|
حول برنامج قوة السودان الجديد
|
حول برنامج قوة السودان الجديد
صحا السودانيون، في عام 1983 ، والنظام الديكتاتوري قد بلغ قمة هياجه واستبداده وصلفه، على صوت جديدة ومبادرة تستبطن اهدافا ورؤى جديدة وشاملة. كان ذلك الصوت هو البيان التأسيس للحركة الشعبية لتحرير السودان .. الامر الذي ادهش الكثيرين . فالمبادرة تأتي هذه المرة من جنوب السودان لا من منابر الشمال التي اعتادت تقديم الافكار والمبادرات والبرامج، وحدها، ردحا من الذمان. انقسم المجتمع الشمالي تجاه تلك المبادرة، الى ثلاثة اقسام: قسم اول رأي ان الحديث عن تحرير السودان، هو حذلقة لفظية، والبيان لايقدم جديدا، والحركة الجديدة هي امتداد للحركات التي درج على تسمياتها بحركات التمرد والخوارج.. فمن من، اذن، تريد ان تحرر السودان، والسودان قد تحرر يوم رفع علمه؟ وقسم ثانى رأى الحركات الجنوبية السابقة، الخارجة، كان اقص طموحاتها الاستئثار بالجنوب وفصله عن الشمال. اما الحركة الجنوبية الجديدة فطموحاتها تستهدف كل الشمال اذا امكن او أجزاء كبيرة منه اذا تعذر ابتلاعه كله. وهنالك قسم ثالث راى في المبادرة اطروحة عملية تضع السودان في مواجهة قضيتة الوطنيةتماما. كان اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية، في ذلك الزمان، وهو في الاصل مشروع حزب وطني ديمقراطي يرى ان مستقبله في افساح المجال لكل التيارات الديمقراطية، بمختلف اطروحاتها، لان تلتقي من اجل ذلك الحلم وهو التنظيم الديمقراطي الواسع الذي يضم الغلابة والمسحوقين وصانعي الحياة من المنتجين. لهذا السبب رأي ان المبادرة جديرة بالاهتمام والمتابعة. فقام اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية، بترجمة البيان التأسيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان بعد انتفاضة ابريل1986 وعودة الديمقراطية فتح اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية الحوار مع جماعات عديدة لاستكمال مشروعه على مستوى التقدميين والاحزاب الصغيرة ذات البرامج الرافضة للمشروع القديم واطروحته التقليديه بل تقدمنا خطوة جريئة بانضمامنا الى تضامن قوى الريف. كنا نرى في هذا التحاما بقوى الغلابة والمسحوقين. في فبراير عام 1986 ، في مبادرة غير مسبوقة، ساهم اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية بصورة رئيسية في ان ينطلق لفيف من قيادات العمل الفكري والسياسي صوب اثيوبيا لعقد ندوة ورشة امبو. فكانت مساهمة جريئة افسحت المجال لاول مرة لاكاديميين، رأي نقابيين، وممثلي تيارات ديمقراطية وطنية من الشمال لحوار حر وعميق مع الكوادر الديمقراطية، التي انجبتها تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان، تلك التجارب التي افرزتما فوهة البندقية ومعاناة الانقطاع عن الحياة المدنية والصراع المتصل بين التيارات والاطروحات لم يتح لها من قبل لقاء على هذا المستوى من المسؤولية. قدمت خلال ندوة امبو اوراق عمل عديدة حول قضايا. الهوية، الاقتصاد، السياسة، القوات المسلحة، العلاقات الخارجية، اقتسام السلطة والثروة، قضايا القوميات والمهمشين، المؤتمر الدستوري ونظام الحكم..كان ذلك الحوار هو الاول من نوعه بتلك الجديه وذلك العمق. وكان قد سبق قبيل انعقاده، بارهاصات من التهديد والوعيد من السلطات الحاكمة آنذاك واصمة المتحاورين بالخيانة العظمى للوطن والدين ولامة..اذن فقد كان لقاء محفوفا بالمخاطر جريئا في نفس الوقت، وقد قاد الى بيان هام تمت فيه دعوة قوى السودان الجديد الى التفاعل والتحرك صوب الانصهار والاندماج والتصدي لبناء مجتمع جديد يكون فيه الانتماء حرا. خلق جو التهديد والوعيد ولاتهامات حالة من التردي ادت الى الا فتقار الي العقلانية والى مناخ لايمكن ان تتبلور فيه الامكانات وتعبر عن نفسها، وارتفعت شعارات عديدة لمن يمثلون مراكز الاستعلاء العرقي والهيمنة القومية تشير الى مؤامرة وهمية يقف وراءها الاستعمار، اسرائيل، بعض دول الجوار، مجمع الكنائس العالمي يؤازرها طابور خامس في الداخل تستهدف عروبة السودان واسلامة ..صمت كثير من اهل الرأي خشية وتهيبا في مواجهة هذه الغوغائية. فانقطع عمق الحوار الموضوعي المسؤول الى ان دشنت الجبهة الاسلامية مشروعها بالانقلاب الفاشي. هنالك ظاهرة صاحبت تطور مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان وانطلاقها ومبادراتها. لقد بدأت الحركة من جنوب السودان وكان قوامها قبائل الجنوب، التي ارتبط تاريخها بالعديد من التمردات المسلحة واحيانا بالدعوة الى الانفصال عن الشمال ولان مشروع اتسم بالشمول والوضوح والواقعية، وجد صدى وقبولا عند كثيرين ولانه رأى في تحرير السودان، من تخلفه ومن مشاكله المزمنة ومن مهددات وحدة شعوبه ومن الغبن الثقافي والقومي لقومياته المتعددة، الى جانب تحقيق للعدالة وتوزيع، متساوى للثروات، وبناء الاطراف، وتفعيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذلك لقى صدرا رحبا وجماهير عريضة تتلقاه بسبب هذه الدعوة الشاملة والبرنامج الواضح والواقعي، انضمت للحركة الشعبية لتحرير السودان قوميات شمالية لم يعرف تاريخها دعوة للانفصال كقبائل جبال النوبة، النيل الازرق، المسيرية وافراد من الشمال ولقد لعبت هذه القوميات والعناصر دورا هاما في ترسيخ الاتجاه الوحدوي داخل الحركة، بل ساهمت في هزيمة الانفصال عسكريا. وكان على الحركة الشعبية ان تواصل مبادراتها، خاصة بعد ان تمتعت بارث غزير وخبرات هائلة وبعد ان واجهت مختلف انظمة وحكومات السودان المتعاقبة، عسكرية وديمقراطية وايدولوجية، ومن ثم سرعانما قدمت مبادرة، في شكل آلية، دعت اليها كل القوى المؤمنة ببناء سودان جديد، هي مبادرة وآلية لواء السودان الجديد، دون ان تكون في هذه الآلية محاولة لخلق تنظيم سياسي موازى للتجمع الوطني الديمقراطي. فالحركة ملتزمة بكل مواثيق ومقررات التجمع، خصوصا مقررات اسمرا، وعليه تشكلت قوات لواء السودان الجديد بهذا الفهم. فاجتذب المشروع العديد من قبائل السودان الشمالي ها قد اعلن عن الاشعار الآخر. فالدعوة اذن موجهة لكل الحادبين من اجل تواصلا لبلورة، حتى توضح الاسس والبرامج لمشروع السودان الجديد موحد. وقد وضعت لبناتها باصرار، وان اوان الجد.
|
|
|
|
|
|