلت هذه قناعته حتي آخر ايامه.

    كانت الخيارات امامي قليلة؛ فحين رغبت في ممارسة السياسة في تنظيمات لها فاعلية؛ او يمكن ان تكون لها فاعلية؛ وهي مع ذلك ثورية؛ فان الخيار كان امامي هو الانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان؛ او التنظيم الجديد وقتها؛ قوات التحالف السودانية؛ وقد ابعدتني من الحركة الشعبية طبيعتها المركزية والعسكرية المفرطة؛ وعدم الوضوح الفكري والسياسي؛ وانتهاكات حقوق الانسان؛ وجذبتني بالمقابل شعارات قوات التحالف؛ وامكانية التاثير فيها؛ باعتبارها لا تزال في طور التبلور؛ وقناعتي بان اضعف حلقات العملية الثورية هي في الوسط والشمال؛ لذلك لا بد من رفدها واستنهاضها؛ فكان ان انضممت الي قوات التحالف في يوليو 1997؛ بينما ظلت علاقتي بالخاتم و"حق" ممتازة؛ وخصوصا بعد ان انضم لها صديقي واخي العزيز امجد ابراهيم سلمان.

    تواصلت المكالمات والرسائل بيني والخاتم؛ وكانت كلها تدور حول الهم الوطني؛ وواجب توحيد القوى الجديدة؛ والتي كانت احدى شعارات تنظيم التحالف وحركة "حق"؛ وقد كنت جادا تماما في قوات التحالف في الدعوة لوحدة القوى الجديدة؛ بينما كان البعض الاخر يطرحها كمجرد شعارات؛ وكنت ارى حركة "حق" كواحدة من تلك القوى الجديدة؛ تماما مثلها مثل التحالف الفيدرالي ومؤتمر البجة الخ؛ وكم كانت دهشتي كبيرة؛ وصدمتي عميقة؛ عندما وجدت ان قياديين من قوات التحالف؛ اخص منهم الدكتورة ندى مصطفي علي؛ عضو المكتب القيادة العليا للتنظيم وقتها؛ يصنفوني باني من "جناح الخاتم" في التحالف؛ مما اتضح في مطاعنات الدكتورة المذكورة لي في اكثر من مرة؛ وقد اتضح ان هؤلاء يكنون حقدا غير مبرر علي "حق" ورئيسها؛ وقد الغوا من طرف واحد ودون اعلان؛ اتفاق سياسي كانت قوات التحالف وحركة حق قد وقعاه بالقاهرة؛ ويبدو ان شبهة "جناح الخاتم" كانت ستطاردني لسنوات في ذلك التنظيم؛ لولا خروجي منه في عام 2003؛ وانقسامه فيما بعد؛ ثم تصنيف نفس الاشخاص لي باني من "جناح عبد العزيز خالد"؛ واني كادر سري في تنظيمه؛ الي اخر هذا الهراء الذي لا يليق باطفال في الروضة؛ ناهيك عن دكاترة وبروفيسورات.

    هذه التصنيفات الفطيرة؛ سواء من قبل السذج والحلقيين في الحزب الشيوعي؛ او في قوات التحالف؛ توضح ان هؤلاء لا يفهموا ان يكون الانسان مستقلا برايه؛ وان تكون له علاقات مودة وصداقة واحترام؛ تتجاوز الاطار التنظيمي الذي يعمل فيه؛ الي كوادر وقيادات في احزاب وتنظيمات اخرى؛ ويظنوا كل علاقة مثل هذا؛ واضحة ومعلنة؛ واي تقارب افكار طبيعي مفهوم؛ واى علاقات انسانية؛ انما هما جزء من مؤامرة ومن جناح؛ وما ذلك الا لانهم غارقون في المؤامرات والتكتلات والاجنحة؛ فظنوا ان الجميع مثلهم!

    خرجت من قوات التحالف وانضممت لمسيرة تكوين الحزب الليبرالي السوداني؛ ولم انضم – مجددا – الي "حق"؛ لاني كنت اعتقد انها قد استنفدت طاقتها؛ وان صيغتها قد اصبحت قيدا علي الروح التي انطلقت منها؛ وخصوصا بعد انقسامها الشهير ما بين الداخل والخارج؛ ولرايي بضرورة تاطير الحركة السياسية في احزاب؛ والخروج من مرحلة الحركات والتحالفات الخ؛ وان تقوم هذه الاحزاب علي صيغ برامجية واضحة؛ لا تقبل التهويم ولا الغموض؛ وكان ذلك كله انعكاسا لتجربتي في قوات التحالف؛ ووجدت ان حركة "حق" – بسبب انقسامها وبسبب اعتقالها لنفسها في صيغة تنظيمية واحدة الخ - ؛ لم تكن لتجيب علي ما اراه؛ ولذلك فقد انخرطت في مشروع تأسيس الحزب الليبرالي؛ كخطوة في طريق تكوين حزب ديمقراطي سوداني متين.

    وتواصلت الحوارات بيني وبين الخاتم؛ وفي الحقيقة فقد كان هو دائما المبادر بالاتصال؛ وكنت احذره من تكاليف التلفونات الطويلة؛ فكان يقول دائما ان هذا غير مهم؛ رغم معرفتي التامة بظروفه الصعبة؛ ولكن الهم الوطني عنده كان اكثر اهمية من الهم الشخصي؛ وقد اقتربت رؤانا في كثير من الامور؛ واختلفت في بعضها؛ ومن بينها الموقف من الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ ثم الموقف من نيفاشا؛ والتي ايد الخاتم وحق اتفاقها؛ بينما رفضناها نحن؛ وان كنا قد اتفقنا منذ زمن بعيد؛ علي الا تفسد الاختلافات العلاقة بيننا؛ والا تغطي علي مواضع الاتفاق؛ وقد وصلنا الي ضرورة تفعيل الحوارات بيننا وبين تنظيمينا؛ كخطوة في طريق توحيد المعسكر الديمقراطي؛ وان لم نخط خطوات كبيرة في هذا المضمار؛ ولا يزال هذا واجبا ينتظر الانجاز؛ وهو جزء من وصية الخاتم السياسية كما اراها؛ من ضمن التركة الفكرية والسياسية التي تركها.

    في هذا الاطار؛ كان من المفترض ان اسافر مع الخاتم الي السودان في اوائل العام 2004؛ حيث اخبرني قبل وقت كاف بنيته في ذلك السفر؛ قبل ان يكون الامر معلنا؛ ولما كنت ايضا مبرمجا للسفر؛ فقد اتفقنا علي ان ننسق جهودنا ونصل الخرطوم معا؛ الا ان تعقيدات عدة عطلت من سفري؛ وكان ينبغي ان اسافر في فترة لاحقة وان نلتقي في الخرطوم فيما بعد؛ ولكن هذا ايضا لم يتحقق؛ وسافر الخاتم ورجع ولم نلتق وجها لوجه؛ ولم نكمل حوارنا – التاريخي - بعد؛ وان كان تحاورنا المتقطع عبر التلفون والايميل وفي منابر النقاش السودانية قد كان مستمرا طوال الوقت.

    وقد كنت لما اسسنا موقع "مسارات" الثقافي؛ طلبت من الخاتم الانضمام اليه؛ والكتابة فيه؛ فوافق علي اعادة نشر مقالاته التي تنشر بالاضواء فيه؛ وان كان طلب مني ان انزل تلك المقالات من تحت حسابه؛ حيث لم يكن يملك الوقت؛ وكان يرسل لي تلك المقالات بانتظام؛ في نفس الوقت الذي يرسلها فيها للاضواء؛ وقد نُشر بعضها في مسارات؛ وقد فكرت في مشروع بموقع شخصي خاص له علي الانترنت؛ ولكنه كان مهموما بموقع حركة "حق"؛ وهكذا كان دائما يقدم الهم العام علي الخاص؛ ولا خاص في حالة الخاتم؛ ولا يزال هذا ايضا واجبا ينتظر الانجاز؛ ودينا لي تجاه الخاتم و"حق".

    كنت اعتب علي الخاتم؛ ان العمل السياسي يسرقه من العمل الفكري؛ رغم انه كان يُطعِّم السياسة بالفكر؛ ويطعمها بالادب؛ الا اني كنت ارى ان الحياة العامة لا تحتاج الي الخاتم رئيس الحزب المعين؛ بقدر ما تحتاج الي الخاتم المفكر حامل لواء التنوير؛ وكنت اعاتبه في عدم نشره لكتب باسمه؛ وعدم تجميعه لمقالاته وكتاباته القديمة والجديدة؛ وكان دائما يوافقني القول ويؤكد انه يعمل في هذا الاتجاه؛ ليعود وتسرقه السياسة اليومية مرة اخرى؛ وما كان له خيار سوى ان يتصدى في كل المجالات؛ حتى أحترق كالشمعة قبل الاوان.

    مهم هنا ان احكي بعضا من التجارب معي؛ والتي توضح مبدئية الخاتم وسموه الانساني؛ فحينما كتبت في عز معركتي مع بعض الشيوعيين؛ عشرة اسئلة وجهتها اليهم؛ كانت دوافعها في جزء منها بحثا عن الحقيقة؛ وفي جزء اخر سبيلا للتشفي السياسي؛ تصدى الخاتم وقال لي ان بعض اسئلتي تجريمية بلا سند؛ وانني امشي بالصراع الي حدود قد تضر بالحقيقة التاريخية؛ وحكى شهادته التي كانت لصالح الشيوعيين – في قضية الشهيد شكاك مثلا - ؛ ولم يكتف بان اوصل لي عتابه ورايه عبر التلفون؛ وانما ساهم برايه في المنابر العامة؛ وكذلك وقف نفس الموقف عندما تسائل الاخ عثمان محمد صالح عن الشهيد عبد الخالق محجوب؛ اشهيد هو أم قربان؛ ودافع الخاتم وقتها عن نفس القيادات الشيوعية التي اسائت اليه؛ وكان يقول ان الخلاف السياسي لا يجب ان يكون علي حساب الحقيقة التاريخية؛ رغما عن مشروعية التساؤل!

    ومع اننا لم نتفق في قراءة الكثير من الاحداث عن هذه القضايا؛ الا ان موقف الخاتم كان متميزا هنا؛ وليس له مثيل في كل ما اعرف من نماذج الاختلاف السياسي؛ فقد كان يمكن له ان يترك الشيوعيون في ورطتهم؛ وذلك بعد كل ما فعلوه فيه؛ وخصوصا ان اغلب حججهم كانت بائسة؛ وطريقهم في اغتيال الشخصية قد اُستهلك ولم يعد ناجعا؛ ولكن دائما عند الخاتم ينتصر المبدئي علي الشخصي؛ والعام علي الخاص.

    كما كان موقفه مماثلا؛ في رصده لموقف حزب الامة من دخول حركة حق للتجمع؛ فقد كان الخاتم معارضا تماما لسياسات حزب الامة؛ ولمناورات رئيسه الصادق المهدي؛ وكشف لي ان احد مشاريع عمره؛ هو التصدي الفكري لاطروحات الصادق المهدى وتفنيدها؛ باعتباره الخطر الكبير علي مستقبل البديل الديمقراطي والعلماني؛ وكان يقول ان حزب الامة سيكون دار ابو سفيان لنظام الانقاذ؛ ولكنه مع ذلك قد ثبّت موقف حزب الامة الايجابي من دخول حركة حق التجمع؛ حينما طلبت ذلك ورفضها الاخرون؛ وشكره علي ذلك؛ وعندما لفتّ نظره الي الدوافع الخفية الكامنة في موقف ذاك الحزب ؛ كتب انه مهما كانت الداوفع؛ فلا بد من تثبيت الموقف؛ طالما انه اتخذ دون قيد ولا شرط ولا اتفاق مسبق مع حركتهم.

    نقطة هنا ضروري تماما ذكرها؛ حتي اكون امينا مع نفسي ومع ذكرى الخاتم؛ وهو انه في يناير الماضي؛ عندما كتبت مقالي عن "الخدعة الكبرى"؛ ووصفت فيه الحال البائس للقوى الجديدة؛ والتي قلت ان بعضها قد قام رغبة في المجد الشخصي؛ او انطلاقا من عواطف فطيرة؛ غير مستندة علي برامج؛ وضربت مثالا بعدة تنظيمات؛ ذكرت من بينهم حركة "حق"؛ والتي قلت ان احد اجنحتها يحاول ان يحتمي بشجرة الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ بينما الجناح الاخر يتمسح بما يسميه "الجناح المعتدل" في السلطة؛ كتب لي الخاتم معاتبا ومتسائلا؛ أهُم ممن يبحثوا عن المجد الشخصي؛ ام ممن انطلقوا من العواطف الفطيرة؛ وكان واضحا ان كلماتي قد المته في الصميم.

    كتبتُ للخاتم ان البحث عن المجد الشخصي بعيد تماما عن حركتهم وعنه شخصيا؛ اما افتقاد حركتهم للبرنامج المترابط والنظرة الاستراتيجية؛ فقد تبدى في انقسامها الكبير؛ ورغم ان هذه نقطة قوية؛ الا اني اشعر الان انني ربما كنت قاسيا علي "حق" وعلي الخاتم شخصيا؛ وربما يكون هذا نابعا من رفضي لقرائتهم لنيفاشا؛ ومن مجمل خطهم – الذي اعتبرته مهادنا – تجاه الحركة الشعبية وانتهازيتها السياسية وانتهاكاتها لحقوق المواطنين الخ؛ الا انه لا يمكن انكار ان الخاتم كان من اكثر السياسيين الذين ربطوا السياسة بالفكر؛ والشعارات بالبرامج؛ وربما كانت تلك بعض من احكامي المتطرفة التي قد يثبت الزمن خطئها.

    في كل الاحوال فقد شرحت وجهة نظري وخففت من"زعل" الخاتم قليلا؛ ووعدته بتوضيح المسالة؛ واتفقنا علي ذلك؛ ولكني لم اجد الوقت والظرف لذلك؛ وها انا اليوم اقول ان الخاتم كان ابعد ما يكون عن البحث عن المجد الشخصي؛ وان تلك الجملة لا تخصه باي حال؛ وانما اقصد بها اناسا آخرين؛ وانه قد بحث عن البرامجية والنظرة الاستراتيجية ما وسعه سبيلا؛ وان اي تنازلات له – حسبما قرأت في شهادات مختلفة – انما فرضتها عليه ضرورات قاطعة؛ من بينها ظروف الحصار السياسي الذي كان مضروبا عليه وعلي حركته؛ ومن بينها الحفاظ علي وحدة "حق"؛ ومن بينها تخفيف الام المخاض الديمقراطي؛ حيث كان يعتبر ان اتفاق نيفاشا انجاز كبير؛ لانه اوقف سيل الدم؛ وفتح افاقا جديدة للتغيير؛ ورغم اختلاف قرائتنا؛ الا انني لا يمكن ان اشكك في نبل اهدافه ولا في عمله الدؤوب من اجل ربط السياسة بالفكر والبرامج؛ وفي نجاحه في ذلك في كثير من الاحيان.

    هذا عن الشان العام؛ اما عن الشان الخاص فقد كان الخاتم علي طول علاقته معي؛ مثالا للأخ الكريم والانسان الديمقراطي والصديق الودود؛ لم يسمح لاختلاف ارائنا قط ان يقطع حبل المودة؛ وكان مسرعا دائما في الاتراح والافراح؛ بواجب التهنئة او المواساة والتعزية؛ وكان حريصا علي التواصل؛ مبادرا به؛ وكان يتعامل مع الناس بثقة كبيرة فيهم؛ هذه الثقة التي لم يبادلها له الاخرون دائما؛ وكان ابدا حريصا علي مشاعر الاخرين وظروفهم؛ كان مثالا للانسان والانسانية في التعامل الشخصي؛ لا تتعامل معه الا وتُجبر علي حبه واحترامه؛مهما كان اقترابك او ابتعادك عما يؤمن به وما هو مقتنع به.

    اقول هنا اني ربما لم اكن صديقا للخاتم بالمعني التقليدي للكلمة؛ حيث لم تجمعنا دراسة او رفقة حي او عمل مشترك؛ وبالتاكيد لست من اصدقائه الخُلص؛ الا ان ما جمعنا هو الهم العام؛وهو الاحترام المتبادل؛ وهو الايمان بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والعلمانية؛ والتي كان الخاتم من الواضحين في مواقفه منها؛ ودفاعه عنها؛ فاذا كان الخاتم قد اسبغ وده عليّ بناءا علي هذا الهم العام؛ فما بالك بمن عرفوه وصادقوه ورافقوه طوال سني حياته الغنية – القصيرة ؟

    رحل الخاتم عن دنيانا؛ وهو في اوج العطاء؛ ولا تزال الكثير من المشاريع التي ابتدرها تنتظر الانجاز؛ ولا نزال نحبو في اول الطريق الذي خطى فيه للامام بخطوات العمالقة؛ وكعادة كل المتفردين فقد اضاء نجمه الوهاج سريعا في حياتنا وخبا؛ تاركا لنا احد خيارين؛ وهو ان نسير في الطريق الوعر الذي سار فيه الخاتم؛ رغم الفقد العظيم؛ او نركن للياس والحزن والسهل؛ ونبحث لانفسنا عن الاعذار؛ ونجعل من فقدان الخاتم واشباه الخاتم متكاة للانهيار؛ وليس لي شك فيما كان يمكن ان يكون عليه خيار الخاتم؛ لو كان في مكان الاختيار.

    ودمت خالدا ابدا؛ يا صديقي العزيز!

    عادل عبد العاطي
    فجر 25/4/ 2005
                  

04-29-2005, 06:56 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    أمجد إبراهيم


    سلام جميعا


    لم نستفق بعد من لطمة القدر، حتى فاجأنا الكيزان هذا الصباح باختطاف جثمان الرجل الذي فارقنا على عجالة، و تركنا في ذهول كامل شاخصين الى البعيد.

    استغرب حقا من التأثير المعنوي الكبير للاستاذ الخاتم عدلان، و عند عزائنا المقام في مدينة نايميخن بهولندا في منزل الصديق الصدوق و الاخ الاكبر عماد آدم بابكر، بكته الامهات محاسن و الوالدة صفية كما بكين صغارهن محمد ابراهيم سلمان، و شرف سليمان بخيت، و انا على البعد اقاوم دموعا ترفض ان تبقى في محاجرها، و اسمعهن يرددن ترنيمات حزينة و يتدفق دمعهن مدرارا و هن يرددن

    اخو البنات حليلو..
    ضو الحيشان حليلو...
    أخو الأخوان حليلو...
    أبوك يا حسام حليلو..

    ابكوهو يا الامات...
    ابكوهو يا الاخوات.....

    لقد قابلت أمي والخالة صفية الاخ الخاتم مرة واحدة حتى ان استغربت للحرقة التي بكن بهاعليه، لكنه كان دائما هنا معنا عبر الاتصال و الحديث العذب و التعازي، كان رجلا بسيطا يدخل القلوب، و يتحدث حديث القلب للقلب، لذا اتى حزنهن عليه تلقائيا و عميقا، و جعلنا في اجواء شديدة الاسى على فقده.

    هل احسن كتابة الرثاء، كلا فلم اتعود ذلك، لكن هذا الفقد يدفعك دفعا لتسطير، بعد المشاعر و الاحاسيس، و بعد يومين قرأت هذا الخبر في جريدة الرأي العام، التي لم تنشر خبرا يذكر عن وفاة الاخ الخاتم، و لكنها ذكرت فيضانات في اثيوبيا، و رحيل آخر جنود سوريا من لبنان و لم اقراء خبرا ضافيا عن وفاة الاخ الخاتم، و كانه لم يولد في هذه الرقعة الجغرافية التي اسمها السودان، و لكن هذه الجريدة و ربما غصبا عنها اوردت خبرا عن تراجع الفاصل المداري جنوب الخرطوم، الى اين يا ترى، هل الى قرية ام دكة الجعليين، الاخ بشرى الفاضل يقول إنها علامات، ان تمطر سماء السودان صيفا، اذا احتاج السودان قربانا كبيرا بحجم الاستاذ محمود للتخلص من النميري، فها هو الوطن يقدم قربانا آخر للتخلص من الانقاذ، و يا لعظمة القرابين التي نقدمها للتخلص من اقزام، فقدنا في زمن الانقاذ الكثيرين من ابناء الوطن الشرفاء من فنانين و اطباء و كتاب، و نتمنى ان يكون فقد الاستاذ الخاتم عدلان آخر هذه القرابين، أكثير علينا ان نتحاور مع مثقفينا داخل اوطاننا بدلا من ان نتحدث اليهم عبر شاشات الحواسيب.

    أن بذرة الخاتم عدلان الوطنية ستنبت زرعا ووعدا و تمني،
    و جيلا جاي حلو الشهد
    صبايا و فتية يمرحوا في صباح الغد
    عيونهم برقهم لماح
    سؤال رد

    و لن ننتظر فقط قدوم هذا الجيل بل سنساهم معه في ان يرتع في سودان متعدد حر و ديمقراطي.

    امجد
    ____________________________________________________________________________________________

    التنبؤات الجوية : هطول الامطار خلال اليومين الماضيين ظاهرة عارضة

    قال مصدر مسئول بالتنبؤات الجوية ان ظاهرة هطول الامطار خلال اليومين الماضيين في بعض المناطق بما في ذلك ولاية الخرطوم تعتبر ظاهرة عارضة وذلك لدخول كتل هوائية ساخنة في طبقات الجو العليا صادفت كتلاً هوائية باردة كما ان الفاصل المداري كان قد تقدم بصورة غير حقيقية واضاف لــ(سونا) ان موجة الحر انحسرت نسبيا وتراجع الفاصل المداري جنوب الخرطوم

    المصدر
    http://www.rayaam.net/news/news3.htm
                  

04-29-2005, 08:47 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    رقية وراق

    4/25/2005

    في رحيل الخاتم عدلان
    كم قلب يوشك أن يتوقف _ فجيعة _ عن الخفقان!

    كيف تهاوى علي عرش الأمل في نجاتك يا خاتم فملأ بغبار الارتطام المخيف دار الصداقة والمعزة والالفة ?
    كيف شغلتني الضحكة المجلجلة والصوت الملئ بصاحبه الذي يملأ العين ويفيض _ عن الزلزلة ?
    بم أعتذر للحزن عن استبعادي لزيارة أبدية المدى منه هذه المرة ?
    يا خاتم
    هذا النبأ..
    دخان حريق
    تتقاصر معه الأنفاس..
    وينعجن من حدائده القلب
    حتى يقطر زيته أو دمه ..
    في معصرة اللوعة
    وفجيعة البركان
    فرد لنا الخفقان يا خاتمنا ..
    رد لنا الخفقان .
                  

04-30-2005, 10:21 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    صديق ضرار


    إلى رجال الأمن الذين عذبوا الولد

    وإنها مشروع مرثية لكن يظل السؤال الذى يحزننى
    هو كيف يباح لأى كان أن يتحكم فى عمر شخص ويمنع عنه ممارسته
    لحياته التى وهبه إياها الله سبحانه وتعالى
    وإلى زملائى القانونيين بصفة خاصة ألا يوجد أى تشريع
    ليقتص ممن كانوا السبب فى حرمان أم الخاتم عدلان وغيره
    من حرمانهن من أبنائهن لفترات تطول وتمتد
    من وهم فى مقتبل العمر وحتى آخره
    وأيضا يصابون فيها بجميع أنواع الأمراض القاتلة
    والمهلكة والمضعفة وكلنا يعرف كثيرا من هذه الأشياء
    ونعرف قصة صلاح بشرى ( بين ضخر وحديد وأعاصير وسل )
    فإلى متى تمارس الأجهزة القمعية إغتيال فلذات أكبادنا
    التى تبدأ وهم فى المرحلة الطلابية ( الثانوى والجامعة )
    وتستمر هذه الملاحقة والأسر – كما أسميه – طالما امتد
    بهم العمر


    ــــــــــــــــــــــــــ
    وقد كنت أخاف عليه من هدأة الليل
    ومن نسمات الفجر المقبلات فى السحر
    فتلك هى الساعة التى - مباغتة –
    يدهمنا فيها التتار والغجر
    وكنت أتحسس فى المشلعيب
    نصيبه من العشاء
    لم يأخذ أبوه إلا لقمة واحدة ،
    وقال :
    غطيه واحفظيه فى الجواء
    للخاتم ولدى
    وإنى لأجد ريح يوسف فى الوعاء
    وكنت حين يأز باب بيتى
    فى دكة أم الجعلين
    كنت حينها أقول :
    إنه قد جاء
    فكل الأبناء
    يرجعون إلى أمهاتهم
    فى العطلة الصيفية
    إلا ابنى
    الذى هو عندكم وديعة أبدية
    يا أيها الجبناء
    أودعه كلاب الأمن
    سجونكم القصية
    وألبسوه القضية تلو القضية
    إبنى الذى أخذتموهُ
    فى مقتبل العمر –
    طالبا طلعته بهية
    أبيض السريرة ، طاهرا
    مناضلا على السجية
    - - -
    وأنت يا من عاديته
    بكل ما ملكت من :

    الجيش والبوليس
    وما استحدثت من أجهزة قمعية
    وبكل تنظيماتك الحكومية والشعبية
    وما استوليت عليه
    من منابر الإعلام
    والمناشط المشبوهة ، المأجورة الأقلام
    وكل أفرع الأمن
    والمكاتب ، والغرف السرية
    ابنى الذى لا حول له
    بجانب ما حظيتم به
    من الآلة العسكرية الحربية
    إلا أنه يفوقكم ألف مرة
    فى حبه للشعب والوطن
    إبنى الذى أعطيتموهُ الداء
    ومنعتم الدواء عنه
    ثم انتزعتم عن جثمانه الكفن
    إبنى الذى قد صعد إلى العلياءِ
    حاملا شكواه ،
    مثخنا بالجراح
    قلبه من شدة التعذيب محتقن

    لم تقدروا أن تعبثوا بروحه
    فأوغرتمُ الجراح فى الجسد
    ضيقتمُ عليه حلبة الخناق
    - وما ضاق بالبلد
    ضربتمُ الحصار حوله
    حتى لا يراه أحد
    وحين غادر –
    لم تلحظوا – بأنه قد كان
    فى معيته البلد
    قد أدخل السودان فى جلبابه
    نخلة فنخلة
    وقرية فقرية
    وبلدة تدثرت فى حضنهِ
    إثر بلد
    وخبأ النجوم فى مخلاته
    ففى ليل الغربة لابد
    من أن يسامره أحد
    وكان النيل فى عروقه مزمجرا
    وصاخبا يجيش فى مدد
    وفى أضلعه
    تشابك الصفصاف دون حد

    جعلتم قضية الثوار كالحرباء
    تلبس فى جرمها لون
    كل شرعة تجد

    صديق ضرار
                  

05-01-2005, 00:15 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    رحل الخاتم

    Sharnobi (صلاح شرف الدين)

    الى كبلو ... الرفاعى وردى والرفاق

    كنت اتمنى ان التقيك فى ربوع الوطن
    افتح معاك نقاش لم ينتهى


    كنت اختزن فى الذاكرة مواقف...
    وكنت اجتهد لكى اعبى نفسى بروح الحوار
    وكنت رغم الذى كان فى حلقى قصة حين ابيت ان تكون فى المكان الذى عرفناك فيه
    وسط من زينت صودرهم.. كلام النضال..
    رحلت....
    لماذا ايها الذى رسم فى عقولنا.. خيال النضال

    لا ادرى
    سطرت اسمك... فى دفاتر الحضور بالحروف التى زينت صدور الرجال

    انعيك
    لرفاقك دربك
    اصدقاؤك
    الذين كانوا حولك يرسمون الفرح
    لعبد القادر الرفاعى
    لمحمد وردى
    لكل من كان يرتاح على ضفاف الابداع
    كنت
    يا خاتم
    فصلا من الحزن حين افترقت بنا الدروب
    وكنت فى الخيال مصدر للحزن ... لاننا كنا نحبك
    ونرى فيك... ملامح.. التغير..
    كنت نحتذى بك..
    وكان حزننا الاول لفراقك من درب عرفناك فيه
    ولكن رحيلك الفاجعة... اسدل على الحياة سواد
    وصادر الكلام..
    ايها العزيز
    حين
    ناجاك.. صديقى نصر الدين هجام
    وتوسلك ان لا تموت
    انتابنى خوف .. حتى لم اتجرأ لكى اتطلع على الكلامات
    ارهبنى عنوان البوست

    ايها الرجل
    لقد رحلت.. متسارعا...
    عن وطن.. كنت تحلم به

    ابكيك
    بدمعتى التى ابت ان تجف
    لك من الحزن بقدر
    خفقات قلبك للوطن
    وداعا
    يا خاتم عدلان
    العزاء لكل الرفاق
    اصدقاء الخاتم
                  

05-01-2005, 00:25 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)




