|
المشكلات الإ جتماعية بين القبلية والسياسة
|
المشكلات الإجتماعية بين القبلية والسياسة لاشك أن لكل مجتمع من المجتمعات مشكلة إجتماعية تختلف مصادرها وأنواعها وتتباين صورها من مجتمع لآخر حسب ظروف أعضائها وتفاعلهم مع بعضهم البعض من ناحية ومع المجتمع من ناحية أخرى. والمشكلة الإجتماعية social problem تعنى موقف يؤثر فى عدد من الأفراد بحيث يعتقدون الأعضاء الآخرون فى المجتمع بأنه أى هذا الموقف هو مصدر الصعوبات والمساواه وهكذا تصبح المشكلة الإجتماعية موقفآ موضوعيآ من جهة وتفسيرآ إجتماعيآ ذاتيآ من جهة أخرى هذا الموقف بالنسبة لمجتمعنا يتجلى بوضوح فى ما يعرف بظاهرة ممارسة القبلية السلبية مرادفآ للنظم والتنظيمات السياسية التقليدية يمكن تفسير عناصرها فى الآتى: (أ) ثقافة القبيلة من حيث تأثيرها على سلوك أعضائها ومن ثم التمسك بالتعامل بها مع أعضاء ثقافات قبائل أخرى مغايرة (ب) عملية الوصمة الإجتماعية social –stilgma فى تمييز القبائل لبعضها البعض . (ج) إستغلال إفرازات القبيلة فى حسم الصراعات السياسية وقبل تفسير هذه العناصر الثلاثة يجب أن نضع تعريفآ إجتماعيآ للقبيلة ذاتها وموقفها داخل المجتمع ككل يمكن القول أن المجتمع society هو كل تجمع للكائنات الإنسانية من الجنسين ومن كل مستويات الأعمار يرتبطون معآ داخل جماعة إجتماعية لها كيان ذاتى ونظمها وثقافتها المتميزة وأما القبيلة فهى مجرد نسق فى التنظيم الإجتماعى يتضمن عدة جماعات محلية مثل القرى والعشائر ولكل قبيلة عادات إقليميا معينا وتسود بينها ثقافة مشتركة ولغة واحدة وإحساس قوى بالتضامن والوحدة بالإضافة إلى مجموعة من العواطف الأولية ونصل بذلك إلى الموقف الذى تكون فيه الثقافة القبيلة ظاهرة قبلية ان التمسك بالثقافة القبيلة تنشئ نوعآ من سلوك وقيم مرغوب فيها داخل القبيلة ذاتـها ولكن أى محاولة للتعامل بها وفرضها على مجموعات ثقافية أخرى مغايرة قد يؤدى إلى النفور لعدم فهم تلك المجوعات ومغزها وكما أن ثقافة القبيلة قد تبنى نماذج مختلفة من الشخصيات وأنماط وسلوك داخل المجتمع من خلال عملية التنشئة الإجتماعية داخل المجموعة من القبيلة يصعب التعامل معهم إلا من خلال فهم منهجى معين أما الوصمة الإجتماعية social –stigma فتعنى علاقة إزدراء أو الأفتراء تلصق بفرد معين أو جماعة عن طريق أفراد آخرين أوجماعة إجتماعية وفى صورها القبلية تقوم قبائل بخلق افتراء أو إ زدراء على بعضها البعض بسبب الصراعات التى تتولد عن عمليات فرض ثقافة قبيلة آخرى الأمر الذى يحتم على القبيلة الموصومة قبول صورتها العكسية وعكسها على أفراد المجتمع فى شكل كراهية أو إثبات العكس لهذه الوصمة أما حالات الصراعات السياسية التقليدية فهى أسهل مجال للممارسات القبلية وخطرها تأثيرآ على المجتمع وفيها يقوم الساسة التقليديين بإنجاز أهدافهم من خلال استغلال إفرازات الصراعات القبلية بين القبائل المتصارعة من حيث إشتعال نيران الفتن أو كسب الأصوات بالباطل.
|
|
|
|
|
|