دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى
|
لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى
فبعد انهيار كوش تجزأت البلاد إلى ممالك ، فظهرت نوباتيا النوبية في الشمال وتسمى مملكة (المريس) وعاصمتها (فرس) المغمورة ببحيرة النوبة (بحيرة الناصر حالياً(. والثانية مملكة (المقرة) وعاصمتها (دنقلة) والمملكة الثالثة هي علوة في وسط السودان وعاصمتها ( سوبا). وكانت الثقافة المسيحية هي الثقافة السائدة حتى عام 1505 حيث تحالف قبائل العبدلاب مع قادة الفونج فاسقطوا مملكة علوة النوبية وخربوا عاصمتها سوبا. إن نواة الوحدة زرعها المهدي عندما نجحت قواته في التغلب على الغزاة العثمانيين 1885 وأسس حكماً سودانياً ودرجة من الوحدة كان الجنوبيون دائما ومازالوا مع وحدة السودان حيث انهم ارتضوها في:
- عام 1947 مؤتمر جوبا
- عام 1956 استقلال السودان
- عام 1965 مؤتمر المائدة المستديرة
- عام 1965 لجنة الاثني عشر
- عام 1972 مؤتمر أديس أبابا
- عام 31/8/1988 مبادرة السلام السودانية(الميرغني– قرنق)
- عام 1995 مقررات اسمرة المصيرية
- عام 1997 اتفاقية الخرطوم للسلام
- عام 2002 ماشاكوس الاطاري
ان إيمان الحركة الشعبية بوحدة السودان وسلامة أراضيه موقف مبدئيا وثابتآ ففى ميثاق الحركة الشعبية الذى نشر فى 21 يوليو 1983 كلمات ثابته لاتقبل أى تأويل او اقتباس أن الهدف المبدئى للجيش الشعبى والحركة الشعبية لتحرير السودان ليس هو انفصال الجنوب فالجنوب جزء مكمل ولا يتجزأ من السودان وكفى افريقيا مالقيته من تمزيق على يدى الأستعمار فالتجزئة لاتخدم إلامصالح اعداء افريقيا. ان النـزعة الانفصالية التى تنامت فى الجنوب منذ عام 1955 قد استحوذت على اهتمام المناطق المختلفة فى شمال القطر ولهذا برزت اتجاهات انفصالية أيضا فى غرب وشرق وأقصى شمال السودان وان تركت هذه الاتجاهات ستنمو فى نفس الوقت الذى يتزايد فيه اصرار الزمرة الحاكمة على البقاء فى الحكم بأى ثمن فإن هذا لا يقود الا للتفتيت الكامل. ان عوامل هذا التفتيت الماثل منه والكامن والمستتر إنما هو الذى تسعى الحركة الشعبية لإيقافه بتنفيذ الحل الديمقراطى الشامل النهائى لمشكلتى القوميات والدين فى السودان وفى اطار خلق سودان جديد موحد ان الأغلبية العظمى من أهل السودان وقواه السياسية يشتركون جميعا مع الحركة الشعبية فى رؤيتهما لقضية وحدة السودان وسلامة أراضيه ومع هذا فهناك ثمة داع للقلق مما يحملنى على انتهاز هذه الفرصة لتحذير الشعب السودانى من مخاطر التقسيم الذى تسعى اليه الجبهة الإسلامية بشدة من أجل البقاء فى الحكم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)
|
والله يا أستاذ يحيى ويا زميلي العزيز لا أملك رداً على موضوعك هذا إلا أن أقر بصحته على أن هذه ليست حقيقة مطلقة .. فنحن نعلم أن تهارقا( وليس ترهاقا ) كان من أشهر غزاة ممالك جنوب الوادي والذي قام بتوحيد جزء كبير من أراضي السودان الحالي ومصر القديمة كلها . شيء آخر أود أن أقوله لك وهو أن عدم توحد دولة في مرحلة تاريخية ما لا يعني بالضرورة عدم جدوى توحيدها في حقبة تاريخية أحدث ، بغض النظر عن التركيبة العرقية والقبلية لهذه المنطقة الجغرافية، وعلى سبيل المثال : فالجزيرة العربية بعض انقضاء فترة حكم سليمان بن داوود عليه السلام لم تتوحد إلا بعد الإسلام بالشكل الأوسع والاطول ، على الرغم من أن العرب لم يكونوا أيضاً على قدر من توحيد قبائلهم والتي كانت تتسم فيها بمختلفها سمة التعالي والنظرة الاستعلائية حيث ترى كل قبيلة أحقيتها على السيطرة في الجزيرة وخارج الجزيرة أيضاً . وكذلك الامر بالنسبة للعالم الجديد ، فلا يعرف عن الأراضي التي تقوم عليها الآن الولايات المتحدة ( اتحادها ) بهذا الشكل واحتوائها لتعددية الشرائح العرقية في المجتمع بهذا الشكل حتى قبل اكتاش الفايكنك وكلومبس لها ايام ما كان كل ما يحويها هنوداً حمر !
