مبدأ الوحدة وموقف الحركة الشعبية الثابت يحي ابن عوف ان إيماننا بوحدة السودان وسلامة أراضيه موقف مبدئيا وثابتآ ففى ميثاق الحركة الشعبية الذى نشر فى 21 يوليو 1983 كلمات ثابته لاتقبل أى تأويل او اقتباس أن الهدف المبدئى للجيش الشعبى والحركة الشعبية لتحرير السودان ليس هو انفصال الجنوب فالجنوب جزء مكمل ولا يتجزء من السودان وكفى افريقيا مالقيته من تمزيق على يدى الأستعمار فالتجزئة لاتخدم إلامصالح اعداء افريقيا ان النـزعة الانفصالية التى تنامت فى الجنوب منذ عام 1955 قد استحوذت على اهتمام المناطق المختلفة فى شمال القطر ولهذا برزت اتجاهات انفصالية أيضا فى غرب وشرق وأقصى شمال السودان وان تركت هذه الاتجاهات ستنمو دون أن يكبح جماحها فى نفس الوقت الذى يتزايد فيه اصرار الزمرة الحاكمة على البقاء فى الحكم بأى ثمن فإن هذا لا يقود اله للتفتيت الكامل ان عوامل هذا التفتيت المائل منه والكامن والمستترإنما هو الذى تسعى الحركة الشعبية لإيقافه بتنفيذ الحل الديمقراطى الشامل النهائى لمشكلتى القوميات والدين فى السودان وفى اطار خلق سودان جديد موحد ان الأغلبية العظمى من أهل السودان وقواه السياسية يشتركون جميعا باستثناء الجبهة الإسلامية مع الحركة الشعبية فى رؤيتهما لقضية وحدة السودان وسلامة أراضي ومع هذا فهناك ثمة داع للقلق مما يحملنى على انتهاز هذه الفرصة لتحذير الشعب السودانى من مخاطر التقسيم الذى يسعى اليه جناح الجبهة الحاكم بشدة من أجل البقاء فى الحكم.
01-04-2003, 09:07 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
أن الطريق الذى سيقودنا الى الأمام هو الوحدة لا بدَّ من تأسيس السودان الجديد على الواقع وليس من الخيال الوحدة التى نتحدث عنها فى الحركة الشعبيَّة، وأتمنى أن يكون هذا ما نتجه نحوه فى التجمع الوطنى الديمقراطى، هى نوع جديد من الوحدة. لا يمكن أن يكون قد حملت الحركة السلاح ودخلت الأحراش فى عام 1983 لنأتى بوحدة تضطهدنا، فهذا ليس طبيعياً، فالوحدة التى ننادى بها مختلفة تماماً، وهى ليست الوحدة نفسها التى يتحدث عنها الآخرون فالوحدة التى نعنيها تقوم على واقعين، التنوع التاريخى، والثانى التنوع المعاصر يتكون السودان من قوميات متعددة، من مجموعات إثنيَّة متعددة، أكثر من 500 مجموعة تتحدث أكثر من مائة لغة مختلفة، فى الشمال قبائل كثيرة غير عربية فهناك الدنقلا والمحس والشايقية والحلفاوين والبجة والنوبة نجد العديد من القبائل فى الجنوب، مثل الدينكا، والنوير، والشلك، والزاندى، واللاتوكا، والفرتيت، والمورلى وغيرها من القبائل والفور، والزغاوة، والمساليت، والعديد من القبائل لدينا كل هذه القبائل وغيرها هذا هو التنوع، فهناك المسلمون، وهناك المسيحيون هكذا، فإن هذا التنوع المعاصر، "قومياً" وإثنياً وثقافياً ودينياً، الذى يواجهنا فى السودان هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخى والمعاصر لكى ننشئ أمة سودانيَّة، نستحدث رابطة قوميَّة تتجاوز هذه "المحليات" وتستفيد منها دون أن تنفى أى من هذه المكونات. إذن، وحدة بلادنا، الوحدة التى نتحدث عنها، لا بدَّ أن تأخذ هذين المكونين لواقعنا بعين الإعتبار حتى نطور رابطة إجتماعيَّة سياسيَّة لها خصوصيتها، وتستند على هذين النوعين من التنوع، رابطة إجتماعيَّة سياسيَّة نشعر بأنها تضمنا جميعاً، وحدة أفخر بالإنتماء اليها، نحن بحاجة الى وحدة جديدة، وحدة تشملنا كلنا بغض النظر عن العرق أو القبيلة أو الدين دعونا ننفتح وذلك لأنَّ أى مجتمع يقوم على مكونات مبتسرة لا يمكنه أن يصمد أو يعيش طويلاً. هذا هو ما ينبئنا به تاريخ البشريَّة، فالمجتمع المفتوح والذى يضم ويستوعب جميع مواطنيه هو القابل للحياة والنمو والقادر على التكيف بسهولة وعلى أن يستمد أسباب القوة لاستمراريته وبقائه، فهناك أشياء صغيرة تفرق بيننا، أشياء ليس من الصعب أن نجد لها حلولاً. ويمكننا أيضاً معالجة الأمور الكبيرة، فهناك، مثلاً، موضوع العلاقة بين الدين والدولة والذى أفضى الى شروخ فى نسيج المجتمع السودانى. الترابى ومن معه يصرون على أن يكون للدولة دين، ونحن نقول، فى ظل ما نتميز به من تنوع، أنَّ ذلك لا يجوز، ولا يمكن أن نتوحد على هذا النهج، فليس كل السودانيين بمسلمين، حتى بين المسلمين أنفسهم لا يوجد إتفاق حول نموذج "الشريعة" التى فرضها نميرى فى عام 1983. وكيف يجوز "لشريعة نميرى" أو حسن الترابى أن يمثلاها ، بأى حال من الأحوال أن مفهومنا فى الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبى، إن الإنسان بطبعه روحانى، ولدينا جميعنا معتقدات، وإن إختلف شكلها، سواء كنا مسلمين أو مسيحيين فهذه هى الروحانيَّة. وبهذا، لا يمكن حظر الأديان من أى مجتمع، فهى جزء من التركيبة الإنسانيَّة. وبالتالى، فإنَّ القضيَّة تتلخص فى كيف يمكننا أن نربط بين الدين وهياكل المجتمع الأخرى نحن نقول بأن الدين هو علاقة بين الإنسان والخالق، فالفرد هو الذى يقف أمام ربه ويتم حسابه وفق ما اقترفه من أفعال فى دنياه إذن، لماذا نغرق أنفسنا فى خلط المواضيع ونفرق بين شعبنا نتيجة ذلك. الترابى والجبهة الإسلاميَّة يصرون على أن تكون الشريعة والعرف مصدر التشريع، بينما نقول نحن انه فى مجتمع ديمقراطى- ونحن فى التجمع نسعى الى إقامة مجتمع ديمقراطى- يجب أن يكون مصدر التشريع هو الدستور، وليس الدين، وأن يكون دستوراً ديمقراطياً. هذا أمر فى غايَّة البساطة، دعنا نعتمد دستوراً يكفل حرية الأديان بحيث نخصص فيه قسماً للدين والعرف. وسيشمل الدستور فصلاً عن الحقوق الأساسيَّة والذى سيتضمن حرية الأديان والعبادة، فيمكن أن يتوافر للمرء أى شئ يرغب فيه، فالجميع يصادفون ترحيباً إن كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يؤمنون بمعتقد آخر إذن دعونا نتفق على أن هدفنا هو وحدة البلاد وأن هذه الوحدة يجب أن تقوم على حقائق الواقع، فأى وحدة خلافاً لذلك غير قابلة للتطيق ولا يعوزنا برهان
01-04-2003, 09:28 AM
Ridhaa
Ridhaa
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 10057
لقد وجهت عدة نداءات للاخوة في المعارضة ماذا تم في موضوع الاخ المرحوم وديع ابراهيم خوجلي الذي ووري جثمانه بالقاهرة علما بان قادة ورموز المعارضة المتواجدين بالسودان لم يقوموا بأداء واجب العزاء لاسرته
فهل يصبح نسيا منسيا
آسف لخروجي عن الموضوع المطروح لانني وددت لفت نظرك لهذا الامر
وشكرا
Ridhaa
01-04-2003, 09:49 AM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة