لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 07:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يحي ابن عوف(يحي ابن عوف)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2003, 06:36 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى

    لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى

    فبعد انهيار كوش تجزأت البلاد إلى ممالك ، فظهرت نوباتيا النوبية في الشمال وتسمى مملكة (المريس) وعاصمتها (فرس) المغمورة ببحيرة النوبة (بحيرة الناصر حالياً(. والثانية مملكة (المقرة) وعاصمتها (دنقلة) والمملكة الثالثة هي علوة في وسط السودان وعاصمتها ( سوبا).
    وكانت الثقافة المسيحية هي الثقافة السائدة حتى عام 1505 حيث تحالف قبائل العبدلاب مع قادة الفونج فاسقطوا مملكة علوة النوبية وخربوا عاصمتها سوبا. إن نواة الوحدة زرعها المهدي عندما نجحت قواته في التغلب على الغزاة العثمانيين 1885 وأسس حكماً سودانياً ودرجة من الوحدة كان الجنوبيون دائما ومازالوا مع وحدة السودان حيث انهم ارتضوها في:

    - عام 1947 مؤتمر جوبا

    - عام 1956 استقلال السودان

    - عام 1965 مؤتمر المائدة المستديرة

    - عام 1965 لجنة الاثني عشر

    - عام 1972 مؤتمر أديس أبابا

    - عام 31/8/1988 مبادرة السلام السودانية(الميرغني– قرنق)

    - عام 1995 مقررات اسمرة المصيرية

    - عام 1997 اتفاقية الخرطوم للسلام

    - عام 2002 ماشاكوس الاطاري

    ان إيمان الحركة الشعبية بوحدة السودان وسلامة أراضيه موقف مبدئيا وثابتآ ففى ميثاق الحركة الشعبية الذى نشر فى 21 يوليو 1983 كلمات ثابته لاتقبل أى تأويل او اقتباس أن الهدف المبدئى للجيش الشعبى والحركة الشعبية لتحرير السودان ليس هو انفصال الجنوب فالجنوب جزء مكمل ولا يتجزأ من السودان وكفى افريقيا مالقيته من تمزيق على يدى الأستعمار فالتجزئة لاتخدم إلامصالح اعداء افريقيا. ان النـزعة الانفصالية التى تنامت فى الجنوب منذ عام 1955 قد استحوذت على اهتمام المناطق المختلفة فى شمال القطر ولهذا برزت اتجاهات انفصالية أيضا فى غرب وشرق وأقصى شمال السودان وان تركت هذه الاتجاهات ستنمو فى نفس الوقت الذى يتزايد فيه اصرار الزمرة الحاكمة على البقاء فى الحكم بأى ثمن فإن هذا لا يقود الا للتفتيت الكامل.
    ان عوامل هذا التفتيت الماثل منه والكامن والمستتر إنما هو الذى تسعى الحركة الشعبية لإيقافه بتنفيذ الحل الديمقراطى الشامل النهائى لمشكلتى القوميات والدين فى السودان وفى اطار خلق سودان جديد موحد ان الأغلبية العظمى من أهل السودان وقواه السياسية يشتركون جميعا مع الحركة الشعبية فى رؤيتهما لقضية وحدة السودان وسلامة أراضيه ومع هذا فهناك ثمة داع للقلق مما يحملنى على انتهاز هذه الفرصة لتحذير الشعب السودانى من مخاطر التقسيم الذى تسعى اليه الجبهة الإسلامية بشدة من أجل البقاء فى الحكم.




                  

12-30-2003, 09:37 AM

manubia
<amanubia
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 1284

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    thupsup,God bless you ya ibn aouf
    regards
                  

12-30-2003, 10:44 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    والله يا أستاذ يحيى ويا زميلي العزيز لا أملك رداً على موضوعك هذا إلا أن أقر بصحته على أن هذه ليست حقيقة مطلقة .. فنحن نعلم أن تهارقا( وليس ترهاقا ) كان من أشهر غزاة ممالك جنوب الوادي والذي قام بتوحيد جزء كبير من أراضي السودان الحالي ومصر القديمة كلها .
    شيء آخر أود أن أقوله لك وهو أن عدم توحد دولة في مرحلة تاريخية ما لا يعني بالضرورة عدم جدوى توحيدها في حقبة تاريخية أحدث ، بغض النظر عن التركيبة العرقية والقبلية لهذه المنطقة الجغرافية، وعلى سبيل المثال : فالجزيرة العربية بعض انقضاء فترة حكم سليمان بن داوود عليه السلام لم تتوحد إلا بعد الإسلام بالشكل الأوسع والاطول ، على الرغم من أن العرب لم يكونوا أيضاً على قدر من توحيد قبائلهم والتي كانت تتسم فيها بمختلفها سمة التعالي والنظرة الاستعلائية حيث ترى كل قبيلة أحقيتها على السيطرة في الجزيرة وخارج الجزيرة أيضاً .
    وكذلك الامر بالنسبة للعالم الجديد ، فلا يعرف عن الأراضي التي تقوم عليها الآن الولايات المتحدة ( اتحادها ) بهذا الشكل واحتوائها لتعددية الشرائح العرقية في المجتمع بهذا الشكل حتى قبل اكتاش الفايكنك وكلومبس لها ايام ما كان كل ما يحويها هنوداً حمر !

    هذا هو حال التاريخ .. على الرغم من وجود ثوابت فيه على مر الحقب إلى أن التغيير من سمته ..

