الأخوة والأخوات الآعزاء أسمحوا لى أن أعيد نشر مجموعتى القصاصية الآخيره حكايات من زمن الآزمة أتمنى أن تجد رضاء الجميع وهى عبارة عن مجموعة قصص قصيرة
غيرة مدمرة
يمرالصباح متثاقلآ حتى الظهيرة’ أجرجر ذاتى للأتهيأ لاسقبال يوم جديد أتلفت حولى أتأمل الأشياء.. المنضدة قبالة السرير بعض كتب..بقايا سهرة تذكرنـى على الدوام بروتين المنفى الـممل. ساهمآ شاردآ انظر إلى الساعة فيقفز إلى ذاكرتى موعد محدد احتفال سياسى؛ انـهض سريعآ ؛ ألمـلم نافر أجزائى متوجهأ إلى حيث الاحـتفال وقدكان المكان عامرآ بالأصدقاء والمعارف..سلامات..أهلآ وسهلآ..كيفك؛ وهكذا. وبين التصفيق والأعناق المشرئبة وهمهمات الاستحسان للوصلة التى قدمت فيها بعض الإنشاد الوطنى..تـتقدم المذيعة الداخلية على خشبة المسرح وتعلن: "نادين" فى كلمة قصيرة عن مناسبة الاحتفال..ووسط التصفيق تساءلت وصديقى عبدالرحمن من تكون هذه الفتاة فكان رده انـها ضمن اللجنة المنظمة للحفل.ولأننى كنت مهيأ للمشاركة ببعض الأشعار التقيتها وراء الكواليس مستفسرآ عن الوقت الذى سأقدم فيه مساهمتى وفى اللقاء السريع عرفتها بنفسى وعن انتمائ السياسى. ما هى الا ساعة ووقفت أمام الجمهور لآقدم بعض القصائد حماسة جياشة ملأتنى وانا أنتقل بين الأبيات التى ترسم تضاريس الأزمة وتشير للأفق القادم..أنهيت مساهمتى وأنا أتصبب عرقآ فهمست قائلة: كنت رائعا وشكرآ للمشاركة. اخذتنى روعة صوتـها وابتسامتها العريضة وذلك الوجه الوضاء والأسنان اللؤلؤية وفى اعماقى هتف. يالك من ساحرة ومن لحظتها امتدت نادين فى دواخلى لتحرك ماض انا مسكون به..وراحت تتقاذفنى التساؤلات الحدة هل هى الأمل المنشود..هل أحببتها حقآ؛ وهل وهل؟؟حسمت امرى ورحت أسأل عدة مرات عنها ولكن دون جدوى.
مرة ألأيام والشهور عجلى لتزداد نادين بريقآ وألقا بداخلى وبين سياج لهفة الأشواق والصدفة العفوية التقيتها؛ سألت عنك ولـم أجد اليك طريقا..وأردفت مضطربآ وكانت فى عجلة من أمرها..بادرتـنـى بأنـها فى طريقها إلى موعد هام وتأمل لقائ فيما بعد. اقترحت عليها كيفية اللقاء واستجابت. وتمر دورة الأيام وانا أسابق زمنى إلى يوم لقائ بـها وكان اللقاء واضحا وصريحآ؛ رغم ما تخلله من بعض تردد وارتباك. صارحـتها بحقيقة مشاعرى وتجاربى وبادرت هى بالإ سهاب عن أوضاعها وطموحاتـها أمالها وحكت لى وحكيت لـها لم تـهزنى علاقاتها المـتعددة وتحدثنا كثيرا عن اثار الزمن فينا وعلاقة الظروف بالمشاعر وأننا جميعآ ضحايا أزمة وختمنا اللقاء بالعهد على التواصل لترى هذه العلاقة النور. يومها نمت نومآ عميقآ هادئا وكاننى امتلك العالم بين يدى وبعدها تحولت لقاء اتنا إلى وتيرة منتظمة؛ عرفـتها باصدقائى وجميع معارفى. كنت مـمتـلئآ بالأمل والتفاؤل بمستقبل هذه العلاقة وظلت لقاءاتى بـها محفوفة بالهيام والوجد. وفى غمرة وهم جميل تملكنى رحت أحلق فى فضاءات عشقى "نادين" يـا أنت يـا ملتقى الدروب وانسابت قريحتى
يانور من السودان صدرك مطار لى
شفتاك امنية يانور منالسودان
يازهرة برية
وفى احد لقاءاتنا ونحن فى الطريق التقينا بأحد الأصدقاء وزوجته؛ وبينما نحن نـتـبادل السلام التـقليدى وأطرافا لحديث فإذا بنادين تـتلبسها حالة غيـر طبية من الانفعال؛ غالبيته بالصمت تارة؛ وتارة بعدم المشاركة فى الحوار؛ وعقب انصرافنا وما ان ابتعدنا خطوات عنهم بادرتنى قائلة ما هى علاقتك بـها لم أعر الأمر اهتمامآ باعتباره من الغيرة
الطبيعية وكان ردى لها علاقة صديق بزوجة صديقه ولكن تكرر الأمر حين قدمتها لأحدى الصديقات فاصبح هاجسآ يخيم على هذه العلاقة وكان التتويج لهذا الاتجاه المدمر فى ذات إحدى الأمسيات يصلنى صديقى منزعجآ وبيده خطاب معنون اليه يحذره منى وعلاقتى بأسرته كان كلانا مندهشآ مما يحدث وتحدثنا طويلا بحكم طبيعة وعمق العلاقة التى تجمعنا عن من يا ترى الذى قد كتب هذا الخطاب ومن خلال تقصى الحقا ئق ثبت بالدليل ان مرسل الخطاب هى نادين أن ينهار إنسان بداخلك أن ينهدم الأمل الجميل بسلوك لم أشك فى حبها لى ولكنها الغيرة المدمرة كنت أحاول الحفاظ على هذه العلاقة بأى ثمن متتازلاعن الكثير ولكن هل يعيش الحب مع الغيرة المدمرة ظللت أعتذر عن أخطائها هى لها وأبتسم راضيا وهى على الوهم ينمو ويكبر متحو لا إلى ثرثرة وهو اجس تغلبت عواطفى على عقلى تحولت إلى تائه لاقرار لى رأسى نهم اتساؤلات تكاد تفقدنى عقلى وتوسلآ للراحة قررت ان أحكى لصديقى الحميم عبد الرحمن الذى كثيرآ أما يمنحنى الاستواء فينصحنى بقوله المأثور ابتعد عن النساء ياصديقى فابتعدت وفى قلبى غصة لأحاول من جديد .