هذا هو حال التاريخ .. على الرغم من وجود ثوابت فيه على مر الحقب إلى أن التغيير من سمته ..
ولا أعتقد أنك بهذا تسعى لنفي حقائق تاريخية لإثبات افكار حاضرة تدعي - أي الافكار - انها هي صانعة المستقبل المشرق الذي لم يحصل طوال التاريخ
ولا أعتقد أن ما تقر الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنها تسعى إليه هو هدف لا يسمو إليه غيرها ، وانا هنا لا احاول نفي ( المبادرة ) عن الحركة الشعبية بقدر ما أتمنى أن يتم تقديم تبريرات مقنعة عن السبب الذي كانت ترفض الحركة فيه الجلوس إلى طاولة المفاوضات إبان اشتعالها في فترة الحكم الإنتقالي والإئتلافي بحكومتين حاولتا - على رغم الأخطاء المرتكبة - الخضوع للمفاوضات مع الحركة لوقف النزيف ولكن دون جدوى .............................................
اسمح لي أن أسال استاذ يحيى دونما تطاول على أحد : هل كانت الحركة الشعبية لا تتحلى بـ(كلمات ثابته لاتقبل أى تأويل او اقتباس ) بشأن ( إيمان الحركة الشعبية بوحدة السودان وسلامة أراضيه ) عندما كانت تزحف بقوات الجيش الشعبي لمواصلة الحرب حتى قيل : Quote: يا بنات شندي جهزوا الجبنة |
و نحوها مما يكمن أن يؤول ولكن ما لا يمكن أن يؤول هو أن ممارسة مثل تلك الممارسات - استمرار القتال رغم وجود رغبة للتفاوض من الآخر - هو إما لسعي الحركة فعلاً للإنفصال .. أو الوصول للخرطوم لقلب نظام الحكم ... ولنضع تصوراً قد يشبه ما يسعى له اتفاق ماشاكوس الإطاري ولكن مع زيادة حصة الحركة في هذا التصور عن ( الخمسين في المائة ) بطبيعة الحال .
وأذكر أنه ليست فقط ممارسات الحركة هي التي كانت تدلل على ذلك . ولكن وجود لاعبين وراء الكواليس في الخرطوم كانوا يسعون لاستمرار الحرب .. كانوا ضالعين في ذلك .. والعجيب أن هؤلاء ( اللاعبين ) هم من يسيطرون على الحكم في الخرطوم الآن بنفس فكرهم الهدام ..والأعجب أن كلا الطرفين الذين كان أحدهما يستمر في الحرب ( الحركة الشعبية ) والآخر الراغب في الحرب ( الجبهة الإسلامية ) أيان الحقبة الديمقراطية الثالثة ، هما الآن الذين يجلسان على طاولة المفاوضات ( بمفرديهما ) لتقسيم التركة السودانية بينهما ! والشعب والقوى السياسية الأخرى تتفرج .. او تتحرك في اتجاه معاكس .
أرجو فعلاً أن يستمر الحوار بشكل مثمر ومتحضر لتتوضح وجهات النظر بشكل أوسع ويتبين الخطأ وتلافيه في وجهة نظري قبل وجهة نظرك أو الغير من البورداب الاكثر إطلاعاً بشئون التاريخ والسياسة .
ودمتم ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)
|
Comrade ابو نعوف:
التحية لك فى فتح هذه النافذة , ساضيف قائلا لو ان الحركة الشعبية كانت تسعى الى الحصول على دولة لما تطلب هذا الامر عشرين عاما من الاقتتال و اكثر من مليونى شهيد من الارواح الذكية التى كان يمكن ان تكون شخوص من لحم ودم وفكر واعضاء فى هذا المنبر و كان يمكن ان يتحفوننا بالكثير من القصص الرائعة كما تفعل شيري و بت قضيم وكان يمكن ان يكون بينهم مثقفا و منظرا و طبيب ومهندس الا انه الموت غير الاختياري الذى ارسلت اليه تلكم الارواح عن طريق التصفية العرقية و عن طريق ايدولوجيا التخلص من الاخر بنفيه من الوجود لا بقبول حقه فى الحياة و من ثم محاورته. اود فقط ان اعلق على تساؤلات الاخ حسام التى اعتقد انها من الاهمية القصوي للكثيرين و هى ايضا من الاسئلة المتكررة التى ظلت تطرح لكادر وقيادات الحركة الشعبية منذ سنوات عدة والسؤال هو: لماذا اصرت الحركة الشعبية للاستمرار فى القتال ابان حقبة الحكم الانتقالى و الديمغراطية التعددية ابريل 1985 الى يونيو 1989 ؟ السؤال يحمل ادانة ضمنية للحركة بانها اضعفت البنيات الاساسية لجهاز الدولة و خلخلت استقرارها باستمرار الحرب السبب الذى ادى الى اهتزاز النظام الديمغراطى الذى كان اصلا فى مراحل تكون وتخلق, و فى اعتقادي ان الكارثة التى كانت ستلحق بالبلاد افدح لو ان الحركة الشعبية قد الغت السلاح و ذهبت الى الخرطوم وبعدها بشهور تنغض الجبهة الاسلامية لتغضى على كل اوجه المقاومة المحتملة و حينها فعلا كان سيكون لقائهم بالسلطة الى المسيح كما كان يردد قادة الانقاذ ابان طفولتهم السياسية , بالرغم من ان التاريخ لا يمكن ان يقرا بلو كان الا اننى فقد اردت ان اسلط الضوء على طبيعة البنيات السياسية و ضعفها الذى لم يمكنها من الغاء قوانين سبتمبر طوال فترة جلوسها على مقاعد البرلمان الا انها تحفزت الى القضاء على اثار ما يو العمرانية و لم تتمكن من القضاء على اكبر فجيعة فاجات بها مايو وحليفها الجبهة الاسلامية الشعب السودانى الا وهى قوانين سبتمبر , كيف يمكن لحكومة لم تستطع من الغاء قوانين صنعها العدو الافتراضى الذى خرجت الجماهير لطرده بالملايين من ان تصنع سلاما يبنى على اسس تفكيك جهاز الدولة و اعادة بناءه على اسس تحترم التعدد السودانى المتميز , اردت القول ان كل الحكومات الاتلافية و الوفاقية التى شكلها الصادق المهدي لم تكن تملك الارادة السياسية لتحقيق سلام عادل و دائم كيف يتاتى لها ذلك وهى غير قادرة حتى من تمزيق فاتورة نظام مايو التى عذب وسجن واعتقل بها الشعب, سوف لن اتوانى فى الحكم على ان الصادق المهدي كان سيكون اشرس من الجبهة الاسلامية فى التفاوض لتحقيق السلام فى السودان فالمصالح تتشابه , فاذا كانت الجبهة تدافع عن حكم اخذته فى ليل و فى غفلة وزير داخلية الصادق , فالصادق كان سيتمسك بكراسى السلطة التى اتى اليها بتحقيق اعلى مقاعد فى البرلمان حتى وان كان ذلك بترحيل سكان قرية كاملة من غرب السودان(طيبة وزان_ طريق مدنى سنار) لاسكانهم فى جنوب الجزيرة لتغيير معادلة الانتخاب حتى وان كان ذلك عن طريق قانون مختل مثل قانون دوائر الخريجين, فتحقيق السلام فى