    فارس الحلة

    انوار عبد الوهاب

    الضحكة صعيدية جميلة
    الوجه الاسمر يحكيها
    ياصباحك يافارس الحلة
    بجوداك وبسيفك ابيض
    شفتك تتامل تامل
    شفتك بعيون عسلية
    بوجيه تعبان .. و..
    وقلت بصباح باكر اسال
    اتونس اضحك

    تجبرني سؤالاتك عني
    عن حالي وحال المن حولي

    ياأه يأاه لوشفت !!
    اقعد انقل ليك المشهد
    المشهد الاول
    العالم دمدم ويتالم
    ماشفت وجيهات صاحباتك
    وعيون اخوانك واصحابك
    حتي الاطفال جاءهم نورك
    شافو الظلمة وصمتو ..و..
    فهمناهم.. دي الدنيا
    وصعابها الما بتتجابه ابدا
    الا بصبر طويل ... زي صبرك
    .......
    يتذكرت لمن
    فوضتك حكيما
    تاخذ عنا وعني
    الاهة
    وتقول بقلب مفتوح .. وصراحة
    وصراحة جرئية ومعهودة
    العتمة بتتحرر كيفن ؟
    بوصيتك الغالية جواي
    بوصية الاخ لاخياتو
    ووصية الاب لابناءه

    ياحبيب الكل فقدناك
    الصنه
    وكلمة حق تقذف
    مابرحت الا
    لقلب الناس
    وجدت التلف المتاكل
    دمدم بدمادمه ... دمدم جواك
    دمدم في دواخلك ومابرحك
    برجك عالي .. اخو الاخوات
    بظنك تاني مابظنك
    ........................
    ياوجعة أمنة عليك
    تتململ
    قامت تتذكر هلة حبيبها المجروح
    الفقد أمه .. وماتنهنه
    ضمتك الخالة المحزونة
    الام القلبها ماارتاح ... سوت مسواة

    ................
    ياهادي ..ياهادي
    ختم الامة دندن ودندن
    ابدا عنك ماتاخر
    ....
    قالها وارتاح ... رجيتك
    اصلا مانسيتك
    رجيتك
    لبوح الاصحاب
    القلب الكان دامي ...دوايته
    بكلام وارتاح
    قالها وارتاح ..كل صباح ننظر لبعيد
    و تتهالك كل الاتراح
    وتتهالك كل صباحات الاهات
    ضميت اهاتي بكلامك
    بددت الحزن بسلامك
    ودفعت المرة وراء المرات
    دفعت مرارة القلب........................... فداك
    وقلت نعاين لقدام ...وننسي الفات
    مسكت وصيتك واتحقق املي الراجيك
    طلعت اهاتي .. تتاوه
    يامن ضاريتني من الاهات ....
    وصبرت باهاتك وحدك ....

    في مستناك .. استن كتابتك وجوابك
    استن كلامك وحجاك ... يتبدد حزني
    وتقول لدواخلي اطمني .. والحد ماحدك دا حداك

    يااصلي اخو الاخوات
    بصمت ... رددت كلامك وماخذلتك
    خذلان الجدعان دا مااصلك
    مانصرك
    اجرك
    داريتو براك
    ...........................
    يااهه واهه من حزنك
    ياحزنك ياتيسير
    داريهو وشيلهو براك
    ياريتني الاقيك اشيل عنك
    اجلس واقبل يديك
    ماكان ليكون فهو حبيبك

    ضحكته طفلة لتيسير
    سيرته جميلة عن تيسير
    حياته مماته لتيسير
    اهه من فرقته في قلبك
    ويافرحة عالم اخر ضماه
    تب ماحدث الا قلبه ..تب ماكذاب لاحداث..سواته وفعله مانضام
    تب من تبا ياموته
    يافجيعة موته في قلبك .. يافجيعة موته في قلبك
    احلامه واماله معاك
    حكي ماقصر وقال
    تيسيري هي القلب القالب ... هي الانسان
    نضمو نضم يشدو في القلب
    يهتز الوتر يشجو حبا .. يملانا املا
    قصرنا في حقك قصرنا .. قصرت في حقك قصرت
    اطلقت عنان قلبي الخايف
    خفت وحسيت بذنبك ابدا
    ...................
    يام دكة الليلة اندكت اعراشك
    الليلة عريسك ماسار
    الليلة قيامة اخر الحبان

    موتك ابدا موت امة
    موتك موت كل السودان
    ياعفة ايدك ولسانك
    ياعفيف ولذيذ وانسان

    الخاتم نايم ياتيسير
    ماتصحيهو .. خليهو لمن يطيب ..يرتاح
    ياحليلو في نومته وغفوه
    ياصبح الشمس .. في عز غيمها
    يااحساسك ياقلبك .. يارقة جواك الاترع

    جرعت الكل كاسا مرا.. وسكبت الحزن فوق الكل
    وكانو بغيبتك ساهمين
    يفتشو لشفيع زيك
    يفتشو للنهل من اجلهم ... مشرع
    نهل من اجلهم مترع
    وكاسا من صبر
    ماخان .. ماخان
    ياخاتم ياخاتم الامة
    يااخر العقد ياامل
    الشفع الرضع
    ياامل الووجع .. اليفع...

    ياصباحاتك
    لمن
    تدندن
    لاختلاجات
    وطن
    محتوم
    وطن
    مهموم
                  

05-02-2005, 11:35 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    هميمة

    Apri 28, 2005

    (صور ) ام دكة الجعليين....تحتضن ابنها البار الخاتم ود ....الى الابد..........


    وتابعوا معى يقية الصور من مطار الخرطوم وحتى ام دكة الجعليين.............


    تم التصوير فى (سى دى ) فيديو مدته ساعه ........... ولكن نواحنا عليك يا خامم السماح

    سيدوم العمر باكمله !!!!!!!!


    وما صدقنا الخبر الفاجع............


    حين وصلنا ............. دخلنا عليه !!!!!

    وصرخنا قويا فى كلتا اذنيه..............


    خاتم خاتم........قم اعداء الثوره اتووون!!!!!!!!!!!

    وعندما لم يهب واقفا .....


    ادركنا انه قد مات!!!!!!!!!!!!!!


    وا حسرتى عليك يا خاتمى
                  

05-03-2005, 00:10 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    عبد الجبار عبد الله

    الخاتم ... نهرٌ لن نسبح في مياهه مرتين!!


    "أنا أم أنت
    أم زمن التداعي؟
    أكتب الآنَ التياعي...
    يرحل الأحباب من غير وداع
    يرحل الأحباب من غير وداع...
    اليوم نقتحم الغيابَ فلا تعزينا .. تماسك,
    قبل أن يهوي كلانا.
    هذه الدنيا بطوع بناننا تمشي
    ودمعك يجرح القلب المسافر والبقية...."
    قفزت إلى ذهني من مخبئها في مكان ما, من الذاكرة والوجدان, هذه الأبيات لشاعرنا مبارك بشير, لحظة أن دهمني خبر الرحيل الفاجع المباغت لصديقنا وعزيزنا الخاتم. وبين مصدق ومكذب لوقع الخبر الصاعق على أذني وروحي, مضت ساعات يوم سلحفائي بطيء متسكع, ثقيل الظل والخطى, وأنا أستعيد الذكريات والوجوه والملامح والمواقف, التي جمعت بيننا والخاتم, ووحدت بيننا مرة واحدة وإلى الأبد, على رغم تشعب الدروب والمسالك, وتباين الرؤى والخيارات لاحقاً, في الوصول من طرق متعددة مختلفة, إلى روما السودان, تلك الجميلة التي حلمنا بها جميعاً وشاطرنا في سبيلها الخاتم, السهر والسهاد, والأرق ومخاطر الطريق الشاق الوعر مع شتى الحكومات والديكتاتوريات البغيضة الباطشة. وكان عهد غليظ بيننا, ولقمة وملح وملاح...عشرةٌ, ومغامرات شقية لا تنسى, وغضبة وقهقهة, وكلمة صافية عذبة, توجهت دائماً بثقلها وعنفوانها كله إلى الوطن.. إلى تلك الـ "روما" الفاتنة الحسناء. يا لكل الأصدقاء ... يا وجع الغربة والرحيل المباغت الحزين.. يا لهذي الأيام!
    وبأذن الشاعر والمسرحي الألماني برتولد بريشت الملحمية التغريبية المفارقة –لا بأذني- أمضيت يوماً كاملاً من الترجمة والعمل, على خلفية السماع والاستعادة المستمرة لأغنية محمد الأمين "عيال أب جويلي" باعتبارهم رمزاً ومفخرة لكل ما هو أصيل وشديد الانتماء للسودان. وعلى رغم تباعد الجغرافيا وظرف الزمان والمكان الذي أنجب "عيال أب جويلي" ودفع بهم إلى دار كردفان, حيث "ضربوا الجوز عديل" و"اتغربوا وسدروا" والظروف التي أنجبت الخاتم, إلا أنني رأيت وجهه بينهم وهو "يكمبل" و"يعرض" مثلهم في حبه لأهل السودان, وفي التصاق قدميه بتراب السودان, وفي دفاعه الشريف الجسور عن شعب السودان. الفارق الوحيد أنهم كانوا يفعلون ذلك بنخوة الحناجر والسيوف والسياط وأذرع الفتيان القوية المفتولة. بينما كان يأتي هو وطنه خفيفاً سريعاً كخيول الريح, بالكلمة والفكرة الناصعة القاطعة الشفيفة. كانوا يقطعون عهدهم للسودان بالسيف, وكان يقطع هو عهده بحد الكلمة ومضاء القلم المصادم الجسور. وفي ذلك فقد كان مثلهم تماماً في حدائه الجميل وفكره الرصين. كما اتسعت حنجرة محمد الأمين وهو يتغنى بمآثر وأمجاد "عيال أب جويلي" لأمثال الخاتم, إذ يقول فيهم "ديل درب أب درق شقُو"! ومن باب الحرص على وضوح المعنى للجميع, فإن "أب درق" هو نوع من الثعابين الشرسة المقاتلة, التي تتحرش بالعابرين, كما تفعل الكوبرا. أو لم يشق الخاتم في حياته الطويلة العامرة بالصمود والمخاطرة في وجه العسف والديكتاتوريات, ما هو أشد خطراً من درب أب درق؟ ألم يكن موته هذا الحزين في بريطانيا, امتداداً آخر لدرب أب درق الذي آثر المضي فيه إلى آخر الشوط؟
    ثم امتد بي السهو بعيداً مع الحزن والغناء, حتى وصلت في الأغنية ذاتها إلى مقطع:
    "غنّي وشكّري يا ام قرقداً حسّو
    غنّي وشكّري يا خدرة الورتاب"
    وصولاً إلى "حقّيت الإسم يا السالم الأرباب, قيدومة العيال.. ركازة للمرغاب" إلى آخر كلمات الشكر ومديح الظل العالي. وقد يكون هنا بشكل خاص, مكمن الملحمية والتغريب في هذا المزج الغريب بين الطرب والغناء, والحزن العميق في آن. طربت في لجة حزني لهذه الكلمات بالذات: " غنّي وشكّري" و"حقيت الإسم" و"ركازة للمرغاب". أليست تلك هي أقصى الصفات والخصال التي يمجد بها أدبنا وتراثنا الشعبي كل "عيال أب جويلي" النابهين النوادر, في سوداننا الكبير الممتد من شرقه إلى غربه, ومن جنوبه إلى أقصى شماله؟ وفي تراثنا لا يشكر الإنسان إلا في موته, وفي ذلك زهدٌ وغلظةٌ وجلافة, على رغم ما فيه من سماحة كبيرة وترفع عن أدواء الأنا والذات. وفي التراث نفسه, يستحيل "شكر" الميت إلى غناء حزين, يقطع القلوب،يشق زرقة السماء ويزلزل الأرض تحت الأقدام الراسخة:
    "غرارة العبوس
    دار الكمال ونقاص
    دوبا حليل "أخوي"
    للعلوم درّاس"
    ثم تبلغ المناحة شأواً بعيداً في تمجيد مأثرة كبيرة من مآثر الفقيد:
    "بصّادم المغارة
    خيلاً بجن بالليل... إلخ". والأصل في هذه المناحة أنها قيلت في تمجيد وإعلاء شأن الشيخ عبد الباقي حمد النيل, رجل الصوفية المعروف. وبالتالي كانت كلمة "أخوي" التي أوردتها هنا, تحريفاً بائناً مني للأصل -أعترف به- حتى يتسق المعنى والسياق في إعلاء شأن فقيدنا الخاتم. ولكن ذاك وجهٌ صوفيٌ موّله عابد, وهذا وجهٌ يساريٌ علمانيٌ قاطعٌ كما حد السيف...فما وجه التلاقي؟ في رأيي الشخصي أن الذي كان لمحة, بين الشيخ عبد الباقي حمد النيل, والخاتم عدلان, هو في -وجه من الوجوه- نفس الذي كان بغتةً ما بين الشيخ قريب الله الصوفي الورع، والفنان البوهيمي كرومة على حد تعبير ووصف أستاذنا حسن نجيلة. فقد كان لصوت كرومة سحر خاص في وقته وزمانه. وكان ذات ليلة يهجج حفل عرس كبير في حي ودنوباوي بأم درمان. ولم تكن دار العرس بعيدة عن دار الشيخ قريب الله. وكان نسمات الليل الهادئ تحمل إلى الشيخ قريب الله ومن معه, صوت كرومة وألحانه الشجية الآسرة وهو يشدو:
    يا ليل أبقالي شاهد
    على نار شوقي وجنوني
    يا ليل... يا ليل...يا ليل!
    وينصت الشيخ إلى هذه المناجاة الحلوة العذبة لليل.. هذا الليل الذي يهواه ويقيمه تعبداً وتهجداً وتلاوة لآي القرآن والذكر الحكيم. وفي لحظة يستبد بالشيخ الفضول, إلى درجة جعلته لا يقوى على الصبر فيسأل: ما اسم هذا الفنان؟ فيقال له كرومة. وما كان من الشيخ إلا أن استعجل مريديه بطلب هذا الفنان والإتيان به فوراً إلى داره في عز ذلك الليل مشكوراً. فخف المريدون إلى دار العرس وهمسوا في أذن كرومة بطلب الشيخ. يجزع كرومة ويقفز قلبه من فجاءة الطلب وغرابته! ولكنه يذهب معهم على الفور بقلب واجف خائف, ويجلس إلى الشيخ, ويستجيب لطلبه الذي لا يرد. وهناك يطلب إليه الشيخ أن يردد على مسامعه ما كان يغنيه في بيت العرس. فيردد كرومة مضطرباً المقطع الأول من الأغنية:

    يا ليل أبقالي شاهد
    على نار شوقي وجنوني
    يا ليل... يا ليل...يا ليل!
    يهتز الشيخ, يصعقه الغناء ويرتفع صوته في صيحة من تملكته نشوة الحضور الصوفي: صاح الله ... صاح الله. ويغني المغني وكل على هواه!
    وما رأيته في هذه الحضرة الصوفية أن في وجدان الخاتم, في جيناته وتكوينه وسيرته, حظٌ وافرٌ من هذا الوجدان الصوفي المعذب المحترق بشوق النفاذ إلى عمق الأشياء والحقيقة. وفي قلبه رغدٌ من حب الناس والنقاء وسماحة الصوفيين, وقدرة التسامي على مرارة الخلاف والمناطحة السياسية. وفي صرخة صديقنا وصديقه بشرى الفاضل "يا شعبنا يا أحبابه.. رحل الخاتم" المدوية يوم أمس عبر هذا البورد, ما يشي بهذه المعاني ويغريها ويؤكد هول الصدمة والفجيعة والفقد الجلل, كما النهر الذي تجري مياهه أمامنا ومن تحت أقدامنا, فلا نستطيع أن نسبح فيه مرتين, على حد قول أحد فلاسفة الديالكتيك الإغريق. وفي جلال الحضرة الصوفية البهية, في وداع الخاتم, أود أن أردد لمن في قلبه "شيءٌ من حتى" من رفاق الدرب والحياة, أصداء تلك المعاني الإنسانية الخالدة، التي نضحت بها حكمة الثوري الألماني المبدع بريشت:
    "نحن الذين جئنا لنضع قواعد الرحمة...
    فكيف لا نستطيع أن نكون رحماء فيما بيننا"
    ومن جانبه فقد أظهر الخاتم حتى آخر مقالة جادت بها قريحته قبل أن يلفظ روحه وأنفاسه الأخيرة, قدراً كبيراً من روح السماحة والتراحم هذه, بل وقدراً كبيراً من الثبات والصمود المستمر في خندق الوعي والاستنارة والفضيلة ونكران الذات. وإلى تاريخه وسيرته, ما بصق الخاتم يوماً وما حدث نفسه "أن أنظر وراءك في غضب"! وهل في ذلك ما هو أدل من دفاعه الناصع الصميم عن سيرة اليسار السوداني, ورمزه الخالد أبداً ... عبد الخالق؟
    "هو الموتُ:
    سهمٌ منطلقٌ في الزمن الآتي
    منطلقٌ، منطلقٌ، منطلقٌ
    ( لا يصل)
    الموتُ:
    ساقيةٌ تغرف ماء البحر
    لتسقي عشب البحر!
    الموتُ:
    عينٌ كحلاءُ الرمش
    مزججةُ الحاجب
    ( لا تبصر غير الدهر)
    الموتُ:
    ألفٌ تعدو في الصحراء
    عبر الباء وعبر التاء
    ( لا تصل النون, ولا تصل الهاء, ولا تصل الياء)
    كما قال شاعرنا الراحل عبد الحي. العزاء الحار لزوجته تيسير ولأطفاله ولأخيه عدلان, ولأسرته السودانية الكبيرة الممتدة. والعزاء لأصدقائه وأحبابه الكثر, الذين ما عاد لهم أن يعيدوا السباحة في ذاك النهر الصافي الرقراق.

    Email: [email protected]
                  

05-03-2005, 03:29 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)

    رجاء العباسي
    www.sudaneseonline.com


    حينما تنعي أصدقاءك.......... وداعا خاتم


    أوقفت حزني ساعات متسائلة..... كيف أبكيك ..؟
    بحثت في اللغة العربية عن مرثية، أو جملة.... أو حتى مفردة يمكن أن تنقل بعض هذا الحزن إلى أهلي...إلى رفاق اعرف انهم يغرقون قي حزنهم وحيرتهم مثلي تماما فلم أجد.
    انتقلت إلى اللغة الإنجليزية التي اعتقدت لوقت أن بعض عباراتها ابلغ في الوصف من لغتنا ... فلم تشفع لي
    From the bottom of my heart أو the deepest sorrow فقد وجدتها عبارات جد قشرية
    عدت إلى عبارات حزننا الدارجة وما تصاحبها من تعبير عن جلل الفقد ... فلم تشفع لي النقارة، أو الرماد علي الرؤوس. فتذكرت أن نساء بلدي المحمية حينما يتلقين خبر رحيل عزيز بعيد لا يستطعن البكاء علي رأس جسده , يقمن بقطع شعرة من مشاطهن من جذورها ويرسلنها تعبيرا عن الحزن، فوجدت أن كل شعري لن يستطيع نقل رسالة حزني وفجيعتي في رحيلك أيها الغالي.
    فعدت إلى قلمي الذي أؤمن أنه اصدق وسائل النقل المادية... فجاءت هذه الكلمات المتواضعات في هذا الموقف العظيم.
    ..
    حينما تنعي أصدقاءك...
    تنعي معهم بعضا من الذكريات المشتركة وتكفن جزءا من روحك وتوجه قلبك ناحية مرقدهم الأبدي.... ببساطة..... تنعي نفسك أيضا وتأبي الأسئلة المزعجة مفارقتك..
    لماذا كان رحيلهم ..؟! فلماذا كان رحيلك يا خاتم..؟!
    وهل الموت ينتقي خيارنا..؟! فلقد كنت من أخير من قابلتهم في حياتي أيها الصديق..
    وهل تستحق الحياة أن نقاتل من اجلها وهي بهذا الرخص تتخلى عن احب الناس إلينا وبأقل الأسباب..؟
    كيف يمكن أن نواصل الحلم المشترك ورفاق الدرب يتوارون الواحد تلو الأخر..؟!!!
    ..
    حينما يرحل أصدقاءك....
    يحق لهم علينا أن نحزن تأسي ونذرف الدمع حتى يجف....ولكن....كيف يمكن ان نبكيك وكل منا في ركن من ما هذا العالم ...؟
    وأين اعزي د الباقر العفيف ود الشفيع خضر وباقان اموم وحاتم السر وبهاء بكري وعبدالوهاب همت وراوية وهدي العباسي ومأمون زروق وحمدي رزق ومحمد الأمير وغيرهم من أصدقاءنا المشتركين...؟
    ..
    حينما تدفن أصدقاءك ...
    يملأ النفس حزن و غضب... حزن علي من راح وما سيأتي... وغضب من إحساس العجز في تغيير الأمر.
    فحينما نعيناك أيها الغالي.. طغي الغضب علي الحزن في أوقات كثيرات...غضب من المرض اللعين الذي لم يسمح لنا حتى برؤية أخيرة..... وغضب من أن ينال هذا المجهول الأصل والسبب شرف النيل من حياتك الغالية وأنت من نازل اقوي واقسي منه ملايين المرات.
    وغضب من أشخاص عدموا الإنسانية والمروءة وجبنوا من صندوق ضم جسدك الطاهر فمنعوا صحبك واأهلك وحبك من وداعك والبكاء علي كل شيء فيك.
    لن يكون موتك أيها الخاتم هو النهاية.... وستظل معنا ما ظلت الروح باقية فينا, ومادام الحلم الذي جمعنا في تحقيق وطن ديمقراطي لازال قائما، وحتى بعد تحقيقه ستظل معنا شريكا في كل انتصار سيتحقق وفي كل مفهوم يتغير، وفي كل سودان وغد افضل..

    أمل... وعشم..
    سأذهب إلى (ترياموف) مكان لقاءنا الأول...علني أجد ملمحا من ذلك اللقاء...وسأذهب إلى ميدان طلعت حرب عند مكتبة مد بولي....علني أتخايل بظلك داخلا أو خارجا منها.... بل سأذهب إلى اسمرا ولاوتيل السلام لا تحقق مع( سناي) في الاستقبال علها ترشدني لمكانك او ازور(نابولي) علي عشم أن تأتى لتناول عشاءك المعتاد؟

    ..لا بل سأنتظر حتى عودتنا جميعا إلى السودان لأقابل الشرفاء من كل المنافي....علي أمل أن تأتي،،،،،
    ... وحينما نفتقد حضورك سنجد ذلك العذر الطاري الذي طالما يؤجلنا.....ولكن....
    كيف يمكن أن تغيب عن يوم الحلم الكبير...
    وقتها فقط سأعرف.... ونعرف....من فقدنا.. وكم فقدنا..

    ..
    فحينما ننعي أصدقاءنا ندعو الله أن يلطف بنا ويرحم.....لأن الفقد قاسي والنعي أقسى..
                  

05-03-2005, 12:15 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: mohmmed said ahmed)


    بشرى الفاضل

    مقال الثلاثاء
    الخطاب الذي لم يقله الخاتم عدلان
    أصدقائي في كل مكان
    ها أنذا أزين ما استطعت جدران قلبي لكم ديواناً قروياً مبذولاً دون استئذان.
    اتضح خلال الأزمة التي تعرضت لها أنكم أكثر مما كنت أتصور .جئتم إلى في وحشتي وأنا أصارع المرض من المدن النائية من قرى السودان المنسية من الجزيرة من دكة الجعليين من أم درمان و استراليا وكندا من أوروبا والخليج .من الشبكة الالكترونية ومن مقاهي النشاط وقاعات الجامعات . و من لندن جئتم زرافات ووحداناً تسبقكم أمنياتكم . من الغابات من الدعوات والقصائد ومن صوت طفلة وسط اللمة منسية
    بعد قليل سأدخل في غيبوبة فإن قمت من الكرى وعوفيت فمن أين لي بأيادٍ للمصافحة بعدد أياديكم ومن أين لي بقلب يسع رد الجميل عن المحبة التي طوقتموني بها. أدخل في النفق الآن وإن قضيت فلتكن بيننا الذكرى .
    لقد أثبتت حشودكم أنني كنت على حق. كان الإنسان الذي كنته طوال عمري يقول لي كن غيريا يفسح الناس لك في قلوبهم مساحات بقدر ما أغفلتها في خيالك من عدم الانشغال بقضايا الذات .ً
    خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة كنت أشعر بآلام باطنية شديدة لم اشهد مثلها من قبل تحاملت على نفسي لكن كانت للجسد أوامره . بعد الندوة الأولى قطعت البرنامج الذي أعددناه في أمريكا .بقية القصة فليروها لكم أصدقائي هناك.
    قال لي الطبيب الأمريكي الحاذق
    - سوري يا مستر عدلان . أنت مصاب بسرطان الكبد.
    وقع على الخبر كالصاعقة .سرطان؟
    وماذا سأقول لتيسير وولدي حسام وأحمد ؟وماذا اقول للباقر العفيف وعصام مصطفى وفيصل وقاسم وعدلان ووليد؟ بل ماذا سأقول للصديق النائي محجوب عباس ؟ ماذا سأقول لأم سلمة في البعيد البعيد بنت أمي وابي وأختينا صفية وعلوية اللائي بكين حين شاهدنني في يناير من العام الماضي بعد انقطاع عنهما دام لعشر سنوات؟ ماذا أقول لأبى الشيخ الهادي ملتقى الحكمة وأخوي صديق وناصر؟
    استغرب الطبيب حين رآني أتحاور معه حول انتشار المرض وتوقعات الحياة إذ ظن أن الجلد ورباطة الجأش لا صلة لهما بمواطن إفريقي من شاكلتي . وهو لا يدري أننا تدربنا على مثل هذه الشدائد وتوقع الموت في أي لحظة منذ أكثر من ربع قرن.
    أول مرة رأيت الموت محدقاً كانت في مظاهرات أكتوبر ونحن في الفصول الأولى بمدرسة مدني الثانوية . وآخر مرة حين دهست سيارة أخي خالد الكد. قبل خروجي من السودان عام 94 كان ثمن القبض على خمسة عشر مليوناً لكن التضخم جعل هذا المبلغ يبدو الآن ضئيلاً ربما كنت ألاقي حتفي حينها لو تم القبض علي في إحدى الزنازين بمصير مشابه لمصير على فضل المسمار في اليافوخ أو أبو بكر راسخ الطلقة في الصدر.
    وأنا عائد من المستشفى أحمل القرار الطلقة بموتي جرت في خاطري صور متتالية لمذابح الشجرة وسيرة استشهاد عبدالخالق محجوب مداعبته لحارس السجن عن متانة الحبل وهو ذاهب للمشتقة:
    - شوف حبلك دا متين ؟ أنا وزني تقيل
    كانت المراجل بدواخله تغلي لكنه كان ثابتاً كالطود . وليت السجانين كانوا يدركون فداحة ما يخسرون . صور لا حصر لها لمواطنين من بلدي وقفوا بشجاعة في مواجهة الموت لعل أبرزها صورة شهيد الفكر محمود الذي تدلى ببسالة منقطعة النظير وصعدت روحه وهو يبتسم .فهل تراني أخذل أيا منهم؟ ل.ا نحن لا نهاب الموت وسنثبت أننا كنا على حق حتى النهاية. كان الطبيب يواسيني بكلامه الذي يحاول أن يكون واضحاً ومع ذلك سألتني عيناه ألا تخاف الموت ؟وأجبتها بما قال المجذوب:
    أنا قلب الكون خفاقاً فما
    أرهب الموت إذا الموت ابتدر
    نقلة من علل مضنية
    لأمان الروح لي فيه وطر
    من أمريكا وضعت الخطة . سأتصل بأسرتي في لندن وأصدقائي وسأخفف عنهم وقع الخبر جرعة جرعة . سأكاشف زوجتي حين أعود وإذا قلت لعضوية حق هنا فسأطلب منهم عدم إفشاء الخبر حتى أصل إلى لندن. هذا ما فعلته. كانت أقسى اللحظات في حياتي حين قلت الحقيقة لزوجتي ولبعض أصدقائي وخففنا وقع الخبر على الطفلين. في لندن اتضح أن المرض انتشر بأكثر مما يمكن أن يحتويه العلاج وخلال شهر واحد وجلستين بالعلاج الكيماوي تغير لون بشرتي وخف وزني وأصبح صوتي واهناً كان على القتال في عدة جبهات فمن ناحية على مقاومة المرض بكل ما املك من تصميم وإرادة فأنا محب للحياة ومن ناحية أخرى علي تحمل آلام سرطان البنكرياس المبرحة بالمورفين وبالشكيمة ومن ناحية ثالثة على تخفيف الفاجعة على صغاري وزوجني كما على اتخاذ أساليب القديمة في لجم مشاعر أخي عدلان بالحزم فعدلان أصبح جزعاً تماماً حين بدأت افقد وزناً وأفقد الشهية للأكل. على تسرية هموم الآسرة والأصدقاء بونسات لا تنقطع حتى تنقضي هذه الأسابيع . صحيح إنني وجدت نفسيtrapped فمن كلام الطبيب البريطاني علمت أنني سأموت خلال أسابيع ولذا اصبح موتي بالنسبة لي ولزوجتي وللمقربين من أصحابي معلن عنه. الشهيد الذي يتقدم نحو المشنقة أمامه ساعات وعلى الرغم من فداحة الأمر بالنسبة له فإنها ساعات وتنقضي أما من يواجه موتاً كموتي فهو يموت كل يوم ولمدة أسابيع في محاولة للتماسك وحث الآخرين على عدم إبداء مشاعر الشفقة . كان على تهدئة خواطر الأصحاب ممن يتصلون عبر الهاتف وممن يفدون جماعات جماعات من سائر أنحاء بريطانيا وأوروبا. فكلهم كلهم أصدقائي.
    جاء بعض أصحابي ففوجئوا بأنني أصبحت ضئيل الحجم وأن صوتي أصبح واهناً فرحت أحكي لهم عن أنني بدأت أستعيد شهيتي للطعام .أنا متأكد من أن ذلك الشاعر السوداني اللندني الذي ينضج قصائده القصيرة دائماً على نار هادئة وقد جاء بصحبة صديقي الآخر الذي كم تبادلت معه الأفكار قد خنقتهما العبرة بعد ان غادرا من هنا كنت موقناً بان الشاعر احس بان هذا آخر لقاء بيننا. كان ذلك بائناً في عينيه. هل ترى يظن أنني لا أجيد التمثيل فأطمئنه حتى في مثل هذا الموقف؟ كان يمثل هذا الشاعر الهين حين ابتسم مودعاً ومشجعاً لكنه بكى بعد أن غادر خلف الباب مباشرة. أمنح زوجتي لقب فارسة. إنها فارسة في تقبل الفاجعة وفي ابتداع صيغة عزاء ما رأيت مثلها لطفلي الذين هما قطعة من روحينا معاً بحيث يتقبلان دون صدمة مسالة مرضي المداهم ورحيلي الوشيك.
    تذكرت مالك ابن الريب الشاعر اللديغ الذي رثى نفسه بعد أن أيقن أنه سيموت
    - فيا صاحبي رحلي ارفعاني لأنه
    - يقر لعيني أن سهيل بدا ليا
    وتذكر أهله إذ يبكون تذكر بكاء الجندريات
    - ومنهن أم وابنتاها وخالتي
    - وباكية أخرى تهيج البواكيا
    ها هي الغيبوبة تزحف أصحو فأتذكر الجميع ثم أغوص مرة أخرى الموت شئ آخر ينتقل المرء فجأة إلى حالة شعورية أخرى
    ها أنا أسمع صوت الباكية التي تهيج البواكيا يرتفع ويرتفع ليتي أستطيع أن أضمها وطفلينا في الحنايا. عدم القدرة على فعل شيء هو الجزء المأساوي للفراق.
    تماسكي تماسكي.
    تماسكوا جميعاً أيها الأهل والأحباب والاصدقاء يقول خاطري . تماسكوا جميعاً فالفقد مشترك.
    وداعاً.

    دخل الجسد في غيبوبته الأخيرة ثم همد.
    اصوات متداخلة وبكاء وصديق يقول من خلال دموعه وداعاً ايها الفقد الكبير وداعاً يا معمل الفكر التطبيقي المتحرك.أيها الجسد الذي تعذب كثيرا في طلاب روحه الوثابة ولترقد في سلام.
                  

05-03-2005, 04:45 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    في رحيل الخاتم .. انٌه علي حق

    عفيف اسماعيل

    "ماذا لو عرفت ما كنت تعرفه مرة اخري"
    ألبير كامو


    تيار:

    برغم ما يوفره الحزب الشيوعي السوداني لكل كادره العامل به من تأهيل وإكتساب مهارات إضافية، وتنمية القدرات وتطويرها عبر دورات تدربية شاقة تاخذ أشكال مختلفة ومتعددة، علي حسب الحقل المحدد للكادر المعين. ظلت جبهة العمل الفكري من أشد الحقول وعورة، ولا يستطيع الوصول إليها والاستمرار فيها الا من له الذهنية النوعية التي تؤهله، من أوليات شروطها، مرونة التفكير وصرامته المنهجية في نفس الوقت، والقدرة علي التنظّم والتنظيم،والتفكر والتفكير،والابتداع والإبداع،والتخييل والخيال، والتجريب ، والتجريد بالخروج عن هذا الواقع المحدد ومن ثمة العودة إليه مرة اخري بكل أسباب الإلتصاق الإيجابي التي تفيد تفاعله، وتزيد من قوة الدفع الحركية نحو التقدم، ورسم أُطر نظرية تفيد دوران تلك العجلة إلي صيرورتها.

    خاض الخاتم عدلان في هذا الحقل الشائك باكراَ، لا يسنده غير ذكاء وقاد ينمو يوماً بعد يوم، كأنه مسافر في الزمن بمركبة تتوافر فيها كل قدرات الإستبصار العلمية المحفزة علي ضخ الجديد في عروق ومفاصل الافكار لتلاقح مع الواقع المعقد، تفعل فعلها خلف الأشياء، وتسنده تلك الريفية التي تنز من كل مسامه وملامحه، وقد وظفها فى فنون الأختفاء تحت الأرض دائما في سنوات الكرب الدكتاتوري المتلاحقة.
    ظل يرتقي خطوة بخطوة في السلم الحزبي، مخلفاً في كل مجال يعمل به بصمتة الثاقبة التي يراها حتي الأعمي.


    من دكتاتورية
    إلي
    آخري
    يتكاثر العميان بينا ولا نراهم،
    كأننا هم!

    وتمضي السنوات،، وتختل البوصلة بعد إنهيار التجربة التطبيقية في شرق اوروبا، ويقع العبء الأكبر علي عقول العاملين في الحقل الفكري للحزب الشيوعي السوداني، معظمهم ركنوا إلي السهولة ومشتقاتها، وغرقوا في تلك التفسيرية التبريرية التي لا تغوص إلي عمق أبداً، فقط تستكشف الظواهر وتحللها ولا تسنبط حلول لهذا السونامي الأممي المفجع، الذي طالت تداعياته حتي شقوق البحر الأحمر ففتك بالصبية عدن، واديس ابابا المشرقة برغم ضبابية سماواتها. وظل الحزب منهكاً من طعن وإستهداف دكتاتورية الجبهة القومية الاسلاموية يقاتل بعناد جريح لا فرق بين لون دماؤه ورايته، قلة من كانوا يعملون في الجبهة الفكرية ثابروا بدأب نميل يخطط كيف سوف يقضي الشتاء القادم الطويل!! وحاولوا ما استطاعوا تحويل التراب إلي تبر. في طليعتهم كان الخاتم عدلان، يطلق مساهماته في أدب الحزب الداخلي برنينها الخافت الذي يخصها، واطروحتها الثاقبة، وتفكيرها الأنيق الذي يليق بحدة المازق، ومنعطفة الشديد الانزلاق، ومنطقها البارد الذي يحدد مكامن الوجع ويقترح الحلول، التي تعالج مصهور الواقع البركاني ويتفاعل معها
    إلي
    ..
    ..
    آن آوان التغيير!!
    تلك المساهمة التي كانت اشبه بمن يرمي جبلاً في بئر، حركت سكون أوجاع مزمنة اخفتها مسكنات التبرير طويلاً، وصارت مثل ضرس فاسد نتقي آلامه بمضادات بدائية. تلك المساهمة المعرفية المستنيرة المستبصرة، اشعلت الجدل في كل اروقة الحزب عكس ما يريد له أباطرة الجمود، والحلول المستهلكة،خلخلت يقينية الماركسيين الإيمانيين، وفضحت زيف المتشدقين بإحترام الإختلاف وهم سوسه المستتر الذي ينخر في عظمة صراع الإفكار.
    عبر الخاتم عدلان إلي حيث اختار، متسلحاً بتاريخ نضالي انضجته التجارب، والجهد المعرفي المثابر، وإتساق وجداني مع طموحاته المشروعة من أجل تسيير قافلة الشعب السوداني بدون حادي ضليل، يدمن التكرار والفشل، ويتستر وراء غيوم الغبار الكثيف، ولا ير فئ الواحة، ويرمي بشعبه في العراء القاحل. من خلال تأسيسة لحركة القوي الجديدة واصل نضال المستمر، وسدد سهامة الفكرية في وجه الهوس الديني ودولته الفاجرة.
    وفي أروقة الحزب خرج المارد من القمم، ولا سبيل لإرجاعة مرة اخري إلا بالتحايل والإمتصاص التدريجي، ودارت الحوارات المستفيضة، بعضها كل مجسات للعضوية أكثر من حرية التفاكر وديمقراطيته في راهن عاصف، وكنت من خلالها أتشكك وأتسأل أكثر مما اجيب واقول:
    * في نشاطنا الطوعي من جاءنا طوعاً ، طوعاً يذهب. كما جاء.
    * هل نحن اوصايا علي هذا الشعب العظيم، كي نقرر بالإنابة عنه من هو الأصلح له؟ وحده هو الفصيل الأمين.
    * الخاتم عدلان بكل خبراته الفكرية هو اول من يعي بأن الاحزاب تنبت بالرغبات الذاتية،بضرورات موضوعية تنتجها حوجة واقعها لها،
    هل مازالت السياسة السودانية تحتاج للحزب يشغل منطقة الوسط الخالي؟. *
    * ثم، هل يخلع الخاتم عدلان جلده مثلما خلع قميصنا الحزبي الذي صار ضيقاً عليه؟
    أم يتواصل حلمة كإنسان بالعدالة الاجتماعية والتقدم، واحترام حقوق الإنسان. ويناضل ضد كافة أشكال الدكتاتورية.
    * أري برغم الخسران العظيم لكادر مثله، المستفيد الأول من خروج الخاتم عدلان هو الحزب الشيوعي السوداني نفسة ، ففي وسط عضويتنا التي هي نتاج طبيعي لملامح واقعنا السوداني، بكل أرثه والغث والطيب، فقد آن الآوان كي يجد الضجرون، او القلقون، ، او هواة طئ المراحل، او الذين صارت قدراتهم أكبر من طموحات الحزب الشيوعي السوداني، او الذي يؤمنون بذاتهم وحوصلت فوضي تصنيف الكادر قدراتهم اللا محدودة، الباب صار مشرعاً لهم بشرعية خروج هذا القائد العظيم للخروج معه، او في أي دروب يختارونها توصل إلي رفاة الشعب السوداني، والمسير به في دروب التقدم من زواية لانراها، ولا ندعي معرفتها كالمنجمون، وكلهم مهما تشتت بهم السبل هم أقرب إلينا من كل أحزاب اليمين وتكتيكاتها المرحلية معنا لمستقبل الوطن، هم زاد للتائه بين طرح الحزب الشيوعي السوداني وتاريخه المثقل بتركة الدعاية المضادة منذ ميلاده، وبين احزاب أخري لها رؤية تختلف عن زوايانا الحادة، وايسر لجيل من الناهضين من ارث البطولة والتقدم، ويصعب عليهم ولوج اروقة الحزب، بالبحث عن أوعية تحمل الملامح الجينية والخواص المشتركة للزود عن مكتسبات الشعب وحقوقه،يكفينا فقط ان تتجه الاجيال القادمة نحو فكرة التنظيم في كافة أحزاب التقدم، فالاحلاف للمجموعات ذات الخواص المتشابهه هي بذرة الغد في عالم اليوم.
    * نعم، لينين يقول "حين يسقط الشيوعي يسقط عمودياً" لكن هذا القول لا ينطبق علي الذين خرجوا قبل ان يسقطوا! الساقطون عموديا كثر وهم لا يدرون! فالساقطون عمودياً لا محال هم عبدة النصوص والاصنام التاريخية، الخاملون، العاطلون فكرياً، الإيمانيون، المتقاعسون ، المتبرمون، والذين يسندهم سنام تاريخي،المبتكرون لفنون التبرير. من أين جاء كل هولاء إلي حزبنا؟؟؟؟؟؟؟؟!! هم طليعة ابناء هذه التربة السودانية المسمومة بكل المتناقضات التي تنبت سنابل القمح تجاور العوسج، وعبر مسيرة طويلة للتخلص من كل الإرث السالب لتربية ملكاتهم، قد تستغرق عند البعض طوال عمره الحزبي وهم لا يدرون.
    * آن الآوان ان نتحدث عن سهم "المركزية الديمقراطية" الضاغط دائما إلي الأسفل كي يعود إلي حركته الطبيعية من اسفل إلي اعلي صعوداً وهبوطاً من غير من إختلال وتجاوز، ونصيرها "مركزية الديمقراطية"
    * دعوا القمح ينمو ، والناس تختار.
    بالمقابل
    كان الأصدقاء في "حق" من رفاق الأمس يجددون دعوتهم لي بآوان الرحيل من هناك، احترم مشروعية دعوتهم واقول لهم دائماً:
    فليكن بيننا اللإختلاف والأحترام، ودروب التقدم التي تحتاج لجهود غير متناحرة، فانتم علي حق، ونحن نظن ذلك ايضاً. وخير لكم ان تبعدوا من التجنيد من عضوية الحزب الشيوعي السوداني، لآن ما به من آفات ونقائص قد تجرثم مولودكم الرضيع الذي بدأ ينمي مناعته.اذهبوا حيث ما شئتم فلن تضلوا دروب الشعب ،ففيكم الخاتم.
    موج أخضر:

    في تلك الأيام الخضراء من الديمقراطية الثالثة،
    تم تكليفي من قبل دار التحالف الديمقراطي بالحصاحيصا للاتصال بـ الخاتم عدلان للتنسيق لندوة في ذكري ثورة أكتوبر الأخضر ضمن اسبوع ثقافي. فذهبت إلية قبل ثلاثة اسابيع من الموعد المحدد بدار الوسيلة، أخرج مفكرتة ودون عليها الموعد، وكنت قد إقترحت عليهم ان نذهب الساعة الحادية عشر صباحاً، كي يجد متسعاً من الزمن للراحة من رهق السفر بين مدينتين.
    وكنت هناك بعد ثلاثة اسابيع،
    وجدت مذكرة منه تفيد لظروف طارئة تخص عمله تم تأجيل موعد تحركنا إلي الحصاحيصا إلي الساعة الثالثة بعد الظهر. عندما إتصلت بالزميل" حسن وراق" الذي كان يعمل بوزارة التجارة قبل ان يطاله الصالح العام بعد إنقلاب الجبهة القومية الإسلاموية في 30 يونيو1989م، وهو من اصدقاء الخاتم عدلان جمعت بينهم سنوات طويلة من الإعتقالات في زمان دكتاتورية المشير الأمام جعفر نميري(69-1985)، وبينهم ايضاً الكثير من الملامح الذهنية، التي جعلت حسن وراق ضمن زملاء أخرين أبرزهم شقيقه المربي الجليل فاروق وراق وجعفر عبد الرازق بخيت، وعبد الكريم عبد النور، وفاروق أحمد ..و..و,..و..و..و...و...و وآخرين لم يحن آوان ان نذكر اسماءهم بعد، من ذوي السيرة ذات الاستقامة الوجدانية، والتي تحمل من المعاني الانسانية كل ما هو نبيل، كانت نضالاتهم وتجردهم وغيريتهم معبراً لجيل كامل من ابناء الحصاحيصا لعضوية الحزب الشيوعي السوداني.
    اخبرت حسن وراق بهذا التأجيل، فوجدت إنه يعرفه من الخاتم عدلان نفسه وبينهم نتسيق ان نذهب معاً في الساعة الثالثة.

