الخاتم عدلان للاضواء الاحزاب السودانية شخصيات غير موهوبة تبحث عن مؤلف

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 12:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2003, 00:25 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخاتم عدلان للاضواء الاحزاب السودانية شخصيات غير موهوبة تبحث عن مؤلف


    الخاتم عدلان لـ«الأضواء» 1ـ 2


    الأحزاب السودانية عقب سقوط مشاريعها صارت شخصيات تبحث عن مؤلف مع ان
    المؤلفين
    لا يتعاملون الا مع أصحاب المواهب


    القيادات الحزبية عندنا مُعمرة ويستحيل فصل موقع صار يسري مسرى الدم في
    الجسد


    انقسام الإسلاميين كان ذو طبيعة خاصة.. والترابي ميكافيلي


    فساد السياسة السودانية سببه سقوط كل المشاريع السياسية والفكرية


    حاورته/ صباح احمد

    المتابع لمسيرة كل الأحزاب السودانية منذ نشأتها يلحظ دخولها في ازمات
    متعددة
    ومتكررة من بينها متوالية الانشقاقات العددية.

    فقد تكاثرت الأحزاب وتناسلت بشكل لا يتناسب مطلقاً والوجود الفعلي للعديد
    منها
    او تأثيرها على الساحة السياسية، فقد اختلط علينا ماذا تعني هذه التكوينات
    وقياداتها والفرق السياسي والفكري والتنظيمي بينها وماهو مستقبل تلك
    الكيانات
    المنشقة عن احزابها خلال المرحلة المقبلة.

    وبينما يصف الحاج وراق الأمين العام لحركة القوى الحديثة«حق» الانشقاق
    بأنه مثل
    بتر جزء من الجسد شاق على النفس رغم انه قد يكون مبرراً بل وضرورياً في
    بعض
    الأحيان لصحة كامل الجسد وذلك لأجل ايقاف انتشار عدوى الجزء المصاب.

    ويرى ان المشقة تأتي من المفارقة بين مقتضيات الحساب العقلي البارد
    والاحتياجات
    النفسية والوجدانية.

    يذهب الخاتم عدلان الى وجهة مغايرة حين يرى ان الغالبية الساحقة من
    الانشقاقات
    تدل على غياب الديمقراطية داخل الأحزاب السودانية على مستوى القيادة
    والقاعدة،
    ويقول لو كانت المجموعات المنقسمة وجدت داخل احزابها وعلى ارضيتها الفكرية
    والسياسية والتنظيمية كافة الحقوق التي تكفل للأقلية الدعوة لآرائها
    والانتصار
    لها بطرق ديمقراطية داخل الحزب لما فضلت الانقسام والخروج.

    «الأضواء» بحثت عن اسباب الانشقاقات داخل الأحزاب السياسية وسألت عن
    مستقبل
    الكيانات المنشقة عن احزابها في المرحلة المقبلة من تاريخ البلاد وبدأت
    حوار
    الأسئلة الصعبة بالأستاذ الخاتم عدلان الأمين العام لحركة القوى
    الجديدة الديمقراطية «حق»
    بالخارج:

    اسأل الخاتم عدلان عن الانشقاقات في الأحزاب السودانية واثرها على البناء
    الحزبي، واقول هل اصبحت الانشقاقات لعنة دونها لعنة الفراعنة لاضعاف
    الحركة
    السياسية السودانية؟

    فيعتذر بأنني طلبت اجابات سريعة ويقول ان هذا يؤثر بطبيعة الحال على نوعية
    الأجوبة ودرجة عمقها، لكنه يذكر بعض الأسباب حسب ما يرى من أهميتها .

    يقول لا يعتبر حديثه هذا مبالغة انه لا يوجد حزب سياسي واحد في السودان لم
    يتعرض للانقسام او الخروج ولعدة مرات في كثير من الأحوال، ومع ان هذه
    الظاهرة
    معروفة في مناطق كثيرة في العالم وفي مراحل مختلفة من التاريخ ويمكن
    اعتبارها
    من وجهة نظره مصدر عافية في بعض الأحيان، الا انها كما يرى بلغت في
    السودان
    درجة من التطرف والغلو كما انها علامة بارزة على امراض وعلل مستحكمة في
    الأحزاب
    السودانية وفي الحياة السياسية السودانية على وجه العموم.

