الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون قرنق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يحي ابن عوف(يحي ابن عوف)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-29-2007, 05:46 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون قرنق


    الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون قرنق دي مابيور هو شعار فلنوقد شموع التسامح والمحبة لأن الدكتور جون قرنق هو الراعي الكبير للتسامح والمحبة وهو الذي دعا السودانيين جميعاً قبل أن يكونوا شماليين أو جنوبيين ، مسيحيين أو مسلمين عرب أو أفارقة ، دعاهم لأن يكونوا سودانيين أولاً .
    ونقول في هذه العجالة سنظل أمناء أوفياء لرؤية السودان الجديد ورؤية قائدنا الفذ الدكتور جون قرنق دي مابيور ،، نحن إذ نحيي ذكرى قائدنا الكبير الدكتور جون قرنق دي مابيور ذلك الشخص الكبير وذلك الشخص البسيط الذي وُلد في منطقة «وانكولي» في لينبور وأطل بفكره الكبير على كل السودان - ذلك الرجل الفقير الذي ولد في أسرة فقيرة متواضعة وولد في قرية فقيرة ولكنه بأحلامه الكبيرة وبقلبه وعقله الكبيرين ذهب إلى كل السودان بل ذهب إلى كل افريقيا وذهب إلى الإنسانية جمعاء.
    الدكتور جون قرنق دي مابيور أتيم الذي ولدته سيدة عظيمة لأنها ولدته السيدة قاك ملوال . ونحن نحتفل تحت شعار التسامح والمحبة
                  

07-29-2007, 06:02 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    العين تدمع.,.. والقلوب يعتصرها الحزن العميق ..بعد الامل الذى لاحت بشريانه واختفى .. الفقيد الدكتور جون قرنق هو ملك خالص لكل أهل السودان
    ولكنه كان قادماً من جنوبه ثائرا وطنياً ..صادقاً يحمل طموحات واحلام وهموم الامة فى النماء..والاستقرار ..والسلام ..لذلك الدعوة الان لولات الامر فينا ولكل الحادبين على مصلحة السودان ونمائه واسقراره .. ولكل العاشقين للدكتور جون قرنق فى نضاله وثورته وكفاحه من أجل المستضعفين فى الارض ان يوحدوا جهودهم وان يلتفوا حول الاجندة والمبادى.. والشعارات التى كان ينادى بها وسقط دونها وهى – السودان الحر المستقل المتحد .. والذى لا مكان فيه لقوى على ضعيف السودان الذى يحكمه القانون والدستور ... وتسود فيه العداله والمساواه والحرية.. والديمقراطيه .. والمحبة ..والسلام .
                  

07-29-2007, 06:39 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

                  