الحسن فى بيت الافعى
ولد محمد الحسن بيل المديرية الشمالية..توفيت ولدته فى نفس يوم ولادته فتربى على يد عمته كان حلم ابيه أن يصبح عندما يكبر كما يحلم كل الأباء أن يكون طبيبآ أو على الأقل مهندسآ زراعيآ ليرعى شئون الأرض فى البلد ولاكن الحسن ترك المدرسة ليعمل مع والده فى الزراعة بسبب الظروف التى ألمت به كان حال الحسن مثل حال كل ناس الشمال منزله من طين ويشرب مثل غيره ايضآ من مياه الأبار أو من النيل مباشرة وأهل الشمال يضيئون منازلهم بفوانيس الجاز ويعتمدون على حرفة الأجداد فى المعيشة الاوهي الزراعة هى كل حياتهم الأقتصادية وربما الأجتماعية فكان الحسن جزء أصيل من ذلك النسيج كان والده الحسن يكثر له من وصاياه على الأرض حتى أرتبط بها أرتباط الطفل بأمه ترعرع الحسن وكبر وتزوج من بنت عمته أم الحسن ولاكن القدر لم يمهل والده كثيرآ اذ توفى بعد زواج محمد الحسن بشهر واحد فتركه وزوجته فظل الحسن يعمل فى الأرض ويتذكر كل لحظة وصية والده
الأرض الحسن
التمر الحسن
الغنيمات الحسن
جيرانك الحسن
جلس الحسن على عنقريب من الحبال حائرآ يفكر فى مستقبله وما آل اليه حال البلد دخل عليه ود المسيعيد وكلتومة بت الزين وهو لا يزل مستغرقآ فى حيرته. وهذا هو حال أهل الشمال لابد من تفقد بعضهم البعض من حين لاخر أو فى حالة غياب أحد أهل الدار عن المنطقة
ود المسيعيد وكلتومه صحيا فى وقت واحد سلام هوى ياالجوه
بادره ود المسيعيد بقوله شنو الحكاية ياالحسن طول عمرك ما أنقطعت من الخلوة ماشفتك فى الصلاه الليلة رسلت فطورك وغداك وعشاك مع الشفع للخلوة وأنت ماجيت خير أن شاء الله من عادات أهل الشمال تقديم الأكل والشاى إلى الخلوه لاكرام الضيوف الذين يأتون من بعيد وهى عادة قديمة ومتأصلة فى اهل الشمال،
أستعدل الحسن
فى جلسته وقال :والله ياود المسيعيد فكرت فى السفر للخرطوم
ودالمسيعيد: لى شنو خير ان شاء الله
الحسن: أنت ماشايف الحال كيفنو ياود المسيعيد الجاز ما فى والمكن واقف وما قادرين نزرع الحال واقف مرة واحدة
وهنا تدخلت كلتوم فى الحوار بقولها تخلى ارضك الحسن وتمشى وين البخلى دارو بيقل مقدارو
الحسن: نسوى شنو ياكلتوم بت الزين ده الحال العلينا ما بيدنا حاجة
ويسأله ود المسيعيد :طيب يا الحسن أنت داير تسافر تشتغل شنو الحسن: والله ياود المسيعيد إنشاء الله أشيل الطوب فى كتفى اخير من النحن فيهودا. وبعد تفكير عيق قرر محمد الحسن السفر إلى الخرطوم وبالفعل ركب اللورى متجهآ إلى الخرطوم وبعد يومين من المعاناة وصل إلى نقطة التفتيش فى ضاحية أمبدة غربى أم درمان صعد رجال الأمن إلى ظهر اللورى وسأله أحدهم أنت ماشى وين يازول الحسن:أن ماشى أشوف لى شغل الحال وقف فى البلد الجاز مافى الزيت مافى كل شىء مافى. ضحك رجل الأمن ونظر إلى زميله ثم خاطبه بصيغة الأمر نزل الزول ده وركبو التونسية سريع
سعاد وحكايات من زمن الأزمة
حينما وصلت امام البيت الذى كانت تحمل عنوانة فى يدها المرتعشة كانت خائفة ومترددة الخطى فهى لم تستطع حتى هذه الحظة ان تستوعب ما ال اليه حالها وفى تلك اللحظة مر على زهنها شريط من الذكريات الجميلة ولكن قسوة الوقع والالم جعلها تفوق لنفسها حين سألها بواب العمارة
البواب: ايوه ياانسة بتفتشى على ايه
قالت: مدام سميرة ساكنة هنا
البواب :ايوة فى الدور الخامس شقة 2
وقفت أمام المصعد بضع دقائق ثم دخلت وضغطت على الزر رقم 5، وهى فى المصعد تملكها احساس بالقلق والتوتروالرهبة من لقاء مدام سميرة فهذه هى أول مرة فى حياتها تضطرها الظروف الى ان تبحث عن عمل حتى تتمكن من توفير مصروفتها بعد ان انقطعت عنها الاعانة التى كان يرسل لهل أخوها المغترب بْاحدى الدول العربية بعد ان تزوج وطلب منها تدبير شئونهها بنفسها وبتردد وصلت أمام باب الشقة رقم 2 وضغظت على جرس الشقة
مدام سميرة :هو أنت اللى بعتك مكتب الخدمات
قالت :ايوه انا
قالت: لها اسمك ايه
قالت :سعاد
قالت: لها مدام سمير اتفضلى حطى حاجاتك فى الحمام تلاقى أشياء المخصصة لنظافة
قالت: سعاد مامعاى حاجات عشان اختها غير شنطة اليد
مداد سميرة طيب هتبتدى بالصالون وتنظفى الأتربة وبعدين المطبخ ده عايز نظافة شديدة علشان امبارح كان عندنا عزومة يعنى المطبخ لازم يتنظف كويس وبعد ما تخلصى المطبخ تنظفى غرفة المعيشة وغرفة النوم خاصة الاوضة الأخيرة لانها دى اوضة ابنى هشام وهو مسافر امريكا من شهرين وسوف يحضر غدا
قالت سعاد كويس وذهبت الى الحمام لتحضر أدوات النظافة ووضعت شنطة اليد التى كانت تحملها على الانتريه ولكن نظرت مدام سميرة الحادة جعلتها تأخذ الشنطة وتضعها فى الحمام قامت سعاد واخذت أدوات التنظيف المكنسة والفوطة والبليدج والريشة وبدأت النظافة قالت لها
مدام سميرة :لا حطى داهنا
قالت :كويس
مدام سميرة :لا سيـبى دا هنا
قالت :كويس
مدام سميرة : جوزى ما بيحبش كده ايوه كده احسن كويس طيب سيبـى دا وروحى الاوضه لم تكن سعاد تضع فى بالها ان مدام سميرة امراة ثرثارة الى هذه الدرجة فمافعلت شيئا والا قالت لها مدام سميرة هذا خطأوفى تمام الساعة الثانية ظهرا وفى داخل احدى الاوض
قالت لمدام سميرة لوسمحتى انا تعبت وعايزة ارتاح خمس دقائق ايه لا مافيش طريقة اصل زوجى زمانه جاى والاولاد كمان جايين من المدرسة
معقول خمس دقائق بس
لا اصلى انا ما احبش كده ولازم تخلصى البقى عشان تمشى تروحى