    استدل بحديث مكرر للحاج وراق الأمين العام لحركة القوى الحديثة«حق» عن
    الانشقاقات فهو يقول ان الانشقاق مثل بتر جزء من الجسد شاق على النفس رغم
    انه
    قد يكون مبرراً بل ويكون احياناً ضرورياً لصحة كامل الجسد وذلك لايقاف
    انتشار
    عدوى الجزء المصاب. وتأتي المشقة حسبما يرى وراق من المفارقة بين مقتضيات
    الحساب العقلي البارد وبين الاحتياجات النفسية والوجدانية.. اما الخاتم
    عدلان
    فيعتقد ان الغالبية الساحقة من الانقسامات تدل على ما يصفه بغياب
    الديمقراطية
    داخل الأحزاب السودانية على مستوى قياداتها وقاعدتها، لكن على مستوى
    الأولى
    بشكل اخص، لأن المجموعات المنقسمة اذا كانت تعرف انها يمكن ان تجد داخل
    الحزب
    وعلى ارضيته الفكرية والسياسية والتنظيمية كل الحقوق التي تكفل للأقلية
    الدعوة
    لآرائها والانتصار لها بالطرق الديمقراطية داخل الحزب لما فضلت الانقسام
    والخروج لأنها غالباً ما تكون استثمرت جهداً ووقتاً ولقيت في سبيل
    انتمائها
    للحزب رهقاً وعنتاً ومعاناة وسجناً وتشريداً مما يدفع الانسان للبقاء داخل
    الحزب بدلاً من الخروج عليه.

    قبضة قيادية

    اقول ان القبضة القيادية الخانقة والمركزة الصارمة من القيادات تقود
    بالضرورة
    لنشوء وتبلور مراكز القوى وان تسلط القيادات التاريخية والكارزمية لا يترك
    متنفساً امام البعض فيؤثرون الفرار من الحزب فيقول:

    ان القيادات الحزبية عندنا كلها قيادات معمرة تحافظ على مواقعها بأساليب
    غير
    ديمقراطية او عن طريق مسوح ديمقراطية زائفة ولا تنوي مطلقاً اخلاء موقع
    القيادة
    لغيرها وعلاقة الشخص بالموقع القيادي ليست هى ان الشخص يحل في الموقع
    القيادي
    ويمكن ان يملأه او لا يملأه ويمكن ان يكون مناسباً فيه في هذه المرحلة
    وغير
    مناسب بعدها، ويمكن ان يفصل عنه باجراءات متفق عليها، بل ان الموقع
    القيادي كما
    يجزم هو الذي يحل داخل الشخص ويصبح من المستحيل فصل موقع صار يسري من
    الشخص
    مسرى الدم في الجسد، ويقول اننا امام نظرية جديدة في الحلول تعد أكثر
    تشابكاً
    من الحلول الالهية عند بعض الصوفية المشهورين، ولذلك فان الذين يختلفون مع
    هذه
    القيادة يعرفون تماماً انه لا مكان لهم داخل الحزب بمجرد اعلانهم عن آراء
    ليست
    مقبولة للقيادة خاصة اذا كانت هذه الآراء والمواقف تتعلق بأهلية القيادة
    نفسها،
    ويضرب مثلاً لذلك ويقول: تصوري شخصاً يقول لمحمد احمد بن عبد الله عام
    1884م
    انه ليس المهدي.. صدقيني ان موقف المخالفين للقيادات حالياً ليس افضل
    كثيراً من
    ذلك الشخص الشقي.. وعلى كل حال يمكن قول الكثير عن القيادة الحزبية في
    السودان
    مما لا يتسع له المجال حالياً.. لكن النقطة الأساسية حسبما يراها محدثنا
    هى ان
    الخلاف يقود في السودان اما الى الانقسام او الى الخروج مع ان الوضع في
    الأحزاب
    الديمقراطية ليس هكذا مطلقاً ويضرب بذلك امثلة ويقول بأن هناك خلافاً
    حاداً
    داخل حزب العمل البريطاني وهو ما يعرف بحزب العمال في السودان حول حرب
    العراق
    وتقرير الاستخبارات حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وحول الانتحار
    المرجح
    للعالم ديفيد كيلي ويقول انه استقال في خضم هذه الخلافات الكبيرة قياديون
    بوزن
    روبين كوك وكلير شورتي من الحكومة العمالية ووقف أكثر من مائة نائب عمالي
    ضد
    حرب العراق، لكن واحداً من هؤلاء لم يستقل من حزب العمل ويبرر ذلك بأنهم
    يعرفون
    ان الفرص متاحة امامهم للعمل المعارض ضد القيادة وليس ضد الحزب، لأن
    القيادة
    كما يقطع محدثنا تعرف هى الأخرى انها ليست الحزب وأنهم يمكن ان يقنعوا
    عضوية
    الحزب في يوم من الأيام بخطأ سياسات بلير وتبعيته المتصورة لأمريكا.. بقي
    هؤلاء
    بمواقعهم داخل الحزب ولا يتحدث القياديون الحاليون لحزب العمل عنهم الا
    بكل
    الاحترام والتجلة ولا يطرأ لواحد منهم ان يدمغهم بالخيانة او العمالة لجهة
    ما
    او السقوط العمودي او غير العمودي، بل انهم كما يلفت محدثنا يجدون
    احتراماً من
    المواطن العادي لأنهم تركوا مناصبهم بكل امتيازاتها من اجل مبادئهم.