    ولا أعتقد أنك بهذا تسعى لنفي حقائق تاريخية لإثبات افكار حاضرة تدعي - أي الافكار - انها هي صانعة المستقبل المشرق الذي لم يحصل طوال التاريخ

    ولا أعتقد أن ما تقر الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنها تسعى إليه هو هدف لا يسمو إليه غيرها ، وانا هنا لا احاول نفي ( المبادرة ) عن الحركة الشعبية بقدر ما أتمنى أن يتم تقديم تبريرات مقنعة عن السبب الذي كانت ترفض الحركة فيه الجلوس إلى طاولة المفاوضات إبان اشتعالها في فترة الحكم الإنتقالي والإئتلافي بحكومتين حاولتا - على رغم الأخطاء المرتكبة - الخضوع للمفاوضات مع الحركة لوقف النزيف ولكن دون جدوى .............................................

    اسمح لي أن أسال استاذ يحيى دونما تطاول على أحد :
    هل كانت الحركة الشعبية لا تتحلى بـ(كلمات ثابته لاتقبل أى تأويل او اقتباس ) بشأن ( إيمان الحركة الشعبية بوحدة السودان وسلامة أراضيه ) عندما كانت تزحف بقوات الجيش الشعبي لمواصلة الحرب حتى قيل :
    Quote: يا بنات شندي جهزوا الجبنة
    و نحوها مما يكمن أن يؤول ولكن ما لا يمكن أن يؤول هو أن ممارسة مثل تلك الممارسات - استمرار القتال رغم وجود رغبة للتفاوض من الآخر - هو إما لسعي الحركة فعلاً للإنفصال .. أو الوصول للخرطوم لقلب نظام الحكم ... ولنضع تصوراً قد يشبه ما يسعى له اتفاق ماشاكوس الإطاري ولكن مع زيادة حصة الحركة في هذا التصور عن ( الخمسين في المائة ) بطبيعة الحال .

    وأذكر أنه ليست فقط ممارسات الحركة هي التي كانت تدلل على ذلك . ولكن وجود لاعبين وراء الكواليس في الخرطوم كانوا يسعون لاستمرار الحرب .. كانوا ضالعين في ذلك .. والعجيب أن هؤلاء ( اللاعبين ) هم من يسيطرون على الحكم في الخرطوم الآن بنفس فكرهم الهدام ..والأعجب أن كلا الطرفين الذين كان أحدهما يستمر في الحرب ( الحركة الشعبية ) والآخر الراغب في الحرب ( الجبهة الإسلامية ) أيان الحقبة الديمقراطية الثالثة ، هما الآن الذين يجلسان على طاولة المفاوضات ( بمفرديهما ) لتقسيم التركة السودانية بينهما ! والشعب والقوى السياسية الأخرى تتفرج .. او تتحرك في اتجاه معاكس .

    أرجو فعلاً أن يستمر الحوار بشكل مثمر ومتحضر لتتوضح وجهات النظر بشكل أوسع ويتبين الخطأ وتلافيه في وجهة نظري قبل وجهة نظرك أو الغير من البورداب الاكثر إطلاعاً بشئون التاريخ والسياسة .


    ودمتم ،،،
                  

12-31-2003, 00:45 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: Husam Hilali)

    manubia
    لك التحية ياعزيزى
                  

12-31-2003, 00:53 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    المحترم الأستاذ حسام شكرآ على المداخلة
    أعتقد أنك لم تقرأ ما كتبتة بتأنى لا آحد يستطيع تحريف أو تشويه تاريخ أعظم مملكة نوبية على وجه الأرض هذا ما قولته فى بداية حديثي فبعد انهيار كوش تجزأت البلاد إلى ممالك وبالطبع كوش هى مملكة الملك بعنخى والملك تهارقا أعظم مملكة حكمت مصر والسودان ولكن يا عزيزى السودان كان أكبر من ذلك كان هناك النوبة والنوبيين والنوبات وكان السودان عند ذاك أكبر من ماتتصور

    أما حديثك عن الجزيرة العربية فهذا لا يعنينى بشيئ رحم الله العرب ورحم الله الفرس أمثال صلاح الدين الأيوبى والمماليك الذين صنعوا للعرب تاريخ


    الحركة يا عزيزى دائمآ ثابته حول الوحدة وشكل السودان الجديد ودائمآ هى السباقه
    عزيزى من الذى أعتدى على من من الذى أعلن الجهاد ضد الأبرياء فى الجنوب من الذى أنتهك أعراض النساء فى الجنوب وشربوا الدماء وليس القهوة أنا عزيزى أول من سيقدم القهوة للدكتور قرنق فى أقصى الشمال بأذن الله