قالت سعاد فى سرها خمس دقائق بس ما عايزانى ارتاح فيها استمرت فى عملها حتى الرابعة وحينما انهت عملها دخلت سريعا الى الحمام حتى ترتدى ملابسها وفى الرابعة وربع كانت قد خرجت الى الشارع وفى طريقها الى البيت كانت تحس انها فى غاية التعب قالت لنفسها كاننى كنت فى زجاجة وخرجت منها المهم أنا كده سوف أستطيع ان اضمن توفير قليل من المال حتى يمكننى ان اضمن ايجار البيت وبعد أسبوع أكون وفرت مصاريف الكرس والدراسة فى المعهد وبعد شهرين أكون وفرت وهى تحدث نفسها كانت قد تخطت المحطة ولكن استوقفها صوت احدى الباعة وهو يصيح ايوه الكيلو اثنين جنيهبس بس ايوه اتفضلى ياانسه
قالت: سعاد للبائع لوسمحت محطة الاتوبيس وين
قال: لها البائع تروحى يمين فى شمال تلقى نفسك فى المحطة مر يومان وهى تأتى الى شقة مادام سميرة وتقوم بواجبها فى التنظيف وترجع عند الرابعة مساء وفى اليوم الرابع وعندما انتهت عملها دخلت الحمام كالعادة لكى
ترتدى ملابسها سمعت طرق علىالباب
قالت: نعم ايوه
قالت: لها مدام سميرة انتى بتلبسى بدري كده ماشية فين
قالت انا اسفه مابقدر اتأخر اكثر من كده لانى مرتبطة فى المعهد وممكن احضر بكرة بدرى شوية عشان اكمل باقى الشغل وأوعدك تانى ماحاقصر فى أى حاجة
قالت: سميرة ازاى دانا بدفع ليك فلوس وانتى النهاردة اتاخرتى نص ساعة
سعاد: بتدفعى فلوس قصاد عملى وانا ماقصرت بس عندى ظروف
ازاى أنت تكلمنى كده
مدام سميرة: واكلمك كيف
سعاد: لو زعلانه عشان انا اتأخرت نص ساعة خلاص اخصمى نص ساعة من المرتب مدام سميرة: هو أنت هتاخدى حاجة أنت ماتستحقى أى حاجة
سعاد: يعنى شنو تعب الايام دى كلها عايزة تاكليوه ولاشنو
مدام سميرة: دى أنت مابتعمليش حاجة وانت لما تخرجى من البيت انا وررك بغسل واكوى واطبخ
سعاده :وو ايوه لو انتى قادرة تعملى كده جبتينى هنا عشاان اشتغل معاك
مدام سميرة: مش ممكن ازاى تردى على كده يابنت
سعاده: خلاص اصلك القروش أنت ما عايزة تدينى ليها والوقت بالنسبة لى تأخر علشان المعهد
قالت: لها مدام سميرة اسمعى انتى بكره ماتجيش
قالت :سعاده ومن قال ليكى انا جاية هنا تانى ادينى قروشى بس انا اشتغلت معاكى اربعة ايام
مدام سميرة: مفيش فلوس امشى ولا انادى ليكى البوليس لم تصدق سعاد نفسها ان جهد كل تلك الايام قد ذهب سدى وفى طريقها إلى الباب وهى خارجة قالت للمدام أنت افتكرتينى انا خدامة لوما الظروف اضطرتنى انا ما كان اشتغلت مع الزيك ده انا خريجة جامعية انتى فاكره انى انا جاية من الشارع بس لو سمحت لو عايزة تشغلى واحدة تانى ما تشغلى واحد مننا نحن القروش ما بتساوى عندنا حاجة لو كرامتنا انجرحت خرجت سعاد إلى الشارع وهى تحدث نفسها ناس ما عندها دم الله يجازى الخلانا نسيب البلد عشان نتهان كده وتذكرت انها لابد ان ترجع لمكتب الخدمات لكى يبحث لها عن فرصة عمل اخرى
الواقع فى أرض الشمال
صديقنا محمدأحمد ود الرزوقى تربال بسيط برنامـجه اليومى معروف لدى كل الناس حاله كحال كل أبناء الشمال يقوم فى الفجر يتوضأ ويصلى ويستغفرربه ثم يشرب شاى الصباح باللبن ويتوكل على الله ويشيل طوريته ومنجله ويتدلى على الساقية يدور بابور الموية ويقعد يقرع فى مويته من حوض لحوض أما زوجته بنت إدريس فتآتى له بالفطور فى الصباح فطاره المعروف القراصة والسمنة وتيرميس الشاى أما فى الغداء فكانت الكسرى والملاح وعندما تأتى الساعة الثالثة عصرآ يحمل محمد أحمد منجلة ويحش قش الغنم بعد أن يكون قد أوقف بابور المياه ويحمل قش غنمه على حماره المعروف ثم يحمل الطوريه والمنجل ويرجع فى المساء إلى منزله فيجد زوجته بنت إدريس قد جهزت له شاى اللبن فيشربه ويخرج ليتسامر مع أصدقائه على ضوء القمر وبين أحضان الرمال لم يحلم يوم من الأيام صديقنا محمد أحمد أن يكون له عربية خاصة أو أن يكون وزيرآ أورئيسا كان كل ما يحلم به هو أن يذهب إلى الخرطوم ليرى الكهرباء ومويه الدش والعمارات الشاهقة كان حلمه بسيط لا يبعد عن قدميه بضعة أمتار وذات يوم قرر أن يذهب إلى الخرطوم لزيارة أقاربه وليمتع نظره بأحلامه البسيطة فتوجه إلى كريمة حاملا شنطته الحديدية وبداخلها ملابسه وقليل من التمر والمنقه للأقارب بالخرطوم ثم ركب القطار وبعد أربعة أيام وصل محمد أحمد إلى ابن عمه بالخرطوم بحرى وجلس يحكى لابن عمه عن المصاعب التى واجهته بالقطار وعن الأحوال التى تمر بها البلد فى المديرية الشمالية وقال أن كل شىء بقى بالسوق الأسود وما فى وفجأة أنقطع عن الحديث وظل شارد البال بضعة دقائق ثم سأل ابن عمه أنت المصانع وقفت فى البلد دى ولا شنو ضحك ابن عمه ضحكة عالية فقال له هو فى مصانع الأن مع ناس الجبهة دى ما كل حاجة انتهت يا محمد أحمد . محمد أحمد: ياحليل أيام زمان وقت الزمن زين وقت كنا صغار بطينين كنا لا نعرف جروره ولا سداد دين ولا نعرف عشانا بيجوبوه من وين
ابن العم كدى سيب الغنا يا محمد أحمد وقوم أستحما وأرتاح شويه علشان بكره أنا أوديك لناس عمك وأولاده تسلم عليهم وتأخدلك يومين معاهم
محمد أحمد أنت ما داير تنـزل تفسحنى ولا شنو
ابن العم كدى أمشى أخدلك يومين مع عمك وبعدين أجى أفسحك
وفى اليوم التالى توجها إلى أمدرمان هو وابن عمه وفى الحافلة المتوجهة إلى أمدرمان ظل محمد أحمد ينظر إلى العمارات والبنوك الاسلامية المنتشرة فى كل الخرطوم وظل ينظر ذات اليمين وذات الشمال
فقال يا ود العم صاحبى السر لمان جى زار الخرطوم وقعد يحكى لى عنها
قال لى أن فى بنات لافات فى الشوارع زى الغزلان أناحاليا ما شايف غزلان شايف لى تيوس لافه فى الشوارع الحصل شنو فى البلد دى فجأة يسأله الشخص الذى يجلس بجواره فى الحافلة:
أنت من وين ياود العم؟
محمداحمد: أنا؟ انا من الشمالية.
الماعاجبك شنو فى البلددى؟
محمداحمد: والله الحال أتغير كان فى الخرطوم ولا فى الشمالية أتغير أنا ما كنت فاكر البلد دى بالطريقة دى .
ابن: العم يا محمد أحمد أسكت يأخى.