    ويضرب مثلاً ثانياً للأحزاب الديمقراطية ويقول انه في حزب المحافظين
    انفجرت في
    صحف الصباح اللندنية اليوم«ساعة اجراء الحديث» وفي كل وسائل الاعلام
    المعركة
    التي كانت محتدمة وكظيم ضد قيادة ايان دنكان سميث«كما يسمونه» وارسل
    النائب
    المحافظ ديريك كونواي رسالة الى السير مايكل سبايبسر رئيس لجنة النظام
    الحزبي
    يطلب منه طرح الثقة بقيادة زعيم حزب المحافظين لنقائص في قيادته يراها
    ومعه
    آخرون غير قابلة للشفاء، ويقول ربما تنجح مجموعة النواب هذه في ازاحة ايان
    دنكان سميث وربما لا تنجح، ولكن قيادة الحزب الحالية كما يرى لم تشرع
    مطلقاً في
    أعمال التصفية والتطهير وتبديد الشمل التي نجدها في الأحزاب السودانية في
    مثل
    هذه الحالة، كما ان هؤلاء النواب لم يفكروا مطلقاً في الاستقالة من حزب
    المحافظين لأنهم يعرفون ان حقوقهم محفوظة، وان الطريق امامهم معبد لاقناع
    الحزب
    بما يرون، واذا فشلوا فأنهم سيلتزمون برأي الحزب دون خشية من حملة
    الدفتردار
    الانتقامية ويثني على هذا المسلك، ويقول انها الديمقراطية التي لم تعد
    شعارات
    خاوية ورماداً يذر العيون وسيوفاً طويلة تقطف الرؤوس التي يحين قطافها
    لمجرد
    ابداء رأي مخالف حتى ولو في قضية ثانوية.

    عناصر انتهازية

    ولأن الانقساميين غالباً ما يسوغون حججاً مختلفة لتبرير خروجهم عن احزابهم
    ومشاركتهم في السلطة:

    ـ لا يبرئ الخاتم المنقسمين على اختلاف الوانهم وظروفهم وخياراتهم ويقول
    بوجود
    عناصر انتهازية تترك صفوف الحزب المعين لتنال السلطة مهما كان الخلاف مع
    هذه
    السلطة، ويقول ان مثل هذه المجموعات تغطي هروبها بشعارات كاذبة حول
    الاصلاح
    والتجديد والتصحيح ومن هذا القبيل كان انقسام مجموعة احمد سليمان ومعاوية
    سورج
    في الحزب الشيوعي عام 1970م، وعلى كل حال هنا ايضاً لا ينبغي التعميم،
    فوسط تلك
    المجموعة التي انقسمت عن الحزب الشيوعي شخصيات يقول انها عظيمة بحق وشجاعة
    ومستقيمة، وكانت تعني بالفعل الشعارات التي رفعتها حول الديمقراطية
    الحزبية كما
    كانت تعتقد باخلاص ان هناك فرصاً للعمل المشترك مع سلطة مايو حتى وان
    اختلف
    الحزب معها في نهاية المطاف وعلى اعتاب مرحلة تاريخية اخرى متصورة، ومن
    هؤلاء
    يحدد د. فاروق محمد ابراهيم الذي يقول بأنه راجع موقفه علناً ودون خشية من
    السلطة الديكتاتورية ودون تملق لقيادة الحزب الشيوعي، ويحدد كذلك عمر
    مصطفى
    المكي الذي يقول عنه انه مات مناضلاً فقيراً ناصع الصفحات ويشير ايضاً الى
    محمد
    ابراهيم عبده كبج الذي يقول انه كان يؤمن فعلاً بما قال وناضل ضد
    الديكتاتورية
    وقتها وضد الدكتاتورية الحالية بصورة أكثر فعالية من كثيرين بقوا داخل
    الحزب
    الشيوعي كل حياتهم ومنهم آخرون يعتذر بأنه لا يستطيع ذكرهم جميعاً.. لكن
    الحزب
    الشيوعي الذي لا يرد اسمه في ذاكرة محدثنا عندما يتعلق الأمر بالتمييز
    الدقيق
    بين الناس والمواقف والأشياء يقول انه تعامل مع هذه المجموعات على قدم
    المساواة
    وشن حملة الجهاد من اجل تصفية الانقسامات المستمرة حتى الآن.

    رمادية مواقف

    اضع امام الخاتم عدلان المسوغات التي استند عليها مبارك الفاضل المهدي
    لتبرير
    انشقاقه من حزب الأمة واقول ان الفاضل استند على حجج اساسية لتبرير
    التحاقه
    وجماعته بالسلطة، الحجة الأولى ان حزب الأمة مفكك الأوصال التنظيمية وضامر
    الموارد المالية، ولذلك لا يملك ان يشكل ضغطاً على الحكومة، فالأفضل اذاً
    من
    وجهة نظره الالتحاق بها ثم ضرورة تقديم خدمات لجماهير الحزب التي طال
    انتظارها
    ثم تأكيده في النهاية على ان المشاركة في السلطة موقف، ولهذا السبب هى
    افضل من
    رمادية موقف حزبه وقتها في المنزلة بين المنزلتين ولا اتعرض لموقف الشريف
    الهندي ولا اطلق احكامي على مشاركته في السلطة، انما اشير لحديث بعض
    قيادات
    الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض حول ان الهندي قدم للسودان بلا ادنى
    رؤية
    محددة للحل الشامل ولا رؤية واضحة المعالم لتداول السلطة تداولاً سلمياً
    وانغمس
    وكوادره في هياكل النظام ودواوينه الأمر الذي مكن حزب المؤتمر الوطني
    الحاكم من
    زيادة سيطرته واضعاف الجناح المعارض بالحزب الاتحادي فيقول:

    من قبيل هذه الانقسامات ما تعرض له حزب الأمة على يد مبارك الفاضل
    ومجموعته،
    وما حدث قبل ذلك من مجموعة الشريف الهندي هى ظواهر يمكن لاصحابها تبريرها
    انطلاقاً من ديكاتورية قياداتهم او دعاواها السماوية او الأرضية ويعود
    ليقطع
    بأنهم مهما فعلوا لتبرير ما قاموا به لن يستطيعوا تبرير انخراطهم في
    السلطة من
    مواقع الضعف والتهميش والمشاركة فيما كانوا ابلغ الناس في انتقاده لقاء
    ثمن
    يصفه بأنه ثمن بخس.

    ويقول انه موقع لا ينتظر من امثالهم ان يرضوه لأنفسهم ولكن التبعة هنا
    ايضاً
    كما يشير تقع على القيادة لأن اساليبها التي يصفها باللؤم وممارستها
    وادعاءاتها
    العريضة بجانب عجزها مع كل ذلك عن تحقيق الأهداف تصل بالناس الى درجة من
    الزهد
    في الحزب تجعلهم ينظرون جدياً في أية صفقة تعرض عليهم ويبيعونه في نهاية
    المطاف
    بأبخس الأثمان.

    اسأل الخاتم عدلان عن رأيه في الانقسام الذي وقع داخل صفوف الاسلاميين
    وافرز
    مؤتمرين الأول وطني حاكم والثاني شعبي معارض

    ـ فيصف الانقسام الذي وقع داخل الحركة الاسلامية بأنه انقسام ذو طبيعة
    خاصة
    يحددها في خصوصية الحركة الاسلامية ذاتها نظراً لطبيعتها البشرية التي
    جبلت
    منها واعتباراً لهيمنتها الكلية على السلطة، ويقول ان البناء الفكري
    للحركة
    الاسلامية قام على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ومادامت الغاية نبيلة وهى
    نشر
    الاسلام وتمكينه كما صوروا لأنفسهم، وكما اعلنوا على الناس فأن الوسائل
    كلها
    تصبح نبيلة مهما توغلت الحركة الاسلامية في ممارساتها..

    ويقول ان المستوى الفكري لشيوخها من كل الأجيال لم يكن يسمح لهم باكتشاف
    حقيقة
    يعتبرها بسيطة وهى ان الوسائل الشديدة توجه انتقامها وتطلق سهامها قبل كل
    شئ
    على الغاية المرتجاة فتصيبها في مقتل وتلوثها بدماء كل الضحايا الذين قضوا
    في
    درب آلامها الطويل.

    وانطلاقاً من مبدأ الحركة الاسلامية ذاك يقول انها في اواخر تسعينيات
    القرن
    الماضي توصلت الى ان سخط الناس عليها ورفضهم لها جهراً وسراً وهمهمة
    ونفوذهم من
    ملامسة اطرافها فضلاً عن الاستعداد العالمي والاقليمي للفتك بها يجعلها
    عاجزة
    عن الاستمرار في الحكم ان لم تقم بعملية جراحية تستأصل بها الأورام
    السرطانية
    التي تؤرق جسدها، ويعتبرها جماعاً لجرائم سياسية واقتصادية وانسانية، يقول
    ان
    الحركة الاسلامية ارتكبتها طوال عقد من الزمان، كما تسقط بعدها حمولة ضخمة
    من
    المتاع المقدس الذي يقول انها كانت تخفي به اهدافها الحقيقية، وقد توصل
    الى ذلك
    قبل الآخرين حسن عبد الله الترابي كونه الأشمل معرفة بخفايا وظلال المبدأ
    الميكافيلي والأكثر هياماً به واستعداداً لتقبل نتائجه ما دام هو من
    الناجيين
    وليس الضحايا. وعندها فكر في استئصال بعض الأطراف المهمة الجالسة في قمة
    السلطة
    ويقول ان الترابي لم يجد حرجاً في ذلك لاحساسه بأنه هو الذي خلق تلك
    الأطراف،
    ومازال يملك القدرة على تعويضها بأطراف اخرى مصنوعة في جنيف، فكشف اوراقه
    كلها
    لكنه لم يكن يعلم ان الأطراف كانت قد نبتت لها رؤوس مستقلة مشبعة بنفس
    المبدأ
    الميكافيلي ومزودة بالمنطق القاهر لقانون البقاء الذي ينتصر للأقوى
    والأكثر
    شباباً وعندها لم تجد تلك الأطراف حرجاً هى الأخرى في استئصال الرأس
    القديم
    الذي تحول من خلال الابتلاءات العجيبة الى ثديين مصابين بالسرطان ولم
    تستخدم في
    عملية الاستئصال تلك مباضع الجراحين، كما كان ينوي الترابي ويعد بل
    استخدمت
    فؤوس القصابين التي يقول ان الحركة الاسلامية ظلت تستخدمها طوال السنين
    الماضية
    وترى ان شيخها اولى بها كما يعتقد محدثنا..