    الأستاذ حسام
    حقيقة المشكل السودانى كما يعين على حوار هادف حول هذا المشكل بما يقود إلى الحل الأمثل وفى أعتقادى أن المشكلة الرئيسية التى عانى منها السودان منذ الاستقلال فى عام1956 والتـى أعيت الأنظمة المتعاقبة فى الخرطوم هى الأرضية المشتركة التى يجتمع عليها أهل السودان. وبعبارة أخرى لم يكن هناك تطوير واع للمقومات الشتركة للشخصية السودانية بحيث يمنحها كل سودانى ولاءه على اختلاف النابر قبلية كانت أو عرقية أو دينية. ولغياب هذه الأرضية المشتركة اتخذت السياسة فى السودان وجهات تحكمها عوامل التفرقة والتجزئة مثل الطائفية والقبلية والاقليمية وكل هذه العوامل لاتعين على الصهر القومى فى دولة متعددة القوميات. وفى اعتقادى أن هذا هو الاشكال الر ئيس فىالسودان والذى يجب أن تـتجه الأنظار إلى معالجته وايجاد حل له. ولهذا فان أى برنامج لانقاذ السودان جدير بهذا الأسم لابد له من أن ينطلق من هذا الاطار الفكرى .ومن جانبنا فقد تداولنا كحركة سياسية فى هذا الأمر وقد رفضنا يومذاك كما نرفض اليوم أية دعوة لفصل الجنوب أو أى جزء من القطر. وقد رفضنا يومذاك – كما نرفض اليوم- أى اتجاه لمعالجة مايسمى بمشكلة الجنوب بمعزل عن مشكل السودان. وكان تحليلنا يومذاك أن ما يسمى بمشكلة هو فى واقع الأمر مشكلة الخرطوم أى مشكلة ممارسة السلطة فى الخرطوم. ولهذا فقدآثرنا النضال من أجل اعادة جذرية لهيكلة الحكم فى الخرطوم بالصورة التـى تعكس حقيقة التـنوع فى السودان وتعين على بناء أرضية مشتركة للشخصية السودانية وتحقق تركيـبا سياسيا واجتماعيا جديدا يمهد للتحول نحو السودان الجديد كما عزمنا على النضال من أجل خلق وضع جديد يتيح للحركة الشعبية والجيش الشعبى مثلهما مثل القوى السياسية الأخرى والأقاليم المختلفة والقوميات المتعددة على امتداد السودان.. يتيح لكل هؤلاء المشاركة الفعالة فى ممارسة السلطة فى الخرطوم.هذه هى الخطوة الأولى والتى نتجه بعدها إلى قضية نظام الحكم فى الأقاليم جميعها وليس الجنوب وحده..قضية الحكم الاقليمى فى الجنوب والغرب والشرق والشمال والسودان الأوسط. وفى تحليلنا لهذا الواقع السودانى لم تكتف بالنظرة إلى السودان المعاصر بل نظرنا إلى السودان فى اطار تاريخى واسع عدنا معه إلى جذور الشخصية السودانية فى التاريخ القديم. وقد أعانتنا هذه النعرة على الوعى بحقيقة هامة هى أن السودان لم يكن فى ماضيه بالكم المهمل كما هو الآن فاجدادنا أقاموا قبل آلاف السنين مملكة كوش التى أزدهرت وتفاعلت مع الحضارات القديمة المجاورة حـتـى أن الأسرة المالكة الفرعونية الخامسة والعشرين كانت سودانية الأصل .وقد تفاعلت هى الأخرى مع الممالك الأشورية فى الشرق الأوسط وخلال عبورنا فى دهاليز التاريخ شهدنا كيف أن المسيحية قد جاءت إلى السودان مباشرة من منبتها فى فلسطين فى الوقت الذى كانت أوروبا تعيش عهد التمزق القبلى والهمجية.كما شهدنا ونحن ننقب فى دهاليز التاريخ عن ماضينا وعن ممالك الفنج والفور ومملكة الشلك وممالك أخرى. واعقب كل هذا الغزو التركى المصرى والذى جاءت نهايته على يد المهدية ثم الاستعمار الانجليزى المصرى والذى جابهته معارضة شعبية عنيفة انتهت باستقلال السودان فى عام 1956 . اما بقية تاريخ السودان عقب الاستقلال فأمرها معروف.ففى خلال العقود الثلاثة التى أعقبتالإستقلال ظل السودان فى حرب مع نفسه ثلثى هذه الفترة… كما شهد السودان خلال تلك الفترة أربعة إنقلابات عسكرية وانتفاضتين شعبيتن وثلاث حكومات ائتلافية فى ظل نظام هو مدنى تعددى وفى اعتقادنا أن السبب الرئيس لتلك الحرب وذلك التقلب فى الأوضاع هو فشل الحكم وعجزه عن إيجاد حل وفق منظور متكامل لمشاكل السودان.

    (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 12-31-2003, 09:32 AM)

                  

12-31-2003, 07:38 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    كلام جميل وعاقل يا إبن عوف...

    تسلم...
                  

12-31-2003, 08:27 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: WadalBalad)

    شكرا علي ثنائك عزيزى ود البلد
    التحية لك وتحية الى كل عاشق التراب وعاشق الامل
                  

12-31-2003, 10:48 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    Comrade
    ابو نعوف:

    التحية لك فى فتح هذه النافذة , ساضيف قائلا لو ان الحركة الشعبية كانت تسعى الى الحصول على دولة لما تطلب هذا الامر عشرين عاما من الاقتتال و اكثر من مليونى شهيد من الارواح الذكية التى كان يمكن ان تكون شخوص من لحم ودم وفكر واعضاء فى هذا المنبر و كان يمكن ان يتحفوننا بالكثير من القصص الرائعة كما تفعل شيري و بت قضيم وكان يمكن ان يكون بينهم مثقفا و منظرا و طبيب ومهندس الا انه الموت غير الاختياري الذى ارسلت اليه تلكم الارواح عن طريق التصفية العرقية و عن طريق ايدولوجيا التخلص من الاخر بنفيه من الوجود لا بقبول حقه فى الحياة و من ثم محاورته.
    اود فقط ان اعلق على تساؤلات الاخ حسام التى اعتقد انها من الاهمية القصوي للكثيرين و هى ايضا من الاسئلة المتكررة التى ظلت تطرح لكادر وقيادات الحركة الشعبية منذ سنوات عدة والسؤال هو:
    لماذا اصرت الحركة الشعبية للاستمرار فى القتال ابان حقبة الحكم الانتقالى و الديمغراطية التعددية ابريل 1985 الى يونيو 1989 ؟
    السؤال يحمل ادانة ضمنية للحركة بانها اضعفت البنيات الاساسية لجهاز الدولة و خلخلت استقرارها باستمرار الحرب السبب الذى ادى الى اهتزاز النظام الديمغراطى الذى كان اصلا فى مراحل تكون وتخلق, و فى اعتقادي ان الكارثة التى كانت ستلحق بالبلاد افدح لو ان الحركة الشعبية قد الغت السلاح و ذهبت الى الخرطوم وبعدها بشهور تنغض الجبهة الاسلامية لتغضى على كل اوجه المقاومة المحتملة و حينها فعلا كان سيكون لقائهم بالسلطة الى المسيح كما كان يردد قادة الانقاذ ابان طفولتهم السياسية , بالرغم من ان التاريخ لا يمكن ان يقرا بلو كان الا اننى فقد اردت ان اسلط الضوء على طبيعة البنيات السياسية و ضعفها الذى لم يمكنها من الغاء قوانين سبتمبر طوال فترة جلوسها على مقاعد البرلمان الا انها تحفزت الى القضاء على اثار ما يو العمرانية و لم تتمكن من القضاء على اكبر فجيعة فاجات بها مايو وحليفها الجبهة الاسلامية الشعب السودانى الا وهى قوانين سبتمبر , كيف يمكن لحكومة لم تستطع من الغاء قوانين صنعها العدو الافتراضى الذى خرجت الجماهير لطرده بالملايين من ان تصنع سلاما يبنى على اسس تفكيك جهاز الدولة و اعادة بناءه على اسس تحترم التعدد السودانى المتميز , اردت القول ان كل الحكومات الاتلافية و الوفاقية التى شكلها الصادق المهدي لم تكن تملك الارادة السياسية لتحقيق سلام عادل و دائم كيف يتاتى لها ذلك وهى غير قادرة حتى من تمزيق فاتورة نظام مايو التى عذب وسجن واعتقل بها الشعب, سوف لن اتوانى فى الحكم على ان الصادق المهدي كان سيكون اشرس من الجبهة الاسلامية فى التفاوض لتحقيق السلام فى السودان فالمصالح تتشابه , فاذا كانت الجبهة تدافع عن حكم اخذته فى ليل و فى غفلة وزير داخلية الصادق , فالصادق كان سيتمسك بكراسى السلطة التى اتى اليها بتحقيق اعلى مقاعد فى البرلمان حتى وان كان ذلك بترحيل سكان قرية كاملة من غرب السودان(طيبة وزان_ طريق مدنى سنار) لاسكانهم فى جنوب الجزيرة لتغيير معادلة الانتخاب حتى وان كان ذلك عن طريق قانون مختل مثل قانون دوائر الخريجين, فتحقيق السلام فى السودان يتطلب رؤية قبول الاخر سياسيا وماديا قبول هذه لها تبعات جمة تتمفصل فى الثروة والسلطة و الثقافة والوظيفة وفى السلام الوطنى وفى رموز الدولة, و التجربة اثبتت ان الصادق ليس رجلا للاحداث الكبيرة فى تاريخ الشعوب السودانية, بل للامانة ليس الصادق وحده انما من حظ السودان العاثر انه لم يعط مثل هذه القيادات التى تمتعت بها مثل تنزانيا (نايريري) التى تجنبت الدخول فى حرب اهلية كاحد الحالات النادرة فى افريقيا بعد خروج المستعمر , فما حظينا به من القامات السياسية وان تمتعت بشعبية وحب الجماهير فهى اقزام حيال التحديات السودانية العظيمة التى ظلت ماثلة منذ قبل خروج الانجليز, وعلى راس هؤلاء الاقزام الرجل الذى حول الدولة الى دولة قبيلة الشايقية حتى داخل منظومة حزب المؤتمر الحاكم السيد الخطير على عثمان والذى اراد له التاريخ و الارادة الدولية دورا عظيما فى تاريخ السودان بالرغم من انه اصغر كثيرا على جبة العظمة التاريخية التى لا تتهيا فى كثير من الاحيان الا نادرا.
    صديقى حسام اسمح لى ان اقول لك اذا نحن ناضلنا ثمانية عشر عاما منذ التاريخ الذى كان من المفترض ان يوضع فيه السلاح ورغم ذلك ما زالت العقليات الاقصائية تملا الارض و بالرغم من ان التفسخ و الانهيار ظل ملازما للوضعية الاجتماعية المنحرفة التى قامت على توظيف المركز (بالمفهوم السياسى للمركز) لقدرات الهامش و بناء غابات الاسمنت التى تبدو الى عينك فى تطاول ما ان تحط قدمك فى مطار الخرطوم, بل وقاتل ثورة الهامش بابناء الهامش انفسهم بعد ان اعادة انتاج وغسيل مخ بمسميات ردع التمرد و الخوارج واخيرا بتسيير فيالق المجاهدين الى خيبر التى هى كل من تري انه يعوق مسيرة استمرار سفينة السلطة التى يجب ان تؤبد بمجرد وصولهم اليها, رغم كل التصدع و التفسخ و الانهيار ما زال العقل الاقصائى فاعلا بالرغم من النضالات و الارواح الكثيرة التى بذلت حيث لا امل فى الوصول الى سلام عادل وعلى اسس اذا ما لم يتم تفكيك جهاز الدولة القائم منذ الاستقلال و شتان ما بين تفكيك جهاز الدولة و بين اسقاط نظام سياسى , فابريل لم تفكك جهاز الدولة وتعيد بناءه على اسس الحرية و العدل والمساواة التى هى شعارات الديمغراطية التعددية بل اسقطت نميري و استبدلته بنخبة من المثقفين والتجار الذين كل حلمهم هو توظيف بريقهم السياسى لمصلحة رخصهم التجارية هذه هى الماساة التى جعلت الجيش الشعبى يتوجس فى قراءة نوايا زعيم الامس و ذليل اليوم رئيس الوزراء الشرعى _ و خيرا فعلت فهى اكفتنا شر حرب الخمسين عاما و جعلتها عشرين و لتبقى فى هذه العشرين هذا هو التحدي الذى يواجه كافة قطاعات الشعب السودانى فحكومة على عثمان ذهبت الى طريق السلام مضطرة غير باقية و المطلوب هو تكاتف الايدي لتفكيك ما سيتبقى من جهاز الدولة عبر ادوات النضال المدنى فى ظل ديمغراطى فالمعروف من المفاوضاات الحالية انها تسعى الى تسوية و التسوية قد تفكك جهاز الدولة بنسبة 70% مع التفاؤل و المقصود بتفكيك جهاز الدولة ليس الاعتباط او الفوضى بل المقصود هو بناء دولة المواطنة الحقة التى يتساوي الناس فيها فى الحقوق والواجبات دون اعتبار الى الوانهم و اديانهم و مناطقهم و قبائلهم و بالرغم من ان مثل هذا الحلم متقدم على واقع بنية المجتمعات ماقبل الراسمالية الا ان الخيار الوحيد هو تشريع القوانين و فتح الطريق و التاريخ كفيل بحسم التحولات طالما اننا فى عالم يعيش فى حالة من الحوار الانهائى المعزول فيه لا بد انه منقرض , فهلا تكاتفت ايدينا لبناء دولة تحترمنا جميعا و تتساوي فيها فرصنا جميعا باختلافاتنا .