بعد نصف ساعة وصلت الحافلة إلى المحطة الوسطى أمدرمان فنزلا من الحافلة وفجأة أستوقفهم صديق لابن عم محمد أحمد وبدأ يتحدثان عن العمل فى الخليج بعد أن أحيلا إلى الصالح العام وفجأة التفت ابن العم لينظر إلى محمد أحمد فلم يجده وظل كالمجنون يسأل كل الأشخاص حوله وينظر ذات اليمين وذات الشمال كأنه ذهب مع الريح فذهب إلى قسم الشرطة وبلغ وذهب إلى المستشفيات فلم يجده ورجع إلى منزله يائسا وفى اليوم التالى فتح ابن العم الصحيفة ليتصفحها مع كوب من الشاى فى الصباح فرأى صورة محمد أحمد فى الصفحة الأولى فأستغرب وأستعجب وفى لهفة بدأ يقرأ فى الخبر القبض على زعيم خلية من خلايا الشيوعيين فظل يضحك ويقول هذه زمانك يامهازل فامرحى هذه زمانك يامهازل فامرحى
(عدل بواسطة يحي ابن عوف on 06-25-2003, 08:46 PM) (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 06-25-2003, 08:53 PM) (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 08-23-2003, 03:39 AM)
06-25-2003, 09:01 PM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
يجرجر ذاته لى يتهئ لأستقبال يوم جديد يتلفت حوله سهم شارد يعبر
مابين ذكرايته شريط طويل من الذكريات للأصدقاء محمد أحمد. ود عبد الرحيم.وحاج عكود. ودحمد. ركب طويل من الأصدقاء هجروا البلد منهم من إستقر بالخرطوم ومنهم من هجر الوطن . نظر إلى زوجته ست الدار وابنه الصغير وهو يتأمل مستقبله المظلم ست الدار : صباح الخير ياود على مالك سارح وحالك ما عجبنى اليومين ديل
ود على : صباح النور ياست الدار الحال بقى صعب والناس هجرت البلد
ست الدار: نسوى شنو الزرع مات من قلت المويه قالوالبترول طلع ياربى الجاز ده بيودو وين ؟
ود على : أنا بصراحه قررت السفر للخرطوم
ست الدار: تسوى شنو فى الخرطوم الحال كله ما بقى زى بعضه
ود على : أشوف لى أى شغل أشتغله طالمه البترول طلع والشغل كتر فى الخرطوم
ما بين اليوم واليوم الثانى قرر السفر ململم ذاته عسى أن يجد بريق أمل
لحياه أفضل وصل منزل عمه الذى كان يسكن بحى العمارات يطرق جرس الباب ثم تفتح الباب الخادمة
ود على : سلام هوى ياجوه
زوجة عمه : آهلآ منو أنا ود على زوجة عمه : آهلآ حبابك عمك مشى يجيب ليه زول يصلح لينا الآيركونديشآ ما عارفه الحصل ليه شنو الليله إيتعطل عمك ما حيتأخر مشى بعربيته المرسيدس وبيجى هسا
يدخل فى هذه اللحظة العم أحمد
العم أحمد : آهلآ يا ود على حياك الله وآبغاك جيت ميتين وكييف البلد
ود على : أنا جيت قبل شويه البلد تعبت والتمر ما زى زمان والزراعة
ماتت من قلت المويه والناس عايشين على البضائع المهربة من مصر كأنه الشمالية ديه ما تابعه للسودان
حاج أحمد : كديه خلى الكلام الفارغ ده وورينا أنت جاى تسوى شنو فى الخرطوم
ود على: أنا جاى عشان تشوف ليا شغل طبعآ أنت زول كبير فى الحكومة ديه
حاج أحمد: طبعآ أنت رجل مسلم والبلد ديه بتهمك
ود على: آفوه يا عمى البلد ديه أغلى من جننا
حاج أحمد : أنا حا أوديك الجيش عشان تمشى تجاهد فى العبيد والكفره فى الجنوب
ود على: عبيد وكفره هو لسه فى عبيد وكفره ولسه فى ناس بتبيع ناس فى السودان ؟؟؟؟
فى هذه اللحظة يسأل هيثم يعنى شنو يا بابا عبيد؟
حاج أحمد: اسكت يا ولد ياقليل الآدب
ود على: يا حاج أحمد هو أى زول أسود عبد
حاج أحمد:طبعآ العبد عبد والسيد سيد
ود على: حسن ود عمى قال نحن لمن نمشى أى دولة من الدول العربية بيقولوا علينا عبيد
للمرة الثانية يسأل هيثم يعن ايه يا بابا عبيد؟؟؟؟
حاج أحمد: اسكت يا ولد يا قليل الآدب
وأنت يا ود على باين عليك من كلامك ده إنك بقيت زول كافر
ود على: يا عمى ما تقول الكلام ده هو المايمشى يقاتل فى الجنوب يبقى كافر الجنوب ده ما فيه مسلمين ؟؟
فى هذه اللحظة يسأل هيثم للمرة الثالثة يعنى ايه يا بابا عبيد ؟؟؟؟
حاج أحمد: اسكت يا ولد يا قليل الآدب أسمع يا ود على الما يمشى يقاتل ملحد وكافر
ود على : طيب يا عم أحمد أنت ما مشيت تقاتل ليه؟؟؟؟؟؟
حاج أحمد: يا كفره يا ملحدين لمن نحن نمشى نقاتل البيلم ليكم خير البلد ديه منو .
