|
الحسن فى بيت الافعى ...؟
|
الحسن فى بيت الافعى
ولد محمد الحسن بيل المديرية الشمالية..توفيت ولدته فى نفس يوم ولادته فتربى على يد عمته كان حلم ابيه أن يصبح عندما يكبر كما يحلم كل الأباء أن يكون طبيبآ أو على الأقل مهندسآ زراعيآ ليرعى شئون الأرض فى البلد ولاكن الحسن ترك المدرسة ليعمل مع والده فى الزراعة بسبب الظروف التى ألمت به كان حال الحسن مثل حال كل ناس الشمال منزله من طين ويشرب مثل غيره ايضآ من مياه الأبار أو من النيل مباشرة وأهل الشمال يضيئون منازلهم بفوانيس الجاز ويعتمدون على حرفة الأجداد فى المعيشة الاوهي الزراعة هى كل حياتهم الأقتصادية وربما الأجتماعية فكان الحسن جزء أصيل من ذلك النسيج كان والده الحسن يكثر له من وصاياه على الأرض حتى أرتبط بها أرتباط الطفل بأمه ترعرع الحسن وكبر وتزوج من بنت عمته أم الحسن ولاكن القدر لم يمهل والده كثيرآ اذ توفى بعد زواج محمد الحسن بشهر واحد فتركه وزوجته فظل الحسن يعمل فى الأرض ويتذكر كل لحظة وصية والده الأرض الحسن التمر الحسن الغنيمات الحسن جيرانك الحسن جلس الحسن على عنقريب من الحبال حائرآ يفكر فى مستقبله وما آل اليه حال البلد دخل عليه ود المسيعيد وكلتومة بت الزين وهو لا يزل مستغرقآ فى حيرته. وهذا هو حال أهل الشمال لابد من تفقد بعضهم البعض من حين لاخر أو فى
حالة غياب أحد أهل الدار عن المنطقة ود المسيعيد وكلتومه صحيا فى وقت واحد سلام هوى ياالجوه فرد عليهما الحسن اتفضلوا أهلآ ياود المسيعيد أهلآ كلتوم بت الزين بادره ود المسيعيد بقوله شنو الحكاية ياالحسن طول عمرك ما أنقطعت من الخلوة ماشفتك فى الصلاه الليلة رسلت فطورك وغداك وعشاك مع الشفع للخلوة وأنت ماجيت خير أن شاء الله من عادات أهل الشمال تقديم الأكل والشاى إلى الخلوه لاكرام الضيوف الذين يأتون من بعيد وهى عادة قديمة ومتأصلة فى اهل الشمال، أستعدل الحسن فى جلسته وقال :والله ياود المسيعيد فكرت فى السفر للخرطوم ودالمسيعيد: لى شنو خير ان شاء الله الحسن: أنت ماشايف الحال كيفنو ياود المسيعيد الجاز ما فى والمكن واقف وما قادرين نزرع الحال واقف مرة واحدة وهنا تدخلت كلتوم فى الحوار بقولها تخلى ارضك الحسن وتمشى وين البخلى دارو بيقل مقدارو الحسن: نسوى شنو ياكلتوم بت الزين ده الحال العلينا ما بيدنا حاجة ويسأله ود المسيعيد :طيب يا الحسن أنت داير تسافر تشتغل شنو الحسن: والله ياود المسيعيد إنشاء الله أشيل الطوب فى كتفى اخير من النحن فيهودا. وبعد تفكير عيق قرر محمد الحسن السفر إلى الخرطوم وبالفعل ركب اللورى متجهآ إلى الخرطوم وبعد يومين من المعاناة وصل إلى نقطة التفتيش فى ضاحية أمبدة غربى أم درمان صعد رجال الأمن إلى ظهر اللورى وسأله أحدهم أنت ماشى وين يازول الحسن:أن ماشى أشوف لى شغل الحال وقف فى البلد الجاز مافى الزيت مافى كل شىء مافى. ضحك رجل الأمن ونظر إلى زميله ثم خاطبه بصيغة الأمر نزل الزول ده وركبو التونسية سريع.
|
|
|
|
|
|