السودان يتطلب رؤية قبول الاخر سياسيا وماديا قبول هذه لها تبعات جمة تتمفصل فى الثروة والسلطة و الثقافة والوظيفة وفى السلام الوطنى وفى رموز الدولة, و التجربة اثبتت ان الصادق ليس رجلا للاحداث الكبيرة فى تاريخ الشعوب السودانية, بل للامانة ليس الصادق وحده انما من حظ السودان العاثر انه لم يعط مثل هذه القيادات التى تمتعت بها مثل تنزانيا (نايريري) التى تجنبت الدخول فى حرب اهلية كاحد الحالات النادرة فى افريقيا بعد خروج المستعمر , فما حظينا به من القامات السياسية وان تمتعت بشعبية وحب الجماهير فهى اقزام حيال التحديات السودانية العظيمة التى ظلت ماثلة منذ قبل خروج الانجليز, وعلى راس هؤلاء الاقزام الرجل الذى حول الدولة الى دولة قبيلة الشايقية حتى داخل منظومة حزب المؤتمر الحاكم السيد الخطير على عثمان والذى اراد له التاريخ و الارادة الدولية دورا عظيما فى تاريخ السودان بالرغم من انه اصغر كثيرا على جبة العظمة التاريخية التى لا تتهيا فى كثير من الاحيان الا نادرا. صديقى حسام اسمح لى ان اقول لك اذا نحن ناضلنا ثمانية عشر عاما منذ التاريخ الذى كان من المفترض ان يوضع فيه السلاح ورغم ذلك ما زالت العقليات الاقصائية تملا الارض و بالرغم من ان التفسخ و الانهيار ظل ملازما للوضعية الاجتماعية المنحرفة التى قامت على توظيف المركز (بالمفهوم السياسى للمركز) لقدرات الهامش و بناء غابات الاسمنت التى تبدو الى عينك فى تطاول ما ان تحط قدمك فى مطار الخرطوم, بل وقاتل ثورة الهامش بابناء الهامش انفسهم بعد ان اعادة انتاج وغسيل مخ بمسميات ردع التمرد و الخوارج واخيرا بتسيير فيالق المجاهدين الى خيبر التى هى كل من تري انه يعوق مسيرة استمرار سفينة السلطة التى يجب ان تؤبد بمجرد وصولهم اليها, رغم كل التصدع و التفسخ و الانهيار ما زال العقل الاقصائى فاعلا بالرغم من النضالات و الارواح الكثيرة التى بذلت حيث لا امل فى الوصول الى سلام عادل وعلى اسس اذا ما لم يتم تفكيك جهاز الدولة القائم منذ الاستقلال و شتان ما بين تفكيك جهاز الدولة و بين اسقاط نظام سياسى , فابريل لم تفكك جهاز الدولة وتعيد بناءه على اسس الحرية و العدل والمساواة التى هى شعارات الديمغراطية التعددية بل اسقطت نميري و استبدلته بنخبة من المثقفين والتجار الذين كل حلمهم هو توظيف بريقهم السياسى لمصلحة رخصهم التجارية هذه هى الماساة التى جعلت الجيش الشعبى يتوجس فى قراءة نوايا زعيم الامس و ذليل اليوم رئيس الوزراء الشرعى _ و خيرا فعلت فهى اكفتنا شر حرب الخمسين عاما و جعلتها عشرين و لتبقى فى هذه العشرين هذا هو التحدي الذى يواجه كافة قطاعات الشعب السودانى فحكومة على عثمان ذهبت الى طريق السلام مضطرة غير باقية و المطلوب هو تكاتف الايدي لتفكيك ما سيتبقى من جهاز الدولة عبر ادوات النضال المدنى فى ظل ديمغراطى فالمعروف من المفاوضاات الحالية انها تسعى الى تسوية و التسوية قد تفكك جهاز الدولة بنسبة 70% مع التفاؤل و المقصود بتفكيك جهاز الدولة ليس الاعتباط او الفوضى بل المقصود هو بناء دولة المواطنة الحقة التى يتساوي الناس فيها فى الحقوق والواجبات دون اعتبار الى الوانهم و اديانهم و مناطقهم و قبائلهم و بالرغم من ان مثل هذا الحلم متقدم على واقع بنية المجتمعات ماقبل الراسمالية الا ان الخيار الوحيد هو تشريع القوانين و فتح الطريق و التاريخ كفيل بحسم التحولات طالما اننا فى عالم يعيش فى حالة من الحوار الانهائى المعزول فيه لا بد انه منقرض , فهلا تكاتفت ايدينا لبناء دولة تحترمنا جميعا و تتساوي فيها فرصنا جميعا باختلافاتنا . بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)
|
أولاً .. أهنئ الجميع بمناسبتين : العام الجديد 2004 العام رقم 4 للبورد .. والمناسبة الثانية هو الطريقة المثالية والخلاقة التي استطعنا أن نصنع بها حواراً هادف قد يقدر على تقريب وجهات النظر في المستقبل القريب .. وأسعدني أكثر من مضمون الحوار تكريسنا لمبدأ : اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية " ( واللهم لا حسد ) الزميل يحيى بن عوف : في الحقيقة أعترف بالخطأ الذي ارتكبته في تكوين فهم عن مدى اعتقادك بتوحيد السودان تاريخياً ، فقد تعلمت من المنطق أن من أسباب الوقوع في الخطأ عبر استخدام المنهج الاستنباطي .. هو أن يكمن في الاعتماد على مقدمة خاطئة يؤدي إلى الحصول على نتيجة خاطئة .. وقد كانت تنيجتي الخاطئة : أن الاستاذ يحيى بن عوف يعتقد أن السودان لم يمر بمرحلة تاريخية معينة كان فيها موحداً وأنه ينفي وجود الوحدة حتى قبل انهيار مملكة كوش . وقد كان ذلك بناءً على الفكرة الأولية التي انتابتني من عبارة : "لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى" ، وهو عنوان البوست الذي يتضمن - العنوان- فكرة تاريخية خاطئة هي الاخرى .. فأدى الخطأ إلى خطأ فنرجوا المعذرة .
الزميل بكري الجاك أتقدم لك أولاً بشكر خاص على مشاركتك الثرية . والذي افادتني أنا شخصياً ، وكل ما أود أن أقوله هو أننا نتمنى أن تتلافى الحركة الشعبية أخطائها - بغض النظر عن إذا ما كانت تلك الأخطاء هي التي تضمنها السؤال السابق ام لا - مثلها مثل سائر الأحزاب السياسية الأخرى .. ولكنني أخص الحركة (بالتمني) لأنها في موضع مسئولية أكبر من البقية نتيجة احتكار الإتفاق الإطاري ( ماشاكوس ) على طرفين من أطراف الصراع السوداني فقط ! والحركة هي احدى الطرفين الذي سيتولون ملاحة ( المركب ) السوداني ... الذي لا (نتمنى) أن يغرق ، ولكن دائرة الخوف توسعت بشكل فظيع ومخيف من أن تنتقل دائرة النزاع والصراع إلى الخرطوم في حالة حدوث اي فتنة أو سوء تفاهم سينجم عن أحد الطرفين الحاكمين .. فيصل الامر إلى أطراف الأزندة المقسمة بين الجيشين - الذي وصفت حالته بالسابقة الأولى من نوعها في العرف العسكري لا سيما أن كلاً من الجيشين يمتلك قيادة عسكرية وسياسية منفصمة منفصلة عن القيادة العامة - ونحن نعلم أن فرص وأمكانية حدوث ذلك تتناسب طردياً مع مدى المدة الزمنية التي ستحوي فيها الفترة الانتقالية .. التي إما أن يموت فيها الفريق أول البشير أو العقيد قرنق أو ..... الشعب السوداني !!!
ونحن نعلم أن الخرطوم ليست حجرة اجتماعات أو قاعة احتفالات ما أن يختلف طرفان فإنهما يخرجان منها لتصفية حساباتهما خارجها ولكن الوطيس سيحمى داخلها .. وستنتقل الحرب الاهلية إلى أفظع مراحلها وتصبح هناك خرطوم شرقية وخرطوم غربية ..على غرار بيروت ..والعن !!
أيها الجمع الكريم أرجو أن لا تأبهوا إلى تياؤسي هذا وتشاؤمي .. بقدر ما علينا أن نسعى إلى صنع آليات لتوسيع دائرة الحوار لتشمل كل الأطراف السودانية .. وأن تدعى لتصحيح أخطائها أو المحاسبة التي هي من حق العدالة .. والقيام بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية .. ويبقى أمر العلمانية قيد المناقشة للحسم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)
|
الأستاذ بكري الجاك لك السلام ولك التحية على المساهمة وإثراء الحوار وآسف على التأخير
نعم عزيزى ان الكارثة التى كانت ستلحق بالبلاد افدح لو ان الحركة الشعبية قد الغت السلاح و ذهبت الى الخرطوم
سأضيف قائلآ إلى حديثك الشيق الكل يعلم أن الحركة الشعبية وقبل سقوط نظام نميرى قد طرحت قضيتين مهمتين على مسرح السياسة السودانية الاولى هى المساواة بين مختلف القوميات الوطنية على قاعدة العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين مختلف أبناء الوطن الواحد.
والثانية هى ايجاد دولة علمانية ديمقراطية وحينما قامت انتفاضة ابريل 1985م انحازت معظم القوى السياسية إلى طريق البحث عن حل عادل من أجل الوصول إلى السلام الدائم ورويدا رويدا ونتيجة للنضال الجماهيرى الواسع والشجاع والهزائم العسكرية التى منى بها دعاة الحل العسكرى توصلت أوسع القوى السياسية فى بلادنا إلى ضرورة الوصول إلى قاعدة العدالة والمساواة الاجتماعية وظلت قضية السلام وقضايا الخبز والديمقراطية وتعميقها بتنفيذ شعارات الانتفاضة محور الصراع فى بلادنا طيلة فترة ماعقب الانتفاضة الى ان تمكنت القوى الجماهيرية والديمقراطية بعد انتفاضة فى ديسمبر 1988م بفرض قضية السلام فى مقدمة أجندة الحكومة الوطنية التى شهدت مشاركة قوى ديمقراطية وجماهيرية ونقابية مما أصبغ عليها طابع ديقراطى نسبى ولم يشذ من تأييد برنامج الحكومة الوطنية سوى الجبهة الاسلامية التى رأت فى تبنى الحكومة الوطنية لقضية السلام ضعفا ما بعده ضعف ودعت الى تسوية الحرب بالحرب ولعل المتذكر والمطالع لاعلام الجبهة الاسلامية فى ذلك الوقت لاتفوته هذه الملاحظة منذ أول وهلة وظلت الجبهة الاسلامية تشكك فى جدوى النظام القائم واستسلامه لاعداء الوطن والدين والطابور الخامس ودعت علنا بقيام المليشيات خارج القوات المسلحة وأعلنت عن هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن التى يرأسها المشير سوار الذهب وحركت المظاهرات المسماة بثورة المصاحف وأيقظت الصراع الدينى بحرق الكنائس كما حدث فى الثورة وغيرها وكفرت الحاكمين وأعلن قائدها حسن الترابى الجهاد من على منابر الجبهة الاسلامية فى ندوة فى جامعة الخرطوم وأعلن سقوط الديمقراطية.
ثالثا وهاجمت مذكرة القوات المسلحة الداعية للسلام وبثت الاشاعات عن الانقلابات وانفراد عقد الامن وقد كان وفى كل هذا يتأتى لنا الجزم بأن الجبهة الاسلامية هى الوحيدة المستفيدة من الحرب وخصوصا إذا أضفنا الحقائق التالية انه وبعد اجتماعى ابريل ويونيو فى أديس أبابا وبعد أن تم الاتفاق على طريقة تنفيذ كل متطلبات المبادرة السودانية والتى تبنتها الحكومة لم يتبق سوى قوانيين سبتمبر التى ارجأت الى اجتماع 4يوليو 1989 وحدد موعد المؤتمر الدستورى فى الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه وقد كانت كل الدلائل تشير الى امكانية قوانين سبتمبر خصوصا بعد سحب مشروع القوانين الاسلامية الجنائية من البرلمان واتفاق الجيش والنقابات والاحزاب والحركة الشعبية على ذلك وبعد كل هذا حدث انقلاب الثلاثين من يونيو.
لأستاذ عادل الامين لك التحية وشكرا على الإضافات التي قدمتها، وننتظر المزيد
| |
|
|
|
|
|
|
|