    بكري الجاك
                  

01-01-2004, 06:50 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    أولاً .. أهنئ الجميع بمناسبتين : العام الجديد 2004 العام رقم 4 للبورد .. والمناسبة الثانية هو الطريقة المثالية والخلاقة التي استطعنا أن نصنع بها حواراً هادف قد يقدر على تقريب وجهات النظر في المستقبل القريب .. وأسعدني أكثر من مضمون الحوار تكريسنا لمبدأ : اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية "
    ( واللهم لا حسد )
    الزميل يحيى بن عوف :
    في الحقيقة أعترف بالخطأ الذي ارتكبته في تكوين فهم عن مدى اعتقادك بتوحيد السودان تاريخياً ، فقد تعلمت من المنطق أن من أسباب الوقوع في الخطأ عبر استخدام المنهج الاستنباطي .. هو أن يكمن في الاعتماد على مقدمة خاطئة يؤدي إلى الحصول على نتيجة خاطئة .. وقد كانت تنيجتي الخاطئة : أن الاستاذ يحيى بن عوف يعتقد أن السودان لم يمر بمرحلة تاريخية معينة كان فيها موحداً وأنه ينفي وجود الوحدة حتى قبل انهيار مملكة كوش . وقد كان ذلك بناءً على الفكرة الأولية التي انتابتني من عبارة : "لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى" ، وهو عنوان البوست الذي يتضمن - العنوان- فكرة تاريخية خاطئة هي الاخرى .. فأدى الخطأ إلى خطأ فنرجوا المعذرة .

    الزميل بكري الجاك
    أتقدم لك أولاً بشكر خاص على مشاركتك الثرية . والذي افادتني أنا شخصياً ، وكل ما أود أن أقوله هو أننا نتمنى أن تتلافى الحركة الشعبية أخطائها - بغض النظر عن إذا ما كانت تلك الأخطاء هي التي تضمنها السؤال السابق ام لا - مثلها مثل سائر الأحزاب السياسية الأخرى .. ولكنني أخص الحركة (بالتمني) لأنها في موضع مسئولية أكبر من البقية نتيجة احتكار الإتفاق الإطاري ( ماشاكوس ) على طرفين من أطراف الصراع السوداني فقط ! والحركة هي احدى الطرفين الذي سيتولون ملاحة ( المركب ) السوداني ... الذي لا (نتمنى) أن يغرق ، ولكن دائرة الخوف توسعت بشكل فظيع ومخيف من أن تنتقل دائرة النزاع والصراع إلى الخرطوم في حالة حدوث اي فتنة أو سوء تفاهم سينجم عن أحد الطرفين الحاكمين .. فيصل الامر إلى أطراف الأزندة المقسمة بين الجيشين - الذي وصفت حالته بالسابقة الأولى من نوعها في العرف العسكري لا سيما أن كلاً من الجيشين يمتلك قيادة عسكرية وسياسية منفصمة منفصلة عن القيادة العامة - ونحن نعلم أن فرص وأمكانية حدوث ذلك تتناسب طردياً مع مدى المدة الزمنية التي ستحوي فيها الفترة الانتقالية .. التي إما أن يموت فيها الفريق أول البشير أو العقيد قرنق أو ..... الشعب السوداني !!!