07-29-2007, 07:39 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    حـول مفهوم السـودان الجـديد
    ان تعبير السـودان الجـديد هو اطار فكرى ابتدعناه حتى يعين على استيعاب حقيقة المشكل السودانى كما يعين على حوار هادف حول هذا المشكل بما يقود إلى الحل الأمثل وفى أعتقادى أن المشكلة الرئيسية التى عانى منها السودان منذ الاستقلال فى عام1956 والتـى أعيت الأنظمة المتعاقبة فى الخرطوم هى الأرضية المشتركة التى يجتمع عليها أهل السودان. وبعبارة أخرى لم يكن هناك تطوير واع للمقومات الشتركة للشخصية السودانية بحيث يمنحها كل سودانى ولاءه على اختلاف النابر قبلية كانت أو عرقية أو دينية. ولغياب هذه الأرضية المشتركة اتخذت السياسة فى السودان وجهات تحكمها عوامل التفرقة والتجزئة مثل الطائفية والقبلية والاقليمية وكل هذه العوامل لاتعين على الصهر القومى فى دولة متعددة القوميات. وفى اعتقادى أن هذا هو الاشكال الر ئيس فىالسودان والذى يجب أن تـتجه الأنظار إلى معالجته وايجاد حل له. ولهذا فان أى برنامج لانقاذ السودان جدير بهذا الأسم لابد له من أن ينطلق من هذا الاطار الفكرى .ومن جانبنا فقد تداولنا كحر كة سياسية فى هذا الأمر مليا منذ منشأ الحركة فى عام 1983 .وقد رفضنا يومذاك كما نرفض اليوم أية دعوة لفصل الجنوب أو أى جزء من القطر. وقد رفضنا يومذاك – كما نرفض اليوم- أى اتجاه لمعالجة مايسمى بمشكلة الجنوب بمعزل عن مشكل السودان. وكان تحليلنا يومذاك أن ما يسمى بمشكلة هو فى واقع الأمر مشكلة الخرطوم أى مشكلة ممارسة السلطة فى الخرطوم. ولهذا فقدآثرنا النضال من أجل اعادة جذرية لهيكلة الحكم فى الخرطوم بالصورة التـى تعكس حقيقة التـنوع فى السودان وتعين على بناء أرضية مشتركة للشخصية السودانية وتحقق تركيـبا سياسيا واجتماعيا جديدا يمهد للتحول نحو السودان الجديد كما عزمنا على النضال من أجل خلق وضع جديد يتيح للحركة الشبية والجيش الشعبى مثلهما مثل القوى السياسية الأخرى والأقاليم المختلفة والقوميات المتعددة على امتداد السودان.. يتيح لكل هؤلاء المشاركة الفعالة فى ممارسة السلطة فى الخرطوم.هذه هى الخطوة الأولى والتى نتجه بعدها إلى قضية نظام الحكم فى الأقاليم جميعها وليس الجنوب وحده..قضية الحكم الاقليمى فى الجنوب والغرب والشرق والشمال والسودان الأوسط. وفى تحليلنا لهذا الواقع السودانى لم تكتف بالنظرة إلى السودان المعاصر بل نظرنا إلى السودان فى اطار تاريخى واسع عدنا معه إلى جذور الشخصية السودانية فى التاريخ القديم. وقد أعانتنا هذه النعرة على الوعى بحقيقة هامة هى أن السودان لم يكن فى ماضيه بالكم المهمل كما هو الآن فاجدادنا أقاموا قبل آلاف السنين مملكة كوش التى أزدهرت وتفاعلت مع الحضارات القديمة المجاورة حـتـى أن الأسرة المالكة الفرعونية الخامسة والعشرين كانت سودانية الأصل .وقد تفاعلت هى الأخرى مع الممالك الأشورية فى الشرق الأوسط وخلال عبورنا فى دهاليز التاريخ شهدنا كيف أن المسيحية قد جاءت إلى السودان مباشرة من منبتها فى فلسطين فى الوقت الذى كانت أوروبا تعيش عهد التمزق القبلى والهمجية.كما شهدنا ونحن ننقب فى دهاليز التاريخ عن ماضينا كيف قاد انتشار الاسلام والهجرة العربية للسودان إلى قيام ممالك الفنج والفور ومملكة الشلك وممالك أخرى. واعقب كل هذا الغزو التركى المصرى والذى جاءت نهايته على يد المهدية ثم الاستعمار الانجليزى المصرى والذى جابهته معارضة شعبية عنيفة انتهت باستقلال السودان فى عام 1956 . اما بقية تاريخ السودان عقب الاستقلال فأمرها معروف.ففى خلال العقود الثلاثة التى أعقبتالإستقلال ظل السودان فى حرب مع نفسه ثلثى هذه الفترة… كما شهد السودان خلال تلك الفترة أربعة إنقلابات عسكرية وانتفاضتين شعبيتن وثلاث حكومات ائتلافية فى ظل نظام هو مدنى تعددى وفى اعتقادنا أن السبب الرئيس لتلك الحرب وذلك التقلب فى الأوضاع هو فشل الحكم وعجزه عن إيجاد حل وفق منظور متكامل لمشاكل السودان. وهذا فقد عقدت الحركة الشعبية والجيش الشعبى العزم على أن تقوم-بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى التى تشاركها الرأى-هذا المنظور المتكامل.ويتركز برنامج خلق السودان الجديد على خمسة أعمدة مترابطة ألا وهى:
    1- البعث القومى السودانى
    2- الديموقراطية
    3- الوحدة الوطنية بعيدا عن التمزق الطائفى
    4- النمو الاقتصادى المرتكز على الاعتماد على الذات والهادف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفير العدالة الاجتماعية.
    5- الاستغلال السياسى العسكرى على الصعيد الخارجى والتضامن مع كل شعوب العالم المقهورة.
                  

07-29-2007, 06:38 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    السلام وادعاءات قادة الجبهة الأسلامية

    منذ استلام الجبهة الأسلامية لدفة الحكم فى ثلاثين من يونيو وحتى يومنا الراهن ظلت الجبهة الأسلامية تعزف نفس مقطوعاتها القديمة وغير المتجانسة محاولة اظهارها بمظهر الاستقامة وهم فى ذلك لا يحترمون ذكاء الآخرين فينما يعدون العدد للحرب يحاولون ذر الرماد على العيون بالحديث عن السلام ويرسلون الوفود لتجوب كل العالم لتتحدث عن السلام أعتقد الذى يعرف الطريقة التى يفكر بها قادة الاخوان المسلمين لا يساوره الشك فى مقاصد الاخوان المسلمين فالكل يعلم أن الحركة الشعبية وقبل سقوط نظام نميرى قد طرحت قضيتين مهمتين على مسرح السياسة السودانية الاولى هى المساواة بين مختلف القوميات الوطنية على قاعدة العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين مختلف أبناء الوطن الواحد.