(عدل بواسطة يحي ابن عوف on 06-25-2003, 09:06 PM) (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 08-23-2003, 03:42 AM)
06-25-2003, 09:04 PM
ودرملية
ودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687
بينما كنت جالسآ بأحدى مقاهى القاهرة المعروفه لدى السودانين ما يسمى بمقهى جى جى ظهر لى فجاءة بوجهه شاحب من التعب كأنه كبرعن عمره الحقيقى خمسين عاما لم نلتقى منذ سنوات هو من أبناء المديرية الشمالية ترعرعنا سويآ أنا وهو ودرسنا كل المراحل التعلمية سويآ سلمت عليه وبدأت أحكى له مشوار حياتى وبدء هو يحكى اليا ما فعلت به الأيام منذ أن أفترقنا فى الوطن فقال لقد عدت إلى السودان بعد غيبة دامت سبع سنوات قادم من المملكة السعودية بعد نهاية خدمتى فى جريدة المدينة وكان كل آملى أن أساهم فى بناء سودان جديد جئت إلى وطنى لارتاح من عناء السفرولكن قبل أن توضع بصمات قدم على الأرض جاءت الجبهة الأسلامية بانقلابها المشئوم فى 30 يونيو/ فتم أعتقالى بل سجنى من قبل النظام الحاكم الجبهة الأسلامية وذقت ما ذقت من أنواع التعذيب من كى بالنار إلى الضرب المبرح والتعليق فى أماكن مرتفعة وصب المياه الباردة على جسدى وأنا نائم وفى النهاية أطلق سراحى بعد أن سحب جواز سفرى وكل شهاداتى الثبوتين وحتى إطلاق سراحى لا أعلم ما هى تهمتى الموجه آليا وما هى قضيتى وبعد إطلاق سراحى عزمت على الرحيل مرة أخرى وغادرت السودان بجواز سفر تحت أسم مستعار إلى القاهرة ثم إلى ليبيا فلم أسلم من ملاحقتهم رفعت السفارة السودانية وأذيالها الممدودة تقدير كاذب إلى الأمن الليبى فتم القبض على مرة أخرى من قبل النظام الليبى وكانت التهمة الموجة إلى فى هذه المرة محاولة أغتيال عمر البشير والوفد المرافق له وبأننى أعمل مع تنظيم سرى وذقت ألوان جديدة من العذاب من مسح الحمامات والطبخ ومسح أحذيتهم لقد نزف القلب الأبيض كثيرآ من الدماء ولكن كل ذلك لايهم فى سبيل الوطن المهم انه سينتهى البشير وترابيه مهما طال الزمن ولكن يدور سؤال فى ذهن كل سودانى عزب أو شرد أوقتل أهله ماذا سنفعل بهم عند ما تأتى الثورة القادمة هل سنمد أيدينا بيضاء ونصافح كما صافحنا فى أبريل ام سنحاسبهم كما حاسبونا من غير قضايا
(عدل بواسطة يحي ابن عوف on 06-25-2003, 09:11 PM) (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 08-23-2003, 03:44 AM)
06-25-2003, 09:14 PM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
آحد الأصدقاء أرسل إليا شريط كاست من السودان من آحد فننى الطمبور توجد فى هذا الشريط أغنية تقول آسمر صحيح أنا معترف وآهلى الهناك بالجملة سود لكن سمار اللون وبس أما القلوب عكس الجلود هذه الكلمات أسترجعت لى ذكرياتى القديمة عندما كونت أعمل بأحدى الصحف بالمملكة العربية السعودية فىالثمانينات عندما غادرت السودان متوجهآ إلى السعودية كونت مشحون ومعبأ تعبئه كاملة من أوهام الطفولة التى زرعت بدواخلنا منذ الصغر بأننا عرب من أحفاد العباس وكل البشر عبيد ونحن الآسياد ونحن المسلمون الذين لابد من التبرك بهم ولكن انهار هذا الوهم من أول وهله عندما وصلت مطار السعودية كانت أول صعقة كهربائية بالنسبة لى عندما سألنى آحد السعوديين العامليين بالمطار أين عقد عملك ومن هو كفيلك يا عبد غضبت منه غضبآ شديد وبدأت أتشاجر معه وأنا السيد والعربى الحر حفيد الرسول فبدأ يسخر منى عندما قولت له أنا عربى وآخآ لك ثم ناده إلى أحد زملائه ساخرآ قائلاآ انظر إلى هذا العبد الذى يدعى انه عربى وانه من أحفاد الرسول كانت هذه المرة هى المرة الأولى التى آواجه بها بحقيقت نفسى ولا كننى لم آعر للموضوع أهتمام فى تلك اللحظة جأنى مندوب الصحيفة وحسم الموضوع وقولت فى نفسى هذا الأنسان جاهل لا يعرف آى شيئ عن السودان وعن أصولنا ولكن بعد ذلك تكرر الموضوع مرات عديدة كانوا السعوديين الزملاء يسألوننى أسألة غريبة اين تعلمت العربية متى اسلمت هل لديكم منازل هل لكم أهل كما لدينا كانوا ينظروا إلى انفسهم وكأنهم هم الشعب الوحيد الذى انزل فى الأرض كما تكررت معى مثل تلك المواقف فى ليبيا هؤلاء القوم يحتقرون حتى كلمة عبد ويصغرونها إلى عبيد وأخوننا المصريين يدلعونها بأبوه سمره أما بقية الدول العربية ينظروا إلى السودانى وكأنه العبد المخلص لسيده يجب أن لايفكر فى يومآ من الأيام أن يتزوج منهم أو أن يقول أنا عربى الإ فى اجتماعات جامعة الدول العربية التى يوهمون آخوننا الأفارقه ليكملوا بهم العدد أخواتى أفيقوا من غيبوبتكم ودعكم من التجارة بأسم العروبة والدين إذا أردنا أن يحترمنا العالم بما فيه الأمة العربية التى لا تحترم حتى بعضها البعض
نافذه على ا لتاريخ مملكة كوش ( نبته) 725 - 591 ق.م
كعادته كل يوم كان يحكي لنا عن أمجاد المماليك النوبية كما حكا لنا عن أسماء كثيرة لا زالت موجودة في عصرنا هذا أسماء لبعض الآلات الزراعية وبعض الأسماء لأشياء كثيرة كان يقول أن هذه الأسماء أسماء نوبية مثل الآربل والكويق والكوريك والمنجل والكرديك والسلبة والآشميك وأسماء كثيرة تتداول ما بين أهل الشمال مرة وكعادتنا كل أمسية تحلقنا حول جدنا الشيخ الرزوقي وهو جالس ليروي لنا حكاية من حكاياته التي نتشوق إليها وننتظرها كل أمسية قال جدانا الشيخ وهو يمسح بكفه على لحيته البيضاء هذه الأمسية لن أروي لكم قصة خيالية قال سأحدثكم عن فترة من أمجاد وأقدم فترات التاريخ في بلدنا والتي تؤكد أن السودان من أقدم البلدان العريقة التي عرفت الحضارة قبل الكثير من الأمم سأحدثكم عن بطلين من أعظم الأبطال في التاريخ القديم: الملك العظيم بعنخي والملك العظيم تهارقا وعاش هذان الملكان وأسرتهما التي حكمت السودان ومصر في عهود سابقة. سأحدثكم عن مملكه تسمى مملكة نبته أو كوش التي كانت في الفترة ما بين 725 إلى 591 ق م تلاحظون أن هذا التاريخ يبدو وكأنه مقلوب بالنسبة للتواريخ التي نتعامل بها الآن والحقيقة أنه غير مقلوب ولكنه يحدد فترة زمنية مختلفة. فالتاريخ الأفرنجي يبدأ بميلاد المسيح عليه السلام فيقال سنة كذا ميلادي الأحداث التى وقعت بعد ميلاد المسيح والسنة الميلادية يرمز لها بحرف (م) أما الأحداث التي وقعت قبل ميلاد المسيح يرمز لها بحرفين( ق. م )وقبل أن أسرد عليكم سيرة البطل السوداني بعنخي الذي كان ملكا على نبتا والذي غزا مصر سأحدثكم قليلا عن هذاالملك العظيم وعن علاقته بمصر لأن العلاقات بين مصر والسودان في ذلك الزمن البعيد قد تركت تأثيراتها على البلدين يقول المؤرخون وعلماء الآثار أن العلاقات بين مصر والسودان قامت منذ العصر الحجري وأنه كان هناك ترابط وثيق يرجع إلى عصر الشاهيناب في السودان والفيوم في مصر منذ سنة 4000 قبل الميلاد. والشاهيناب والفيوم من لمناطق التي كشف التاريخ عن آثار الإنسان المتقدم عاش فيها فى ذلك العصر الحجري وقد اتفق المؤرخون أن مناطق الشاهيناب والفيوم أخذتا ملامح صناعتهما من بعضهم ا لبعض وأن كان قد اختلف المؤرخون أيهما أخذ من ألاخر ومن الناحية العرقية أي الجنس فإن المجموعات الأولى في مصر أو السودان تنتمي إلى جنس البحر الأبيض المتوسط أو الحامي حيث نجد بعض الرسومات متشابهة.وهنا سأل أحدنا مقاطعا جدنا الشيخ قائلاً: ولكن كيف عرف الناس كل هذه المعلومات عن تلك الفترة البعيدة. أجاب الشيخ الرزوقي دون تردد وكأنه كان ينتظر من أحدنا مثل هذه السؤال فقال هناك كما تعرفوعلم يسمى علم الآثار يعتمد على التنقيب في المناطق الآثارية بكشف القبور وقراءة النقوش ودراسة التماثيل والآثار فى المعابد ويقدرون عمر الحجارة التي عملت منها تلك التماثيل وغيرها وأيضا عرف قدماء السودانيين والمصريين فسجلوا أخبارهم وغزواتهم فوق جدران ا لمعابد والمسلات التي أقاموها واللوحات ولكن الكتابة التي عرفتها تلك الحضارات ليست كالكتابة التي نعرفها نحن اليوم فهي كانت عبارة عن رسومات ورموز للمعاني التي يريدون التعبير عنها. ومن أقدم اللغات التي عرفها الإنسان اللغة الهيروغرافية والتي كانت لغة قدماء المصريين كما عرف سكان السودان في فترة المملكة نبته كانت لهم لغة خاصة تسمى اللغة المروية نسبة إلى مروي التي كانت عاصمة في يوم من الأيام وربما حدثتكم عنها في يوم من الأيام كما هو معروف فأن مقابر النبلاء والملوك في تكل العصور كانت أشبه بالمتاحف. فكانوا يدفنون مع الميت كل أدواته التي يستعملها في حياته من سلاح وأواني وذهب ومأكولات نسبة لأنهم كانوا يؤمنون بحياة أخرى بعد الموت. يعتقدون أن الميت سيحتاج لتلك الأشياء لحياته الجديدة في تلكا لفترة من التاريخ. عاش ملك عظيم يسمى بعنخي وقد تولى بعنخي الملك بعد وفاة والده الذي كان يدعى كاشتا 751ق م وقد كان بعنخي حاكما عظيماً ازدهرت في فترة حكمه المملكه وخلف آثار كثيرة من المعابد والرسومات وتماثيل. بعض هذه الآثار موجود في متحف السودان القومي وبعضها موجود في متحف القاهرة كما أن بعض الآثار موجودة في منطقة جبل البركل والجبانات القديمة في نوري. ولعل من أعظم إنجازات بعنخي فتحه لمصر وتخليصها من الحكم الأجنبي تسلط عليهم ويقال أن أصلهم كان من ليبيا وقد عرفنا أخبار هذه الحملة لفتح مصر من لوحة خلفها بعنخي في منطقة جبل البركل. وهي موجودة الآن في متحف القاهرة القومي. جاء في اللوحة أحدهم قائلا لجلالتته أن شيخاً من القرب هو أمير إقليم نشر تفنتخت العظيم ألقى قبضته على كل الغرب من ألأرض السوداء وان حكام المدن قد تنبعوه كما أن أمير الأشمونين انحاز لجانب تفتتخت وخان بذلك عهداً قطعه عل نفس بالطاعة لبعنخي وهذا يعني أن الصلة بين بعنخي والمصريين كانت قبل ذلك الحقيقة أن أسلافه ومن بينهم والده كاشتا كانوا قد دخلوا مصر من قبل ومهدوا له الطريق.وتقول اللوحة أن بعنخي ضحك عند سماعه ذلك الخبر وذلك لوثوقه من النصر وأستخفافه بأعدائه ولكنه لم يبدأ الحرب حتى أرسل لجلالته الأمراء وقواد الجيش الذين كانوا بمد نهم قائلين له هل يمتد صمتك بدرجة تنسى فيها أقاليم الأرض الجنوبية في وقت يتقدم فيه تفنتخت غازياً ولا يجد من يرده. وهنا أرسل بعنخي لقواته وقادتها وأمراء مصر الذين كانو تحت طاعته قائلا أسرعوا إلى المعركة وخوضوا غمارها. وتحركت جيوش بعنخي من نبته وحينما ودعهم الملك زودهم بنصائحه حاثأهم على القتال. ومن كلماته التي قالها لهم والتي تعبر عن بعض معتقداته ولا تهاجموا أثناء الليل ولا تهاجموا هجوم المتلاعبين بل إهجموا متى ما رأيتم أن العدو أعد جيشه وخيله للمسير إليكم. وإذا قامت الحرب فاعلموا أن آمون هو الذي أرسلنا إليهم فإذا وصلتم مدينة طيبة اغتسلوا في مياه معبد آمون واسجدوا له وقولوا ثبت فدتنا على الحق لنحارب فى ظل سيفك. واستمرت اللوحة تحكي عن انتصارات جيش بعنخي. فقد استطاع السودانيون إخلاء المحاصرين وفر تفنتخنت إلى الشمال وهرب نملوت إلى الجنوب للذود عن الأشمونين.ولما وصلت أنباء تلك الإنتصارات لبعنخي لم يبتهج بل قال (وهل تركوا بقية من جيش أرض الشمال من الافلات ليحكىعن المعركة. ثم أ قسم بحب آمون لى وبتفضيل آمون أياى أني سأبحر بنفسي إلى الشمال وسأضرب ما بناه تفنتخت حتى أجعله يتجنب القتال إلى الأبد واستطرد جدنا وهو يعتصر ذاكرته القوية ليقدم لنا تفاصيل ذلك التاريخ البعيد قائلا: قام بعنخي بجيشه إلى أرض الشمال ووصل إلى طيبه حيث احتفل بعيد رأس السنة ثم أبحر شمالأ لمدينة الأشمونيين حيث وجد جنوده يحاصرونها وانتصرت جيوش بعنخي على المدينة المحاصرة واستسلم من فيها وأرسل نملوت رسله بالهدايا ومنها تاجه الملكى ولكن بعنخي لم يستجب لرجائه إلا بعد أن تدخلت بناته ونساؤه استجابه لتوسلات بنات نملوت وزوجته. وبهذه المناسبة أود أن أذكر لكم نبأ ظريف قبل أن نستمر في أخبار بعنخي. فقد كان قدماء السودانيين يؤمنون بتعدد الزوجات، وأن لبعنخي أربعة زوجات حفظ لنا التاريخ أسماء هن:وهى كتسا ، وبكسا، وتابيري وآبار. والأخيرة هى والدة الملك العظيم الأخر الذى وعدتكم بالحديث عنه في فرصة قادمة، ترهاقا.