    ونحن نعلم أن الخرطوم ليست حجرة اجتماعات أو قاعة احتفالات ما أن يختلف طرفان فإنهما يخرجان منها لتصفية حساباتهما خارجها ولكن الوطيس سيحمى داخلها .. وستنتقل الحرب الاهلية إلى أفظع مراحلها وتصبح هناك خرطوم شرقية وخرطوم غربية ..على غرار بيروت ..والعن !!


    أيها الجمع الكريم
    أرجو أن لا تأبهوا إلى تياؤسي هذا وتشاؤمي .. بقدر ما علينا أن نسعى إلى صنع آليات لتوسيع دائرة الحوار لتشمل كل الأطراف السودانية .. وأن تدعى لتصحيح أخطائها أو المحاسبة التي هي من حق العدالة .. والقيام بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية .. ويبقى أمر العلمانية قيد المناقشة للحسم
                  

01-01-2004, 09:23 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    الاخ العزيز ابنعوف
    تحية طيبة
    طبعا بعد ان خرج الاستعمار سنة 1956 من السودان الحديث بحدوده الجغرافية الحالية ...خلف ورائه دولة مؤسسات ومجتمع مدنى ولكنه ايضا خلف زرية ضعفاء اضاعو كل ملامح السودان المعاصر فقط انظر لهذه المؤسسات كيف كانت عشية الاستقلال والان كيف؟!!!!!
    1- القوات النظامية
    2- الخدمة المدنية
    3- التعليم ومؤسسات التعليم العالى
    4-السكة حديد
    5- النقل النهرى
    6- مشروع الجزيرة
    7-الصحة
    8- الادارة الاهلية
    9- الدبلوماسية
    طبعا وصلت الحضيض وسقوط فى تسعة مواد والمجموع بفعل تراكمى لادمان الفشل الذى اشترك فيه كل السودانيين من الشمال والجنوب والشرق والغرب
    بعد سنوات الحصاد المر نحن نرى ملامح مشروعين فقط فى السودان ..السودان الجديد وهذا يقوده الدكتور جون قرنق..ومشروع الثورة الثقافية الذى نادت به الفكرة الجمهورية فى الشمال ومرشدها الراحل الاستاذ محمود محمد طه
    طيب يقول الله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم)...ومع الاسف قوى السودان القديم المتمثلة فى الجبهة الوطنية بشقيها الطائفى والعقائدى واليسار المازوم فى التجمع لا زال يزايد على الحزب الاتحادى الديموقراطى الذى يفاوض نيابة عنهم فى منبر المبادارة المصرية واتفاق جدة الاطارىو الحركة الشعبية التى تفاوض نيابة عنهم فى منبر الايقاد الامريكى الذى يسع مقعدين فقط..وهذا مفروض من امريكا قبل ان تنضم الحركة الشعبية الى التجمع ومع ذلك تجد من يتحدث ويشكك فى مصداقية الحركة الشعبية من ناس التجمع الذى عجز ان يطور نفسه او خطابه ..نحن نخشى ان يتحول التجمع الى عبء على الحركة الشعبية والاتحاد الديموقراطى وهذا قد حذر منه ابو قرجة فى مقاله عن مشاكوس فى هذا البورد...طالما الحزب الاتحادى الديموقراطىوالحركة الشعبية يتفاوضا نيابة عن القوى الديموقراطية الحقيقة فى السودان فهذا يكفى ومن لديه راى او مشروع سياسى فاليطرحه هنا او في كافة وسائط الاعلام والشعب السودانى الذكى ليس فى حاجة الى وصاية من احد..اما تحفظاتنا على الحركة الشعبية هو
    انهاتتحدث عن التهميش وتنسبه الى فئات معينة رغم انه مرض سودانى عام
    ان الحركة الشعبية لم تتحول الى حزب جماهيرى حتى هذه الحظة ولم تسعى بصورة جادة في توصيل برنامجها الى الناس والعالم الا مؤخرا
    ونتمنى ان تندمج الحركة مع الحليف المخلص الحزب الاتحادى الديموقراطى ..حتى نشهد ميلاد حزب سودانى حقيقى مع عام2004
    **********
    الموضع جيد جدا..والمستقبل فى كل العالم الثالث للدولة المدنية وهذه صيرورة تارخية بحتة

    (عدل بواسطة adil amin on 01-01-2004, 09:29 AM)

                  

01-03-2004, 05:43 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: adil amin)

    up
                  

01-03-2004, 06:50 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    الأستاذ بكري الجاك لك السلام ولك التحية على المساهمة وإثراء الحوار
    وآسف على التأخير

    نعم عزيزى
    ان الكارثة التى كانت ستلحق بالبلاد افدح لو ان الحركة الشعبية قد الغت السلاح و ذهبت الى الخرطوم


    سأضيف قائلآ إلى حديثك الشيق
    الكل يعلم أن الحركة الشعبية وقبل سقوط نظام نميرى قد طرحت قضيتين مهمتين على مسرح السياسة السودانية الاولى هى المساواة بين مختلف القوميات الوطنية على قاعدة العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين مختلف أبناء الوطن الواحد.