    والثانية هى ايجاد دولة علمانية ديمقراطية وحينما قامت انتفاضة ابريل 1985م انحازت معظم القوى السياسية إلى طريق البحث عن حل عادل من أجل الوصول إلى السلام الدائم ورويدا رويدا ونتيجة للنضال الجماهيرى الواسع والشجاع والهزائم العسكرية التى منى بها دعاة الحل العسكرى توصلت أوسع القوى السياسية فى بلادنا إلى ضرورة الوصول إلى قاعدة العدالة والمساواة الاجتماعية وظلت قضية السلام وقضايا الخبز والديمقراطية وتعميقها بتنفيذ شعارات الانتفاضة محور الصراع فى بلادنا طيلة فترة ماعقب الانتفاضة الى ان تمكنت القوى الجماهيرية والديمقراطية بعد انتفاضة فى ديسمبر 1988م بفرض قضية السلام فى مقدمة أجندة الحكومة الوطنية التى شهدت مشاركة قوى ديمقراطية وجماهيرية ونقابية مما أصبغ عليها طابع ديقراطى نسبى ولم يشذ من تأييد برنامج الحكومة الوطنية سوى الجبهة الاسلامية التى رأت فى تبنى الحكومة الوطنية لقضية السلام ضعفا ما بعده ضعف ودعت الى تسوية الحرب بالحرب ولعل المتذكر والمطالع لاعلام الجبهة الاسلامية فى ذلك الوقت لاتفوته هذه الملاحظة منذ أول وهلة وظلت الجبهة الاسلامية تشكك فى جدوى النظام القائم واستسلامه لاعداء الوطن والدين والطابور الخامس ودعت علنا بقيام المليشيات خارج القوات المسلحة وأعلنت عن هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن التى يرأسها المشير سوار الذهب وحركت المظاهرات المسماة بثورة المصاحف وأيقظت الصراع الدينى بحرق الكنائس كما حدث فى الثورة وغيرها وكفرت الحاكمين وأعلن قائدها حسن الترابى الجهاد من على منابر الجبهة الاسلامية فى ندوة فى جامعة الخرطوم وأعلن سقوط الديمقراطية.

    ثالثا وهاجمت مذكرة القوات المسلحة الداعية للسلام وبثت الاشاعات عن الانقلابات وانفراد عقد الامن وقد كان وفى كل هذا يتأتى لنا الجزم بأن الجبهة الاسلامية هى الوحيدة المستفيدة من الحرب وخصوصا إذا أضفنا الحقائق التالية انه وبعد اجتماعى ابريل ويونيو فى أديس أبابا وبعد أن تم الاتفاق على طريقة تنفيذ كل متطلبات المبادرة السودانية والتى تبنتها الحكومة لم يتبق سوى قوانيين سبتمبر التى ارجأت الى اجتماع 4يوليو 1989 وحدد موعد المؤتمر الدستورى فى الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه وقد كانت كل الدلائل تشير الى امكانية قوانين سبتمبر خصوصا بعد سحب مشروع القوانين الاسلامية الجنائية من البرلمان واتفاق الجيش والنقابات والاحزاب والحركة الشعبية على ذلك وبعد كل هذا حدث انقلاب الثلاثين من يونيو وما حدث بعد ذلك لايدع مجالا للشك ان الجبهة الاسلامية هى القوى الوحيدة المستفيدة من الحرب وهى قوى الظلام واليوم بعد أن أحسوا بالخطر القادم من حليفهم الأول الولايات المتحدة الأمريكية بفرض السلام عليهم أن لم يكن بالسلم سيكون بالقوة بدأوا فى تصحيت النـزعات والنعرات القبلية من أجل تفتيت وتقسيم هذا الوطن كما بدأ اعلامهم المضاض بنشر وبث الأكاذيب حول برنامج الحركة الشعبية السياسى والتشكيك فى وحدوية الحركة الشعبية والديمقراطية التى ندركها نحن جيدآ وأخيرآ أقول للجبهة الاسلامية بجناحها العسكرى أو المدنى من يبحث عن الديمقراطية والسلام لا يحتاج إلى وسيط.

                  