    اتساءل هل يمكن ان تكون الاختلافات حول القضايا الاستراتيجية والتكتيكية
    سبباً
    للانشقاق بمعنى ان يكون الاختلاف حول قضايا واهداف الحزب وسبل الوصول
    اليها
    سبباً للانقسام، لكن الخاتم عدلان يرجع كل ذلك لما يصفه بالفساد الجوهري
    في
    السياسة السودانية ذلك الفساد الذي يمكن ارجاعه على وجه العموم لأسباب
    يحددها
    في سقوط كل المشاريع السياسية والفكرية التي ظلت ترفعها الأحزاب طوال نصف
    النصف
    الأخير من القرن الماضي وهى على وجه التحديد المشروع الشيوعي الذي ظل يدعو
    له
    الحزب الشيوعي السوداني والمشروع الحضاري الذي رفعته الحركة الاسلامية
    على
    اسنة الرماح ومشروع الدولة الدينية في صيغته الصادقية ومشروع الجمهورية
    الاسلامية الذي دعا له في احدى المرات محمد عثمان الميرغني وان كان خاتم
    يظن
    انه يحتاج لكرم غير عادي وغير منضبط فكرياً ليطلق عليه مشروعاً من اصله،
    ويقول
    ان الأحزاب السودانية عقب سقوط مشاريعها صارت شخصيات تبحث عن مؤلف مع ان
    كل
    المؤلفين لا يتعاملون الا مع اصحاب المواهب.

    ويعتبر سقوط هذه المشاريع قضية معقدة لا يمكن الخوض فيها في مقابلة
    صحفية.. لكن
    الشئ الجوهري كما يراه ان الحزب المجرد من مشروعه سيكون هدفه الأوحد
    الاستيلاء
    على السلطة كمصدر للرزق والتعيش وليس تنفيذ المشروع مفقود او خدمة الوطن
    والمواطنين المنظور اليهم كوسائل لا غير، ويقول ان هذا هو الفساد الجوهري
    في
    السياسة السودانية، واذا لم تعترف به هذه الأحزاب وتعيد صياغة بنيتها
    الفكرية
    بصورة جذرية وتعيد تعريفها للسياسة وللخدمة السياسية ولمفهوم الدولة
    وللعلاقة
    مع عالم اليوم فلا امل يرجوه منها المواطن.

    اسأل الا يستثنى الخاتم عدلان اي مشروع سياسي فكري لدى حزب من الأحزاب
    السودانية احتفظ بمعناه حتى اليوم؟ فيقول:

    ان المشروع الوحيد الذي احتفظ بمعناه مع تعديلات جوهرية املتها تطورات
    داخلية
    وخارجية اقليمية وعالمية هو مشرع السودان الجديد الذي دعت له جزئياً
    الحركة
    الشعبية بقيادة جون قرنق، ويعتبره مشروعاً مبشراً يمكن ان يكون فيه خلاص
    السودان اذا تمكن من الافلات من الشراك التي تنصبها السلطة ومن عدوى
    الأمراض
    الفتاكة التي اصابت الجسد السياسي السوداني، ويقول ان هذا يحتاج لجهد فكري
    وسياسي وتنظيمي خلاق، والى تخطي تاريخي للعوائق والحدود والسدود الفكرية
    والسياسية والنفسية من قبل الشماليين تحديداً صفوة وجماهير كما يحتاج في
    نفس
    الوقت الى اعادة تعريف كلية للتاريخ والجغرافيا ذات آفاق مستقبلية من قبل
    الجنوبيين، وهذا هو على كل حال كما يراه محدثنا التحدي التاريخي المطروح
    حالياً.

                  

11-18-2003, 02:32 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان للاضواء الاحزاب السودانية شخصيات غير موهوبة تبحث عن مؤل (Re: Amjad ibrahim)


    سلام جميعا
    آسف لان الموضوع طالته يد التشذيب، لكني اورده كاملا كما كتبه الاخ الخاتم كردود على اسئلة ارسلت اليه.


    الإنقسامات في الأحزاب السياسية السودانية:
    طلبت إجابات سريعة وهذا يؤثر بطبيعة الحال على نوعيتها ودرجة عمقها. وسأذكر بعض الأسباب حسب ما يتراءي لي من أهميتها:
    يمكن أن نقول دون مبالغة أنه لا يوجد حزب سياسي واحد في السودان، لم يتعرض للإنقسام، أو الخروج، ولعدة مرات في كثير من الأحوال. ومع أن هذه الظاهرة معروفة في مناطق كثيرة في العالم، وفي مراحل مختلفة من التاريخ، ويمكن اعتبارها مصدر عافية في بعض الأحيان، إلا أنها في السودان بلغت درجة التطرف والغلو، كما أنها علامة بارزة على أمراض مستحكمة في الأحزاب السودانية وفي الحياة السياسية السودانية على وجه العموم.
    *أعتقد أن الغالبية الساحقة من الإنقسامات تدل على غياب الديمقراطية داخل الأحزاب السودانية، على مستوى قياداتها وقاعدتها، ولكن على مستوى الأولى بشكل أخص. لأن المجموعات المنقسمة إذا كانت تعرف أنها يمكن أن تجد داخل الحزب، وعلى أرضيته الفكرية والسياسية والتنظيمية كل الحقوق التي تكفل للأقلية الدعوة لآرائها والإنتصار لها بالطرق الديمقراطية داخل الحزب، لما فضلت الإنقسام والخروج، لأنها غالبا ما تكون استثمرت جهدا ووقتا، ولقيت في سبيل إنتمائها للحزب رهقا وعنتا ومعاناة وسجنا وتشريدا، مما يدفع الإنسان للبقاء داخل الحزب بدلا من الخروج عليه.
    القيادات الحزبية عندنا كلها قيادات معمرة، تحافظ على مواقعها بأساليب غير ديمقراطية، أو عن طريق مسوح ديمقراطية زائفة، ولا تنوي مطلقا إخلاء موقع القيادة لغيرها. وعلاقة الشخص بالموقع القيادي ليست هي أن الشخص يحل في الموقع القيادي، ويمكن أن يملأه أو لا يملأه، ويمكن أن يكون مناسبا فيه هذه المرحلة وغير مناسب بعدها، ويمكن أن يفصل عنه بإجراءات متفق عليها، بل إن الموقع القيادي هو الذي يحل داخل الشخص ويصبح من المستحيل فصل موقع صار يسرى من الشخص مسرى الدم في الجسد. أي أننا أمام نظرية جديدة في " الحلول" أكثر تشابكا من الحلول الإلهي عند بعض الصوفية المشهورين. ولذلك فإن الذين يختلفون مع هذه القيادة يعرفون تماما أنه لا مكان لهم داخل الحزب، بمجرد إعلانهم عن آراء ليست مقبولة للقيادة، وخاصة إذا كانت هذه الآراء والمواقف تتعلق بأهلية القيادة نفسها. تصوري شخصا يقول لمحمد أحمد بن عبدالله عام 1884 أنه ليس المهدي! وصدقيني أن موقف المخالفين للقيادات حاليا ليس افضل كثيرا من ذلك الشخص الشقي! وعلى كل حال يمكن قول الكثير عن القيادة الحزبية في السودان مما لا يتسع له المجال حاليا.
    ولكن النقطة الاساسية هي أن الخلاف يقود في السودان إما إلى الإنقسام أو إلى الخروج، مع أن الوضع في الأحزاب الديمقراطية ليس هكذا مطلقا. ولنضرب على ذلك أمثلة:
    هناك خلاف حاد داخل حزب العمل البريطاني ( يعرف بحزب العمال في السودان ) حول حرب العراق وتقرير الإستخبارات حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وحول الإنتحار المرجح للعالم ديفيد كيلي. استقال في خضم هذه الخلافات الكبيرة، قياديون بوزن روبين كوك وكلير شورت من الحكومة العمالية، ووقف أكثر من مائة نائب عمالي ضد حرب العراق، ولكن واحدا من هؤلاء لم يستقل من حزب العمل. وذلك لأنهم يعرفون أن الفرص متاحة أمامهم للعمل المعارض ضد القيادة، وليس ضد الحزب، لأن القيادة تعرف، هي الأخرى، أنها ليست الحزب، وأنهم يمكن أن يقنعوا عضوية الحزب في يوم من الأيام بخطأ سياسات بلير وتبعيته المتصورة لأميركا. بقي هؤلاء بمواقعهم داخل الحزب، ولا يتحدث القياديون الحاليون لحزب العمل عنهم إلا بكل الإحترام والتجلة، ولا يطرأ لواحد منهم أن يدمغهم بالخيانة، أو بالعمالة لجهة ما، أو "السقوط" العمودي أو غير العمودي. بل إنهم يجدون إحتراما من المواطن العادي لأنهم تركوا مناصبهم، بكل امتيازاتها من أجل مبادئهم.
    وفي حزب المحافظين انفجرت في صحف الصباح اللندنية اليوم، وفي كل وسائل الإعلام المعركة التي كانت محتدمة وكظيم ضد قيادة إيان دنكان سميث. () كما يسمونه. وأرسل النائب المحافظ ديريك كونواي، رسالة إلى السير مايكل سبايسر، رئيس لجنة النظام الحزبي " لجنة 1922" يطلب منه طرح الثقة بقيادة زعيم حزب المحافظين لنقائص في قيادته يراها، ومعه آخرون، غير قابلة للشفاء. ربما تنجح مجموعة النواب هذه في إزاحة إيان دنكان سميث، وربما لا تنجح، ولكن قيادة الحزب الحالية لم تشرع مطلقا في أعمال التصفية والتطهير وتبديد الشمل التي نجدها في الأحزاب السودانية في مثل هذه الحالة. كما أن هؤلاء النواب لم يفكروا مطلقا في الإستقالة من حزب المحافظين، لأنهم يعرفون أن حقوقهم محفوظة والطريق أمامهم معبدة لإقناع الحزب بما يرون. وإذا فشلوا فإنهم سيلتزمون براي الحزب دون خشية من حملة الدفتردار الإنتقامية. هذه هي الديمقراطية التي لم تعد شعارات خاوية ورمادا يذر في العيون وسيوفا طويلة تقطف الرؤوس التي يحين قطافها لمجرد إبداء راي مخالف حتى ولو في قضية ثانوية.
    · ولكنني لا أبريئ المنقسمين على اختلاف ألوانهم وظروفهم وخياراتهم. هناك عناصر إنتهازية، تترك صفوف الحزب المعين، لتنال حظوة السلطة مهما كان الخلاف مع هذه السلطة. مثل هذه المجموعات تغطي هروبها بشعارات كاذبة حول الإصلاح والتجديد و التصحيح. من هذا القبيل كان إنقسام مجموعة أحمد سليمان ومعاوية سورج في الحزب الشيوعي عام 1970. وعلى كل حال هنا أيضا لا ينبغي التعميم، فوسط تلك المجموعة التي انقسمت عن الحزب الشيوعي شخصيات عظيمة بحق، وشجاعة ومستقيمة، وكانت تعني بالفعل الشعارات التي رفعتها حول الديمقراطية الحزبية، كما كانت تعتقد بإخلاص أن هناك فرصا للعمل المشترك مع سلطة مايو حتى وإن اختلف الحزب معها في نهاية المطاف، وعلى أعتاب مرحلة تاريخية اخرى متصورة. من هؤلاء د. فاروق محمد إبراهيم الذي راجع موقفه علنا، ودون خشية من السلطة الدكتاتورية ودون تملق لقيادة الحزب الشيوعي. ومنهم كذلك عمر مصطفى المكي، الذي عاش مناضلا ومات فقيرا وناصع الصفحات، ومنهم محمد إبراهيم عبده "كبج" الذي كان يؤمن فعلا بما قال وناضل ضد تلك الدكتاتورية وضد الدكتاتورية الحالية بصورة أكثر فعالية من الكثيرين الذين بقوا داخل الحزب الشيوعي كل حياتهم. ومنهم آخرون لا استطيع أن أذكرهم جميعا. ولكن الحزب الشيوعي، الذي لا يرد اسمه في الذاكرة، عندما يتعلق الأمر بالتمييز الدقيق بين الناس والمواقف والاشياء، تعامل مع هذه المجموعات على قدم المساواة، وشن حملة الجهاد من أجل " تصفية الإنقسام" المستمرة حتى كتابة هذه السطور.
    · من قبيل الإنقسامات الإنتهازية ما تعرض له حزب الأمة أخيرا على يد الأستاذ مبارك المهدي وجماعته، وما حدث قبل ذلك من مجموعة الشريف زين العابدين الهندي، وهذه ظواهر، يمكن لاصحابها أن يبرروها انطلاقا من دكتاتورية قياداتهم أو دعاواها السماوية أو الارضية، ولكنهم مهما فعلوا لن يبرروا انخراطهم في السلطة من مواقع الضعف والتهميش والمشاركة فيما كانوا أبلغ الناس في إنتقاده لقاء ثمن بخس. وهو موقع لا ينتظر من أمثالهم أن يرضوه لأنفسهم. ولكن التبعة هنا ايضا تقع على القيادة، لأن أساليبها اللئيمة، وممارساتها البغيضة، وادعاءاتها العريضة، وعجزها مع كل ذلك في تحقيق الأهداف، تصل بالناس إلى درجة من الزهد في الحزب تجعلهم ينظرون جديا في اية صفقة تعرض عليهم، ويبيعونه في نهاية المطاف بأبخس الأثمان.
    · الإنقسام الذي وقع داخل الجبهة الإسلامية ذو طبيعة خاصة، خصوصية الجبهة الإسلامية ذاتها، نظرا للملاط البشري الذي جبلت منه، وهو الأخس في كل الجسد السياسي السوداني، واعتبارا لهيمنتها الكلية على السلطة. وقد قام البناء الفكري للجبهة الإسلامية على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وما دامت الغاية نبيلة، وهي نشر الإسلام وتمكينه كما صوروا لأنفسهم وكما أعلنوا على الناس، فإن الوسائل كلها تصبح نبيلة، مهما توغلت في الإجرام. ولم يكن المستوى الفكري لشيوخها من كل الأجيال يسمح لهم باكتشاف حقيقة بسيطة، هي أن الوسائل الشريرة توجه انتقامها، وتطلق سهامها، قبل كل شيء، على الغاية المرتجاة، فتصيبها في مقتل، وتلوثها بدماء كل الضحايا الذين قضوا في درب آلامها الطويل.