    والثانية هى ايجاد دولة علمانية ديمقراطية وحينما قامت انتفاضة ابريل 1985م انحازت معظم القوى السياسية إلى طريق البحث عن حل عادل من أجل الوصول إلى السلام الدائم ورويدا رويدا ونتيجة للنضال الجماهيرى الواسع والشجاع والهزائم العسكرية التى منى بها دعاة الحل العسكرى توصلت أوسع القوى السياسية فى بلادنا إلى ضرورة الوصول إلى قاعدة العدالة والمساواة الاجتماعية وظلت قضية السلام وقضايا الخبز والديمقراطية وتعميقها بتنفيذ شعارات الانتفاضة محور الصراع فى بلادنا طيلة فترة ماعقب الانتفاضة الى ان تمكنت القوى الجماهيرية والديمقراطية بعد انتفاضة فى ديسمبر 1988م بفرض قضية السلام فى مقدمة أجندة الحكومة الوطنية التى شهدت مشاركة قوى ديمقراطية وجماهيرية ونقابية مما أصبغ عليها طابع ديقراطى نسبى ولم يشذ من تأييد برنامج الحكومة الوطنية سوى الجبهة الاسلامية التى رأت فى تبنى الحكومة الوطنية لقضية السلام ضعفا ما بعده ضعف ودعت الى تسوية الحرب بالحرب ولعل المتذكر والمطالع لاعلام الجبهة الاسلامية فى ذلك الوقت لاتفوته هذه الملاحظة منذ أول وهلة وظلت الجبهة الاسلامية تشكك فى جدوى النظام القائم واستسلامه لاعداء الوطن والدين والطابور الخامس ودعت علنا بقيام المليشيات خارج القوات المسلحة وأعلنت عن هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن التى يرأسها المشير سوار الذهب وحركت المظاهرات المسماة بثورة المصاحف وأيقظت الصراع الدينى بحرق الكنائس كما حدث فى الثورة وغيرها وكفرت الحاكمين وأعلن قائدها حسن الترابى الجهاد من على منابر الجبهة الاسلامية فى ندوة فى جامعة الخرطوم وأعلن سقوط الديمقراطية.

    ثالثا وهاجمت مذكرة القوات المسلحة الداعية للسلام وبثت الاشاعات عن الانقلابات وانفراد عقد الامن وقد كان وفى كل هذا يتأتى لنا الجزم بأن الجبهة الاسلامية هى الوحيدة المستفيدة من الحرب وخصوصا إذا أضفنا الحقائق التالية انه وبعد اجتماعى ابريل ويونيو فى أديس أبابا وبعد أن تم الاتفاق على طريقة تنفيذ كل متطلبات المبادرة السودانية والتى تبنتها الحكومة لم يتبق سوى قوانيين سبتمبر التى ارجأت الى اجتماع 4يوليو 1989 وحدد موعد المؤتمر الدستورى فى الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه وقد كانت كل الدلائل تشير الى امكانية قوانين سبتمبر خصوصا بعد سحب مشروع القوانين الاسلامية الجنائية من البرلمان واتفاق الجيش والنقابات والاحزاب والحركة الشعبية على ذلك وبعد كل هذا حدث انقلاب الثلاثين من يونيو.





    لأستاذ عادل الامين
    لك التحية وشكرا على الإضافات التي قدمتها، وننتظر المزيد

                  

01-04-2004, 04:27 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم يكن السودان أصلا موحدا فى الماضى (Re: يحي ابن عوف)