    ثلاثتنا أجتزنا عنق الزجاجة بخروجنا إلي شوارع "الخرطوم 2" إلتفت الخاتم عدلان إلي وقال:
    - شكلك، يقول بانك يمكن ان تموت من الجوع قبل ان نصل الحصاحيصا.تذكرت حينها إنني لم اتناول غير الافطار الباكر قبل مغادرتي لمدينتي صباحاً، وطيلة مابعد منتصف النهار لم اشرب غير كوب عصير "العرديب" المثلج بالمحطة الأوسطي بـ "الخرطوم بحري".
    خلال وجبة الغداء سألني عن تصنيف الحضور المتوقع عن نسبة النساء، الشباب، والشيوخ فيه، وعدده، وعن موضوعات التي تحدثت فيها الكوادر المركزية التي زات المدينة من قبله، لخصت له قبل أن ننتهي من وجبة الغداء شفاهة كل ما سأل عنه.

    بين مطبات طريق مدني- الخرطوم الشهير بـ"طريق الموت" كنا نتناول موضوعات عن أسماء القري والمدن بالجزيرة "حسن وراق" بحسه الفكهة كان يضيف معلومات طريفة عن كل أسم نتذكره، لم ادر حتي اللحظة هل هي حقيقة أم محض سخرية "آل وراق" وقدرتهم الفورية علي خلق النكتة والتعليقات الساخرة في كل المواقف، التي اشتهروا بها في الحصاحيصا، ثم عرج بنا الحديث عن إتحاد الشباب السوداني، الذي كان هو حقل عملي الفعلي واشغل فيه منصب سكرتير منطقة شمال الجزيرة، وعضوية اللجنة التفيذية علي مستوي السودان، نقلت له تلخيص لتفاصيل برامجنا لثلاثة شهور قادمات، ابرز ملامحها تنظيم مناشط تهتم بالفنون والرياضة، مثل تنس الطاولة، والكرة الطائرة،وبعث بعض الاشكال الرياضة المندثرة ذات الطابع الجماهير، ولها جذور في تاريخ المنطقة، ودورات للشطرنج، ورحلات تبادلية للمناشط تطوف كل قري المنطقة، بجانب البناء الفكري للعضوية عبر اكثر من وسيلة تخص هذه الفئة من المرحلة العمرية، ثم نقلت ملاحظاتي عن فقر جريدة الشبيبة لسان حال إتحاد الشباب السوداني، التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت، وعن ضعف الموضوعات الجاذبة للشباب في هذه المرحلة العمرية، وجفافها الأكاديمي،وإنها نسخة مستنسخة من "الميدان" .تحدث هو عن شعار المؤتمر الأخير "نحو حركة شبابية غنية المحتوي، ومتعددة المنابر" كيف نحول هذا الشعار الشامل لبرامج عمل يومي مبتكر جاذب يلبي إحتياجات الشباب الحقيقية، وليس القفز بهم إلي أفق اوسع من خطوتهم لآن ذلك سوف يعود آجلاً بنتائج عكسية، وان لا ننظر فقط لإتحاد الشباب السوداني كإحتياطي نضالي للحزب الشيوعي السوداني، وحينها بالتأكيد سوف تنال جريدة الشبيبة بعض التحسن الملموس في طرحها اليومي.وروي حسن وراق جزء من بعض الطرف حول عمله في إتحاد الشباب السوداني، وملاحظاته علي الشبيبة الروسية(الكومسمول) حيث درس، وتفريخهم بشكل شائه وآلي لا ينتمي الى نموذج الدولة المنوط بها الريادة، وحضوره مهرجانات إتحاد الشباب العالمي "وفدي" وكيف عاصر هناك بعض التجارب البسيطة المعبرة، وحكي كمثال عن الوفد الممثل لإتحاد الشباب المصري، في احدي المهرجانات بكوبا الذين كانوا خططهم الأولية لعرض قضاياهم بأوارق تفصيلة مترجمة لعدة لغات، إلا انهم تخلوا عن كل بياناتهم حين ما اهتدوا لفكرة بسيطة معبرة عن معاناة شعبهم فقد قاموا برسم لوحة كبيرة "للسادات" بكل نيشاناته الحربية التي تزين حلته الزرقاء وجاءوا بأكبر برميل للقمامة في مكان المهرجان ووضعوها في الطريق المؤدي للقاعات والسكن في أن واحد،فصار كل المارة من الرفاق وضيوف المؤتمر يفضلون التخلص من مخلفاتهم في مزبلة "السادات"!!

    ثم تحول الحوار بعض ذلك إلي مناظرة بينهما حول الاوضاع الإقتصادية بعد الخروج المتعثر للبلاد من أعوام المجاعة،وشبح الحرب المسيطر الذي يجعل كل محاولة بناء هي خراب بشكل آخر في غياب التخطيط الإقتصادي السليم، وكان حسن وراق بموسوعيته الرقيمة وقدارته المذهلة علي الاستنباط يحدد مكامن الخلل وطرائق الخروج، وكأن الخاتم عدلان لايتفق معه كثيراً فيما ذهب إليه، فقط كل فترة واخري يسأله عن أحصائية رقمية يحفظها حسن وراق كانه يقرا من تقرير أمامه، وفجاة وجدنا أنفسنا امام مصنع الغزل و النسيج بوابة مدينة الحصاحيصا الشمالية، تبقي من الزمان المعلن للندوة ساعة ونصف، عندما اقترح حسن وراق ان يذهب الخاتم عدلان معه، لم أعترض، ظننت بينهم تفاصيل يريدان أن يكملاها معاً ، وسريعاً حسمت أمري بان هذا أفيد لكل الأطراف، وذهبت إلي دار التحالف، لاح القلق المبين علي أفراد مجموعة الحماية وسألني الزميل "........" أين الخاتم عدلان؟
    اخبرتهم بمكانه، فهرعوا مسرعين إلي هناك حانقين، وكنت أعلم ما ينتظرني من تقريع بعد يومين في الاجتماع الحزبي، حول التفريط والتساهل والإستهتار في "حماية" زميل مركزي.
    وكانت الندوة
    جموع غفيرة أكبر من توقعنا لها أتت لتستمع لهذا الرجل الساطع الأفكار، والجدل، وله سهولة تخصه في طرح اعقد القضايا بساطة وتحليلها، وكنت أكثرهم إستمتاعاً عندما إستعرض الخاتم عدلان تفاصيل الوضع الإقتصادي، وكان قد تخل عن كل ما كان يطرحه من إعتراضات علي رؤية حسن وراق ويردد كل فقرات كلامه بطرايفها وإحصائيتها الدقيقة، فادركت بان الرجل وهو يقود العربة، يقفز من مطب إلي مطب في شارع الموت ، كان ذهنية يعمل علي تنقية المعلومات وسط مرشحات للتصفية الدقيقة تخص ذهنه المتوقد الذي ينحاز إلي الرؤية السليمة عندما يستوثق من صحتها، ويترك بغير إعتداد ما كان يفكر فيه، وكل ما كان يدور اثناء طريقنا من الخرطوم إلي الحصاحيصا لم يكن للإستهلاك الوقت، بل كانت حصيلة تلك النقاشات موضوعات الندوة المثمرة وأكثرها حيوية.

    ومضت الأيام الخضراء بعد هطول الجراد الإسلاموي
    في سبتمبر من عام 1995
    كنت هناك في زنزانة ضيقة مع مجموعة من شرفاء بلادي،من الشيوعيين والديمقراطيين، ، عبد الكريم عبد النور، معروف علي أحمد، أزهري محمد علي، عبد الوهاب محمد صالح، المحبوب محمد الأمين، زروق الناجي، عبد الوهاب إبراهيم هنداوي، شقيقي الأكبر عاكف إسماعيل، وحسن وراق، بعد أن ضاقت بنا زنازين مشروع الجزيرة التي كانت اصلاً مخازن للبترول، والمواد السمية الكيماوية الحافظة للبذور قبل حلجها، تم ترحيلنا ليلاً إلي مدينة "تنبول" بشرق السودان،وغسل هواء"البطانة" الرطيب ما علق بالرئات من سموم تبقت فقط سمفونية السعال الجماعي التي كان يثيرها غبار العربة المكشوفة في طرقات غير
    معبدة.

    هكذا
    وجدنا انفسنا معتقلون في مخزن يخص الوحدة العسكرية لمكافحة التهريب بشرق السودان، حاولنا ان نجد لإنفسنا موضعاً بين جولات الفحم، والبصل، وبقايا ادوات مكتبية، واشياء كثيرة تعلن رائحتها عن إنتهاء صلاحيتها، إرتجلنا مواضع تكفي لجلوسنا بين هوام الأرض، والفيران المذعورة من هؤلاء الغرباء الذين يقلقون ليلها، وكان حسن وراق يطلق دعابته التي تخفف من وطء اللحظات المزرية عندما كان يصر علي مخاطبة الجميع بالقابهم العلمية والعميلة، وهو يوزع علي كل منا مكانه داخل الزنزانة، وتطال دعاباته حتي تلك الطريقة للتعذيب، التي كان يتم بها حجزي ليلاً في الايام الأولي، وهو عبارة عن دولاب حديدي بطول متر وثمانين سنتمتر، وعرض متراً واحداً وسمك لا يتجاوز خمسة وعشرين سنتمتر، كان ظهر الدولاب مغطى بحديد مصفح، واجهته الأمامية بقضبان ضيقة الفتحات،عندما كان يسألني كل يوم بعد مغيب الشمس
    - من سيكون رفيقك اليوم في "معروضات البطانة"!!
    أو
    - أحكي لنا مسلسل اليوم سريعاً قبل عرضك في" معروضات البطانة"، وكان يشير هنا إلي تلك الحكايات التي كنت أحكيها لهم لكسر الرتابة والإبتعاد ذهنياً عن إختناق الزنزانة، ولرفع الروح المعنوية، وذلك الدرس تعلمته مباشرة من حسن وراق في إعتقال سابق في أحد البيوت اللعينة بالمدينة، كنت قد بدأت الحكايات بإثناء عشر قصة قصيرة لماركيز بعد مغيب الشمس مباشرة يومياً ،في ذاك الوقت الحميم والمفضل لإجتماع الاسرة السودانية والتحلق حول حلقات المسلسل المصري، قبل إنتشار الاطباق الفضائية حتي علي سقوف البيوت الطينية، وقد عبر شاعر الشعب محجوب شريف عن هذا الوقت وخصوصيته للاسرة السودانية حين كتب:


    "اسمعنا ياليل السجون
    نحن بنحب شاي الصباح والمغربية مع الولاد
    والزوجة والأم الحنون
    والاصدقاء
    إلي اللقاء
    واللمة عند الامسيات
    والتكية جنب الاغنيات
    والقدله في السوق الكبير"

    وبعد ان توقفت الحملات التعذيب الليلة، وذات مساء، بعد أن قصصت عليهم "جئت كي اتصل بالتلفون" لماركيز ضحك شقيقي عاكف كثيراً وهو يهمس " هل اعدت كتابة هذه القصة مرة اخري بعد ماركيز" ضحكت لملاحظه الذكية، فهو الوحيد بينهم الذي قراء هذا الكتاب، فقد وجدتني أحكي مشروع سناريو مسرحي لنفس النص القصصي، قطع كتابته هذا الاعتقال.ثم تفرعت بنا الأحاديث والذكريات لأيام الفرقة المسرحية للجنة إتحاد الشباب السوداني بـ المايقوما واركويت وقد كان عاكف ممثلها الأول، ثم استرجعنا كل الانشطة الثقافية والسياسية في تلك الإيام الخضراء بالمدينة، فتذكرت سؤال مؤجل منذ سنوات، سألت حسن وراق عن تلك الامسية التي عطر الخاتم عدلان فيها مساء مدينتنا، وسألته تحديداً هل قام الخاتم عدلان بتدوين الاحصائية وبعض المعلومات الرقمية منك مرة اخري بعد ان افترقنا؟
    فأجاب حسن وراق بعد حدق بعيداً:
    - أبداً، بل تحدثنا في أشياء اخري لا علاقة لها بهذا الموضوع إطلاقاً، ثم بعد فترة صمت قال بصوت محزون، الخاتم عدلان عقلية فذة، له ذاكرة فوتورقمية مزدوجة،شديدة الحساسية لإلتقاط كل ما يهم الشعب السوداني!

    في الضفة الأخري:
    في المابين
    في فضاء منسوج من الفضة واللمعان الكثيف، في وسطه الوهاج كانت تطير فقاعة بلورية بحجم الكرة الأرضية والكواكب المجاورة لها، لونها يشف في أخر درجات الأخضر رهافة ، كأنها وحدة مصقولة في لوحة تشكيلي لا يؤمن بالسميترية ويجيد التنقيط الإنطباعي بالالوان المائية، في وسطها بالضبط في مكان يشبه جزيرة "توتي" ما قبل الخليقة كانوا هناك يتحلقون، دائرة من السمر الأبرار الميامين، عندما اقتربت اجنحة الخاتم عدلان البيضاء أكثر، إستبان صوت مالوف لديه يأتي من كل الاتجاهات، ينشد في تمازج متماهي مجتزاءت نصوص للأمام الشافعي وأبن عربي وحسن بيومي وكمال الجزولي:


    "غني عن الناس بلا مال
    وليس الغني إلا عن الشي لا به..
    لو عرفنا سبيلاً إلي الفراق
    لأذقنا الفراق طعم الفراق..
    تعالوا ايها الفقراء
    طارت بالنبا الريح
    والحق، الحق، أقول.."



    ابتسم الخاتم عدلان، وهو يري قامة مصطفي سيد احمد تشمح بزهوها الفاتن، وهو يغني بمصاحبة اوكسترا من العصافير النورية التي ترتدي قوس قزح وتعشش في شعره، وكتفيه وبين يديه ، وتشاركة العزف بإنسجام ينتمي إلي تلك الحظة.
    لحظة
    بلحظة
    تذكر ثواني العيد الاربعين للحزب الشيوعي السوداني، وعندما رفع راسه إلي أعلي، شاهد ما كان يفكر فيه معروضاً علي شريط سينمائي فوقه مباشرة. أمسكه مصطفي سيد احمد من كتفه الأيسر وقال له:
    - من فينا مصطفي الآن، من أين لك بتلك اليقينية المفرطة يا خاتم؟ وانت تختتم إحتفالات العيد الأربعين وتودع الجموع الوضيئة قائلاً لهم :
    - إلي اللقاء في العيد الخمسين!!!!

    عند أتم هبوطة الأخير إلي أعلي ، بهر عينيه سطوع إبتسامة محمود محمد طه الطيبة المتسامحة، فمثل بين يديه وقال له:
    - اعذرني يا ابتاه، لقد قارعت دولة الهوس الديني بعلمانيتي النبيه، لكنه الجسد تخلي عني.
    تخلي عني يا ابتاه.
    - لا عليك، يابني، معلمنا قديماً قال للأفكار أجنحة.
    إلتفت فوجد عبد الله السماني يتأهب لمعانقته، فتعانقا طويلاً ،وهمس له في أذنه
    - حروقي مازالت تحترقني، يا خاتم!!

    كان حسين الشريف وطه يوسف عبيد يضعان لمسة أخيرة مزدوجة للبوتريه لوجه الخاتم عدلان بدون نظارات وفي عينية بعض أصغاء. قربهما يتكئ عادل ميرغني يقرأ رواية لم تصدر بعد لـ صنع الله إبراهيم.
    تهلل وجه محمد الأمين وهو كعادته يلحق السؤال بالسؤال:
    - هل زرت "المناقل" قبل مجئيك إلينا؟ هل مررت بتلك السينما؟؟ هل تذكر عندما شاهدنا معاً فيلم "زد" ؟؟
    - وايضا اتذكر جيداً عندما شاهدنا معا " زوربا اليوناني و دكتور زيفاجو"
    عبر من امامه سريعاً صوت مصطفي الشيخ وهو يتمتم كدرويش:
    - مدوا النبراس، مدوا النبراس، مدوا.. وياتي الصدي من مكان مجيباً ، بصوت علي فضل
    - لا تتخلوا عن بسطاء الناس،الناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس

    - اقتربت منه سيده ابو القاسم، وهي تنثر في طريقها بذار لبلاب متعدد الالوان وسريع النمو.
    دنا منه شيبون وهو يمج من لفافة تبغ بلا رائحة، اخذ نصفها من عبد الرحيم ابوذكري وتمتم متوتراً:
    انتظرناك طويلا، لكن قل لي بخنجر من ..؟-
    عندما طافت رائحة صندل مهيمن تأكد بأن سعيد الشائب قريباً منه بدائرته المغنطيسية الصندلية التي تسبقه مجيئه دائماً، ولمحه هناك يضع يده علي اذنه اليمني كي يسمع بالآخري جيدة، ويتحدث بلا أسلاك مع شخصاً آخر في زمان آخر، متفقداً احوال الأخوان قارة، قارة!
    - التايه أبوعاقلة كانت تنصت بكل اشواقها لحديث مشترك بين أنور زاهر و عبد المنعم سلمان.. قربهما انصاف إبراهيم بحنو تنفض الثلج عن بال زهيراتها، تحادثها ، تحكي لها عن احلامها، ثم ترويها بماء معطر.

    - كان ميرغني محمود النعمان يتوكأ علي كتف عبد المنعم رحمة وهو مازال ويهتف من أجل الحرية، ومحمد عبد السلام يحاول ان يرتق ثقوب الرصاص علي جسده. ومن خلفهما نجم الدين جعفر ابكر آدم وخالد محمد نور يرددان الهتاف.
    وكانت مشاعر محمد عبد الله ترسم دوائرها معلقة في الهواء وتسبح متقافزة مثل دولفين من دائرة إلي اخري خلفها سعاد سلام محجوب قوليب وشقيقي علاء ينتظران دورهما.
    - علي عبد اللطيف واحمد الطيب زين العابدين و علي المك ومحمد عبد الحي والمجذوب، متشابكي الأيادي يسيرون وبينهما جدل سودانوي حميم، عندما أبصروا الخاتم عدلان قادم نحوهما ركضوا وإحتضنوه معاً في دائرة من الازرع الوارفة..
    لم يدر الخاتم عدلان في أي ساعة من اليوم هو! هناك ضوء خافت وظلال، لكن لاتوجد شمس أو قمر أو أو ثريات كهربائية، السماء نفسها لم تكن موجودة!

    من الافق البلوري المتماوج كانت هناك نجمة حمراء تطير حلزونياً علي عجل كي تدرك المكان ،وعندما اقتربت ترجل منها عبد الخالق أنيق حافي حالق، وضماك إلي صدره طويلاً ثم قال:
    - مرحباً بالرياحين، لمَ تعجلت الرحيل يا خاتم؟
    - إني علي حق!
    - أعلم إنه آوان التجديد، لكن لمَ تعجلت الرحيل؟
    - الطريق لم يعد يفضي إلي الحلم
    - أشهد إننا خسرناك مرتين
    مرتين!!
    - لست بخاتم للأولين، أراهم من بعدي قادمين،
    من
    ثورة
    إلي
    ثورة،
    يرفدون دروب التقدم بنجوم زرقاء.
    لست بخاتم لأحد!
    كانوا هناك جميعم ينظرونكَ القرشي، خليل فرح، جوزيف قرنق، صلاح بشري، أبوبكر راسخ، الدوش، إسماعيل عبد المعين، ود الزين، قاسم امين، محجوب سيد أحمد، نصر الدين عبد القادر، كثيرون، كثيرون تعرفهم ولا تعرفهم من مزارعو عنبر جوده،ضباط 28 رمضان، طلاب معسكر العيلفون الغرقي، قتلي دار فور، وبورسودان، وحلفا، وبور.. والمنسيون من ضحايا الالغام الارضية المنسية وعام المجاعة.
    كثيرون كثيرون كثيرون
    كثيرون كثيرون
    كثيرون
    ك
    ث
    ي
    ر
    و
    ن

    يريدون ان يحتضنوا اشواقهم فيكَ!
    ..
    ..
    حين لوح الخاتم عدلان بطفولية جزله بيديه الاثنين لجده عدلان، أمطرت فجأة بلا سحب رذاذاً ملوناً مثل العاب نارية، ثم إستحالت الزخات إلي سجادة محلقة مزركشة بزينة فارسية ، نزل منها الشيخ فرح ود تكتوك مد يده وصعد بالخاتم عدلان إلي بئر في الفضاء الطلق ووقفا علي فوهته، وقال بصوت نحيل:
    لقد قلت من قبل:

    آخر الزمان
    شيب الشبان
    وشيل السبحة بلا إيمان!

    وآخر الزمان
    السفر بالبيوت
    والكلام بالخيوط!

    لكنني لم أفكر أن أقول:

    آخر الزمان
    دس القوت
    وسرقة التابوت.
    ..
    ..
    جدتي شهرذاد بلون الأبنوس، حكاياتها لا تنتهي عن أول الزمان وآخر الزمن، وعن الآن.
    كانت عندما تبهظها اللغة وتريد ان تصف خسة ونذالة أحدهم تقول بصوت المشمئز :
    - إنه أقذر من سارق الأكفان!!
                  

05-03-2005, 05:32 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    صديق الموج


    اللهم انك تعلم ان الخاتم كان خصر العقد وجبهة الجماعة
    لم يقف فى منتدى الا ليزيل شبهة او يضحض فرية،او ليثبت
    حق00000كان بحرا من اى جانب اتيته0
    محاورا لماحا000اذا رضى كان سمحا عفيفا فى غير انقياد
    واذا ابى كان مقاتلا شريفا فى غير عناد0
    ماعوتب الا واعتذر00كشجرة الرطب ما رجم والا اجاب بطيب الرطب
    ولدغة حاضرة...... ولكن لكل عقرب00
    اللهم انك تعلم ان الخاتم كان مقدم فينا فاحسن وفادته
    وابدله اهلا خير من اهله ودارا خير من داره واشمله بواسع
    فضلك وعظيم رحمتك فانت كريم لاتردنا خائبين يا ارحم الراحمين
    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين،،،،
                  

05-03-2005, 05:40 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)



    بكى على نفسه يوم بكى على أمه... فأبكى زغب الحواصل فيه.... لفقدهم ماء حنانه... وعشب حبه وعطفه الخرافى...الممزوج بوعى وإدراك... فى تشكيلهم وفقا لطموحاتهم وتطلعاتهم وإمكانياتهم التى يدريها... ويتلمس كنهها كتلمس ملمس قطائف الحرير.... تداعب الأنامل بوثبها المفرح...هكذا خرج بلا عودة ليقرع جرس الباب...أوليستقبل حامل البيتزا فى بجامته البلدية الفضفاضة البيضاء الناصعه كسريرته....ليستلم البيتزا بيسراه ويغمس يمناه ليفرح من أفرح بنيه باكشيشا يؤرخ له فى مهنته تلك... مستغربا فى الإنسان الذى يبدو فقيرا ويبز فى عطاياه....أو يجلس معهم على طاولة العشاء.... يتناول طعام مزاجه ويزجى ويزجل لهم روائع الأدب الشعبي الشيق....بأسلوب التشويق والإثاره.....أو يذهب معهم الى المكتبه فيطالع كل منهم ما يود مطالعته.... ويروغ هو الى مراجع الفلسفه والفكر العصى....حيث يتسمر من النشوه والأستغراق الذى يجيده.... لابل سوف لا ولن تتكرر أمسية فى السينما والبوب كورن والمزات المختلفه....لأختلاف الأمزجه والرغبات....لابل أمهم مفطورة الفؤاد....تتوقف قاطرة مستقبلها فى نصف الطريق بحزمة من أطفال وبأرتال من خيالات غامضه....وزاد لا يرجعها للمحطه الأولى.... ولا يأخذها الى نهايه الرحلة.... فالخاتم يكرر مأساته وملهاته سرا وهو مسرور.... لأنه رسم لهم الطريق الذى مشاه والطريق الذى يسوقهم الى نهاية الرحلة


    منصور عبدالله
                  

05-03-2005, 06:33 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: صديق الموج)



    أبو مهيرة

    2005/24/4

    الخاتم عدلان مات واقفا كما الأشجار
    حكى لي أحد أقربائي أن الأستاذ حسن محمد صالح (حسنابي)
    -وهو معلم بالمرحلة الإبتدائية كان يعمل بقرية ام دكة الجعليين في أواخر خمسينيات القرن الماضي-
    حكي لي أن الأستاذ حسنابي الذي كان حديث عهد بالمهنة
    قد ظل يتحدث بدهشة تمازجها نبرات الفخار
    عن تلميذ لديه يقول عنه أنه نابغة بل ومضى
    يتحدى أن تلميذه النابه سيكون له شأن عظيم ,
    ولم يكن ذلك الصبي الذي بان تفرده المبكر غير الخاتم عدلان.
    لقد كان الأستاذ حسنابي معلما ثاقب الرؤية بعيد النظر
    غير أن الخاتم عدلان كان الرائد الذي لم يكذب أهله.
    سلك دروبا وعرة, شق كل مفازات حياته القصيرة
    المحتشدة بالأحداث الجسام بثبات نادر ومثابرة فريدة.
    أستطاع أن يحتفظ بإحترام الآخرين له في مختلف منعرجات
    مسيرة النضال الوطني لأنه كان يحترم الإختلاف ,
    لقد ميزته مبدأيته الراسخة وانحيازه الجذري لهموم
    شعبه حتى آخر يوم في مسيرته المعطاءة
    ولم يسقط ولكنه مات شامخا.. مات واقفا كما الأشجار ..
    الخاتم... سلام عليك في الخالدين
                  

05-17-2005, 10:35 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)
                  

05-18-2005, 02:01 AM

صباح احمد
<aصباح احمد
تاريخ التسجيل: 02-04-2005
مجموع المشاركات: 2082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)

    وقال كوستاوي في حق اناس يحبونك

    (الكاذب أنت و الشلة
    البتنطط ذي كلاب الحر
    و أضف عليهم الممليين
    و مدمني العبط البوردي
    و أطفال الأنابيب)
                  

05-18-2005, 02:29 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: صباح احمد)
                  

05-18-2005, 02:06 AM

صباح احمد
<aصباح احمد
تاريخ التسجيل: 02-04-2005
مجموع المشاركات: 2082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)

    وقالت صباح فيك:
    يوم شكره
    الخاتم عدلان ... ورحل الباحث عن الحق..
    بكته:صباح احمد
    ما بين رحيله ورحيل والدته .. ورحيل اخرين احبهم واحبوه انهار من الحزن والشجن والفجيعة .. دمعه حينها كان سخيناً بما يكفي لاعتبار الأمر نهاية للعالم وللتاريخ وللاشياء الجميلة.
    لكنه الخاتم عدلان..المحارب الذي سرعان ما كان يستعيد تماسكه وينفض رماد حزنه ويعود اكثر قوة ,قوة روحية كانت تفلح _بما يكفي _لاستمراره نابضا بين الاحياء ..فقط بقيت جروح الاسئلة الحارقة تتناوشه بين حين واخر حول الفضاء بين الخلود والعدم واستمرار دورة الحياة.
    واليوم يجئ رحيله المفاجئ غصة في حلق التاريخ وديجور حالك السواد ، يعلن انحسار وهجه واشعاعه الذي ميز رحلته القصيرة بين عباقرة المفكرين.
    فرحيل الخاتم عدلان لا يجئ على سبيل الاعتياد .. فالرجل وظف عمره للاعلاء من قيمة الانسان بتكريم عقله وانفتاحه على مشروعات الاستنارة بوسيلتي الدرس والتعليم ففيهما كان يرى الراحل العظيم ان الحياة توهجاً واملاً وضياء.
    الخاتم عدلان امثاله لا يموتون فقد ظل بذرة تحمل الخير والنماء وسيبقي بأمر ما قدمه للناس وللوطن ولاحلام البسطاء .. هكذا تحدث محبوه وعارفو فضله وقدموا شهاداتهم لوجه الحقيقة والتاريخ.

    يخطر ببالي احيانا ان العلوم الطبية لم تتطور بالصورة الواجبة وبمعني اكثر وضوحا ان هذا العلم لم يعد يساير الحياة في تعقيداتها من ذلك مثلا ما حدث لشقيقي وعمتي ومن بعده ما حدث للخاتم عدلانالسبت الماضي.
    ففي اثناء زيارة قام بها الخاتم عدلان رئيس المكتب التنفيذي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)الي فلاديفيا قبل ثلاثة اشهر تقريبا للمشاركة في ندوة سياسية شعر بضيق في التنفس مع دوار ..نقل الي المستشفي ,لم يكن يتخيل ان الامور يمكن ان تمضي الي ما هو عليه الحال الان وفكر الرجل وقتها كما قال لي ينتفع مما حدث علي صورة اجازة مرضية يقضيها مع زوجته تيسير وابنيه حسام واحمد.
    ومن ثم فقد كان الخاتم يدندن في سره مع آخرين كثر اغنية «قالوا متألم شوية ياخي بعد الشر عليك» ولعلها اغنية كانت تناسب المقام حقاً..
    لكن ما حدث هو ان الطبيب قال وهو يكتب الروشتة في عجلة شديدة قم باجراء هذه الفحوصات وما كاد الخاتم عدلان يسمع هذه الكلمات حتي سأل الطبيب: ماذا بي يادكتور؟.
    قال الطبيب بصوت حاول ان يجعله عاديا :لا شئ فقط يلزمك اجراء هذه الفحوصات وراحة في السرير لعدة ايام لكن الذي حدث ان الفحوصات الطبية اثبتت اصابة الخاتم عدلان بسرطان البنكرياس.
    وكان من سوء حظي انني قد اتصلت عليه في تلك الايام فقد كانت تربطني به علاقة وطيدة وحين علمت من زوجته تيسير ان الخاتم مريض و...و... خطر علي بالي ان ان اطمئن عليه مرة ثانية في وقت مقارب للاول وما ان سمعت صوته الواهن حتي احتبست الكلمات في حلقي ولعل دموعي يومها كادت ان تقضي علي ما كان باقيا عند الخاتم من تماسك فقد كان يأمل ان يستمد من صمود الآخرين عزيمته للمقاومة, اكثر من شهرين قضاهما الخاتم يصارع المرض ..والسبت الماضي صعدت روحه الي بارئها الاعلي علي خلفية اعياء تبعه تدهور في حالته الصحية خلال اليومين الماضيين وطوال نهار الجمعة دخل الخاتم عدلان في شبه غيبوبة كان يصحو منها ويميز الاشخاص من حوله زوجته تيسير وابنيه حسام واحمد وشقيقه عدلان وصديق عمره الباقر عفيف وآخرين.
    ليل الجمعة نام الخاتم في هدوء لكن ساءت حالته منذ الثالثة والنصف صباحاً ورحل عن الدنيا بهدوء في الخامسة صباح السبت الماضي ، هكذا قال شقيقه عدلان لاصدقاء الفقيد وهو ينعي لهم فقدهم الجلل واصطفاء القدر لروح الخاتم الطيبة.
    ولد الخاتم في الاول من يناير عام 1948م وكان ميلاده في قرية تقع جنوب المناقل تسمي العمارة ... حيث نشأ مشبعاً بروح اهل الريف الطيبين ومتصالحا مع ازماتهم واحلامهم في الغد المأمول.
    انضم للحزب الشيوعي في اغسطس 1964م لكن لم تكتمل عضويته الا في اكتوبرمن نفس العام وفيما كانت الغالبية تنضم للحزب الشيوعي بناء علي اعجابها ببرنامجه السياسي او فلسفته و برنامجه الاجتماعي كان الوضع لخاتم مختلفا فقد دخل الحزب الشيوعي لاعتبارات فكرية حتي انه لم يكن لديه اطلاع كامل ببرنامج الحزب الشيوعي السياسي التفصيلي وان كان الموقف الفكري بالنسبة له في ذلك الوقت حاسما اذ كان يعتقد انه يعلي من قيمة الانسان كيما يستطيع اعادة صياغة الكون بعقله ويمسك الاشياء بيده وكان ذلك هو مدخله للحزب الشيوعي ثم جاءت بعد ذلك تفاصيل البرنامج السياسي والمراحل النضالية.
    قضي حوالي ثلاثين عاما بالحزب الشيوعي حتي استقال منه عام 1994موكون مع رفيق دربه الحاج وراق حركة (حق)لكن سرعان ما اعلنت الحركة بالداخل فك ارتباطها بالمكتب التنفيذي بلندن وتبادل الطرفان الاهامات بالتخلي عن المنطلقات الفكرية وركائز البرنامج السياسي الذي تأسست عليه حركة(حق)والتزمت به .
    اثناء دراسة الخاتم عدلان بجامعة الخرطوم كان الكادر الاكثر تميزاً للشيوعيين داخل الجامعات وكان فارسهم في ميادين النقاش هو وصديقه صدقي كبلو قضي بالجامعة فترة ثماني سنوات يؤدي واجبه الحزبي حتي انه في احيان كثيرة كان ادي الامتحانات من داخل المعتقلات الا ان ذلك لم يمنعه من التفوق الاكاديمي وكان يستحق ان يكون استاذا بالجامعة نسبة لهذا التفوق ورغبته الاكيدة في ذلك لكن المؤامرات التي كانت سائدة وقتها ضد الشيوعيين حالت دون ذلك كما حكى لي ذات مرة.
    تخرج الخاتم من جامعة الخرطوم قسم الفلسفة ولعله قد تنبه منذ وقت مبكر الي ان الدراسة والتعليم هما اقصر طريق سيوصله «الى الضياء» لهذا تفوق في الدراسة واحبها منذ اللحظة الاولى.
    له العديد من المؤلفات السياسية اشهرها «آن اوان التغيير» الورقة التي كتبها قبل (11) سنة تقريبا وقدم من خلالها نقدا كاملا للتجربة الاشتراكية والفكر الاشتراكي.
    والخاتم عدلان كان يشتكي من جلسة جمعتني به من انتفاء الحق الادبي لاكتشافاته واطروحاته تلك وعدم ذكر الحزب الشيوعي وكافة القوي السياسية انهم قد عادوا لذات الاطروحات التي ذكرها في تلك الورقة وفي اثناء عودته الاخيرة الي السودان العام الماضي وقف الخاتم عدلان امام جموع الطلاب يلوح بدستور الحزب الشيوعي الجديد وذكر انه يثمن ويتفق مع معظم ما جاء في الدستور مما جعل الحاضرين يقابلون موقفه ذاك بالتصفيق .
    الشئ الاساسي الذي يجب ان يذكر في حق الرجل انه عمل ومنذ وقت مبكر علي وحدة كافة القوي الديمقراطية وكافة القوي المؤمنة بضرورة التغيير غير ان خاتم كان يصطدم او دعوني اقول انه كان يعتقد ان مشروعه الفكري هذا يصطدم بعقبة اساسية هي افكار التقليديين سواء داخل الاحزاب السياسية الطائفية او حتي داخل الحزب الشيوعي السوداني نفسه.
    الغريب ان الخاتم عدلان كان حادا تجاه الاسئلة التي طرحتها عليه بخصوص تقارب موقفه السابق مع موقف الحزب الشيوعي اللاحق ولم تنجل ِ له الصورة واضحة الا بعد ان قدمت له مشروع دستور الحزب الشيوعي الجديد والذي سُر به .. واشاد بتوجه الحزب في هذا الصدد .
    الشيوعيون احتفوا بالخاتم عدلان ايما احتفاء حتي انه اختصر بجهده وبذله كل المسافات الطويلة التي يجتازها الشيوعي حتي يصل الى مكانة قيادية وقفز سريعا الي سكرتارية اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي.
    سلوك الخاتم عدلان داخل الجامعة وفي الحياة عموما كان سلوكا اقرب الي (البروليتاريا)منحازا للفقراء وكان واضحا في طرحه حتي اذا ما اكتشف خطا موقفه بوجوده داخل الحزب الشيوعي خرج عن الحزب ولسان حاله يقول (وجدتها ..وجدتها)كما وجدها ارخميدس من قبل..وهكذا شبه الخاتم عدلان موقفه وهو يقدم ورقته بخصوص (ان اوان التغيير) ليخرج بعدها عن الحزب بطريقة وجدت الاحترام حتي من الشيوعيين انفسهم لانه قال كلمته بشجاعة ووضوح ثم ذهب يختط طريقا آخر نحو مرافئ الحقيقة .
    للخاتم عدلان دراسات فكرية ومقالات .. ترجم العديد من الروايات العربية للانجليزية وبالعكس اشهرها رواية (المترجمة) للكاتبة ليلي ابو العلا ومندكرو للكاتب مروان حامد الرشيد والجندي التي نشرت في جريدة الشرق الاوسط مؤخرا حيث كان يعمل بقسم الترجمة هناك.
    الخاتم عدلان كان دائم الحديث عن كثيرين جمعته بهم علاقات حميمة لكن لعل اكثر من يذكرهم بوصفهم اصدقاء حميمين له هم صديق عثمان والمهندس احمد السمانيوالدكتور شرف الدين بانقا ومحمد الحسن محيسي والاخير طالما حكي لي عنه الخاتم عدلان بل قمت بمرافقته ابان زيارته الاخيرة للسودان الي منزل اسرة محيسي بحي المنشية. وكتور مبيوع وحسن كباشي بالامم المتحدة وسليمان خضر وفيصل محمد صالح وهؤلاء كانوا من وجهة نظره يمثلون جيلا ملئ بالايجابيات التي يراها قد اندثرت الآن .
    ** توقيعات على دفتر الحضور
    *توقيع اول :
    الخاتم عدلان من اميز الشيوعيين في تاريخ الحركة الطلابية .. ثوريا حقا .. تميز بسعة الرؤي والعقلية ذات الطابع الفلسفي وكان علي استعداد لان يفدي مبادئه بروحه .احد الكارزيمات السياسية ذات التفكير العقلاني التي افتقدها السودان ,كان له دوره البارز في الترويج الفكري والفلسفي للفكر الشتراكي وبعد انفراط عقد المنظومة الاشتراكية وتعرض النظرية الثورية لامتحان الواقع كان له قصب السبق في طرح الاسئلة ، له مقدرات خطابية رفيعة وفكر ثاقب وثبات ومبدئية.
    نزار ايوب
    احد مؤسسي حركة (حق)
    * توقيع ثانٍ
    زاملت الفقيد في المرحلة الوسطي بالمدينة عرب وفي ذلك الوقت كانت منطقة المناقل بصفة عامة يعاني اهلها معاناة شديدة وبالرغم من الخاتم كان مميزا اكاديميا الا ان معاناة اهله والظروف التي كانوا يعيش فيها المواطنون في الريف كان لها دورها المؤثر في حياته ..ومنذ البداية اختط لنفسه نهجا ثقافيا ويساريا .. كان من الاشخاص المبرزين في النشاط العلمي من حيث الاستيعاب الاكاديمي وكان يشار اليه بالبنان.
    تقابلنا ثانية في جامعة الخرطوم كنت في المساق العلمي كلية الهندسة بينما كان هو في كلية الاداب قسم الفلسفة ,كان يهتم كثيرا بالنشاط السياسي والنشاط العام المهتم بتنمية الريف ورد حقوق المحرومين من ابناء الاقاليم وكان صادقا في ذلك حتي انه جنح كثيرا في العمل العام الذي استغرق كل وقته
    بعدها باعدت بيننا الشقة .. غادرت البلاد (مغترباً) وظل هومناضلا بالداخل حتي غادر البلاد واستقر في لندن واسس حركة (حق) كانت الاتصالات بيننا تنقطع احيانا كثيرة وتتواصل في احيان قليلة .. كنت اشتاق كثيرا لمقابلته والحوار معه لاسيما بعد تكوين حركة (حق).
    كنت اعتقد ان تجربته قد صقلت وانه قد نضج فكريا وسياسيا لهذا كنت اكثر الناس اشتياقاً لمتابعة اخباره والحوار معه لكن للقدر تصريفات اخرى .
    د . شرف الدين بانقا ـ وزير الاسكان والشؤون الهندسية الاسبق.
    * توقيع ثالث:
    الخاتم فقد امة
    فمن يتفق معه سياسيا .. او يختلف لن تواتيه ذرة شك بأنه مفكر وكاتب سياسي من طراز فريد.
    ويجمع الخاتم في كتاباته بين شيئين العمق الفكري .. سلاسة اللغة وجمالهافالافكار واضحة ومرتبة والتسلسل منطقي وكل النتائج مسببة بشكل مقنع ,التقيته شخصيا للمرة الاولي في اسمرا عام 1995علي هامش مؤتمر القضايا المصيرية وقضينا ليلة كاملة من الحوار نشرت جزء منه علي صفحات جريدة الخرطوم ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف الحوار بيننا .
    وسعدنا باستجابته للكتابة على صفحات الاضواء واظن ان ما كتبه وجد اهتماما وقبولا واسعا من القراء المتابعين.
    ومن الواجب ان يعمل الاصدقاء على تجميع كتابات الخاتم ونشرها لانها تمثل نواة مشروع فكري كبير ومهم .
    الفاجعة كبيرة خصوصا لمن عرفه شخصيا وتعامل معه واكتشف الابعاد الانسانية العميقة التي يتمتع بها .
    ربما كان قدرنا ان نفقد اعظم وانجب ابنائنا في المهاجر انه قدر عجيب.
    فيصل محمد صالح
    رئيس تحرير صحيفة الاضواء
    * توقيع رابع :
    الخاتم عدلان اعتبره فقدا عظيما جدا .. انسان مفكر ورجل له بصماته الواضحة في الحزب الشيوعي السوداني وحركة الطلاب السودانيينوله قيمته عندما يعمل معك وقيمته عندما يختلف معك ,حتي في لحظات الخلاف معك ينبهك الي بعض نقاط الضعف فيك يعني الخاتم معك مفيد ومختلف معك ايضا مفيد لذلك اشعر بان الحركة الديمقراطية في السودان فقدت انسانا عظيما ... ننعي الخاتم لاسرته ولاصدقائه ونعزي انفسنا ايضا في هذا الفقد العظيم.
    د . فاروق كدودة
    الحزب الشيوعي السوداني
                  

05-18-2005, 02:46 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قلت عنك أنا يا ود عدلان. (Re: صباح احمد)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de