    · إنطلاقا من مبدئها ذاك، توصلت الجبهة الإسلامية، أواخر التسعينات من القرن الماضي، ان سخط الناس عليها، ورفضهم لها جهرا وسرا وهمهمة، ونفورهم من ملامسة أطرافها، فضلا عن الإستعداد العالمي والإقليمي للفتك بها، يجعلها عاجزة عن الإستمرار في الحكم، إن لم تقم بعملية جراحية، تستأصل بها الأورام السرطانية التي تؤوف جسدها، وهي جماع الجرائم المنكرة، السياسية والإقتصادية والإنسانية، التي أتتها طوال عقد من الزمان، كما تسقط بعدها حمولة ضخمة من المتاع المقدس الذي كانت تخفي به أهدافها الحقيقية. وقد توصل إلى ذلك قبل الآخرين، حسن عبد الله الترابي، كونه الأشمل معرفة بخفايا وظلال المبدأ الميكيافيلي، والأكثر هياما به واستعدادا لتقبل نتائجه ما دام هو من الناجين وليس من الضحايا. وعندها فكر الترابي في استئصال بعض الأطراف الهامة، الجالسة على قمة السلطة، ولم يجد حرجا في ذلك، لأنه هو الذي خلق تلك الأطراف، وما زال يملك القدرة على التعويض عنها، بأطراف أخرى مصنوعة في " جنيف"، فكشف أوارقه كلها. ولكنه لم يكن يعلم أن الأطراف كانت قد نبتت لها رؤوس مستقلة، مشبعة بنفس المبدأ الميكيافيلي، ومزودة بالمنطق القاهر لقانون البقاء، الذي ينتصر للاقوى والأكثر شبابا. وعندها لم تجد تلك الأطراف حرجا هي الأخرى في إستئصال الرأس القديم، الذي تحول من خلال "الإبتلاءات" العجبية إلى ثديين مصابين بالسرطان. ولم تستخدم في عملية الإستصال تلك مباضع الجراحين، كما كان ينوي الترابي ويعد، بل استخدمت فؤوس القصابين، فهذه هي الأدوات التي ظلت تستخدمها طوال السنين، وشيخها أولى بها.
    · أقول أن ذلك كله يرجع إلى فساد جوهري في السياسة السودانية يمكن إرجاعه على وجه العموم، إلى الأسباب التالية:
    · سقوط جميع المشاريع السياسية والفكرية التي ظلت ترفعها الأحزاب السياسية طوال نصف النصف الأخير من القرن الماضي، وهي على وجه التحديد المشروع الشيوعي الذي ظل يدعو إليه الحزب الشيوعي السوداني، والمشروع الحضاري الذي رفعته الجبهة الإسلامية على أسنة الرماح، ومشروع الدولة الدينية في صيغته الصادقية، ومشروع الجمهورية الإسلامية الذي دعا له، في إحدى المرات، محمد عثمان الميرغني وإن كنا نحتاج إلى كرم غير عادي، وغير منضبط فكريا، لنطلق عليه مشروعا أصلا. سقطت مشاريعها، وصارت الأحزاب السودانية شخصيات تبحث عن مؤلف، مع أن كل المؤلفين لا يتعاملون إلا مع أصحاب المواهب.
    · سقوط هذه المشاريع قضية من التعقيد بحيث لا يمكن الخوض فيها في مقابلة صحفية. ولكن الشيء الجوهري هنا أن الحزب المجرد من مشروعه سيكون هدفه الأوحد الإستيلاء على السلطة كمصدر للرزق والتعيش، وليس تنفيذ المشروع المفقود، أو خدمة الوطن والمواطنين، المنظور إليهم كوسائل ليس غير. هذا هو الفساد الجوهري في السياسة السودانية. وإذا لم تعترف به هذه الأحزاب وتعيد صياغة بنيتها الفكرية بصورة جذرية، وتعيد تعريفها للسياسة، وللخدمة السياسية، ولمفهوم الدولة، وللعلاقة مع عالم اليوم، فلا أمل يرجوه منها المواطن السوداني.
    · المشروع الوحيد الذي احتفظ بمعناه، مع تعديلات جوهرية أملتها تطورات داخلية وخارجية، إقليمية وعالمية، هو مشروع السودان الجديد، الذي دعت إليه وقاتلت من أجله، وانتصرت له جزئيا الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة الدكتور جون قرنق. وهو مشروع مبشر، ويمكن أن يكون فيه خلاص السودان، إذا تمكن من الإفلات من الشراك الخبيثة التي تنصبها السلطة، ومن عدوى الأمراض الفتاكة التي تؤوف الجسد السياسي السوداني. وهذا يحتاج إلى جهد فكري وسياسي، وتنظيمي خلاق، وإلى تخطي تاريخي للعوائق والحدود والسدود، الفكرية والسياسية والنفسية، من قبل الشماليين تحديدا، صفوة وجماهير. كما يحتاج في نفس الوقت إلى إعادة تعريف كلية، للتاريخ والجغرافيا، ذات آفاف مستقبلية، من قبل الجنوبين، وهذا هو على كل حال التحدي التاريخي المطروح حاليا.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de