    فى خمسينيات هذا القرن نشأت حركة الانيانيـا فى جنوب الوطن بهدف وفق واضح للانفصال تأسيسا على مفاهيم وتصورات عرب مسلمين، جنوبيـين مسيحيين و أبان نتائج الاستقلال زادت القناعة بأن السودنة لم تلبى طموحات أمال الجنوبيـين وفق ما أعدته تجلبات الممارسة السياسية الشمالية فى الاستئثار بالسلطة والثروة وبالمقابل أدى هذا الوضع لاندفاع الانيانيا إلى ردفعل اكبر ومن هنا بدا يتبلور مناخ سياسى ثقافى وجدانى وبشكل صريح وواضح بأفق الانفصال وبدا قطاع واسع من المثقفين والأكاديميين والعسكريين للانضمام لحركة الانيانيا كتيار عام جنوبى بل أن داخل تشكيلات الانيانيا القائمة على التحالفات القبلية كانت كل مجموعة تقاتل من مواقعها الجغرافية وفى غمره معارك الانفصال اتخذ جوزيف لاقو الشكل التنظيمى ليتبلور شكل مؤسسى باسم الانيانيـا وعلى أساس التحالفات القبلية وفى هذاالإطار تم توحيد مجموعات الانيانيـا بإنشاء رئاسة مركزية فى ونجبول وبدأت الحركة تأخذ وضعها الإقليمى وبعدها الدولى عبر تراثها القتالى وكون وجدانى مشترك نفسى وسياسى مما أدى بالقضية إلى وزن اكبر وصدى اعمق إلى إن كانت رحلة اتفاقية أديس أبابـا 1972 وفى هذا الإطـار كانت تتبلور حول مفاهيم وتصورات الانيانيا تيارات حول صحة وافق الانيانيا كجزء وكيان يتأثر بتطور الفكر والثقافة الإنسانية وتجلياتها على القارة الإفريقية بكاملها خاصة وبروز أجيال جديدة صاعدة من المثقفين داخل حركة الانيانيا يحكمهم وعى ومفاهيم حركات وطني من حيث الرؤية والأفاق وتحددت هذه التيارات فى أنشطتها داخل حركة الانيانيا بقطاعات طلابية ومهنية وعسكرية وحينما بدأت سلطة مايوبإ جهاض اتفاقية أديس أبابا كان لابد لهذه التيارات لان تعبر نفسها فى إطار مجموعة تساؤلات عميقة خلفتها أثار الاتفاقية داخل مجموعة الانيانيا عن الغريبين عن الانيانيـا ويجنون ثمار معاركها ويتحدثون باسمها والذين وظفوا الاتفاقية لمصالحهم الشخصية دون حل جذرى ليتوفر موضوعيا المناخ لالتقاء مجموع هذه التيارات ذات الأفق الوطني الديمقراتى المرتكز أساسا على شعارات التحرر الوطني الديمقراطى وبأفق وحدوى شامل مثل منظمة نـام ومنظمة الاماتونج الثورية لتلتقى معظم الرؤى والتصورات حول إعادة النظر فيما مضى لتلعب هذه النقلـة دورا في إعادة النظر فى أفق الانيانيا والنظر لوحدة السودان برؤى جديدة وتأسيس النواة الأولى كحركة ثورية مسلحة وكان الالتقاء على ميثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان وانطلاقتها التاريخية فى مايو/ 1983 وكان لابد إن تصطدم مفاهيم وتصورات النواة الثورية للحركة بـالإرث القديم للانيانيا بل كانت توصف هذه النواة أحيانـآ بالعمالة في عام 1983 ، والنظام الديكتاتوري قد بلغ قمة هياجه واستبداده وصلفه، كان ذلك الصوت هو البيان التأسيس للحركة الشعبية لتحرير السودان .. الامر الذي ادهش الكثيرين . فالمبادرة تأتي هذه المرة من جنوب السودان لا من منابر الشمال التي اعتادت تقديم الافكار والمبادرات والبرامج، وحدها، ردحا من الذمان. انقسم المجتمع الشمالي تجاه تلك المبادرة، الى ثلاثة اقسام: قسم اول رأي ان الحديث عن تحرير السودان، هو حذلقة لفظية، والبيان لايقدم جديدا، والحركة الجديدة هي امتداد للحركات التي درج على تسمياتها بحركات التمرد والخوارج.. فمن من، اذن، تريد ان تحرر السودان، والسودان قد تحرر يوم رفع علمه؟ وقسم ثانى رأى الحركات الجنوبية السابقة، الخارجة، كان اقص طموحاتها الاستئثار بالجنوب وفصله عن الشمال. اما الحركة الجنوبية الجديدة فطموحاتها تستهدف كل الشمال اذا امكن او أجزاء كبيرة منه اذا تعذر ابتلاعه كله. وهنالك قسم ثالث راى في المبادرة اطروحة عملية تضع السودان في مواجهة قضيتة الوطنية تماما. وارتفعت شعارات عديدة لمن يمثلون مراكز الاستعلاء العرقي والهيمنة القومية تشير الى مؤامرة وهمية يقف وراءها الاستعمار، اسرائيل، بعض دول الجوار، مجمع الكنائس العالمي يؤازرها طابور خامس في الداخل تستهدف عروبة السودان واسلامة ..صمت كثير من اهل الرأي خشية وتهيبا في مواجهة هذه الغوغائية. الى ان دشنت الجبهة الاسلامية مشروعها بالانقلاب الفاشي. هنالك ظاهرة صاحبت تطور مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان وانطلاقها ومبادراتها. لقد بدأت الحركة من جنوب السودان وكان قوامها قبائل الجنوب، التي ارتبط تاريخها بالعديد من التمردات المسلحة واحيانا بالدعوة الى الانفصال عن الشمال ولان مشروع اتسم بالشمول والوضوح والواقعية، وجد صدى وقبولا عند كثيرين ولانه رأى في تحرير السودان، من تخلفه ومن مشاكله المزمنة ومن مهددات وحدة شعوبه ومن الغبن الثقافي والقومي لقومياته المتعددة، الى جانب تحقيق للعدالة وتوزيع، متساوى للثروات، وبناء الاطراف، وتفعيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذلك لقى صدرا رحبا وجماهير عريضة تتلقاه بسبب هذه الدعوة الشاملة والبرنامج الواضح والواقعي، انضمت للحركة الشعبية لتحرير السودان قوميات شمالية لم يعرف تاريخها دعوة للانفصال كقبائل جبال النوبة، النيل الازرق، المسيرية وافراد من الشمال ولقد لعبت هذه القوميات والعناصر دورا هاما في ترسيخ الاتجاه الوحدوي داخل الحركة، بل ساهمت في هزيمة الانفصال عسكريا. وكان على الحركة الشعبية ان تواصل مبادراتها، خاصة بعد ان تمتعت بارث غزير وخبرات هائلة وبعد ان واجهت مختلف انظمة وحكومات السودان المتعاقبة، عسكرية وديمقراطية وايدولوجية، ومن ثم سرعانما قدمت مبادرة، في شكل آلية، دعت اليها كل القوى المؤمنة ببناء سودان جديد، دون ان تكون في هذه الآلية محاولة لخلق تنظيم سياسي موازى للتجمع الوطني الديمقراطي. فالحركة ملتزمة بكل مواثيق ومقررات التجمع، خصوصا مقررات اسمرا، وعليه بهذا الفهم. فاجتذب المشروع العديد من قبائل السودان الشمالي ها قد اعلن عن الاشعار الآخر. فالدعوة اذن موجهة لكل الحادبين من اجل تواصلا لبلورة، حتى توضح الاسس والبرامج لمشروع السودان الجديد موحد. وقد وضعت لبناتها باصرار، وان اوان الجد.

    (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 01-04-2004, 04:43 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de