وواصل جدنا الشيخ حديثه عن غزوة بعنخي قائلا: وبعد أن خضعت له كل المدن ذهب الى تفقد خيول نملوت. وجد الخيول جوعى. فقد كان يحب الخيول ومما ذكره بعض المؤرخين أن من الأسباب التى جعلته بعنخي يغزو مصر، إساءة للخيول. وقال لنملوت: أقسم برع لأن أرى الخيول جائعة ليكونن هذا أصعب علي من كل جرم التي ارتكبته.)ومن المدن التي قاومن جيوش بعنخي مدينة منف. لكنه في النهاية تمكن من إلحاق الهزيمة بجيشها بعد استيلائه على المدينة سار بعنخي إلى معبد إله المدينة الذي اعترف بجلالته ملكاً على منف وأعطى بعنخي الإله بتاح كثيرا من الهدايا فتظاهر كهنة الإله بتاح بالرضا ولكنهم كانوا يضمرون الغدر، إذ أن بعنخي كان يحارب باسم الإله آمون ووصل بعنخي إلى معبد عين شمس ودخل الأقداس حيث اعترف به شيخ آلهة المصريين وبأنه ابن من سلالته الجالسة على عرش مصر وجاءه أوسر كورن وهو من ملوك الأسرة الثالثة والعشرين، وقدم له فروض الولاء والطاعة واعترف له بالسيادة على أرض مصر والسودان. وبعدها استسلم ملوك الدلتا وتوج بعنخي ملكا على القطرين. ومرة أخرى ينبرى أحدنا مقاطعاً بالسؤال: عن ما هو التتويج وكيف يتوج الملك؟. صمت جدنا الشيخ قليلا وكأنه يسترجع الأحداث التي نعرف أنه يعيها جيدا وأخيرا قال: كان قدماء السودانيين والمصريين يهتمون اهتماماً بالغاً بحفلات التتويج ويعتبرونها جزءاً من الطقوس الدينية. وكان اهتمامهم يتزايد حينما يموت ملك ويشغر مكانه. إذ كانوا يعتبرون الفترة ما بين وفاة الملك القديم وتتويج الملك الجديد فترة من أخطرة الفترات قد تتسبب فى الاضطرابات وعدم الاستقرار. ولعل هذا ما نسميه الآن بالفراغ الدستورى. وكان للتتويج مواقيت معينة، وأماكن معينة. وبماأنه حدث كبير وخطير فأنه من الناحية الذمنية لابد أن يتوافق مع التغير فى الفصول، كأن يكون فى بداية الصيف أو في بداية الخريف مثلاً. أما من ناحية المكان فكان يتم فى مكان يدعى بيت الحياة وهو أشبه بالمعهد الديني حيث العلماء ورجال الدين وكبار الكهان ينقطعون للعبادة ويقرأون الكتب ويمارسون نشاطهم الفكري. لكن قبل أن يتم التتويج، يتحتم على الملك الجديد أن يطوف بمعابد الآلهة.العظام ويقوم بالطقوس الخاصة باعتلاء العرش وبعد ذلك تجرى الطقوس الدينية وتقدم القرابين للإله ثم يوضع التاج على رأس الملك، فتكتمل له السلطة يباركه الإله حورص.والتاج عادة يكون من الذهب الخالص المحلى بالرياش-وعندما أتم بعنخي سيطرته على مصر وتوج ملكا عليها، راجعأ إلى نبته محملاً بالغنائم واستقبله مواطنوه بالفرح والترحاب، وكانوا يقولون قوي قوي أيها الملك بعنخي. قد أثبت وفرضت ا لسيطرة على أرض الشمال، ما أسعد قلب الأم التى ولدتك والأب الذي أنجبك. ولعلكم يا أبنائي قد لاحظتم شيئين هامين في غزوة بعنخي لمصر: الأمر الأول أنها تمت بناء على دعوة من بعض أهلها وأمرائها والأمر الثاني أن عدو بعنخي الذى ذهب ليحاربه ليس شعب مصر الذى وقف معه واستقبله وغنى بنصره لأن بعنخي هو ابن الإله آمون. ارتكب الملك بعنخي غلطة تاريخية أثرت على مجرى الأمور فى تلك البلاد فقد عاد الى الملكته نبته دون أن يترك أحدأ من قبله يكون موضع ثقة ويحافظ على ما حققه من انتصارات ومن إعادة لتكريم الإله آمون. لقد ترك وراءه أمراء وكهان دا هنوه و تظاهروا له بالرضا والاستسلام وعفا عن الذين تمردوا على سيطرة نبته فماأن تأكد كل أولك ان بعنخىعاد الىأرضه وانشغل بأمور البلاد حتى تحركوا. وكان أولهم تفنتخت الذى عفاه بعنخي عنه بعد أن قدم فروض الولاء والطاعة. نقض تفنتخت العهد وأعلن نفسه أمبراً طورا وامتد نفوذه من الدلتا إلى أكثر أرض مصر السفلى. ولكنه سرعان ما توفى وخلفه على العرش ابنه باكرشى كم استولى سركوب الثالث ونالكوت الثالث من أبناء ملكوك مصر فى عهد بعنخي على حكم طيبة.ونجحا حينا من الدهر حتى اعتلى شيكة أخو بعنخي العرش 716 ق. م بعد وفاته فخرج غازيا مصر وأجلى كل الذين تسلطوا عليها بعدغياب بعنخي. ومرة أخرى ينبر أحدنا ليقدم لجدنا الشيخ سؤالاً: وبهذه المناسبة لم يكن جدنا الشيخ يضيق بأسئلتنا، بل يعتبرها دليل على متابعتنا واهتمامنا بأحاديثه. في بداية حديثك قلت أن بعنخي كان من الملوك العظماء في مملكة نبته وما سردته علينا انحصر في الحروب، فكيف كان أجدادنا القدماء يقيمون عظمة ملوكهم وهل كانت الحروب أهم نشاطاتهم؟ فكر جدنا ملينا وخيل إلينا أنه فوجى بالسؤال وساد الصمت بيننا وأنظارنا متعلقة بشفتيه بل وتملك بعضناالحرج خاصة الذي سأل السؤال وقلنا له ليس من اللائق إحراج جدك ولكن سرعان ما ابتسم جدنا الشيخ وانفرجت شفتاه عن ابتسامه راضية وقال كما عودنا حقا هذا موضوع هام كان على أن أحدثكم عنه من البداية. لقد كانت مملكة نبته من الممالك الظمة. كان الملك هو الحاكم المطلق وكما ذكرت لكم من قبل فقد كان الارتباط بين الملك والإله ارتباطا وثيقاً. فالملك مقدس كالإله تماما، إذ يعتبر أبنه يعمل بآرادئه وليس بإرادة البشر. كان يساعد الملك أفراد من الموظفين و قواد الجيش وكانت عظمة الملك تقاس بمايحققه فى عهده من ازدهار ورفاهية فى ميادين التجارة والعدل والحفاظ على حقوق المواطنين كا نت له شرطة تؤدى دورها فى خدمة الناس يفصلون بين الناس في منازعاتهم التى تنشب بينهم. أما موضوع الحرب فموضوع كبير ومهم في تلك الحقبة من حياة أجدادنا. فالملك القوى هو الذي يملك الجيش المدرب المسلح يستطيع تأمين الدوله ورعايتها من هجمات الأعداء. وكان الملك هو بنفسه قائد الجيش، أما الغزوات الخارجية فكانت من نشاطات المهمة للدولة إذ يحقق مكاسب للدولة فهويخيف الطامعين ويرد المعتدين كما يحقق مكاسب من غنائم وبما يجلبوه من سبايا وخيرات للبلاد ولعل الأسرى والغنائم ومصنوعات وخلافها يشكلون مصدر من مصادر الثروة، فبعضهم يضم إلى الجيش الدولة