07-30-2007, 05:06 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    لمحات من تاريخ الثورة فى الجنوب
    فى خمسينيات هذا القرن نشأت حركة الانيانيـا فى جنوب الوطن وفق هدف واضح للانفصال تأسيسا على مفاهيم وتصورات عرب مسلمين، جنوبيـين مسيحيين و أبان نتائج الاستقلال زادت القناعة بأن السودنة لم تلبى طموحات وآمال الجنوبيـين وفق ما أعدته تجليات الممارسة السياسية الشمالية فى الاستئثار بالسلطة والثروة وبالمقابل أدى هذا الوضع لاندفاع الانيانيا إلى ردفعل اكبر ومن هنا بدا يتبلور مناخ سياسى ثقافى وجدانى وبشكل صريح وواضح بأفق الانفصال وبدا قطاع واسع من المثقفين والأكاديميين والعسكريين للانضمام لحركة الانيانيا كتيار عام جنوبى بل أن داخل تشكيلات الانيانيا القائمة على التحالفات القبلية كانت كل مجموعة تقاتل من مواقعها الجغرافية وفى غمره معارك الانفصال اتخذ جوزيف لاقو الشكل التنظيمى ليتبلور شكل مؤسسى باسم الانيانيـا وعلى أساس التحالفات القبلية وفى هذاالإطار تم توحيد مجموعات الانيانيـا بإنشاء رئاسة مركزية فى ونجبول وبدأت الحركة تأخذ وضعها الإقليمى وبعدها الدولى عبر تراثها القتالى وكون وجدانى مشترك نفسى وسياسى مما أدى بالقضية إلى وزن اكبر وصدى اعمق إلى إن كانت رحلة اتفاقية أديس أبابـا 1972 وفى هذا الإطـار كانت تتبلور حول مفاهيم وتصورات الانيانيا تيارات حول صحة وافق الانيانيا كجزء وكيان يتأثر بتطور الفكر والثقافة الإنسانية وتجلياتها على القارة الإفريقية بكاملها خاصة وبروز أجيال جديدة صاعدة من المثقفين داخل حركة الانيانيا يحكمهم وعى ومفاهيم حركات التحرر الوطني من حيث الرؤية والأفاق وتحددت هذه التيارات فى أنشطتها داخل حركة الانيانيا بقطاعات طلابية ومهنية وعسكرية وحينما بدأت سلطة مايوبإجهاض اتفاقية أديس أبابا كان لابد لهذه التيارات أن تعبر نفسها فى إطار مجموعة تساؤلات عميقة خلفتها آثار الاتفاقية داخل مجموعة الانيانيا عن الغريبين عن الانيانيـا ويجنون ثمار معاركها ويتحدثون باسمها والذين وظفوا الاتفاقية لمصالحهم الشخصية دون حل جذرى ليتوفر موضوعيا المناخ لالتقاء مجموع هذه التيارات ذات الأفق الوطني الديمقراطى المرتكز أساسا على شعارات التحرر الوطني الديمقراطى وبأفق وحدوى شامل مثل منظمة نـام ومنظمة الاماتونج الثورية لتلتقى معظم الرؤى والتصورات حول إعادة النظر فيما مضى لتلعب هذه النقلـة دورا في إعادة النظر فى أفق الانيانيا والنظر لوحدة السودان برؤى جديدة وتأسيس النواة الأولى كحركة ثورية مسلحة وكان الالتقاء على ميثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان وانطلاقتها التاريخية فى 15/ مايو/ 1983 وكان لابد إن تصطدم مفاهيم وتصورات النواة الثورية للحركة بـالإرث القديم للانيانيا بل كانت توصف هذه النواة أحيانـآ بالعمالة وسـاد مفهوم بان الحركة الشعبية ستخرجهم من مـأوى الانيانيا إلى لا مـأوى فى إطار غياب الإدراك السائد بالقوى والمجموعـات الديمقراطية شمالا وتدريجا تم ملامسة ذلك عقب انتفاضة مارس 85 وبتطور الأحداث عقب انقلاب 30 / يونيو ومــؤشرات الاستعراب والآسلمة وأمام تجارب إثيوبيا وإرتريا والمتغيرات الإقليمية والدولية بدا شعار تقرير المصير يعبر عن نفسه فبرزت بالمقابل المحاولة الانقلابية الفاشلة والتى راهنت بكل ثقلها وارتكزت على الإرث تاريخى للانيانيـا والتشكيك فى جدوى الوحدة ويمكن التساؤل عن دور القـوى الديمقراطية حالي
                  

07-30-2007, 06:54 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    حول برنامج قوة السودان الجديد

    صحا السودانيون، في عام 1983 ، والنظام الديكتاتوري قد بلغ قمة هياجه واستبداده وصلفه، على صوت جديدة ومبادرة تستبطن اهدافا ورؤى جديدة وشاملة. كان ذلك الصوت هو البيان التأسيس للحركة الشعبية لتحرير السودان .. الامر الذي ادهش الكثيرين . فالمبادرة تأتي هذه المرة من جنوب السودان لا من منابر الشمال التي اعتادت تقديم الافكار والمبادرات والبرامج، وحدها، ردحا من الذمان. انقسم المجتمع الشمالي تجاه تلك المبادرة، الى ثلاثة اقسام: قسم اول رأي ان الحديث عن تحرير السودان، هو حذلقة لفظية، والبيان لايقدم جديدا، والحركة الجديدة هي امتداد للحركات التي درج على تسمياتها بحركات التمرد والخوارج.. فمن من، اذن، تريد ان تحرر السودان، والسودان قد تحرر يوم رفع علمه؟ وقسم ثانى رأى الحركات الجنوبية السابقة، الخارجة، كان اقص طموحاتها الاستئثار بالجنوب وفصله عن الشمال. اما الحركة الجنوبية الجديدة فطموحاتها تستهدف كل الشمال اذا امكن او أجزاء كبيرة منه اذا تعذر ابتلاعه كله. وهنالك قسم ثالث راى في المبادرة اطروحة عملية تضع السودان في مواجهة قضيتة الوطنيةتماما. كان اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية، في ذلك الزمان، وهو في الاصل مشروع حزب وطني ديمقراطي يرى ان مستقبله في افساح المجال لكل التيارات الديمقراطية، بمختلف اطروحاتها، لان تلتقي من اجل ذلك الحلم وهو التنظيم الديمقراطي الواسع الذي يضم الغلابة والمسحوقين وصانعي الحياة من المنتجين. لهذا السبب رأي ان المبادرة جديرة بالاهتمام والمتابعة. فقام اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية، بترجمة البيان التأسيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان بعد انتفاضة ابريل1986 وعودة الديمقراطية فتح اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية الحوار مع جماعات عديدة لاستكمال مشروعه على مستوى التقدميين والاحزاب الصغيرة ذات البرامج الرافضة للمشروع القديم واطروحته التقليديه بل تقدمنا خطوة جريئة بانضمامنا الى تضامن قوى الريف. كنا نرى في هذا التحاما بقوى الغلابة والمسحوقين. في فبراير عام 1986 ، في مبادرة غير مسبوقة، ساهم اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية بصورة رئيسية في ان ينطلق لفيف من قيادات العمل الفكري والسياسي صوب اثيوبيا لعقد ندوة ورشة امبو. فكانت مساهمة جريئة افسحت المجال لاول مرة لاكاديميين، رأي نقابيين، وممثلي تيارات ديمقراطية وطنية من الشمال لحوار حر وعميق مع الكوادر الديمقراطية، التي انجبتها تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان، تلك التجارب التي افرزتما فوهة البندقية ومعاناة الانقطاع عن الحياة المدنية والصراع المتصل بين التيارات والاطروحات لم يتح لها من قبل لقاء على هذا المستوى من المسؤولية. قدمت خلال ندوة امبو اوراق عمل عديدة حول قضايا. الهوية، الاقتصاد، السياسة، القوات المسلحة، العلاقات الخارجية، اقتسام السلطة والثروة، قضايا القوميات والمهمشين، المؤتمر الدستوري ونظام الحكم..كان ذلك الحوار هو الاول من نوعه بتلك الجديه وذلك العمق. وكان قد سبق قبيل انعقاده، بارهاصات من التهديد والوعيد من السلطات الحاكمة آنذاك واصمة المتحاورين بالخيانة العظمى للوطن والدين ولامة..اذن فقد كان لقاء محفوفا بالمخاطر جريئا في نفس الوقت، وقد قاد الى بيان هام تمت فيه دعوة قوى السودان الجديد الى التفاعل والتحرك صوب الانصهار والاندماج والتصدي لبناء مجتمع جديد يكون فيه الانتماء حرا. خلق جو التهديد والوعيد ولاتهامات حالة من التردي ادت الى الا فتقار الي العقلانية والى مناخ لايمكن ان تتبلور فيه الامكانات وتعبر عن نفسها، وارتفعت شعارات عديدة لمن يمثلون مراكز الاستعلاء العرقي والهيمنة القومية تشير الى مؤامرة وهمية يقف وراءها الاستعمار، اسرائيل، بعض دول الجوار، مجمع الكنائس العالمي يؤازرها طابور خامس في الداخل تستهدف عروبة السودان واسلامة ..صمت كثير من اهل الرأي خشية وتهيبا في مواجهة هذه الغوغائية. فانقطع عمق الحوار الموضوعي المسؤول الى ان دشنت الجبهة الاسلامية مشروعها بالانقلاب الفاشي. هنالك ظاهرة صاحبت تطور مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان وانطلاقها ومبادراتها. لقد بدأت الحركة من جنوب السودان وكان قوامها قبائل الجنوب، التي ارتبط تاريخها بالعديد من التمردات المسلحة واحيانا بالدعوة الى الانفصال عن الشمال ولان مشروع اتسم بالشمول والوضوح والواقعية، وجد صدى وقبولا عند كثيرين ولانه رأى في تحرير السودان، من تخلفه ومن مشاكله المزمنة ومن مهددات وحدة شعوبه ومن الغبن الثقافي والقومي لقومياته المتعددة، الى جانب تحقيق للعدالة وتوزيع، متساوى للثروات، وبناء الاطراف، وتفعيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذلك لقى صدرا رحبا وجماهير عريضة تتلقاه بسبب هذه الدعوة الشاملة والبرنامج الواضح والواقعي، انضمت للحركة الشعبية لتحرير السودان قوميات شمالية لم يعرف تاريخها دعوة للانفصال كقبائل جبال النوبة، النيل الازرق، المسيرية وافراد من الشمال ولقد لعبت هذه القوميات والعناصر دورا هاما في ترسيخ الاتجاه الوحدوي داخل الحركة، بل ساهمت في هزيمة الانفصال عسكريا. وكان على الحركة الشعبية ان تواصل مبادراتها، خاصة بعد ان تمتعت بارث غزير وخبرات هائلة وبعد ان واجهت مختلف انظمة وحكومات السودان المتعاقبة، عسكرية وديمقراطية وايدولوجية، ومن ثم سرعانما قدمت مبادرة، في شكل آلية، دعت اليها كل القوى المؤمنة ببناء سودان جديد، هي مبادرة وآلية لواء السودان الجديد، دون ان تكون في هذه الآلية محاولة لخلق تنظيم سياسي موازى للتجمع الوطني الديمقراطي. فالحركة ملتزمة بكل مواثيق ومقررات التجمع، خصوصا مقررات اسمرا، وعليه تشكلت قوات لواء السودان الجديد بهذا الفهم. فاجتذب المشروع العديد من قبائل السودان الشمالي ها قد اعلن عن الاشعار الآخر. فالدعوة اذن موجهة لكل الحادبين من اجل تواصلا لبلورة، حتى توضح الاسس والبرامج لمشروع السودان الجديد موحد. وقد وضعت لبناتها باصرار، وان اوان الجد.
                  

07-30-2007, 05:41 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

                  

07-30-2007, 08:45 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    التجربة الثورية للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان

    ستظل التجربة الثورية للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان والتي تفجرت في 15 مايو 1983م حركة ثورية عميقة الدلالة وإبداعاً ناصعاً في تاريخ التطور السياسي والاجتماعي لشعبنا ، حيث أدركت تلك الثورة ومنذ مرحلتها الأولى طبيعة السؤال الجوهري لحركة الثورة السودانية وارتباطها الموضوعي بل والحتمي بالجماهير سواء في الشمال أو في الجنوب ، وقد قاد وعي تلك الحركة الفكري والاجتماعي المتقدم قياداتها وطلائعها الثورية منذ الوهلة الأولى إعلان انحيازها للجماهير السودانية المغيبة والمهمة عن المشاركة السياسية لنظام الدولة الاستعماري وسياساته التي تمسكت بها البرجوازية الوطنية شمالاً وجنوباً والتي تشبثت بمصالحها الضيقة ونبذت أي تفكير لإحداث التحول الوطني الحقيقي وإكساب الاستقلال بعده الاقتصادي والاجتماعي متمثلاً في خلق وإنجاز مشروع التحول الثوري القادر على استيعاب طموحات كافة السودانيين في المشاركة لبناء الوطن الواحد وتنميته ورفاهيته.
    ومن جهة أخرى فقد كان تميز حركة ثورة 15 مايو الشعبية المسلحة أنها جاءت ترجمة عملية للأفكار الثورية التي حملتها قيادتها النابغة من المدرسة الثورية الإفريقية الكبرى لضرب الاستعمار في إفريقيا وإنجاز مهام حركات التحرر الوطني الإفريقية العميقة والجوهرية المستندة على فكرة وحدة الشعوب الإفريقية والتضامن المشترك للقضاء على الاستعمار ومخلفاته في القارة والإيمان الحتمي بوعي الجماهير وانطلاقا من كل هذا فقد سارت ثورة 15 مايو بثبات لتحقيق مشروعها الوطني الكبير باستنهاض ودعم كافة القوى السياسية الجديدة المؤمنة بإنجاز أهداف الثورة السودانية وتحقيق حلم خلق السودان الجديد، سودان الديمقراطية والوحدة والسلام.
                  

07-30-2007, 08:56 PM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    الصديق
    ود ابنعوف
    شكرا لهذا التوثيق الحى
    لسيرة الراحل المناضل
    جون قرنق
                  

07-31-2007, 07:51 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    التنوع التاريخى

    هذا هو الكتاب المقدس، وهو بين يدي وليس فى رأسي، فى سفر التكوين، الإصحاح الثانى، الله بحكمته المطلقة خلق كل شئ، "غرس الرب الإله جنة فى عدن شرقاً ووضع هناك آدم الذى جبله، وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. إسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب، وذهب تلك الأرض جيد، هناك المقل حجر الجزع (العطور النادرة والأحجار الكريمة). واسم النهر الثانى جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش. واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات". للناس فكرة مبسطة عن جنة عدن إذ يعتقدون أنها قطعة صغيرة من الأرض. فى الحقيقة أن جنة عدن مساحة كبيرة وممتدة من الأرض- فهى تنبسط من قيهون(قحيون) جنوباً الى الفرات شمالاً. وفيهون وفيشون اللذان يجريان فى أرض كوش هما نهرى النيل الأبيض والنيل الأزرق. وتقع كوش، وفقاً لتفسير إحدى الحواشي، فى السودان. فالسودان مذكور بالحرف فى الكتاب المقدس بينما يعتقد الدكتور حسن الترابي أن تاريخ السودان لم يبدأ إلا فى عام 1989 عندما استولى على السلطة.


    ذكر السودان أيضاً فى سفر الملوك الثانى، الإصحاح التاسع عشر، "فرجع ريشاقى ووجد ملك أشور يحارب لبنة لأنه سمع أنه ارتحل عن لخيش، وسمع عن تهارقا، ملك السودان، قولاً قد خرج ليحاربك قائداً لجيش المصريين فعاد وأرسل رسلاً الى حزقيا ملك يهوذا". ونلاحظ هنا عمق الروابط التاريخيَّة بين مصر والسودان وأنهما كانا بلداً واحداً. ويذكر سفر أخبار الأيام الثانى، الإصحاح الرابع عشر، أنَّ حرباً وقعت بين الإسرائيليين وجيرانهم، وكان السودان أحد هؤلاء الجيران، "وكان للملك آسا جيش يحملون أتراساً ورماحاً من يهوذا ثلاثة مائة ألف ومن بنيامين من الذين يحملون الأتراس ويشدون القسي مائتان وثمانون ألفا. كل هؤلاء جبابرة بأس. فخرج إليهم زارح السوداني بجيش ألف ألف وبمركبات ثلاث مئة وأتى الى مريشة، وخرج آسا للقائه واصطفوا للقتال فى وادى صفاتة عند مريشة. ودعا آسا الرب إلهه وقال يا أيها الرب ليس فرقاً عندك أن تساعد الكثيرين ومن ليس لهم قوة".



    يتضح من ذلك أنه كان لنا حاكم يدعى زارح استطاع أن يعد جيشاً قوامه مليون رجل. إذن، حينما يصرح البشير بأنه سيجهز جيشاً من مليون مقاتل فهو لن يكون أول سوداني يفعل ذلك، فهذا ما تم فعله قبل آلاف السنين. أيضاً، فى سفر زكريا، الإصحاح الثامن عشر، كما يعلم الكثيرون منكم، ورَّد أن الله سيعاقب السودان، ويبدو أن هذا العقاب قد وقع علينا بالفعل. هذا هو تاريخنا وهذا ما صنعنا نحن. لا بدَّ من الرجوع الى الماضى حتى ندرك الحاضر ونمهد الطريق الى المستقبل. فقد ازدهرت حضارات كوش، ومصر الفرعونية، والممالك القروسطية منذ آلاف السنين قبل الميلاد. ومن ثم، ومع بداية الحقبة المسيحية، قامت فى السودان حضارات قوية تمثلت فى ممالك النوبة المسيحية والتى دامت لأكثر من سبعمائة عام. وتبع ذلك، ومع ظهور الإسلام وتدفق المهاجرين من شبه الجزيرة العربية، إقامة ممالك إسلامية قوية. وبعدها جاء الحكم التركي-المصرى، ثم المهديَّة، ثم الحكم الثنائي الإنجليزي-المصري الى أن نال السودان لاستقلاله فى 1956. هذا هو ما أطلق عليه التنوع التاريخى، وهو جزء منا. فالناس الذين ورَّد ذكرهم فى الكتاب المقدس، والذين غزوا يهوذا بجيش مكون من مليون فرد، من ناحيَّة أحفادهم، حاضرون بينكم هنا، فإلى أين تعتقدون أنهم قد ذهبوا؟ فالأرض لم تنشق لتبلعهم بل هم موجودون فى السودان. كذلك هؤلاء الذين أقاموا الممالك النوبية المسيحية، والذين أسسوا الممالك الإسلامية أيضاً، موجودون فى السودان. هذا جميعه ما زال حتى وقتنا الراهن، يشكلنا ويكون جزءاً من هُويتنا. يجب أن نكون فخورين بتاريخنا ويجب أن ننقله لأولادنا، كما يجب تضمينه فى المناهج التعليمية وتدريسه للطلاب لكي ندرك ثقافتنا وثراء ماضينا. فالتاريخ لم يبدأ مع د. الترابي ولكنه يرجع طويلاً جداً الى الوراء. هذا هو التنوع الذى أقصده





    التنوع المعاصر

    الشكل الآخر من التنوع هو التنوع المعاصر. يتكون السودان من قوميات متعددة، من مجموعات اثنية متعددة، أكثر من 500 مجموعة تتحدث أكثر من مئة لغة مختلفة، ومن قبائل كثيرة. هذا هو الموجود وأنا لم أختلقه. فالدناقلة ما زالوا يتكلمون "بالدنقلاوى"، والبجة ظلوا يتحدثون "بالبجاوية". وحدث لى شئ غريب عندما ذهبت الى شرق السودان، فى منطقة همشكوريب، لأتفقد قواتنا الموجودة هناك. كنت أخاطب شباب البجة، وهم لا يعرفون العربية إنما يتكلمون لغة البجة فقط، وأنا قادم من الجنوب وأتحدث معهم بالعربية، فكان لا بدَّ لى من الاستعانة بمترجم، كدكتور الواثق وهو معي الآن، ليترجم حديثى من اللغة العربية الى لغة البجة. هذا هو التنوع المعاصر. نجد العديد من القبائل فى الجنوب، مثل الدينكا، والنوير، والشلك، والزاندى، واللاتوكا، والفرتيت، والمورلى وغيرها من القبائل. وفى الشمال أيضاً توجد قبائل كثيرة غير عربيَّة، فهناك النوبةأ والفور، والزغاوة، والمساليت، والعديد من القبائل العربية كالبقارة، والكبابيش، والرزييقات، والجعليين وغيرهم. لدينا كل هذه القبائل وغيرها. هذا هو التنوع، وهو أيضاً هناك ولم أفتعله أنا. ولدينا أديان مختلفة، فهناك المسلمون، وهناك المسيحيون وأصحاب كريم المعتقدات الأفريقية. أما مفهوم الإله الواحد فهو شائع بغض النظر عن دين الفرد. فالدينكا، مثلاً، يؤمنون بإله واحد يسمونه نيالج، ويشيع مفهوم الإله الواحد أيضاً وسط كل القبائل الأخرى، إذ ينطبق هذا على النوير والشلك كما ينطبق على القبائل الأخرى فى جنوب السودان. إذن، لدينا أديان مختلفة كلها متعايشة منذ زمن بعيد، باختصار هى الإسلام والمسيحية والديانات الأفريقية التقليدية.

    هكذا، فإن هذا التنوع المعاصر، "قومياً" واثنيا وثقافياً ودينياً، يشكل جزءاً من، وكما أراكم أمامي الآن فأنتم مختلفون ولكنكم واحد، والتحدي الذى يواجهنا فى السودان هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخى والمعاصر لكي ننشئ أمة سودانية، نستحدث رابطة قومية تتجاوز هذه "المحليات" وتستفيد منها دون أن تنفى أي من هذه المكونات. إذن، وحدة بلادنا، الوحدة التى نتحدث عنها، لا بدَّ أن تأخذ هذين المكونين لواقعنا بعين الاعتبار حتى نطور رابطة اجتماعية سياسية لها خصوصيتها، وتستند على هذين النوعين من التنوع، رابطة اجتماعية سياسية نشعر بأنها تضمنا جميعاً، وحدة أفخر بالانتماء إليها، وأفخر بالدفاع عنها. يجب أن أعترف بأنني لا أفخر بالوحدة التى خبرناها فى الماضى وهذا هو السبب الذى دفعنا للتمرد ضدها. إذن، نحن بحاجة الى وحدة جديدة، وحدة تشملنا كلنا بغض النظر عن العرق أو القبيلة أو الدين، بحيث انه إذا حضر أى شخص الى الخرطوم، سواء كان قادماً من الجنينة أو من كادوقلى أو من جوبا أو من نمولى، فهو مواطن سوداني جاء الى العاصمة، "وحدث ذات مرة وأنا قادم من جوبا الى الخرطوم، وفى القيادة العامة وكنت وقتها عقيداً ومحاضراً فى جامعة الخرطوم، كلية الزراعة، أن سألني زميلي فى القيادة العامة: جون، متى حضرت الى السودان؟ فالسودان بالنسبة له هو الخرطوم".
                  

07-31-2007, 08:02 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السنوية الثانية للفقيد الراحل و المناضل الوطني و الزعيم القومي و المفكر الدكتور جون (Re: يحي ابن عوف)

    سلامي لك ود سيد احمد وعظيم التحايا و أجزل الشكر علي تعليقك الغني
    سيبقى الدكتورقرنق حياً برؤياه وأفكاره ومبادئه
    ولد د. جون قرنق ولم تكن في فمه ملعقة من ذهب , جائعا بين الجياع , عاريا بين العراة , منبوذا بسبب اللون والدين , مضطهَدا بين الملايين. شاهد جون قرنق المئات وربما الالاف يُساقون للذبح كشاة لم تنطق بنت شفة كفرا والحادا سوى انهم طالبوا بان يكونوا مواطنين في بلدهم وليس ضيوفا عليه او مسًاحي احذية فيه .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de