وبعضهم يعملون كعبيد فىاقطاعيات الملك والنبلاء. ولكن هناك موضوع ذكرته لكم ولم ينتبه له أحد منكم ولم تسألوا عنه فقد ذكرت أن ترهاقا العظيم هو ابن بغنخي. ولكن بعد وفاة بعنخي تسلم الملك أخاه شبكه وقد جرت العاداة أن يرث الابن أباه لكن الحقيقة أن نظام الوراثة عند ملوك نبته القديمة يختلف عن نظام الورثة مابين السودانيون و المصريين. ولكن هذا موضوع طويل سأحدثكم عنه فى المرة القادمة ثم صمت قليلا جدنا الشيخ الرزوقى ومسح بيده على لحيته البيضاء وقال : يا أبنائى أريد أن أوضح لكم شيئ هام كثرة حوله القيل والقال سأحدثكم عن الشلوخ أو الفصاده قالوا بعض الناس أنها علامات ورموز لبعض القبائل أو الأعراق ولكن هذا غير حقيقى فالحقيقة أن الشلوخ هى طقوس دينية إبتدعوها الكوشيون والكنوز أى النوبين كان عندما يولد الطفل أو الطفلة يشلخ أو توضع ثلاثة خطوط على وجه من اليمين والشمال كانوا يعتقدون أن تلك الخطوط أو الشلوخ تحرصه من أى آزا كانوا يقولوا أن الخط الأول الأب والخط الثانى الأبن والخط الثالث روح القدس هذه العقيدة قبل الأسلام ولكن بعد دخول الأسلام ظلوا أهل الشمال متمسكين بتلك الطقوس وحتى يومنا هذا ومتمسكين ليس بالشلوخ فقط بل بأشياء كثيرة كالمشاط وصناعة العناقريب وأشياء كثيرة وهذه الشلوخ موجوده حتى الآن عند الدنقلا والمحس والشايقية والحلفاويين والجعاليا كما توجد بعض القبائل الجنوبية وأن كانت هذه الطقوس طقوس نوبية وإذا آخذنا الدنقلا والمحس والسكود تجد شلوخهم ثلاثه مستطيله أما الشايقية والمناصير فشلوخهم ثلاثه بالعرض أما الجعليا فشلخهم هو الصليب كما يوجد فى بعض القبائل السودانية المختلفة ثلاثة شلوخ فى شكل سلم توارثو تلك الطقوس من أجدادهم جيل بعد جيل فسأل آحدنا جدنا الشيخ قائل: إذا كانت الخطوط أو الشلوخ عادة نوبية قديمة توارثوها الأجيال فماذا عن اللغة العربية التى نتحدث بها اليوم صمت جدنا قليلا. قائل : لقد حكم مملكة كوش ملوك كثيرة وعدتكم بالحديث عنهم فى المرة القادمة ولكن سأحدثكم الآن عن اللغة العربية ودخولها إلى هذه المنطقة عندما بدأت المملكة فى الأنهيار كان لابد من عقيده يعتنقونها كانت فى تلك الزمان افريقيا مزدهره بالتجارة وكان التجار يأتون اليها من كل انحاء العالم إلى هذه المنطقة وبالأخص المناطق النيلية فجاءت الدعوة الأسلامية أو المبشريين بالدين الأسلامى من الدول المجاورة وكانوا من العرب والفرس كان لابد من تعلم العربية لمن آراد أن يعتنق الدين الجديد الا وهو الدين الآسلامى بما أن القرءان انزل باللغة العربية والشيئ الثانى الذى شجعهم على تعلمهم العربية غضبهم على نظام الحكم فى تلك الفترة وأول من هجروا لغتهم هم أبناء كوش أو نبته كانت لغتهم الأساسية هى اللغة المروية برغم وجود لهجات ولغات مختلفة بمناطق النوبيين وإذا أراد أيآ منكم أن يتعرف على هذه اللغة المروية فاليذهب إلىمقبرة نورى القديمة أو جبل البركل أو منطقة الكورو الأثارية ستجدون عديد من اللوحات المكتوبة بتلك اللغة المروية كان من يتعلم العربية يعلم الآخر أصول الدين الآسلامى بالعربية أو بالهجة المحلية منهم من تمسك بلهجته حتى يومنا هذا ومنهم من تخلى عنها فالسودان يا أبنائى من أعرق الدول فى العالم كانت به مماليك كثيرة وملوك كثيرة
الجبهة وتقاليع القرن الواحد وعشرين
بينما كنت جالسآ أمام التلفزيون أشاهد برامج الفضائية السودانية وأستمع إلى بعض الأخبار فجاة ظهر أحد المذيعين على شاشة التلفاز وأشار إلى أن هذه الليلة هى ليلة الإحتفال بعرس الشهيد إستعجبت من هذا الحديث وقلت لأحد الأصدقاء الذين كانوا يجلسون بجوارى لقد أخطأ هذا الرجل كان من المفترض أن يقول إن هذه الليلة هى ليلة تأبين الشهيد فضحك الأصدقاء وقالوا هذه تقليعة من تقاليع الجبهة وبعد ثوانى معدودات ظهرت على الشاشة فرقة موسيقية تغنى شهيدنا سار يا عديلة لى قصرو سار يا عديلة إستعجبت من هذه الكلمات وبدأت أسال نفسى هل من الممكن أن يكون للشهيد المعنى قصر فى الجنة رغم إعدامهم 28 ضابطآ فى شهر رمضان الكريم رغم إعدامهم مجدى ورفاقه ورغم إبادة الأطفال والنساء والشباب فى الجنوب وإعدام وتعذيب وتشريد كل شباب وأبناء السودان بدأت أسترجع شريط الذكريات إلى الوراء وأضحك على هذه الدنيا وتقلباتها وتذكرت الخطاب الذى القاه السيد الزبير محمد صالح والسيد إبراهيم شمس الدين والسيد حاج نور ذات يوم وقالوا فيه لابد أن يموت ثلثين الشعب السودانى ليعيش ثلث واحد ليحكم السودان وكانوا يعتقدوا أن هذا الثلث هو الجبهة الإسلامية وهم فى مقدمتها ولكن أمر الله جعلهم هم من أوائل الثلثين هذه القصة ذكرتنى بقصة صديقنا الذى كان دائمآ يلح ولا يرضى بما قسمه له الله رب العالمين حيث ركب الطيب الأتوبيس وظل يردد دعاءآ واحدآ قائلآ يا ربنا شكها شكها وكان يركب إلى جواره شخص يستمع إلى دعائه وفجاة إنقلب الأوتوبيس ونجا كل الركاب وظل الرجل الذى كان يجلس إلى جوار الطيب يبحث عنه يمنة ويسرة بين الركاب إلى أن وجده وقد كان هو الوحيد الذى مات فى الحادث رغم أن الأتوبيس كان يعج بلركاب ضحك الرجل بأسى وقال مخاطبآ الطيب والطيب جثة هامدة ها أنت وقد رماك الله بايظ ورغم وجه التشابه فى الحدثين إلا أن الطيب كان يبحث عن وضع أفضل له عن طريق ربه وهو الدعاء من الله تعالى إلا أن الزبير محمد صالح و إبراهيم شمس الدين والسيد حاج نور كانوا يحلمون بأن يظلوا مخلدون لقتل الشعب السودان بأكمله ليظلوا هم والترابى وأعوانهم فى حكم السودان ولكن على الباغى تدور الدوائر واللهم لا شماتة فى الموت فهوحق كتب علينا جميعآ
تحياتى يحى لقد استمتعت ببعضها اولها رائع واوسطها مقبول واخرها خرب على روعة البداية وبعد ده كلو بقول ليك بختلف معاك فيما تحمل ما تقوم توصفنى باننى جبهجى هايس لايس ويجب محاربتى
06-25-2003, 09:56 PM
يحي ابن عوف
يحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة